|
2012/08/06, 10:44 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
أحقية الإمام علي ( عليه السلام ) بالخلافة
بل و من العجب العُجاب أن تجد في طَيَّات كل مبحث و كتاب - من تلك الكتب - جملة كبيرة من التناقضات الصريحة التي لاتخفى على القارئ البسيط - ناهيك عن الباحث المتخصص – تعلن بصراحة عن تَزْيِيف ، و تحريف تناول الكثير من أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) و أقوال الصحابة الناصحين بِجُرْأةٍ كبيرة ، فأخذ يعمل فيها هدماً و تشويهاً . و لعل حادثة الغدير – بما لها من قدسية عظيمة – كانت مرتعاً خصباً لِذَوي النفوس العقيمة خضعت لأكبر عملية تزوير قديماً و حديثا ، أرادت و بأي شكل كان أن تفرِّغ هذا الأمر السماوي من مصداقيته و من محتواه الحقيقي ، و تحمله إما بين التكذيب الفاضح أو التأويل المُستَهْجَن .فكانت تلك السنوات العُجَاف بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و إلى يومنا هذا حَافِلَة بهذه التناقضات ، و مليئة بتلك المفارقات . و لعل أم المصائب أن يأتي بعد أولئك القدماء جيل من الكُتَّاب المعاصرين يأخذ ما وجده – رغم تناقضاته و مخالفته للعقل و المنطق – و يرسله إرسال المُسَلَّمَات دون تَمَعُّنٍ و بحث . و كأن هذا الأمر ما كان أمراً سماوياً أو حَتماً إلهياً ، بل حَالَهُم كحال من حكى الله تعالى عنهم في كتابه العزيز حيث قال : ( قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) ، ( الزخرف : 22 ) .فالجناية الكبرى التي كانت تستهدف الإمام علي ( عليه السلام ) ما كانت وليدة اليوم ، و لا الأمس القريب ، بقدر ما كان لها من الامتداد العميق الضارب في جذور التأريخ ، و الذي كان متزامناً مع انبثاق نور الرسالة السماوية . حيث أنه قد توافقت ضمائر المفسدين – و إن اختلفت مُرتَكَزَاتِها – لِجَرِّ الديانة الإسلامية السمحاء إلى حيث ما آلتْ إليه الأديان السماوية السابقة ، من انحراف خطير ، و تشويه رهيب . لأن من السذاجة بمكان أن تُؤخذ كل جناية من هذه الجنايات على حِدَة ، و تُنَاقَشُ بِمَعزَلٍ عن غيرها ، و عن الصراع الدائم بين الخير و الشر ، و بين النور و الظلام ، وَ مَنْ كان علي ( عليه السلام ) ؟! ، هل كان إلا كنفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رُزِقَ عِلمُه و فهمُه ، و أخذ منه ما لَمْ يأخذه الآخرون ، بل كان ( عليه السلام ) امتداداً حقيقياً له ( صلى الله عليه و آله ) دون الآخرين . و هل كانت كَفُّه ( عليه السلام ) إلا كَكَفِّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في العدل سواء ؟ ، و هل كان ( عليه السلام ) إلا مع الحق و الحق معه حيثما دار ؟ ، و هل كان ( عليه السلام ) لو وَلِيَ أمور المسلمين – كما أراد الله تعالى و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) – إلا حاملاً المسلمين على الحق ، و سالكاً بهم الطريق القويم و جادة الحق ؟ بلى كان يُعدُّ من السذاجة بمكان أن يُمَكَّنَ علياً ( عليه السلام ) من تَسَلُّم ذروة الخلافة ، و امتطاء ناصيتها ، لأن هذا لا يغير من الأمر شيئاً بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فيظهر الإمام علي ( عليه السلام ) لهم ، و كأنه النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) ، يقيم دعائم التوحيد ، و يقف سَدّاً حائلاً أمام أحلامهم المنحرفة التي لا تنتهي عند حَدٍّ مُعيَّن ، و لا مَدىً معروف . و لعل الاستقراء البسيط لمجريات بعض الأمور ، يوضح جانباً بَيِّناً من تلك المؤامرة الخطيرة ، التي و إن اخَتَلَفَتْ نوايا أصحابها إلاَّ أنها تلتقي عند هدف واحد ، و هو إفراغ الرسالة السماوية من محتواها الحقيقي ، و دفع المسلمين إلى هاوية التَرَدِّي و الانحطاط . و َيُحيِّرُنا من يرتضي للملوك و الزعماء ، أن يعهدوا بالولاية و الخلافة و هم أهل الدنيا ، و لا يرتضون ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و وليِّه ( عليه السلام ) و هم أهل والآخرة . عدا أنهم نقلوا أن أبا بكر و عُمَر لم يموتا حتى أوصيا بذلك ، بل و الأغرب من ذلك أن تَجِدَ تلك التأويلات الممجوجة للنصوص الواضحة ، و ذلك الحمل الغريب للظواهر البَيِّنَة . و الجميع يدركون – بلا أدنى ريب – أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لايتحدث بالأحاجي و الألغاز ، و لا يقول بذلك منصف مدرك . - إذن فماذا يريد ( صلى الله عليه وآله ) بحديث الثقلين المشهور ؟ - وما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى ) ؟ - و ما يريد بقوله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً : ( عَلِيُّ وَليُّ كُلَّ مُؤمِنٍ بَعدِي ) ؟ و إذا كان هناك من يَنفُرُ من كلمة الحق ، و تَعمَى عليه الحقائق ، فما بَالهُ بالشواهد وقد شهد حادثة الغدير عشرات الألوف من المسلمين ، كما تشهد بذلك الروايات الصحيحة في بطون الكتب . بل و أخرى تَنقُلُ تَهْنِئَةَ الصحابةِ لِعَليٍّ ( عليه السلام ) بأسانيدٍ صِحَاح لا تُعارض . و حقاً إن هذا الأمر لا يُخفى ، بالرغم من أنهم جهدوا في طمس تلك الحقائق الناصعة المشرقة . مؤهلات الإمام علي ( عليه السلام ) للخلاقة اهتمَّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) اهتماما بالغاً بتكييف حالة المسلمين ، وتقرير مصيرهم ، واستمرار حياتهم في طريقها إلى التطور في المجالات الاجتماعية والسياسية . ورسم لها الطريق على أساس من المنهج التجريبي الذي لا يخضع بأي حال لعوامل العاطفة أو المؤثرات الخارجية . فَعَيَّن ( صلى الله عليه وآله ) لها الإمام علي ( عليه السلام ) لقيادتها الروحية ، وذلك لِمَا يَتَمَتَّعُ به ( عليه السلام ) من القابليَّات الفَذَّة ، والتي هي بإجماع المسلمين لم تتوفر في غيره ( عليه السلام ) . ولعل من أهمّها ما يلي : أولها : الإِحاطَة بالقضاء : فقد كان ( عليه السلام ) المرجع الأعلى للعالم الإسلامي في ذلك . وقد اشتهرت مقالة عُمَر في الإمام علي ( عليه السلام ) : ( لَولا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَر ) . ولم ينازعه أحد من الصحابة في هذه الموهبة ، فقد أجمعوا على أنه ( عليه السلام ) أعلم الناس بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبصرهم بأمور الدين وشؤون الشريعة ، وأوفرهم دراية في الشؤون السياسية والإدارية . وعهده ( عليه السلام ) لمالك الأشتر من أوثق الأدلة على هذا القول ، فقد حفل هذا العهد بما لم يحفل به أي دستور سياسي في الإسلام وغيره . فقد عنى بواجبات الدولة تجاه المواطنين ، ومسؤولياتها بتوفير العدل السياسي والاجتماعي لهم . كما حدّد ( عليه السلام ) صلاحيات الحُكَّام ومسؤولياتهم ، ونصَّ على الشروط التي يجب أن تتوفر في الموظف في جهاز الحكم من الكفاءة ، والدراية التامة بشؤون العمل الذي يعهد إليه ، وأن يتحلّى بالخُلق والإيمان ، والحريجة في الدين ، وإلى غير ذلك من البنود المشرقة التي حفل بها هذا العهد ، والتي لا غنى للأمة حكومة وشعباً عنها . وكما أنه ( عليه السلام ) كان أعلم المسلمين بهذه الأمور فقد كان من أعلمهم بسائر العلوم الأخرى ، كعلم الكلام والفلسفة ، وعلم الحساب وغيرها . ومع هذه الثروات العلمية الهائلة التي يَتَمَتَّع بها كيف لا ينتخبه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، أو يرشّحه لمنصب الخلافة التي هي المحور الذي تدور عليه سيادة الأمة وأَمْنها . فإن الطاقات العلمية الضخمة التي يملكها الإمام تقتضى بحكم المنطق الإسلامي أن يكون هو المرشح للقيادة العامة دون غيره . فإن الله تعالى يقول : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) الزمر : 9 . ثانيها : الشجاعة : إن الإمام علي ( عليه السلام ) كان من أشجع الناس وأثبتِهِم قلباً ، وقد استوعبت شجاعته النادرة جميع لغات الأرض ، وهو القائل ( عليه السلام ) : ( لَو تَظَافَرَتْ العَرَبُ عَلى قِتَالِي لَمَا وَلَّيتُ عَنْهَا ) . وقد قام هذا الدين بسيفه ( عليه السلام ) ، وبُنِيَ على جهاده وجهوده ، وهو صاحب المواقف المشهورة يوم بَدر وحُنَين والأحزاب . فقد حصد ( عليه السلام ) رؤوس المشركين ، وَأبَادَ ضروسهم ، وأشاع فيهم القتل ، فلم تنفتح ثغرة على الإسلام إلا تَصَدَّى إلى إسكاتها . فَقَدَّمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أميراً في جميع المواقف والمشاهد ، وأسند إليه قيادة جيوشه العامة . فإنه ( عليه السلام ) ما وَلجَ حرباً إلا فتح الله على يَدِه ، فهو الذي قَهَر اليهود ، وفتح حصون خَيْبَر ، وَكَسَر شوكتهم ، وأخمد نارهم . والشجاعة من العناصر الاساسية التي تتوقف عليها القيادة العامة ، فان الأمة اذا منيت بالازمات والنكسات ، وكان زعيمها ضعيف الإرادة ، خائر القوى جبان القلب ، فانها تصاب حتما بالكوارث والخطوب ، وتلاحقها الضربات والنكبات . ومع توفر هذه الصفة بأسمى معانيها في الإمام علي ( عليه السلام ) كيف لا يرشّحه النبي ( صلى الله عليه وآله ) للخلافة الإسلامية ! . فإنه ( عليه السلام ) بحكم شجاعته الفَذَّة التي تصحبها جميع الصفات الفاضلة ، والمثل الكريمة ، كان مُتَعَيَّناً لقيادة الأمة وإدارة شؤونها ، حتى لو لم يكن هناك نَصٌّ من النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليه . ثالثها : [color="rgb(244, 164, 96)"] نُكرَان الذات : [/color]وأهم صفة لا بُدَّ من توفرها عند من يتصدى زعامة الأمة هي نكران الذات ، وإيثار مصلحة الأمة على كل شيء ، وعدم الاستئثار بالفيء وغيره من أموال المسلمين . وكانت هذه الظاهرة من أبرز ما عُرِف به الإمام ( عليه السلام ) أيام حكومته ، فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم حاكماً تَنَكَّر لجميع مصالحه الخاصة كالإمام ( عليه السلام ) ، فلم يَدَّخِر لنفسه ولا لأهل بيته ( عليهم السلام ) شيئاً من أموال الدولة ، وتَحرَّجَ فيها تَحَرُّجاً شديداً . وقد أجهد نفسه ( عليه السلام ) على أن يسير بين المسلمين بسيرة قُوَامُها الحقُّ المَحِض والعدل الخالص . رابعها : [color="rgb(244, 164, 96)"]العدالة : [/color]وهي من أبرز الصفات الماثلة في شخصية الإمام ( عليه السلام ) ، فقد أترعت نفسه الشريفة بتقوى الله ، والتجنب عن معاصيه ، فلم يؤثر أي شيء على طاعة الله ، وقد تَحرَّج أشدَّ التَحَرُّج عن كل ما لا يُقرُّه الدين ، وتَأَبَاهُ شريعة الله ، وهو القائل : ( وَاللهِ لَو أُعطِيتُ الأَقَالِيمَ السَّبع بِما تَحت أفلاكِهَا عَلَى أنْ أَعصِي اللهَ فِي جَلْبِ شَعِيرَة أَسلُبُها مِن فَمِ جَرَادَةٍ مَا فَعَلتُ ) . وكان من مظاهر عدالته النادرة أنه امتنع من إجابة عبد الرحمن بن عوف حينما أَلَحَّ عليه أن يُقلِّده الخلافة شريطة الالتزام بسياسة الشيخين - أبي بكر وعُمَر - فأبى ( عليه السلام ) إلا أن يسير على وفق سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحسب . ولو كان ( عليه السلام ) من طلاب الدنيا ، وعشّاق السلطان لأجابه إلى ذلك ، ثم يسير على وفق ما يراه ، ولكنّه لا يلتزم بشيء لا يُقِرُّه ، فلم يسلك أي طريق فيه التواء أو انحراف عن مُثُل الإسلام وهَدْيِهِ . فقد توفرت العدالة بأرحب مفاهيمها في شخصية الإمام ( عليه السلام ) ، وهي من العناصر الرئيسية التي يجب أن يَتَحَلَّى بها من يَتَقَلَّد زمام الحكم ، وَيَلي أمور المسلمين . هذه بعض خصائص الإمام علي ( عليه السلام ) ، فكيف لا يُرَشِّحُه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا ينتخبه لمنصب الخلافة !! . Hprdm hgYlhl ugd ( ugdi hgsghl ) fhgoghtm |
2012/08/06, 05:43 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم .. وجزاكم خيراً ..
|
2012/08/06, 05:43 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
|
2012/08/06, 09:33 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمد وال محمد
يسلمو والله يعطيك العافية وجزاك الله كل الخير |
2012/08/06, 10:36 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بجهودكم الرائعه
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه السلام | قل هو الله أحد | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 8 | 2012/08/11 11:30 PM |
تربية الإمام علي ( عليه السلام ) في حجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 7 | 2012/07/29 09:41 PM |
كرم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 9 | 2012/07/04 03:58 AM |
| |