2015/02/27, 11:19 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
القضاء والقدر وعدل الله فيه
هناك مسألة كثيراً ما يساء فهمها، ألا وهي العدل، ولهذا الموضوع عدة فروع، منها مسألة الجمع بين القدر وعلم الله تعالى بتفاصيل كل ما سيحدث، سيتم توضيح أن الإنسان مخير ولكن تحت قيد (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين)، وأن علم الله وتقديره الأمور لا يتنافى مع مسألة اختيارنا لمصيرنا. القدر : معنى كلمة قدر هو التقدير والمقدار والمقادير، ليس معنى القدر أن الله تعالى وضع لنا خطة وجودية وأجبرنا أن نمشي وفقها من دون الخروج عنها، كذلك ليس معناها أنا خرجنا من حوله وقوت ومشيئته وإرادته. وللتوضيح إليكم المثال التالي : عندما تحضّر الكعك عليك أن تراعي المقادير، لئلا يختل النظام، فلا تنضج مثلاً أو ربما تنتفخ زيادة عن اللازم.. كذلك هو القدر، ومعناه وضع مقادير الوجود عندما نقول (إن الله تعالى قدر لنا المنازل والسكن في البيوت)، بالفطرة والوجدان إذا كانت الأمطار تهطل ستغطي رأسك، وكذلك نفس الأمر في حال أحرقتنا الشمس، أما إذا هبت الريح مصحوبة بالرمال فسنغطي جوانبنا، سيقول هذا الإنسان (لماذا لا أصنع مكعب أسكن فيه) - وقصده هو المنزل - حتماً سيصنع باب ونافذة وإلا كيف يدخل المنزل ويتنفس؟! وحتما سيصنع جهازاً لدفع الحرارة وهو المكيف.... وهكذا هلم جرا. العدل الإلهي : الآن يخطر ببال الإنسان سؤال آخر بعد ما يقرأ ما كتب بالأعلى، فيقول في نفسه : (هل يريد الله تعالى أن نعيش في شقاء وكدح؟) فنقول له : لا تظن أن هذه دار الاستقرار! فبمجرد أن تظنها كذلك ستحسب أن الله تعالى يظلمك - نعوذ بالله - لأنك تعبد هذه الدنيا وتراها معشوقتك، فكل ما يبعدك عنها هو عدو يجب محاربته حتى الله! انظر من حولك وسترى أن كل بلاء وكل أذى وتعب يصيبك، هو لأجل أن تثاب، ومنشؤه رحمة الله وليس نقمة الله، أبى الله تعالى إلا أن نسعى، لأن الله تعالى لا يعطي المقامات العالية إلا للراضين والصابرين، بل ويتحول الصبر على الأذى من أجمل الأشياء، كما كان إمامنا الشهيد عليه السلام يشرق لونه الشريف كلما اشتد البلاء، والله يعلم ماذا أعطي إمامنا المجاهد من قرب من محبوبه عز وجل ليكون بهذا الإشراق. فكر الآن بأن لو أعطانا الله تعالى الراحة منذ الخلق، لكان الله تعالى ليس حكيماً، وإذا لم يكن حكيماً فهو ليس الله لأن الله كمال ووجود مطلق، فلو خلا منه صفة كمالية لانتقضت ألوهيته وهو محال وغير ممكن. علمه تعالى وفعلنا : أما علمه الأزلي فاتضح مما سبق بأن أزليته ووجوده المطلق يقتضي أن يكون عالماً بكل شيء، وأما مشيئته فهي ابتداء الأمور من الخلق، وأما مسألة الأمر بين الأمرين فهي أن الله تعال هو الذي أعطانا الوجود والقوة لفعل لشيء، ويدل عليه قول الله تعالى : (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللَّه).. ويوضح الله تعالى بالآية التي تليها فيقول عز وجل : (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَة فَمِن نَّفْسِك) كل كمال وخير يعود للوجود، وكلما كان الوجود أشد وأكمل كان الخير أكثر، فالله صلاح لا مثله صلاح، لأنه مطلق، والمحدود ليس كامل فلا ريب يكون فيه سوء، لذلك يحتاج المحدود لله المطلق لجبر نقائصه. وتوضيح ذلك في حديث من عيون أخبار الرضا عليه السلام (قلت للرضا (عليه السلام) : يا بن رسول الله!.. روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : لا جبر ولا تفويض، بل أمرٌ بين أمرين فما معناه؟.. فقال : مَن زعم أنّ الله يفعل أفعالنا ثم يعذّبنا عليها فقد قال بالجبر، ومَن زعم أنّ الله عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليه السلام) فقد قال بالتفويض، فالقائل بالجبر كافرٌ، والقائل بالتفويض مشركٌ، فقلت له : يا بن رسول الله!.. فما أمرٌ بين أمرين؟.. فقال (عليه السلام): وجود السبيل إلى إتيان ما أُمروا به وترك ما نُهوا عنه، فقلت له : فهل لله عزّ وجلّ مشيّة ٌ وإرادة ٌ في ذلك؟.. فقال : أما الطاعات فإرادة الله ومشيّته فيها الأمر بها، والرضا لها، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها، والسخط لها، والخذلان عليها، قلت : فلله عزّ وجلّ فيها القضاء؟.. قال : نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير وشرّ إلا ولله فيه قضاء ٌ، قلت : فما معنى هذا القضاء؟.. قال : الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة). وقد قال الله تعالى في سورة الزخرف الآية 76 : (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) معناه هي من قبيل قول الله تعالى (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا)، وأيضا : (وَوجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وهو تجسد الأعمال فالشهوة والغضب قد يكونا المقصود من السلاسل التي يقيد بها أهل النار، فإنسانية الإنسان تكون مقيدة بالشهوة والغضب، فتظهر في الآخرة على صورة قيود! وكل ما قرأته في الفقرات السابقة يتلخص في هذه الأحاديث : عن أبي الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ : قال : قلت : ما معنى قدر؟ قال : تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت : فما معنى قضى؟ قال : إذا قضى أمضاه فذلك الّذي لا مَرَدَّ له. قال أبو الحسن الرضا ـ عليه السَّلام ـ ليونس مولى علي بن يقطين : أوَ تَدري ما قدر قال : لا. قال : هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء. ثم قال : إنَّ الله إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدَّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه. أما من القرآن فقول الله تعالى في سورة يس : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) أي وضعنا المقادير، بحيث يسير القمر بهذه الكيفية وفي هذا الزمن وفي هذا المكان الذي أنا حددته المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية hgrqhx ,hgr]v ,u]g hggi tdi |
2015/02/28, 01:17 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2015/02/28, 06:12 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
بأنتظار ابداعكم القادم ♥تحياتي♥ |
2015/02/28, 11:39 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
الف شكر لكم احبتي الكرام على مروركم العطر
عاشق الملكه تقبلوا ارقى تحياتي |
2015/03/01, 04:37 AM | #5 |
معلومات إضافية
|
طرح رائع
بروعتك كلمات ابهرتنا وراقت لنا ابداعك وصل القمم كنت هنا اتذوق الشهد |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمقتل الحسين عليه السلام في كربلاء | بسمة الفجر | عاشوراء الحسين علية السلام | 5 | 2015/06/22 02:57 AM |
فاطمة الزهراء عليها السلام | الجمال الرائع | الواحة الفاطمية | 2 | 2014/12/30 01:36 PM |
مواضيع حسينية 2 | الجمال الرائع | عاشوراء الحسين علية السلام | 4 | 2014/10/23 12:48 PM |
لكي لا يتناثر العقد !! | عاشقة بيت النبي | بنات الزهراء | 2 | 2014/08/14 10:29 PM |
موضوع شامل عن الحجاب للمرأه المسلمه .. | عاشقة بيت النبي | بنات الزهراء | 4 | 2014/08/14 09:58 PM |
| |