اليوم جايب لكم موضوع جميل عن "آفات الاذن" تكمله عن السابق وقد وعدناكم بهذا الموضوع وان شاء الاستفادة من هذا المواضيع المفيدة التي ترضي الله ورسوله نستعن بالله الواحد الصمد :
اعلموا احبتي أن الأذن من عجائب صنع الله تعالى وبدائع حكمته وإنما وهبها لك لتسمع بها كلام الله تعالى وسنة نبيه وحكمة أوليائه وتتوصل بذلك إلى النظر الصحيح والعمل بمقتضى ما يوجبه وإن تسمع بها آيات الله الحادثة فتذكر بها الآخرة وتصغي بها إلى كلام الغير فتسمع ما ينفعك في دنياك ودينك وتنفع بسببه غيرك فمتى استعملتها في غير ما خلقت له عادت مضرتها عليك وصارت كأنها جرت العقاب الأليم إليك وآفاتها أيضا كثيرة ولكن أمهات الآفات منها أربع:
الآفة الأولى:
أن تصغي بها إلى البدع لتأخذها فتدين بها أو تفسد بها غيرك فهذه من أعظم الكبائر وعلى حسب عظم تلك المعصية البدعة يعظم جرم صاحبها والمستمع لها على ذلك الوجه ولهذا ورد النهي عن مجالسة أهل القدر ملاحظة ((أهل القدر: هم الذين يقولون: إن كل شئ من أفعال العباد بقضاء وقدر بمعنى أن الله قدرها عليهم وهو خالقها ليس لهم حول ولا قوة في هذا
لا بمعنى العلم وفي زماننا هذا يشمل السلفية ومن نهج منهجهم ))
وقال: (شر الأمور محدثاتها)وقال أيضا:(من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا) فأما لو استمعها ليدحضها ويطمسها فهذا معدود في قسم الطاعات
الآفة الثانية:
أن تصغي بها إلى الملاهي والمزامير وأصوات العيدان التي حرم الله سمعها فإن هذه المعصية من أعظم المعاصي وكبائر الذنوب والمستمع بمنزلة الفاعل لأنه لا يطلب من ذلك إلا السماع ويدخل في ذلك سماع كل لهو نحو الإجتماع لسماع نشيد الشعر في الغزل والتشبيب والاشتغال به
وقد روى عن النبي أنه قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو. قال: فيقوم ناس قليل، قال: فيقول الله سبحانه وتعالى للملائكة: أسمعوا هؤلاء حمدي وشكري ومجدي، وأخبروهم أنهم لا خوف عليهم ولاهم يحزنون)فاللهَ اللهَ في التجنب لهذه الآفة ولا يخدعنك قول قائل: قد كان النبي ينشد بحضرته فإن النبي ما كان يجمع أصحابه لسماع الشعر في الغزل والتشبيب ولا يشتغل بذلك بل كان يذم الشعراء ولا تسمع في بعض الأحوال الندرة إلا ما فيه حكمة كما قال عليه السلام:(إن من الشعر لحكمة)
واعلموا أن الأشتغال بسماع الشعر واللهو يوقع في القلب ما يوقعه النظر فما عرفت أنه يلزمك في النظر فاحكم بمثله هاهنا لأن الغرض بالمنع عن النظر هو أن لا يتحرك ساكن الشهوة وهي تتحرك مع هذه الهفوة . فافهم واعمل بحسب ذلك
الآفة الثالثة ::
استماع الغيبة والأصغاء إليها وإلى النميمة لا يغرنك لهج الناس بالأصغاء والاستماع لذلك فالمستمع مشارك وفي الحديث (المستمع أحد المغتابين) وفي الخبر عن النبي أنه قال: (من أغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع أن ينصره نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن خذله خذله الله في الدنيا والآخرة)
الآفة الرابعة:
التجسس بالاستماع لما يقوله المسلمون عند أبوابهم ومجالسهم والتسمع لأسرارهم والأصاخة إلى ما يقع من الناس من الفواحش وأجناس ذلك هذه الآفة أعظم الآفات وهي مفسدة للأذن عند عالم الخفيات { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا } وروي عن النبي أنه قال: (إني لأعرف قوما يضرب في آذانهم بمسامير من نار تضرب في جانب فتخرج من الجانب الآخر. قيل: من هم يا نبي الله ؟ قال: الذين يستمعون إلى ما لا يحل لهم على أبواب المسلمين)
وعنه (من سمع فاحشة وأفشاها فهو كمن عمل بها)
ولهذا اكتفي وهذه الموضوع ارجوا منه الاستفادة وان شاء الله لي موضوع ""آفات اللسان "" غدا ان شاء الله وصلى على محمد وعلى آله وسلم تحياتي ...