عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/05/26, 12:00 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعلم ان الكتاب والسنة واجماع الامة دالة على ثبوت المحاسبة يوم القيامة، وحصول التدقيق والمناقشة في الحساب، والمطالبة بمثاقيل الذر من الأعمال والخطرات واللحظات، قال الله ـ سبحانه ـ:
" ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين "[1]. وقال: " يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيءٍ شهيد "[2]. وقال: " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً "[3]. وقال: " يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره "[4]. وقال: " يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضراً وما عملت من سوءٍ تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً "[5]. وقال: " ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون "[6]. وقال: " فوربك لنسئلنّهم أجمعين عما كانوا يعملون "[7].
وقال رسول الله (ص): " ما منكم من أحد إلا ويسأله رب العالمين، ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان ". وورد بطرق متعددة: ان كل أحد في يوم القيامة لا يرفع قدماً عن قدم حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما ابلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه. والآيات والأخبار الواردة في محاسبة الأعمال والسؤال عن القليل والكثير والنقير والقطمير اكثر من أن تحصى، وبازائها أخبار دالة على الأمر بالمحاسبة والمراقبة في الدنيا، والترغيب عليها، وعلى كونها سبباً للنجاة والخلاص عن حساب الآخرة، وخطره ومناقشته. فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب، وطالبها في الانفاس والحركات، وحاسبها في الخطرات واللحظات، ووزن بميزان الشرع أعماله وأقواله: خف في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه. ومن لم يحاسب نفسه: دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي سيئاته، قال الله ـ سبحانه ـ:
" ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ "[8].
والمراد بهذا النظر: المحاسبة على الأعمال. وقال رسول الله (ص): " حاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا ". وقال الصادق (ع): " إذا اراد احدكم إلا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا من عند الله ـ تعالى ـ، فإذا علم الله ـ تعالى ـ ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه، فحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فان للقيامة خمسين موقفاً، كل موقف مقام أف سنة. ثم تلا:
" في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ "[9].
وتفريع المحاسبة على الأمر باليأس عن الناس والرجاء من الله، يدل على أن الإنسان إنما يرجو الناس من دون الله في عامة أمره وهو غافل عن ذلك، وأن عامة المحاسبات إنما ترجع إلى ذلك، وذكر الوقوف في مواقف يوم القيامة على الأمر بمحاسبة النفس يدل على أن الوقفات هناك إنما تكون للمحاسبات، فمن حاسب نفسه في الدنيا يوماً فيوماً لم يحتج إلى تلك الوقفات في ذلك اليوم، وقال (ع): " لو لم يكن للحساب مهول إلا حياء العرض على الله ـ تعالى ـ، وفضيحة هتك الستر على المخفيات، لحق للمرء ألا يهبط من رؤوس الجبال، ولا يأوى إلى عمران، ولا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام، إلا عن اضطرار متصل بالتلف، ومثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها وشدائدها قائمة في كل نفس، ويعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار، حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة، كانه إلى عرصاتها مدعو وفي غمراتها مسؤل، قال الله ـ تعالى ـ :
" وإن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين "[10]. "[11].
وقال الكاظم (ع): " ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسنة استزاد الله ـ تعالى ـ، وان عمل سيئة استغفر الله منها وتاب إليه ". وفي بعض الأخبار: ينبغي ان
يكون للعاقل أربع ساعات: ساعة يحاسب فيها نفسه....


------------------

[1] الأنبياء، الآية: 47.
[2] المجادلة، الآية: 6.
[3] الكهف، الآية: 50.
[4] الزلزال، الآية: 6 ـ 8.
[5] آل عمران، الآية: 30.
[6] البقرة، الآية:281، آل عمران، الآية: 161.
[7] الحجر، الآية: 92.
[8] الحشر، الآية: 18.
[9] المعارج، الآية: 4.
[10] الأنبياء، الآية: 47.
[11] صححنا الحديث على مصباح الشريعة: باب 85، ص186.



phsf,h hkts;l rfg Hk jphsf,h



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس