2013/09/16, 08:52 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
من أراد الآخرة فليسعَ لها سعيها
بسم الله الرحمن الرحيم الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم. مما يوجب حذر المؤمن في هذه الحياة الدنيا ويجعله في توجّس ويدفعه إلى مزيد من الاعتصام بالله تعالى، هو أن لا يختم له بخير، وإن كان عمله بحسب الظاهر صالحاً الآن إلاّ أنه لا تعرف خاتمته والأمور بخواتيمها، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله ((لا يزال المؤمن خائفاً من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له))([1]). وقد ينجح الإنسان في امتحانات عديدة لكنه يسقط في أحدها سقوطاً نهائياً والعياذ بالله، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (أن العبد ليعمل عمل أهل الجنة فيما يرى الناس وإنه لمن أهل النار، وإنه ليعمل عمل أهل النار فيما يرى الناس وإنه لمن أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم)([2]) وعنه (صلى الله عليه وآله سلم): (الأمور بتمامها والأعمال بخواتيمها). ولأهميّة حسن الخاتمة فقد أشير إليها كثيراً في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، وتكرّر طلبها في الأدعية المباركة، وأجاب القرآن الكريم باختصار عن كيفية ضمان الفوز بحسن الخاتمة في قوله تعالى [تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] (القصص:83) وبتفصيل أكثر قال تعالى [وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً] (الإسراء:19). فالفوز بالآخرة يتطلب بحسب الآية الشريفة. أولاً: إرادة جديّة وقصد حقيقي لنيل رضوان الله تبارك وتعالى وليس مجرد لقلقة لسان كما وصفهم الإمام الحسين (عليه السلام) (الناس عبيد الدُنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم يحيطونه ما درّت معائشهم، فإذا مُحصّوا بالبلاء قلّ الديانون)، وأن تكون إرادته مبنية على قصد الوصول إلى الهدف الحقيقي وهو رضا الله تبارك وتعالى وليس طاعة لغيره أو لأي هدفٍ آخر سواه. ثانياً: السعي الجاد الدؤوب بما يصلح الآخرة ويضمن الفوز فيها، فقوله تعالى [وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا] يتضمن عدة خصائص لهذا السعي، منها كونه حثيثاً ودؤوباً فقد قيل في معنى السعي أنّه ((المشي السريع ويستعمل للجد في الأمر))، ((وأكثر ما يُستعمل السعي في الأفعال المحمودة))، ولتأكيد ذلك فقد أضافت الآية السعي إلى الآخرة أي أن يكون السعي مناسباً للآخرة بكل ما يعني ذلك، لتختصر كل ما تطلبه الآخرة من نوع السعي ومقداره وخصوصياته، قال السيّد صاحب الميزان ((والمعنى وسعى وجدّ للآخرة السعي الذي يختص بها ويُستفاد منه أنّ سعيه لها يجب أن يكون سعياً يليق بها ويحقّ لها كأن يكون يبذل كمال الجهدِ في حسن العملِ وأخذه من عقلِ قطعي أو حجة شرعية))([3]). ثالثاً: أن يقترن ذلك بالإيمان بالله تعالى وبرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنّه شرط القبول ونيل الجزاء، ولأنّه باب الله الذي لا يُؤتى إلاّ منه [وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا] (البقرة:189) وأن يتعزز الإيمان بالمعرفة بالله تعالى وإخلاص النية له سبحانه، إذ القيام بعمل أهل الآخرة من دون هذا الإيمان يجعلها بلا قيمة، وقد بيّنت الروايات الشريفة بعض مظاهر هذه المعرفة وهذه الأعمال الصالحة الموجبة لحسن الخاتمة، منها: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (إذا أردت أن يؤمنك الله سوء العاقبة فاعلم أن ما تأتيه من خير فبفضل الله وتوفيقه، وما تأتيه من سوء فبإمهال الله وإنظاره إياك وحلمه وعفوه عنك)([4]). ومن كلام الإمام الصادق (عليه السلام) لبعض الناس (إن أردت أن يُختم بخير عملك حتّى تُقبض وأنت في أفضل الأعمال فعظّم لله حقّه أن تبذل نعمائه في معاصيه، وأن تغتر بحلمه عنك، وأكرم كلّ من وجدته يذكر منّا أو ينتحل مودّتنا)([5]). عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم وإلاّ لم يُقبل منكم عمل، حنّوا على إخوانكم وارحموهم تُلحقوا بنا)([6). فمثل هؤلاء يكون سعيهم مشكوراً، وقد أطلق لفظ الشكر ليكون لا حدود له لأنّ صفات الله تبارك وتعالى لا حدود لها، ومن أسمائه الشكور. وبهذا المعنى الذي شرحناه لسعي الآخرة لا بد أن نفهم كل قضايانا، ومنها معنى انتظار الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) والدعاء بقيام دولته المباركة، فلابد أن يقترن بالسعي الخاص به والمناسب له، فتقيّد أحاديث ثواب الانتظار والمنتظرين بأن يُسعى له سعيه. وشدّدت الآية على أن الجزاء لا يتخلف عن السعي بل يكون نتيجة حتمية له، بعكس من يطلبون الدُنيا الذين ذكرته الآية السابقة على هذه، قال تعالى [مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً] (الإسراء:18) فلا يتحقق له ما يريد بل ما يريده الله تبارك وتعالى، وليس لكل أحدٍ بل لمن يشاء الله تعالى أن يعطيه. -------------- ([1]) بحار الأنوار: 71/366 ح13. ([2]) كنز العمال ح950. ]( 3) الميزان في تفسير القرآن: 13/65. ([4]) بحار الأنوار: 70/392 ح60. ([5]) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2/4 ح8. ([6]) بحار الأنوار، 75/379. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية lk Hvh] hgNovm tgdsuQ gih sudih |
2013/09/16, 12:46 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
يجزيكم ربي الف خـــير على الموضوع وننتظر القاادم منكم
|
2013/09/18, 06:50 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
بارك الله فيك ونفع بك
دمت برضا الرحمن |
2013/09/18, 10:34 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله كل خير .. ووفقك لما يحب ويرضى ... وجعل الخاتمة على خير ...
تحياتي ... |
2013/09/19, 02:45 AM | #5 |
معلومات إضافية
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم حياكم الرحمن الرحيم و نسأل الله العلي القدير ان ويثبتنا واياكم على دينه والصراط المستقيم وان يحسن خاتمتنا بخير |
2013/09/19, 05:36 AM | #6 |
معلومات إضافية
|
[img2]http://www.shattalarab.net/up/uploads/13769049001.gif[/img2]
|
2013/09/27, 03:57 AM | #7 |
معلومات إضافية
|
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم بوركتم روحكم الطاهرة كساكم الله كلل الهيبة والجلال. ليبارك الله بكم وليحفظكم الله من كل سوء وشر ببركة وسداد أهل البيت عليهم السلام. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أراد النجاة من الفتن فعليه اللجوء الى كهف المرجعية العراقية العربية | نور الامي | المواضيع الإسلامية | 4 | 2013/03/13 07:37 AM |
من أراد السفر والأحتجام في أي يوم شاء | احمد الكعبي | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 2 | 2012/12/03 08:47 PM |
مَن أراد دنيا وآخرة | بشار الربيعي | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 5 | 2012/12/02 10:14 PM |
مراد علمدار سابقاً | cpt.hema | الابتسامة والتفاؤل | 9 | 2012/08/28 11:48 PM |
مراد علم دار يتكلم عن عاشوراء والامام الحسين | احمد الكعبي | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 1 | 2012/01/19 10:00 AM |
| |