عرض مشاركة واحدة
قديم 2020/07/07, 07:10 AM   #2
ابراهيم علي عوالي العاملي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 5752
تاريخ التسجيل: 2020/05/02
المشاركات: 21
ابراهيم علي عوالي العاملي غير متواجد حالياً
المستوى : ابراهيم علي عوالي العاملي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابراهيم علي عوالي العاملي
افتراضي

ا هي حقيقة الذنب ـ2



ماهي حقيقة الذنب؟
ما هو حكم التوبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرفنا في الحلقة السابقة تحت عنوان (الذنب 1) على حقيقة الذنب والآثار المترتبة عليه ، هنا وفي هذه الحلقة الثانية نتحدث عن أعظم طريق يمكن أن يتخلص الإنسان به من الذنب ومن الآثار المترتبة عليه أعني : طريق ( التوبة ) .
ما هي حقيقة التوبة ؟.
الجواب : التوبة لغةً تعنى الرجوع والإنابة ، يقال تاب فلان أي رجع وأناب ، وهي تطلق على العبد تارةً وعلى الله تارة أخرى ، وعند إطلاقها على العبد يقصد بها رجوعه إلى الله عن الذنب والمعصية ، وعند إطلاقها على الله يقصد بها رجوعه ـ تبارك وتعالى ـ على عبده من العقوبة إلى العفو واللطف ، والتفضل عليه بقبول توبته والصفح عن زلته ومعصيته ، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى كلا المعنيين في قوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ) التوبة / 117 ( ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم ) التوبة / 118 .
وأما شرعاً فتتكون حقيقة التوبة من أمرين مهمين :
الأمر الأول : الندم على الذنب بعد العلم به .
يقول الرسول الأكرم : الندم توبة .
ويقول الإمام الباقر : كفي بالندم توبة .
الأمر الثاني : ترك الذنب وعدم العود إليه مع تداركه إن توقف تركه على التدارك .
يقول أمير المؤمنين : إن الندم على الشر يدعو إلى تركه .
وقال عليه السلام : التوبة ندم بالقلب ، واستغفار باللسان والقصد على أن لا يعود .
وفي رواية سمع ـ عليه السلام ـ رجلاً يستغفر الله ، فقال له : ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟إن الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم وقع على ستة معاني :
أولها: الندم على ما مضى .
الثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً .
الثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله سبحانه أملس ليس عليك تبعة .
الرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها .
الخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي تنبّت بالسحت فتذيبه بالأحزان ، حتى يلصق الجلد بالعظم (( اللحم )) وينشأ بينهما لحم جديد .
السادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية .
يقول الشيخ النراقي ـ رحمه الله ـ في جامع السعادات : العلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال والتلافي للماضي ثلاث معان مترتبة في الحصول يطلق اسم التوبة على مجموعها .
ويقول الشيخ الأنصاري ـ رحمة الله ـ في المكاسب : ـ التوبة هي ـ الرجوع إلى صراط الله المستقيم بعد الانحراف عنه .
ما هو حكم التوبة ؟
الجواب : التوبة واجبة للأدلة الأربعة .
أما من الكتاب فيكفي قوله تعالى : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنين لعلكم تفلحون ) النور / 31 .
وأما من السنة فقد ادعي التواتر على ذلك ، والروايات كثيرة في هذا الباب ، قال الإمام الصادق علية السلام : التوبة حبل الله ومدد عنايته ، ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال .
وأما الإجماع فمقطوع كما عن بعض المحققين .
وأما العقل فلدفعها الضرر الذي هو العقاب أو الخوف ، ودفع الضرر واجب عقلاً .
ثم إن وجـوب التوبة فـوري ، فبمجرد صدور الذنب يجب على المذنب أن يبادر إلى التوبة ، ولا يحق له أن يتأخر عنها أو يسوف فيها ، يقول السيد الإمام رحمه الله : من الواجبات التوبة من الذنب ، فلو ارتكب حراماً أو ترك واجباً تجب التوبة فوراً .
ما هي الآثار المترتبة على التوبة ؟.
الجواب : هناك آثار كثيرة تترتب على التوبة نذكر منها :
1ـ غفران الذنوب .
يقول عز وجل : يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) التحريم / 8 .
ويقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
ويقول الإمام الصادق عليه السلام : ما من عبد أذنب ذنب إلا وغفر الله له ذلك الذنب قبل أن يستغفر .
ويقول عليه السلام إذا أكثر العبد من الاستغفار رفعت صحيفته وهي تتلألأ .
2ـ تبديل السيئات إلى حسنات .
يقول عز وجل : إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فألئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً الفرقان / 7.
جاء في كتاب مصابيح القلوب ( للسبزواري ) أنه لما نزلت آية تحريم الخمر أمر الرسول أن ينادي منادي أن لا يشرب أحد الخمر ، وفي يوم من الأيام التقى الرسول في الطريق برجل مسلم بيده قنينة فيها خمر ، فلما رأى الرسول اضظرب وخاف وقال : إلهي تبت إليك ، لا تفضحني أمام نبيك ، ولما اقترب الرسول سأله عما في يده فقال : إنه خل ، فطلب منه رسول الله أن يصب قليلاً منه في يده ، فلما صبه فإذا هو قد انقلب إلى خل حقيقة ، فبكى الرجل وقال : يا رسول الله والله إنه ما كان خلاً بل خمراً ، ولكني تبت وسألت الله أن لا يفضحني أمامك ، فقال الرسول : نعم من تاب بدل الله سيئاته حسنات .
3 ـ حب الله تبارك وتعلى .
يقول عز وجل : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
4 ـ إطالة العمر وسعة العيش .
يقول تبارك وتعالى : وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله) هود / 3 .
5 ـ فرح الله المناسب لكماله الواجبي .
يقول الإمام الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعلى يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها .
المصدر شبكة اهل البيت الأخلاقية


رد مع اقتباس