2012/12/06, 06:32 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
الإمام السّجاد عليه السّلام يصف عمه العبّاس
قد أثبت له الإمام السّجاد عليه السّلام منزلة كبرى لم يَنلها غيره من الشُّهداء ، ساوى بها عمّه الطيّار ، فقال عليه السّلام : رحمَ اللّهُ عمِّي العبّاسَ بنَ عليٍّ ، فلقد آثرَ وأبلَى ، وفدَى أخاه بنفسِهِ حتّى قُطِعتْ يَداهُ ، فأبدلَهُ اللّهُ عزّ وجل جناحينِ يطيرُ بهمَا مع الملائكةِ في الجنّةِ ، كما جعلَ لجعْفرِ بنِ أبي طالبٍ . إنّ للعبّاسِ عندَ اللّهِ تباركَ وتعالى منزلةً يَغبطُهُ عليها جميعُ الشُّهداءِ يومَ القيامةِ. ولفظ ( الجميع ) يشمل مثل حمزة وجعفر الشاهدين للأنبياء بالتبليغ وأداء الرسالة ، وقد نفى البُعد عنه العلاّمة المُحقّق المُتبحّر في الكبريت الأحمر ص47 ج3 . ولعلّ ما جاء في زيارة الشُّهداء يشهد له :السّلامُ عليكُمْ أيُّها الرَّبّانيّونَ ، أنتُمْ لنا فرطٌ وسَلفٌ ونحنُ لكُمْ أتباعٌ وأنصارٌ ، أنتُمْ سادةُ الشُّهداءِ في الدُّنيا والآخرةِ . وكذلك قوله عليه السّلام فيهم : إنّهم لم يسبقهم سابقٌ ، ولا يلحقهم لاحقٌ . فقد أثبت لهم السّيادة على جميع الشُّهداء ، أنّهم لم يسبقهم ولا يلحقهم أيُّ أحدٍ ، وأبو الفضل في جملتهم بهذا التفضيل ، وقد انفرد عنهم بما أثبته له الإمام السّجاد عليه السّلام من المنزلة التي لم تكن لأيِّ شهيد . ولهذه الغايات الثمينة والمراتب العُليا ؛ كان أهلُ البيت عليهم السّلام يُدخلونه في أعالي اُمورهم ما لا يتدخّل فيه إنسانٌ عادي ، فمِن ذلك : مُشاطرتُه الحسينَ عليه السّلام في غسل الحسن عليه السّلام . وأنتَ بعد ما علمت مرتبة الإمامة ، وموقف صاحبها من العظمة ، وأنّه لا يلي أمره إلاّ إمامٌ مثله ، فلا ندحة لك إلاّ الإيمان بأنّ مَن له أيّ تدخل في ذلك ـ بالخدمة من جلب الماء وما يقتضيه الحال ـ [ هو ] أعظم رجلٍ في العالم بعد أئمّة الدِّين عليهم السّلام ؛ فإنّ جثمان المعصوم عليه السّلام عند سيره إلى المبدأ الأعلى ـ تقدّست أسماۆه ـ لا يُمكن أنْ يقربَ أو ينظر إليه مَن تقاعس عن تلك المرتبة ؛ إذ هو مقامُ قابَ قوسين أو أدنى ، ذلك الذي لم يطق الروح الأمين أنْ يصل إليه حتّى تقهقر ، وغاب النّبيُّ الأقدس في سبحات الملكوت والجلال وحدهُ إلى أنْ وقف الموقف الرهيب . وهكذا خلفاء النّبيِّ صلّى الله عليه وآله المشاركون له في المآثر كُلِّها ما خلا النّبوَّة والأزواج ، ومنه حال انقطاعهم عن عالَم الوجود بانتهاء أمد الفيض المُقدّس . وممّا يشهد له أنّ الفضل بن العبّاس بن عبد المُطّلب كان يحمل الماء عند تغسيل النّبيِّ صلّى الله عليه وآله ، معاوناً لأمير المۆمنين عليه السّلام على غسله ، ولكنّه عصبَ عينيه ؛ خشية العمَى إنْ وقع نظرُهُ على ذلك الجسد الطّاهر . ومثله ما جاء في الأثر عن الإشراف على ضريح رسول اللّه صلّى الله عليه وآله ؛ حذراً أنْ يرى النّاظر شيئاً فيعمى ، وقد اشتهر ذلك بين أهل المدينة ، فكان إذا سقط في الضريح شيءٌ أنزلوا صبيّاً وشدّوا عينيه بعصابة فيخرجه . وهذه أسرار لا تصل إليها أفكار البشر ، وليس لنا إلاّ التسليم على الجملة ، ولا سبيل لنا إلى الإنكار بمجرّد بُعدنا عن إدراك مثلها ، خصوصاً بعد استفاضة النّقل في أنّ للنّبيِّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السّلام بعد وفاتهم أحوالاً غريبةً ليس لسائر الخلق معهم شركة ، كحرمة لحومهم على الأرض ، وصعود أجسادهم إلى السّماء ، ورۆية بعضهم بعضاً ، وإحيائهم الأموات منهم بالأجساد الأصليّة عند الاقتضاء ؛ إذ لا يمنع العقل منه مع دلالة النّقل الكثير عليه واعتراف الأصحاب به ، فيصار التحصّل : إنّ الحواس الظاهرة العاديّة لا تتحمّل مثل تلك الأمثلة القُدسية ـ وهي في حال صعودها إلى سبحات القُدس ـ إلاّ نفوس المعصومين عليهم السّلام بعضها مع بعض دون غيرهم ، مهما بلغ من الخشوع والطاعة . لكنّ ( عباس المعرفة ) الذي منحه الإمام عليه السّلام في الزيارة أسمى صفة حظي بها الأنبياء والمقرّبون عليهم السّلام ، وهي : ( العبد الصالح ) تسنّى له التوصّل إلى ذلك المحل الأقدس من دون أنْ يُذكر له تعصيبُ عينٍ أو إغضاءُ طرفٍ ، فشارك السّبط الشهيد عليه السّلام ، والرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ، ووصيه المُقدّم مع الروح الأمين عليه السّلام ، وجملةَ الملائكة في غسل الإمام المجتبى الحسن السّبط صلوات اللّه عليهم أجمعين . وهذه هي المنزلة الكبرى التي لا يحظى بها إلاّ ذَوو النّفوس القُدسيّة من الحُجج المعصومين عليهم السّلام ، ولا غرو إنْ غبط أبا الفضل الصّدِّيقون والشُّهداء الصالحون . وإذا قرأنا قول الحسين للعبّاس عليهما السّلام ، لمّا زحف القوم على مخيّمه عشيّة التاسع من المُحرّم : اركَبْ بنفسِي أنتَ يا أخي حتّى تَلقاهُمْ . . . وتسألَهُمْ عمّا جاءَ بِهم . فاستقبلهم العبّاس في عشرين فارساً ، فيهم حبيب وزهير ، وسألهم عن ذلك ، فقالوا : إنّ الأمير يأمر إمّا النّزول على حكمه أو المُنازلة . فأخبر الحسينَ عليه السّلام ، فأرجعه ليُرجئهم إلى غد.1 المصدر: 1-الخصائص العبّاسيّة / محمّد إبراهيم الكلباسي النجفي المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: عاشوراء الحسين علية السلام hgYlhl hgs~[h] ugdi hgs~ghl dwt uli hguf~hs |
2012/12/09, 09:49 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله في جهودكم وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء
|
2012/12/09, 11:16 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
|
2012/12/09, 02:55 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خيرا
|
2012/12/10, 11:09 AM | #5 |
معلومات إضافية
|
مشكورين على المررو
|
2012/12/10, 12:14 PM | #6 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خير
وجزيل الشكر لطيب نشركم وابداكم لكم مني اجمل تحيه |
2012/12/10, 10:55 PM | #7 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك |
2012/12/10, 11:38 PM | #8 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيرا
|
2012/12/12, 12:41 AM | #9 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بك
|
2012/12/12, 09:13 PM | #10 |
معلومات إضافية
|
مشكورين على المرور
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإمام الحسين عليه السّلام.. في القرآن | ابوشهد | القران الكريم | 9 | 2012/10/27 08:35 AM |
فاطمة بنت الحسين عليهما السّلام | ابوشهد | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 6 | 2012/09/27 06:25 AM |
غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه السلام | قل هو الله أحد | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 8 | 2012/08/11 11:30 PM |
تربية الإمام علي ( عليه السلام ) في حجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 7 | 2012/07/29 09:41 PM |
نفحات قدسيّة.. للإمام المهديّ عليه السّلام | فدك الزهراء | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 3 | 2012/06/21 01:41 AM |
| |