عرض مشاركة واحدة
قديم 2019/11/13, 04:04 PM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


ثم عزم عبيدة وغلمانه على الرحيل بأمواله، وسار القوم حتى اشرفوا على يثرب، فبكوا بكاء شديدا ونادوا : واهشماه، واعزاه، فخرج الناس وخرجت سلمى وابوها وعشيرتها، فنظروا واذا بخير هاشم قد جزت نواصيها وشعورها وعبيده يبكون.

فلما سمعت سلمى بموت هاشم مزقة اثوابها، ولطمت خدها، وقالت : واهشماه، مات والله لفقدك الكرم والعز من بعدك، يا هاشماه، يا نور عيني، من لولدك الذي لم تره عيناك! قال : فضج الناس بالبكاء والنحيب، ثم ان سلمى اخذت سيفا من سيوف هاشم وعطفت به على ركائبه وعقرتها عن اخرها، وحسبت ثمنها على نفسها، وقالت لوصي هاشم : اقرا المطلب عني السلام وقل له : اني على عهد اخيك، وان الرجال بعده علي حرام.

ثم ان العبيد والغلمان ساروا مكة، وقد سبقهم الناعي الى اولاده، وعياله، فاكثر اهل مكة البكاء والنحيب، وخرج الرجال، وخرجت نساء قريش منشرات الشعور، مشققات الجيوب، وخرجت نساء بني عبد مناف، فبكى القوم عند ذلك، وفكوا كتابه وقراوه، فجددوا حزنهم، ثم قدموا اخاه المطلب وسودوه عليه، فقال : ان اخي عبد شمس أكبر مني واحق بهذا الامر، فقال عبد شمس : وأيم الله! انك خليفة اخي هاشم.

قال : فرضي اهل مكة بذلك وسلموا اليه لواء نزار، ومفاتيح الكعبة، والسقاية، والرفادة وقوس اسماعيل، ونعل شيت، وقميص ابراهيم، وخاتم نوح، وما كان في ايديهم من مكارم الانبياء. وأقام المطلب اياما، فلما اشتد بسلمى الحمل وجاءها المخاض، وهي لا تجد ألما سمعت هاتفا يقول :

يا زينة النساء من بني النجار بالله اسدلي عليه بالاستار

واحجبيه عن أعين النظار كي تسعدي في جملة الاقطار

قال : فلما سمعت شعر الهاتف اغلقت بابها، وأسدلت سترها، وكتمت أمرها، فبينما هي تعالج نفسها اذ نظرت الى حجاب من نور قد ضرب عليها من البيت الى عنان السماء، وحبس الله عنها الشيطان الرجيم، فولدت شبيه الحمد، وقامت وتولت امرها، ولما وضعته سطع منه نور شعشعاني، وكان ذلك النور نور رسول الله (صلى الله عليه واله)، فضحك وتبسم، فتعجبت امه من ذلك، ثم نظرت اليه فاذا هي بشعرة بيضاء تلوح في رأسه، فقالت : نعم أنت شبيه كما سميت.

ثم ان سلمى ادرجته في ثوب من صوف وقمته وهيأته ولم تعلم به أحدا من قومها حتى مضت له أيام، وصارت تلاعبه ويهش اليها، فلما كمل له شهر علم الناس، فاقبلت القوابل فوجدوها تلاعبه، فلما صار له شهران مشى، ولم يكن على اليهود أشد منه واكثر ضررا، وكانوا اذا نظروا اليه غيظا وحنقا لما يعلمون مما سيظهر منه من تدميرهم، وخراب اوطانهم وديارهم، وقطع اثارهم، وكانت امه اذا ركبت ركب معها أبطال الأوس والخزرج، وكانت مطاعة بينهم، وكان اذا خرج يلعب، يقف الناس حوله فرحين به دون أولادهم، وكانت أمه لا تأمن عليه احدا، فلما تم له سبع سنين اشتد حبله، وقوي باسه، وتبين للناس فضله، وكان يحمل الشيء الثقيل وياخذ الصبي ويصرعه ويهشم عظامه.

ثم ان رجلا من بني الحارث دخل يثرب في حاجة له، فاذا هو بابن هاشم يلعب مع الصبيان قد غمرهم بنوره، فوقف الرجل ينظر الى الصبي وهو يقول : ما أسعد من أنت في ديارهم ساكن، وكان يعلب وهو يقول :

انا ابن زمزم والصفا انا ابن هاشم وكفى

فناداه الرجل : يا فتى، فأجاب وقال : ما تريد يا عم، قال : ما اسمك؟ قال : شيبة بن هاشم بن عبد مناف، مات أبي وجفاني عمومتي، وبقيت مع امي وأخوالي، فمن أين اقبلت يا عم؟ قال : من مكة، قال : وهل انت تحمل لي رسالة ومتقلد لي امانة؟ قال الحارثي : وحق ابي وابيك اني فاعل ما تأمرني به، قال : يا عم، اذا رجعت الى بلدك سالما ورايت بني عبد مناف، فاقرئهم مني السلام وقل لهم : ان معي رسالة غلام يتيم مات أبوه وجفاه عمومته، يا بني عبد مناف، ما أسرع ما نسيتم وصية هاشم، وضيعتم نسله، واذا هبت الريح؛ تحمل روائحكم الي.

قال : فبكى الرجل واستوى على مطيته، وأرسل زمانها حتى قدم مكة، فلم يكن له همة الا رسالة الغلام، ثم اتى مجلس بني عبد مناف، فوجدهم جلوسا، فانعمهم صباحا، وقال : يا أهل الفضل والاشراف، يا بني عبد مناف، اراكم قد غفلتكم عن عزكم، وتركتم مصباحكم يستضيء به غيركم.

قالوا : وما ذاك؟ فاخبرهم بوصية ابن اخيهم، فقالوا : وأيم الله! ما ظننا انه صار الى هذا الامر، فقال لهم الحارثي : ولتعجز الفصحاء عن فصاحته، ويعجز اللبيب عن خطابه، وانه لفصيح اللسان جري الجنان، يتحير في كلامه اللبيب، فائق على العلماء عاقل أديب، الى عقله الكفاية، والى جماله النهاية، فقال عمه المطلب بن عبد مناف شعرا :

اقسمت بالسلف الماضين من مضر وهاشم الفاضل المشهور في الامم

لأمضين اليه الان مجتهدا واقطعن اليه البيد في الظلم

السيد الماجد المشهور من مضر نور الانام واهل البيت والحرم

قال : وكان المطلب أشد أهل زمانه باسا في الشجاعة، فقال له اخوته : نخشى عليك ان علمت امه لم تدعه يخرج معك؛ لانها شرطت على اخيك ذلك، فقال : يا قوم، ان لي في ذلك امر ادبره.

ثم انه تهيأ للخروج، وأفرغ على نفسه لامه حربه، وركب مطيته، وخرج وقد اخفى نفسه خوفا ان يشعر به احد، ثم اقبل يجد السير حتى اقبل على مدينة يثرب وقد ضيق لثامه ودخل المدينة، فوجد شيبة يلعب مع صبيان، وعرفه بالنور الذي اودعه الله فيه، وكان قد رفع صخرة عظيمة وقال : انا ابن هاشم المعروف بالعظائم.

فلما سمع عمه كلامه اناخ مطيته وناداه : ادن مني يا بن اخي، فأسرع اليه شيبة وقال له : من انت يا هذا، فقد مال قلبي اليك واظنك احد عمومتي؟ .

فقال له : انا عمك المطلب، وأسبل عبرته وجعل يقبله، وقال : يا بن اخي، احب ان تمضي معي الى بلد ابيك وعمومتك وتكون في دار عزك، فقال : نعم، فركب المطلب وركب شيبة معه وسارا، فقال له شيبة : يا عم، اسرع بنا لاني اخشى ان تعلم بنا امي وعشيرتها فيلحقوا بنا فياخذوني قهرا، اما علمت انه يركب لركوبها ابطال الاوس والخزرج! فقال له : يا بن اخي، في الله الكفاية، ثم سارا وركبا الجادة الكبرى حتى ادركهما المساء بذي الحليفة فنزلا وسقيا مطيتهما، ثم ان المطلب ركب مطيته وأخذ ابن اخيه شيبة قدامه، وأرسل زمامها وسارا، فبينما هما كذلك اذ سمعا صهيل الخيل وقعقعة اللجم وهمهمة الرجال في جوف الليل.

فقال المطلب : يا بن اخي، رؤينا ورب الكعبة، فما نصنع؟.

قال شيبة : ألم اقل لك ان القوم يلحقون بنا، فانحرف بنا عن الجادة الى الطريق السفلى.

قال المطلب : وكيف يخفى امرنا عليهم ونورك يدل علينا؟! قال : استر وجهي، فسعى ان يخفى امرنا، قال : فاخذ المطلب ثوبا وطواه ثلاث طيات وستر به وجهه، واذا بالنور علا من وجهه كما كان، فقال : يا بن اخي، ان لك شانا عظيما عند الله، فان الذي اعطاك هذا النور يصرف عنا كل محذور، قال : فبينما هو يخاطب ابن اخيه اذا ادركتهما الخيل، وكانوا من اليهود، فلما رأوا شيبة علموا انه هو الذي يخرج من ذريته من يسومهم سوء العذاب، ويكون خراب ديارهم على يديه، وقد بلغهم في ذلك اليوم ان شيبة قد خرج هو وعمه ولا ثالث لهما، فادركهم الطمع في قتله، فخرجوا وخرج معهم سيد من سادات اليهود يقال له دحية، وكان له ولد يقال له لاطية، فخرج يوما يلعب مع الصبيان، فأخذ شيبة عظم بعير وضرب به ابن دحية فهشم رأسه وشجه شجة موضحة وقال له : يا بن اليهودية، قد قرب اجلك، ودنا خراب دياركم، فبلغ الخبر الى ابيه دحية فامتلأ غيظا، فلما علم انه قد خرج مع عمه نادى : يا معشر اليهود، هذا الغلام الذي تخشونه قد خرج مع عمه وما لهما ثالث، فأسرعوا اليه واقتلوه، فخرجوا وكان عددهم سبعين فارسا، فلحقوا بشيبة وعمه.

فقال شيبة لعمه : يا عم، انزلني حتى أريك قدرة الله تعالى، فانزله عمه فقصده القوم، فجثا على الطريق وجعل يمرغ وجهه في التراب ويدعو ويقول في دعائه : يا رب الظلام العامر، والفلك الدائر، يا رب السبع الطباق، يا مقسم الارزاق، اسألك بحق الشفيع المشفع، والنور المستودع، ان ترد عنا كيد اعدائنا، فما استتم دعاءه حتى كادت الخير تهجم عليه، فوقفت الخيل.

فقال ابن دحية لاطية : يا بن هاشم، اصرف عنا هذا الخطاب، وكثرة الجواب، فنحن لا نشك فيك يا بن عبد مناف، فانتم السادات، اعلموا انا ما خرجنا طالبين كيدكم، ولكن خرجنا كي نردك الى امك، فلقد كنت مصباح بلدتنا، فقال شيبة : اراكم تنظرون إلي بعين مغضب، فكيف تكون في قلوبكم المحبة لي، لكن لما رأيتم قدرة الله تعالى قلتم هذا الكلام، وتركهم وسار الى عمه، فقال له المطلب : يا بن اخي، ان لك عند الله شانا، ثم جعل يقبله، وساروا وسار القوم راجعين، فقال لهم لاطية : الم تعلموا ان هؤلاء معدن السحر؟.

قالوا : بلى، قال : يا بني اسرائيل، يا امة الكليم، قد سحركم هذا الغلام وعمه، فدعونا نترجل، فاتبعوهم من ورائهم شاهرين سيوفهم وقصدوا شيبة، فلما قربوا قال له المطلب : الان قد حقت الحقائق، واخذ المطلب قوسه، وكان قوس اسماعيل (عليه السلام) ، وجعل فيما سهما ورمى بها اليهود، فقتل بها عبد لاطية، فاتاه سيده وقد مات، وقد اخذ اخرى ورمى بها فأصاب رجلا اخر فقتله، فصاحوا باجمعهم وهموا بالرجوع، فقال له لاطية : عار عليكم الرجوع عن اثنين، فالى متى يصيبون منا بنبلهم، فلا بد ان يفرغ نبلهم فنقتلهم، ولم يكن في القوم اشجع منه، وكان من خيبر، فعند ذلك حملوا عليهما حملة رجل واحد، وجاء لاطية الى المطلب، وقال له : قف لي اكلمك بما فيه المصلحة ونرجع عنكم، قال شيبة : ان القوم قد عزموا علينا.

فقال المطلب : يا معاشر اليهود، ليس فيكم شفيق ولا حبيب، والمقام له بين عمومته خير له، فانصرفوا راجعين، فقال لهم لاطية : كيف يرجع هذا الجمع خائبا ونحن قد خرجنا ومرادنا ان نرده الى امه، فقال لهم المطلب : انتم قوم ضالون، لقد اكثرتم الكلام واطلتم الملام، ثم قال المطلب لشيبة : انما غرضي ان تمضي الى عمومتك، فان كنت تعرف من القوم الصدق فارجع معهم حتى تكبر وتبلغ مبلغ الرجال، ثم تعود الى بلد عمومتك، قال : يا عم، لا يغرنك كلامهم انهم اعداؤنا، قال عمه : صدقت.

قال : ثم ان المطلب قال لهم : يا حزب الشيطان، بنا تمكرون، وعلينا تحتالون، انما ساقكم الينا اجالكم، فمن شاء منكم ان يبرز الى القتال فليبرز، فلما سمعوا كلام المطلب قال لهم لاطية : اما تعلمون ان هذا فارس بني عبد مناف الذي يفرق العرب، من يبرز اليه فله عندي مائة نخلة حاملة ليس فيها ذكر، فقال له رجل يقال له جميع، من بني قريظة، وكان للاطية عليه دين : انت أبرز اليه واترك دينك عني، قال : نعم، ولك مثل ذلك، فاشهدوا يا من حضر، ثم خرج جميع الى المطلب وهو لا يعلم به حتى قرب منه، فقال له المطلب : لا اشك بانه قد ساقك قصر اجلك، ثم ضربه بالسيف، فقال : خذها وانا المطلب بن عبد مناف، فمات من ساعته، فاقبل اليهود واحاطوا به، فلما رأى لاطية ما حل باصحابه غضب غضبا شديدا وقال : من يبرز اليه فله عندي ما يريد؟.

فقال له غلام : ما لهذا البطل الا بطل مثله، ابرز اليه انت، قال : نعم، انا ابرز اليه، وجرد سيفه ودنا من المطلب فتقاتلا من أول الليل حتى مضى من الليل أكثره، واليهود فرحون اذ برز لاطية للمطلب، هذا وعينا شيبة تهملان دموعا خوفا على عمه المطلب، فبينما هم كذلك واذا بغبرة قد ثارت كلها قطع الليل المظلم، وقد سدت الافق، واذا بصهيل الخيل وقعقعة اللجم، واصطكاك الاسنة، واذا هم اربعمائة، وهم فرسان الاوس والخزرج قد اقبلوا من المدينة مع سلمى وابيها، فلما نظرت الى اليهود مجتمعين على حرب المطلب صاحت بهم صيحة عظيمة، وقالت : يا ويلكم، ما هذه الفعال؟ فهم لاطية بالعزيمة.

فقال له المطلب : الى أين يا عدو الله، الفرار من الموت؟ ثم ضربه بالسيف على عاتقه فقسمه نصفين وعجل الله بروحه الى النار وبئس القرار، وجالت الفرسان على اليهود، فما كان الا قليلا حتى باد جميع اليهود، فعند ذلك عطفوا على المطلب والسيف مشهور في يده، وقد دفع الفرس الى ابن اخيه، فلما جالت الكتائب خافت سلمى على ولدها، فأومت الى القوم وكانت مطاعة فيهم فأمسكوا عن القتال، فتقدمت سلمى الى المطلب وقالت : من الهاجم على مرابط الاسد، والخاطف من اللبوة شبلها؟.

قال المطلب : هو من يزيده شرفا على شرفه، وعزا الى عزه وهو اشفق عليه منكم، وانا ارجو ان يكون صاحب الحرم، والمتولي على الامم، وانا عمه المطلب.

فلما سمعت كلامه قالت : مرحبا واهلا وسهلا، ولم لا تستاذني في حملك ولدنا من بلدنا وانا قد شرطت على ابيه ان رزقت منه ولدا يكون عندي ولا يفارقني؟ .

فقال لها المطلب : كان ذلك.

ثم اقبلت على ولدها، وقالت : يا ولدي، خرجت مع عمك وتركتني، والان ان اردت ان ترجع معي فارجع، وان اخترت عمك فامض راشدا، فلما سمع كلام امه اطرق الى الارض، فقالت له امه : يا بني، لم تسكت وانت طلق اللسان، وجري الجنان؟ فوحق ابيك، اني لا امنعك عن شهوتك، وان عز علي فارقك يا ولدي، فرفع راسه وقد سبقته العبرة فقال : يا اماه، اخشى مخالفتك لانه محرم علي عصيانك، ولكن احب مجاورة بيت ربي، وانظر الى عموتمي وعشيرتي، فان امرتيني بالمسير سرت، والا رجعت، فعند ذلك بكت وقالت له : اذا كان كذلك فقد سمحت لك برضى مني، وقد كنت مستأنسة بغرتك فلا تنسني ولا تقطع اخبارك عني، ثم قبلته وودعته، وقالت : يا بن عبد مناف، قد سلمت اليك الوديعة التي قد استودعنيها اخوك هاشم بالعهد والميثاق، فاحتفظ بها، فاذا بلغ ولدي مبالغ الرجال، ولم اكن حاضرة، فانظروا بمن تزوجونه.

فقال لها المطلب : تكرمت بما فعلت، وجملت فيما وصفت، ونحن لا ننسى حقك ما حيينا، ثم عطف عليها يودعها، فقالت سلمى : خذوا من هذه الثياب والخيل ما تريدون، فشكرها المطلب وأردف ابن اخيه وسارا حتى قربا من مكة، فاضاءت شعابها، وانارت الكعبة، فاقبل الناس ينظرون اليه، واذا هم بالمطلب يحمل ابن اخيه، فسألوه عنه وقالوا : من هذا يا بن عبد مناف الذي قد اضاءت به البلاد؟ فقال لهم المطلب : هذا عبد لي، فقالوا : ما اجمل هذا البعد، فسماه الناس من ذلك اليوم عبدالمطلب : هذا عبد لي، فقالوا : ما أجمل هذا العبد، فسماه الناس من ذلك اليوم عبدالمطلب.

وأقبل الى منزله وكتم امره، وقد عجب الناس منه ومن نوره وهو لا يعلمون انه جد رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم انه ظهرت له ايات ومعجزات ومناقب ودلالات تدل على النبوة، وكانت قريش تتبرك به، فاذا اصابتهم مصيبة، او نزلت بهم نازلة، او دهمهم طارق، او نزل بهم قحط، توسلوا بنور رسول الله (صلى الله عليه واله) فيكشف الله عنهم ما نزل بهم، وقد ظهر من هذا النور المعجزات الباهرات والايات الواضحات).


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس