Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المـنتـديات الأدبيـة > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/04/19, 01:52 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي خادم الزّهراء

بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم

يحكي أحد مجاهدي كنت قد استلقيتُ على سرير أشاهد الأخبار عبر التلفاز. وفي سياق تمجيد بطولات المجاهدين، أعلن المذيع عن خبر تحرير جزر "بوارين", فغمرت وجوه جميع الإخوة علامات السرور والطمأنينة، وصاح أحد الجرحى بعنفوان: "لسلامة مجاهدي الإسلام صلوات..."
ملأ فضاء الغرفة صوت الصلوات العذب. غمرتني السعادة في تلك اللحظة، وتمنّيت أن أتعافى, لأعاود الالتحاق بالإخوة في الكتيبة. كنت في كتيبة "ميثم" عندما أُصِبتُ بشظيّة في الأمعاء خلال عمليّات "كربلاء 5". ومن ثمّ نُقلت إلى هذه المستشفى للعلاج، كان ذلك قبل أيّام عدّة.
كان البُعد عن الإخوة من جهة، وجراحي البالغة من جهة أخرى، يؤذياني بشدّة, وكنت حتى يومنا هذا، قد أُخضِعتُ لثلاث عمليّات جراحيّة، والعمليّة الرابعة في انتظاري!
في هذا الوقت، دخل جلال - أحد أصدقائي الأوفياء - إلى الغرفة. كان ساعي بريد كتيبة "مالك الأشتر" من الفيلق السابع والعشرين، فيلق محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أصابته رصاصة في وجهه جعلته طريح فراش المرض.


كان جلال شابًّا ذا قلبٍ حيٍّ يمنح المعنويّات للإخوة دائمًا, عندما رأيتُه، استويتُ في فراشي قليلًا وسلّمتُ عليه. قبّل جلال جبهتي وقال: "لك سلامي الخالص. كيف حالك؟"
قلت: "هه، ما زلت أتنفّس! ما الأخبار؟".
نظر إليّ بحنان وقال: "عندي لك خبرٌ مهمّ. أعطني أجري حتّى أتكلّم".
قلت: "حاضر يا أخي، أجرك في الثلّاجة، أَحضِر كمبوت الكرز (علبة الكرز) وقل الخبر".

قال: "لقد أحضروا توًّاّ أحد الإخوة من كتيبة "ميثم" وعندما ذكرتُ له اسمك، عرفك على الفور. قم واقعد على الكرسيّ النقّال حتّى آخذك إليه".

كانت يدي ومعدتي متصلتين بأنبوب المصل وأنابيب أخرى، فلم أكن أستطيع السير، لكنّي نزلت عن السرير بمساعدة جلال - وأنا لا أعرف لشدّة سروري، رأسي من قدمي- وجلست على الكرسيّ النّقال... دخلنا الممرّ، وبعد لحظات كنّا في الغرفة رقم 12. تفحّصتُ بنظرة سريعة وبوَلَعٍ خاصّ، الوجوه المغبّرة للجرحى، الذين وصلوا حديثًا من الجبهة. وفجأة توقّفتْ عيناي عن الحركة، بلى! إنّه هو بعينه، "مهدي"، أحد الإخوة في حظيرة إسناد1 كتيبة "ميثم"، والذي كان يعمل على مدفع هاون من عيار 60ميليمترًا. شعرتُ بفرحةِ من مَلَكَ الدنيا بأسرها. ساعَدَني جلال على الاقتراب.
كان "مهدي" يتأمّلني غير مصدّق بأنّني ما زلت حيًّا. تَوَكَّأ على رجله السليمة، وسحب نفسه نحو الأمام. سلّمنا أحدنا على الآخر وتعانقنا والدموع تملأ عيوننا. ظلّ مهدي ساكتًا برهةً، يُقبّل وجهي كلّ حين، ثمّ ابتدأني بقوله: "أَفَرَرْتَ من عزرائيل مرّة أخرى؟"
قلتُ باضطراب وأنا أتنفّس بشكل متقطّع: "ماذا أفعل؟ الباذنجان المرّ لا تصيبه الآفّة"، فارتسمت ابتسامة على شفاهنا نحن الثلاثة. وبعد السؤال عن الأحوال، سألتُ مستقصيًا:
- "بحقٍّ، كيف أحوال الإخوة ؟ كيف حال الحاجّ حسين؟2 هل هو بخير؟"

طأطأ مهدي رأسه. بدا كمن أُلقي عليه ماء بارد. تغيّرت معالم وجهه وبقي ساكتًا. تسرّب الشكّ إلى نفسي، سألتُ ثانيةً متضرّعًا: "قل بالله عليك، ما الذي حصل؟ لا تقلق لجروحي. صدّقني، أستطيع التحمّل. إن كان لديك خبر، قله لي!"
استجاب لتضرّعي، ورفع رأسه. انحدرت قطرات الدمع على خدّيه، وسالت على الأرض. كان متردّدًا, لكنّه مسح دموعه وقال: "لقد تخلّفنا عن قافلة الشهداء من جديد... "تقي زكائي"، "بابائي"، "مجتبى برات"، وآخرون من الإخوة في الفصيل الثالث من سريّة نينوى استشهدوا ليلة أمس الأوّل. الحاجّ حسين، أيضًا..."


كانت شفتاه ترتجفان ولم يكن يستطيع أن يُكمل كلامه. شددتُ على يده وحدّقتُ في وجهه بنظرات ملؤها الأمل والشوق وقلت له:
"أوَكُنّا غرباء عن بعض داخل الكتيبة؟! لم يبقَ كلام لم نقله لبعضنا البعض، فما بالك الآن؟ لم لا تريحني؟".

هزّ مهدي رأسه مؤيّدًا كلامي، وتأوّه ثمّ قال: "لقد وصل الحاجّ حسين أيضًا إلى أمنيته... قَبِلته الزهراء عليها السلام لخدمتها".
لم أستطع أن أُصدِّق. هل رحل فعلًا مساعد قائد كتيبتنا، الحاجّ المظلوم حسين؟! تبدّل حالي على الفور وأحسستُ أنّ الغرفة تدور بي... عندما استعدتُ وعيي وجدتُ جلالًا يضعني على السرير بمساعدة الممرّض. كان بدني يرتجف. وانهمرت دموعي ثانية عندما استرجعت ذكرى ما قد سمعته توًّا.
تأثّر جلال لحالي، فقال مواسيًا:
"لا تفقد معنويّاتك، أعلم أيّ أمنية لديك.. إن شاء الله نحقّق نحن الاثنان أمنيتنا".


كانت نظرة جلال الصامتة والرؤوفة تحتضنني. رجعتُ إلى نفسي، وسرحتُ في صورة الإمام المعلّقة على الحائط، واستسلمتُ شيئًا فشيئًا لذكرياتٍ قديمة:
.... كنّا قد أُرسلنا في عمليّات "كربلاء 5". حينما وصلنا إلى معسكر "دوكوهه"3 (معسكر الجبلين)، أخذونا إلى حسينيّة "الحاجّ همّت" داخل المعسكر. كان طقس شهر "شهريور"4 حارًّا ومحرقًا، وجميع الإخوة يتصبّبون عرقًا. كان الجوّ داخل الحسينية خانقًا يحبس الأنفاس في الصدور. لم يكن هذا الأمر جديدًا بالنسبة إليّ, لأنّها المرّة الثانية التي آتي فيها إلى منطقة الجنوب.

في الدفعة الماضية، كنت "ساعي بريد" لقسم الاهتمام بأجساد الشهداء داخل الفيلق، ونلت سعادة المشاركة في عمليّات تحرير مدينة "مهران"5 خلال عمليّات "كربلاء1".
قضينا عدّة ساعات داخل الحسينيّة دون القيام بعمل محدّد. استلقى بعض الإخوة بقمصانهم الداخليّة، بلّلوا كوفيّاتهم ومناديل اليد، ووضعوها على وجوههم ليتّقوا- ولو دقائق- حرارة الجنوب المُجهِدة. خرجتُ من الحسينيّة وتوجّهتُ نحو ميدان المراسم الصباحية, لكي أستعيد الذكريات الماضية. كانت غرفة القسم المذكور تقع بالقرب من مكان تجمّع المجاهدين. بعد تبادل الحديث مع الإخوة وتناول الغداء، صلّيتُ وعدتُ ثانية إلى الحسينيّة. في طريقي إليها لاحظتُ خفوت صوت الإخوة، تعجّبت وأسرعتُ إلى الداخل فرأيتُ الجميع جالسين في صفوف منتظمة، وهم ينظرون إلى الأمام. خلعتُ حذائي العسكريّ بسرعة وجلستُ في الصف الأوّل. سألتُ الأخ الذي يجلس بجواري: "ما الذي يحدث يا أخي؟"، قال: "لا شيء! جاؤوا من عديد الفرقة وهم يقومون بتوزيع القوّات".
حبستُ أنفاسي ولبثتُ منتظرًا. تناقص عدد الإخوة تدريجيًّا. وعندما بقي قرابة 350 إلى 400 مجاهد، قال الأخ الذي كان ينادي على الأسماء: " الذين لم يُنادَ على أسمائهم، سيكونون أفرادًا في كتيبة "ميثمّ" حديثة التأسيس. لطفًا، فليبقوا في أماكنهم حتّى يحضر ممثّل الكتيبة، ويأخذهم إلى المكان المحدّد"، ثمّ خرج من الحسينيّة.
بذهابه بدأ الكلام. كان الجميع يتحدّثون ووجوههم مليئة بعلامات الاستفهام. سألتُ الشخص الذي جاورني: "عفوًا يا أخي، لأيّ فرقة تتبع كتيبة "ميثمّ"؟!. لكنّه كان مثلي يجهل الجواب. بعد عدّة دقائق، دخل إلى الحسينيّة رجل حسن الطلعة، ومشى بوقار خاصّ نحو الصفوف الأماميّة، ثمّ توقّف. كان طويل القامة، مربوعًا، يرتدي الزيّ العسكريّ، وكان ينظر إلى الإخوة الذين أُخذوا بالنور الذي كان يشعّ من عينيه. بعد قليل سلّم علينا، فرددنا السلام جميعًا.
وبينما كان يُخرِج ورقة قال: "أيّها الإخوة! من المؤكّد أنّكم أُبلغتم بوجوب أن تخدموا الإسلام في كتيبة "ميثمّ". أنا العبد الحقير، أحد خدّام هذه الكتيبة أيضًا. قد جئتُ لكي أكون في خدمتكم إن شاء الله. أتمنّى لكم جميعًا الصحّة والسلامة، وأسألكم أن تحافظوا على الهدوء حتّى أقرأ أسماء الإخوة. وليتوجّه الذين ترد أسماؤهم بنداء "شهيد" إلى تلك الناحية وليجلسوا بانتظام... محمّد أوسطي، رضا شعباني، محمّد حسن مبهوت، محمّد حسين مبهوت....".
كان اسمي من بين الأسماء التي نادى عليها. وبعد عدّة دقائق من التأمّل رحّب بنا من جديد، وعرّف عن نفسه قائلًا: "أيّها الإخوة! أنا هذا الحقير المليء بالتقصير من رأسه حتّى أخمص قدميه، اسمي "حسين طاهري". سأكون إن شاء الله في خدمتكم في عداد كتيبة "ميثمّ". واقعًا، لم يكتمل بعد إعداد محلّ إقامتنا، وإلى أن يصبح جاهزًا، سنقيم بشكل مؤقّت في المكان المُعَدّ لكتيبة "سلمان". والآن، ليحمل الإخوة أغراضهم، وليأتوا خلفي بالصفّ مراعين الانضباط.
كان هذا أوّل لقاءٍ لنا مع "الحاجّ حسين". كان يتولّى مسؤولية نائب قائد الكتيبة. كنّا نلقّبه بالحاجّ، رغم أنّه لم يذهب إلى الحجّ، وذلك بسبب المحبّة الكبيرة التي كنّا نُكنّها له. كانت أخلاق "الحاجّ حسين" وطريقة معاملته للآخرين تأسر القلوب وتجعل الجميع عشّاقًا له، ولم يكن أحد يتردّد في تنفيذ أيّ من أوامره مهما بلغت صعوبة الأمر.
بعد عدّة أيّام على وجودنا داخل المعسكر، جاء "الحاجّ حسين" و"الحاجّ أبو الفضل كاظمي" قائد الكتيبة لحضور المراسم الصباحيّة. ولمّا كان "الحاجّ كاظمي" من الجرحى، لم يكن يستطيع المشاركة كلّ صباح في المراسم. كان يقول دومًا، وقبل بدء العمليّات، أنّه هو القائد، ولكن حينما تدور رحى العمليّات فالقائد هو "الحاجّ حسين". وبعد تلاوة القرآن وقراءة الدعاء، وقف "الحاجّ أبو الفضل" خلف المنبر، وقال بعد المقدّمات: "أيّها الإخوة! أحمل لكم خبرًا سارًّا، الليلة الماضية، حينما كنّا في جلسة للقادة، علمنا أنّ القرار قد اتُّخذ بأن تتوجّه كتيبتنا في مهمّة دفاعيّة إلى منطقة مهران".
ارتفعت أصوات تكبير الإخوة وصلواتهم. وطلب "الحاجّ أبو الفضل"، في تتمّة كلمته، من الإخوة أن يتحضّروا للتوجّه، خلال يومين، إلى منطقة "مهران".
أمضينا اليومين في نقل أغراضنا، بمساعدة قسم الاهتمام بأجساد الشهداء داخل الفرقة. وأخيرًا، انتهى الانتظار وتوجّهنا نحو المنطقة.
أُتيح لنا، في هذه المهمة، التعرّف إلى "الحاجّ حسين" عن قرب. فهو لم يسترح حتّى الصباح، وقام بنشر كلّ الكتيبة في الأمكنة والمتاريس المحدّدة. كان يجدّ أكثر من الجميع.
أذكر أنّه في إحدى المرّات لم يصل الماء والطعام إلى القوّات، ووقعنا في ضيق شديد. وعلى الرغم من أنّ "الحاجّ حسينًا" كان متعبًا
جدًّا، ركب بنفسه إحدى السيارات العسكريّة وذهب في طلب التموين. ولم تكن الشمس قد غربت بعد، حتّى وصل الحاجّ ومعه عدّة قدور من الطعام وكمية كبيرة من الخبز وخلفه سيّارة تنقل الماء.

لم يكن أحد يكدح كالحاجّ حسين. كان قليلًا ما ينام، يمضي ليله متفحّصًا متاريس الإخوة ومواقع الكمائن. كان يستريح مدّة ساعة أو ساعتين، ثمّ يستيقظ عند الخامسة أو السادسة صباحًا ويقوم بنقل الإخوة المضطرّين للاستحمام إلى خلف خطوط الجبهة ويرجع ثانية.
كان يمضي النهارات في الحراسة والليالي في الكمائن، إلى أن حلّت أيّام محرّم. أقمنا المجالس طيلة يوم عاشوراء. أمسك بعض الإخوة في ذلك الطقس الحارّ والمحرق عن الطعام، ولم يشربوا الماء حتّى يواسوا الإمام الحسين عليه السلام في عطشه. وبعد عدّة أيّام، أخلينا المكان لكتيبة أخرى وعدنا أدراجنا إلى معسكر "دوكوهه".
استطاع الإخوة في جهاز الخدمات اللوجستيّة التابع للفرقة، وبجهد كبير، أن يكملوا بناء مقرّ الكتيبة. وبعد رجوعنا، وقبل أن نُنقل إلى مكان جديد، ذهبنا في إجازة لعدّة أيّام، بحسب النظام المتّبع. وبعد ذلك بدأنا دورة تدريبيّة جديدة. كان "الحاجّ حسين" أحد الإخوة الذين قاموا بتدريبنا. فيما بعد، علمنا أنّه كان المسؤول العام عن علم التكتيكات الحربية في كلّ معسكر الإمام الحسين عليه السلام, ولقّب بخليفة الشهيد "ميثمّ", وهو الشهيد الذي امتلك شهرة خاصّة بين الإخوة بسبب حزمه ورأفته. كان "الحاجّ حسين" يجعلنا نركض أحيانًا إلى أن نسقط على الأرض من شدّة التعب. ثمّ يأمرنا على الفور بالزحف وبعد ذلك بالتدحرج. بالطبع، كان يشاركنا جميع هذه الأعمال، بل وكان أسرع منّا. فلو أمرنا بخلع أحذيتنا لنركض على الحجارة والأشواك، كان يخلع حذاءه العسكريّ قبل الجميع. وعندما كان أحد الإخوة يُخطئ ويقتضي الأمر أن يُعاقَب، كان ينفّذ العقوبات جنبًا إلى جنب مع الأخ المعاقَب.
أوجد هذا السلوك علاقة حميمة وخاصّة بينه وبين الإخوة. كان يعرف أسماءنا فردًا فردًا، وصار صديقًا للجميع. كان من موقعه يمزح مع جميع الإخوة، وكان رحيمًا جدًّا.
شارك في مسابقات كرة القدم وكرة المضرب والركض، مثل البقيّة، وعند اللزوم كان يظهر بمظهر الشخص الجدّيّ والرّزين جدًّا. كان للحاجّ حسين تعلّق خاصّ بالزهراء عليها السلام، وكان يعتبر نفسه خادمًا لها عليها السلام، وما إن كان يسمع باسمها الشريف حتّى تغرورق عيناه بالدموع. وكلّما ناح قارئ العزاء رضا بور أحمد في رثائها، كان الحاجّ يذهل عن نفسه وتحلّق روحه، ويحترق قلبه بالأنين والدموع.
وكان شديد التعلّق والعشق لسماحة الإمام الخمينيّ قدس سره، وكان يلحّ على الإخوة في مجالس العزاء والدعاء، أن يكثروا من الدعاء لنجم جماران المنير.
كان شديد التواضع. يحمل المكنسة وينظّف الغرف، وإن وجد وعاءً متّسخًا قد تُرك في مكان ما، كان يغسله على الفور ويعطيه للإخوة
في الوحدة اللوجستيّة. مثّل القدوة لجميع الأخوة، فأحبّوه. في صلوات الجماعة، كان يقف دائمًا في آخر صفّ. لم يكن يومًا يعتبر نفسه أرفع من الآخرين.
كنّا قد نصبنا الخيام في "مخيم كرخه" لإجراء دورة تدريبيّة، و"الحاجّ حسين" معنا. في إحدى الليالي، استيقظنا من النوم على صوت انفجارٍ مدوٍّ. أسرعتُ إلى خارج الخيمة لأرى ما الخبر. لم تكن رمايات القذائف ولا أصداء الانفجارات تنقطع لحظة واحدة. وعندما لم أجد حذائي العسكريّ، ركضتُ حافي القدمين, لأجد ملجأ, رأيتُ "الحاجّ حسينًا" مشغولًا بتوجيه الإخوة، فركضتُ مسرعًا نحوه وصحت: "إلى أين أذهب يا حاجّ؟".
قال: "اركض واذهب إلى ميدان المراسم الصباحيّة...". عندما وصلتُ إلى هناك كان الإخوة مجتمعين. انقَطَعَت الأصوات فجأة. كانت ليلة مخيفة. وبعد عدّة لحظات، جاء "الحاجّ حسين" وقال: "عافاكم الله أيّها الإخوة!" لم يجبه أحد لعلمنا أنّه لا يجب التكلّم في الليل. وبابتسامة قال الحاجّ: "نعتذر عن الإزعاج، ولكن كنّا نريد أن نختبر جهوزيّتكم. الآن، فليقف الأخوة الذين ينقصهم شيء من التجهيزات في تلك الناحية".
تحركتُ أنا وعدد من الإخوة الآخرين إلى حيث أشار. أذِن الحاجّ لبقيّة الإخوة بالانصراف، ثمّ توجّه نحونا. أحنينا الرؤوس جميعًا. كان نور القمر قد أضاء الأرض. رَمَقَنا "الحاجّ حسين" بنظرة ثمّ قال: "أيّها الإخوة! كما كنتُ قد قلت، يجب أن تكونوا مستعدّين دائمًا. هذه المنطقة منطقة محميّة، لكن لا أمن بتاتًا لناحية الجهة الأماميّة. فماذا أفعل بكم الآن وقد خالفتم النظام؟" لم نُجِب. انحنى "الحاجّ حسين" وخلع حذاءه العسكريّ، ففهمنا قصده وخلع الإخوة أحذيتهم. أمّا أنا فقد كنت حافيًا منذ البداية. رصّ الحاجّ الجميع في صفٍّ واحد وأعطى الأمر بالتحرّك. كانت الأشواك والحجارة الصغيرة تنغرس في أقدامنا، وتجعل السير على الطريق صعبًا، لكن قدميّ الحاجّ كانتا من الفولاذ. لم تظهر على ملامحه أيّ علامات انزعاج أو تألّم، وهو يسير معنا جنبًا إلى جنب.
رجعنا إلى محيط الكتيبة بعد أن قطعنا مسافة ونحن حفاة. ذهبنا إلى المخيّم متعبين ومنهكين وعُرجُ الأرجل, كي نستريح. لم يكن في قلبي أيّ شعور بالاستياء من "الحاجّ حسين"، بل كنت آسفًا نادمًا لعدم انضباطي.
صبيحة اليوم التالي، رأينا "الحاجّ حسين" في ساحة المراسم، يعطس بشكل متواصل. سألتُ الأخ دهقان مسؤول الفصيل عن السبب. ضحك وقال: "ليلة أمس، وعلى إثر الموجة الإنفجاريّة، تمزّقت خيمة القادة، فناموا حتّى الصباح في برد العراء بغطاء واحد!". أنا أيضًا غلبتني ضحكتي، وشعرت بالخجل بعدها. ضحكتُ من سوء حظّهم، وخجلتُ من أنّ قادتنا كانوا يعانون أكثر منّا.
كانت الأيّام تمرّ، وكنّا نزيد من جهوزيّتنا الجسمانيّة والمعنويّة. كان التعارف يزداد بين الإخوة في الكتيبة مع الوقت، وكذلك الألفة
والمحبّة. وفي كلّ يوم، كان عدّة إخوة يعقدون فيما بينهم عقد الأخوّة، وكان الكثير منهم يمدّدون فترة مأموريتهم ويبقون في الكتيبة لشدّة محبّتهم لإخوانهم.
سَرَتْ في أواخر شهر "آذر"6 شائعة بين الإخوة حول احتمال القيام بعمليّات ما، واستمرّت إلى أن أخبر "الحاجّ حسين" الإخوة في أحد الصباحات بالخبر اليقين، وطلب من الجميع الاستعداد للتوجّه إلى الخط الثاني للجبهة. وبالطبع، كان فيلق محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تهيّأ أيضًا، واكتمل عديد كتيبتنا.
لم يكن الليل قد حلّ عندما انتهينا من جمع الخيام، وتوجّهنا على الفور نحو المنطقة بواسطة حافلات النقل. وصلنا صباحًا إلى مقصدنا، ونزلنا في منطقة "بهمنشير". كان الطقس ماطرًا، استطعنا المشي ولكن بصعوبة. انهمك "الحاجّ حسين" في مساعدة الإخوة على نقل الخيام والتجهيزات، وقد غطّى الطين وجهه ورأسه ولباسه. كان العرق يسيل من جبينه، لكنّه لم يكن يأتي على ذكر تعبه.
في الليلة التالية أحضروا خريطة العمليّات، وأعطوا التوجيهات اللازمة بناءً عليها. في تلك الليلة، أخذنا تمويننا الغذائيّ والحربيّ وكنّا نعدّ الدقائق حتّى الصباح، موعد البدء بالعمليّات التي بدأت فعليًّا الليلة السابقة تحت اسم "كربلاء4" وبالنداء المقدّس "يا رسول الله".
وفي الصباح، حضر "الحاجّ حسين" عند الإخوة بوجهٍ مستاءٍ ومنقبض. تعجّبنا جميعًا متسائلين عن سبب انزعاجه. في البداية ترّيث قليلًا ثمّ قال: "بناءً على المعطيات، لن تُنفّذ العمليّات الأخرى، ويجب علينا أن نعود أدراجنا!".
عند العودة إلى "كرخه" كان الجميع منزعجين، والحزن مرتسمًا على الوجوه.
بعد عدّة أيّام، وخلال مراسم صباحيّة مشتركة اُقيمت في الغرفة، اعتذر "الحاجّ كوثري" - قائد الفرقة - في حديثه إلى الإخوة (بسبب قرار عدم المشاركة)، ووعدنا بالمشاركة في العمليّات القادمة.

مضت عدّة أيّام، إلى أن سمعنا يوم الجمعة على الراديو صوت المارشات العسكريّة، إيذانًا بإعلان نتائج عمليّات "كربلاء5" المظفّرة. ظهر التأثّر جليًا على جميع الإخوة. كانت أصداء الصلوات والتكبير ترتفع من الخيام، والعبارات الحماسية تصدر من هنا وهناك.
في ذلك اليوم، جمع "الحاجّ حسين" الإخوة في ميدان المراسم، وطلب من الجميع أن يتجهّزوا بسرعة. بكى الإخوة شوقًا ولم تسعهم الفرحة. على الفور جمّعنا التجهيزات، وتحرّكنا باتجاه القافلة بواسطة حافلات النقل. انشغلنا من اللّيل وحتّى الصباح، بنصب الخيام واختبار العتاد والتجهيزات عند "نهر الكارون"7. بعد الاستراحة وتقريبًا عند الغروب، جُمعنا كلّنا في مكانٍ واحدٍ. كانت تلك ساعات ما قبل العمليّات. تبدّل حال الإخوة، كان النور يسطع من الوجوه. بعضهم كان يبكي، وبعضهم الآخر يتوسّل واضعًا يده حول عنقه، وطالبًا من الله فكاك الرقاب من الأوزار، وبعضٌ غرق في أنين المناجاة.
ارتفعت أصداء الصلوات لحضور "الحاجّ حسين" الذي بدأ كلامه:
"بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم. عافاكم الله أيّها الإخوة. نعم! في النهاية حانت لحظة العمليّات، ويجب أن نتوجّه لأجل الإطاحة بالعدوّ الذليل. ولكن قبل أن نمضي، أريد أن أُذكّر بعدّة نقاط: "أيّها الإخوة! يجب علينا أن نعلم لماذا جئنا إلى المنطقة، وسعيًا وراء أيّ هدف شاركنا في هذا الجهاد. يجب أن نعلم أيّ نوع من الأشخاص هو عدوّنا. أعداؤنا هم نفس أولئك الذين قبل ألف وأربعمائة سنة قد آذوا سيّدة الكونين الزهراء عليها السلام في أزقّة المدينة، وكسروا ضلعها، وجعلوا عضدها يَزْرَقّ. هم أنفسهم الذين قتلوا حُسَينها، وداسوا عليه بالخيول, إنّنا ذاهبون كي نردّ الصاع ونثأر لمظلوميّة الزهراء عليها السلام".
غرقت عينا "الحاجّ حسين" بالدموع، وانتحب الإخوة وبكوا. والحاجّ أيضًا عجز عن إكمال الحديث لشدّة البكاء. بعد ذلك قرأ الأخ "رضا بور أحمد" مجلس عزاء عن روح الزهراء عليها السلام، وتوسّلنا جميعًا بها عليها السلام لمدِّنا بالعون في هذه العمليّات، وكان نداء بدء العمليّات أيضًا بالاسم المقدّس "يا زهراء".
تهيّأنا للذهاب. ركبنا السيارات، وحينما وصلنا إلى خطّ الجبهة بدأنا الهجوم. ضربنا بنداء: "يا زهراء" في قلب العدوّ. كانت لحظات مصيرية. صرخات التكبير اختلطت مع أزيز الرصاص وأصوات القذائف المدوّية. كان تراب الجبهة يفوح بعبق الملكوت. لم نعد نعي مكان كلٍّ منّا. وكنّا نُردّد بيننا وبين أنفسنا كلام الحاجّ حسين: "نذهب لنثأر للطمة الزهراء عليها السلام".
عندما وصلنا إلى "مثلّث الشهادة"، استقررنا خلف السواتر الترابيّة. كان قلبي ينبض بتأثّر وحماسة. خلال هذه المدّة، لم يكن الحاجّ قد مرّ بنا للاطّلاع على أحوالنا. قلتُ في نفسي: لعلّه مشغولٌ في مكان آخر بتقديم المساعدة للإخوة. مضت عدّة أيّام والعمليّات على هذا المنوال، دون أن يحضر "الحاجّ حسين" إلينا. في اليوم الرابع جُرحت، فقاموا بنقلي إلى الخطوط الخلفيّة...
وهنا عدتُ إلى نفسي... واستعدت وعيي. كان ذلك قريب الصباح. وحينما صلّيت، ذهبتُ مجدّدًا إلى غرفة مهدي بمساعدة جلال. كان مهدي قد أتمّ صلاته قبل قليل، ولا زال يقرأ زيارة عاشوراء. عندما رآني، تقدّم وقبّل جبهتي وسأل عن حالي.
قلتُ: "بالله عليك يا مهدي، أنا لا حول لي... قل كيف استشهد الحاجّ حسين؟".
مهدي الذي رأى إصراري، قال: "صبيحة ذلك اليوم الذي وصلنا فيه إلى المنطقة، انشغل الحاجّ وعدد من الإخوة الآخرين بتوجيه المجاهدين، عند مثلّث طرق الشهادة. هل تعرف الأخ ساغري؟" قلت: "نعم"! أهو نفسه الذي كان في سريّة "البقيع؟" قال: "نعم"! قبل العمليّات بثلاثة أيّام، قال للحاجّ حسين: "يا حاجّ سوف نستشهد أنا وأنت في مكانٍ واحدٍ". وقد حدث ما قاله بالفعل. استُشهد "ساغري" بشظيّة، وبعد لحظات أصابت شظيّة أخرى "الحاجّ حسينًا" فنال أمنيته.
أرسل الحاجّ "أبو الفضل" جثمانه فورًا إلى الخطوط الخلفية, كي لا تُضعف شهادته معنويات الإخوة، وأوصانا - نحن الذين شهدنا الموقف- أن لا نتحدّث بشيء لأيّ شخص. كنتُ هناك، ورأيتُ الحاجّ. بدا كأنّه مستغرق في سُباتٍ جميل. "هنيئًا له".
بعد أن أُذِن لي بمغادرة المستشفى، وجدتُ بعد البحث، المكان الذي دُفِن فيه "الحاجّ حسين". دُفِن في الجزء السابع والعشرين من روضة الشهداء "جنة الزهراء عليها السلام".
أسرعتُ يومها إلى محضره. نعم، إلى محضره، كيف لا وهو لا زال حاضرًا، وسيظلّ كذلك! وبكيتُ أمام الضريح على ذكرى الخواطر الماضية.
-----------------------------



هوامش

1- تسمية عسكريّة لمجموعة قتاليّة تعمل على أحد أنواع المدفعيّة والصواريخ.
2- الحاجّ حسين طاهري، نائب قائد كتيبة "ميثم"، وسيأتي الكلام عنه بعد عدّة صفحات.
3- معسكرٌ مشهورٌ جدًّا في المناطق الحدوديّة الجنوبيّة، وكان مقرًّا لمجموعة ألوية للحرس الثوريّ ومنه انطلقت عشرات العمليّات الواسعة وعشرات الآلاف من المجاهدين إلى الجبهات الأماميّة، وخرج الآلاف من الشهداء، من بينهم أشهر القادة العسكريّين. كُتب عنهم الكثير من القصص والذكريات، وهو يُعدّ الآن من المعالم الجهاديّة والمعنويّة التي تحجّ إليها يوميًّا جموع غفيرة من الطلاب والسيّاح وعاشقي طريق الشهداء العظام..
4- شهر من أشهر السنة الشمسية الإيرانية.
5- مدينة حدودية، حصلت فيها معارك ضارية وكانت محور عمليّات استراتيجيّة.
6- الموافق لشهر كانون الأول الميلادي.
7- نهر الكارون: نهرٌ جنوبي غربيّ إيران، ينبع من زرد كوه (الجبل الأصفر) ضمن سلسلة جبال زاغروس، ثمّ يصبّ في شطّ العرب, ومنه إلى الخليج العربي مشكّلًا دلتا جزيرة عبادان.








oh]l hg.~ivhx



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2014/04/20, 02:07 AM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

كلمات تتلالاء في سماء الابداع وروح العطاء
قلم ينحني له كل الاقلام همسات ينصت لها القمر
و يتثرد أمامها الزهر..
روحك حدائق الياسمين..


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور من داخل ضريح الامام علي احمد الكعبي المـدن والأماكن المقدسة 11 2014/07/17 10:46 PM
منحنى خطر داخل المنزل........!!! شيعة الحسين شباب أهل البيت (ع) 2 2014/02/09 06:47 AM
دمــــــــوع داخل القلب‏ طريقي زينبي المواضيع العامة 2 2013/11/15 10:28 AM
السلام عليك مولاي يا أبا الفضل يا ابن الزّهراء و على والدك شهيد المحراب عاشق نور الزهراء عاشوراء الحسين علية السلام 2 2013/08/19 08:03 PM
( خادم الزهــراءْ ) للرائع .. حسين الأكرف .. !( خادم الزهــراءْ ) للرائع .. حسين الأك انيـن الصمت الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2013/07/28 11:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |