2014/02/04, 09:22 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
النبي محمد ص يمدح الرفق
1 ـ الرفق يُمنٌ والخُرق شُؤم : قال صلى الله عليه وآله وسلم : « الرفق يُمنٌ والخُرق شؤمٌ » (1). وهذا الحديث يصف الرفق باليُمن ، أي : البركة ؛ لمِا لَهُ من دور حيوي 1 ـ الكافي 2 : 119 | 4 باب الرفق. إحياء علوم الدين 3 : 185. والخُرق : الجهل والحُمق. (30) في شدّ أزر الناس بعضهم إلى البعض الآخر من خلال ما يزرعه في نفوسهم من المحبة والصفاء ، حتى يعودوا مباركين في تصرفاتهم ، فيعمّ اليمن ساحتهم وتتغشاهم بركات السماء. 2 ـ الرفق جمال : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنَّ الرفق لم يوضع على شيء إلاّ زانه ، ولا نُزع من شيء إلاّ شانه » (1). وهذا الحديث يحكي جمالية الرفق في أنه لبوس حسن، يزين مرتديه، فمن تخلّق بالرفق فإنّ الرفق سيزينه ويزيده جمالاً ووقاراً وهيبة ، فلا يلتفت الآخرون إلى ماهو عليه من عيوب ونقاط ضعف لا ينجو منها عادة إلاّ الكُمّل من الناس ، وعلى العكس من ذلك فلو أن إنساناً يستجمع من المزايا الحميدة الشيء الكثير غير أنّه لا يتخلق بالرفق في تصرفاته ، فإنّ مثل هذا الاِنسان سرعان ما ينفر الناس منه لما للرفق من دورٍ مهم في الكشف عن الاخلاق العملية التي يتفاعل معها الآخرون. 3 ـ جمال ماهية الرفق وحسن جوهره : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لو كان الرفق خَلقاً يُرى ما كان مما خلق الله عزّ وجل شيء أحسن منه » (2). ويبين لنا هذا الحديث جمال ماهية الرفق وحسن جوهره الباهر ، 1 ـ الكافي 2 : 119 | 6 باب الرفق. وقريب منه في إحياء علوم الدين 3 : 185. 2 ـ الكافي 2 : 120 | 13 باب الرفق. (31) فهو صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « لو كان الرفق خلقاً يرى » ، أي : لو أن لحقيقة الرفق صورة مجسدة تظهر للعيان وتتمثل للاِنسان « ما كان مما خلق الله عز وجل شيء أحسن منه » فهو يفوقها حسناً وجمالاً ، وبهذا الطرح الافتراضي والتصويري يبين لنا صلى الله عليه وآله وسلم ما للرفق من جمالية في حقل الاخلاق وكيانها التكاملي الشامخ. 4 ـ الرفق خير : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أُعطي حظّه من الرفق أُعطي حظّه من خير الدنيا والآخرة » (1). وفي هذا الحديث إخبارٌ عن الصادق الامين بأن من يرزق الرفق يرزق الخير كله. وهذا يعني أن الذي يزداد رفقاً ، يزداد من خير الدنيا والآخرة ، وعلى العكس سيكون حال الآخر الذي حُرم حظّه من العقل والوقار ، وصرعته الاَنا ، فاستبدل أناةًبالحُمق ، وجهلاً بالحلم ، فزرع لدنياه وآخرته ما يسوءه حصاده ، وتُطيل ندامته عقباه.. 5 ـ الرفق نصف المعيشة : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « التودد إلى الناس نصف العقل والرفق نصف المعيشة ، وما عال امرؤ في اقتصاد » (2). وبهذا التشخيص الدقيق في بعده الاجتماعي تتوضح أهمية الانفتاح -------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد 6 : 229. إحياء علوم الدين 3 : 185. 2 ـ بحار الاَنوار 71 : 249. -------------------------------------------------------------------------------- (32) على الآخرين ، ومداراة عقولهم ، والانسجام معهم من خلال الرفق بهم دون الغلظة عليهم ، ويعتبر ذلك الرفق معادلاً لنصف الجهد الذي يبذله الاِنسان في دائرة عمله الاقتصادي بين أفراد المجتمع ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم بهذا يعطي أهمية فائقة للاخلاق في المجال الاجتماعي والاقتصادي اللذين لاينفكان عن تلازمهما في تسيير عجلة الحياة المعاشية للفرد والاَُمة ، ولاَجل هذه الحقيقة الحيوية جاء قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الفقرة الاَخيرة وما عال امرؤ في اقتصاد. 6 ـ الرفق كرم : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « الرفق كَرمٌ ، والحلم زَينٌ ، والصبر خيرُ مَركب » (1). بهذا الوصف النبوي الشريف يكون المتخلق بالرفق كريماً موقعه بين الناس ، يلزمهم تبجيله وتعظيمه على سجيته هذه. وبهذا الاحترام تتوسع دائرة الرفق بينهم لما للقدوة من أثر في تعميق المفهوم ، واستحقاقه لهذا التجليل جاء من تكرّمه وترفّعه عن متابعة الآخرين في هفواتهم وزلاّتهم. 7 ـ الرفق وزير الحلم : وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « نِعمَ وزير الايمان العلم ، ونِعمَ وزير العلم الحلم ، ونِعمَ وزير الحلم الرفق ، ونِعمَ وزير الرفق اللين » (2). استوزر الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم العلم للايمان ، الحلم للعلم ، الرفق للحلم -------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ بحار الانوار 69 : 414. 2 ـ بحار الاَنوار 75 : 52. -------------------------------------------------------------------------------- (33) واللين للرفق ، وبهذه المنظومة المباركة بيّن لنا التماسك الحيوي بين الايمان والعلم والاخلاق ، فمن أراد الاِيمان فعليه بالعلم ، ومن أراد العلم الذي يفضي إلى الاِيمان فعليه أن يتزين بالحلم الذي يجعل من العلم علماً هادفاً نحو التكامل لا العلم الذي يرافقه الغرور والعجب والتكبر ، ومن أراد إيماناً يستند إلى العلم النافع والمستوزر بالحلم فما عليه إلاّ التخلق بالرفق الكاشف عن واقعية الحلم وحقيقته. الرفق الذي يتضمن : السماحة واللطف والانفتاح والتواضع وتكليم الناس على قدر عقولهم والتجاوز عن سيئاتهم والترفع من متابعة هفواتهم، رفقاً يتجلى فيه اللين وتمحى من ساحته الغلظة ، فلا خشونة عند التعامل ولا جفوة بعد التخاصم ، ولا طغيان عند البغي ، هكذا يريدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبعادنا العلمية والايمانية والاخلاقية ، وهكذا كان هو ـ روحي له الفدى ـ مجسداً لاَخلاق القرآن ، وسنته العملية هي التعبير الادق لكلِّ ذلك الخُلق النبوي العظيم ، ولاجل هذه الحقيقة الناصعة والمحجة البيضاء عرّفه ربه سبحانه وتعالى بقوله : ( وإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ). 8 ـ الله رفيق يحب الرفق : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم « إنّ الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه » (1). وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنَّ الله عزَّ وجل رفيق يحب الرفق في الاَمر -------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ الكافي 2 : 119 | 5 باب الرفق. إحياء علوم الدين 3 : 185. -------------------------------------------------------------------------------- (34) كلّه » (1). فالله جلَّ جلاله رفيق ، والرفق خلقه ، إذ هو اللطيف بعباده والرحمن بخلقه والرحيم بالمؤمنين ، يرأف ويتحنن ويعفو ويسامح ويغفر ويتوب ، برٌّ كريم ، ودود حليم ، وهو ـ جلّ ثناؤه ـ يحب لنا أن نتخلق بأخلاقه حتى نغدوا ربانيين بأخلاقنا ؛ فربنا الصادق يحب لنا أن نكون صادقين ، وربنا المحسن يحب لنا أن نكون محسنين ، وربنا الرفيق يحب لنا أن نكون رفقاء. ولاشك أنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف. 9 ـ الله يعين على الرفق : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الله يحب الرفق ويعين عليه » (2). في هذا الحديث المبارك يبين لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله مع كونه يحب الرفق ، فهو سبحانه يعين عليه ، فمن أراد التخلق بالرفق وسعى لاكتساب هذه الفضيلة فإنّ المد الاِلـهي يُقبل عليه ويقوّي فيه هذه العزيمة ، وهذا كقوله تعالى : ( إنَّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبِهِم وَزِدنَاهُم هُدىً ) (3) فبعد أن أقبلوا على الايمان زادهم الله هدىً ، فكذا الحال في اكتساب سجية الرفق ، فإنّ الله يعين الساعين إليها بأن يسهل لهم سبل الوصول إلى بغيتهم التكاملية هذه. فإذا وجدنا أنفسنا غير متخلقين بهذه السجية الفاضلة فإنّ العيب فينا ، -------------------------------------------------------------------------------- 1 ـ كنز العمال : خبر 5370. 2 ـ الكافي 2 : 120 | 12 باب الرفق. 3 ـ الكهف 18 : 13. -------------------------------------------------------------------------------- (35) إذ لم نسع نحوها حتى تُقْبِل هي إلينا. 10 ـ الرفق رأس الحكمة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الرفق رأس الحكمة ، اللّهم من وليَ شيئاً من أمور أُمتي فرفق بهم ، فارفق به ، ومن شقق عليهم فاشقق عليه » (1). الحكمة كما لا يخفى هي وضع الشيء في محله ، ولما كان الرفق هو من محامد الصفات التي يتصف بها الخالق المتعال وأنبياءه الكرام وذوي الحجى والالباب ، وبه يعالجون سقم الناس ، فهو الدواء المحكمة مراهمه، والبلسم الناجح شفاؤه ، ينفع مع الفرد في تطبيبه وتهذيبه ، ومع الاُمّة في تدبير أمرها وسَوْسها. فالنبي الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن يعرّف الرفق بأنه رأس الحكمة ، يتوجه إلى ربه بالدعاء بالرفق لمن يرفق بمن وُليَّ عليه ، وبالمشقة على من يشق عليهم ، ولاشك أن دعوة المصطفى حبيب الله هي دعوة مستجابة حتماً ، وهي في الوقت نفسه كشف عن قانون وإرادة سماوية في المكافأة والمجازاة على الاَفعال. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الرسول الاعظم محمد (ص) hgkfd lpl] w dl]p hgvtr |
2014/02/04, 07:44 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك
ونتمتع بما يزرعه قلمك من فن وإبداع متقن تقبل مرورى وشكرى |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رد شبه ابو بكر كان في الغار مع النبي محمد | ولد العراق | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 6 | 2015/10/08 02:10 PM |
في الرفق بأمته (صلى الله عليه وآله وسلم) | بسمة الفجر | الرسول الاعظم محمد (ص) | 1 | 2015/09/20 02:35 PM |
النبي محمد (صلى الله عليه وآله) » من أسماءه (أحمد) | هو الحق | الرسول الاعظم محمد (ص) | 1 | 2014/01/28 04:33 PM |
الرفق نصف المعيشة | بنت الصدر | المواضيع الإسلامية | 7 | 2013/12/18 12:20 AM |
الرفق!! | سجاد14 | المواضيع الإسلامية | 14 | 2012/08/27 12:32 AM |
| |