![]() |
#11 |
معلومات إضافية
![]() |
![]() (11) وهتف الرجل الذي أيقظهم: أنا الحسين بن علي آليـت ألاّ أنـثـني انتبه الرجل الأسدي... فرك عينيه. كان الفجر قد لاح من وراء النخيل... فجر يشبه الرماد. وشيئاً فشيئاً تبدّدت الظلمة، ولاحت له أجساد القتلى مقطّعة الرؤوس... متناثرة هنا وهناك، كنجوم منطفئة. حلّ اليوم الثالث عشر من محرّم. شمسه كئيبة حزينة. ترسل أنواراً باهتة. تلفح أجساداً مقطّعة الرؤوس، وكانت الريح تعدو كذئبة مجنونة تثير غباراً كدخان الحرائق. وجاءت نسوة أسديات، ورجال كانوا يبكون بحرقة. وتعالت في الفضاء تأوّهات هابيل، وهو يشكو ظلم أخيه. وقف بنو أسد حيارى لا يدرون ما يصنعون! حاول بعضهم أن يتعرّف القتلى ولكن لا جدوى. حتّى "ابن مظاهر" ضاع عليهم. كانت الأجساد مضرّجة مزّقتها حوافر خيل قاسية. وجاء فتى يسعى... عليه سيماء النبوّات. ووقف بنو أسد مدهوشين، وهو يشير الى الأجسام المجهولة. ـ هذا جسد أبي... وتمتم وهو يواريه الثرى: ـ طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطّاهر... الدنيا بعدك مظلمة والآخرة بنورك مشرقة. أمّا الليل فمُسهَّد، وأمّا الحزن فسرمد. ومشى الفتى الى جسدٍ آخر كان مقطوع الرأس واليدين. فاعتنقه وراح يبكي: ـ على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم... سلام عليك من شهيد محتسب ورحمةالله. ومرّ النهار، ونكت الفتى يديه من التراب، ونظر الى الفرات. كان يشعر بظمأ شديد... اغترف من الماء، وهمّ أن يشرب، ولكنه رماه بعنف كما لو كان سماً. تذكّر كلّ تفاصيل ملحمة الظمأ، وهي تجري على شواطئ نهر يموج بالمياه. نهض الفتى وألقى نظرة احتقار على الفرات، وطفرت من عينيه الدموع وهو يولي ظهره للشواطئ. وبدا النهر كئيباً كخيط من الملح. وشيئاً فشيئاً كانت أصوات مناحة بني أسد تخبو في أُذنَيه، وهو يتّخذ طريقه نحو مدينة غَدرَتْ بأبيه. |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اسرار الرجل التى يجب ان تعلمها كل امرأة | kh93lil | شباب أهل البيت (ع) | 19 | 2013/02/24 08:05 PM |
امرأة صينية | نور | الصــور العامة | 12 | 2012/10/19 07:48 PM |
افتخري لانك امرأة | kh93lil | الارشيف والتكرار | 7 | 2012/08/15 10:35 PM |
| |