|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
معلومات إضافية
![]() |
![]() ![]() بسم الله الرحمن الرحيم الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم. إنّ الإنسان يمتلك طيلة أيّام حياته الاختيار في أن يؤمن أو لا يؤمن، و في أن يعمل صالحاً أو لا يعمل، و أن يرتقي درجات معيّنة و يخطو نحو الفعلية الحسنة و الجنّة، أو أن يحبس نفسه في دركات الجهل و يوقفها علی الغرائز و الصفات البهيميّة فيبقي مخلّداً في جهنّم. ولكن في ساعة عمره الاخيرة، حين يغرق في سَكَرات الموت، حيث تُعدّ تلك الساعة هي الساعة الاخيرة من ساعات الدنيا و الاُولي من ساعات الآخرة، و في تلك اللحظة ترفع الحجب عن عينيه فيري الحقائق جليّة ببصيرته الملكوتيّة، فإنّ الاختيار سيُسلب منه آنذاك، و لن ينفعه إيمانه بالله و برسله و بيوم الجزاء، ولن يضيره ذلك شيئاً، لانّ إيمانه عندئذٍ اضطراريّ و خارج عن الاختيار، كما أنّ توبته غير مقبولة. يقول سبحانه في الآية الشريفة التي تُليت في مطلع الحديث، و هي الآية 158 من سورة الانعام، السورة السادسة من القرآن الكريم: لماذا لا يؤمن الناس و لا يعملون الصالحات بالرغم من أنـّهم يمتلكون الاختيار و الإرادة الآن؟ أينتظرون مجيء ملائكةِ السماء ليؤمنوا؟ أو ينتظرون أن يأتي ربّك، أو يظهر لهم بعض آيات غضبه وقهره كي يؤمنوا؟ فحين تأتي بعض آيات عذاب الله و غضبه من عالم الغيب، لن ينفع الإیمان عندئذٍ أولئك الذين لم يؤمنوا من قبل أو يكتسبوا في إيمانهم خيراً، لانّ إيمانهم ذلك سيكون إيماناً صوريّاً و اضطراريّاً، و سيكون إيماناً بعد تصرّم الدنيا و فقدان الاختيار، و إيماناً بعد تلف البدن و تحطّم الغرائز وفقدان الإرادة. بلي، إنّ هؤلاء القوم لا يؤمنون حتّي يروا شيئاً من عالَم الغيب، بَيدَ أنّ إيمانهم هذا لا فائدة له وقت المشاهدة. قُلِ انتَظِرُو´ا إِنَّا مُنتَظِرُونَ. إنّكم لم تؤمنوا و لم تعملوا صالحاً، فانتظروا حتّي تروا أشياء من عالم الغيب، و سننتظر نحن أيضاً ذلك الوقت الذي سترون فيه أشياء من عالم الغيب، لنراكم و أنتم تدركون عدم جدوي إيمانكم ذلك و عجزه عن الاخذ بأيديكم إلی النجاة و السلامة. لقد بيّن الله سبحانه في أواخر سورة غافر (المؤمن) سيرة الاُمم السابقة التي أعرضت عن دعوة أنبيائها و المرسلين إليها، فكلّما أبلغهم الانبياء رسالات ربّهم و وصفوا لهم سبيله و دعوهم إلی الاعمال الحسنة ردّوا عليهم بقولهم: إنّ كلامكم هذا لا ينفعنا بشيء، فنحن نريد أن نري شيئاً ما عياناً لنؤمن به و يجب أن يكون شيئاً غيبيّاً يُري بالعين، يجب أن نري العذاب مثلاً، و أن نري المَلَك، و يجب أن نري الله تعالي، وإلاّ فإنّنا لن نؤمن أبداً، إذ سيتنافي مع علمنا إيمانُنا بشيء لا نراه، و إقامتُنا عقائدَنا علی أساس أقوال نبيّ من الانبياء. و مهما أثبت الانبياء لتلكم الاُمم بالمنطق و البرهان أنّ الامر ليس كما تتصوّرون لم يدعنوا، و مهما قالوا لهم: إنّ الله عَزَّ شأنه قد منحكم الوجدان و الفطرة، و منّ عليكم بالعقل و التفكير، فزِنوا أقوالنا و دعوتنا بهذه الموازين التي منحكم الله إيّاها و شخّصوا بأنفسكم صحّة كلامنا؛ فإنـّهم لم يعيروا لكلام أنبيائهم آذاناً صاغية، حتّي جاءهم عذاب الله و هم في كفرهم و إنكارهم، فأبادهم و أنهي وجودهم. لقد كانت تلك الاُمم تؤذي الانبياء و تخرجهم من ديارهم. و تعذّبهم و تقتلهم و تنشرهم وسط الاشجار بالمناشير، و تجعلهم يفرّون هائمين في البراري والجبال، و تُلحق بهم أنواع الاذي، و لم تكن تلك الاُمم مستعدّة أبداً للتسليم أمام أمر الحقّ، و لا للتأمّل و التفكير في أقوال الانبياء وعرضها علی منطق العقل و ميزانه. و كان الانبياء يدعون ربّهم أن: اللّهم سئمنا هؤلاء الطُغاة والمتمرّدين و عيل صبرنا منهم، فأنزِل بهم اللّهم أمرك و قضاءك. فكان الله يُنزل عذابه آنذاك علی هيئة الريح العاتية و الطوفان و المرض والموت والزلازل الشديدة و الخسف و انشقاق الارض و الغرق و المسخ و سائر أنواع العذاب المذكورة في القرآن الكريم. علی أنّ العذاب رُفع عن أُمّة نبيّنا من بين جميع الاُمم، فصارت ببركة وجوده المقدّس مصونة من العذاب السماويّ و الارضيّ. فقد ورد في الآية33 من سورة الانفال: وَ مَا كَانَ اللَهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنتَ فِيهِمْ وَ مَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. فلقد كان الانبياء في حال مواجهة و صراع و جدال دائم مع أُممهم، وكانوا يدعونهم إلی عالم الغيب و الحقّ، بينما كانت أُممهم تعتمد علی المال و الثروة و القدرة و علی علومهم الغرور وا لباطل، و كانوا يعوّلون علی هذه الاُمور و يمتنعون عن التسليم و الانقياد للحقّ. فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَـ'تِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ حَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُو´ا ءَامَنَّا بِاللَهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمـ'نُهُمْ لَمَّا رَأوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْكَـ'فِرُونَ [3]. لقد كانوا يمتلكون الإرادة و الاختيار، و كان الانبياء عليهم السلام يذهبون إليهم فينصحونهم برفيق القول و ليّنه و يعظونهم، إلاّ أنـّهم لم يُصغوا إليهم أبداً، وكانوا يعوّلون علی علمهم، و كما وصفهم القرآن: فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ، و كانوا يخاطبون الانبياء: إنّ كلامكم لاينفع شيئاً، فأنتم تقولون إنـّكم تخبرون عن الغيب و عن الله، فأين هو عالم الغيب يا تري؟ و من هوالله؟ إنـّنا نمتلك علماً و منهجاً، و قد درسنا في الجامعة و تخصّصنا في فنون و فروع معيّنة، و لقد فجّرنا الذرّة، و تفحّصنا جميع الامراض واكتشفنا حقيقة الميكروب، و لقد توصّلنا إلی حلّ المعادلات من الدرجة الثالثة، فنحن نعوّل علی قدراتنا و علومنا التي نمتلكها. و هكذا فقد كان أُولئك مغرورين بعلومهم هذه التي يمتلكونها، فرحين جذلين بها لدرجة أن لا يتصوروا وراءها شيئاً، و لم يكن غرورهم واستكبارهم ليسمح لهم أن يُدركوا أنّ هناك علماً أرقي و أسمي و هو علم الانبياء. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم gh thz]m lk hgYیlhk uk] luhdkm s;vhj hgl,j , hvjthu pE[f hgydf ![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
معلومات إضافية
|
![]()
جزاكم الله خيراا
|
![]() |
![]() |
#3 |
معلومات إضافية
|
![]()
[img2]http://www.shattalarab.net/up/uploads/13769924191.gif[/img2]
|
![]() |
![]() |
#4 |
معلومات إضافية
|
![]()
جزاك الله كل الخير
|
![]() |
![]() |
#5 |
معلومات إضافية
![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم حياكم الله تعالي و نسأل الله تعالى أن يسدّد خطاكم وأن يزيدكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العجب ممن ينسى الموت | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/05/24 05:27 PM |
بعض الأذكار التي تخفف سكرات الموت | قمر الليل كله | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 14 | 2012/11/09 07:57 PM |
الوهابیة الکویتیة وتحقیق الحلم السعودي القدیم | البيرق | السياسة | 4 | 2012/08/24 03:27 AM |
امؤر تخفف من سكرات الموت | عاشقة الحسين | شباب أهل البيت (ع) | 9 | 2012/08/17 03:17 AM |
| |