2017/11/11, 09:55 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
الجواب النقضي والجواب الحلّي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين في المسائل العقدية احيانا يطرح السؤال لغرض الاستفهام والاستعلام واحيانا يطرح لغرض التشكيك والتسقيط هذا يعتمد على هوية السائل فان كان من الموالفين فسؤاله من النوع الاول فجوابه يقتضي جوابا حليّا وان كان السائل من المخالفين فسؤاله من النوع الثاني فان الجواب الامثل هو جوابا نقضيا وهذه ليست نظرية ابتدعناها من انفسنا بل هذا نهج ائمة العترة الطاهرة واول من علمنا هذا النهج هو مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام عندما احتج في مراسلاته في صفين على معاوية بان الذين بايعوه ( اي بايعوا عليا ) هم انفسهم الذين بايعوا ابا بكر وعمر وعثمان لان الاحتجاج بنص الغدير هو سذاجة تنزه عنها امير المؤمنين فمعاوية يمثل خط الانقلاب على نص الغدير فاذا كان الذين من قبله وهم اقرب لرسول الله من معاوية بحكم المصاهرة واقدم من معاوية اسلاما ( وليس ايمانا ) قد وضعوا نص الغدير تحت اقدامهم فمابالك بمعاوية وهو الطليق الذي لم يسلم الا بالقوة يوم الفتح وافضل مثال يوضح هذه النهج هو ماحدث بين الامام الرضا عليه السلام وبين الخليفة العباسي المأمون قال المأمون : يا أبا الحسن : أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب . بأي وجه : هو قسيم الجنة والنار ؟ فالامام الرضا يعلم ان المأمون وان تظاهر بحبه وحب اهل البيت بانه ناصبي ابن ناصبي وما طرح سؤاله الا لغرض التشكيك والتسقيط لهذا اختار الجواب النقضي لاقناع هذا المتشكك فقال للمامون : ألم ترو عن أبيك ، عن آبائه ، عن عبد الله بن عباس أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : حب علي : إيمان ، وبغضه كفر . فقال : بلى ، قال الرضا عليه السلام : فقسيم الجنة والنار فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن ، أشهد أنك وارث علم رسول الله . . ولنكمل الرواية قال أبو الصلت الهروي : فلما رجع الرضا إلى منزله أتيته فقلت : يا ابن رسول الله : ما أحسن ما أجبت به الخليفة ؟ فقال : يا أبا الصلت أنا كلمته من حيث هو ولان ابن الصلت من الموالين فقد اجاب الامام الرضا عليه السلام الجواب الذي يناسب هويته ، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه ، عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي : أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة . تقول للنار : هذا لي ، وهذا لك . كشف الغمة ج 3 ص 147 ، بحار الأنوارج45ص172ب14ح10. هنا الامام يجيب على سؤال المأمون جوابين احدهما للمأمون وهذا ما نسميه الجواب النقضي والاخر لابن الصلت وهذا ما نسميه بالجواب الحلّي والامثلة كثيرة على هذا النهج سوف نقتبس منها ما يناسب حجم المقال لما قتل عمار بن ياسر ، دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال : قتل عمار . وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تقتله الفئة الباغية . فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع ، حتى دخل على معاوية . فقال له معاوية : ما شأنك قال : قتل عمار فقال معاوية : قد قتل عمار فماذا ؟ قال : عمرو : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية : دحضت في بولك ، أو نحن قتلناه ، إنما قتله علي وأصحابه جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا . المحدث: الوادعي- المصدر: الصحيح المسند- الصفحة : 1012 خلاصة حكم المحدث: صحيح فقال الإمام ( عليه السلام ) في جوابه : فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذن قاتل حمزة هنا الامام اسقط شبهتهم بجواب نقضي دون ان يخوض في ثنايا الجواب الحلّي الذي يؤكد شرعية قتال امير المؤمنين لمعاوية و ان معاوية هو امام الفئة الباغية بنص حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم (إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله . فاستشرف لها القوم ، وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو ؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل - يعني عليا حديث صحيح على شرط الشيخين للامام السجّاد مثال اخر أن الامام السجاد لما سئل ايهما اعظم عند الله قتل الحسين ام صيد الاسماك يوم السبت قيل له يا بن رسول الله فإنا قد سمعنا هذا الحديث فقال لنا بعض النصاب إن كان قتل الحسين باطلاً فهو أعظم عند الله من صيد السمك أفلا غضب الله على قاتليه كما غضب على صائدي السمك فقال (عليه السلام): قل لهم معاصي إبليس أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فاهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك فما باله سبحانه وتعالى أهلك الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المحرمات وللامام الصادق مثال اخر عندما حاجج ابا حنيفه ليثبت له بطلان منهج القياس فقال له ايهما اعظم عند الله القتل ام الزنا ؟ فقال ابو حنيفه : القتل فقال له الامام عليه السلام : فلماذا يطلب الله شاهدين في القتل واربع في الزنا ؟ فهذا احتجاج نقضي فالامام ليس مضطر ان يعتمد على هذا اللون من الاستنتاج الفلسفي حتى يفتي ببطلان القياس لو كان ابو حنيفه من الموالين الذين يؤمنون بامامة الصادق وينصاعون الى فتاويه كما هو حال شيعته وعلماء الشيعه اعتمدوا على هذا النهج فردوا على الاشكال القائل ان صلح الامام الحسن دليل على شرعية ملك معاوية باشكال نقضي مفاده ان كان صلح الامام دليل على شرعية ملك معاوية فان صلح رسول الله في الحديبية دليل على شرعية عقيدة الشرك وقد يتسائل سائل لماذا الامام يعطي جوابا للمخالف غير الجواب الحقيقي الذي يعطيه للموالف اليس هذا كيل بمكيالين ان يجيب على سؤال واحد بجوابين احدهما فيه الضلاله والاخر فيه الهدى اليس من اخلاق الامام بل هذا هو تكليفه الشريعي كامام رسالي ان يهدي الضال والمهتدي ولا يبخل بالهداية على احد بل هداية الضال اوجب واهم الجواب على هذا التساؤل اولا : عندما يجيب الامام على سؤال عدوه المخالف بجواب نقضي فهذا لا يعني انه يضله او يخدعه لان الجواب النقضي هو ايضا جواب صحيح فيها الهدى لمن شاء فالجواب النقضي والجواب الحلّي كلاهما وجهان لعمله واحده فالضال لو كان طالب هدى لكفاه الجواب النقضي حتى يهتدي فان اراد ان يزداد هدى فالامام لم يبخل عليه بالجواب الحلّي فانظر الى جواب الرضا الى المأمون تجده اكثركفاية و هداية من الجواب الذي اعطاه لابن الصلت ثانيا : أن الجواب الحلّي اكثر تطورا من الجواب النقضي وحتى يستحق المخالف الجواب الحلّي عليه ان ينتقل من مرحلة التشكيك الى مرحلة الايمان حتى يصبح الجواب الحلّي نافع ومفيد له فابراهيم عليه السلام لم يهدم اصنام قومه حتى لا يعبدونها فلو كان هذا هو السبب لهدم الاصنام كلها فهل كان ابراهيم يريد ان يحّرم عبادة الاصنام التي هدمها ويحلل عبادة الاصنام التي تركها ؟ ولكن ابراهيم عليه السلام يعلم ان هدم الاصنام قبل هدم العقيدة عمل لا ينفع بل هو ضار لانه سيخسر حياته مقابل لاشيء فهم سيبنون اصنام غيرها لكنه اراد هدم عقيدتهم اولا فان نجح فهم سيتكفلون بانفسهم في هدم اصنامهم ثم تاتي المرحلة التالية فالانسان عندما يتخلص من تشكيكه وفكرته الفاسدة عن طريق الجواب النقضي سيعيش في فراغ فكري يتطلب ان نقدم له الفكرة البديلة عن طريق الجواب الحّلي ولا ينبغي ان نفعل العكس اما الموالف فلا يحتاج الى هذه الخطوات لانه خرج من حالة التشكيك في الختام اذكر تجربتي الشخصية الاخيرة مع احد الوهابية في هذا المنتدى عندما ذكر لي ان احد علماء الشيعه قال ( كذا وكذا عن فاطمة الزهراء ) فحاججني قائلا : فهل تقبل هذا الكلام على زوجتك فاجبته بالجواب الحلّي لا بالجواب النقضي وفسرت له كلام هذا العالم الشيعي لكنه لم يقتنع ليس لان الجواب غير مقنع بل لانه الجواب لا يعجبة ولا يناسب تفكيره المتشكك فاكتشفت خطأي لانني لم اعتمد على نهج الائمة مع هذا المخالف فكان الاولى ان اعتمد على الجواب النقضي حتى اهدم تشكيكه الفاسد وفعلا لما اعاد الكرة وهو يظن انه فتح مغارة علي بابا وكرر السؤال قلت له وهل تقبل على زوجتك ان تعلم الرجال الاجانب غسل الجنابة في بيتك اشارة الى ما يروونه في صحاحههم عن ام المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه واله وسلم عائشة فبهت الذي كفر وهرب ولم يعد الى الان لانه يعلم ان امامه خيارين احلاهما مر وبالاحرى 3 خيارات الثالث هو الهروب المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الحوار العقائدي hg[,hf hgkrqd ,hg[,hf hgpg~d hg[,hf hgkrqd التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرزاق محسن ; 2017/11/12 الساعة 12:22 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحلّي, الجواب, النقضي, والجواب |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شبهة سلفية والجواب عنها | الشيخ عباس محمد | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 0 | 2017/06/12 05:31 PM |
شبهة البعوضة والجواب المحكم المتعدد عنها ! | أسد الله الغالب | الحوار العقائدي | 1 | 2014/06/29 06:53 PM |
الجزر الرائعة والجنات الاستوائية الطبيعية | النبأ العظيم | السياحة والسفر | 2 | 2014/05/03 03:02 AM |
سؤال خطير والجواب أخطر !! | النبأ العظيم | المواضيع الإسلامية | 6 | 2013/04/10 03:55 AM |
| |