أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال : رفع إلى المأمون : ان الرضا ( ع ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه ، فأنفذ محمد بن عمرو الطوسي فطرد الناس عن مجلسه وأحضره ، فلما نظر إليه المأمون زبره واستخف به ، فخرج الرضا ( ع ) يقول : وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء لأستنزلن من حول الله عز وجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به وبخاصته وعامته ثم أتى منزله واغتسل وصلى ركعتين قال في قنوته : يا ذا القوة الجامعة والرحمة الواسعة ، - إلى آخر دعائه - صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابى وأذقه مرارة الذل والهوان كما إذا قنيها واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس ، فلم يتم دعائه حتى وقعت الرجفة وارتفعت الزعفة وثارت الغبرة ، فلما سلم من صلاته قال : اصعد السطح فإنك سترى امرأة بغية رثة غثته متسخة الاطمار مهيجة الأشرار يسميها أهل هذه الكورة سمانة لغباوتها وتهتكها قد أسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا وقد شدت وقاية لها خمرا إلى طرف لها مكان اللواء فهي تقود جيوش الغاغة وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون وهو قصر أبي مسلم في شاهجان قال : ورأيت المأمون متدر عاقد برز من قصر الشاهجان متوجها للهرب فما شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رماه من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيله أسقطت عن رأسه بيضته بعد أن شقت جلدة هامته ، فقال بعض من عرف المأمون : ويلك أمير المؤمنين ، فسمعت سمانة فقالت : اسكت لا أم لك ليس هذا يوم التمييز والمحاباة ولا يوم انزال الناس على طبقاتهم ومقاديرهم ، وطرد المأمون أسوء طرد بعد اذلال واستخفاف شديد ونهبوا أمواله ، فصلب المأمون أربعين غلاما واسلا دهقان مرو وأمر أن يطول جدرانهم ، وعلم أن ذلك من استخفاف الرضا ( ع ) فانصرف ودخل عليه وحلفه أن لا يقوم له وقبل رأسه وجلس بين يديه وقال : لم تطب نفسي بعد مع هؤلاء فما ترى ؟ فقال الرضا ( ع ) : إتق الله في أمة محمد وما ولاك من هذا الامر وخصك به فإنك قد ضيعت
أمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك يحكم فيها بغير حكم الله عز وجل وقعدت في هذه البلاد وتركت دار الهجرة ومهبط الوحي وان المهاجرين والأنصار يظلمون دونك ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ويأتي على المظلوم دهر يتعب فيه نفسه ويعجز عن نفقته فلا يجد من يشكو إليه حاله ولا يصل إليه فاتق الله يا أمير المؤمنين في
أمور المسلمين وارجع إلى بيت النبوة ومعدن الرسالة وموضع المهاجرين والأنصار أما علمت يا أمير المؤمنين ان والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط من أراده أخذه ، فقال : نعم ما قلت يا سيدي هذا هو الرأي ، وخرج يجهز للرحيل .
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 - ص 456 - 458ض9
lk luhgd Hl,v hgYlhl hgyvdf ,h;vhlhji