2013/07/09, 12:04 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
العواصم من الذنوب
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم العواصم من الذنوب وعلى رأس العواصم من الذنوب –وهو الأصل فيها- اللطف الإلهي الذي به عصم الله تعالى أنبياءه ورسله والصالحين من عباده قال تعالى: [وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ] (يوسف:24)، وقال تعالى: [وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً] (الإسراء: 74). في رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داوود النبي (عليه السلام) أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، قال: فأتاه داوود (عليه السلام) فقال له: يا دانيال، إني رسول الله إليك وهو يقول لك: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك، وعصيتني فغفرت لك، فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك. فقال له دانيال: قد بلغت يا نبي الله. قال: فلما كان في السَحَر قام دانيال وناجى ربه فقال: يا رب إن داوود نبيك أخبرني عنك: إني عصيتك فغفرت لي، إني عصيتك فغفرت لي، وأخبرني عنك أني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي، فوعزتك لأعصينك ثم لأعصينك، ثم لأعصينك، إن لم تعصمني)([1])، أي: يا رب إنك إن وكلتني إلى نفسي فإني لا أستطيع أن أعصمها من الذنوب إلا أن تعصمني أنت برحمتك. ومن العواصم الدعاء والذكر واليقظة كلما اعترته غفلة، قال تعالى: [إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ] (النحل:99)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (أكثر الدعاء تسلم من سَورة الشيطان)([2])، وقال (عليه السلام): (تحرّز من إبليس بالخوف الصادق)([3]). (ومنها) الشوق إلى الله تبارك وتعالى ومحبّته، من مناجاة الإمام السجاد (عليه السلام) (وأن تجعل حبّي إياك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك)([5])، ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان دعائم الإيمان قال: (فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات)([4]). (ومنها) تجنب الحضور والتواجد في الأجواء المساعدة على المعصية لقطع منافذ الشيطان والنفس الأمارة بالسوء بحيث يصبح ارتكاب المعصية متعذراً، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ثلاث من حفظهن كان معصوماً من الشيطان الرجيم ومن كل بليةٍ: من لم يخلُ بامرأة ليس يملك منها شيئاً، ولم يدخل على سلطان، ولم يُعِن صاحب بدعة ببدعته)([6)؛ والإكثار من الوجود في المساجد ومجالس الصالحين فإنها تمنع من الوقوع في الذنب، قال علي (عليه السلام): (من العصمة تعذر المعاصي)([7)، وعنه (عليه السلام): (من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان: ... أو يترك ذنباً خشيةً أو حياءً)([8]). (ومنها) المراقبة والمحاسبة الدقيقة والمستمرة للنفس، والأحاديث الآمرة بذلك كثيرة، روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة بسنده إلى أبي هاشم الجعفري قال: (سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا، فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شيء، فأقبل عليَّ أبو محمد (عليه السلام) فقال: يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود)([9]). (ومنها) استعظام الذنب واستفضاع عاقبته، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً جعل ذنوبه بين عينيه ممثلة والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبدٍ شراً أنساه ذنوبه)([10]). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرَّ على أنفه). (ومنها) عدم الإعجاب بالنفس، وما يصدر منها من طاعات؛ لأن ذلك يوجب إيكال العبد إلى نفسه فيذنب حتى يكون له واعظاً ومؤدباتً من نفسه، في الكافي بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبداً)([11]). ------------ ([1]) بحار الأنوار: 73/362، ح90. ([2]) بحار الأنوار: ج78/9، ح64. ([3]) بحار الأنوار: 78/64، ح1 ([4]) مفاتيح الجنان: 173، مناجاة المحبّين. ([5]) نهج البلاغة، قصار الكلمات، رقم (31). ([6) بحار الأنوار: 74/197، ح32. ([7]) نهج البلاغة: 535، الحكمة 345. ([8]) الخصال: ج2، باب الثمانية، ح10. ([9]) بحار الأنوار: 73/359، ح78. ([10) والذي بعده تجدهما في ميزان الحكمة: 3/375، ح 6794، 6795. ([11]) أصول الكافي: 2/313، باب العجب، ح1. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية hgu,hwl lk hg`k,f |
2013/07/09, 12:53 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
بوركت عزيزتي على هذا الطرح الرائع
وجزاك المولى عنا خير جزاء المحسنين في ميزان حسناتكم إن شاء الله |
2013/07/09, 12:56 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
اللهم جنبنا المعاصي وحاسبنا بلطفك ولاتحاسبنا بعدلك ياااارب
رزقكم الله حسن العاقبه ياااااااااارب |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الذنوب وعلاقتها بالامراض | النبأ العظيم | المواضيع الإسلامية | 1 | 2013/05/24 08:08 PM |
انواع الذنوب | حنين الورد | المواضيع الإسلامية | 6 | 2013/04/13 08:49 PM |
آهـ لمن عشق الذنوب | عاشق دم الحسين | الشعر الشعبي | 1 | 2013/03/15 08:26 PM |
لغفران الذنوب | اهات الروح | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 13 | 2013/02/15 10:59 AM |
لباس الذنوب ابو ذر الحلوجي | العباس عطر الانفاس | الارشيف والتكرار | 2 | 2012/08/29 11:19 PM |
| |