Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الرسول الاعظم محمد (ص)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/03/01, 07:16 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي اغتيال النبي محمد ص واله من مصادر اهل السنة


اغتيال النبي محمد ص واله
نسب النبي (صلى الله عليه وآله)
خرج النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من آباء وأجداد مؤمنين بدلالة الحديث والقرآن قال النبي (صلى الله عليه وآله): خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم . وقال (صلى الله عليه وآله): لم يزل ينقلني الله تعالى من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا، لم يدنسني بدنس الجاهلية . بينما قال الله تعالى عن المشركين: إنما المشركون نجس (1). والدليل القرآني قوله تعالى: { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين } (2).
(هامش)
(1) راجع بحار الأنوار 15 / 117 - 122، دلائل النبوة، أبو نعيم في نسب النبي (صلى الله عليه وآله)، دلائل النبوة، البيهقي، الدرج المنيفة في الآباء الشريفة، السيوطي، المقامة السندسية في النسبة المصطفوية، السيوطي. (2) الشعراء: 218، 219. (*)
وكان عبد المطلب قد حرم في الجاهلية نساء الآباء على الأبناء (1). هل اغتالت اليهود عبد الله بن عبد المطلب؟ 1 - حاول الكهنة والأحبار قتل عبد الله فقال كبيرهم، ويسمى ربيان: اعملوا طعاما وضعوا فيه سما، ثم ابعثوا به إلى عبد المطلب. فصنعوا طعاما ووضعوا فيه سما، وأرسلوه مع نساء متبرقعات إلى بيت عبد المطلب. ولما خرجت إليهم فاطمة ورحبت بهن قلن: نحن من قرابتك من بني عبد مناف. فقال عبد المطلب: هلموا إلى ما خصكم به قرابتكم، فقاموا وأرادوا الأكل منه، وإذا بالطعام قد نطق بلسان فصيح وقال: لا تأكلوا مني فإني مسموم. وكان هذا من دلائل نور رسول الله (صلى الله عليه وآله) فامتنعوا من أكله وخرجوا يقتفون أثر النساء فلم يروا لهن أثرا! (2) 2 - وحاول الأحبار قتل عبد الله بن عبد المطلب مرة أخرى فجاءوا من الشام إلى مكة بصفة تجار، ومعهم سيوف مسمومة، وفي مكة تحينوا الفرصة لقتل عبد الله فحصلوا على فرصتهم أثناء ذهاب عبد الله إلى الصيد خارج مكة. ولما حاصروا وأوشكوا على قتله أنجاه الله تعالى منهم بمساعدة بني هاشم، فقتل بعض الأحبار وأسر الآخرون! (3)
(هامش)
(1) بحار الأنوار 15 / 127. (2) بحار الأنوار 15 / 90، 91. (3) بحار الأنوار 15 / 91 - 98. (*)
وقد مات عبد الله بن المطلب وعمره 17 سنة في ظروف مشكوكة قال الكازروني في كتاب المنتقى: ولد عبد الله لأربع وعشرين سنة مضت من ملك كسرى أنوشروان فبلغ سبع عشرة سنة، ثم تزوج آمنة، فلما حملت برسول الله (صلى الله عليه وآله) توفي (1). وقد مات بعد عودته من تجارة الشام إلى مكة فمات في المدينة. ويحتمل أن اليهود سموه في الشام بعد فشلهم في قتله في مكة، رغبة في قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في صلبه، لكن الله سبحانه أفشل مسعاهم، ما دام محمد (صلى الله عليه وآله) في صلب عبد الله. ثم أفشل الله تعالى المحاولات لقتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وبعدما أتم (صلى الله عليه وآله) تبليغ الرسالة والوصية إلى علي (عليه السلام) تمكن المنافقون من اغتياله.
اهتمام سيف بن ذي يزن بحياة الرسول (صلى الله عليه وآله)
اهتم الكثير من الناس بعمليات الاغتيال واجتهدوا في وسائل إخفائها وسترها وأول من اغتال في هذه الدنيا هو قابيل يوم قتل هابيل متسببا في مصرع ربع العالم بعملية اغتيال واحدة. ووصلت عمليات الاغتيال في عصرنا الحاضر مرحلة خطيرة تتمثل في زرق الضحايا بفيروسات أمراض قاتلة، وبطرق فنية ماهرة.
(هامش)
(1) البحار 15 / 124، 125، المنتقى، الكازروني، الفصل الخامس. (*)
وكان عبد المطلب قد وفد على سيف بن ذي يزن مع جلة قومه لما غلب على اليمن، فقدمه سيف عليهم جميعا وآثره. ثم خلا به فبشره برسول الله ووصف له صفته. فكبر عبد المطلب، وعرف صدق ما قاله سيف، ثم خر ساجدا، فقال له سيف: هل أحسست لما قلت نبأ؟ فقال له: نعم! ولد لابني غلام على مثال ما وصفت أيها الملك. قال: فاحذر عليه اليهود وقومك، وقومك أشد من اليهود، والله متم أمره ومعل دعوته. وكان أصحاب الكتاب لا يزالون يقولون لعبد المطلب في رسول الله منذ ولد، فيعظم بذلك ابتهاج عبد المطلب (1). فازداد اهتمام عبد المطلب بمحمد (صلى الله عليه وآله). قال اليعقوبي: كان يفرش لعبد المطلب بفناء الكعبة، فلا يقرب فراشه حتى يأتي رسول الله، وهو غلام، فيتخطى رقاب عمومته، فيقول لهم عبد المطلب: دعو ابني، إن لابني هذا شأنا (2).
اعتقاد أبي طالب باغتيال قريش للنبي (صلى الله عليه وآله)
كان أبو طالب يهتم اهتماما بالغا بحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويحاول جاهدا التضحية بحياة أولاده وأولاد إخوانه في سبيل الحفاظ على حياته.
(هامش)
(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 12، طبعة ليدن. (2) سيرة ابن هشام 1 / 109. (*)
قال الواقدي في إسناده: كلم وجوه قريش - وهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبي بن خلف وأبو جهل والعاص بن وائل ومطعم وطعيمة ابنا عدي ومنبه ونبيه ابنا الحجاج والأخنس بن شريق الثقفي - أبا طالب في أن يدفع إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويدفعوا إليه عمارة بن الوليد المخزومي. فأبى ذلك وقال: أتقتلون ابن أخي وأغذو لكم ابنكم، إن هذا لعجب! فقالوا: ما لنا خير من أن نغتال (كذا) محمدا، فلما كان المساء فقد أبو طالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخاف أن يكونوا قد اغتالوه فجمع فتية من بني عبد مناف وبني زهرة وغيرهم وأمر كل فتى منهم أن يأخذ معه حديدة ويتبعه، ومضى. فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: أين كنت يا بن أخي؟ أكنت في خير؟ قال: نعم والحمد لله. فلما أصبح أبو طالب دار على أندية قريش والفتيان معه، وقال: بلغني كذا وكذا، والله لو خدشتموه خدشا ما أبقيت منكم أحدا إلا أن أقتل قبل ذلك. وجاء: طلب أبو طالب من ولده ومواليه أن يقفوا صباحا في المسجد، فإن أصبح ولم ير للنبي (صلى الله عليه وآله) خبرا أو سمع فيه سوءا أومأ إليهم بقتل القوم، ففعلوا ذلك. فلما أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) استبشر ثم قال لولده ومواليه: أخرجوا أيديكم من تحت ثيابكم، فلما رأت قريش ذلك انزعجت. ورجعت إلى أبي طالب بالعتب والاستعطاف فلم يحفل بهم (1).
(هامش)
(1) طبقات ابن سعد 1 / 186، الحجة على الذاهب ص 61. (*)
فاعتذروا إليه وقالوا: أنت سيدنا وأفضلنا في أنفسنا (1). قال المؤرخون: وكان أبو طالب في طول مدتهم في الشعب يأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شرا أو غائلة، فإذا نام الناس أمر أحد بنيه أو أخوته أو بني عمه فاضطجع على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها، فلم يزالوا في ذلك إلى تمام ثلاث سنين (2). وقال أبو طالب: ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولم يعبأ بقول الأباطيل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * شمال اليتامى عصمة للأرامل وقال (صلى الله عليه وآله) عند وفاة أبي طالب: وصلتك رحم وجزيت خيرا فلقد ربيت وكفلت صغيرا وآزرت ونصرت كبيرا، ثم أقبل على الناس فقال: أما والله لاشفعن لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين (3). وقال (صلى الله عليه وآله): عندما سئل عن أبي طالب: أرجو له كل خير من ربي (4). وهكذا بقي أبو طالب محافظا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومدافعا عنه حتى
(هامش)
(1) أنساب الأشراف، البلاذري 2 / 31. (2) عيون الأثر، ابن سيد الناس 1 / 166، السيرة النبوية، ابن كثير 2 / 44. (3) الحجة على الذاهب ص 67، الدرجات الرفيعة ص 61. (4) شرح نهج البلاغة 3 / 311، الدرجات الرفيعة ص 49، أسنى المطالب ص 24. (*)
لحق بربه بعد خروجهم من الشعب وقد مات أبو طالب مسلما مجاهدا في سبيل الله، مضحيا بحياة أفراد قبيلته في سبيل الإبقاء على حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
محاولة قتل النبي (صلى الله عليه وآله) في مكة
ومن ضمن المحاولات الرامية لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مكة كانت محاولة عمر بن الخطاب إذ جاء: عن أنس بن مالك جاء بأن عمر خرج متقلد السيف فلقيه رجل من بني زهرة، فقال: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدا. قال: وكيف تأمن في بني هاشم، وبني زهرة، وقد قتلت محمدا؟ قال: فقال عمر: ما أراك إلا صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه. قال: أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك (1) وأختك قد صبوا وتركوا دينك الذي أنت عليه. وعن ابن عباس: قال عمر: فأتيت الدار (دار أرقم بن أبي الأرقم) وحمزة وأصحابه جلوس في الدار، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في البيت، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب.
(هامش)
(1) زوج أخته. (*)
قال: وعمر بن الخطاب؟ افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه. قال: فسمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما لكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب. فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ بمجامع ثيابه، ثم نتره نترة، فما تمالك أن وقع على ركبتيه في الأرض. فقال: ما أنت بمنته يا عمر؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (1). أي أن عمر خرج متقلد السيف وقائلا: أريد أن أقتل محمدا، وبعد ضربه لأخته لم ينزع سيفه، بل ذهب إلى رسول الله بسيفه ليقتله إذ جاء: حتى أتى (صلى الله عليه وآله) عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال: أما أنت منته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة (2). وواضح من النص أن النبي (صلى الله عليه وآله) وحمزة كانا متيقنين من قدوم عمر للاغتيال، إذ جاء متقلدا سيفه. وذكر ابن إسحاق: وقد بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن عمر يطلبه ليقتله (3). وكان عمر كثير الأذى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في مكة لذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) له: يا
(هامش)
(1) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 18 / 269 طبع دار الفكر، سيرة ابن إسحاق 2 / 181 طبع دار الفكر. (2) الطبقات، ابن سعد 3 / 268، 269، طبع دار صادر - بيروت، صفوة الصفوة، ابن الجوزي 1 / 269. (3) سيرة ابن إسحاق ص 183 طبع دار الفكر. (*)
عمر ما تتركني ليلا ولا نهارا (1). وقال له أيضا: ما أنت بمنته يا عمر (2). ولكن من بعث عمر لاغتيال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ ذكر محمد بن إسحاق أن قريشا بعثت عمر بن الخطاب لقتل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فتقلد سيفه (3). وقال ابن عساكر: ولقد حاول عمر بن الخطاب في مكة أيام الجاهلية قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر قريش، لكنه فشل في ذلك (4).
محاولة ممثلي قبائل قريش اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) في مكة
وبعد محاولة عمر الفاشلة استمرت قريش في خططها لاغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) فجاء: وأجمعت قريش على قتل رسول الله، وقالوا: ليس له اليوم أحد ينصره، وقد مات أبو طالب، فأجمعوا جميعا على أن يأتوا من كل قبيلة بغلام نهد فيجتمعوا عليه فيضربوه بأسيافهم ضربة رجل واحد، فلا يكون لبني
(هامش)
(1) حلية الأولياء 1 / 40. (2) حلية الأولياء 1 / 40. (3) سيرة ابن إسحاق ص 160، طبع دار الفكر. (4) مختصر تاريخ دمشق، ابن عساكر 18 / 269، طبع دار الفكر، الطبقات، ابن سعد 3 / 191، صفوة الصفوة، ابن الجوزي 1 / 269. (*)
هاشم قوة بمعاداة جميع قريش، فلما بلغ رسول الله أنهم أجمعوا على أن يأتوه في الليلة التي أتحدوا فيها، خرج رسول الله لما اختلط الظلام ومعه أبو بكر، وإن الله عز وجل، أوحى في تلك الليلة إلى جبريل وميكائيل أني قضيت على أحدكما بالموت فأيكما يواسي صاحبه؟ فاختار الحياة كلاهما. فأوحى الله إليهما: هلا كنتما كعلي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد، وجعلت عمر أحدهما أكثر من الآخر، فاختار علي الموت وآثر محمدا بالبقاء وقام في مضجعه، اهبطا فاحفظاه من عدوه. فهبط جبريل وميكائيل فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه يحرسانه من عدوه ويصرفان عنه الحجارة، وجبريل يقول: بخ بخ لك يا بن أبي طالب من مثلك يباهي الله بك ملائكة سبع سماوات! وخلف عليا لرد الودائع التي كانت عنده وصار إلى الغار فكمن فيه وأتت قريش فراشه فوجدوا عليا فقالوا: أين ابن عمك؟ قال: قلتم له أخرج عنا، فخرج عنكم. فطلبوا الأثر فلم يقعوا عليه، وأعمى الله عليهم المواضع فوقفوا على باب الغار وقد عششت عليه حمامة. فقالوا: ما في هذا الغار أحد، وانصرفوا. وخرج رسول الله متوجها إلى المدينة، ومر بأم معبد الخزاعية فنزل عندها. ثم نفذ لوجهه حتى قدم المدينة، وكان جميع مقامه بمكة حتى خرج منها إلى المدينة ثلاث عشرة سنة من مبعثه. وروى بعضهم أنه قال: ما علمت
قريش أين توجه رسول الله حتى سمعوا هاتفا من بعض جبال مكة يقول: فإن يسلم السعدان يصبح محمد * بمكة لا يخشى خلاف المخالف وقال أبو سفيان: من السعود سعد هذيم وسعد تميم وسعد بكر، فسمعوا قائلا يقول: فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا * ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أنيبا إلى داعي الهدى وتمنيا * على الله في الفردوس منية عارف فعلمت قريش أنه قد مضى إلى يثرب. واتبعه سراقة بن جشعم المدلجي لما صار إلى ماء بني مدلج. فلما لحقه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم اكفنا سراقة. فساخت قوائم فرسه، فصاح: يا بن أبي قحافة، قل لصاحبك أن يدعو الله بإطلاق فرسي، فلعمري لئن لم يصبه مني خير لا يصبه مني شر. فلما رجع إلى مكة خبرهم الخبر فكذبوه، وكان أشدهم له تكذيبا أبو جهل، فقال سراقة: أبا حكم والله لو كنت شاهدا * لأمر جوادي حيث ساخت قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول وبرهان فمن ذا يكاتمه (1) ولم تقف قريش عن التخطيط لمحاولات أخرى لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
(هامش)
(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 40 طبعة لندن، أسد الغابة، ابن الأثير 4 / 19، تاريخ ابن خلدون 3 / 15. (*)
وواصلت البحث عن أطروحات جديدة لاغتيال نبي البشرية (صلى الله عليه وآله)، لأنها لا تتمكن من مواجهة رسالته الخالدة بأساليبها العقيمة. ومن عادة رجال الجهل والانحراف والظلم على طول التاريخ التوسل بوسائل القهر لتنفيذ أهدافها وتحقيق مآربها. ووسيلة الاغتيال أسهل طريقة ظالمة لوصول المجرمين إلى غاياتهم، وأسرع طريقة للقضاء على صوت الحق والعدالة. فكان مشروع قريش للقضاء على حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) مشابه لمشروع اليهود في القضاء على حياة عيسى (عليه السلام)، وهو ذات المشروع الغادر ليهود جزيرة العرب.
محاولة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة
محاولة أبي سفيان اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله)
وكان أبو سفيان على رأس الرجال الظلمة الكفرة الساعين لاطفاء نور الإسلام قبل فتح مكة وبعده ولكن وسائله وطرقه لقتل الناس وإشاعة الكفر قد تغيرت بعد إعلانه الإسلام، إذا أصبح متوسلا بالسرية والكتمان بعد أن كان متوسلا بالصراحة والإعلان. ومحاولته قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في مكة، واغتياله وهو في المدينة يؤيد ضلوع أبي سفيان في المحاولات اللاحقة لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في العقبة والمدينة، وضلوعه في عملية اغتيال أبي بكر لصالح عثمان.
وفعلا نجح المشروع الأموي في اغتيال أبي بكر وإيصال عثمان بن عفان إلى الخلافة على حساب أبي عبيدة بن الجراح المرشح لها بعد خلافة عمر بن الخطاب (1). ذكر البيهقي: كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: ما أحد يغتال محمدا، فإنه يمشي في الأسواق فندرك ثأرنا، فأتاه رجل من العرب فدخل عليه منزله، وقال له: إن أنت قويتني (2) خرجت إليه حتى اغتاله، فإني هاد بالطريق خريت، ومعي خنجر مثل خافية النسر. قال: أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا ونفقة، وقال: اطو أمرك، فإني لا آمن أن يسمع هذا أحد فينمه إلى محمد. قال الأعرابي: لا يعلم به أحد. فخرج ليلا على راحلته فسار خمسا وصبح ظهر الحرة، صبح (3) سادسة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى المصلى، فقال له قائل: قد توجه إلى بني عبد الأشهل، فخرج يقود راحلته حتى انتهى إلى بني عبد الأشهل، فعقل راحلته، ثم أقبل يؤم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجده في جماعة من أصحابه يحدث في مسجدهم. فدخل، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه: إن هذا الرجل يريد غدرا، والله حائل بينه وبين ما يريد.
(هامش)
(1) راجع كتاب اغتيال الخليفة أبي بكر والسيدة عائشة، للمؤلف. (2) في البداية والنهاية لابن كثير إن وفيتني . (3) في البداية والنهاية يوم سادسه. (*)
فوقف، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا ابن عبد المطلب، فذهب ينحني على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كأنه يساره، فجبذه أسيد بن الحضير، وقال له: تنح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وجبذ بداخلة إزاره، فإذا الخنجر. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا غادر، وسقط في يدي الأعرابي، وقال: دمي دمي يا محمد، وأخذ أسيد يلبب. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصدقني: ما أنت؟ وما أقدمك؟ فإن صدقتني نفعك الصدق، وإن كذبتني فقد أطلعت على ما هممت به. قال الأعرابي: فأنا آمن؟ قال: فأنت آمن. فأخبره بخبر أبي سفيان وما جعل له. فأمر به فحبس عند أسيد، ثم دعا به من الغد فقال: قد أمنتك فاذهب حيث شئت، أو خير لك من ذلك. قال: وما هو؟ قال (صلى الله عليه وآله): أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، والله يا محمد ما كنت أفرق الرجال، فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي، وضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الركبان، ولم يعلمه أحد، فعرفت أنك ممنوع، وأنك على حق، وأن حزب أبي سفيان حزب الشيطان، فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يتبسم. ثم أقام أياما ثم استأذن النبي (صلى الله عليه وآله) فخرج من عنده فلم يسمع له بذكر. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمرو بن أمية الضمري ولسلمة بن أسلم بن
حريش: أخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب، فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه، قال عمرو: فخرجنا أنا وصاحبي حتى أتينا بطن (يأجج) (1). فقيدنا بعيرنا، فقال لي صاحبي: يا عمرو هل لك في أن نأتي مكة ونطوف بالبيت سبعا، ونصلي ركعتين؟ فقلت: إني أعرف بمكة من الفرس الأبلق، وأنهم إن رأوني عرفوني، وأنا أعرف أهل مكة أنهم إذا أمسوا انفجعوا بأفنيتهم، فأبى أن يطيعني، فأتينا مكة فطفنا سبعا، وصلينا ركعتين، فلما خرجت لقيني معاوية بن أبي سفيان فعرفني وقال: عمرو بن أمية (وا حزناه) (2) فأخبر أباه فنيد بنا أهل مكة. فقالوا: ما جاء عمرو في خير - وكان عمرو رجلا فاتكا في الجاهلية - فحشد أهل مكة وتجمعوا، وهرب عمرو وسلمة. وخرجوا في طلبهما، واشتدوا في الجبل قال عمرو: فدخلت غارا، فتغيبت عنهم، حتى أصبحت، وباتوا يطلبون في الجبل، وعمى الله (سبحانه) عليهم طريق المدينة أن يهتدوا لراحلتنا. فلما كان الغد ضحوة أقبل عثمان بن مالك بن عبيد الله التيمي يختلي لفرسه حشيشا، فقلت لسلمة بن أسلم: إن أبصرنا أشعر بنا أهل مكة، وقد أقصروا عنا، فلم يزل يدنو من باب الغار حتى أشرف علينا وخرجت فطعنته طعنة تحت الثدي، فسقط وصاح، وأسمع أهل مكة فأقبلوا بعد تفرقهم، ودخلت الغار فقلت لصاحبي: لا تحرك وأقبلوا حتى أتوا عثمان بن مالك،
(هامش)
(1) الزيادة من البداية والنهاية. (2) الزيادة من البداية والنهاية. (*)
فقالوا: من قتلك؟ قال: عمرو بن أمية، قال أبو سفيان: قد علمنا أنه لم يأت بعمرو خير، ولم يستطع أن يخبرهم بمكاننا، كان بآخر رمق ومات، وشغلوا عن طلبنا بصاحبهم يحملونه (1).
محاولة صفوان بن أمية اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أهل البيت: لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة (2). وهذا القول الإلهي يصدق فيمن حاول اغتيال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته. واستمرت مؤامرات قريش ضد خاتم الأنبياء كما كان عليه الحال في مكة وكما كان الحال قبل حرب بدر، واشترك في تلك المؤامرات طغاة قريش جميعا. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير. قال: جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير. وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش، وممن كان يؤذي
(هامش)
(1) دلائل النبوة، البيهقي 3 / 333 - 337 طبع دار الكتب العلمية، بيروت، تاريخ الطبري 2 / 217، طبع مؤسسة الأعلمي - بيروت، البداية والنهاية 4 / 79 - 81، طبع مؤسسة التاريخ العربي - بيروت. (2) مقتل الحسين 2 / 16. (*)
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، ويلقون منه عناء وهو بمكة، وكان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر. قال ابن هشام: أسره رفاعة بن رافع أحد بني زريق. فذكر (عمير) أصحاب القليب ومصابهم. فقال صفوان (1): والله لا خير في العيش بعدهم. قال له عمير: صدقت والله، أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لي قبلهم علة، ابني أسير في أيديهم. قال: فاغتنمها صفوان وقال: علي دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم. فقال له عمير: فاكتم (عني) شأني وشأنك، قال: أفعل. قال: ثم أمر عمير بسيفه، فشحذ له وسم، ثم انطلق حتى قدم المدينة. فدنا (من النبي (صلى الله عليه وآله)) ثم قال: أنعموا صباحا، وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة. فقال: أما والله يا محمد إن كنت بها لحديث عهد.
(هامش)
(1) كان صفوان بن أمية من أعمدة الكفر في مكة وهو نظير أبي سفيان. (*)
قال (صلى الله عليه وآله): فما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه. قال (صلى الله عليه وآله): فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها الله من سيوف! وهل اغنت عنا شيئا! قال (صلى الله عليه وآله): أصدقني، ما الذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك. قال (صلى الله عليه وآله): بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر، فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك، على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك. قال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لا أعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره، ففعلوا. ثم قال: يا رسول الله، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، وأنا أحب أن تأذن، فأقدم مكة، فأدعوهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله)، وإلى الإسلام، لعل الله يهديهم، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم.
قال: فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلحق بمكة. وكان صفوان بن أمية - حين خرج عمير بن وهب - يقول: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام، تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا، ولا ينفعه بنفع أبدا. قال ابن إسحاق: فلما قدم عمير مكة، أقام بها يدعو إلى الإسلام، ويؤذي من خالفه أذى شديدا، فأسلم على يديه ناس كثير. قال ابن إسحاق: وعمير بن وهب، أو الحارث بن هشام، قد ذكر لي أحدهما، الذي رأى إبليس حين نكص على عقبيه يوم بدر، فقال: أين أي سراق؟ ومثل عدو الله فذهب، فأنزل الله تعالى فيه: { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال: لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } (1) فذكر استدراج إبليس إياهم، وتشبهه بسراقة بن مالك (2). وبقي صفوان بن أمية محاربا لله ولرسوله إلى أن أسلم كرها في فتح مكة مثل أبي سفيان ومعاوية وحكيم بن حزام وغيرهم. وقد سعى الأمويون إلى إضفاء الفضائل على قادة الحزب القرشي الكفرة وتفضيلهم على المسلمين المهاجرين فذكروا روايات عديدة في فضائلهم لا أساس لها من الصحة، وقد قال تعالى: { إن الله لا يهدي القوم
(هامش)
(1) الأنفال: 48. (2) سيرة ابن هشام 2 / 316 - 319، مطبعة الحلبي، التبيان في تفسير القرآن، الطوسي 3 / 463، حلية الأبرار، البحراني 1 / 113. (*)
الظالمين } (1). وهؤلاء أقدموا بعد إسلامهم على جر المسلمين إلى الهزيمة في معركة حنين! (2) محاولة أخرى لقتل النبي (صلى الله عليه وآله) جاء في القرآن الكريم: { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } (3). قال أبو بكر الأصم في سبب النزول: إن قوما اصطلحوا على كيد في حق الرسول (صلى الله عليه وآله)، ثم دخلوا عليه لأجل ذلك الغرض، فأتاه جبريل (عليه السلام) فأخبره به. فقال (صلى الله عليه وآله): إن قوما دخلوا يريدون أمرا لا ينالونه فليقوموا وليستغفروا الله حتى أستغفر لهم، فلم يقوموا. فقال (صلى الله عليه وآله): ألا تقومون، فلم يفعلوا. فقال (صلى الله عليه وآله): قم يا فلان، قم يا فلان حتى عد اثني عشر رجلا منهم. فقاموا وقالوا: كنا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى الله من ظلمنا
(هامش)
(1) الأنعام: 144. (2) تاريخ اليعقوبي 2 / 62 ط. ليدن. (3) النساء: 64. (*)
أنفسنا فاستغفر لنا. فقال: الآن أخرجوا أنا كنت في بدء الأمر أقرب إلى الاستغفار: وكان الله أقرب إلى الإجابة، أخرجوا عني (1). الواضح من هذا النص أن الذين اشتركوا في محاولة قتل النبي (صلى الله عليه وآله) هنا من أعمدة الحزب القرشي، بحيث أبدل الراوي أو الناشر اسمهم إلى فلان وفلان. بدل اسم أبي بكر وعمر وعثمان. وهذه المجموعة قد كررت محاولاتها لقتل الرسول (صلى الله عليه وآله). محاولة شيبة بن عثمان اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) وفي معركة حنين أراد البعض من الطلقاء اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يفلحوا منهم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة أخو بني عبد الدار، وكان أبوه قد قتله علي (عليه السلام) في معركة أحد (2). فقد كاد كفار قريش الإسلام مرة أخرى رغم إعلانهم الإسلام إذ قال اليعقوبي: وأبدى بعض قريش ما كان في نفسه. فقال أبو سفيان: لا تنتهي والله هزيمتهم دون البحر، وقال كلدة بن حنبل: اليوم بطل السحر، وقال شيبة بن عثمان: اليوم أقتل محمدا.
(هامش)
(1) تفسير الفخر الرازي 4 / 126، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت. (2) تاريخ الخميس 2 / 103، 104، تهذيب الكمال، المزي 12 / 604، طبقات ابن سعد 5 / 448. (*)
فأراد رسول الله أن يقتله فأخذ الحربة منه فأشعرها فؤاده. فقال رسول الله للعباس: صح يا للأنصار، وصح يا أهل بيعة الرضوان، صح يا أصحاب سورة البقرة، يا أصحاب السمرة. ثم انفض الناس وفتح الله على نبيه وأيده بجنود من الملائكة، ومضى علي بن أبي طالب إلى صاحب راية هوازن فقتله، وكانت الهزيمة (1). والظاهر هنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أخذ الراية من شيبة بن عثمان بالقوة وأن شيبة قد هجم عليه بالفعل، فاضطر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أخذها منه ثم خط بها قلبه. محاولة اليهود قتل الرسول (صلى الله عليه وآله) في الشام قال بحيرى لأبي طالب: أرجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبيغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام فزعموا فيما روى الناس. أن زريرا وتماما ودريسا، وهم نفر من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلما رآه بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب. فأرادوه فردهم عنه بحيرى وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه.
(هامش)
(1) تاريخ اليعقوبي 2 / 62، 63، طبعة ليدن. (*)
ولم يزل بهم حتى عرفوا ما قال لهم، وصدقوه بما قال فتركوه وانصرفوا عنه (1). ينبهر الإنسان ويندهش عند سماعه بهذه المحاولات المختلفة والكثيرة لقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله). أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك مراد وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما خلا يهودي بمسلم قط إلا هم بقتله (2). واهتم اليهود بعمليات الاغتيال اهتماما بالغا إلى درجة اتهامهم النبي موسى (عليه السلام) بقتل هارون بالسم (3). وإليك بعض هذه المحاولات:
محاولة يهود بني النضير قتل النبي (صلى الله عليه وآله)

عند وصول النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، حاولت طوائف اليهود المختلفة اغتياله، فخطط يهود بني النضير لإلقاء صخرة عليه أثناء زيارته لهم، فأخبره الله تعالى بذلك قبل الجريمة في السنة الرابعة للهجرة (4)، إذ جاء: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بني النضير يستعينهم في الدية، قالوا: نعم يا أبا
(هامش)
(1) سيرة ابن هشام 1 / 194 طبعة الحلبي - مصر. (2) البيان والتبيين، الجاحظ ص 231. (3) السيرة الحلبية 2 / 187، 3 / 122. (4) دلائل النبوة، البيهقي 3 / 354، طبعة دار الكتب العلمية، سنن البخاري، كتاب المغازي، باب حديث بني النضير، فتح الباري 7 / 329، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب إجلاء اليهود من الحجاز ص 1387 - 1388، ح 62. (*)
القاسم نعينك على ما أحببت، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد. فقالوا: من رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في نفر من أصحابه (فيهم): أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم. فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وقال لأصحابه: لا تبرحوا، فخرج راجعا إلى المدينة. فلما استبطأ النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه قاموا في طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة فسألوه عنه فقال: رأيته داخلا المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى انتهوا إليه فأخبرهم الخبر بما أرادت يهود من الغدر، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحربهم والسير إليهم، فسار بالناس حتى نزل بهم فتحصنوا منه في الحصون. وعن ابن عباس: كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضيهم وأوطانهم، وأن يسيرهم إلى أذرعات الشام (1). وأنا استبعد أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بذلك وخروجهم إلى أذرعات لأنها كانت
(هامش)
(1) دلائل النبوة، البيهقي 3 / 354 - 359، طبعة دار الكتب العلمية - بيروت، تاريخ الطبري 2 / 223، 224 طبعة الأعلمي - بيروت. (*)
بيد الروم المعارضين لتواجد اليهود في الشام (1). وقد بدأت هجرة اليهود إلى الشام في زمن عمر بعد إسلام كعب الأحبار وطلبه ذلك (2).
محاولة يهود خيبر قتل النبي (صلى الله عليه وآله)

واستمر اليهود في محاولاتهم لقتل الرسول (صلى الله عليه وآله) إذ جاء: وفي السنة السابعة وبعد معركة خيبر أهدت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم (3) للنبي (صلى الله عليه وآله) شاة مصلية وكانت قد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقيل لها الذراع فأكثرت فيها السم، وسمت سائر الشاة ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تناول الذراع فأخذها فلاك منها مضغة فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، وقد أخذ منها كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلفظها ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم (4)، ثم دعا بها فاعترفت... فمات بشر بن البراء من أكلته التي أكل في ذلك الزمن. أي أن بشر أكل السم. ولم يأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك السم شيئا.
(هامش)
(1) راجع كتاب نظريات الخليفتين 2 / 383 - 400 للمؤلف. (2) راجع كتاب نظريات الخليفتين، المؤلف 2 / 387. (3) وكانت زينب بنت الحارث (أخي مرحب) قد عمدت إلى سم لا يطني، وقد شاورت يهود في سموم، فأجمعوا لها على هذا السم بعينه فسمت الشاة * الطبقات 2 / 201، 202. والمتخصص بالسموم كان لبيد بن الأعصم اليهودي، فهو أعلمهم بالسحر وبالسموم * الطبقات 2 / 197. (4) تاريخ الطبري 2 / 303، طبعة الأعلمي - بيروت. (*)
وقال البيهقي عن أبي هريرة: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة فيها سم. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أجمعوا من كان ها هنا من اليهود، فجمعوا له. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني سائلكم عن شيء أنتم صادقي عنه؟ قالوا: نعم. يا أبا القاسم. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أبوكم؟ قالوا: أبونا فلان، قال: كذبتم بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت وبرزت. قال لهم: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في آبائنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفوننا فيها. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخسئوا فيها أبدا. ثم قال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم. قال: أجعلتم في هذه الشاة سما؟ قالوا: نعم. قال: فما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذبا أن نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك .
ولفظ حديث شعيب رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره (1).
(هامش)
(1) فتح الباري (7: 497) مختصرا لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة فيها سم كما أخرجه البخاري مطولا في: 58 - كتاب الجزية (7) باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم، فتح الباري (6: 272)، من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه). قال البدر العيني: قوله أهديت للنبي (صلى الله عليه وآله) شاة وكان الذي أتى بها امرأة يهودية صرح بذلك في صحيح مسلم وقال النووي في شرح مسلم وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم، اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودي قلت كذا رواه الواقدي عن الزهري، وأنه (صلى الله عليه وآله) قال لها ما حملك على هذا؟ قالت: قتلت أبي وعمي وزوجي وأخي، قال محمد: فسألت إبراهيم بن جعفر عن هذا فقال أبوها الحارث وعمها بشار وكان أجبن الناس وهو الذي أنزل من الرف وأخوها زبير وزوجها سلام بن مشكم. قال القاضي عياض: واختلفت الآثار والعلماء هل قتلها النبي (صلى الله عليه وآله) أم لا فوقع في مسلم أنهم قالوا ألا نقتلها؟ قال لا ومثله عن أبي هريرة وجابر وعن جابر من رواية أبي سلمة أنه (صلى الله عليه وآله) قتلها وفي رواية ابن عباس أنه (صلى الله عليه وآله) دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور وكان أكل منها فمات بها فقتلوها وفي لفظ قتلها وصلتها وفي جامع معمر عن الزهري لما أسلمت تركها قال معمر كذا قال الزهري أسلمت والناس يقولون قتلها وأنها لم تسلم وقال السهيلي قيل إنه صفح عنها قال القاضي وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل أنه لم يقتلها إلا حين اطلع على سحرها وقيل له اقتلها؟ فقال: لا فلما مات بشر بن البراء من ذلك سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصا فصح قولهم لم يقتلها أي في الحال ويصح قولهم قتلها أي بعد ذلك والله أعلم وفيه أن الإمام مالكا احتج به على أن القتل بالسم كالقتل بالسلاح الذي يوجب القصاص وقال الكوفيون لا قصاص فيه وفيه الدية العاقلة قالوا ولو دسه في طعام وشراب لم يكن عليه شيء ولا على عاقلته وقال الشافعي: قولان في وجوب القود أصحهما لا. قال الدكتور قلعجي: وفي المجلة العربية السنة الثالثة العدد الثالث كشف رئيس تحرير المجلة العربية الغراء الأستاذ الدكتور منير العجلاني عن مخطوطة أرمنية قديمة تثبت أن تسميم النبي كان بقرار من رؤوساء اليهود. ظفر رئيس تحرير هذه المجلة - خلال مطالعته في دار الكتب الوطنية في باريس - بوثيقة - أرمنية، مخطوطة، قديمة جدا، تتحدث في ظهور النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في جزيرة العرب، وما وقع من أحداث في عهده وأكثر ما جاء فيها يشبه الأساطير، ولا يعتد به ولكننا وجدنا في مطلع هذه الوثيقة - التي قام بترجمتها إلى الفرنسية مسيو ماكلر - إشارة إلى حادثة تسميم النبي، وهي من تدبير رؤوساء اليهود في المدينة وبقرار منهم! وليس ذلك بمستغرب منهم، فقد تآمروا على قتل الرسول وقتاله غير مرة. ترجمة مطلع الوثيقة: (يقال إن الأمة اليهودية تحسد أمة النصارى، ولما جاء محمد وعظم أمره اجتمع رؤساء اليهود وقالوا في أنفسهم. لنضمه إلينا، بأن نزوده بأحكام ديننا فينشرها بين الناس وبذلك نتغلب على النصارى وأناجيلهم. ولكن المسلمين الذين انتصروا على أعدائهم وفتحوا الفتوحات العظيمة لم يكترثوا لليهود ولم يقيموا لهم وزنا، بل اضطروا أحيانا إلى قتالهم! فعاد رؤوساء اليهود إلى الاجتماع والتفكير في أسلوب يتخلصون به من محمد... فاختاروا من نسائهم فتاة جميلة، وقالوا لها: يجب عليك أن تدعي محمدا إلى وليمة وتقتليه! ففعلت المرأة ما أمرها الرؤساء به). هذه الوثيقة تلقي أضواء جديدة على حادثة تسميم النبي فقد كان يظن أنها من صنع امرأة حمقاء أو مهووسة، فإذا هي بأمر من الرؤساء. ومن يدري... فقد يكون مقتل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) صنع متآمرين لا صنع رجل واحد أيضا. (*)
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا [أبو] (1) العباس: محمد بن يعقوب، قال: حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد هو ابن العوام، عن سفيان يعني ابن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن امرأة من اليهود أهدت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة مسمومة، فقال لأصحابه: أمسكوا فإنها مسمومة، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أردت أن أعلم إن كنت نبيا فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذبا أريح الناس منك، قال: فما عرض لها
(هامش)
(1) سقطت من (أ). (*)


يتبع


hyjdhg hgkfd lpl] w ,hgi lk lwh]v hig hgskm



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( علي (ع) خير البشر بعد النبي (ص) )من مصادر اهل السنة الشيخ عباس محمد سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2016/03/02 06:59 PM
( علي (ع) أخو النبي (ص) ) من مصادر اهل السنة الشيخ عباس محمد سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2015/09/09 12:23 AM
( أبوبكر يتطاول على النبي (ص) من مصادر اهل السنة الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 1 2015/09/08 01:26 AM
قول النبي ص فمن ادركه منكم فلينصره من مصادر اهل السنة الشيخ عباس محمد عاشوراء الحسين علية السلام 1 2015/06/07 11:09 PM
محاولة اغتيال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) في العقبة ... محمد التميمي سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2012/07/22 04:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |