Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/12/09, 11:13 AM   #1
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي القرآن

ل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ(سورة البروج آية 21)

القرآن الكريم هو كلام رب العالمين نزل به الروح الامين على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد لهداية الناس أجمعين، وقد جاء معجزة خالدة تحدى بها الاسلام العرب فعجزوا عن مجاراتها فيما حوت من إعجاز في نظمها وأسلوبها وما اشتملت عليه من روائع الشرائع والحكم والعلوم والامثال، وإن أفضل استهلال لموضوع هذا الكتاب هو أن نبدأ بذكر بعض ما ورد من وصف للقرآن في كتاب الله الكريم وما جاء في سنة رسوله العظيم عنه، وما نطق به لسان الحق من الخلق أجمعين تمهيدا للتعريف بجلال القرآن وحقيقة قدسيته، ثم نشفع ذلك بما يجب معرفته بالضرورة من أنه معجزة الاسلام الكبرى: آيات من كتاب الله تعالى في وصف القرآن: يقول الله تبارك وتعالى في أول سورة البقرة تعريفا بالقرآن:(ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).

ويقول سبحانه وتعالى في أول سورة الكهف:(الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا).

ويقول جل من قائل في سورة المائدة آية - 16:

[13]

(قد جاء‌كم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من أتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).

وقال تعالى في سورة الانعام آية - 155:(وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه وأتقوا لعلكم ترحمون).

وقال تعالى في سورة فصلت آية(1 - 4): حم، تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون).

ما جاء في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن القرآن:(أفضل عبادة أمتى تلاوة القرآن)(القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم)(نوروا منازلكم بالصلاة وتلاوة القرآن)(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(أهل القرآن أهل الله وخاصته)(وهم الحافظون له والعاملون بما فيه)(إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، فقيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ فقال:(تلاوة القرآن وذكر الموت)(ما من أحد يعلم ولده القرآن إلا نوج يوم القيامة بتاج في الجنة) وفى حديث طويل للرسول صلوات الله وسلامه عليه أنه قال:(ستكون فتن كقطع الليل المظلم، قيل يا رسول الله وما المخرج منها؟ قال: كتاب الله

[14]

تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن أتبع الهدى من غيره أضله الله فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذى لا تزيغ به الاهواء، ولا تلتبس به الالسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الاتقياء، ولا يخلق على كثرة التكرار، ولا تنقضى عجائبه، وهو الذى لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا:(إنا سمعنا قرآنا عجبا) من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم).

وفى خطبة من خطبه صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن أصدق الحديث كتاب الله وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنة سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن).

وعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال:(قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن) قال:(فقلت يا رسول الله أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟ قال:(إنى أشتهى أن أسمعه من غيرى).

أقوال بعض العلماء في القرآن: ذكر السيوطى في تعريف القرآن: إن القرآن إنما صار معجزا لانه جاء بأفصح الالفاظ في أحسن نظم التأليف متضمنا أصح المعانى من توحيد الله تعالى وتنزيهه في صفاته، ودعائه إلى طاعته، وبيان لطريق عبادته من تحليل وتحريم؟ وحظر وإباحة، ومن وعظ وتقويم، وأمر بمعروف ونهى عن منكر وإرشاد إلى محاسن الاخلاق وزجر عن مساويها، واضعا كل شئ منها موضعه الذى

[15]

لا يرى شئ أولى منه، ولا يتوهم في صورة العقل أمر أليق به منه، مودعا أخبار القرون الاولى الماضية، وما نزل من مثلات الله بمن مضى، وعائد منهم منبئا عن الكوائن المستقبلة والاعصار الآتية من ذلك، جامعا في ذلك بين الحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك أكد اللزوم ما دعا إليه وأنبأ عن وجوب ما أمر به ونهى عنه.

وقال بعض العلماء عن مضمون القرآن أنه اشتمل على أنواع من الاعمال كلف الله بها عبادة للقيام بأدائها وهى: أولا: معاملة بين الله والعبد وهى العبادات التى لا تصح إلا بالنية، ومنها عبادات محضة وهى الصلاة والصوم، وعبادة مالية اجتماعية وهى الزكاة، وعبادة بدنية اجتماعية وهى الحج وقد اعتبرت هذه العبادات بعد الايمان أساس الاسلام.

ثانيا: معاملة بين العباد بعضهم مع بعض وهى أقسام منها:

(ا) مشروعات لتأمين الدعوة بالجهاد بالنفس والمال في سبيل الله.

(ب) مشروعات للاسرة وهى ما يتعلق بالزواج والطلاق والمواريث.

(ج) مشروعات لبيان المعاملة بين الناس من بيع وإجارة وهى بالمعاملات.

(د) مشروعات لبيان العقوبات على الجرائم وهى القصاص والحدود.

وقد عرف الاستاذ فريد وجدى مقاصد القرآن بقوله:(القرآن وحى إلهى نزل به الروح الامين جبريل على قلب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعاملين نذيرا وبشيرا، وعقيدتنا معشر المسلمين أنه الكتاب الجامع لاشتات الحكم ومتفرقات الاصول، وأنه فيه خلاصة سائر الكتب السماوية المتقدمة وأنه

[16]

جاء بالناموس الاعظم لكمال الحياتين الدنيوية والاخروية، وأنه آخى بين طبيعتى الانسان الجسدية والروحية، وأنه أنزل للعالمين أجمعين وروعيت فيه مصالحهم على قسطاس مستقيم، ولا جرم أن كتابا هذا شأنه لابد أن يكون راميا إلى قصد ومتوخيا في تعاليمه دستورا، ولابد أن يكون قد وعد وأوعد، وبشر وأنذر، ورغب ونفر، وبنى وهدم، وقوى ووهن، ووصل وقطع، وسلك لكل ذلك مسالك خاصة أدته إلى المكانة التى بلغها في نفوس الآخذين به قديما وحديثا.

القرآن آخر الكتب السماوية: جاء في بعض الآثار عن عدد الصحف السماوية المنزلة ما روى عن أبى ذر الغفارى قال:(قلت يا رسول الله كم كتابا أنزل على أنبيائه؟ قال الرسول: مائة صحيفة وأربعة كتب، فقد أنزل على آدم عشر صحائف وعلى شيث خمسين صحيفة وعلى إدريس ثلاثين صحيفة وعلى إبراهيم عشر صحائف وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان(وهو القرآن) وقد نزلت الكتب المقدسة جميعها دفعة واحدة إلا القرآن فقد نزل منجما أى مفرقا.

فالقرآن آخر الكتب السماوية أنزله رب العزة جل جلاله على خاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت نزوله بكل من الدليلين العقلى والنقلى، أما الدليل العقلى فهو ما تضمنه هذا الكتاب من وجوه الاعجاز الذى تحدى الانس والجن أن يأتوا بمثله فعجزوا عجزا مطلقا وما يزال التحدى قائما إلى يوم القيامة.

وأما الدليل النقلى فهو ما نقله إلينا السلف الصالح الذين عاشوا في زمن النبى وعاصروه، فقد ثبت بالتواتر الذى لا يرقى إليه شك أن القرآن كلام الله الذى

[17]

كان ينزل على النبى ويوحى إليه به بمرأى ومسمع من عشيرته وصحابته المعاصرين والملازمين له، وكان النبى يأمر كتاب الوحى أن يسجلوا آياته فور نزولها على رقاع من العظم أو الجلد أو الجريد أو الحجارة وعلى كل ما كان ميسورا وصالحا للكتابة عليه وقتئذ.

موقف العرب إزاء الدعوة الاسلامية والقرآن: لم يجد النبى من العرب عامة ومن قريش خاصة عندما أعلن دعوته بدين الاسلام سوى الصد والتكذيب والسخرية والاستهزاء والايذاء، فقد رموه بالكهانة تارة وبالجنون تارة أخرى، كما أعلنوا التنكر للقرآن وقالوا عنه إنه سحر مفترى، وقد تعرض النبى وكل أتباعه من المؤمنين لاشد ألوان الاذى والاعتداء ولم يثنه ذلك عن مواصلة جهاده وإعلان دعوته للتوحيد والحط شأن معبوداتهم من الاصنام والاوثان، وقد حاولوا أن يصرفوه عن دعوته بكل وسائل الارهاب وبالوعد والوعيد فكان يرد عليهم قائلا:(إن الله بعثنى رسولا وأنزل علي كتابا، وأمرنى أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فإن تقبلوا منى ماجئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لامر ربى حتى يحكم بينى وبينكم).

استعانة قريش باليهود في معارضة النبى وتحدى القرآن: استعان القرشيون في معارضة الدعوة الاسلامية وقرآنها بأحبار اليهود لانهم أهل كتاب يدعو للتوحيد لعلهم يجدوا لديهم أدلة يدحضون بها ما أنزل من الوحى على النبى، وكان اليهود يومئذ من ألد أعداء الاسلام ورسوله لانهم

[18]

يعتقدون أن النبى المنتظر سيكون من بنى إسرائيل لا من العرب، فأوعز اليهود لقريش أن يسألوا النبى عن ثلاثة أشياء فإن أخبرهم بهن فهو نبى مرسل، وإن لم يجب عنها فهو مدع منتحل للنبوة، وقالوا سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الاول، وعن رجل طواف، وعن الروح، وقد نزل الوحى بالاجابة عن هذه الاسئلة بأن الفتية الذين ذهبوا في الدهر هم أهل الكهف، وقد ذكر القرآن قصتهم، وأن الرجل الطواف هو ذوالقرنين المذكورة قصته أيضا في القرآن، أما عن الروح فكانت الاجابة عليها قوله تعالى:(الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

عناد قريش وتخبطهم في تكذيب القرآن: لقد كانت قريش أحرص الناس على إطفاء نور القرآن والطعن في إعجازه والسعى في إخفاء حقائقه وإبعاد تأثيره القوى في نفوس من يسمعه عن القبائل وذلك بالدعايات الكاذبه، ولو كان في مقدروهم معارضة القرآن والاتيان بشئ من مثلة لفعلوا، ولكنهم قالوا عن القرآن إنه سحر كما جاء ذلك في قوله تعالى:(وإذا تلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاء‌هم هذا سحر مبين)(سورة الاحقاف آية - 7) ثم قالوا عن القرآن إنه شعر شاعر فرد القرآن عليهم بقوله تعالى: وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين(سورة يس آية - 69) ثم عادوا فقالوا أنه أساطير الاولين علمها له غيره من العارفين بها فيرد عليهم الحق سبحانه وتعالى بقوله:(وقالوا أساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا)(سورة الفرقان آية - 5) وقد اتهمه بعضهم بالجنون فرد القرآن عليهم بقوله تعالى:(ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين):(سورة الصافات آية - 36، 37).

[19]

شهادة الوليد بن المغيرة أبلغ فصحاء العرب في القرآن: أعيت الحيل القرشيين في محاربة القرآن بتكذبيه وإطفاء نوره والحد من تأثيره في قلوب سامعيه فاجتمعوا عند الوليد بن المغيرة أحد بلغاء العرب يتشاورون فيما يمكن عمله لابطال سحر البيان في هذا القرآن العجز الذى كانت وفود القبائل الآتية إلى مكة للحج تستمع إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يرتله فيبلغ تأثير القرآن أعماق نفوسهم ويروعهم أسلوبه ومعناه، وحارت قريش في أمرها وكيف يصدون هذه القبائل عن الاجتماع بمحمد والاستماع لرسالته فكانوا يقولون لهم مرة إنه كاهن، ومرة أخرى يقولون عنه أنه ساحر ومرة ثالثة يقولون عنه إنه شاعر ولكن عقلاء القبائل ما كانت في قرارة نفسها تصدق هذا الكلام المناقض لجلال ما يسمعون من آيات القرآن والذكر الحكيم.

وأخيرا استقر رأى قريش أن يوزعوا أنفسهم عند مفارق الطريق الموصلة إلى مكة ويجلسون عند مداخلها لمقابلة القادمين وتحذيرهم من مقابلة محمد أو الاستماع إلى حديثه وقرآنه، ولما كانت قريش مسموعة الكلمة في العرب فكان كثير من هؤلاء الوافدين ينقادون لرأيهم، وكان الوليد بن المغيرة أشد المؤمنين بأن ما يتلوه محمد من القرآن حق لا ريب فيه، وكان يقول لقومه عن القرآن:(إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى عليه، وكان ينصح قومه أن يتركوا محمدا وشأنه لانه توسم مجسه المرهف أن دعوة محمد ستكون لها شأن وأى شأن.

معجزة النبى الكبرى هى القرآن: إن كلمة القرآن لفظ مشتق من مادة قرأ وهى أول كلمة نزل بها الوحى على النبى في غار حراء إشارة إلى مكانة القراء‌ة التى هى السبيل إلى العلم وسر التقدم

[20]

والارتقاء في الحياة وكانت معجزة النبى هى القرآن الذى كان يتلوه المسلمون في حياته والذى سوف يتلوه من بعده ألوف مؤلفة لا حصر لها إلى يوم القيامة ولم تكن معجزته معجزة مادية محسوسة كمعجزات الانبياء السابقين وقد طالبه قومه بإلحاح بمعجزة حسية ملموسة حتى يؤمنوا برسالته، والقرآن يقص علينا ذلك في قوله تعالى في سورة الاسراء - آية 92.

(لن تؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا، أو يكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا، أو تسقط السماء علينا كما زعمت كسفا، أو تأتى بالله والملائكة قبيلا، أو يكون لك بيت من زخرف، أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا تقرأه) فكان الجواب على هذا التحدى أن قال الرسول بأمر الله(قيل سبحان ربى ! هل كنت إلا بشرا رسولا؟) وكان هذا هو الجواب المفحم بالحق والصدق أمام تعنت المتعنتين المطالبين بالبراهين المادية.

لماذا كانت معجزة محمد صلى الله عليه وسلم هى القرآن؟ إن السر في أن يكون القرآن هو معجزة النبى الكبرى تتجلى في أنها المعجزة المعنوية القدسية ذات الاسرار الروحية المتصلة بالملا الاعلى، وأن فيه علوما وفيوضات آلهية جعلته الكنز الربانى الخالد على الدهر وأن له البقاء والنماء المعنوى والروحى ما دامت الالسنة ترتل آياته والقلوب تخشع عند سماعها والجلود والجوارح تلين وقت التأثر بها، ولم تشأ إرادة الله الحكيم العليم أن يجعل معجزة النبى معجزة مادية حسية كما كانت معجزات الانبياء من قبل عندما ظهرت للعيان ثم اختفت لانها عاشت في ذاكرة الناس مع حياة أنبيائها فقط، فلما ذهبوا ذهبت وانطوت بموتهم، وإنما أرادها الله لنبيه محمد أن تكون معجزته قرآنا خالدا على الدهر، وتبقى معجزة حية ما دام النبى حيا وأن تظل كذلك حية بعد موته

[21]

وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها، وذلك لانها خاتمة الرسالات للناس أجمعين وليست بعدها رسالات ولا معجزات أخرى، ويكفى في تفوقها أنها جمعت فأوعت كل ما تحتاج إليه البشرية من أصح العقائد الحقة وأسمى المبادئ القويمة وأرقى المناهج للصلاح والاصلاح والفلاح، وأخلص العبادات الموصلة قولا وعملا إلى رضوان الله تعالى وسعادة الدارين.

وكل الذين هداهم الله ووفقهم إلى قراء‌ة القرآن وتدبر آياته من يوم أن نزل على النبى صلى الله عليه وسلم وإلى ما شاء الله يؤمنون بقدسيته ويقرون بروعته البيانية ويشعرون بلمساته الروحية ويأنسون بنفحاته السماوية، ويرجع ذلك إلى حقيقة ذاتية في القرآن تتمثل في كيانه القائم على الحق وفى أسراره العلوية التى تكمن وراء ألفاظه ومعافيه والتى تتجلى في جاذبيته الآلهية التى تأخذ بقلوب مرتليه وسامعيه، وليس أدل على ذلك من أن أبلغ بلغاء العرب من قريش كانوا إذا سمعوا آيات الله تتلى عليهم يستولى على مشاعرهم سحر بلاغتها، وقد بلغ من افتتان بعضهم بها أنهم كانوا يتسللون فرادى في دجى الليل على مقربة من دار النبى ينصتون إلى تلاوة القرآن فتملاهم تلاوته إعجابا وتقديرا واستمتاعا بمافيه من حلاوة وطلاوة وسمو روحى يأخذ بألبابهم، ومن عجيب أمر هؤلاء العرب الذين أنكروا القرآن وإعجازه في الاداء والبيان هم أبناء الامة التى كان لها غرام بالبلاغة والفصاحة حتى أنهم كانوا يعقدون الاسواق الادبية كل عام ليعرض فيها الادباء والشعراء إنتاج مواهبهم ويدعون الحكام للحكم بين الشعراء والادباء لتكريمهم والاحتفال بالنوابغ منهم.

دلائل إعجاز القرآن: اشتمل القرآن الكريم على عدة دلائل قوية وبراهين دامغة على أنه المعجزة الكبرى وأنه آية من آيات الله العظمى الخالدة على الدهر ومن ذلك:

[22]

أولا: بلاغته الفريدة في نظمه ولفظه وأسلوبه ومخالفته لمناهج العرب في فصاحتهم وبلاغتهم التى كانوا يعتزون بنبوغهم فيها، إذا لم يكن شعرا موزونا ولا نثرا مرسلا ولا سجعا مقفى وإنما هو نهج مستقل قائم بذاته في جمال عباراته العذبة وصياغة معانيه السامية التى لم يكن للعرب عهد بمثلها من قبل حتى أن بلغاء‌هم ما كانوا لا يدرون من أى ناحية من نواحيه يتملك مشاعرهم ويستولى على عقولهم وكانوا من فرط حيرتهم في وصفه يقولون عنه إنه السحر وما هو بالسحر.

ثانيا: حفل القرآن بالكثير من قصص الانبياء والرسل وأخبار الامم السابقة وأحوالهم بما يطابق الصادق المؤكد مما جاء في كتب أهل الكتاب من اليهود والنصارى، مع أن النبى صلوات الله وسلامه عليه نشأ أميا لا يقرأ ولا يكتب وقومه يعلمون أنه لم يدرس ولم يتعلم على يد أحد شيئا من العلم، فمن أين له هذه الانباء والمعلومات عن الرسل والانبياء وعن التاريخ القديم للامم والشعوب؟ إنه لا شئ سوى الوحى الذى يوحى إليه من ربه الذى يقول في كتابه العزيز في سورة العنكبوت - آية 48:(وما كنت تتلو قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون)، ولما تملكتهم الحيرة في شأن القرآن وروعته افتروا على الله الكذب وأدعوا أن أحد فتيان الروم علمه سرا هذه الاخبار كلها وهذا كذب صراح لان هذا الرومى المزعوم كان أعجميا لا يحسن العربية، ويكذب القرآن افتراء‌هم هذا بقوله تعالى في سورة النحل آية - 103:(ولقد نعلم أنهم يقولون أنما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين).

ثالثا: لم يقتصر القرآن على ذكر أخبار أحوال الامم الماضية وأنبيائهم ورسلهم وما جرى من الحوادث التى مضى عليها زمن طويل بل أخبر كذلك عن أمور سوف تقع في المستقبل وقد تحقق فعلا وقوعها، ومن ذلك ما أخبر به

[23]

القرآن عن دولة الروم المسيحية التى غلبتها دولة الفرس الوثنية أولا، ثم أخبر القرآن بأن دولة الروم المغلوبة سوف تنتصر بعد بضع سنين كما جاء ذلك في قوله تعالى في سورة الروم آية 1 - 4:(ألم، غلبت الروم في أدنى الارض وهم من بعد عليهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون).

ومن ذلك أيضا ما أخبر به القرآن عن وعد الله لرسوله بأنه سوف يفتح مكة ويدخل المسجد الحرام، وقد تحقق ذلك فعلا بعد فترة وجيزة من الزمن فقال تعالى في سورة الفتح آية - 27:(لقد صدق الله رسوله الرؤبا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا).

رابعا: ما تضمنه القرآن من أمور دينية ما كان العرب يعرفون عنها شيئا مثل عقيدة التوحيد وإلايمان بالغيب وبيوم القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار والملائكة وغيرها من المسائل الاخرى الخاصة بالتشريع ومعرفة الحلال والحرام والحقوق والواجبات للاسرة والوطن ثم بيان ما يجب على الانسان من مكارم الاخلاق وروح الاخوة والتعاون والبر والتقوى مما يؤدى إلى سعادة الدارين.

وكان النبى صلوات الله وسلامه عليه يتلو على الناس ما أنزل إليه بلسان عربى مبين في موضوعات أخرى شتى وهو الامى الذى لم يدرس من أمور التشريع ولا من أمور الغيب ولا من أصول الاخلاق أو علم النفس أو علم الاجتماع شيئا، فمن أين له هذا الكنز الفياض بهذه العلوم والمعارف في دقة وروعة وإحكام؟ أنه النبوة الموحية إليه بهذا كله من عند الله تعالى.

[24]

خامسا: لقد انطوى الكريم على آيات بينات كثيرة فيها حقائق علمية غاية في الاصالة والموضوعية فيما يتعلق بالكون والسماوات والارض والنجوم والكواكب التى تجرى في أفلاكها وتعاقب الليل والنهار ثم ما جاء عن خلق الانسان وتطوره جسما وعقلا وروحا ثم ما ذكره عن النبات والحيوان والحشرات كما أن القرآن تكلم عن السحب والامطار والعواصف والجبال والاشجار والانهار والبحار وغير ذلك من الكائنات والمخلوقات كبيرها وصغيرها وكل ذلك لم يكن الانسان قبل نزول القرآن ولا بعد نزوله بزمن طويل يعلم عن حقائقه شيئا ولا يدرى من أسبابه وأسراره أى شئ بل ظل ذلك كله سرا مطويا عن العقل البشرى إلى أن جاء‌ت عصور النهضة العلمية التى أخذ الانسان خلالها يدرس ويبحث وينقب بحثا عن الحقائق الكونية والكشف عن أسرارها ونواميسها شيئا فشيئا حتى صارت لديه حصيلة قيمة من العلوم والمعارف والقوانين والنظريات التى عن طريقها بدأ الانسان يعرف ما جاء به القرآن منها وذلك قبل نهضته العلمية الحديثة بزمن بعيد.

سادسا: أن القرآن الكريم وقد مضى على نزوله حتى الآن نحو أربعة عشر قرنا لم يظهر في نصوصه ولا في معانيه أو مراميه أى خلل أو تناقض أواضطراب أو قصور فيما عبر به عن الحياة الدنيا وأحوالها أو ما جاء به من حقائق ومبادئ وتشريع وأحكام ونظام وقد حاول أعداء الاسلام خلال هذه القرون وبعد أن قرأوا القران مرارا ونخلوه وغربلوه.

تكرارا لكى يجدوا فيه أى ثغرة من خطأ أو نقص أو ضعف في أى شئ فما وجدوا فيه غير الحق الصراح والعقائد القويمة والهداية الشاملة في أروع ظواهرها وبواطنها ويقول الله تعالى في سورة النساء آية - 82:(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

[25]

ويتجلى إعجاز القرآن بصفة خاصة في وجهين هامين من إعجازه: أولهما ما يتعلق بمنهاجه البيانى وثانيهما منهاجه العلمى.

أما منهاجه البيانى فقد لمسه العرب لانهم كانوا أول من خوطبوا به وأدركوا ما في آياته من بلاغة وفصاحة وجزالة في ألفاظه ومعانيه، وقد أقروا بعجزهم عن تحديه، وظل إعجازه البيانى قائما في الجزيرة العربية طيلة عصر النبوة وما بعده إلى ما شاء الله تعالى.

وأما منهاجه العلمى فقد كان إعجازا ممتدا على مدى العصور وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها، وذلك لما اشتمل عليه القرآن من علوم كونية وحقائق علمية وتشريعية لم تكن معروفة في عصر النبى صلى الله عليه وسلم، وسيظل هذا المنهاج العلمى هو معجزة الاجيال كلها بما يظهر منها تباعا.

ومنهج الاعجاز البيانى يتمثل في تأليف كلماته وتآخيها، وتلاقيها في عباراته المنسجمة وفى نظمها المحكم ورنينها الموسيقى، وقد جاء‌ت المعانى القرآنية مؤاخية للالفاط وكأن الالفاظ قطعت لها وسويت على حجمها، ومن أمثلة التناسق بين الالفاظ ومعانيها قوله تعالى:(والصبح إذا تنقس) فإن استعمال لفظ تنفس لا يمكن أن يوضع مكانه لفظ آخر ليؤدى معناها، وذلك لان التنفس يندرج فيه ثلاثة معان تتصل بالحياة الدائمة المستمرة أولها التنفس بمعنى الحياة وثانيها حركتها واستمرارها وثالثها تدرجها في الظهور شيئا فشيئا، فلو وضعت كلمة أشرق بدل تنفس أو أصبح أو أنار أو أضاء لا تقوم مقام تنفس ولا تغنى غناء‌ها.

ومثل آخر للعبارات التى ترد في القرآن ولها معان لا يحل محلها أى تعبير آخر

[26]

كما في قوله تعالى:(واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الارض وأتبع هواه، فمثله كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث ذلك مثل، الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)(الاعراف 175 - 176).

وتصور هذه الآيات رجلا أتاه الله العلم بالآيات الموجبة للتصديق بالحق، وأن هذه الآيات أحاطت بقلبه ونفسه كما يحيط الاهاب أى الجلد بالجسم ولكنه ترك الاخذ بالهدى استجابة لداعى الشيطان، وصار من الضالين الذين أغواهم إبليس اللعين فكان مثله كمثل الكلب يلهث دائما، إن ترك يلهث، وإن حمل عليه يلهث، فكل كلمة في هذة الآيات تؤدى معنى لا تعنى عنه كلمة أخرى مهما حاول الانسان ذلك، والعبارات صادقة ومطابقة للحال في تصوريها.

وأما المنهج العلمى من الاعجاز فهو موضوع هذا الكتاب بالذات وسوف فعرض له مجموعة من الآيات التى تبين كيف حفل القرآن بأصول العلوم المتصلة بنشأة الكون وخلق الانسان والكائنات كلها، وكيف أنه طلب منا التفكر والتدبر في أسرارها وحكمتها.

القرآن والعلم: فليس غريبا ولا عجيبا أن يأتى القرآن وهو المعجزة الكبرى بكل الموافقات والمطابقات لكل ما وصلت إليه العلوم الحديثة من نتائج ووصل إليها العلماء بعد مئات السنين من الدراسة والبحث والتأمل لانه كلام الله العليم بالسر وأخفى في ملكه العظيم وإن كثيرا من القضايا الاجتماعية والسياسية والحربية والتشريعية

[27]

والاخلاقية وغيرها جاء بها القرآن قبل أن تكون شيئا مذكورا في معارف الانسان وقت نزول القرآن ثم ظهرت معالمها واضحة بعد موت النبى صلى الله عليه وسلم بزمن طويل، بل أن في القرآن ما هو أكثر من الاعجاز العلمى ألا وهو ما أخبر به القرآن في عدة آيات بأمور لم يكن أحد يعلم أسرارها الغيبية مثل ما حدث في الملاء الاعلى قبل ظهور الانسان عندما خلق الله آدم عليه السلام وما كان من سجود الملائكة له وهبوطه إلى الارض وخلافته فيها، فهل ذلك كله من علم محمد رسول الله حتى يذكره لنا مفصلا؟ كلا أنه كتاب الله الذى يتحدث عن علم الله المحيط يكل شئ.

المصحف كيف توحد وانتشر: إن كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم سورا أو آيات متفرقة في في مدى ثلاث وعشرين سنة والمنقول تواترا صحيحا والمتعبد به تلاوة وعملا والمجموع كله بين دفتى المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، كان في أول الامر وعلى عهد النبى مكتوبا على رقاع متفرقة من الجلد أو العظم أو جريد النخل أو قطع الحجارة كما كان محفوظا في صدور الصحابة الذين حفظوه عن ظهر قلب، فلما قامت حروب الردة في خلافة أبى بكر الصديق وقتل فيها أكثر الصحابة المجيدين لحفظ القرآن، هال هذا الامر عمر بن الخطاب وأشار على أبى بكر بجمع الرقاع ونسخها، فستجاب أبوبكر لذلك وأمر زيدا بن ثابت وهو من أبرز كتاب الوحى أن يقوم بجمع القرآن من الرقاع المكتوب عليها ومن صدور الحفاظ فنسخه وحفظت هذه الاصول المنسوخة عند أبى بكر فلما مات حفظتها السيدة حفصة إبنة عمر عندها، وفى عهد سيدنا عثمان بن عفان ظهرت بعض اختلافات في القراء‌ات بين المسلمين فرأى عثمان منعا لهذه الاختلافات أن

[28]

يدون مصحفا واحدا مأخوذا من الاصول المحفوظة عند حفصة وأن ينسخ منها عدة مصاحف أعدها وأرسلها إلى الامصار الاسلامية ثم أحرق جميع الرقاع الاخرى كما أعدم كل ما سوى المصحف الموحد حتى لا يفتح باب الزيادة أو النقص أو التحريف في كتاب الله وخاصة بعد اختلاط العرب بأهالى البلاد غير العربية التى فتحوها وبذلك تحقق قول الله تعالى: إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

وسوف يبقى القرآن إلى ما شاء الله المعجزة الآلهية الخالدة وسوف يبقى كلام الله عزيزا بقدسيته غنيا بنفسه متلالا بآياته التى كلما مضى عليها الزمن إزدادت إشراقا وبهاء لانها أنوار آلهية وضاء‌ة وطاقة علوية خلاقة وقوة روحية وثابة تدفع كل من يؤمن بها إلى العمل والجهاد والرقى حسا ومعنى، ولا يغيب عن البال أن كتاب الله حليف العلم والعلماء، وعدو الجهل والجهلاء وداعية الهدى والاهتداء ثم هو كتاب الله الذى لا يرضى مطلقا عن الجمود والركود والاستخذاء وما كان في أى حال أو في أى عهد من عهود الزمان متعارضا أو متناقضا مع أصول العلم ومناهج الحكمة ونواميس الكون بل إنه كلما اكتشف العلماء جديدا من كليات العلوم وأصولها أو أى شئ من كنوز الحكمة وجدوا لها في كتاب الله مواضع وإشارات تنم عليها وتدل عليها.

إن هذا القرآن هو كلام الله الحق وقد وعد المسلمين فيه بالتمكن في الارض والاستخلاف فيها بقوله تعالى:(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) فماذا جرى ونحن المسلمون المخاطبون بهذه الآيات وقد تخطانا هذا الوعد بأن يستخلفنا الله في الارض؟ أما آن لنا معاشر

[29]

المسلمين ونحن في كثرة من العدد ووفرة من الموارد أن نتحد ونتعاون ونستعيد أمجادنا بأن نتعلم كل ما هيأ الله في الارض من علم، وما يلهم به من عمل وصناعة ورقى مادى واختراع لكي نعد أنفسنا لحياتنا العصرية التى لا تتفوق فيها الامم إلا بالايمان وبالعلم وتطبيقاته، ولدينا من الحوافز القوية من كتاب الله وسنة رسوله ما يجعلنا خير أمة أخرجت الناس.

وفى ختام هذا الباب يطيب لى أن أسجل ما سبق لى أن كتبته ونشرته في كتابى(مع الله) في باب كلام الله وهو القرآن ما يأتى بأسلوب الشعر الحر: كلام الله يتلوه أهل الذكر على مكث فيحدون هديه أجمل ما يكون.

وهم يرددون تلاوته آناء اليل وأطراف النهار ما استطاعوا ولا يسأمون.

وكل الذين يرتلونه بفهم يحسون قدسيته فتقشعر منهم الجلود ثم تلين.

وكل الذين يتدبرون آياته يلهمون من أسراره وأهدافه أكثر وأمتنع مما يعلمون.

وكل الذين يتفرغون لدراسته تنكشف لهم كنوز قيمة من العلوم والفنون وهكذا كل من يقرأ القرآن بفهم يجد فيه ينابيع من التقى تروى قلوب المؤمين.

فتعلق ياأخى بحبل القرآن وأحرص على تلاوته وفهمه ولا تكن عنه من الغافلين لقد أنزل الله كتابه وقال له: كن لقرائك الابرار شفاء لما في الصدور.

وكن نورا يهتدى به من يتعلمه ويحفظه ويتلوه خاشعا في مساء وبكور.

وكن أيها القن آن مذكرا بالغيب وبحقيقة الحساب يوم البعث والنشور.

وكن أيها القرآن معلما ومرشدا للناس بأن الآخرة هى دار القرار والمصير وأن هذه الحياة الدنيا متاع قليل، فلا يلههم الامل عن مآلهم بالغفلة والغرور.

وأن الله سبحانه حسيب رقيب لا يغفل عن صغير من عملهم أو كبير.

وهكذا القرآن على منوال الهدى ينسج الوعظ وعلى محور التقوى يدور.

[30]

والقرآن معجزة الله الباقية من المعجزات التى جاء‌ت وأنتهى أمرها بزمانها.

ومعجزة القرآن جاء‌ت كاملة خالدة لندوم إلى ما شاء الله تعالى لدوامها.

وكل الكتب السماوية السابقة حرفت ولم يبق غير الاطلال من جلال أصولها.

أما القرآن الكريم فهو باق على الدهر لا يتغير وآياته حافظة لرسمها ونصوصها.

أليس في ذلك ما يقنع أهل الشك بالدليل القاطع على صدق آياته وإعجازها.

وكم من جاجدين حاقدين يتمنون لو يعثرون على تناقص أو نقص في كمالها.

وقد مضت القرون وما وجد المنقبون في آيات القرآن غير الحق في طياتها.


hgrvNk



توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
قديم 2014/12/09, 02:10 PM   #2
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

احسنتم
بارك الله بكم
بأنتظار ابداعكم القادم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2014/12/09, 06:20 PM   #3
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي



توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حول القرآن الكريم الجمال الرائع القران الكريم 2 2014/12/04 06:18 PM
المعنى الحقيقي لحمل القرآن شجون الزهراء القران الكريم 2 2014/11/26 05:25 PM
هل نزل القرآن سوراً كاملة أو آيات متفرقة؟ بسمة الفجر القران الكريم 4 2014/11/23 01:54 PM
هل كان النبي يعلم بالقرآن قبل نزوله اليه بسمة الفجر القران الكريم 2 2014/09/21 01:19 AM
قراءة القرآن .......... تجارةٌ لن تبور خادمة سراج المتوكلين القران الكريم 3 2014/08/29 09:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |