2012/01/03, 05:56 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
ثــــورة التوابـــــين
قامت حركة التوابين على محور فكري واحد هو: التوبة بالقتال حتى الموت من ذنبهم في عدم نصرة الإمام الحسين × ، وكان بعضهم بايع سفيره مسلم بن عقيل & ، وكتب الى الإمام الحسين × طالبين مجيئه الى الكوفة ! وصاحب الفكرة سليمان بن صُرَد الخزاعي & (93 سنة)فهو رئيسهم بلا منازع، وقد سيطرت على ذهنه فكرة التوبة بهذه الطريقة تطبيقاً لقوله تعالى:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)!(سورة البقرة:54) . والآية تتحدث عن نبي الله موسى × لما رجع من الطور ، ووبَّخ قومه لأنهم عبدوا العجل فاعترف عدد منهم بخطئهم وتابوا ، وأنكر آخرون أنهم عبدوا العجل ، فأمر بعض هؤلاء بقتال بعض أولئك ، ولما بدؤوا بالقتال رفع الله عنهم هذا الإمتحان . (تفسير الإمام العسكري × /254، والتبيان:1/246) فهي حكمٌ خاصٌّ ببني إسرائيل ، وتنفيذه تمَّ تحت نظر نبي معصوم × ، لكن ابن صُرَد & طبقه على نفسه وعصره وأقنع به جماعته ، فكان يقول:( ألا لا تهابوا الموت ، فوالله ما هابه امرؤ قط إلا ذل . كونوا كالأولى من بني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم: يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ،فما فعل القوم؟ جثوا على الركب والله ومدوا الأعناق ورضوا بالقضاء ، حين علموا أنه لاينجيهم من عظيم الذنب إلا الصبر على القتل ! فكيف بكم لو قد دعيتم إلى مثل ما دعي القوم إليه! إشحذوا السيوف وركبوا الأسنة،وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ، حتى تُدْعَوْا حين تُدعوا وتُسْتَنْفَرُوا !(أي يأتيكم أمري) ! قال فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال: أما أنا فوالله لو أعلم أن قتلي نفسي يخرجني من ذنبي ويرضي عني ربي لقتلتها ، ولكن هذا أمر به قوم كانوا قبلنا ونهينا عنه ، فأشهد الله ومن حضر من المسلمين أن كلما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال القاسطين . وقام أبو المعتمر حنش بن ربيعة الكناني فقال: وأنا أشهدكم على مثل ذلك ، فقال سليمان بن صرد: حسبكم ، من أراد من هذا شيئاً فليأت بماله عبد الله بن وال التيمي تيم بكر بن وائل ، فإذا اجتمع عنده كلما تريدون إخراجه من أموالكم جهزنا به ذوي الخلة والمسكنة من أشياعكم).(الطبري:4/426) . فقد اجتهد هذا الشيخ الصحابي & في تطبيق الآية على نفسه ومن أطاعه ، دون أن يرجع الى الإمام زين العابدين × ولا بد أنه كان يعرف أن الإمام × لايتبنى حركتهم ولا يعطيها الشرعية ، لا بصفته إماماً من الله تعالى ولا بصفته ولي دم أبيه الحسين ‘ ! فأفتى ابن صرد لنفسه ، كما أنه لم يتحقق من ادعاء المختار أنه أخذ (الشرعية) من محمد بن الحنفية & ! وينبغي أن نذكر هنا أن سليمان بن صرد & كان تخلَّفَ عن حرب الجمل مع أمير المؤمنين × وأنه كان والمسيب بن نجبة يطالبان الإمام الحسن × أن يعلن بطلان عهد الصلح مع معاوية لنقضه الشروط ! ومعناه أنهما كانا يجتهدان مقابل الإمام المعصوم المفترض الطاعة ، فهما شيعيان بالمعنى العام لا الخاص. قال الطبري:4/430: (ودخل المختار الكوفة وقد اجتمعت رؤوس الشيعة ووجوهها مع سليمان بن صرد فليس يعدلونه به ، فكان المختار إذا دعاهم إلى نفسه وإلى الطلب بدم الحسين قالت له الشيعة: هذا سليمان بن صرد شيخ الشيعة قد انقادوا له واجتمعوا عليه فأخذ يقول للشيعة: إني قد جئتكم من قبل المهدي محمد بن علي بن الحنفية ، مؤتمناً مأموناً منتجباً ووزيراً ، فوالله ما زال بالشيعة حتى انشعبت إليه طائفة تعظمه وتجيبه وتنتظر أمره . وعِظَمُ الشيعة مع سليمان بن صرد ، فسليمان أثقل خلق الله على المختار ! وكان المختار يقول لأصحابه: أتدرون ما يريد هذا يعنى سليمان بن صرد ؟ إنما يريد أن يخرج فيقتل نفسه ويقتلكم ! ليس له بصر بالحروب ، ولا له علم بها ) ! وقال اليعقوبي:2/:258: ( فلما صار (المختار) إلى الكوفة اجتمعت إليه الشيعة ، فقال لهم: إن محمد بن علي بن أبي طالب بعثني إليكم أميراً ، وأمرني بقتل المحلين ، وأطلب بدماء أهل بيته المظلومين ، وإني والله قاتل ابن مرجانة والمنتقم لآل رسول الله ’ ممن ظلمهم . فصدقه طائفة من الشيعة وقالت طائفة: نخرج إلى محمد بن علي فنسأله ، فخرجوا إليه فسألوه فقال: ما أحب إلينا ممن طلب بثأرنا وأخذ لنا بحقنا وقتل عدونا ، فانصرفوا إلى المختار فبايعوه وعاقدوه ).انتهى. على أيٍّ، فقد أطاع ألوف الناس سليمان بن صُرد & ، وفيهم شخصيات ورؤساء قبائل ، ولم تصدر من الإمام زين العابدين × في حقهم كلمة تأييد واحدة ، لكن لم تصلنا كلمة انتقاد أيضاً ، لذلك نترحم عليهم وعلى كل من خرج طالباً ثأر الإمام الحسين × ، لأنهم أرادوا أداء واجب فأخطأوا طريقه . ووجه الخطأ عندهم أنه لايوجد في الإسلام توبة بقتل النفس إلا في القصاص فلا بد أنهم تأثروا ببعض الأفكار من خارج الإسلام ! وقد حكى ابن الجوزي أن بعض الصوفية استعمل هذه الطريقة ! قال: (كان ببلاد فارس صوفي كبير فابتلي بحدَث (غلام) فلم يملك نفسه أن دعته إلى الفجور ! فراقب الله تعالى ثم ندم على هذه الهمة وكان منزله على مكان عال ووراء منزله بحر من الماء ، فلما أخذته الندامة صعد على السطح ورمى بنفسه إلى الماء وتلا:فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ! فغرق في الماء )! (ذم الهوى/578 ، وتلبيس إبليس/333) . فقَتْلُهُ لنفسه معصيةٌ تضاف الى معصيته ، ولا تكفرها ! ~~ ولذلك لم يقبل الإنضمام الى المختار للسيطرة على الكوفة والعراق ، كما لم يقبل أن يتتبَّع قَتَلة الإمام الحسين × في العراق ، بل قرر مع أصحابه التوجه الى قتال بني أمية وجيشهم بقيادة ابن زياد ، أبرز قَتَلة الحسين × بعد يزيد ! (وقام سليمان بن صُرَد الخزاعي والمسيب بن نجبة الفزاري ، وخرجا في جماعة معهما من الشيعة بالعراق ، بموضع يقال له عين الوردة ، يطلبون بدم الحسين بن علي ويعملون بما أمر الله به بني إسرائيل إذ قال: فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، واتبعهم خلق من الناس ، فوجه إليهم مروان عبيدَ الله بن زياد وقال:إن غلبت على العراق فأنت أميرها ، فلقي سليمان بن صرد فلم يزل يحاربه حتى قتله). (تاريخ اليعقوبي:2/257) . وروى الطبري:4/451 ،أنهم خرجوا من الكوفة أول ربيع الثاني سنة65: (فخرج (ابن صُرد) حتى أتى عسكره فدار في الناس ووجوه أصحابه فلم يعجبه عدة الناس ، فبعث حكيم بن منقذ الكندي في خيل ، وبعث الوليد بن غضين الكناني في خيل وقال: إذهبا حتى تدخلا الكوفة فناديا: يا لثارات الحسين وابْلغا المسجد الأعظم فناديا بذلك ،فخرجا وكانا أول خلق الله دعوا: يالثارات الحسين ! قال فأقبل حكيم بن منقذ الكندي في خيل ، والوليد بن غضين في خيل حتى مرَّا ببني كثير وإن رجلاً من بني كثير من الأزد يقال له عبد الله بن خازم مع امرأته سهلة بنت سبرة بن عمرو من بني كثير ، وكانت من أجمل الناس وأحبهم إليه ، سمع الصوت يا لثارات الحسين ، وما هو ممن كان يأتيهم ولا استجاب لهم ، فوثب إلى ثيابه فلبسها ودعا بسلاحه وأمر بإسراج فرسه ، فقالت له امرأته: ويحك أجننتَ؟ قال: لا والله ولكني سمعت داعيَ الله فأنا مجيبه ، أنا طالب بدم هذا الرجل حتى أموت أو يقضي الله من أمري ما هو أحب إليه ! فقالت له: إلى من تَدَعُ بُنَيَّك هذا؟قال: إلى الله وحده لا شريك له ،اللهم إني أستودعك أهلي وولدي ، اللهم احفظني فيهم... وطافت تلك الليلة الخيل بالكوفة حتى جاؤوا المسجد بعد العتمة وفيه ناس كثير يصلون ، فنادوا:يا لثارات الحسينوفيهم أبو عزة القابضي وكرب بن نمران يصلي فقال:يا لثارات الحسين ! أين جماعة القوم؟ قيل بالنخيلة فخرج حتى أتى أهله فأخذ سلاحه ودعا بفرسه ليركبه ، فجاءته ابنته الرواع وكانت تحت ثبيت بن مرثد القابضي فقالت: يا أبت مالي أراك قد تقلدت سيفك ولبست سلاحك؟ فقال لها: يا بنية إن أباك يفر من ذنبه إلى ربه ! فأخذت تنتحب وتبكي ، وجاءه أصهاره وبنو عمه ، فودعهم ثم خرج فلحق بالقوم . فلم يصبح سليمان بن صرد حتى أتاه نحوُ من كان في عسكره حين دخله . قال ثم دعا بديوانه لينظر فيه إلى عدة من بايعه حين أصبح ، فوجدهم ستة عشر ألفاً فقال: سبحان الله ما وافانا إلا أربعة آلاف من ستة عشر ألفاً... فقام سليمان بن صرد في الناس متوكئاً على قوس له عربية فقال: أيها الناس من كان إنما أخرجته إرادة وجه الله وثواب الآخرة ، فذلك منا ونحن منه فرحمة الله عليه حياً وميتاً . ومن كان إنما يريد الدنيا وحرثها ، فوالله ما نأتي فيئاً نستفيؤه ولا غنيمة نغنمها ما خلا رضوان الله رب العالمين ، وما معنا من ذهب ولا فضة ولا خز ولا حرير ، وما هو إلا سيوفنا في عواتقنا ورماحنا في أكفنا ، وزاد قدر البلغة إلى لقاء عدونا ، فمن كان غير هذا ينوي فلا يصحبنا ! فقام صخير بن حذيفة بن هلال بن مالك المزني فقال: آتاك الله رشدك ولقاك حجتك ، والله الذي لا إله غيره مالنا خير في صحبة من الدنيا همته ونيته . أيها الناس: إنما أخرجتنا التوبة من ذنبنا والطلب بدم ابن ابنة نبينا (ص) ، ليس معنا دينار ولا درهم ، إنما نقدم على حد السيوف وأطراف الرماح ! فتنادى الناس من كل جانب: إنا لا نطلب الدنيا وليس لها خرجنا).انتهى. وجعل التوابون طريقهم على قبر الإمام الحسين × فزاروه وأقاموا عنده يومين في ملحمة عاطفية روحية ، نورد خلاصتها من رواية الطبري:4/456 ،قال: (لما انتهى سليمان بن صرد وأصحابه إلى قبر الحسين نادوا صيحة واحدة:يارب ، إنا قد خذلنا ابن بنت نبينا فاغفر لنا ما مضى منا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصديقين . وإنا نشهدك يا رب أنا على مثل ما قتلوا عليه،وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ !قال: فأقاموا عنده يوماً وليلة يصلون عليه ويبكون ويتضرعون، فما انفكَّ الناس من يومهم ذلك يترحمون عليه وعلى أصحابه حتى صلوا الغداة من الغد عند قبره وزادهم ذلك حَنَقاً ، ثم ركبوا ، فأمر سليمان الناس بالمسير فجعل الرجل لايمضي حتى يأتي قبر الحسين فيقوم عليه فيترحم عليه ويستغفر له قال: فوالله لرأيتهم ازدحموا على قبره أكثر من ازدحام الناس على الحجر الأسود ! قال: ووقف سليمان عند قبره فكلما دعا له قوم وترحموا عليه قال لهم المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد: إلحقوا بإخوانكم رحمكم الله . فما زال كذلك حتى بقي نحو من ثلاثين من أصحابه ، فأحاط سليمان بالقبر هو وأصحابهفقال سليمان: الحمد لله الذي لو شاء أكرمنا بالشهادة مع الحسين ، اللهم إذ حرمتناها معه ، فلا تحرمناها فيه بعده . وقال عبد الله بن وال: أما والله إني لأظن حسيناً وأباه وأخاه أفضل أمة محمد ’ وسيلة عند الله يوم القيامة ، أفما عجبتم لما ابتليت به هذه الأمة بهم أنهم قتلوا اثنين وأشفوا بالثالث على القتل ! وقال المسيب بن نجبة: فأنا ممن قَتَلتهم ومَن كان على رأيهم برئ ، إياهم أعادي وأقاتل . قال فأحسن الرؤوس كلهم المنطق ). انتهى المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية eJJJJ,vm hgj,hfJJJJJdk |
2012/01/03, 05:57 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2015/10/01, 10:18 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
احسنتم
بارك الله بكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
| |