2014/02/06, 10:13 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
شروط الأنتماء الى مدرسة الامام علي عليه السلام
إنّ انتماءنا للامام علي (عليه السلام) يفرض علينا أن نكون الصادقين، أن نكون الأمناء، وأن نكون المحقّين، الذين يتحرّكون مع أهل الحق. فعلي (عليه السلام) ليس كلمةً نهتف بها، بل هو موقف ورسالة، لا بد أن نلتزمه بها ونتبعها. لا يوجد بيان أروع من قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو يخاطب الناس: "وَلَيْسَ أَمْرِي وَأَمْرُكُمْ وَاحِداً، إِنِّي أُرِيدُكُمْ لِلَّهِ وَأَنْتُمْ تُرِيدُونَنِي لأَنْفُسِكُمْ " [نهج البلاغة: خطبة 136]. فكان (عليه السلام) عبداً لله، بكل ما للعبودية من حقيقة، وكان يعمل على أن يعلّم الناس بأن يكونوا لله لا لأنفسهم. لقد كان عيشه (عليه السلام) مع الناس، ولكنه كان في عيشه معهم يرتفع إلى الله دائماً، فيفكر فيهم من خلال الله، لا من خلال نفسه، وكان لا يريد الناس لنفسه بل لله؛ لأنه (عليه السلام) لم يعش لعصره فحسب، ولكنه عاش من أجل الإنسانية كلّها. لذلك نرى بعض الناس يقولون نحب علياً (عليه السلام)، ولكنهم لا يصلّون ولا يطيعون الله في ما أمرهم، وهذا عكس ما أراده الإمام علي (عليه السلام)، فقد أرادنا علي أن نحبّه لنحب الله سبحانه. وفي هذا يقول الإمام الباقر (عليه السلام): حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلاهُ ثُمَّ لا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالاً، فَلَوْ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ، فَرَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام)، ثُمَّ لا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ وَلا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ... مَنْ كَانَ للهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيّ وَمَنْ كَانَ للهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوّّ وَمَا تُنَالُ وَلايَتُنَا إِلا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ[الكافي: ج 2 ص 74، وأمالي الصدوق: ص 625، وأمالي الطوسي: ص 735]. يعني الورع عن محارم الله، وهذا هو خط الاستقامة. وأروع ما في أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه ما ترك شاردة من حياته الكريمة إلا وأعطانا من روحه ونفحاته ما يبصرنا في هذه الدنيا. ففي أيامه الأخيرة العصيبة، وهو الواهن الذي يعاني من جرح قاتله، أراد (عليه السلام) أن لا يحرم أمته من وصاياه، فلم تشغله جراحاته عن التفكير في شأن الأمة، لكي يربطها بالله، ويربطها بكلّ القواعد الأساسية في علاقاتها مع بعضها البعض. لقد كان(عليه السلام) يرسل وصيته في آخر لحظات حياته لولديه الحسن والحسين(عليهم السلام)، باعتبار أنهما المسؤولان من بعده عن رعاية أمور المسلمين، ولجميع ولده ولمن بلغه كتابه. فكل من بلغه كتاب علي(ع) في وصيته تلك لا بد أن يتحمل مسؤولية هذه الوصية لينفذها على نفسه وعلى مجتمعه، لأنّ هذه الوصية هي أمانة علي(عليه السلام) التي حمّلها لكل المسلمين في كل الأجيال. فالمقصود بهذه الوصية الأمة الإسلامية. قال (عليه السلام) في هذه الوصّية: أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللهِ وَأَلا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَإِنْ بَغَتْكُمَا، وَلا تَأْسَفا عَلَى شَيٍْء مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا، وَقُولا بِالْحَقِّ، وَاعْمَلا لِلأَجْرِ، وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً، أُوصِيكُمَا وَجَمِيعَ وُلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللهِ، وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ، وَصَلاحِ ذاتِ بَيْنِكُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (صلى الله عليه واله وسلم) يَقُولُ: صَلاحُ ذاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ. اللهَ اللهَ فِي الأَيْتَامِ فَلا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَلا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ، وَاللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ، وَاللهَ اللهَ فِي الْقُرْآنِ لا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ، وَاللهَ اللهَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ، وَاللهَ اللهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا، وَاللهَ اللهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ، لا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ [نهج البلاغة: خطبة 157، والكافي: ج 7 ص 51، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 189، والتهذيب: ج 9 ص 176]. لقد ترك لنا أمير المؤمنين(عليه السلام) مجموعة من المبادئ المهمة: المبدأ الأول: تقوى الله: بأن تراقبوا الله في كلّ شيء، وأن تعملوا على أن تحسبوا حساب الله في كل شيء. المبدأ الثاني: قول الحق: فعلى المسلم أن يحمل هذا المبدأ؛ أن يتحدث بالحق والصدق، وأن يلتزم أيضاً بالحق والصدق، فلا يقول الكذب ولا يلتزم الباطل في كل موقع من مواقع حياته.. يجب أن لا تكون العداوة والصداقة هي الأساس في تأييدنا للمواقف، بل أن يكون الحق هو الأساس في ذلك. المبدأ الثالث: العمل طريق أجر الله: إنّ الله يريد للإنسان المسلم دائماً، في كل موقع من مواقع حياته، أن يفكر برضا الله سبحانه وتعالى، وأن يفكر بثواب الله، فالله لا يريد للإنسان أن يقوم بأي عمل على أساس العبث، أو على أساس المزاج. المبدأ الرابع: نصرة المظلوم: عندما نريد أن نحدد المظلوم، أن لا يكون تحديدنا للظالمين والمظلومين ناشئاً من هوى النفس، أو ناشئاً من العاطفة، أو ناشئاً من الصداقة أو القرابة أو المزاج. فبعض الناس يتحرك على أساس أن أقاربه هم دائماً المظلومون على طول الخط، ويعتبر أنّ البعيدين عنه ظالمون على طول الخط. المبدأ الخامس: تنظيم الأمور: إنّه(عليه السلام) يخاطب النّاس: حاولوا أن تنظّموا أموركم وعلاقاتكم وأوضاعكم في القضايا التي تختلفون فيها، وأن تنظّموا أوضاعكم في القضايا التي تتفقون فيها، حتى تستطيعوا أن تواجهوا علاقاتكم ببعضكم البعض، في كل ما تلتقون عليه، وفي كل ما تفترقون فيه. وأن لا تعيشوا الفوضى في أموركم الاجتماعية، وفي أموركم السياسية، وفي الجوانب الاقتصادية والأمنية وغير ذلك، بل أعطوا كل إنسان حقه، كونوا المجتمع المنظم الذي يعرف فيه كل إنسان موقعه ودوره، فلا يكون مجتمعاً فوضوياً يتحرك فيه كل الناس على هواهم ووفق رغباتهم وشهواتهم، لأن ذلك يسقط القضايا الكبرى ويسقط الأمة في كل قضاياها. وهذا هو الأساس في سلامة كل مجتمع من المجتمعات، وهو أن تكون علاقته ببعضه البعض، علاقات ترتكز على أساس القواعد التي تنظّم للمجتمع دوره في حركة أفراده، ودوره في علاقات أفراده ببعضهم البعض. av,' hgHkjlhx hgn l]vsm hghlhl ugd ugdi hgsghl |
2014/05/01, 04:44 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2014/05/01, 10:58 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
موضوع رائع ويستحق القراءه
ثبتنا الله واياكم على ولايه امير المؤمنين علي عليه السلام بارك الله بك وجزاك الله خيرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مدرسة الامام الكاظم (عليه السلام) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 5 | 2015/09/17 10:52 PM |
((دعـاء الامام الصـــ عليه السلام ــــادق لزوار الامام الحسـ عليه السلام ـــين)) | النبأ العظيم | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 4 | 2013/12/15 10:35 AM |
مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) العلمية | طريقي زينبي | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 4 | 2013/12/05 09:37 AM |
شروط الصلح بين الامام الحسن (ع) ومعاويه | اهات الروح | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 6 | 2013/09/17 07:11 PM |
مدرسة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) الفكرية | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 5 | 2012/06/30 12:15 PM |
| |