الشيخ الكليني في الكافي, عن أبي الحسن الاول (ع) قال: قلت له: جعلت فداك, أخبرني عن النبي (ص) ورث النبيين كلهم؟ قال (ع): نعم, قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال (ع): ما بعث الله نبياً إلا ومحمد (ص) أعلم منه, قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله, قال (ع): صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير, وكان رسول الله (ص) يقدر على هذه المنازل, قال: فقال (ع): إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره: {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}[سورة النمل20] حين فقده, فغضب عليه فقال: {لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين}[سورة النمل21] وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء, فهذا وهو طائر قد أعطي ما لم يعط سليمان, وقد كانت الريح والنمل والانس والجن والشياطين والمردة له طائعين, ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء, وكان الطير يعرفه, وإن الله يقول في كتابه: {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى}[سورة الرعد 31] وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان, وتحيى به الموتى, ونحن نعرف الماء تحت الهواء, وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون, جعله الله لنا في أم الكتاب, إن الله يقول: {وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين}[سورة النمل 75] ثم قال (ع): {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}[سورة فاطر32] فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء.
الكافي ج 1 ص 226, بصائر الدرجات ج 1 ص 47, تأويل الآيات ص 470, الوافي ج 3 ص 555, البرهان ج 3 ص 261, بحار الأنوار ج 17 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 506, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 454. بعضه: تفسير الصافي ج 4 ص 63, قصص الأنبياء (ع) للجزائري 376.