Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/09/21, 12:37 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي أحبّ عباد الله : عبدٌ هواه في رضا الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



كيف تمكّن المهتدون وعاشقو نور الله من الوصول إلى هذا المقام، مقام الهداية والعشق لله؟
ما هي همومهم في هذه الدنيا؟ وكيف يمكن الوصول إلى مرحلة عشق المعبود، وفي الوقت عينه الحياة على الأرض وبين الناس؟


*الدنيا سبيل الوصول إلى المحبوب
ممّا لا شكّ فيه أنّ الشهوات والأهواء هي حجاب القلب الذي يبعّد الإنسان عن إدراك حقائق الوجود. فالشيطان يزيّن الأهواء الزائلة والشهوات الدنيوية للإنسان ويجعلها من جملة اهتماماته الأساسية. أما المؤمنون وعلى الرغم من أنهم يعيشون في هذه الدنيا ويستفيدون من لذائذها إلا أنهم لا يجعلون هذه اللذائذ هدفهم النهائي وإنما يستخدمونها كأسباب للوصول إلى القرب الإلهي.
هؤلاء المؤمنون يعملون على إبعاد أنفسهم عن مصائد الشهوات ويحولون دون الاختلاط بأصحاب الدنيا. أَخْرَجوا حب الدنيا من قلوبهم، وجعلوا عقولهم معيار معرفة مصالحهم في هذه الدنيا، لذلك أصبحوا في زمرة السائرين على طريق العشق ومحبة الحق.


* أصحاب الدنيا وعباد الله: هموم مختلفة
يقول الإمام علي عليه السلام: "فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى، ومُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَى، وصَارَ مِنْ مَفَاتِيحِ أَبْوَابِ الْهُدَى، ومَغَالِيقِ أَبْوَابِ الرَّدَى"1.
أشرنا في حديث سابق إلى أنه يمكن أن يكون محور أفكار الإنسان، ودوافعه الأساسية في سلوكه وحركاته، شهواته وأهواؤه النفسانية. فالإنسان يسعى للحصول على مال يصرفه إرضاءً لشهواته؛ أو يدرس ليحصل على شهادة يستفيد منها في أمور ترضي أهواءه النفسانية. أما إذا ارتقى إلى مقامٍ ما أو مسؤولية فإنه يستفيد منها ويسخّرها لما يحب ويهوى. في كل الأحوال تكون الشهوات والأهواء هي وُجهته التي أحاطت به وكأنها حجاب ولباس.
أما العبد العزيز والمحبوب عند الله، فهو الذي لا تكون حركاته وسلوكياته مسخّرة لإرضاء شهواته وأهوائه فيستفيد من اللّذائذ الدنيوية، إلا أنها لا تحيط بقلبه ولا تشكّل محور أفكاره ولا يعتبرها من جملة همومه وأهدافه في الحياة. فيما الأهواء الدنيوية بالنسبة إليه كالحلوى التي توضع في فم الطفل عندما يسقى دواءً مراً، كي لا يشعر بمرارته حيث يكون المقصود الأساسي هو إعطاؤه الدواء ليتعافى.


*هدف المؤمن
إن هدف المؤمن هو عبادة الله تعالى والعبودية له. وليس معنى ذلك أنه يريد من عبادة الله أن يلتذّ لذّة الصائم الذي يفرح عند الإفطار أو السحور في حالة الصيام، ولا تكون هذه اللذة هي غرضه وهدفه على الإطلاق. وهذا المؤمن إذا تزوّج، لا يكون غرضه من الزواج اللّذة. إنّ جميع الأنبياء وأولياء الله عليهم السلام قد تزوّجوا - باستثناء النبيين عيسى ويحيى عليهما السلام اللذين لم يتزوجا بسبب وضع خاص واستثنائي - إلا أنّ تلك اللذّة لم تكن هدفاً لهم. أما هدفهم فكان الوصول إلى رضوان الله ومحبة الخالق. وبما أن الاهتمام باللّذائذ والشهوات يبعد الإنسان عن رضوان الله ومحبة الخالق، فقد خلّصوا أنفسهم من قيود هذه الشهوات واللّذائذ.


*أسير الأهواء... مهموم
المسألة الأخرى التي تواجه الإنسان عندما يصبح أسير الأهواء والشهوات، هي أنه تحيط به الهموم والاضطرابات. وهكذا شخص تتوالى عليه الأفكار فلا يهدأ ولا يستقر وهدفه إشباع لذّاته وأهوائه. كالتاجر الذي يعيش حالة اضطراب وقلق مستمر إذ لا يفارقه التفكير في تجارته وأرباحه، يفكر دائماً بالبضائع التي يجب أن يشتريها والتي يرغب بها الناس، كيف يواجه منافسيه، وبأي ثمن يجب أن يبيع بضاعته ليربح المزيد، أو الذي يرغب بالزواج فهو لا ينفك عن التفكير في كيفية تأمين المقدمات و...
على كل الأحوال فإن كل أمر من أمور الدنيا، يحمل معه الكثير من المشقّات والهموم. والمتعلق بالدنيا لا يمكنه التخلّص من هذه الأمور. ولو قام شخص برصد سلوك وأفكار هؤلاء الأفراد، سيرى كم هم غارقون في الهموم والآلام.


*همّ واحد
أما لو كان الإنسان يسعى نحو هدف أعلى ونظر إلى الدنيا نظرةً آلية، فإنه ينجو بنفسه من آلامها وهمومها، وتكون همومه كلها لأجل هدفه الأساسي. صحيح أنه يعمل لأجل تأمين احتياجاته ويتابع نشاطاته اليومية، لكن هذه الأمور لا تحيط بذهنه ولا يصرف أوقاته فيها، بل يتوجه فكره نحو الوصول إلى الهدف الأساسي وتكون لذّته الحقيقية في الوصول إلى الكمال والقرب الإلهيَّين. ثم إنّ هذا الشخص يتابع نشاطاته الدنيوية في إطار أداء الوظيفة وإعداد مقدمات ذاك الهدف المتعالي.
فالشخص الذي يرغب في أداء فريضة الحج، فإن همومه تتمحور حول حضوره في جوار بيت الله وأداء مناسك الحج، حتى لو بذل جهوداً في إعداد مقدمات السفر، لا يكون همّه الأساس منصباً حول المقدمات.
بناءً على ذلك، فالذي تمكّن من إخراج نفسه من قيد الشهوات وفخ الدنيا، فإنه يحمل هَمّاً واحداً فقط وهو أن يرضي الله تعالى عنه، فيكون رضا الله هو المحور الأساس لفكره وحركته وعمله. وتعتبر كافة الأمور الأخرى، بنظره، بمثابة مظاهر لهذا الهدف ومقدّماته والطرق الطبيعية للوصول إليه. وإذا كان هذا الشخص يصلّي، ويصوم، ويزكّي، ويدرس، ويناجي، فإن هدفه الوحيد هو الوصول إلى الله تعالى ولا ينشغل فكره بتلك المقدمات.


* رضا الله هو الأساس
على سبيل المثال: عندما ينهض من النوم باكراً، يفكّر في العمل الذي يرضي الله تعالى فقط. وعندما يضع رأسه على الوسادة لينام يفكر في مسألة واحدة:
هل تمكّن من إرضاء الله تعالى؟ على هذا الأساس يمكن القول إن روحاً إلهيةً نُفخت في باطن هذا الشخص فتجلّت في أفكاره وسلوكياته. وهذا الشخص لا تحيط به هموم الدنيا ولا يتوجه بفكره إلّا إلى الأدوات والأسباب التي تؤدي إلى رضا الله، كمن يجلس على مائدة طعام ويرغب في تناول أشهى ما عليها، من الطبيعي أن يقوم ببعض الحركات، فيتناول الملعقة وينقل الطعام بواسطتها إلى الفم و...، إلا أن ذهنه غير منصرف إلى هذه الحركات ولا يفكر بعدد اللقمات التي تناولها. صحيح أنه يقوم بهذه الحركات انطلاقاً من اختياره وإرادته ولكنه غير ملتفت إليها.
وإذا كان الشخص من الذين يفكّرون بالعاقبة الحسنة، فإنّ فكره يدور حول تناول ذاك الطعام الذي يقوّيه على عبادة الله وأداء واجباته.


* امتناع محبي الله من مشاركة أتباع الهوى
المؤمن الطّاهر هو الذي سَلّم قلبه للمعبود. هدفه جلب رضا الله تعالى فقط. صحيح أن مقتضيات الحياة تدفعه إلى التكسّب والتجارة والتعامل مع الآخرين، إلا أنّ همّه الأساس لا يدور حول هذه الأمور. إنه يبتعد عن الأهواء المتفرقة، لأن هذه الأمور من مظاهر الشرك. أما ثمرة الابتعاد عن هذه التعلقات والتخلص من قيْد الشهوات، وتخلية الفكر والقلب من الهموم غير الإلهية والتوجه الكامل للقرب من الحق والوصول إلى رضوانه، فهي النجاة من الضلال والحؤول دون عمى البصيرة. لذلك يقول الإمام عن هؤلاء الأشخاص: "فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى".


----------------------------

1- نهج البلاغة، الخطبة 87.







Hpf~ ufh] hggi : uf]R i,hi td vqh hggi ufh]



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2016/09/21, 07:00 PM   #2
مهندس حسين

معلومات إضافية
رقم العضوية : 4047
تاريخ التسجيل: 2015/10/03
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 7,055
مهندس حسين غير متواجد حالياً
المستوى : مهندس حسين is on a distinguished road




عرض البوم صور مهندس حسين
افتراضي

سلمت الانامل
جزيتم خير الجزاء اختي الفاضلة نشر رائع جدا
بارك الله بكِ
تقبلي مروري المتواضع


توقيع : مهندس حسين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحبّ, الله, عباد, عبدٌ, هواه



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبّ عباد الله مَنْ نَصَبَ نفسه لله شجون الزهراء المواضيع الإسلامية 2 2016/08/22 01:42 PM
عبير الرحمة نهج الإمام المهدي سلام الله عليه في الحكم شجون الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2016/01/18 08:04 PM
الزلزال سبحان الله / التوبة قبل فوات الاوان يا عباد الله في كل مكان رجل متواضع المواضيع العامة 1 2015/12/23 01:37 PM
أحب عباد الله: عبدٌ بين الخوف والرجاء بسمة الفجر المواضيع الإسلامية 1 2014/01/31 06:31 PM
أحبّ عباد الله: مَنْ نَصَبَ نفسه لله بسمة الفجر المواضيع الإسلامية 2 2013/12/30 12:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |