Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/06/18, 04:18 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي القران وعلومه/ اسئلة واجوبة

السؤال: الأحرف النورانية
ما مدى صحة الاحرف النورانية (صراط علي حق نمسكه)؟
الجواب:
الأحرف النورانية: هي الأحرف التي أقسم الله تعالى بها في أوائل السور، وهي 14 حرفاً، وهي مشهورة عند علماء الجفر والأوفاق، وقد تطرق إلى ذكر خواصها وأسرارها جماعة من المتقدمين في هذا الفن وعلى رأسهم الشيخ أحمد البوني المغربي في كتابيه المشهورين (منبع أصول الحكمة) و(شمس المعارف الكبرى) ومن المعاصرين الفلكي المصري السيد عبد الفتاح الطوخي في أغلب كتبه كـ (السحر العجيب) و(السحر الأحمر) و(سحر هاروت وماروت) و (الكيمياء والإسطرلاب) و(أحكام الحكيم في علم التنجيم) وغيرها.
وممن برع فيها من علماء الشيعة الشيخ أحمد الأحسائي في (الرسالة التوبلية) من كتابه جوامع الكلم، وكذا (الرسالة الرشتية). وتلميذه السيد كاظم الرشتي في (رسالة عبد الله بيك) و(شرح آية الكرسي) وغيرها.
وقد ألفت هذه الحروف في عبارات لأجل تسهيل حفظها ومن تلك العبارات العبارة المشهورة لدى علماء الجفر الشيعة (صراط علي حق نمسكه).
ويزعم علماء هذا الفن أنهم قادرون على التصرف بتلك الحروف وأضدادها (الحروف الظلمانية) واستنزال روحانيتها واستخراج أسرارها، فللحروف - كما يقولون - قوى كامنة فيها يمكن تفعيلها عبر ترتيبها ونظمها بنحو خاص ومن أساليبهم في تحصيل أسرار وخواص هذه الحروف ما يسمى بالأوفاق, والزيارج, والطلاسم, والأقسام الروحانية, والحجب والأحراز, والهياكل والعوذ، وقد بسطوها في كتبهم، و أما مدى صحة هذه الحروف وما يترتب عليها فلا يمكن التيقن منه، غير أن الشهرة قاضية بإمكانها وصوابها.
والله العالم.




السؤال: معاني الحروف المقطعة في أوائل السور(1)
اريد ما توصل اليه الشيعة الاثني عشرية فيما يخص حروف الاعجاز في القرآن؟
الجواب:
لعلك تريد بحروف الاعجاز في القرآن الحروف المقطعة في أوائل السور، ويظهر أنك تسعى إلى معرفة الجانب الاعجازي فيها لا مجرد دلالاتها التفسيرية والتي تطرق إليها علماء التفسير. أما قولك: أريد ما توصل إليه الشيعة....الخ، ففيه نوع إشارة إلى أنك ملم بما توصل إليه السنة فيها ولا سيما علماء الجفر المغاربة وعلى رأسهم الشيخ أحمد البوني في بعض كتبه كـ(منبع أصول الحكمة، وشمس المعارف الكبرى)، فإذا كان ما استنطقناه من عبارة سؤالك صحيحاً، فإليك الجواب:
اعلم ان الحروف المقطعة في أوائل السور هي الحروف النورانية على اصطلاح علماء الجفر، وهي أربعة عشر حرفاً يجمعها قولك : (صراط علي حق نمسكه) وهي الحروف السعيدة ، وباقي الحروف ظلمانية منحوسة: وهذه الحروف النورانية بعدد منازل القمر الطالعة ، والظلمانية أربعة عشر عكسها بعدد المنازل الهابطة، وإنما كانت أربعة عشر لأنها متضمنة للمبادئ الأربعة التي دار عليها الوجود: (الخلق، والرزق، والحياة، والموت) من فوارة النور واستواء الرحمن على العرش بإعطاء كل ذي حق حقه بمسألته وعطيته.
وإنما وهبهم ما سألوه من نعمه، فهو الوهاب والجواد، فالوهاب بحساب الجمل الكبير: أربعة عشر، والجواد كذلك، و(يد) المعبر عنها بالقدرة وبالنعمة: أربعة عشر.
فظهر هذا العدد الشريف في هذه الحروف الشريفة لكونها قرينة لقصبة الياقوت وأبواباً للملك والملكوت والجبروت، وسراً مقنعاً بالسر من اللاهوت.
وإنما ذكرت الحروف النورانية التي هي قصبة الياقوت ذات الأربعة عشر مقاماً ولم تذكر الظلمانية معها، لتأصلها وتبعية الظلمانية، فترك ذكرها في مقام النور إشارة إلى عدمها فيه وإن وجدت ثانياً وبالعرض به قال تعالى: (والقمر قدرناه منازل) إشارة إلى أن القمر يزيد إلى أربع عشرة ليلة بعدد النورانية، وينقص في أربع عشرة ليلة بعدد الظلمانية، وإشارة إلى النفس الكلية وظهورها في العلويات الأربعة عشر غيباً وشهادة نورانية، وفي السفليات الأربعة عشر غيباً وشهادة ظلمانية.
والكلام الذي ذكرناه مجمل وتفصيله لا يسعه المقام، وإنما ذكرناه لنثبت لك بأن ما توصل إليه الشيعة في هذا الصدد بعيد الغور بالغ الدقة، بحيث لا يقاس إليه كلام البوني وأمثاله من العلماء.
وأراك تطالبني بتفسير هذه الحروف على نحو ما ورد عندنا في كتب الأخبار بعد الإغماض عن كتب الأسرار التي يعسر بل ربما يتعذر عليكم فهمها لعدم أنسكم بمبانيها فضلاً عن معانيها.
أقول: اختلف في الحروف المقطعة المفتتح بها السور على أقوال:
الأول: أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله ، وهو المروي عن الأئمة(عليهم السلام).
الثاني: أنها من أسماء السور ومفاتحها.
الثالث: أن المراد بها أسماء الله تعالى، فمعنى (ألم) أنا الله أعلم، و(آلمر) أنا الله أعلم وأرى، و(آلمص) أنا الله أعلم وافصل، والكاف في (كهيعص) من كافف، والهاء من هادف، والياء من حكيم، والعين من عليم، والصاد في صادق. وقيل: الكاف: كربلاء، والهاء: هلاك العترة، والياء: يزيد، والعين: عطش الحسين، والصاد: صبره. وقيل الألف يدل على أسم الله، واللام على أسم جبرئيل، والميم على أسم محمد، فمعنى (آلم) هو: القرآن منزل من الله بلسان جبرئيل على محمد (ص). وقيل: الألف: مفتاح أسم الله، واللام مفتاح أسم اللطيف، والميم: مفتاح أسم محمد.
وقال أهل الإشارة الألف من (أنا) واللام من (لي). والميم من (مني)، فأشار بالألف إلى أنه الكل، وباللام إلى أن له الكل، وبالميم إلى أن منه الكل.
وقيل: الألف من الآلاء، واللام من اللطيف، والميم من المجيد. أقسم الله سبحانه من آلائه ولطفه ومجده. وقيل: الألف من أقصى الحلق وهو مبدأ المخارج، واللام من طرف اللسان وهو وسطها، والميم من الشفة وهو آخرها، جمع سبحانه بينها في (آلم) إيماء إلى أن العبد ينبغي أن يكون أول كلامه ووسطه وآخره في ذكره تعالى. وعن علي (ع): إن لكل كتاب صفوة وصفوة القرآن حروف التهجي.
هذا وفي المقام وجوه أخرى أغفلناها لئلا يطول بنا الكلام. والسلام ختام.



السؤال: معاني الحروف المقطّعة في أوائل السور(2)
ما هي الحروف المقطعة في القرآن الكريم, وما معناها, ولماذا لا توجد هناك توضيحات حول هذه الحروف من قبَل الرسول والأئمة الأطهار؟
إن بعض المسيحيين يسألون عن هذه الحروف, ويقولون: هل يحتاج الله لطلاسم وألغاز لحوار عباده؟
الجواب:
بالنسبة للحروف للمقطعة، فقد ذكر المفسرون والعلماء بيانات مختلفة في توضيح المراد من الحروف المقطعة الواردة في أوائل السور القرآنية... ويمكنكم مراجعة (رسائل الشريف المرتضى ج3 ص298) وما بعدها، حيث ذكر الأقوال في هذا الموضوع، ثم بيّن الرأي الذي يتبنّاه ويميل اليه في المقام.
وأيضاً ذكر السيد الطباطبائي في تفسيره (الميزان في تفسير القرآن 6:18) حول هذه الحروف ما حاصله:
قوله تعالى (حم عسق) من الحروف المقطعة في أوائل عدة من السور القرآنية، وذلك من مختصات القرآن الكريم لا يوجد في غيره من الكتب السماوية.
وقد اختلف المفسرون من القدماء والمتأخرين في تفسيرها وقد نقل عنهم الطبرسي في (مجمع البيان) أحد عشر قولاً في معناها:
أحدها: أنها من المتشابهات التي استأثر الله سبحانه بعلمها لا يعلم تأويلها إلا هو.
الثاني: أن كلا منها أسم للسورة التي وقعت في مفتتحها.
الثالث: أنها أسماء القرآن أي لمجموعة.
الرابع: أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى فقوله: ((ألم)) معناه أنا الله أعلم، وقوله: (المر) معناه أنا الله أعلم وأرى، وقوله: (المص) معناه أنا الله أعلم وأفصل، وقوله: (كهيعص) الكاف من الكافي، والهاء من الهادي، والياء من الحكيم، والعين من العليم، والصاد من الصادق، وهو مروي عن ابن عباس، والحروف المأخوذة من الأسماء مختلفة في أخذها فمنها ما هو مأخوذ من أول الأسم كالكاف من الكافي، ومنها ما هو مأخوذ من وسط كالياء من الحكيم، ومنها ما هو مأخوذ من آخر الكلمة كالميم من أعلم.
الخامس: أنها أسماء لله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم تقول: الر وحم ون يكون الرحمن وكذلك سائرها إلا أنا لا نقدر على تأليفها وهو مروى عن سعيد بن جبير.
السادس: أنها أقسام أقسم لله بها فكأنه هو أقسم بهذه الحروف على أن القرآن كلامه وهي شريفة لكونها مباني كتبه المنزلة، وأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأصول لغات الامم على اختلافها.
السابع : أنها إشارات إلى آلائه تعالى وبلائه ومدة الأقوام وأعمارهم وآجالهم.
الثامن: أن المراد بها الإشارة إلى بقاء هذه الامة على ما يدل عليه حساب الجمل.
التاسع: أن المراد بها حروف المعجم وقد استغنى بذكر ما ذكر منها عن ذكر الباقي كما يقال: اب ويراد به جميع الحروف.
العاشر: أنها تسكيت للكفار لأن المشركين كانوا تواصوا فيما بينهم أن لا يستمعوا للقرآن وأن يلغوا فيه كما حكاه القرآن عنهم بقوله: (( لا تَسمَعوا لهَذَا القرآن وَالغَوا فيه )) (فصلت: من الآية26) ، فربما صفروا وربما صفقوا وربما غلطوا فيه ليغلطوا النبي(ص) في تلاوته، فأنزل الله تعالى هذه الحروف فكانوا إذا سمعوها استغربوها واستمعوا إليها وتفكروا فيها واشتغلوا بها عن شأنهم فوقع القرآن في مسامعهم.
الحادي عشر: أنها من قبيل تعداد حروف التهجي والمراد بها أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في خطبكم وكلامكم فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من عند الله تعالى، وإنما كررت الحروف في مواضع استظهاراً في الحجة، وهو مروي عن قطرب واختاره أبو مسلم الإصبهاني وإليه يميل جمع من المتأخرين.
فهذه أحد عشر قولاً وفيما نقل عنهم ما يمكن أن يجعل قولاً آخر كما نقل عن ابن عباس في ((الم)) أن الألف اشارة إلى الله واللام إلى جبريل والميم إلى محمد(ص)، وما عن بعضهم أن الحروف المقطعة في أوائل السور المفتتحة بها إشارة إلى الغرض المبين فيها كأن يقال إن ((ن)) إشارة إلى ما تشتمل عليه السورة من النصر الموعد النبي(ص)، و((ق)) إشارة إلى القرآن أو القهر الإلهي المذكور في السورة، وما عن بعضهم أن هذه الحروف للإيقاظ.
والحق أن شيئاً من هذه الأقوال لا تطمئن إليه النفس:
أما القول الأول فقد تقدم في بحث المحكم والمتشابه في أوائل الجزء الثالث من الكتاب أنه أحد الأقوال في معنى المتشابه، وعرفت أن الإحكام والتشابه من صفات الآيات التي لها دلالة لفظية على مداليلها، وأن التأويل ليس من قبيل المداليل اللفظية بل التأويلات حقائق واقعية تنبعث من مضامين البيانات القرآنية أعم من محكماتها وتشابهاتها، وعلى هذا فلا هذه الحروف المقطعة متشابهات ولا معانيها المراد بها تأويلات لها.
وأما الأقوال العشرة الآخر فإنما هي تصويرات لا تتعدى حد الاحتمال ولا دليل يدل على شيء منها.
نعم، في بعض الروايات المنسوبة إلى النبي(ص) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بعض التأييد للقول الرابع والسابع والثامن والعاشر، وسيأتي نقلها والكلام في مفادها في البحث الروائي الآتي إن شاء الله تعالى.
والذي لا ينبغي أن يغفل عنه أن هذه الحروف تكررت في سور شتى وهي تسع وعشرين سورة افتتح بعضها بحرف واحد وهي ص و ق و ن، وبعضها بحرفين وهي سور طه وطس ويس وحم . وبعضها بثلاثة أحرف كما في سورتي ((الم)) و ((الر)) وطسم وبعضها بأربعة أحرف كما في سورتي ((المص)) و((المر)) وبعضها بخمسة أحرف كما في سورتي ((كهيعص)) و ((حمعسق)).
وتختلف هذه الحروف أيضاً من حيث إن بعضها لم يقع إلا في موضع واحد مثل ((ن)) وبعضها واقعة في مفتتح عدة من السور مثل ((الم)) و ((الر)) و ((طس)) و((حم)).
ثم إنك إن تدبرت بعض التدبر في هذه السور التي تشترك في الحروف المفتتح بها مثل الميمات والراآت والطواسين والحواميم، وجدت في السور المشتركة في الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور.
ويؤكد ذلك ما في مفتتح أغلبها من تقارب الألفاظ كما في مفتتح الحواميم من قوله: ((تنزيل الكتاب من الله)) أو ما هو في معناه، وما في مفتتح الراآت من قوله : ((تلك آيات الكتاب)) أو ما هو في معناه، ونظير ذلك واقع في مفتتح الطواسين، وما في مفتتح الميمات من نفي الريب عن الكتاب أو ما هو في معناه.
ويمكن أن يحدس من ذلك أن بين هذه الحروف المقطعة وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصا، ويؤيد ذلك ما نجد أن سورة الأعراف المصدرة بالمص في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات وص، وكذا سورة الرعد المصدرة بالمر في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات والراآت.
ويستفاد من ذلك أن هذه الحروف رموز بين الله سبحانه وبين رسوله(ص) خفية عنا لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلا بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً.
ولعل المتدبر في مشتركات هذه الحروف وقايس مضامين السور التي وقعت فيها بعضها إلى بعض تبيين له الأمر أزيد من ذلك.
ولعل هذا معنى ما روته أهل السنة عن علي(ع) ـ على ما في المجمع ـ أن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.





السؤال: ما حقيقة الحروف المقطعة؟
ما معنى الكلمات المتقطعة مثل الم الر المر الخ لايوجد معاني لها ثم اين هي بلاغة القران من هذا ناهك عن الكم الهائل من الايات الا معنى لها والتفكك في الايات و عدم الموضوعية
الجواب:
الكلمات المتقطعة في أوائل بعض السور في القرآن الكريم لها دلالات عند علماء التفسير, فهي ليست حروف لا معاني لها بل لها معاني وقد ورد في الروايات عن اهل البيت صلوات الله عليهم شرح ما تدلُ عليه, وقد ذكر بعض العلماء أن القرآن قد المح للعرب من باب التعجيز ان هذا القرآن من جنس هذه الحروف العربية ومع ذلك لم تستطيعوا ان تأتوا بسورة من مثله: وهناك وجوه أخرى عند أصحاب علم الجفر والحروف في دلالة هذه الحروف على تواريخ خاصة وحوادث تجري وقيام دول وزوال عروش, حيث يصار الى تحويل هذه الحروف الى قيم عددية طبقاً لحساب الأبجدية المعروف بالجمل الكبيرة… وقد ورد عن بعض الأئمة ما يشير الى هذا المعنى.
روى ابو لبيد المخزومي قال: ابو جعفر (عليه السلام): يا أبا لبيد انه عليك من ولد العباس اثنا عشر يقتل بعد الثامن منهم أربعة تصيب احدهم الذبحة هم فئة قصير أعمارهم قليلة مدتهم خبيثة سريرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي يا أبا لبيد: ان في حروف القرآن المقطعة لعلماً جماً: إن الله تعالى انزل (آلم, ذلك, الكتاب) فقام محمد? حتى ظهر نوره وثبتت كلمته, وولد يوم ولد وقد مضى من الإلف السابع مئة سنة وثلاث سنين ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا أعددتها من غير تكرار وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي ألا وقيام قائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال: الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون فذلك مائة وإحدى وتسعون ثم كان بدو خروج الحسين بن علي (عليه السلام): (آلم الله) (آل عمران) فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند (المص) ويقوم قائمنا عند انقضائها بـ (آلر) فأفهم ذلك وعه واكتمه).
فظهر أنَّ الحروف المقطعة التي تظن أنت أنها لا معنى فيها ولا بلاغة تدل على أسرار خاصة.. وهناك أحاديث أخرى ضربنا عنها صفحاً فيها مزيد بيان لفوائد الحروف المقطعة لك ان تطلع عليها في كتب التفسير لدى الشيعة الإمامية كتفسير البرهان وتفسير نور الثقلين وتفسير الصافي وتفسير الميزان وغيرها. وإنما ذكرنا الحديث المتقدم من باب المثال فقط.





السؤال: علة نزول القرآن باللغة العربية
ما هي أسباب اختيار الله سبحانه وتعالى اللغة العربية كي ينزل بها القرآن الكريم، ويجب قدر المستطاع الاتيان بها في بعض العبادات والمعاملات كالصلاة، وكثير من الاعاجم يعتبرونها اللغة الصعب والاعقد عليهم، والمستشرقين يأخذون هذا حجة سلبية على الاسلام.
الجواب:
انّ اختيار الله عزّوجل لهذه اللغة - العربية - كلسان لخاتم الاديان كان عن مصلحة، إذ هو حكيم وخالق لكافّة اللغات والألسنة فترجيحه لابدّ وأن يصدر عن علم وحكمة .
وهذا ما نراه فعلاً في مميّزات هذه اللغة عن غيرها، فلم توجد هناك لغة - على ما نعرف - في حدّ شموليّتها للتعبير عن مختلف جوانب الحياة الدنيويّة والاخرويّة بما فيها من تعابير حقيقيّة ومجازيّة واستعارات وكنايات وغيرها . ولابأس في هذا المجال أن تقاس الكتب الادبيّة والمعاجم اللغويّة التي الّفت في اللغة العربيّة بغيرها من اللغات كمّاً وكيفاً حتّى نرى وسع دائرة شمول هذه اللّغة ، وهذا شيء يرجع فيه إلى ذوي الاختصاص. والأهمّ دلالةً في هذا المقام، هو الاعجاز الخالد للقرآن الكريم، فهو وأن لم ينحصر في مظهره الأدبي ـ بل ويشمل كافّة أنحاء المفاهيم والمواضيع المختلفة ـ ولكن لا يخفى أن أسلوبه في التعبير والقالب له الدور الأساسي في تركيز معانيه القيّمة ، وهذا ممّا أتاحت له مميّزات هذه اللغة الفريدة حتى استطاع أن يبرز كمعجزة خالدة عبر الدهور والأجيال . ثم إنّ الاشكال المتوهّم في عدم إمكانيّة الافصاح بهذه اللغة عند البعض فليس في محلّه ، إذ انّ الواجب واللازم الاتيان بقدر الاستطاعة لاأكثر (( لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها )) (البقرة:286).
نعم، الأحرى والأجدر أن يبذل الجهد في سبيل تعلّم هذه اللغة بمقدار متطلّبات الاحكام حتى لا ينحرم المسلم المكلّف عن فهم معانيها وميزاتها الفريدة .

تعقيب على الجواب (1)
علّة نزول القرآن باللغة العربية؟
قد يحتاج الجواب على هذا السؤال معرفة بعض الأمور التي أعتقد أنَّ لها ارتباطا بدرجة ما بهذا الموضوع الحسّاس الذي صار فيما بعد ميداناً للتلاعب في مشاعر الملايين من المسلمين عبر عصورهم,من خلال المحاولات الجادة لتخريب عقائدهم التي نهضت بها أوّل الأمر الأجهزة الأموية وعلى نطاق واسع بعدما تمهَّدت لهم الساحة الإسلامية بسلسلة من الصراعات الدامية التي كان المحرّك الوحيد لها تقويض دعائم الدين الحنيف, فانبرت هذه الأجهزة إلى التفنن في تزييف وتحريف مفاهيم الإسلام, لتتداولها على أنها تراث عربي . وقد استعانوا في إذكاء هذا الشعور في أذهان طوائف من المسلمين بالدخول إلى معرفة هذه المفاهيم لا من القرآن بوصفه خطاباً إلهياً للبشرية جمعاء, ولا من السنّة النبوية المطهّرة من منبعها الصافيّ ؛ وإنَّما من خلال التدوين الحكومي لوقائع التأريخ الإسلامي بنحو من السرد القصصي الذي شاع بشكل مخيف وصارت القضيّة التاريخية هي النافذة الواسعة لفهم الإسلام باعتبارها أمراً واقعاً لا ينكره أحد .
فمن الأمور التي ترتبط بموضوع السؤال هو كون العرب في الجزيرة هم المكلفون بتلقي هذا القرآن العربي قبل غيرهم من الأقوام,وسبب بزوغ فجر الإسلام في هذه البقعة دون غيرها .
أما سبب نزول القرآن بهذا اللسان العربي,فلأنَّ الوجود المعرفي الهائل في هذا القرآن لا يظهر للمكلّفين في هذه الأرض إلاّ بوساطة لغة تستوعبه بأيسر تفهيم وأليق عبارة إتماماً للحجّة عليهم,وإبلاغاً للمعرفة إليهم,إنقاذاً لهم من حيرة الجهالة. فأودع الله تعالى في مفردات اللغة العربية وتراكيبها طاقة دلالية متسعة,وأفقاً بيانياً مترامياً متحركاً بعنفوان خلت منه اللغات الأخر,ولعلَّ هذا هو السبب في إخفاق محاولات ترجمة النصوص القرآنيّة إلى لغات أعجميّة نهض بها علماء مستشرقون قال تعالى في سورة فصلت الآية44 : (( ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياتُهُ أأعجمي وعربيٌّ قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمى أولئك يُنادون من مكان بعيد )).
أما فيما يتعلق بوجوب تلقي العرب في الجزيرة لهذا القرآن قبل غيرهم من الأقوام,فلأنَّهم أرباب الفصاحة والبلاغة, وأمراء البيان, وصنّاع البديع,على هذا فهم القادرون على تشخيص ما في كلام الخالق سبحانه من رصانة المباني ودقائق المعاني وطراوة البيان فهذا الوليد بن المغيرة المخزومي يعترف بهذه الحقيقة على الرغم عناده ومعاداته ؛فتراه يقول: يا عجباً لما يقول ابن أبي كبشة, فو الله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذي جنون وإنّ قوله لمن كلام الله .
ولذا نجد عتاتهم عرفوا - قبل غيرهم - ما في هذا القرآن من سحر لا يُضاهى, وغلبة لا تتناهى, فكان اللغو وسيلتهم للحؤول دون وصول صوته الأسماع,وبلوغ رسالته الأصقاع, قال تعالى في الآية 26 من سورة فُصّلت: (( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون )) تعبيراً عن عجزهم حِياله, وإعيائهم قِباله .
لذا تجد أنّ الأمويين لعبوا على هذا الوتر دهراً طويلاً, وجعلوا هذه المزية تختصًّ بالعرب بما أنهم عربٌ وحسب, فأظهروا قصصاً نسجها القصّاصون لديهم تصوّر للناس قداستهم مع مماحلتهم أهل هذا الدين القيّم,حتى كان ذلك توطئة لظهور (الفكرالقومي) الذي يدعو العرب إلى اعتناقه ديناً يدينون به بدلاً من الإسلام تدليساً وتعمية عليهم,فصدّق مقالتهم المغفلون,وانبرى لاعتناق فكرتهم الجاهلون,وصار القرآن كتاباً من تراث العرب تتداوله أيدي الناس وأفواههم كما تتداول أشعار الجاهلية في المنتديات !
وأمّا سبب كون الجزيرة العربية محلاًّ لبزوغ فجر الإسلام, لخلوها من سيطرة إحدى الامبراطوريتين الساسانية والرومانية,فلو كانت إحداهما هناك لتمكّنت من تقويض دعائم هذا الدين بداية ظهوره,وما كانت الغلظة التي اتخذها الرسول الأعظم صلى اله عليه وآله مع المشركين فيهم بقادرة على نصرة هذا الدين .





يتبع


hgrvhk ,ug,liL hszgm ,h[,fm hszgm ,h[,fm



رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:20 PM   #2
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: تسمية السور
من سمى السور القرآنية بهذه الاسماء ؟
الجواب:
الأخ أيمن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كتاب (القرآن في الإسلام ) - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 134 يقول :
والذي لا يقبل الشك ولا يمكن انكاره هو أن أكثر السور القرآنية كانت منتشرة دائرة على السنة الصحابة قبل رحلة الرسول ، وقد وردت أسماء كثير من السور في أحاديث جمة منقولة من طرق الشيعة والسنة تصف كيفية تبليغ النبي الدعوة الاسلامية والصلوات التي كان يصليها وسيرته في قراءة القرآن . وهكذا نجد في الأحاديث أسماء خاصة قبل رحلة الرسول لطائفة طائفة من السور كالطول والمئين والمثاني والمفصلات .
وفي - ص 153 يقول :
تقسيم القرآن الكريم إلى السور تقسيم قرآني كتقسيمه إلى الآيات ، وقد صرح تعالى في مواضع بلفظة السورة ، فقال ( سورة أنزلناها ) ( 1 ) و ( إذا أنزلت سورة ) ( 2 ) و ( فاتوا بسورة من مثله ) ( 33 ) . وتسمية السور تناسب مع موضوع ذكر فيها أو جاء الاسلام نفسه فيها كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الاسراء وسورة التوحيد ، وفي نسخ القرآن القديمة كثيرا ما كانوا يكتبون سورة تذكر فيها البقرة وسورة يذكر فيها آل عمران . وربما تكون جملة من سورة معرفة لها كسورة اقرأ باسم ربك وسورة انا أنزلناه وسورة لم يكن وأشباهها . وأحيانا يكون وصف السورة معرفا لها كسورة فاتحة ‹ صفحة 154 › الكتاب ( 1 ) وسورة أم الكتاب والسبع المثاني وسورة الاخلاص ( 2 ) وسورة نسبة الرب وأمثالها . ان هذه الأسماء والنعوت كانت موجودة في الصدر الأول بشهادة الآثار والتاريخ ، وحتى أسماء بعض السور جاءت في الأحاديث النبوية كسورة البقرة وسورة آل عمران وسورة هود وسورة الواقعة . ولهذا يمكن القول بأن كثيرا من هذه الأسماء تعيينية من زمن الرسول نتيجة لكثرة الاستعمال ، وليس شئ منها توقيفيا شرعيا .وقال ابن عاشور: والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يتعارفونها بها، ولو كانت التسمية غير مأثورة فقد سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع كما مر فتعين أن تكون التسمية من وضعه وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.
ودليل الذين يقولون أن أسماء السور بتوقيف من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو روايات يرد فيها ذكر لأسماء سور على لسان النبي، ولكن مجرد ذكر أسماء هذه السور في الروايات لا يدل على توقيفيتها بل لعلها اشتهرت في زمانه صلوات الله عليه بذلك وهذا لا يعني التوقيفية.




السؤال: ترتيب السور والآيات
أسأل الله تعالى أن يوفقكم لخدمة أهل البيت عليهم السلام والدفاع عن المذهب الحق ..
سؤال :
ما هي عقيدتنا بترتيب الآيات في سور القرآن الكريم ؟ هل ترتيبها في القرآن الموجود هو الذي أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟

الجواب:
ان الترتيب الموجود في الآيات هو ما كان على عهد الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بدلالة نفي التحريف مطلقاً عن القرآن الذي بمضمونه الالتزامي يدلّ على الاحتفاظ بترتيب الآيات كما نشاهده فعلاً؛ وأيضاً ممّا يدلّ عليه تعارف وتداول قرائة السّور مع ترتيب آياتها الموجود حاليّاً عند المسلمين من لدن الصدر الأوّل إلى الآن.
ولمزيد من التوضيح عليكم بمطالعة الكتب التي دوّنت في هذا المجال ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ «البيان في تفسير القرآن ـ للسيد الخوئي قدس سره»، والرأي المتّبع عند الشيعة هو كما ذكر وعليه المعوّل وصرّح به علماء الطائفة بأنّ ترتيب الآيات كان من زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (صراط النجاة: 1/س 1321)



السؤال: ترتيب الآيات كانت زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بسم الله الرحمن الرحيم
هل توجد هناك احاديث نبوية تثبت ان ترتيب ايات القران هو عمل اجتهادي؟
الجواب:
من المعروف أن ترتيب الآيات الموجودة الآن هو ما كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد صرح بذلك علماء الطائفة (انظر صراط النجاة ج1 السؤال رقم 1321). أما ترتيب السور فلا، فإن هذا الأمر حصل بعده (صلى الله عليه وآله).

تعليق على الجواب (1)
لكن هناك من يدّعي منّا ان بعض (الايات) غُيّر مكانها ووضعت في مكان آخر مثل اية التطهير او المودّة,, فماصحة هذا الكلام ؟؟
الجواب:
الرأي المتبع في المذهب ان الآيات القرآنية رتبت في عهد رسول(صلى الله عليه واله وسلم) والقول الاخر قد يقال انه يلزم منه القول بتحريف القرآن لكن قد يجاب عنه بان التحريف الذي يحصل هو تحريف بالمعنى الذي وردت به بعض الروايات بخلاف التحريف باللفظ المنفي عندنا والذي يحاول البعض الصاقه بنا .




السؤال: مسألة المكي والمدني في السور أو السورة الواحدة
اريد ان توضحوا لي عن مسالة السور المكية والمدنية .
فان السورة الواحد ( مثلا ) ليس كلها مكية او ليس كلها مدنية !
ففي كل سور مخلوط مكية ومدنية في سورة واحدة فارجو التوضيح .
ولماذا نسميها سورة مكية مثلا طالما انها ليست كلها مكية ؟!

الجواب:
1- عرّف الجمهور من الفريقين المكي ما نزل قبل الهجرة وإن لم يكن بمكة,والمدني ما نزل بعدها وإن لم يكن بالمدينة, وهو المشهور والمعتمد بين العلماء.
2- أما مسألة الخلط بين المكي والمدني في السورة الواحدة فهو نادر جداً وليس هو الأكثر كما نفهم من كلامكم وقولكم في السؤال (ففي كل سور مخلوط مكية ومدنية في سورة واحدة)!! فالمؤمنون والمائدة وبعض السور الأخرى قيل ان بعض آياتها مكي أو بعض آياتها مدني واختلف في الفاتحة هل هي مكية أو مدنية وقيل أنها نزلت مرتين أمّا سائر السور فأغلبها متفق على مكيتها أو مدنيتها.
3- أما كيفية تمييز السورة أو الآيات بأنها مكية أو مدنية فقد ذكروا بعض الضوابط والمميزات منها:
ما ذكره ابن جزي وغيره من المفسرين حيث قال:
((واعلم أن السور المكية نزل أكثرها في إثبات العقائد والرد على المشركين وفي قصص الأنبياء. وأن السور المدنية نزل أكثرها في الأحكام الشرعية وفي الرد على اليهود والنصارى وذكر المنافقين والفتوى في مسائل وذكر غزوات النبي (صلى الله عليه وآله) وحيث ما ورد: يا أيها الذين آمنوا, فهو مدني, وأما: يا أيها الناس, فقد وقع في المكي والمدني)). (التسهيل لابن جُزي ج1/5).
أما السيد العلامة الطباطبائي فقد قال في تفسيره الميزان (13/235) وقرر ما يلي: ((وللعلم بمكية السور ومدنيتها ثم ترتيب نزولها أثر هام في الأبحاث المتعلقة بالدعوة النبوية, وسيرها الروحي والسياسي والمدني في زمنه (صلى الله عليه وآله) وتحليل سيرته الشريفة, والروايات - كما ترى - لا تصلح أن تنهض حجة معتمداً عليها في إثبات شيء من ذلك على أنّ فيما بينها من التعارض ما يسقطها عن الاعتبار.
فالطريق المتعين لهذا الغرض هو التدبر في سياق الآيات والاستمداد بما يتحصل من القرائن والأمارات الداخلية والخارجية, وعلى ذلك نجري في هذا الكتاب والله المستعان!!

تعليق على الجواب (1)
ما صحة الدعوة القائلة ان هناك سور مدنية و فيها ايات مكية والعكس؟
الجواب:
هذه الدعوة القائلة بان هناك سور مدنية وفيها آيات مكية وبالعكس ما ثبتت من الآيات القرآنية والروايات المعصومية . نعم العلماء ادعوا هذا الاصطلاح المشهور وبناءا على اصطلاحهم قالوا : ان هذه الآية نزلت في المدينة بالرغم من ان السور مكية بل يلاحظ احيانا في سور القرآن وجود آيات مكية في طيات السور المدنية - وقالوا: هذا يبين ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يأمر بوضع الاية مع ما يناسبها من مفاد السورة من دون الالتفات الى تاريخ نزول السورة .
ولكن السيد مير مهدي زرندي يقول : ان من البعيد جدا وجود آيات مكية في سورة مدنية، وكذلك العكس، ثم يقول : ان القائل بذلك لم يتمسك لإثبات وجهة نظره بشئ مأثور، ولا وصل إليه دليل لا من الرسول (صلى الله عليه واله) ولا من الأئمة (عليهم السلام)، بل إنما استند إلى مجرد اجتهادات ظنية مما يشجعنا على القول بأنه لا دليل على هذا الاستثناء ولا حجة عليه .
نعم في قبال هذا القول هناك من يرى خلاف ذلك ففي رسالة مودة اهل البيت (عليهم السلام) الصادرة من مركز الرسالة في بيان وتفسير آية المودة ونزولها في حق اهل البيت (عليهم السلام) خاصة , يقول في تفنيد شبهة نزول سورة الشورى في مكة ووجود آية المودة فيها مع ان زواج الامام علي (عليه السلام) من الزهراء (عليها السلام) كان في المدينة ولم يكن هناك الحسن والحسين (عليهم السلام) حتى تكون آية نازلة في حقهم , ثم اجاب صاحب الرسالة بان :
اولا : إن الأخبار والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام وتصريح الأصحاب والتابعين والعلماء على أن الآية ثابتة بحق أهل البيت عليهم السلام كاف في رد الشبهة وإبطالها .
ثانيا : إن ظاهرة وجود آيات مدنية في سور مكية، أو وجود آيات مكية في سور مدنية، كثيرة جدا في القرآن الكريم، ولا يمكن لأحد إنكارها أو التشكيك فيها،
ثم صاحب الرسالة ذكر امثلة ذلك لكل من الآيات المكية في سورة مدنية والآيات المدنية في سورة مكية ونقل اقوال علماء اهل السنة فيها .





السؤال: لماذا: صدق الله العلي العظيم؟
وبعد؛ عندي سؤال, وهو: نحن الشيعة عندما ننهي الاية أو السورة من القرآن الكريم نقول: صدق الله العلي العظيم, ولا نقول: صدق الله العظيم, فما هو السر في ذكر العلي؟

الجواب:
من الطبيعي عدم ورود مثل هذه الأمور في الروايات, لذا فمن الناحية الأولية يمكن الاتيان بأيهما شاء, لكن لما كان في هذه الجملة ( العلي العظيم ) من زيادة في تعظيم الله تعالى أولاً, وثانياً لأنها وردت في القرآن الكريم بموردين:
قال تعالى: ﴿ وَلَا يَئُودُهُ حِفظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ ﴾ (البقرة:255).
وقوله تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ ﴾ (الشورى:4)، وهما في مورد الثناء والتعظيم، ووردت بلفظ (العظيم) وحدها في قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤمِنُ بِاللَّهِ العَظِيمِ ﴾ (الحاقة:333)، وهو مورد للتقريع والتخويف.
ولمّا كان مقامنا مقام الثناء والتعظيم كان من المناسب والأفضل استعمال الجملة الأولى, أي: (العلي العظيم), ولهذا تمسك بها أتباع أهل البيت (عليهم السلام) .




السؤال: هل يحتاج القرآن إلى سند؟
جرى حوار بيني وبين احد العوام من الاخوة السنه فطلب مني ان اتي له بسند (واحدا) لكتاب الله من طرق الشيعة الإمامية الإثني عشرية وهذه هى الشروطه
أولا: السند من طريق آل البيت و أن يكون الرواة إماميون اثني عشرية
ثانيا: من كتب الشيعة الامامية الاثناعشرية
ثالثا: ان يكون السند متصلا الى رسول صلى الله عليه وسلم
فأرجوا منكم التوضيح
الجواب:
نحن عندما نقول بصحة ما جاء بين الدفتين من كتاب الله وان جميع ذلك قرآن منزل من الله تعالى لم نعتمد في ذلك على سند معين بخصوصه وأن القرآن جاءنا من ذلك الطريق فقط , بل نعتمد كما يعتمد جميع المسلمين على تواتر النص القرآني، فالمسلمون على اختلاف نزعاتهم وتباين آرائهم ومذاهبهم اتفقوا على كلمةً واحدة منذ الصدر الاول ـ عهد الصحابة الاولين ـ وهكذا عبر الأجيال أمّة بعد أمّة حتى العصر الحاضر وسيبقى مع الدهر, على نص القرآن الأصيل في جميع حروفه وكلماته تلقوه من الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) وتوارثوه يداً بيد في حيطه كاملة وحذر فائق.
وما نجده اليوم من النص المثبت بين الدفتين هو الذي أثبته السلف الصالح كما أخذوه من فيّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله) بلا تحوير ولا تحريف قط.
وإذا لاحظنا المصاحف الأثرية القديمة وقارناها مع المصاحف الحاضرة نجدها جميعاً متحدة في الاسلوب والخط.
ثم إنه هناك قطع قرآنية جاءت في كلمات السلف لغرض الاستشهاد أو التفسير او نحو ذلك لا تختلف عن النص الموجود, الأمر الذي يدل على ذلك التعاهد العام عن نص واحد للقرآن, وان اختلاف القراء طول التاريخ لم يستطع تغييراً لا في لفظه ولا في خطه.
ولابد من التفريق بين القرآن وبين القرآءات.
يقول الامام الزركشي: ((إنهما حقيقتان متغايرتان فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وآله ,والقرآءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها)).
ولم يشك احد من المسلمين في تواتر القرآن انما وقع الشك في تواتر القرآءات.
يقول السيد الخوئي: (( ان تواتر القران لا يستلزم تواتر القرآءات, لان الاختلاف في كيفية تعبير الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها... على أن الواصل إلينا بتوسط القرآء إنما هو خصوصيات قرآءاتهم, وأما أصل القرآن فهو واصل إلينا بالتواتر بين المسلمين, وبنقل الخلف عن السلف وتحفظهم عليه في الصدور وفي الكتابات ولا دخل للقرآء ـ بخصوصهم ـ في ذلك أصلاً, ولذلك فان القرآن ثابت التواتر حتى لو فرضنا أن هؤلاء القرآء السبعة او العشرة لم يكونوا في عالم الوجود أصلاً)).
والحصيلة إننا لا نقول بصحة القرآن من جهة وجود سند نعتمد عليه! بل نقول بصحة القرآن لتواتر نصه الشريف
ومن هذا يظهر خطأ بعض العلماء من أهل السنة الذين يثبتون القرآن بسند القرآءات!! لأن القرآن لا يثبت بالسند الواحد, فاليتأمل. ومع ذلك فان كنت تريدين سنداً للقرآن فان أفضل القرآءات التي راجت بين المسلمين هي رواية حفص عن عاصم عن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام)، وعلي (عليه السلام) لم يأخذ إلا من رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقد ذكر عاصم لحفص ((أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وإن عبد الرحمن لم يخالف علياً رضي الله عنه في شيء من قراءته))، وقال عاصم أيضا لحفص: ((ما كان من القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن فهي التي أقرأتك بها)) (أنظر سير أعلام النبلاء ج5 ص259).
فهذه القرآءة وهي قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قراءة شيعية خالصة !! فحفص من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)(راجع رجال الطوسي), وعاصم من أعيان شيعة الكوفة الأعلام (ذكر ذلك أبو الفتوح الرازي), وأبي عبد الرحمن السلمي من خواص علي (عليه السلام)(ذكره ابن قتيبه في المعارف والبرقي في رجاله).
وقد درس الشيعة أصول القرآءات وأحكموا قواعدها وكان أربعة من القرآء السبعة شيعة.
ولابد أن تعرفي أننا نقبل الرواية أو القراءة إذا جاءتنا من الثقات الصدوقين وان لم يكن شيعياً ، فلماذا يريد صاحبك أن يلزمنا بمثل هكذا شرط وهو كون الراوي شيعياً؟!!





السؤال: الكلام حول سند القرآن
نريد سندا إماميا من مصادر الامامية للقرآن الكريم ينتهي الى الأئمة المعصومين .
مثلا مقرأ للقرأن من التابعين تعلم على فلان..ثم فلان ...حتى ينتهي الى أحد الائمة (ع)
الجواب:
لقد أجمع المسلمون على أن النصوص القرآنية لا تحتاج من أجل إثبات صحة صدورها الى سند، فان كنت تطرح علينا إشكال عدم وجود سند للنص القرآني فهذا الإشكال لا يخص فرقة إسلامية خاصة! وهذا السؤال لا يصح في القرآن الكريم ! حيث أنه لا يخضع لما هو معروف في الحديث بالعنعنة.
فجميع الفرق الاسلامية مجمعة على أن الطريقة التي ثبت بها النص القرآني هو التواتر, لكن لا بمعنى وجود مجموعة أسانيد, بل بمعنى ان المسلمين جبلاً بعد جيل تقبلوا هذا القرآن وهو الذي وصل إلينا ولم يرد اعتراض من أحد أن هناك قرآناً آخر غير هذا الذي وصل إلينا.
هذا إذا كان سؤالك عن النص القرآني.
وأما إذا كان سؤالك بأنك تريد سنداً لكيفية قراءة القرآن أي سنداً للقراءات من طريق أحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، فاننا نقول:
ان أغلب المصاحف المطبوعة اليوم مأخوذة من قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليّ(عليه السلام).
فأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب السلمي عدّه البرقي من خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام). (انظر معجم رجال الحديث ج11 ص165).
وحفص هو ابن سليمان الاسدي من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) (انظر معجم رجال الحديث ج7 ص147).
وقد قال حفص ان عاصم قال له ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الله السلمي عن علي(عليه السلام), وما كان من القراءة التي أقراتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت اعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود (انظر معجم رجال الحديث ج10 ص195 نقلا عن طبقات القراء ج1 ص348).
فهذا السند لقراءة القرآن سند ينتهي الى الامام علي (عليه السلام) لا الى غيره حسب تصريح عاصم, فتفكر.




السؤال: كيفية جمع القرآن الكريم
ما هي تفاصيل مسألة جمع الامام علي (ع) للقرآن بعد وفاة الرسول (ص), ولماذا لم ينشر الامام علي (ع) هذا القرآن الذي يقال أن متضمن لتفسير وتأويل جميع الآيات؟
الجواب:
جمع الامام علي عليه السلام القرآن, وجاء به إلى المهاجرين والأنصار, وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله, فلمّا فتحه أبو بكر, خرج في أوّل صفحة فتحها فضائح القوم, فوثب عمر وقال: يا علي! اردده فلا حاجة لنا فيه, فأخذه عليه السلام وانصرف.
ثم أحضروا زيد بن ثابت - وكان قارياً للقرآن - فقال له عمر: إنّ علياً عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار, وقد رأينا أن نؤلّف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكاً للمهاجرين والأنصار, فأجابه زيد إلى ذلك, ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر عليّ القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كلّ ما عملتم ؟ ثم قال عمر: فما الحيلة ؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة, فقال عمر:
ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه, فدبّر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك, .....
فلما استخلف عمر سأل عليّاً عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرّفوه فيما بينهم, فقال: يا أبا الحسن, إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتّى نجتمع عليه, فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل, إنّما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجّة عليكم, ولا تقولوا يوم القيامة: إنّا كنّا عن هذا غافلين, أو تقولوا: ما جئتنا به إنّ القرآن الذي عندي لا يمسّه إلاّ المطهرون والأوصياء من ولدي, فقال له عمر:
فهل لإظهاره وقت معلوم؟ فقال عليّ عليه السلام: نعم, إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل
الناس عليه, فتجري السنّة به صلوات الله عليه.
(نقله العلامه المجسلي رحمه الله في البحارـ كتاب القرآن, باب ما جاء في كيفيّة جمع القرآن ـ ج89, ص42. وقريب منه ما رواه سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص32 والسيد الجزائري في الانوار النعمانية 2/360, والاحتجاج 1, 360).




السؤال: جمع علي (عليه السلام) للقرآن
بالنسبة لموضوع جمع القرآن فان الشيعة تقول بأنه كان مجموعاً على عهد الرسول (ص) وتقول بأن الامام علي(ع) قد قعد في بيته ستة أشهر يجمع القرآن، فاذا كان الرسول قد جمعه ، فما معنى جمع الامام (ع) له؟ ولماذا؟ وكيف جمعه الامام ألا يفترض هو مجموع عنده وقد أعطاه اياه الرسول (ص)؟ لا أستطيع ان أفهم حقاً؟!
الجواب:
إن معنى قول الشيعة ان القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو أن آياته وسوره كانت مكتوبة على الصحف وغيرها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكنها لم تكن مرتبة ومجموعة على شكل مصحف بين دفتين، وهذا ما فعله علي (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبأمره.
ففي (مناقب أبن شهر آشوب) : وفي أخبار أبي رافع: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي توفي فيه ـ لعلي ـ : (يا علي ، هذا كتاب الله خذه إليك)، فجمعه علي في ثوب ومضى إلى منزله ، فلما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) جلس علي فألفه كما أنزل الله وكان به عالماً.
وفي (كتاب سليم بن قيس الهلالي) عن سلمان الفارسي (رض) قال : لما رآى أمير المؤمنين (عليه السلام) غدر الناس به لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه ، فلم يخرج من بيته حتى جمعه، وكان في الصحف والشظاظ والإشار والرقاع.



السؤال: كيفية جمع القرآن وجمع الإمام علي (عليه السلام) له
هل جمع القرآن في حياة النبي (ص) أم بعد وفاته؟ هل جمعه الخليفة الأول أم الامام علي (عليه السلام) ؟ وكيف تم جمعه من قبل الامام (عليه السلام) ؟ وهل قبل الناس طريقة جمع الامام علي (عليه السلام) للقرآن ولماذا ؟
الجواب:
إن القرآن كان ينزل بالتدريج على رسول الله (ص) في حياته، وكان يكتب على الرقاع والأحجار والعظام وغيرها، ولم يجمع كمصحف بين دفتين لأنه لم يكتمل بعد ما دام الرسول (ص) على قيد الحياة ، وإن كان يكتب كل ما تنزل متفرقاً كما ذكرنا.
وعندما حانت وفاة الرسول (ص) أمر علياً (ع) أن يجمعه بعده، وأمره أن يأخذ القرآن المكتوب على الرقاع والأحجار والعظام من خلف سريره ويجمعه ويرتبه ، فانقطع أمير المؤمنين (ع) بعد وفاة الرسول (ص) وبعد الفجوة التي حصلت بينه وبين من تقلد مسند الحكم أقطبع في بيته يجمع القرآن ، فلما جمعه جاء به للمسجد وهم مجتمعون فعرضه عليهم فلم يقبلوه، وورد في بعض الروايات أنه (ع) قال لهم ان رسول الله (ص) أمر بالقرآن والعترة وهذا القرآن قد جمعته وأنا العترة، فأجابوه بأن لا حاجة لنا بك ويكفينا ما عندنا من القرآن. وفي رواية عن سليم بن قيس، انه عند ما جاء بالقرآن وهم مجتمعون في المسجد : (... فقام إليه رجل من كبار القوم (وفي رواية أبي ذر : فنظر فيه فلان وإذا فيه أشياء / الاحتجاج : 83) فقال : يا علي ، أردده فلا حاجة لنا فيه ، ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه فدخل علي (عليه السلام) بيته)(كتاب سليم : 72) . وبالنتيجة بعد هذا النوع من التحدي والإحساس بالحاجة إلى وجود قرآن مجموع عندهم، ولما يقال من أن كثيراً من القرآء قد قتلوا يوم اليمامة فخاف عمر من فقدان القرآن، استقر رأي أبي بكر بعد إلحاح عمر على جمع القرآن، فكلفوا زيد بن ثابت بجمعه من عند الناس . ولكن هذا الجمع لم يكن أكثر من تدوين سور القرآن، وآياته وجمعه في مكان واحد دون ترتيبه، وبقي هذا المجموع عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند ابنته حفصة، وكان الغرض من هذا الحفاظ على القرآن ، وتكمن أهميته في ذلك. ولكن بعد أن امتد الزمن بالإسلام والصحابة ورغبت كل منهم بامتلاك مصحف خاص به، كتب عدة من الصحابة مصاحف لهم ورتبوها كل بترتيبه الخاص، ولكن أغلبها كان يقدم السور الطوال على القصار خلافاً لمصحف علي (عليه السلام) المرتب على تاريخ النزول ، فكان منها مثلاً مصحف عبد الله بن مسعود ومصحف أبى بن كعب، وغيرها.




السؤال: رفض القوم لمصحف الامام علي (عليه السلام)
ما هو رأي الشيعة في ترتيب آيات وسور القرآن الكريم ؟
هل تعتقد بتوقيفيته ؟ وهل يرتبط هذا الموضوع بالتحريف ؟
ولماذا نرى السيد الطباطبائي يقول في (الشمس الطالعة) ان القوم بدلوا مكان بعض الآيات لصالحهم ؟ أما كان بامكان الامام علي (ع) الاشارة الى هذا الموضوع أيام خلافته الظاهرية ؟ ثم على فرض تصديق قوله، أو ليس هذا يدل على التحريف ؟
الجواب:
حول ما طرحته من موضوع ترتيب الآيات والسور في القرآن الكريم، نقول في هذا المجال : أولاً : إنّ الأدلّة العقلية والنقليّة مجمعة على عدم التحريف في جانب الزيادة والنقصان والتبديل وترتيب الآيات كما هو مذكور في مظانّه ويتبنّاه المحقّقون من الشيعة من الصدر الأوّل حتى الآن . ثانياً : أمّا ترتيب جميع السور ، فليس لنا طريق إلى إثبات توقيفيّته ، لأنّ الأدلة العقليّة قاصرة عن هذا المطلب ، والأدلّة النقليّة لا تشمله إطلاقاً أو مورداً .
ولتوضيح المقام نقول: انّ الإعجاز الإلهي ـ في القرآن ـ لا يتوقّف على الترتيب الكامل الموجود بين السور كما هو واضح لمن له أدنى تأمّل ، ومن جانب آخر فإنّ النصوص الواردة في عدم التحريف تنصرف كلّها ـ إن لم نقل بالتصريح ـ للتحريف الذي ذكرناه في البند الأوّل والذي يلتزم المحققّون بنفيه .
نعم ، كما قلنا لم نعثر حتى الآن على دليل علمي لتوقيفيّة ترتيب السور ، ولكن لا ننكره من الأساس ، بل هو أمر ممكن ولكن لا دليل على وقوعه . ثالثاً : انّ في رفض القوم لمصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) عدّة احتمالات :
منها : أنه كان يحتوي على تأويلات تفسّر وتوضّح الآيات ومصاديقها وموارد شأن النزول كما عليه بعض العلماء (أوائل المقالات للمفيد (ره) 81 ، البيان للسيد الخوئي (ره) 223)، فخوفاً من تبعات هذه التأويلات رفضوه حتى يكونوا في حلّ منها !!!
ومنها : أنّه كان يختلف مع القرآن الموجود ترتيباً من جهة التنزيل ، وهذا كما قلنا سابقاً يحتمل أن يكون في ترتيب السور فحسب (البيان للسيد الخوئي (ره) 223).
ومنها : أنّه كان يشتمل على الأحاديث القدسيّة التي هي من الوحي وليست من القرآن كما احتمله بعض أعلام الطائفة (الاعتقادات للصدوق (ره) 93 ـ البيان للسيد الخوئي (ره) 223)، أو على علم كثير كما احتمله بعض الأعلام من أهل السنة (التسهيل لعلوم التنزيل 1/3)، أو على الناسخ والمنسوخ كما هو رأي جماعة آخرين (الصافي للفيض الكاشاني 1/46 ـ علم اليقين للفيض الكاشاني 130).
ومنها : أنّ رفض القوم كان له بعد سياسي ، أي أنّهم كانوا يعلمون أنّ هذا الأمر ـ جمع وتأليف القرآن ـ خطير جدّاً ولا ينبغي أن يتولاّه إلاّ من له مقام الخلافة والوصاية الحقّة ، فلو كانوا يرضخون لمصحف الإمام (عليه السلام) فهم بالملازمة كان يجب عليهم أن يرضوا بإمامته ، لأنّ مهمّة جمع القرآن ـ وهو الكتاب الإلهي المنزّل على المسلمين ـ لا يمسّها إلاّ من كان قائماً مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الأمّة . وعليه ، فهم حذراً من هذه التوالي التي كانت تهدّد أركان حكمهم ، رفضوا المصحف المذكور . رابعاً : إنّ الذي نقلته عن السيد الطباطبائي لابدّ وأن يناقش سنداً ومتناً ، خصوصاً مع تنافيها مع ما ذكره هو في تفسيره للآية (الميزان 5/157 ـ 200) فلا أثر للكلام المنقول في ذلك المقام مع ما أطنب وفصّل من الآراء والأقوال فيها ، فان كان ذلك الكلام المنقول هو بعينه رأيه ، كان ينبغي أن يشار إليه في مظانّه وهي تفسير هذه الآية ، فالمظنون إذاً أنّ كلامه قد طرأ عليه بعض التغيير والتحوير أمّا في الأصل أو في الترجمة . بل إنّه في مكان آخر من تفسيره يصرّح بأننّا لو قلنا باختلاف مصحف الإمام (عليه السلام) عن القرآن الموجود في الترتيب ، يجب أن لا يرجع ذلك إلى اختلاف فاحش في طرح الحقائق الدينيّة ومع هذا لا نرتضي حتّى بهذا الاحتمال غير المضرّ إذ لماذا لا يصحّحه الإمام (عليه السلام) أيّام خلافته أو لم يشر إليها في احتجاجاته . (الميزان 12/119).




السؤال: العلة في توحيد المصحف
يقال ان الخليفة الثالث عثمان قام بتوحيد نسخ القرآن في العالم الإسلامي ومن ثم أحرق النسخ المخالفة لنسخته. سؤال : لماذا فعل ذلك و ما معنى (توحيد النسخ) هل كان هناك اختلافات في هذه النسخ ومن أين أتت هذه الاختلافات . أليس هذا يطعن بقدسية القرآن الكريم وسلامته من التحريف ؟
الجواب:
من المعلوم أن ترتيب الكلمات في آيات القرآن كان من الوحي ، كيف وفيه الإعجاز القرآني ، وما ترتيب الآيات في السور فإنه كان بأمر من الرسول (ص) عن أمر الله جل وعز، فإن النبي (ص) كان يأمر بالحاق هذه الآية بالسورة الفلانية ومكان كتابتها بين الآيات مثلاً، أو أنهم كانوا يكتبون الآيات بالتتابع إلى أن يأمر الرسول (ص) بكتابه سورة جديدة ويفتتحها بباسم الله.
ولكن ترتيب السور فيما بينها حدث بعد وفاة الرسول (ص) وعمله المسلمون ، فعلي (ع) رتبها حسب تاريخ النزول ، والآخرون في مصاحفهم رتبوها على الأعم الأغلب من الطوال الى القصار مع بعض الاختلاف بينها. وكان من الطبيعي حدوث اختلاف بين المصاحف الخاصة بالصحابة لأن كلا منهم كان يكتب لنفسة وهذا مدعاة الاختلاف ، ثم انهم كانوا منتشرين في الأمصار يعلمون المسلمين على مصاحفهم الخاص ، فاصبح لكل مصر من الأمصار الإسلامية يعطي أهمية لأحد مصاحف الصحابة ، فإذا اجتمعوا في غزوة مثلاً حدث الاختلاف بينهم، وهذا هو الذي وقف عليه حذيفة في غزوة أرمينة وأخبر به عثمان بن عفان واقترح عليه جمع المسلمين على مصحف واحد ، وبعد أن استشار عثمان الصحابة واستأمرهم في ذلك كما ينقل عن علي (ع) وموافقتهم على التوحيد أمر بذلك وعين لذلك لجنة لتأليف القرآن، وأمر بجمع المصاحف المتفرقة عند الصحابة التي سببت الاختلاف ، وأمر بإتلافها أو حرقها! ثم بعد أن كتبت عدّة نسخ من هذا القرآن الموحد الذي دعا المسملون على توثيقه والشهادة على سوره وآياته ، بعث الى كل مصر من الأمصار بنسخة ، لتكون مرجعا في كل مصر ويكون مصحف المدينة مرجعاً للكل.
ومنه يعرف ان الاختلاف الذي كان بين مصاحف الصحابة كان راجعأً إلى أراء الصحابة .



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:21 PM   #3
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: آخر ما نزل من القرآن
سؤالي حول قوله تعالى: (( سأل سائل بعذاب واقع )) من حيث الترتيب حيث اننا نؤمن بان آية (( اليوم اكملت لكم دينكم )) قد نزلت بعد آية (( بلغ ما اوحي اليك )) وهي آخر ما انزل.
السؤال: ما وجه القول بان قوله تعالى: (( سأل سائل بعذاب واقع )) قد نزلت بعد الايات السابقة ؟
أرجو أن توضحوا المسألة بالتفصيل قدر الامكان لكون السائل من اخواننا السنة، ودمتم ذخرا وسدد الله خطاكم. ولكم الشكر على ما اسلفتم من ردود في أمان الله.
الجواب:
انّ المتسالم عليه عند أهل البيت (عليهم السلام) أن آخر ما نزل من القرآن سورة المائدة وبالتحديد آية إكمال الدين .
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (يقول الله عزوجل : لا أنزل عليكم بعد هذه ـ فريضة الولاية ـ فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض) (الكافي : 1/289) .
ويؤيد هذا الرأي روايات صحيحة وكثيرة في مصادر السنّة منها مثلاً :
1- عن أبي ميسرة قال : آخر سورة أنزلت سورة المائدة ، وأن فيها لسبع عشرة فريضة. (الدر المنثور : 2/252) .
2- روينا من طريق عائشة أم المؤمنين أن سورة المائدة آخر سورة نزلت ، فما وجدتم فيها حلالاً فحللوه ، وما وجدتم فيها حراماً فحرّموه . (المحلى : 9/407 ).
3- قال عبد الله بن عمر : آخر سورة نزلت المائدة . (تفسير التبيان : 3/413) . ويمكن القول: بأنّ آية (( اليوم أكملت لكم دينكم )) [المائدة:3] وحدها تكفي دليلاً على أنها آخر آية نزلت من كتاب الله تعالى لأنها تنص على أن نزول الفرائض قد تمّت بها ، فلا يصح القول بأنه نزل بعدها فريضة . وعليه فكل ما نزل بعدها من القرآن ، لابد أن يكون خالياً من الفرائض والأحكام ، لأن التشريع قد تمّ بنزولها ، فلا حكم بعدها .
وآية (( سأل سائل بعذاب واقع ))[المعارج:1] ليست حكماً ولا فريضة ، فلا مانع من نزولها بعد آية الإكمال ، فتكون آية الإكمال آخر آية تشريعية نزلت، وآية السائل آخر آية غير تشريعية نزلت .





السؤال: هل القرآن مخلوق؟
هل القرآن مخلوق؟
الجواب:
لا يخفى عليك أيها الأخ الكريم إن هذا السؤال طرح في زمن الأئمة (عليهم السلام), واستغلّه ملوك العباسيين لتثبيت مناصبهم من جهة ولايجاد التفريق بين المذاهب من جهة أخرى, وحصلت فيه الكثير من القضايا التي أبعدت المسلمين عن أمورهم الأساسية وتقوية الدولة الاسلامية, لذا نجد أن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يحاولون تجنيب أنفسهم وشيعتهم من الدخول في مثل هذه الفتنة العمياء.
فكان يقول الصادق (عليه السلام) حينما يسئل عن خلق القرآن: ( كلام الله ), ولكن بعد أن انجلت الفتنة وانتهى أمدها صرح أهل البيت (عليهم السلام) بحدوث القرآن .
هذا وإن كان في الجواب الأول للامام (عليه السلام) دلالة على خلقه وأنه ليس بقديم, إذ أن كلام الله معناه غير الله, وكل ما كان غير الله فهو حادث مخلوق .

تعليق على الجواب (1)
رجاء توضيح اكثر
الجواب:
اختلف المسلمون في ان القران مخلوق ام غير مخلوق وكفر بعضهم بعضا بناءا على ذلك وتدخل الخلفاء العباسيون في هذه العقيدة فتبنى المأمون والمعتصم القول بخلق القران بينما وقف الى جانب الطرف الاخر المتوكل وسجن وعذب وقتل بسبب هذه العقيدة بعض المسلمين بما فيهم بعض علماءهم .
ولاجل الحفاظ على الشيعة حاول الائمة ان يذكروا رأيا يجعل اتباعهم في مأمن من الدخول مع احد الطريقين حتى يسلموا من الفتنة التي وقعت وكلامهم المجمل بالتعبير عن القران بانه (كلام الله) وان كان يستبطن المعنى الحق الا انه يدفع اتباعهم من التخندق مع احد الطرفين .
واما كيف يدل القول بانه (كلام الله) على ان القران مخلوق فذلك للمغايرة بين الله سبحانه وتعالى وبين كلامه والمغايرة تعني ان الكلام يكون من صفاته الفعلية لا الذاتية والصفات الفعلية حادثة بمعنى انها لم تكن ثم كانت وبهذا ينتفي القدم الذي وصف به القران من قبل القائلين بان القران غير مخلوق .



السؤال: مسألة خلق القرآن
هل يعتبر القرآن الكريم مخلوق أم لا ؟
الجواب:
إن منهج أهل البيت (عليهم السلام) هو الاهتمام الجدي والحقيقي بالقضايا الإسلامية الحيوية ، وعدم اقتحامهم في قضايا لها حساباتها السياسية الخاصة ، لذا فانك تجد أئمة الهدى (صلوات الله عليهم) أهملوا مسألة خلق القرآن، لعدم علاقتها بالفكر الإسلامي الحقيقي متجنبين وشيعتهم كذلك مخاطرات اللعب السياسية التي كانت الأنظمة تفتعلها لأغراض ليس هنا محل ذكرها .
ولو تأملت في قضية خلق القرآن لوجدتها قضية مفتعلة ليس لها آثارها الواقعية على بساط البحث العلمي. فلو قلنا أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق، فما هي آثار هذه القضية بالضبط في حياة الأمة وفي مستقبل المسلمين، بل في واقعية الفكر الإسلامي عموماً ؟ سؤال نطرحه إلى كل من آثار هذه القضية العقيمة التي ليس لها آثارها على المستوى الفكري لا من قريب ولا من بعيد ، لذا فان أئمة آل البيت (عليهم السلام) أغلقوا باب النزاع العقيم هذا وحثوا شيعتهم إلى الاهتمام بقضايا لا تشغلهم عن واقعهم المأساوي الذي يعيشونه ، وبذلك أجاب الإمام الرضا (عليه السلام) بإجابة لا تعطي معها نتيجة واضحة تدليلاً على أن أصل هذه القضية لا تعدو عن محاولات سياسية لتصفية حسابات خصوم سياسيين، فقال (عليه السلام) في معرض إجابته هل القرآن مخلوق أم لا فقال (عليه السلام) : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون إجابته (عليه السلام) ــ، وبذلك أراد الإمام (عليه السلام) أن لا يشغل الشيعة أنفسهم في قضايا عقيمة غير ذات بال.
فأغلقوا باب السؤال في هذا المضمار.




السؤال: قول الائمة (عليهم السلام) حول خلق القرآن
ما موقف الشيعة من مسألة خلق القرآن؟
نجد في التاريخ أن علماء قد امتحنوا في هذه القضية على رأسهم أحمد بن حنبل ونعيم المروزي، لكن لا نجد أثراً يذكر لأئمة أهل البيت للتصدي لهذه المقولة! فهل القول عندهم كان هو أن القرآن مخلوق (كما يقول الخوارج والمعتزلة) أم كان لهم موقف لم يصلنا خبره، أفيدونا.
الجواب:
إن مسألة خلق القرآن إذا كنا قد عرفنا دوافع إفتعالها اتضح لنا موقف أهل البيت (عليهم السلام)! فمسألة خلق القرآن لا تحمل طابعها العلمي والديني بقدر ما تحمل طابعاً ودوافع سياسية صرفة، أهمها تصفية حسابات الخليفة العباسي المأمون مع أهل السنة لأسباب عديدة لا يمكن ذكرها في المقام ، على أن أهل السنة قد استفادوا من الإصرار على القول بعدم خلق القرآن اعتبارات سياسية أخرى ، إذ كان المتوكل العباسي الذي رفض سياسة المأمون قال بعدم خلق القرآن وقرّب الذين رفضوا بالخضوع لقول المأمون السياسي وأسبغ عليهم طابع الإصرار على عدم التساوم في دين الله ... إلى آخرها من الأمور التي استفاد بها بعضهم سياسياً كمعارضين ومؤيدين لسياسات هو جاء غير صحيحة .
لذا فقد أريقت دماء لقضية ليس لها أثرها العلمي والديني بحال ، فخلق القرآن وعدم خلقه لا يعني إلاّ لعبة سياسية مقيتة ليس لها آثارها على المجتمع الإسلامي ، وبذلك فان أهل البيت (عليهم السلام) يعرفون دوافع هذه القضية فأمروا شيعتهم بتجنب هذه المزالق السياسية صوناً لحياتهم الشريفة، وبالمقابل فان أهل البيت (عليهم السلام) رفضوا الدخول في هذه اللعبة السياسية التي ترجع عوائدها إلى النظام لا غير . لذا فإن الإمام الرضا (عليه السلام) تدارك هذه القضية حينما سئل عن القرآن أهو مخلوق أم لا فقال : لا أقول فيه إلاّ أنه كتاب الله ــ هذا مضمون حديثه (عليه السلام) ــ وبذلك تجد أن الإمام (عليه السلام) قد اجتنب الدخول في هذه اللعبة السياسية التي أريقت بسببها دماء دونها طائل .
نعم، ان الأئمة (عليه السلام) أكدوا على قضايا حيوية مثل البداء والأمر بين الأمرين وغيرهما من القضايا الإسلامية الحيوية ، في حين تجنّب الأئمة (عليهم السلام) إقحام أنفسهم وشيعتهم بقضايا لم تجد لها أي تأثير على المستويين العلمي والعقائدي كما قلنا .


تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
هذا مضمون حديثه (عليه السلام) لماذا لا تذكروا نص الحديث ؟؟؟؟
ولم توضحوا رأي الشيعة بجلاء كل اجابتكم حول خلق القرآن هي انه كلام لا فائدة منه وانه قضية سياسية ولم تصرحوا بانه مخلوق ام لا وماذا يترتب على قولنا انه مخلوق مثلا او كان من الازل ؟؟؟
انا هنا اتعرض بعض الاوقات لاسئلة في الجامعة واعتبر موقعكم خير مركز لاخذ منه اعتقاداتي لا ان اسمع كلام مبهم
الجواب:
سُئل الإمام العسكري (عليه السلام): القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال: للسائل: يا أبا هاشم، الله خلق كل شيء وما سواه مخلوق. (مناقب آل أبي طالب ج2/ 525).
وسُئل الإمام الرضا (عليه السلام): ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا. (أمالي الصدوق/ 326).
وسُئل الإمام الصادق(عليه السلام): جُعلت فداك إختلف الناس في القرآن فزعم قوم أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقال آخرون: كلام الله مخلوق. فكتب (عليه السلام): القرآن كلام الله مُحدث غير مخلوق، وغير أزلي،مع الله تعالى ذكره...) الحديث (التوحيد/ 156).
وقال أيضاً: ((قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ووحي الله وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق، وإنما امتنعنا من أطلاق المخلوق عليه ؛ لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب، قال الله تبارك وتعالى: (( إِنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوثَاناً وَتَخلُقُونَ إِفكاً )) (العنكبوت:17). أي كذباً.
وقال عز وجل حكاية عن منكري التوحيد: (( مَا سَمِعنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِن هَذَا إِلاَّ اختِلاَقٌ )) (ص:7). أي افتعال وكذب.
ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.
(بحار الأنوار ج89/ 199).




السؤال: متى بدأت فتنة خلق القرآن , وما هو رأي الشيعة في ذلك ؟
متى كانت فتنة خلق القرأن كما يقال عليها، وفي أي عصر كانت ، ومن كان الإمام المعصوم وقتها من الائمة الأثنى عشر ، وهل القرأن مخلوق فعلا ؟

الجواب:
أولاً: إنّ فتنة (خلق القرآن) تقريباً كانت في القرن الثاني للهجرة ، فلقد شاع في أواخر هذا القرن كون كلام الله غير مخلوق وقد اعتنقه أهل الحديث وفي مقدمتهم إمام الحنابلة (أحمد بن محمد بن حنبل), وتحمل في طريق عقيدته هذه ألوان التعذيب.
وقد اعترف من إعتنق هذه الفكرة بأنه لم يرد فيها نصٌ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا جاء من الصحابة فيها كلام.
وقد تسربت تلك العقيدة الى المسلمين من اليهودية والنصرانية, حيث قالت اليهود بقدم التوارة ( اليهودية: ص222 تأليف أحمد شلبي كما في بحوث مع السلفيين: ص153) والنصرانية بقدم الكلمة (المسيح).
ثم اشتهرت هذه الفتنة كثيراً في عصر الخلفاء العباسيين خصوصاً فترة المأمون والمعتصم والواثق. وقد عاصرها من الأئمة المعصومين (عليهم السلام). كل من الإمام الصادق (ع) والإمام الكاظم (ع) والإمام الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) والإمام الهادي (ع).
ثانياً: ان الحكم الصحيح في هذه المسألة (خَلْق القرآن) أنه مخلوق تبعاً لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين أدلوا برأيهم في هذا الموضوع بعد ما كانوا ينهون أصحابهم عن الخوض في هذه المسألة التي لم يكن الجدال فيها جدالاً إسلامياً لمعرفة الحقيقة وتبّينها, بل استغلت المسألة كل طائفة خاضت فيها للتنكيل بخصومها. فَعذبَ فيها مَن عذب وسجن فيها من سجن وقتل فيها من قتل؛ إلى غير ذلك من الأمور التي لم يرد بها وجه الله سبحانه وتعالى.
وبعدما أحس أهل البيت (عليهم السلام) بسلامة الموقف صرحوا بأن الخالق هو الله وغيره مخلوق, والقرآن ليس نفس الخالق, وإلا يلزم إتحاد المنْزَل والمنْزل, فهو غيره, فيكون لا محالة مخلوقاً.
فقد روى الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد (ص224ـ حديث رقم 3) بسند صحيح عن الإمام الهادي (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض شيعته ببغداد ((بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة, فانْ يفعل فقد أعظم بها نعمة, وإنْ لا يفعل فهي الهلكة, نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب, فيتعاطى السائل ما ليس له ويتكَّلف المجيب ما ليس عليه, وليس الخالق إلا الله عزّ وجل, وما سواه مخلوق, والقرآن كلام الله, لا تجعل له إسماً من عندك فتكون من الضالين, جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون)).






السؤال: تفصيل حول موضوع خلق القرآن الكريم
اريد تفصيلاً عن مسألة خلق القرآن من عرض للروايات والأقوال , مع جمع وتحليل .
الجواب:
ان مسأله كون القران قديماً, أو مخلوقاً , والاختلاف في معنى المخلوق , ونفي الإمام (عليه السلام) كونه مخلوقاً , وانما كلام الله , ويريد بذلك نفي ما ربما يتصور من كونه مخلوقاً ان يطرأ عليه الكذب أو احتمال أن يكون منحولاً , والا فلا مجال للاختلاف من كون كلام الله حادثاً , ومع هذا فهو غير مخلوق , بمعنى غير مكذوب . روي عن عبد الرحيم انه قال : كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) : جعلت فداك اختلف الناس في القرآن، فزعم قوم: ان القرآن كلام الله غير مخلوق ، وقال آخرون : كلام الله مخلوق ؟ فكتب ( عليه السلام ) : القرآن كلام الله محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره ، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عز وجل ولا شيء غير الله ، معروف ولا مجهول ، كان عزوجل ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل ، جل وعز ربنا .فجميع هذه الصفات محدثه غير حدوث الفعل منه ، عز وجل ربنا ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، فيه خبر من كان قبلكم ، وخبر ما يكون بعدكم ، انزل من عند الله على محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .[ التوحيد 158 ] . قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : (كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره. وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجيء فيه أنه مخلوق ، وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً ، ويقال : كلام مخلوق أي مكذوب , قال الله تبارك وتعالى : (( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا )) [العنكبوت:17] أي كذباً ، وقال عز وجل حكاية عن منكري التوحيد : (( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق )) [ص: 1 ] أي افتعال وكذب ، فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب ، ومن قال : إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب ، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ ، فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب . وقد أجمع أهل الإسلام على أن القرآن كلام الله عز وجل على الحقيقة دون المجاز ، وأن من قال غير ذلك فقد قال منكرا وزورا ، ووجدنا القرآن مفصلاً وموصلاً ، وبعضه غير بعض ، وبعضه قبل بعض ، كالناسخ التي يتأخر عن المنسوخ ، فلو لم يكن ما هذه صفته حادثاً بطلت الدلالة على حدوث المحدثات ، وتعذر إثبات محدثها ، بتناهيها وتفرقها واجتماعها . وشيء آخر : وهو أن العقول قد شهدت ، والأمة قد أجمعت : أن الله عز وجل صادق في اخباره ، وقد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن , وقد أخبر الله عز وجل عن فرعون وقوله : (( أنا ربكم الأعلى )) [النازعات: 24 ] وعن نوح أنه (( نادى ابنه وهو في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )) [ هود 42 ] . فان كان هذا القول وهذا الخبر قديما فهو قبل فرعون وقبل قوله ما أخبر عنه , وهذا هو الكذب ، وإن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك ، فهو حادث , لانه كان بعد أن لم يكن . وأمر آخر وهو : ان الله عزوجل قال : (( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك )) [ الأسراء 86 ] ، وقوله: (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )) [ البقرة 106 ] وما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده ، فحادث لا محالة). الى هنا انتهى كلام الشيخ الصدوق [كتاب التوحيد : 158 ]. وقال الشيخ الطوسي: كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق ,لما فيه من الايهام بكونه منحولا). وقال أكثر المعتزلة : أنه مخلوق . [تفسير الفخر الرازي 22 / 140 ، والملل والنحل للشهرستاني 1/45، والمجموع 18 / 41 ] . وفيهم من منع من تسميته بذلك ، وهو قول أبي عبد الله البصري وغيره . وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد : أنه مخلوق . [ حلية العلماء 7 / 249 ، تاريخ بغداد 13 / 378 ]. قال أبو يوسف : أول من قال بأن القرآن مخلوق أبو حنيفة . [ تاريخ بغداد 13 / 378 ] . قال سعيد بن سالم : لقيت اسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة في دار المأمون ، فقال : ان القرآن مخلوق , هذا ديني ودين أبي وجدي . وروي عن جماعة من الصحابة الامتناع من تسميته بأنه مخلوق . [ الدر المنثور 5 / 326 ] . وروي ذلك عن علي ( عليه السلام ) أنه قال يوم الحكمين : والله ما حكمت مخلوقا ولكني حكمت كتاب الله .[ شرح نهج البلاغة 17 / 13 ، التوحيد للصدوق 224 ح 6 ] . وروي ذلك عن أبي بكر ، وعمر، وعثمان، وابن مسعود .[الدر المنثور 5 / 326 ] . وبه قال جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) - فانه سئل عن القرآن - فقال : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله.[ تفسير العياشي 1 / 6 ح 14 باختلاف يسير ] . وقال سفيان بن عيينة : سمعت عمرو بن دينار وشيوخ مكة منذ سبعين سنة يقولون : ان القرآن غير مخلوق.[ السنن الكبرى 10 / 43 ، والدر المنثور 5 / 326 ، واللآلي المصنوعة 1 / 8 باختلاف يسير في اللفظ ] . وقال إسماعيل بن أبي أويس ، قال مالك : القرآن غير مخلوق . وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله بن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة ، وهو مذهب الشافعي إلا أنه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم. [ السنن الكبرى 10 / 43 ، والمحلى 8 / 33 ، واللآلي المصنوعة 1 / 5 ] . وأول من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه . [ انظر الملل والنحل 1 / 96 ] . دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأصول [ عدة الاصول 2 / 46 ] ليس هذا موضعها ، فمنها قوله : (( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه )) [ الأنبياء 2 ] فسماه محدثا وقال : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) [ الزخرف 3 ] ، وقال : (( بلسان عربي مبين )) [ الشعراء 195 ] فسماه عربيا ، والعربية محدثة ، وقال : (( انا نحن نزلنا الذكر )) [ الحجر 9 ]، وقال : (( وانزلنا اليك الذكر )) [ النحل 44 ] فوصفه بالتنزيل . وهذه كلها صفات المحدث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديما آخر ، وذلك خلاف ما أجمع عليه الأمة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصي هذه المسألة ، فان الغرض ها هنا الكلام في الفروع . وروي عن نافع قال : قلت لابن عمر : سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في القرآن شيئا ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : (القرآن كلام الله غير مخلوق ، ونور من نور الله) . ولقد أقر أصحاب التوراة أنه كلام الله ، وأقر أصحاب الانجيل أنه كلام الله . وروى أبو الدرداء أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ( [الدر المنثور 5 / 326 ، واللآلي المصنوعة 1 / 5 ] . وقد مدح الصادق ( عليه السلام ) بما حكيناه عنه بالنظم ، فقال بعض الشعراء لاشتهاره عنه . قد سأل عن ذا الناس من قبلكم * * ابن النبي المرسل الصادق فقال قولا بينا واضحا * * ليس بقول المعجب المايق كلام ربي لا تمارونه * * ليس بمخلوق ولا خالق جعفر ذا الخيرات فافخر به * * ابن الوصي المرتضى السابق إلى هنا انتهى كلام الشيخ الطوسي ( قدس سره ) [راجع كتاب الخلاف ج 6 ص119 المسألة 12].وفي الختام ننقل لكم عدة روايات حول الموضوع , وذلك لاهميته القصوى :1ـ عن ابن خالد قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله أخبرني عن القرآن أخالق أو مخلوق ؟ فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عزوجل.[ التوحيد : الباب الثلاثون 156 ، أمالي الصدوق 326 ] .2ـ عن الريان قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما تقول في القرآن ؟ فقال : كلام الله لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا .[ التوحيد 157 ، عيون الأخبار 2 / 56 ، أمالي الصدوق 326 ]. 3ـ عن علي بن سالم ، عن أبيه قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) فقلت له : يا بن رسول الله ما تقول في القرآن ؟ فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله ، وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 326 ]. 4ـ عن اليقطيني قال : كتب أبو الحسن الثالث ( عليه السلام ) إلى بعض شيعته ببغداد : بسم الله الرحمن الرحيم ، عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فان يفعل فأعظم بها نعمة ، وإلا يفعل فهي الهلكة ، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة ، اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وليس الخالق إلا الله ، وما سواه مخلوق ، والقرآن كلام الله ، لا تجعل له اسما من عندك ، فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 326 ] . 5ـ عن الجعفري قال : قلت لأبي الحسن موسى ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ما تقول في القرآن : فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم : إنه مخلوق ، وقال قوم : إنه غير مخلوق ، فقال ( عليه السلام ) : أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكني أقول : إنه كلام الله عزوجل.[ التوحيد 157 ، أمالي الصدوق 330 ] .6ـ عن فضيل بن يسار قال : سألت الرضا ( عليه السلام ) عن القرآن فقال لي : هوكلام الله .[ تفسير العياشي 1 / 6 ] .7ـ عن زرارة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن القرآن فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق.[ تفسير العياشي 1 / 6 ] .8ـ عن زرارة قال : سألته عن القرآن أخالق هو ؟ قال : لا ، قلت : مخلوق ؟ قال : [ لا ] ولكنه كلام الخالق.[ تفسير العياشي 1 / 7 ] .9ـ عن ياسر الخادم ، عن الرضا ( عليه السلام ) أنه سئل عن القرآن فقال : لعن الله المرجئة ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غير مخلوق ، حيث ما تكلمت به وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص.[ تفسير العياشي 1 / 8 ] . 10ـ هشام المشرقي أنه دخل على أبي الحسن الخراساني ( عليه السلام ) فقال : إن أهل البصرة سألوا عن الكلام فقالوا : إن يونس يقول : إن الكلام ليس بمخلوق ، فقلت لهم : صدق يونس إن الكلام ليس بمخلوق ، أما بلغكم قول أبي جعفر ( عليه السلام ) حين سئل عن القرآن : أخالق هو أم مخلوق ؟ فقال لهم : ليس بخالق ولا مخلوق ، إنما هو كلام الخالق فقويت أمر يونس ، فقالوا : إن يونس يقول : إن من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة ، فقلت : صدق يونس .[ رجال الكشي 414 ]





السؤال: رأي الأشاعرة والمعتزلة في خلق القرآن
ماهي نظريه الشيعة الاماميه في مسالة خلق القران - مع بيان راي الاشاعرة والمعتزله ان امكن

الجواب:
تبنى المعتزلة القول بخلق القرآن وأنبروا يدافعون عنه بشتى الوسائل ولما كانت الخلافة العباسية في عصر المأمون وما بعده إلى زمن الواثق بالله تؤيد حركة الاعتزال وآراءها لهذا قال جميع الفقهاء في ذلك العصر بنظرية الخلق ولم يمتنع إلا نفر قليل على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل. فقد أخذ يروج لفكرة عدم خلق القرآن أو قدمه ويدافع عنه بحماس متحملاً في سبيلها من المشاق ما هو مسطور في زبر التاريخ وامتنع من الإقرار بخلق القرآن عند استجواب الفقهاء فسجن وعذب وجلد بالسياط.
قال أحمد بن حنبل: ((والقرآن كلام الله ليس بمخلوق فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله عز وجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأول ومن زعم أن الفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم...)).
وقال أبو الحسن الأشعري: ((ونقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر)).
وأما المعتزلة فيقول القاضي عبد الجبار: ((أما مذهبنا في ذلك أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وهو مخلوق محدث أنزله الله الى نبيه ليكون دالاً على نبوته...)).
وأما رأي مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في ذلك فارجع إلى الموقع/ الأسئلة العقائدية/ القرآن وعلومه:
1- هل القرآن مخلقوق.
2- متى بدأت فتنة خلق القرآن وما هو رأي الشيعة في ذلك.
3- تفصيل حول موضوع خلق القرآن الكريم.






لسؤال: تكفير الحنابلة لمن قال بخلق القرآن
لماذا كفّر الحنابلة من يقول بخلق القرآن؟
وهل المسألة تستحق التكفير؟
الجواب:
يظن الحنابلة بأن القرآن كلام الله، وكلامه صفة قديمة من صفات ذاته، فالقائل بخلق القرآن ـ حسبما يعتقدون ـ قائل بأن الله لم يكن متكلماً منذ الأزل وأن كلامه مخلوق، وذلك يستلزم أن تكون ذاته جل وعلا مخلوقة ما دامت صفتها مخلوقة.
والحال أن كلام الله عز وجل ليس صفة ذات حتى يكون قديماً، بل هو صفة فعل، وصفات الأفعال حادثة بحدوث الأفعال.
ولذلك فإن ابن حنبل إمام الحنابلة كان يقول: ((والقرآن كلام الله ليس مخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله عزوجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو أخبث من الأوّل، ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي، ومن لم يكفّر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم))(السنة 3/53) .



السؤال: نزل على حرف واحد
أود من فضيلة العلماء ان يرشدوني في مسألة ماتزال غامضة الى الان, خاصة ان كثيرا ممن تطرق اليها، لا يوفي حقها ويترك أمام القارئ سلسلة من الاحتمالات, والمفاهيم الناقصة, التي لاتشفي غليل الباحث عن الحق.
ذلك اني قرأت كتابا للشيخ مناع القطان, بعنوان مباحث في علوم القرآن تطرق فيه الى مسألتين مهمتين: الحروف السبع التي انزل عليها القرآن الكريم, والقرآءات التي يقرؤ بها.
فذكر ان القول الراجح هو ان معنى الحروف السبع المذكورة في الاحاديث هي عدد لهجات العرب, وهذا تخفيفا على الناس كما ذكر, ثم لما وقع الاختلاف والتنازع زمن عثمان بن عفان تم جمع الناس على لغة قريش، أما القراءات فان اختلاف القراءات يرجع الى الرسول (صلى الله عليه واله), وذلك باحد امرين: اما ان يكون الاختلاف في القراءة صادرا عن النبي الكريم, كقراءة ملك ومالك, واقراء النبي (صلى الله عليه واله) سلمان الفارسي ذلك بان منهم صديقين ورهبانا بدل قسيسين ورهبانا الاية, وغير ذلك مما هو كثير، او ان النبي (صلى الله عليه واله) اقر من يقرأعلى هذه القراءة.
اذن فكل قراءة توفرت فيها الشروط ومنها التواتر عن رسول الله (صلى الله عليه واله)هي قراءة صحيحة, كما انني كنت قرأت عن بعض علمائكم انكم لاتعتبرون الا قراءة حفص عن عاصم, فما مصير القرآءات الاخرى ؟
ونخبركم اننا في المغرب لا نعرف الا قراءة ورش عن نافع المسندة عن ابن عباس وأبي بن كعب .
الجواب:
الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) : أن القرآن نزل على حرف واحد , لا على سبع حروف كما يدعون , فالقرآن واحد نزل من عند الواحد أنزله الواحد على الواحد .
هذه هي عقيدة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالقرآن .
وأما سبب الاختلاف في القراءة فله تأويلات وأسباب كثيرة .
وعلى كل حال , فالقرآن لم ينزل على أشكال وقرآءات , وإنما الاختلاف من البشر .





السؤال: تواتر القراءات
السؤال:
اولا: هل هناك اجماع بين علماءنا رحمهم الله على القراءات؟
ثانيا: ذهب الشهيد الاول والخوانساري في روضات الجنات الى ثبوت القراءات وحجيتها، فمن وافقهم ومن خالفهم ولماذا؟
الجواب:
انّ المجمع عليه عند الفريقين تواتر القرآن الموجود، وهذا غير تواتر القرآءات .
وأمّا بالنسبة لثبوت تواتر القراءات السبع أو العشر ، فانّ المعروف والمشهور عند الشيعة والمحققيّن من أهل السنّة عدم ثبوت تواترها، فقد صرّح بهذا المطلب صاحب المدارك ونجم الأئمّة والشيخ الطوسي في التبيان وابن طاووس في سعد السعود والسيّد الجزائري وجمال الدين الخوانساري من الشيعة والزمخشري والزركشي والحاجبي والرازي والعضدي من السنّة . نعم، قد تبنّى الشهيد الأوّل في الذكرى والشهيد الثاني في (شرح الألفيّة /137) تواتر القراءات السبع والعشر ، ونفى البأس عنه المحقّق الكركي في تعليقته على الألفيّة ؛ ولكن ليس مقصودهم أنّ كلّ ما ورد من هذه القراءات هو متواتر ، بل المراد حصر المتواتر الآن فيما نقل من هذه القراءات .
وأيضاً ذهب إلى القول بالتواتر من العامّة جماعة منهم قاضي القضاة أبو نصر عبد الوهاب ابن السبكي الشافعي (مناهل العرفان للزرقاني /433) ؛ ونسب إلى أبي سعيد فرج بن لهب ـ مفتي البلاد الأندلسيّة ـ أنّ القول بعدم تواتر القراءات السبع كفر (مناهل العرفان / 428) وهو كما ترى لا سبيل إلى الالتزام بأصل التواتر فكيف بالحكم على منكره . وأمّا حجيّة القراءات فهذا شيء آخر مردّه إلى الروايات المجوّزه في هذا المجال (الكافي 2/633) ، وعليه لا دليل لحصر القراءات في السبع أو العشر ، بل كلّ قرائة كانت معروفة في زمن المعصومين (عليهم السلام) تجزي في الامتثال بها .
وبالجملة فانّ تواتر القراءات ـ في غير النصّ القرآني المتداول عندنا ـ لا سبيل إلى إثباته فلا إجماع في الموضوع ولا تلازم بين تواتر القرآن وتواتر القرائات ولا بين حجيّة القرائات وتواترها .





السؤال: جواز قراءة القرآن بالقراءات المشهورة
قرأت كلاما للعلامة جعفر السبحاني في احدى كتبه مفاده ان القراءة المعتمدة في القرآن الكريم هي القراءة المسندة الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) دون باقي الروايات، فهل هذا يعني ان القراءت الاخرى لا تعتبرونها ؟ وكيف يكون ذلك والقراءات الاخرى مروية بالتواتر وتسند الى أجلة الصحابة كأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم .
ونحن في المغرب لا نعرف سوى رواية ورش عن نافع التي تنتهي الى ابن عباس ، ثم اقرار الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لعمر بن الخطاب والصحابي لما اختلفا في قراءة اية ، وغير ذلك، اليس اصلا لاختلاف القراآت .

الجواب:
إن الشيعة تفتي بجواز قراءة القرآن بالقراءات المشهورة , وكون القراءات السبع مجزية عند فقهاء الشيعة, ولكن الاختلاف بين الشيعة واخوانهم أهل السنة في كون القرآن نزل على سبعة أحرف , حيث تنفي الشيعة هذا , وذلك بالاعتماد على ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) من أن القرآن نزل على حرف واحد , وان القرآن واحد نزل من عند الواحد أنزله الواحد على الواحد .






السؤال: رأي الشيعة في القراءات
ما هو موقفنا نحن الشيعة من القراءات ؟ ومن اين أتت ؟ فإن كانت من احدى هذه القراءات قراءة قريش فيجب الأخذ بهذه القراءة وترك القراءات الأخرى ( لأن جبرائيل ع جاء بقراءة واحدة ولم يقل للنبي : إقرأ هكذا أو هكذا ).
هذا الامر مشتبه عليّ ارجو توضيح هذا الامر بالتفصيل .أريد من فضلكم جوابا شافيا حول هذا الموضوع ..
الجواب:
قد عرفنا ان عثمان أمر بتوحيد المصاحف بعد أن نبهه الصحابة على ذلك، ولكنه انتدب لهذا الأمر أفراد غير أكفاء ! فوقع بين النسخ المرسلة الى الأمصار أخطاء واختلافات إملائية الامر الذي أدى الى عودة الخلاف المسلمين، حيث ذكرنا أن عثمان أرسل مع كل نسخة قارئا يقرأها على الناس، وهذا القارئ كان يقرأ على النسخة التي عنده والناس في نفس المصر يتبعون قارئهم ، فرجح الاختلاف وأصبح لكل مصر قرآنه، وكان هذا هو السبب الرئيس له إضافة إلى بداءة الخط الذي كتب به النسخ والخلو من النقاط والاعراب واسقاط الالفات ، ثم تاثير اللهجة واختلافها بين القبائل العربية حتى ان النبي (ص) قد نهى عن بعضها، وتأثير الاجتهاد والرأي الشخصي لبعض القراء وعلماء العربية الذين غالوا بالقواعد والأدب وغير ذلك. ومن يراجع ما ذكر من تفاصيل اختلاف القراءات يتضح له ان دعوا تواترها مجازفة وشططا لا تمت الى الواقع بشيء.
ومن هنا فرق علماؤنا الأعلام بين تواتر القراءات فردوها وبين تواتر القرآن، أذ لا تلازم بينهما، فالقرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان ، فالقرآن هو الوحي المنزل على الرسول (ص) والقراءات هي اختلاف في كتابة الألفاظ او تلفظها، وقد روي عن الصادق (ع) : ( ان القرآن واحد نزل من واحد ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة ) (الكافي 2 : 630) ، وقال السيد الخوئي : ( ان تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات ، لان الاختلاف في كيفية تعبير الكلمة لا ينافي الاتفاق على أصلها، كما ان الاختلاف في خصوصيات حدث تأريخي كالهجرة مثلاً لا ينافي تواتر نفس الحدث ، على أن الواصل الينا بتوسط القراء انما هو خصوصيات قراءاتهم، وأما أصل القرآن فهو واصل الينا بالتواتر بين المسلمين ، وبنقل الخلف عن السلف وتحفظهم عليه في الصدور وفي الكتابات ... الخ ) (البيان : 173) .
ومن ثم نقول: إن القراءة الصحيحة هي القراءة المشهورة بين المسلمين التي تلقتها الامة بالقبول وتركت الشاذ المخالف لها وانكرت على من يقرأ بها، فهي متواترة جيلاً بعد جيل ، وذكر بعض العلماء ان تجتمع لها ضوابط هي: موافقتها مع ما هو مكتوب في الرسم القرآني ، وموافقتها للأفصح والافشى في العربية ، وان لا يعارضها دليل قطعي.
وقد كانت القراءة المعروفة والمشهورة بين المسلمين هي قراءة عاصم برواية حفص ، وليس ذلك التزاماً بقراءة أحد القراء حتى يفرض بالفرق، بل إذا عرفنا أن عاصماً من القراء المعروفين كان ظابطاً متقناً محتاطاً فيمن يأخذ عنه كان حريصاً على الالتزام بما يوافق قراءة العامة والرواية الصحيحة المتواترة عند المسلمين ، فان الامر بالحقيقة هو الاخذ بقراءة المسلمين التي اتبعها عاصم لا أخذ المسلمين بقراءة عاصم.
مع أن عاصماً أخذ عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي (عليه السلام) وكان يعرض قراءته على زر بن حبيش عن ابن مسعود، فلاحظ !
ومن المعلوم صدور الامر لنا من الأئمة (عليهم السلام) بالقرآءه كما يقرأ الناس.




السؤال: بحث في القراءات
بسمه تعالى

من فوائد إثبات عدم تحريف القرآن هي القدرة على استنباط الأحكام والمفاهيم من القرآن الكريم مع اليقين بأنها صادرة عن الله تعالى . وبالتالي نستطيع الإعتماد على القرآن الكريم في جميع أمورنا الدينية .
لكن مع وجود قراءات مختلفة للقرآن الكريم (سبع قراءات) فذلك قد ينفي الفائدة المذكورة أعلاه أو يقلل من شأنها بسبب عدم يقيننا بالنص الوارد في القرآن الكريم .
كمثال واضح :
قال تعالى في سورة يوسف: (( فَلَمَّا سَمعَت بمَكرهنَّ أَرسَلَت إلَيهنَّ وَأَعتَدَت لَهنَّ متَّكَأً وَآتَت كلَّ وَاحدَة مّنهنَّ سكّينًا )) وبحسب إحدى القراءات كما سمعت في إحدى المحاضرات (( وَأَعتَدَت لَهنَّ متكاً )) وهو نوع من الفاكهة .
فالمعنى يتراوح بين المتّكَأ والفاكهة .
فتغير القراءات يغير المعاني وبالتالي قد تتغير المفاهيم والأحكام تبعاً لذلك .
فكيف نوفق بين القراءات وبين حفظ القرآن الكريم ، وبالخصوص في المثال الذي ذكرت؟

الجواب:
إن ثبوت القرآن وإتصاف كلام بكونه كذلك أي قراناً ينحصر طريقه بالتواتر كما أطبق عليه المسلمون بجميع نحلهم المختلفة ومذاهبهم المتفرقة.
والمعروف عن الشيعة الإمامية ان القراءات غير متواترة بل هي بين ما هو إجتهاد من القاريء وبين ما هو منقول بخبر الواحد، واختار هذا القول جماعة من المحققين من العامة، ولا يبعد دعوى كونه هو المشهور بينهم.
وهناك أدلة كثيرة يستدل بها على عدم تواتر القراءات، ومن ضمن الأخبار الوارد في ذلك خبر الفضيل بن يسار، قال: (قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إن الناس يقولون: ان القرآن على سبعة أحرف، فقال: بل على حرف واحد من عند واحد)، ويؤيده خبر زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام): (إن القرآن واحد نزل من عند واحد).
وبعد معرفة عدم تواتر القراءات لا يبقى مجال للاستدلال بتلك القراءات إلا أن يقال إنها أخبار آحاد وتشملها الأدلة القطعية الدالة على حجية خبر الواحد، ولكن هذا غير ظاهر، لعدم ثبوت كونها رواية بل يحتمل أن تكون إجتهادات من القراء واستنباطات منهم وقد صرح بعض الأعلام بذلك.
وعلى فرض كونها رواية إلا أنه لم يحرز كونها مستوفية لشرائط الحجية، ومع جمعها للشرائط يبقى انه مع العلم الاجمالي بعدم صدور بعضها عن النبي (صلى الله عليه وآله) يقع بينها التعارض ولابد من إعمال قواعد التعارض من الترجيح أو التخير فلا يبقى مجال لدعوى الحجية وجواز الاستدلال بكل واحدة منها كما هو الظاهر.
وقد صرح السيد الخوئي بعدم الحجية بقوله: (ولكن الحق عدم حجية هذه القراءات فلا يستدل بها على الحكم الشرعي، والدليل على ذلك إن كل واحد من هؤلاء القراء يحتمل فيه الغلط والاشتباه ولم يرد دليل من العقل ولا من الشرع على وجوب إتباع قاريء منهم بالخصوص، وقد إستقل العقل وحكم الشرع بالمنع عن اتباع غير العلم).
أما ما يتعلق بجواز القراءة بتلك القراءات فقد ورد عنهم (عليهم السلام) امضاء القراءات المعروفة في زمانهم (عليهم السلام) بقولهم (عليهم السلام) ((إقرأ كما يقرأ الناس)).
وبعد كل هذا وما عرفت من عدم الاعتماد على تلك القراءات في استنباط الحكم الشرعي ينحل ما أشكل عليك في الآية القرآنية التي استشهدت بها، إضافة الى أن صاحب (مجمع البيان ج5 ص228) نقل عن الطبري قوله: ((وروي في الشواذ قراءة مجاهد متكاً خفيفة ساكنة التاء)).



السؤال: القرّاء العشرة
سؤالي حول القراءات السبع او العشر للقران الكريم حيث اود معرفة مصدركل منها( يعني عمن اخذ ذلك القاريء وصولا الى الرسول الاكرم صلى الله عليه واله) ولماذا سميت كل منها بقراءة فلان عن فلان مثلا قراءة حفص عن عاصم فلماذا حفص وليس عاصم نفسه؟

الجواب:
القراء السبعة الذين تسمت القراءات بهم هم:
1ـ عبد الله بن عامر الدمشقي: وهو ابو عمران اليحصبي قرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب وقد ورد في اسناده تسعة اقوال اصحها انه قرأ على المغيرة ونقل عن بعض انه قال (لا يدري على من قرأ) ولعبد الله راويان رويا قراءته ـ بوسائط ـ وهما هشام وابن ذكوان اما هشام فهو ابن عمار بن نصير بن ميسرة اخذ القراءة عرضا عن ايوب بن تميم.
وفيمن روى القراءة عنه خلاف فليراجع كتاب الطبقات وغيره.
اما ابن ذكوان فهو عبد الله بن احمد بن بشير ويقال: بشير بن ذكوان اخذ القراءة عرضا من ايوب بن تميم وكذلك الحال فيمن روى القراءة عنه خلاف.
2ـ ابن كثير المكي: هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروز ان بن هرمز المكي الداري فارسي الأصل. اخذ القراءة عرضاً ـ على ما في التيسير ـ عن عبد الله بن السائب.. وعرضاً ايضاً على مجاهد بن جبر ودرباس عبد ابن عباس.
ولعبد الله بن كثير راويان ـ بوسائط ـ هما: البزي وقنبل.
اما البزي فهو احمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن ابي بزة اسمه بشار فارسي من اهل همدان اسلم على يد السائب بن ابي السائب المخزومي قرأ البزي على ابي الحسن احمد بن محمد بن علقمة المعروف بالقواس وعلى ابي الاخريط وهب بن واضح المكي وعلى عبد الله بن زياد بن عبد الله بن يسار المكي, والكلام في من أخذ القراءة عنه فيه خلاف كما تقدم في غيره, وأما قنبل: فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد ابو عمرو والمخزومي مولاهم المكي اخذ القراءة عرضا عن احمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه بالقيام بها بمكه وروى القراءة عن البزي والكلام في رواة قراءته فيها خلاف كما تقدم في غيره.
3ـ عاصم بن بهدلة الكوفي: هو ابن ابي النجود ابو بكر الاسدي مولاهم الكوفي اخذ القراءة عرضا زر بن حبيش وابي عبد الرحمن السلمي وابي عمرو الشيباني.
قال ابو بكر بن عياش قال لي عاصم : ما اقرأني احد حرفاً الا ابو عبد الرحمن السلمي وكنت ارجع من عنده فاعرض على زر وقال حفص قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي اقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على ابي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي اقرأتها ابا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت اعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود .
ولعاصم ابن بهدلة راويان بغير واسطة هما حفص وابو بكر اما حفص فهو ابن سليمان الأسدي كان ربيب عاصم والحال فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.
واما ابو بكر فهو شعبة بن عياش بن سالم الحناط الاسدي الكوفي قال ابن الجزري عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء ابن السائب واسلم المنقري.
4ـ ابو عمرو البصيري: هو زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري قيل انه من فارس قرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضاً بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة فليس في القراء السبعة اكثر شيوخاً منه.
ولقراءة ابي عمرو راويان بواسطة يحيى بن المبارك اليزيدي هما: الدوري والسوسي.
اما يحيى بن المبارك فانه اخذ القراءة عرضاً عن أبي عمرو وهو الذي خلفه بالقيام بها واخذ ايضاً عن حمزة روى القراءة عنه ابو عمرو الدوري وابو شعيب السوسي وله اختيار خالف فيه ابا عمرو في حروف يسيرة واما الدوري فهو حفص بن عمرو بن عبد العزيز الدوري الأزدي البغدادي والكلام فيمن اخذ القراءة عنه كما تقدم.
واما السوسي فهو ابو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله والكلام فيمن اخذ القراءة عنه كما تقدم.
5ـ حمزة الكوفي: هو ابن حبيب بن عمارة بن اسماعيل ابو عمارة الكوفي التميمي ادرك الصحابة بالسن اخذ القراءة عرضاً عن سليمان الأعمش وحمران بن اعين وفي كتاب (الكفاية الكبرى والتيسير) عن محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى وطلحة بن مصرف وفي كتاب (التيسير) عن مغيرة بن مقسم ومنصور وليث ابن ابي سليم وفي كتاب (التيسير والمستنير) عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
قالوا: (استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي اسحاق وابن ابي ليلى وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش...)
ولقراءة حمزة راويان بواسطة هما: خلف بن هشام وخلاد بن خالد.
اما خلف فهو ابو محمد الأسدي بن هشام بن ثعلب البزاز البغدادي واما خلاد بن خالد: فهو ابو عيسى الشيباني الكوفي والكلام في رواة قراءته كما تقدم.
6ـ نافع المدني: هو نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم اخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي اهل المدينة ولقراءة نافع راويان بلا واسطة هما قالون وورش.
اما قالون فهو عيسى بن ميناء بن وردان ابو موسى موسى بني زهرة يقال انه ربيب نافع وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته فان قالون باللغة الرومية جيد اخذ القراءة عرضا عن نافع والكلام فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.
واما ورش فهو عثمان بن سعيد، والكلام في رواة قراءته كما تقدم.
7ـ الكسائي الكوفي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم من اولاد الفرس اخذ القراءة عرضاً عن حمزة الزيات اربع مرات وعليه اعتماده واخذ عن محمد بن عبد الرحمن بن ابي ليلى وعيسى بن عمرو الاعمش وابي بكر بن عياش وسليمان بن ارقم وجعفر الصادق عليه السلام والعزمي وابن عيينه......
وللكسائي راويان بغير واسطه هما الليث بن خالد وحفص بن عمر.
اما الليث فهو ابو الحارث بن خالد البغدادي. والكلام في رواة قراءته كما تقدم واما حفص بن عمر الدوري فقد تقدمت ترجمته.
واما الثلاثة المتممة للعشرة فهم:
8ـ خلف بن هشام البزار ولقراءته راويان هما اسحاق وادريس اما اسحاق فقال ابن الجزري هو ابن ابراهيم بن عثمان بن عبد الله ابو يعقوب المروزي ثم البغدادي والكلام فيمن قرأ عليه كما تقدم.
واما ادريس فقال ابن الجزري هو عبد الكريم الجداد ابو الحسن البغدادي والكلام فيمن روى القراءة كما تقدم.
9ـ يعقوب بن اسحاق: هو يعقوب بن اسحاق بن زيد بن عبد الله ابو محمد الحضرمي مولاهم البصري قال يعقوب قرأت على سلام في سنه ونصف وقرأت على شهاب بن شرنقة المجاشعي في خمسة ايام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب الحاربي في تسعة أيام وقرأ مسلمة على ابي الأسود الدؤلي على علي بن ابي طالب عليه السلام.
وليعقوب راويان هما رويس وروح.
اما رويس فهو محمد بن المتوكل ابو عبد الله اللؤلؤي البصري روى القراءة عنه عرضا محمد بن هارون التمار والإمام أبو عبد الله الزبير بن احمد الزبيري الشافعي.
واما روح فهو ابو الحسن بن عبد المؤمن الهذلي مولاهم البصري النحوي والكلام فيمن عرض القراءة عليه كما تقدم.
10ـ يزيد بن القعقاع: ابو جعفر المخزومي المدني عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة وعبد الله بن عباس وابي هريرة. ولابي جعفر راويان هما: عيسى وابن حمّاز.
اما عيسى فهو ابو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء عرض على ابي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع. والكلام فيمن عرض عليه كما تقدم.
واما ابن حمّاز فهو سليمان بن مسلم بن جماز ابو ربيع الزهري مولاهم المدني.
وبعد معرفة اسماء القرّاء العشرة لابد ان تعرف أيضاً انهم لم يكونوا يرجعون في قراءتهم إلى النبي صلى الله عليه وآله بل كانت قراءتهم تستند إلى اجتهادهم وآراءهم ولو كانت القراءات عند القراءة متواترة عن النبي(صلى الله عليه واله) لم يحتج في اثبات صحتها إلى الأستدلال والاحتجاج كما فعلوا كذلك. انظر البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص125 ـ 147 أما سبب تسمية القراءة بفلان عن فلان فلانهم لا حظوا في التسمية الترتيب في الرواة فقيل مثلاً قراءة حفص عن عاصم يقصدون ان حفص روى تلك القراةء عن عاصم ولو سميت فقط قراءة عاصم وعاصم روى عنه قراءتين لما عرف أي قراءة يقصد منها.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
الحمد لله و المنة رغم ان افترق كلمة الفرق الاسلامية فإن من رحمة الله تعالى فهم موحدون و متحدون على كتابه حرفا و كلمة و سورا و اجزاءا و احزاباً..
ولكن نرى في هذه الايام تساؤلات كثيرة حول تحديد مذهب اعلام كثيرة. و أقصد تحديد المذهب فرعا و اصلاً..فعلى هذا الاساس ارجو منكم تحديد مذهب كل واحد من هؤلاء القراء فرعا و اصلا مع ذكر بالمصادر من كل الفرق...
بالتوفيق.
الجواب:
وبعد فكما هو واضح أن القراء العشرة كانوا في زمن المتقدمين فهم أما تابعون أو تابعو التابعين أو تابعيهم, ولذلك فهم من أبناء القرن الأول والثاني فهم لا ينتسبون إلى المذاهب المتأخرة أصولاً وفروعاً.
وإنما يمكن أن يستشف من قراءة تراجمهم أن نصفهم أو أكثر من نصفهم إن لم نقل الأغلب منهم قد كانوا من الشيعة ونقلوا قراءات أهل البيت (عليهم السلام) وتلاميذهم ومن يمت بصلة بهم، مع الأخذ بنظر الاعتبار كون تلك الحقبة تجمع الثقافات المتعددة في بوتقة واحدة للاختلاط الحاصل بين المذاهب المختلفة دون تميز أي مذهب عن الآخرين في العيش وطلب العلم وما إلى ذلك.
فلو دققت النظر أيها الأخ الكريم لرأيت من بين العشرة القراء ستة قد أخذوا قراءاتهم عن علي (عليه السلام) أو تلاميذه وأصحابه أو عن الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) !
فإنك تجد أن ابن كثير المكي ويزيد بن القعقاع المكي قد أخذا قراءتهما عن ابن عباس تلميذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وابن عمه.
وتجد أيضاً أن عاصم بن بهدلة الكوفي ويعقوب بن إسحاق البصري تنتهي قراءتهما إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
وتجد أيضاً أن حمزة الكوفي والكسائي قد ذكروا في مشايخهم الذين أخذوا عنهم تلك القراءة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).
وأما الباقي من هؤلاء العشرة وهم أربعة قراء فقد ذكروا بأنهم أخذوا عن مشايخ كثيرين وبعضهم لم يذكروا مشايخهم بالإضافة إلى عدم ذكرهم انتهاء رواياتهم إلى أي صحابي أو حتى التابعي الذي يسبق الصحابي.
فهؤلاء الأربعة أيضاً يمكن أن يُدّعى أن فيهم إن لم نقل جميعهم من أخذ القراءة عن أئمة أهل البيت أو أصحابهم أو شيعتهم.
- فنافع مثلاً ذكروا أنه أخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة.
- وعبد الله بن عامر أشتد اختلافهم في مشايخه إلى تسعة أقول ونُقل عن البعض قولهم فيه: (لا يُدرى على من قرأ).
- وأما أبو عمر البصري فقد قالوا فيه أنه كان أكثر القراء شيوخاً وهم من مكة والمدينة والكوفة والبصرة.
- وأما خلف بن هشام البزار فلم يذكروا عنه شيئاً بحسب إطلاعنا.
وقد تتبعنا رواياته في الحديث فوجدناه يروي أحاديث علي (عليه السلام) وجابر بن سمرة الذي يروي حديث الخلفاء الإثني عشر المشهور عنه عند السنة.
فعلى هذا تكون مذاهب أكثر القراء العشرة تدور في فلك أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم والله العالم.




السؤال: قراءة حفص قراءة شيعية خالصة
من بعض ما ذكره الوهابي عثمان الخميس
لماذا لا توجد رواية خاصة للشيعة لقراءة القرآن الكريم مثل رواية عاصم ورواية حفص إلخ... وإن الشيعة تعتمد على هذه الرويات السنية وإن السنة يحتجون بأن أعظم كتاب هو القرآن ومعتمد من قبل السنة والشيعة فلماذا لا توجد رواية خاصة للشيعة مثل تلك الرويات الموجودة لدى السنة
الجواب:
إن نقل القرآن وصل إلينا عن طريق التواتر أي أن المسلمين جيلاً بعد جيل حفظوا لنا القرآن وأوصلوه إلينا بهذا الشكل الذي وصل إلينا.
وهؤلاء القراء السبعة أو العشرة ليس هم الذين حفظوا لنا القرآن وإلا لما صار وصوله إلينا متواتراً، بل أن قراءاتهم وصلت إلينا وهي غير وصول القرآن إلينا.
ونحن نعتمد من القراءات القراءة المشهورة التي كانت سائدة عند المسلمين، وهي رواية حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
وهذه القراءة قراءة شيعية خالصة وهي المتداولة اليوم بين جميع المسلمين فما يذكره عثمان الخميس من الكذب من أن الشيعة اليوم تعتمد على القراءة السنية كذب واضح.
فحفص من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وعاصم من أعيان شيعة الكوفة، وأبي عبد الرحمن السلمي من خواص علي (عليه السلام) .




السؤال: تعدد القراءات وهل هناك أخطاء في القرآن
الرجاء ما هو الرد علي هذه الشبهات التي کتبها احد المسيحيين:
*************************
كتب: خالد عبد الرحمن (( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )). (البقرة:133)
كما هو واضح من الأية فأن أبناء يعقوب (أسباط إسرائيل) يجيبون سؤال أبيهم حول من سيكون معبودهم بعد وفاة أبيهم بأنه إله يعقوب (أبوهم) وإله أباء يعقوب الذين هم بحسب الأية إبراهيم، إسماعيل، إسحاق.
كلنا نعرف بأن إسماعيل وإسحاق أخوة من أب واحد هو إبراهيم. ونعرف أيضا بأن أبو يعقوب هو إسحاق. وطبعاً إسماعيل هو عم يعقوب.
لكن القرآن يأبى أن يكون إسماعيل مجرد عم ويضعه في خانة الأباء. مخالفاً بذلك أيات سابقات تبين أستحالة أن يكون إسماعيل أباً ليعقوب. وأيضاً مخالفاً للتوراة والإنجيل.
لا تغضب عزيزي القارئ، ولا تتهمني بعدم فهم عادات العرب. أغلبكم سيقول أن العم بمثابة الأب، لهذا وضع القرآن إسماعيل في خانة الأباء لكونه عم يعقوب.
كلام جميل، فقط لو لم يكن هناك أراء أخرى لا يدري بها أغلب القراء.
أنت تعرف بأن هناك عدة قراءات للقرآن، ربما لم تتطلع عليها بنفسك. دعني أخبرك بهذه القراءات.القراءات القرآنية:
قرأ أبن عباس، الحسن، أبن يعمر، أبو رجاء، عاصم الجحدري هذه الأية (وإله أبيك إبراهيم):
(( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبيكَ إِبرَاهِيمَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )) .
قرأ أبي الأية (وإله إبراهيم):
(( أَم كُنتُم شُهَدَاءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِي قَالُوا نَعبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ )).
المصدر: معجم القراءات القرآنية / الطبعة الثالثة / المجلد الأول / صفحة 262 - المؤلف: د. أحمد مختار عمر / د. عبد العال سالم مكرم - الناشر: عالم الكتب / القاهرة - مصر.
أراء المفسرين:
يورد مفسري القرآن هذه القراءات في تفسيرهم.
يقول الطبري: وقرأ بعض المتقدمين: (( وإله أبيك إبراهيم )) ظناً منه أن إسماعيل إذ كان عما ليعقوب، فلا يجوز أن يكون فيمن ترجم به عن الآباء وداخلا في عدادهم.
يقول القرطبي: وقرأ الحسن ويحيى بن يعمر والجحدري وأبو رجاء العطاردي (( وإله أبيك )) وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون أفرد وأراد إبراهيم وحده، وكره أن يجعل إسماعيل أباً لأنه عم. قال النحاس: وهذا لا يجب ; لأن العرب تسمي العم أباً. الثاني: على مذهب سيبويه أن يكون (( أبيك )) جمع سلامة.
أنا أفهم أمكانية وضع العم في خانة الأباء، ولكن وجود قراءات أخرى تحاول أن تتخلص من أشكالية وضع إسماعيل في قائمة أباء يعقوب تثير الريبة.
هل قراءة (( وإله أبيك إبراهيم )) مفتراة مثلاً؟ أو ليس قارئيها ثقات؟
لماذا يحاول القرطبي والطبري أظهار القراء بأنهم حاولوا تغيير أية من أيات القرآن من عندياتهم لقلة علم هؤلاء القارئين؟
إلم يقل الطبري: ظناً منه؟ إلم يقل القرطبي: وكره؟
هل هؤلاء القراء يغيرون كلام الله لأنهم ظنوا فيه وكرهوا قرائته كما أنزل على محمد؟
لو كان هذا صحيحاً لك أن تتخيل ماذا أيضاُ كره القراء قرائته، وما ظنوا أنه صحيح ولم يكن صحيح.
و ايضا اعتبر هذه ،أخطاء لغوية في القرآن الكريم !
1. النساء آية 162 (( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة )) ، والصواب: والمقيمون الصلاة.
2. آل عمران آية 59 (( ثم قال له كن فيكون )) ، والصواب: فكان.
3. الحجرات آية 9 (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما )) ، والصواب: اقتتلتا أو: بينهم.
*************************
الجواب:
القراءات التي قرأ بها القرآن كثيرة حتى ذكر بعضهم خمسة وعشرين قارئاً للقرآن، ولا نقول أن كل تلك القراءات صحيحة بل نقول أن بعضها حتماً خاطئة، بل نقول أن بعضها موضوعة وبعضها شاذة وبعضها قرأ بها في زمان المعصوم وبعضها لم يقرأ في زمان المعصوم.
وقد صرح السيد الخوئي في البيان في تفسير القرآن 4 ص 197 بقوله:فقد أثبتنا لك فيما تقدم عدم تواتر القراءات ومعنى هذا أن القرآن المُنزل إنما هو مطابق لأحدى القراءات وأما غيرها فهو إما زيادة في القرآن وإما نقيصة فيه.
وصرح أيضاً أن النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل قد وقع أيضاً في صدر الإسلام وفي زمان الصحابة قطعاً حتى أن عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كل مصحف غير ما جمعه، وكان ما جمعه عثمان هو القرآن المعروف بين المسلمين الذي تداولوه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يداً بيد.
إذن نحن لا نقول بصحة جميع القراءات، بل نخطأ بعضها جزماً وإذا كان الموجب لتغير القراءة معروفاً عندنا كان ذلك أدعى لرفض تلك القراءات كمثل ما فعل ذلك القارئ الذي أعتقد عدم جواز أطلاق الأب على إسماعيل وإسحاق، ففعل ما فعل، ولكن ذلك لم يجعل الباقين يسكتوا على الرد ورفع ذلك التوهم الذي حصل عند أولئك القراء وإظهار القراءة الصحيحة للآية القرآنية.
وما أنتحله هذا النصراني من الجواب عنا بقوله: (أن العم بمثابة الأب) وإن كان في أصله صحيحاً ولكنه غير صحيح في الجواب عما ورد في القرآن فالجواب الصحيح: (إن لفظة الأب تطلق على العم في لغة العرب) فالاستعمال القرآني صحيح من هذه الجهة فضلاً عن صحته من جهة المعنى، فلاحظ.
وأما قوله بأن هناك آراء أخرى فهو غير صحيح، لأن الرأي المرفوض المسلم بخطأه والقراءة الغير ثابتة لا تسمى رأياً قبال الصحيح، إلا أن يشار إليها بالتخطئة، وجعل هذا النصراني هذه الأقوال المرفوضة في قبال الصحيح أيهاماً ومغالطة منه.
وكذا قوله بأن هناك عدة قراءات للقرآن بإطلاقه في هذا المورد غير صحيح، لأن المورد هنا مورد تمييز بين القراءات فلابد أن لا يذكر تعدد القراءات ويسكت وإنما يجب أن يوضح الصحيح منها والباطل مع أن اللفظ القرآني الحالي ثبت بالتواتر لا بإحدى القراءات،ومن هذا لا موضع لما ذكره أخيراً من كونهم ظنوا أو كرهوا أو حاولوا التغيير من عندياتهم ، فأن قراءة أي أحد مهما كان حتى لو كان ثقة لا تثبت النص القرآني لأنه يبقى ظناً، ولا يخرج إلى القطع إلا بالتواتر،وهذا ما نقوله.
أما الآيات التي ذكرتها فنقول للإجابة عنها
1- في إعراب الآية القرآنية: (( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ )) (النساء:1622) ذكر الفرّاء والزجاج وغيرهما من النحويين: هو من صفة الراسخين لكن لما طال وأعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح وذلك سائغ في اللغة كما في الآيات التي تتلونها وفي قوله: (( وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ )) (البقرة:177).
وقال آخرون هو من صفة الراسخين في العلم ها هنا، وإن كان الراسخون في العلم من المقيمين، وقالوا: وموضع (المقيمين) خُفض عطفاً على ما في قوله: (( وَالَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ )) (البقرة:4).
ويؤمنون بالمقيّمين الصلاة. والمعنى يؤمنون بإقامة الصلاة.
2- أما قوله تعالى: (( ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (آل عمران:59).
فقوله كن فيكون صحيحة وذلك بملاحظة كونها حكاية ماضية وهو جائز في اللغة العربية.
3- وأما قوله تعالى: (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا )) (الحجرات:9).
فأن الجمع في اقتتلوا باعتبار المعنى،فأن كل طائفة جمع، وقال الطباطبائي في الميزان: ورجوع ضمير الجمع في اقتتلوا إلى الطائفتين باعتبار المعنى،فإن كلاً من الطائفتين جماعة ومجموعهما جماعة كما أن رجوع ضمير التثنية إليهما باعتبار المعنى.
ونقل عن بعضهم في وجه التفرقة بين الضميرين: إنهم أولاً في حال القتال مختلطون فلذا جمع أوّلاً ضميرهم ، وفي حال الصلح متميزون متفارقون فلذا فلا ثنى الضمير.

تعليق على الجواب (1)
تقول الآية من ماء دافق فلماذا لم يقل من ماء مدفوق
الجواب:
يمكن في العربية أن تأتي صيغة اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ومنه قوله عز وجل: (( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ )) (الذاريات:55), فإن الصادق هنا بمعنى (مصدوق) أي أن الوعد أو الموعود به لمصدوق فيه لا مكذوب به. ونظير ذلك قوله تعالى: (( فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ )) (الحاقة:21) أي مرضية.
وعليه فإن قوله تعالى: (( مِن مَّاء دَافِقٍ )) (الطارق:6) أي من ماء مدفوق.



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:23 PM   #4
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: هل يوجد في القرآن أخطاء لغوية
أنتشرت في السنوات القليلة الماضية وخصوصاً في الغرب شبهة وجود أخطاء لغوية في القرآن الكريم ، وهذه الشبهة تثار كثيراً في أوساط المستبصرين الجدد والباحثين عن الحقيقة من غير المسلمين فنرجوا من الأخوة الأفاضل القائمين على مركز الأبحاث العقائدية تقديم رد شافي على هذه الشبهات الخطيرة
وهذه نص الشبهات
**************************
1- رفع المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المائدة 5: 69 (( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا )) وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.2 - نصب الفاعل.
جاء في سورة البقرة 2: 124 (( لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون .3 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الأعراف 7: 56 (( إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ )). وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .
4 - تأنيث العدد وجمع المعدود.
جاء في سورة الأعراف 7: 160 (( وَقَطَّعنَاهُم اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطاً أُمَماً)) . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .5 - جمع الضمير العائد على المثنى.
جاء في سورة الحج 22: 19 (( هذا نِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم )). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما6 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً.
جاء في سورة التوبة 9: 69 (( وَخُضتُم كَالذِي خَاضُوا )) . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المنافقون 63: 10 (( وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولاَ أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِحِينَ )) وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً.
جاء في سورة البقرة 2: 17 (( مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذِي استَوقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حَولَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِم )) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد... ذهب الله بنوره .9 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة النساء 4: 162 (( لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم وَالمُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤتِيهِم أَجراً عَظِيماً )). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .10 - نصب المضاف إليه.
جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاءَ بَعدَ ضَرَّاءَ مَسَّتهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .11 - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة.
جاء في سورة البقرة 2: 80 (( لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعدُودَةً )) . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .12 - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرةز
جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (( كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعدُودَات )) . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة .13 - جمع اسم علم حيث يجب إفرادهز
جاء في سورة الصافات 37: 123-132 (( وَإِنَّ إِليَاسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِليَاسِينَ ... إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُؤمِنِين )) . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطالغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.14 - أتى باسم الفاعل بدل المصدر.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( لَيسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )) . والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
15 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأسِ )) . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون .16 - وضع الفعل المضارع بدل الماضي.
جاء في سورة آل عمران 3: 59 (( إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون )). وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .17 - لم يأت بجواب لمّا.
جاء في سورة يوسف 12: 15 (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَهُم لاَ يَشعُرُونَ )) . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.18 - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى.
جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 (( إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً )) . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب النبي محمد (صلى الله عليه واله) إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!19 - نوَّن الممنوع من الصرف.
جاء في سورة الإنسان 76: 15 (( وَيُطَافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ وَأَكوَابٍ كَانَت قَوَارِيرَا )) بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
وجاء في سورة الإنسان 76: 4 (( إِنَّا أَعتَدنَال لكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغلاَلاً وَسَعِيرا)) . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟20 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الشورى 42: 17 (( اللهُ الذِي أَنزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) . فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة ؟21 -أتى بتوضيح الواضح.
جاء في سورة البقرة 2: 196 (( فَمَن لَم يَجِد فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبعَةٍ إِذَا رَجَعتُم تِلكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ )) . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل.
جاء في سورة الأنبياء 21: 3 (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الذِينَ ظَلَمُوا )) مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنىز
جاء في سورة يونس 10: 21 (( حَتَّى إِذَا كُنتُم فِي الفُلكِ وَجَرَينَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتهَا رِيحٌ عَاصِفٌ )). فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى.
جاء في سورة التوبة 9: 62 (( وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ )) . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟25 - أتى باسم جمع بدل المثنى.
جاء في سورة التحريم 66: 4 (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا )) . والخطاب (كما يقول البيضاوي).موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
**************************
الجواب:
الرد على ما أدعي أنّ في القرآن الكريم أخطاء لغوية:
المقدمة: إن كان ما ورد في الكتاب العزيز ليس في عداد الشبهة كما هو ليس في عداد الخطأ لغة فما وصف بهذه الدعوى إنما هو دعوى مغالى فيها وما كان الباعث فيها إلا الجهل بحقائق اللغة العربية فلولا إذ ذهب هذا المدعي إلى مظان اللغة ودقائقها ثم تصفحها جيداً لعرف جيداً ان ليس في القرآن الكريم كما وصف من أخطاء وإليك الردود على التوالي كل ازاء الاشكال وفي النقاط التالية:
1 - فيما يتعلق برفع المعطوف على المنصوب إنما هو لحقيقة خفت على القارئ وهي ان الواو الواردة في قوله تعالى الداخلة على: (( الصابئون ))... (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون )) (المائدة _ 69), إنما هي للإستئناف وليست كما ادعي للعطف فما يرد بعدها جملة ابتدائية أولها المبتدأ المرفوع وما يلحقه الخبر فتدبّر جيداً (اعراب القرآن الكريم _ محي الدين الدرويش).
2 - فيما يتعلق بدعوى ان الفاعل ورد منصوباً في قوله تعالى: ((لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ..)) (البقرة _ 124).
والجواب: لم يرد الفاعل منصوباً وإنما ورد في هذه القراءة الفاعل مرفوعاً محلاً وهو (عهدي) والظالمين مفعولاً به منصوباً ولا إشكال في الموضوع وقد فُسّرت هذه القراءة على أساس: ما نالك تناله, وقد قرأ بعضهم الآية هكذا: لا ينال عهدي الظالمون. فما ورد في الآية إنما هو اختلاف في قراءتها وليس موصوفاً بغلط لغوي. (كما أشار الطبرسي _ مجمع البيان).
3 - فيما يتعلق بتذكير خبر الاسم المؤنث: ((إِنَّ رَحمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحسِنِينَ )) (الأعراف _ 56). قال الزمخشري: وإنما ذكرّ قريب على تأويل الرحمة بالرحم أو الترحم أو لانه صفة موصوف محذوف أي: شيء قريب أو لأن تأنيث الرحمه غير حقيقي.
4 - فيما يتعلق بتأنيث العدد وجمع المعدود : كما ورد في قوله تعالى: ((وَقَطَّعنَاهُمُ اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطًا أُمَمًا...)) (سورة الأعراف _ 160), فإذا أعربنا الآية كانت (اثنتي عشرة) منصوبة به على الحال من مفعول قطعناهم أي فرقناهم معدودين بهذا العدد. وأسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة, أي فرقة فيكون المعنى المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة...
5 - الاشكال الوارد في جمع الضمير العائد على المثنى:. كما ورد في قوله: ((هَذَانِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم...)) (الحج - 19). والجواب: لا إشكال فيما ورد لأن المتخاصمين كانوا فرقاً شتى وطوائف كثيرة.
6 - الإشكال في قوله تعالى: ((وَخُضتُم كَالَّذِي خَاضُوا...)) (التوبة _ 69), حيث لم يجمع اسم الموصول (الذي) فيكون: خضم كالذين خاضوا... والجواب: هو أن الكاف ومدخولها في محل نصب على المفعولية المطلقة فيكون التقدير : وخضتم خوضهم.
7 - الإشكال في الآية عطف المجزوم على المنصوب (( فاصدّق واكن...)) (المنافقون _ 10).
والجواب يتضح في اعراب الآية: كما ورد في اعرابها: الفاء عاطفة ... واكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل: فاصدّق فكأنه قيل: إن أخّرتني أصدّق وأكن. وقرئ بنصب أكون واثبات الواو فتكون الواو للسببية وأصدّق بعد فاء السببية في جواب الطلب أي التحضيض واسم أكن مستتر تقديره أنا ومن الصالحين خبرها.
8 - الآية ((مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ...)) (البقرة _ 17).
والإشكال في: ذهب الله بنورهم... وكان الصواب: ذهب الله بنوره... فقد ورد في الآية ما يشير إلى التشبيه التمثيلي وحقيقته أن يكون وجه الشبه فيه صوره منتزعة من متعدّد أي ان حال المنافقين في نفاقهم واظهارهم خلاف ما يسترونه من كفر كحال الذي استوقد ناراً ليستضيء بها ثم انطفأت فلم يعد يبصر شيئاً.
وقد وردت في هذا التشبيه مخالفة بين الضميرين فقد وحّد الضمير في (استوقد وحوله) نظراً إلى جانب اللفظ لأن المنافقين كلهم على قول واحد وفعل واحد وأما في جانب المعنى في (بنورهم وتركهم) فلكون المقام تقبيح أحوالهم وبيان ذاتهم وضلالهم فاثبات الحكم لكلّ فرد منهم واقع.
9 - ((لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم... )) (النساء _ 162).
الإشكال في عطف: والمقيمين على: لكن الراسخون في العلم…
يتضح في حقيقة الأعراب التالي:
الواو اعتراضيه والمقيمين نصب على المدح باضمار فعل لبيان فضل الصلاة. (كما قاله سيبويه وغيره) والتقدير: أعني أو أخص المقيمين الصلاة الذين يؤدونها على أوجه الكمال. فما ورد هنا من الاختلاف في ظاهر الأعراب إنما يشير إلى نكته بلاغية تلفت النظر إلى وجوب التأمل والتفكير, ومع ذلك فقد قرئ بالرفع أيضاً (والمقيمون)…
10 - الاشكال في قوله تعالى: ((وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاء بَعدَ ضَرَّاء مَسَّتهُ )) (هود _ 10) وهو العلامة التي في ضراءَ وقد تصورها علامة نصب في حين ان الكلمة (ضراء) ممنوعة من الصرف مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة. وهي مجرورة بالاضافة. وما كان للسائل أن يخطأ أو يغيب عنه ما لا ينبغي له من السؤال كهذا.
11 - الاشكال في الآية: ((لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعدُودَةً )) (البقرة _ 80). حيث أراد السائل وصف (أياماً) بـ معدودات بدلاً مما ورد . والجواب هو ان أياماً كجمع قلة على وزن أفعال وقد وصف بما يعني الكثرة لتهويل هذه الأيام وإن كانت إلى أجل.
مع ملاحظة ما ورد في اللغة العربية قول (ابن يعيش في شرح المفصل): ان العرب أحياناً تستعمل جمع الكثرة في مقام القلة واخرى بالعكس تستعمل جمع القلة فيما يعني الكثرة ومقامها.
12 - الاشكال في الآية (( أياماً معدودات )) (البقرة _ 183 _ 184). والجواب: لا إشكال في وصف (أياماً) بـ معدودات فأيام جمع قلة ومعدودات جمع مؤنث سالم يفيد القلة إنما وصفت الأيام هنا في هذه الآية تسهيلاً على المكلفين بصفتها وكونها (معدودات).
13 - جاء في سورة الصافات 123 _ 132: التردد بين كلمة إلياس وأل ياسين.
ففي تفسير إل ياسين قال الزمخشري انه قرئ على اِلياسين وادريسين وادرايسين على انها لغات في الياس وادريس ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. وقيل المراد بياسين هذا: الياس فعلى هذا فهو مفرد مجرور علامة جره الفتحة لأنه غير منصرف للعلَمية والعجمه وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليباً كقولهم للمهلب المهلبون فعلى هذا هو مجرور بالباء لأنه جمع مذكر سالم.
14 - الإشكال في الآية: ((لَّيسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم … وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ …)) (البقرة _ 177), ووجه الإشكال قوله: (مَن آمن) على أن يكون الصواب أن يقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن والجواب: - هو ان التقدير حذف المضاف أي بِرَّ مَن آمن وإنما جعل البر نفس مَن آمن للمبالغة.
15 - جاء في سورة البقرة _ 177: الاشكال في عطف المنصوب على المرفوع قوله تعالى: (( والصابرين في البأساء والضراء…)) بدلاً من القول والصابرون . والجواب هو: _ إن في قوله: ((والصابرين)) إشعاراً في القطع عن العطف ونصباً على المدح بفعل محذوف تقديره أمدح إشعاراً بفضل الصبر وتنويهاً بذلك الفضل.
16 - جاء في قوله تعالى: (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم… _ إلى قوله _ كن فيكون )) (آل عمران_ 59), والإشكال لماذا لم يقل: كن فكان. والجواب: الاشكال والغلط حقاً في اعتراضك الخاطئ لأنك لو أدركت دلالة الأمر والمضارع فيما ورد في اللغة العربية لما أشكلت هذا الاعتراض فاعتراضك يعني انك لا تعرف دلالة الأمر فدلالة الأمر إرادة الفعل في واقع الزمن الحاضر والمضارع يعني وقوع الفعل أما في الحاضر أو المستقبل فإذا عرفت هذه الحقيقة فكيف تجمع بين الفعل (كن) وبين (كان) الدالة على الماضي الذي مضى وانقضى أليس في هذا شطط فتدبر جيداً.
17 - الاشكال في عدم ورود جواب لـ (لما) في قوله تعالى: (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَآ إِلَيهِ…)) (يوسف _ 15). والجواب: ان جواب (لما) محذوف تقديره: فعلوا به ما فعلوه من الأذى.
18 - لرفع الإشكال كما تدعيه في آية (الفتح _ 8 / 9) راجع تفسير الآيتين.
19 - الاشكال في تنوين الممنوع من الصرف (الإنسان _ 15 و(الإنسان 4). (( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا…)). والجواب لم ترد كلمة (قواريرا) كما زعمت مصروفة وإنما وردت في حال الوقف بالألف ولا يعني الوقف تنويناً. أما قوله: (( اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً )): حيث قرئ بالصرف للمناسب مع اغلالاً كما قرأ بعض القراء الكلمة بالتنوين وصلاً وبالألف المبدلة منه وقفاً وهي قراءة الأعمش, قيل وهذا ما حكاه الأخفش من لغة من يصرف كل ما لا ينصرف إلا افعل. إذن المسألة لا تعدو أن تكون مسألة قَراءة قارئ ولا إشكال.
20 - الاشكال في تذكير خبر الاسم المؤنث: ((وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) (الشورى _ 17). فالتقدير (كما ورد) هو لعل مجيء الساعة قريب. وقال أبو البقاء: يجوز أن يكون ذُكّر على معنى الزمان أو على معنى البعث.
21 - الاشكال في سببب ايراد كلمة (كاملة): - (( فتلك عشرة كاملة )) في قوله تعالى: (( ثلاثة في أيام الحج وسبعة إذا رجعتم )). والجواب: أي إشكال إذا أريد وصف الخبر بصفة: فتلك عشرة كاملة. ففي الآية فن بياني رفيع ودقيق المأخذ ويسميه علماء البلاغة التكرير وحدّه انه يدل اللفظ على المعنى مردداً . والأمر إذا صدر من الآمر على المأمور بلفظ التكرير ولم يكن مؤقتاً بوقت معين كان في ذلك أهابة إلى المبادرة لامتثال الأمر والانصياع للحكم على الفور فتدبر جيداً.
22 - الاشكال في قوله تعالى. (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا…)) (الأنبياء _ 3) حيث جيء بضمير الفاعل مع ذكره ظاهراً.
والجواب يتضح في اعراب الآية المذكورة: (أسورا النجوى: فعل وفاعل ومفعول به والذين بدل من الواو في (أسرّوا) اشعاراً بأنهم الموسومون بالظلم الفاحش الذين جاؤوا به وجملة ظلموا صلة لا محل لها من الاعراب.
23 - وجه الاشكال في قوله تعالى (سورة يونس _ 21) هو الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل اتمام المعنى. الجواب: قال الرازي: الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذا المقام دليل المقت والتبعيد كما ان عكس ذلك في قوله تعالى: (( إياك نعبد )) دليل الرضا والتقريب)).
24 - الاشكال في قوله تعالى: (( وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ …)) (التوبة _ 62) فلماذا لم يثنَ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول: ان يرضوهما . والجواب: _ انما وحّد الضمير لتلازم الرضاءين, وافراد الضمير في يرضوه أما للتعظيم للجناب الإلهي بافراده بالذكر ولكونه لا فرق بين ارضاء الله وارضاء رسوله فارضاء الله ارضاء لرسوله أو المراد أحق أن يرضوه ورسوله كذلك كما قال سيبويه ورجحه النحاس أو لأن الضمير موضوع موضع اسم الإشارة فانه يشار به الى الواحد المتعدد.
25 - الآية أتت باسم جمع بدل المثنى كما ورد قوله تعالى: (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا …)) (التحريم _ 4), فلم يقل فقد صغا قلباكما. والجواب: انه أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لاضافته إلى مثنى وهو ضميراهما والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى والتثنية دون الجمع والقياس أن يعبر عن المثنى بالمثنى ولكن كرهوا اجتماع اثنتين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والافراد لا يجوز عند البصريين إلاّ في الشعر.

تعليق على الجواب (1)
تكملة للسؤال المتعلق بالاشتباه فيما يزعم أنها أخطاء لغوية ، هناك مثال آخر وهو في آية الوضوء (( وَامسَحوا برؤوسكم وَأَرجلَكم إلَى الكَعبَين )) ، إن كلمة (وأرجلكم) قد جاءت معطوفة على المجرور (برؤوسكم) ومع ذلك نصبت ، فما علة ذلك؟

الجواب:
فيما يتعلّق بسؤالكم وأشكالكم في قوله تعالى: ((وَامسَحوا برؤوسكم وَأَرجلَكم إلَى الكَعبَين ...)).
1ـ بأن في الآية المذكورة خطأً لغوياً....
قبل كل شيء عليك أن تعلم مسبقاً ان كلام الخالق فوق كلام المخلوق، ومعنى ذلك انه (كلام الله تعالى) في مستوى الاعجاز والعصمة والكمال بحيث لا يأتيه الباطل , فما تراءى لك من الاشكال انما هو لجهلك بخصوصيات الألفاظ نحواً وصرفاً وبلاغة.
ولو كان في القرآن كما تدعيه لا عترضه الفصحاء والبلغاء من العرب الأوائل ، بينما التحديات البلاغية ومستوى البيان القرآني المعجز قد أذهل اصحاب البلاغة والبيان حتى انصاعوا له وآمنوا به, اذن فالاحرى بك ان تسأل استفساراً واستيضاحاً لا اعتراضاً ولا حكماً على الكتاب.
2ـ إن الاشكال الذي تعنيه لا يسمى (خطأً لغوياً) وانما هو مسألة نحوية واردة في علم النحو وليست لغوية .
3ـ والجواب يحسمه الاعراب الصحيح، وهو كالآتي:
(وأمسحوا) فعل وفاعل (من دون تفصيل) ولا حاجة لنا في ذلك.
(برؤسكم) الباء حرف جر زائدة.
(رؤس) اسم مجرور بالباء لفظاً منصوب محلاً على انه مفعول به على اعتبار ان الفعل(امسح) فعل متعد يجب ان يستوفي مفعوله وما مفعوله إلا (رؤس) وقد اسبقت بحرف الجر الزائد وكثيراً ما يؤتي بحرف الجر توكيداً بمعنى وآمسحوا رؤسكم.
(وأرجلـَكم): الواو عاطفة، أرجلـَكم معطوف على (رؤوسـكم) تقديراً ومحلاً وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف اليه.
فأين الإشكال ؟! ولا نعرف كيف نشأ الاشكال! نعم، مما يرد في النحو ان في حال سقوط حرف الجر عن المجرور تنتقل الحركة من الخفض الى فوق الكلمة نصباً ولذلك يقولون في هذه الحال الاسم منصوب بنزع الخافض على اساس ان (أرجلـَكم) كانت اصلاً (بأرجلكم) معطوفة على (رؤوسـكم) فلما نزع حرف الجر عادت الحركة الى فوق لتكون الكلمة (أرجلـَكم) معطوفةً على سابقتها المنصوبة وما في ذلك من اشكال.
وبعبارة اخرى ان الآية المذكورة على تقدير:
وامسحوا رؤوسـَكم وأرجلـَكم، بعد تجرّد المفعول به المعطوف عليه من حرف الجر (الباء) .
أو على تقدير: وامسحوا برؤسـكم وبأرجلـكم، ففي هذه الحال فيما يتعلق بالمعطوف (بأرجلـكم) لما سقط حرف الجر انتقلت الحركة من تحت خفضاً الى فوق نصباً وليس في هذا التقدير ما يضير في حكم الآية ودلالتها.
فتأمل جيداً

تعليق على الجواب (2)
1- يقول سبحانه في سورة الكهف (( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين عددا )), لماذا لم يقل سنة عددا.
2- وردت كلمة الأرض في القرآن الكريم بصيغة المفرد وذلك في عدة آيات بخلاف السماوات مع أننا نعلم بعددها وهي سبعا مثلما توضحه بعض الروايات والتفاسير
الجواب:
1- معنى (سنين عدداً) أي سنين ذوات عدد، فيحتمل أنه تعالى يريد بها الكثرة أو أن يريد القلة، لأن الكثير قليل عنده كقوله: (( لَم يَلبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِن نَهَارٍ )) (الاحقاف: 355) لعمر الدنيا أجمع، قال الزجاج: إذا قل فُهم مقدار عدده، فلم يحتج أن يُعد، وإذا كثر احتاج إلى أن يُعد.
واعتراض المعترض جهل محض باستعمالات اللغة العربية، كما وردت عن لسان العرب.. والظاهر أن الهدف الوحيد من التطرق إلى أمثال هذه الإشكالات هو تشكيك السذج من الناس في عقائدهم، وقد كثر في الآونة الأخيرة من قبل بعض النصارى أخزاهم الله العبث في معاني القرآن الكريم، وهم في الواقع أذل وأجهل من أن ينالوا من عظمة القرآن وبلاغته بعد أن عجّز فصحاء العرب.
2- الأرض لم ترد في القرآن بصيغة الجمع مع أنها وردت في بعض الأخبار والأدعية بصيغتي الجمع والمفرد معاً، وعدم ورودها بالجمع في القرآن الكريم لا يكشف عن خطأ. فقد عبر القرآن عن السماوات السبع كذلك بالمفرد، فقال: (( السَّمَاءُ بَنَاهَا )) (النازعات:27), وقوله : (( ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ )) (فصلت:11). وغيرها من الآيات.
وهذا يدل على جواز استعمال مفردة (السَّمَاءِ) في الجمع لاتحاد الجنس، وكذلك الحال في (الأَرضِ).

تعليق على الجواب (3)
إني أسأل عن بغية المعرفة عن أمر لغوي في القرآن الكريم، وهو ما جاء في قول الخالق عز وجل (( الحَجُّ أَشهُرٌ مَّعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلبَابِ )) (البقرة:197).
نلاحظ هنا أن جمع كلمة شهر جاء مؤنثا بدليل قوله تعالى (( الحَجُّ أَشهُرٌ مَّعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ )) والسؤال هو هل يصح أن أقول سبع أشهر لأن الأشهر اسم مؤنث، أم أقول سبعة أشهر لأن الشهر الواحد اسم مذكر؟ ولماذا أُنثت الأشهر هنا ولم نجد تأنيثا لكلمة شهر؟
الجواب:
ان ( معلومات ) في الاية المباركة جمع ( معلومة ) وواحد الاشهر هو شهر وهو مذكر, لكن الاشهر مشتملة على ساعات كثيرة فيجوز ان تكون ( معلومات ) وصفا لتلك الساعات التي تشتمل عليها الاشهر, واما تنكير ( معلومات ) فهو لاجل التفخيم وهذا الاسلوب مستعمل في كلام العرب كقوله تعالى (( كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعدُودَاتٍ... )) (البقرة:183-1844) فأيام جمع يوم وهو مذكر, ولكن معدودات هو جمع ( معدودة) بلحاظ ساعات تلك الايام .





السؤال: فائدة الآية المنسوخة
ما الفائدة من الآية المنسوخة ؟
الجواب:
يتضح الجواب على سؤالكم الاول بعد بيان عدة نقاط :
النقطة الأولى : ما معنى النسخ ؟
أ- النسخ في اللغة : هو الاستكتاب, كالاستنساخ والانتساخ, وبمعنى النقل والتحويل, ومنه تناسخ المواريث والدهور, وبمعنى الإزالة, ومنه نسخت الشمس الظل, وقد كثر استعماله في هذا المعنى في ألسنة الصحابة والتابعين فكانوا يطلقون على المخصص والمقيد لفظ الناسخ .
ب- النسخ في الاصطلاح : هو رفع أمر ثابت في الشريعة المقدسة بارتفاع أمده وزمانه, وسواء أكان من المناصب الإلهية أم من غيرها من الأمور التي ترجع إلى الله تعالى بما أنه شارع, وهذا الأخير كما في نسخ القرآن من حيث التلاوة فقط .
النقطة الثانية : هل وقع النسخ في الشريعة الاسلامية ؟
لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ, فان كثيراً من أحكام الشرائع السابقة قد نسخت بأحكام الشريعة الاسلامية, وإن جملة من أحكام هذه الشريعة قد نسخت بأحكام أخرى من هذه الشريعة نفسها, فقد صرح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجه في الصلاة إلى القبلة الأولى, وهذا مما لا ريب فيه .
النقطة الثالثة : أقسام النسخ في القرآن :
1- نسخ التلاوة دون الحكم :
وقد مثلوا لذلك بآية الرجم فقالوا : إن هذه الآية كانت من القرآن ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها, والقول بنسخ التلاوة هو نفس القول بالتحريف, ومستند هذا القول أخبار آحاد, وأخبار الآحاد لا أثر لها .
2- نسخ التلاوة والحكم :
ومثلوا لنسخ التلاوة والحكم معاً بما روي عن عائشة انها قالت : كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرّمن ثم نسخن بـ : خمس معلومات, فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهن فيما يقرأ من القرآن .( صحيح مسلم : كتاب الرضاع ح 2634 ) . والكلام في هذا القسم كالكلام على القسم الأول بعينه .
3- نسخ الحكم دون التلاوة :
وهذا القسم هو المشهور بين العلماء والمفسرين, وقد ألّف فيه جماعة من العلماء كتبا مستقلة, وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ, وخالفهم في ذلك بعض المحققين, فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن, وقد اتفق الجميع على إمكان ذلك, وعلى وجود آيات في القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة, ولأحكام ثابتة في صدر الاسلام .
النقطة الرابعة : ما الفائدة من الآية المنسوخة ؟
سئل الامام علي (عليه السلام) عن الناسخ والمنسوخ ؟ فقال : ( ان الله تبارك وتعالى بعث رسوله (صلى الله عليه وآله) بالرأفة والرحمة, فكان من رأفته ورحمته أنه لم ينقل قومه في أول نبوته عن عادتهم حتى استحكم الاسلام في قلوبهم وحلّت الشريعة في صدروهم, فكان من شريعتهم في الجاهلية أنّ المرأة إذا زنت حبست في بيت وأقيم بأودها حتى يأتيها الموت, وإذا زنى الرجل نفوه من مجالسهم وشتموه وآذوه وعيّروه ولم يكونوا يعرفون غير هذا .
فقال الله تعالى في أول الاسلام : (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم ... فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفيهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إنّ الله كان تواباً رحيما )) (النساء 15 ـ 16) .
فلما كثر المسلمون وقوي وأستوحشوا أمر الجاهلية أنزل الله تعالى : (( الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحد منهما مائة جلدة ... )) (النور :2), فنسخت هذه الآية آية الحبس والأذى .
يظهر من هذه الرواية أن هناك مصلحة إلهية اقتضت تغيير الحكم تدريجياً .
ومنها : بيان عظمة وقدرة الباري عزوجل على تغيير الحكم مع وجود مصلحة موقتة في كلا الحكمين, ولكن في الحكم الأول كانت مصلحة موقتة, وفي الحكم الثاني كانت المصلحة دائمية, وكلا المصلحتين كانتا بنفع المؤمنين .
ومنها : اظهار بلاغتها وإعجازها وغير ذلك .


السؤال: ماهي الآيات المنسوخة
كم هو عدد الناسخ والمنسوخ, وما هي تلك الايات؟

الجواب:
بالنسبة إلى الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، فقد بالغ أبو جعفر النحاس وعدها (138) آية منسوخة.
وجاء السيد الخوئي بـ (36) آية مما أدعي فيها النسخ وأنكر صحة نسبة النسخ لها سوى آية واحدة قال بثبوت نسخها وهي آية النجوى ، فراجع لمزيد من الإيضاح في كتاب (البيان في تفسير القرآن) للسيد الخوئي تحت عنوان النسخ في القرآن.





السؤال: أم الكتاب
ما أم الكتاب؟ هل هي بنفسها الإمام المبين و الكتاب المكنون و اللوح المحفوظ و الكتاب المبين ومحكمات القرآن و أمير المومنين و الأئمة عليهم أفضل الصلوة ؟
الجواب:
نعم، ان المعاني التي ذكرتموها يطلق عليها أم الكتاب على بعض الأقوال, فالنذكر المعاني مع الأقوال :
1- الإمام المبين:
ورد في (تفسير الصافي/ للفيض الكاشاني 4 / 246) ما نصه : في المجمع أن بني سلمة كانوا في ناحية من المدينة, فشكوا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منازلهم من المسجد والصلاة معه, فنزلت الآية (( وكل شيء احصيناه في إمام مبين )) قيل : يعني اللوح المحفوظ, والقمي يعني في كتاب مبين .
فعلى هذا القول الذي نقله الفيض الكاشاني, أن الإمام المبين هو اللوح المحفوظ .
وقد ذكرنا في معنى اللوح المحفوظ أنه أم الكتاب, إذن فالإمام المبين هو أم الكتاب .
وورد في (تفسير الميزان/ للسيد الطباطبائي 17 / 66) ما نصه : والمراد بكتابة ما قدموا وآثارهم, ثبتها في صحائف أعمالهم وضبطها فيها, بواسطة كتبة الأعمال من الملائكة, وهذه الكتابة غير كتابة الأعمال وإحصائها في الإمام المبين, الذي هو اللوح المحفوظ .
فيرى السيد الطباطبائي, أن الإمام المبين هو اللوح المحوظ, والنتيجة كسابقه أي : أن الإمام المبين هو أم الكتاب .
2- الكتاب المكنون :
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 3 / 54) ما نصه : ثم إنه تعالى قال: (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون )) (الواقعة: 799) ولا شبهة في ظهور الآيات في أن المطهرين من عباد الله هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون والمحفوظ من التغير ومن التغير تصرف الاذهان بالورود عليه والصدور منه, وليس هذا المس إلا نيل الفهم والعلم, ومن المعلوم أيضا أن الكتاب المكنون هذا هو أم الكتاب المدلول عليه بقوله : (( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )) وهو المذكور في قوله : (( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )) .
فيرى السيد الطباطبائي أن الكتاب المكنون هو أم الكتاب .
3- اللوح المحفوظ :
ورد في (تفسير مجمع البيان/ للشيخ الطبرسي 3 / 402), في تفسير هذه الآية ما نصه : (( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )) من القرآن (( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق )) أي : لمعرفتهم بأن المتلو عليهم كلام الله, وأنه حق (( يقولون ربنا آمنا )) أي : صدقنا بأنه كلامك أنزلته على نبيك (( فاكتبنا )) أي : فاجعلنا بمنزلة من قد كتب ودوّن .
وقيل : فاكتبنا في أم الكتاب, وهو اللوح المحفوظ (( مع الشاهدين )) أي : مع محمد وأمته الذين يشهدون بالحق, عن ابن عباس.
فعلى هذا القول الذي نقله الشيخ الطبرسي, أن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ .
4- الكتاب المبين:
ورد في (تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 4 / 623) ما نصه : عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إذ أتاه رجل نصراني فقال : إني أسئلك أصلحك الله فقال : سل, فقال : أخبرني عن كتاب الله الذي أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله) ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال : (( حم * والكتاب المبين * إنا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين )) ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال : أما حم فهو محمد (صلى الله عليه وآله), وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه, وهو منقوص الحروف, وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وأما الليلة ففاطمة (صلوات الله عليها) ...
فالكتاب المبين هو أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ), وعلي هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن الكتاب المبين هو أم الكتاب .
قال العلامة الطباطبائي في (تفسير الميزان 17 / 70) : لا مانع من أن يرزق الله عبدا وحده, وأخلص العبودية له العلم بما في الكتاب المبين, وهو (عليه السلام) سيد الموحدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) .
5- محكمات القرآن أو الآيات المحكمات, اطلق عليها المولى عز وجل أنها أم الكتاب في قوله : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنَّ أم الكتاب وأخر متشابهات ... )) (آل عمران: 7).
6- الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من ولده :
ذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : أنا والله الإمام المبين, أبين الحق من الباطل, وورثته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (تفسير القمي 2 / 212) .
فعلي (عليه السلام) إمام مبين, والإمام المبين هو أم الكتاب, إذاً يمكن أن يقال : أن علياً (عليه السلام) هو أم الكتاب .
وفي (أصول الكافي) بسنده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : (( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) ـ قال : أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ـ (( وأخر متشابهات )) ـ قال : فلان وفلان ـ (( فاما الذين في قلوبهم زيغ )) ـ أصحابهم وأهل ولايتهم ـ (( فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويه وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام). (نقلا عن تفسير نور الثقلين/ للشيخ الحويزي 1 / 312) .


تعليق على الجواب (1)
(( هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب )) - قال : أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) - (( وأخر متشابهات )) - قال : فلان وفلان - (( فاما الذين في قلوبهم زيغ )) - أصحابهم وأهل ولايتهم....
اذن لماذا لم يقل هم ام الكتاب وليس هن لان هن مؤنث وهم مذكر وقال وأخر متشابهات ايضا مؤنت ولم يقل واخرين متشابهين.
الجواب:
التفسير المذكور هو من التفسير الباطن أو من التأويل والضمائر العائدة لا تعود إلى المعاني بل إلى الألفاظ, ونظير ذلك: الجبت والطاغوت فإنها وإن كانت مؤنثة لفظاً فمصداقها الخارجي ومعانيها مذكرة.
ومنها أيضاً دابة الأرض حيث ورد في الأخبار أن المقصود بها أمير المؤمنين(عليه السلام), فهي مؤنثة لفظاً والمعنى المقصود منها مذكر...




السؤال: كيفية تصحيح الآراء المختلفة في تفسير القرآن
نسمع كثيرا عن اختلاف أصحاب المذاهب الاربعة في تفاسير القرآن، مثل تفسير (الله الصمد) و محتوى التابوت الذي فيه آثار آل موسى وهارون. والمفسر يستشهد بهذه الآراء المخلتفة على انها صحيحة. سألت بعض المشايخ فلم أرى جواباً شافياً. أرجو اعطاء بعض التفصيل
الجواب:
. إن أصحاب المذاهب الأربعة يجتهدون بآرائهم واختلافهم يكون اختلاف بين مجتهدين ، وهذا بخلاف أقوال الأئمة (سلام الله عليهم) ، فانهم معصومون يستقون العلم من أصل أصيل ، وعليه فإذا وجد اختلاف في رواياتهم في تفاسير القرآن ، فهنا تجري عدّة مراحل : 1 ـ ملاحظة الأسانيد أولاً ، ليعمل بالصحيح المروي عنهم . 2 ـ بعد التسليم بصحة الاسانيد ، فان الاختلاف في تفاسير القرآن محمول على تعدّد معاني هذه الآيات ، وأن للقرأن عدّة بطون ولكل بطن بطون … وأمّا التابوت الذي فيه آثار موسى ، فبعد التسليم بصحة أسانيد كلّ ماورد من روايات في محتوى التابوت ، فلعلّ أن كلّ رواية ناظرة إلى قسم من محتويات التابوت ، والجمع فيما بينها يعطينا نظرة عن محتويات التابوت






السؤال: الفرق بين التدبر والتفسير والتأويل
ما هو الفرق بين التدبر في القرآن والتفسير والتأويل، وما هو التفسير المنهي عنه في روايات أهل البيت عليهم السلام ؟
الجواب:
إنّ التدبّر هو: الوقوف عند الآيات والتعمّق وأخذ العبر للعمل بها، فهو في الواقع ناتج عن التفسير والتأويل الصحيحين.
أمّا التفسير في الاصطلاح هو: كشف الغوامض والأستار عن ظاهر القرآن بمعونة شرح الالفاظ والتفقّه في موارد اللغة واستنتاج المفاهيم والمعاني، خصوصاً بمراجعة المأثور من كلام المعصومين (عليهم السلام) على الأخصّ في مجال تمييز المتشابهات عن المحكمات وبيان المراد منها.
أمّا التأويل فهو في الحقيقة: تطبيق المفاهيم والآيات في الخارج، أي تعيين المصاديق الخارجيّة لمعاني الآيات. فالتأويل الصحيح يترتّب من ناحية المعنى على التفسير الصحيح. ولا يخفى انّ التأويل الصحيح لا مجال للوصول اليه إلاّ من طريق الوحي وكلام المعصومين (عليهم السلام).
وأمّا التفسير المنهي عنه في كلام أهل البيت (عليهم السلام) فهو: اظهار معان خاصّة تناقض كلام الوحي والعصمة اعتماداً على آراء وأهواء، والذي يسمى بالتفسير بالرأي؛ إذ لا يعقل ان يكون تفسير آية ـ مثلاً ـ على خلاف باقي الآيات أو نقيض كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) فانّها كلّها نزلت من مبدأ واحد فلا بدّ من التوحيد.



السؤال: المقصود من تفسير القرآن بالرأي
قرأت في أكثر من مصدر روايات تنهى عن التفسير بالرأي ( من فسر القرآن برأيه فاليتبوأ مقعده من النار ) ممكن لو توضحوا لي ما المقصود هنا بالتفسير بالرأي ؟ ولماذا نهي عنه بهذه الدرجة ؟
الجواب:
هناك احتمالات ثلاثة في معنى (التفسير بالرأي) الذي يكون موضوعاً للنهي عنه الوارد عن المعصومين (عليهم السلام)الاحتمال الأول: أنّ المراد من التفسير بالرأي, هو أنْ يفسر الأنسان النص القرآني اعتماداً على رأيه وذوقه الشخصي في مقابل الفهم العام للقرآن المتمثل بالظهور العرفي والذي يعتمد على القرائن الخاصة باللفظ أو المعنى وغير ذلك. وتوضيح ذلك: أنّ علماء الاصول يذكرون أنّ ظهور الكلام يمكن أنْ يكون على نحوين:
النحو الأول: (الظهور النوعي): وهو أنْ يكون ظهور الكلام ظهوراً قائماً لدى العرف العام ويفهمه (نوع الناس وعامتهم)
النحو الثاني: (الظهور الشخصي) وهو الفهم الذي يختص به شخص ما من الناس والذي يعتمد عادة على الظروف الذهنية والنفسية والذوقية لذاك الانسان, حيث تجعله تحت تأثيرات معينه بحيث يفهم من الكلام معنىً خاصاً لا يفهمه غيره من الناس.
وهذا النحو من الفهم للقرآن الكريم وهو الفهم الشخصي له والمعتمد على الظهور الشخصي لدى المفسر هو تفسير القرآن بالرأي وهو التفسير المنهي عنه, مثل تفسير المتصوفة أو بعض أصحاب العقائد الفاسدة الذين لهم ذهنيات ومصطلحات خاصة تكونت ضمن ثقافتهم, ويفسرون القرآن على أساس تلك التصورات والمصطلحات.الاحتمال الثاني: أنْ يكون النهي الوارد على لسان الرسول (ص) عن التفسير بالرأي هو معالجة لظاهرة برزت في زمن الرسول (ص) في تفسير القرآن وبشكل محدد, ثم تطورت وبشكل واسع حتى تكونت على أساسها مدارس في المجتمع الإسلامي.
حيث ورد النهي آنذاك عن البحث في تفسير الآيات العقائدية أو التاريخية تأثراً بالديانات السابقة, وفلسفاتها, وتأريخها كاليهودية والنصرانية والبوذية وغيرها, الأمر الذي أدى الى ابتعاد بعض المسلمين عن المفاهيم القرآنية.
ونتيجة لذلك, فقد حاول بعض المسلمين الاوائل أنْ يفرضوا مثل هذه الآراء على القرآن ويفسروه بها على خلاف مضمونه ومعناه الصحيح, متأثرين في ذلك بالمتبنيات الذهنية والفكرية والعقائدية المسبقة على القرآن ((وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه))[البقرة:75], (( يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ))[النساء:46].
ولا شك انّ هذا النوع من التفسير يختلف عن تفسير القرآن على أساس العقائد المستنبطة من القرآن نفسه.الاحتمال الثالث: وهو المعنى الذي ينسجم مع معنى (الرأي) في (مدرسة الرأي) في الفقه الإسلامي, ففي الفقه الإسلامي يوجد اتجاهان في (الاستنباط):
أحدهما: الإتجاه الذي يعتمد في الاستنباط وفهم الحكم الشرعي على القرآن وسنة المعصوم (ع) باعتبارهما, المصدرين الاساسيين واليهما يرجع (العقل) و (الاجماع) أيضاً.
والآخر: اعتماد الفقيه في إستنباط الحكم الشرعي ـ اذا لم يجد نصاً يدل عليه في الكتاب والسنة ـ على (الاجتهاد) و (الرأي) بدلاً من النص, و(الاجتهاد) هنا يعني الرأي الشخصي للفقيه, مثل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها.
وحينئذ يكون (الاجتهاد) دليلاً من أدلة الفقه ومصدراً من مصادره إضافة الى الكتاب والسنة.
وقد نادت بهذا المعنى للاجتهاد مدارس كبيرة في الفقه السني, وقامت منذ أواسط القرن الثاني مدرسة فقهية كبيرة كانت تحمل اسم مدرسة (الرأي والاجتهاد), حيث أنه لم يصح لدى أبي حنيفة صاحب هذه الدروس إلا عددٌ محدود من الاحاديث قيل: إنها دون العشرين.
وقد انتقد الأئمة (عليهم السلام) هذه المدرسة واتجاهها انتقاداً شديداً, وقد يشكل هذا الانتقاد الشديد للأئمة (عليهم السلام) قرينة على أن المراد من (التفسير بالرأي المنهي عنه هو (الرأي) في هذه المدرسة باعتبار أنها تشكل اتجاهاً خطيراً في الفكر الاسلامي, لا من ناحية النتائج التي انتهت إليها فقهياً فقط, وانما باعتبار الاتجاه والطريق الخاطيء الذي إنتهجته في عملية الاستنباط والمعتمد بالأساس على القياس والاستحسان والمصالح المرسلة, وما أشبه ذلك من قضايا مرجعها الى الرأي والتي تنتهي في نهاية المطاف الى انحراف خطير في فهم القرآن والسنة. (علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم)





السؤال: سبب نزول القرآن الكريم
ماهو سبب نزول القرآن الكريم ؟
الجواب:
1- سبب نزول القرآن الكريم واضح, وهو يتمثل في عدة جهات منها: إثبات نبوة النبي محمد (ص) إذ كان القرآن الكريم هو معجزته (ص) الخالدة وبه تحدى قومه والأجيال اللاحقة.
2- كونه دستور هداية للبشرية جمعاء, يرسم لهم الخطوط العريضة لعقيدتهم وما يصلحهم في حياتهم ودينهم.
3- تعضيد إمامة الأئمة من آل البيت (ع) للزوم وجود قيّم في كل زمان يبين للأمة علوم القرآن المختلفة من محكم ومتشابه ومجمل ومبين ومطلق ومقيد وخاص وعام وناسخ ومنسوخ, وكان هذا الدور واضحاً للأئمة (ع) في القرنين الأولين من تاريخ الإسلام.



السؤال: مراحل نزول القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيه طيبه وبعد ..كيف نزل القرآن الكريم ؟ وما هي المراحل التي استغرقها نزوله ؟ وهل نزل جملة واحدة على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم نزل على فترات متباعدة ؟وهل نحن الشيعة نعتقد كما يعتقد أهل السنة والجماعة بأن القرآن الكريم نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفترات متباعدة و لم ينزل جملة واحدة ؟أتمنى أني أجد منكم الإجابة الوافية ومع الأدلة القاطعة ومن كتب الطرفين إن كنا نختلف معهم بالرأي .
الجواب:
لا شك أن القرآن نزل تدريجاً ، وأن آياته تتابعت طبق المناسبات والظروف التي كانت تمر بها الرسالة الألهية في مسيرتها تحت قيادة الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد لمحت إلى هذا النزول التدريجي للقرآن الآية الكريمة : (( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ))[الإسراء:106] ، وقوله تعالى : (( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ...))[الفرقان:32] . ومع ذلك فان هناك نصوصاً قرآنية تشير إلى دفعية النزول القرآني ، على ما يفهم من ظاهرها ، وذلك كما في الآيات المباركة التالية : قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ))[البقرة:185] ، وقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ))[الدخان:3] ، وقال تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))[القدر:1] . وقد اختلف الباحثون في وجه الجمع بين الأمرين ، وقد ذكروا في ذلك آراء ونظريات ، نذكر فيما يلي أهمها : النظرية الأولى : وهي التي تعتبر للقرآن نزولين . النزول الأول إلى البيت المعمور ، أو بيت العزة ـ حسب بعض التعابير ـ وهذا هو النزول الدفعي الذي أشارت إليه بعض الآيات السابقة. والنزول الثاني على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالتدريج ، وطيلة المدة التي كان يمارس فيها مهمته القيادية في المجتمع الإسلامي . وقد خالف المحققون من علماء القرآن هذا الرأي ، ورفضوا النصوص التي وردت فيها ، ورموها بالضعف والوهن ، وأقاموا شواهد على بطلانه . وأهم ما يرد على هذه النظرية يتلخص في شيئين :1 ـ ورود الآيات القرآنية في بعض المناسبات الخاصة ، بحيث لا يعقل التكلم بتلك الآية قبل تلك المناسبة المعينة .2 ـ عدم تعقل فائدة النزول الأول للقرآن من حيث هداية البشر ، فلا وجه لهذه العناية به في القرآن والاهتمام به . النظرية الثانية : ان المراد من إنزاله في شهر رمضان ، وفي ليلة ابتداء القدر منه ابتداء إنزاله في ذلك الوقت ، ثم استمر نزوله بعد ذلك على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالتدريج ووفقا للمناسبات والمقتضيات . ويبدو أن هذا الرأي هو الذي استقطب أنظار الاغلبية من محققي علوم القرآن والتفسير ، نظراً إلى كونه أقرب الآراء إلى طبيعة الأمور ، وأوفقها مع القرائن وظواهر النصوص القرآنية ، فان القرآن يطلق على القرآن كلّه كما يطلق على جزء منه ، ولذلك كان للقليل من القرآن نفس الحرمة والشرف الثابتين للكثير منه .وتأييداً لهذه الفكرة ، فإننا نحاول الأستفادة من التعابير الجارية بين عامة الناس حين يقولون مثلا : سافرنا إلى الحج في التاريخ الفلاني ، وهم لا يريدون بذلك إلا مبدأ السفر ، أو : نزل المطر في الساعة الفلانية ، ويقصد به ابتداء نزوله ، فإنه قد يستمر إلى ساعات ، ومع ذلك يصح ذلك التعبير . ولابد أن نضيف على هذا الرأي إضافة توضيحية ،و هي : أن المقصود من كون ابتداء النزول القرآني في ليلة القدر من شهر رمضان ليس ابتداء الوحي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لانه كان لسبع وعشرين خلون من رجب ـ على الرأي المشهور ـ وكانت الآيات التي شعت من نافذة الوحي على قلب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) لأول مرة هي : (( إقرا باسم ...))[العلق] ، ثم انقطع الوحي عنه لمدة طويلة ، ثم ابتدأ الوحي من جديد في ليلة القدر من شهر رمضان ، وهذا الذي تشير إليه الآية المباركة ، واستمر الوحي عليه ( صلى الله عليه وآله ) حتى وفاته . وبما أن هذا كان بداية استمرار النزول القرآني فقد صح اعتباره بداية لنزول القرآن .النظرية الثالثة : وهي النظرية التي اختصّ بها العلاّمة الطباطبائي ، وهي تمثل لوناً جديداً من ألوان الفكر التفسيري انطبعت بها مدرسة السيد الطباطبائي في التفسير . وهذه النظرية تعتمد على مقدمات ثلاث تتلخص فيما يلي :11 ـ هناك فرق بين ( الإنزال ) و ( التنزيل ) ، والإنزال إنما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمراً وحدانياً نزل بدفعة واحدة ، والتنزيل إنما يستعمل فيما إذا كان المنزل أمرا تدريجياً ، وقد ورد كلا التعبيرين حول نزول القرآن : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ))[الدخان:3] ، (( ونزلناه تنزيلا ))[الإسراء:106] .والتعبير بـ ( الإنزال ) إنما هو في الآيات التي يشار فيها إلى نزول القرآن في ليلة القدر ، أو شهر رمضان بخلاف الآيات الأخرى التي يعبر فيها بـ ( التنزيل ) .2 ـ هناك آيات يستشعر منها أن القرآن كان على هيئة وحدانية ، لا أجزاء فيها ولا أبعاض ، ثم طرأ عليه التفصيل والتجزئة ، فجعل فصلا فصلا وقطعة قطعة ، قال تعالى : (( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )) [هود:1]. فهذه الآية ظاهرة في أن القرآن حقيقة محكمة ، ثم طرأ عليها التفصيل والتفريق بمشيئة الله تعالى ، والاحكام الذي يقابل التفصيل هو وحدانية الشيء وعدم تركبه وتجزئه .3 ـ هناك آيات قرآنية تشير إلى وجود حقيقة معنوية للقرآن غير هذه الحقيقة الخارجية اللقيطة ، وقد عبر عنها في القرآن بـ ( التأويل ) في غير واحدة من الآيات ، قال تعالى : (( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * بل كذبوا بمالم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ))[يونس:38،39] ، وقال تعالى : (( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله ... ))[الأعراف:52] .فالتأويل على ضوء الاستعمال القرآني هو الوجود الحقيقي والمعنوي للقرآن ، وسوف يواجه المنكرون للتنزيل الالهي تأويله وحقيقته المعنوية يوم القيامة . واستنتاجاً من هذه المقدمات الثلاث ، فللقرآن إذن حقيقة معنوية وحدانية ليست من عالمنا هذا العالم المتغير المتبدل ، وإنما هي من عالم أسمى من هذا العالم ، لا ينفذ إليه التغير ولا يطرأ عليه التبديل . وتلك الحقيقة هو الوجود القرآني المحكم الذي طرأ عليه التفصيل بإرادة من الله جلّت قدرته ، كما أنه هو التأويل القرآني الذي تلمح اليه آيات الكتاب العزيز . وإذا آمنا بهذه الحقيقة فلا مشكلة اطلاقا في الأيات التي تتضمن نزول القرآن نزولاً دفعياً في ليلة القدر وفي شهر رمضان ، فإن المقصود بذلك الإنزال هو هبوط الحقيقة المعنوية للوجود القرآني على قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وانكشاف ذلك الوجود التأويلي الحقيقي للقرآن أمام البصيرة الشفافة النبوية ، فان هذا الوجود المعنوي هو الذي يناسبه الإنزال الدفعي ، كما أن الوجود اللفظي التفصيلي للقرآن هو الذي يناسبه ( التنزيل ) التدريجي . وليس المقصود ممّا ورد من روايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) حول النزول الأول للقرآن في البيت المعمور إلا نزوله على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه هو البيت المعمور الذي تطوف حوله الملائكة ، وقد رمز اليها الحديث بهذا التعبير الكنائي . وهذه النظرية مع ما تتصف به من جمال معنوي لا نجد داعياً يدعونا إلى تكلفها ، كما لا نرى داعياً يدعونا إلى محاولة نقضه وتكلّف ردّه ، فليست النظرية هذه تتضمن أمراً محالاً ، كما لا لزوم في الأخذ بها بعد أن وجدنا لحل المشكلة ما هو أيسر هضماً وأقرب إلى الذهن




السؤال: الاختلاف في أسباب النزول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
لدي سؤال يخص الرواة لماذا في بعض الاحيان عندما نقراء سبب نزول الايات يكون فيها اختلاف مع العلم انها ماخوذه من علم اهل البيت ومن رسول الله (ص) مثلا العلامة الطباطبائي والمجلسي بغض النظر عن ثوابت بعض الايات كالمباهلة
الجواب:
الاختلاف في أسباب النزول لو كان موجوداً في الكتب المعتبرة فإن سببه الرواة عن أهل البيت (عليهم السلام) فقد يخطأ الرواة،وقد يأخذون ممن يضع الحديث لمصلحة ما, وما موجود من أسباب النزول في كتب التفاسير ليس مرجعه دائماً إلى أهل البيت (عليهم السلام) ، فقد تذكر الروايات ويكون الراوي لسبب النزول هو أحد الصحابة من غير أهل البيت (عليهم السلام) ، ومثل هكذا أشخاص يمكن أن يخطأوا في تشخيص ذلك.




السؤال: الفائدة من إظهار الامام الحجة (عجل الله فرجه) لمصحف الامام علي (عليه السلام)
توجد هناك بعض الروايات لدينا نحن الشيعة بأن الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه) سيخرج و معه مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) و الذي لا يختلف عن قرآننا هذا سوى أن الآيات مرتبة كما في نزولها ووجود بعض التوضيحات التي دونها من الرسول ( ص) .
أما السؤال فهو : ما الفائدة من خروج الإمام (عج ) بهذا القرآن الغير مختلف عن قرآننا الحالي ؟ و ماذا نستفيد من ترتيب الآيات حسب نزولها ؟ ووفق نص حديث الثقلين الذي ينص على أن القرآن الكريم لن يفترق عن أهل البيت (ع) فكيف يكون القرآن موجود بيننا و الإمام إلى الآن غائب ؟ ألا يستلزم أن القرآن الذي بين أيدينا غير القرآن الذي لدى أهل البيت (ع) ؟
. . .
الجواب:


إن مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يختلف عن قرآننا، إلا أن فيه تفسير وتأويل للآيات القرآنية، وان فيه المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد وأسباب النزول، وان الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) عندما يظهر ذلك المصحف انما يظهر كل تلك المعاني والتفاسير التي هي غائبة عن الناس قبل ظهوره يظهرها من ذلك المصحف، ولا يخفى ما لاظهار تلك المعاني والتفاسير من فائدة لفهم الكثير من الحقائق التي لم يأن الأوان لاظهارها اضافة للمعلومات التي سنعرفها والتي تدرس في علوم القرآن.
ثم إن ما في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تغير في ترتيب السور والآيات كما يظهر من بعض الروايات فائدة في معان أخرى للآيات القرآنية لا تتم الا بذلك الجمع، وهذا لا يتعارض مع ما موجود عندنا من معان للقرآن على هذا الترتيب، لأن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) قد أقروا بصحة الاستفادة من هذا القرآن على ما هو عليه الآن وبهذا الترتيب, بل هي معان اضافية يظهرونها في وقتها كما يصرحون هم (عليهم السلام) بذلك بقولهم: (هذا عطاءنا فامنن او امسك بغير حساب).
وعدم الافتراق الذي نقوله للإمام مع القرآن لا يعني عدم الافتراق المكاني! فان هذا الافتراق حاصل منذ أول يوم جمع فيه القرآن على شكل مصحف، فكم مرة يكون الإمام في مكان وكتاب القرآن في مكان آخر!
وانما عدم الافتراق الذي نقوله: ان أعمال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا تخالف مع مضامين القرآن الكريم، فكل عمل يصدر منهم هو مطابق للقرآن وكل ما في القرآن هم ممن عمل به وصدقه وامن به، وهو معنى العصمة الذي نستفيده من الملازمة.
اضافة الى أن فيه معنى آخر يظهر من تفسير آية (( لا يمسه الا المطهرون )) (الواقعة:79).






السؤال: هل كان أول كتابته منقط
تشتمل بعض كتب الامامية لحديث عن الامام علي عليه السلام يقول فيه عن نفسه بأنه قادر على أن يفسر النقطه تحت الباء في بسم الله الرحمن الرحيم بحمل بعير...
هل كان القرآن منقط وقت ذاك؟
الجواب:
الرواية تقول لو طويت لي الوسادة لقلت في البسملة حمل بعير (أو أربعين بعير)، وهي رواية غير مسندة ولا نستطيع تصحيحها سنداً . وأما دلالة فليس ممتنع من باب مدينة العلم الكتابة في البسملة هذا المقدار وأكثر لولا الانشغال.
وأما مسألة النقطة التي تحت الباء، فقد وردت بعض روايات المؤرخين كابن النديم وحاجي خليفة بأن من وضع الحروف العربية ثلاثة أخوة من طي وفيها ، وأحدهم وضع التشكيل والتنقيط، فعلى هذا الرأي فإن التنقيط متعارف في الجاهلية وقبل نزول القرآن، ولكن كتابة القرآن بحروف لم تكن منطقة وأدخل التنقيط والتشكيل فيه على يد أبي الأسود الدؤلي، ومن بعده تلميذه ويسمى الاعجام، ويشهد له قول ابن منظور في (لسان العرب ج12 ص 248): رقم: الرقم والترقيم: تعجيم الكتاب. ورقم الكتاب يرقمه رقما: أعجمه وبينه. وكتاب مرقوم أي قد بينت حروفه بعلاماتها من التنقيط .




السؤال: من كتب الوحي في شعب أبي طالب
معروف إن خلال مدة المقاطعة والتي دامت ثلاث سنين في شعب أبي طالب لم ينقطع الوحي من النزول، ولم يكن من كتّاب الوحي سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولم يكن في الشعب أحد من الصحاب المصنفين من كتاب الوحي
السؤال : من كتب الوحي خلال تلك السنين الثلاث وماذا نزل من الذكر الحكيم خلال تلك المدة المهمة
وهل نزلت آيات بخصوص تلك الفترة ومعانات أصحابها...
الجواب:
الجواب يتم برسم أمور :
1- ان أمير المؤمنين (ع) كان يكتب الوحي من بدء نزوله , وقد كتب القرآن كله بإملاء رسول الله (ص), قال (ع) : (فما نزلت على رسول الله (ص) آية من القرآن إلا ّ اقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها )(الكافي 62:1) , وغيرها عنه كثير بنفس المضمون , وهي صريحة في أن أمير المؤمنين (ع) كتب الوحي كله , وهو يشمل القرآن النازل في الشعب قطعاً.
وأما هل كتب غيره الوحي النازل في الشعب؟ فليس عندنا نص على أحد غيره فلا نستطيع الإثبات كما لا نستطيع النفي , فإن الأمر يعرف من الأخبار , وليس لنا القطع الإ بأن علياً (ع) قد كتب الوحي في الشعب خاصة ، وأن من نص المحققين على أنه من كتاب الوحي لم يكن أحد منهم موجوداً في شعب أبي طالب سنين المحاصرة , فلاحظ.
2- لقد نزلت في تلك الفترة الآيات الدالة على معجزة شق القمر , لأن المعجزة حدثت في تلك الفترة , وإن كان الأظهر أن هناك آيات أخر غيرها .
ولم نعثر على آيات نقل المفسرون أنها تذكر أيام الحصار في الشعب أو تشير إليها , ولعل الأمر يحتاج إلى تقص كامل





السؤال: مجيء القرآن يوم القيامة
ما هو مصدر الحديث " ان القرآن يأتي يوم القيامة على هيئة شاب وسيم يشع لاصحابه يوم القيامة "
هل هو حديث صحيح، ما هو سند هذا الحديث وقوله تعالى " خالق كل شيء " ؟

الجواب:
لم نجد لهذا الحديث بهذا اللفظ أي مصدر ولكن ورد الحديث بألفاظ متقاربة منها:
أ ـ عن سعد الخفاف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : يا سعد تعلموا القرآن فانّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة, نظر إليها الخلق. (ذكر الحديث في شرح أصول الكافي 11/3, والوسائل ج6/165 , والبحار 7/131)، وسند الرواية ضعيف.
ب ـ عن الفضل بن يسار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون.... (الكافي باب فصل القرآن 2/603)، وسند الرواية صحيح.
هذا فيما يخص روايات أهل البيت (عليهم السلام).
وأما روايات أهل السنة فمنها:
أ ـ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). وهي رواية صحيحة (على مبنى أهل السنة) رواها (مسلم في صحيحه 2 /117, ابن حبان في صحيحه 1/322 ,والطبراني في المعجم الكبير 8/118, وفي المعجم الأوسط 3/156, وفي مسند الشاميين 4/106).
ب ـ عن يحيى بن أبي كثير قال: بلغني أنّ القرآن يأتي يوم القيامة في صورة الشاحب... (رواه المحدث عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنف 3/374)، وهي رواية ضعيفة ــ بحسب مبنى أهل السنة ــ لأنها مرسلة.





السؤال: روايات رجم الشيخ والشيخة , هل هي منسوخة التلاوة؟!
ورد في الكافي الجزء السابع عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبدِ اللهِ (عَلَيهِ السَّلام) الرَّجمُ فِي القُرآنِ قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيخُ وَالشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ .وفي من لا يحضره الفقيه روى هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: (قلت لابى عبدالله عليه السلام: في القرآن رجم؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: (الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانهما قضيا الشهوة (من لا يحضره الفقيه ج4).
وقال شيخ الطائفة الطوسي قدس سره في كتب التبيان في تفسير القران الجزء الاول ولا يخلو النسخ في القرآن من أقسام ثلاثه : احدها نسخ حكمه دون لفظه والثاني ما نسخ لفظه دون حكمة ، كآية الرجم فان وجوب الرجم على المحصنة لا خلاف فيه ، والآية التي كانت متضمنة له منسوخة بلا خلاف وهي قوله : ( والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البته ، فانهما قضيا الشهوة جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) ).
سؤالي : هل يعتقد الشيعه الاماميه بنسخ التلاوه وان لم يعتقدوا ما رايكم في هذه الاحاديث؟.
الجواب:
الجواب يتضح من خلال بيان المقدمات التالية:
المقدمة الأولى: انّ القرآن الكريم كما أنّ أصله يحتاج إلى التواتر في إثباته كما هو معروف ومقطوع به, كذلك نسخه يحتاج الى تواتر برفعه.
المقدمة الثانية: المتفق عليه بين السنة والشيعة انّ كل آية من آيات القرآن لا تثبت بخبر الآحاد, حتى لو كان الخبر صحيحاً ما لم يبلغ حد القطع بصحته, بحيث أنهم ذكروا في مسائل تدوين القرآن أنّ الصحابي إذا أتى وحده بآية ما يطلب معه شاهد على تلك الآية وإنّ كان المتأخرون من السلفية قد خالفوا هذه القاعدة وقالوا بأن خبر الآحاد حجة في الأحكام العقائدية.
المقدمة الثالثة: إنّ الشيعة الإمامية متفقون على أنّ المسائل العقائدية لديهم لابد أنّ تكون ثابته عن طريق التواتر, وعليه فكل مسألة لها صلة بالعقيدة يجب أنّ تثبت بالتواتر المؤدية الى اليقين والقطع, وبما أنّ نصوص القرآن تدخل في العقيدة فلا بد أنْ تكون ثابتة بالتواتر أيضاً, وهذه الأحاديث وانْ سلّمنا بصحتها لكنها من أخبار الأحاد التي تفيد الظن لا القطع بحجيتها, وعليه فهي ليست من القرآن لكونها أخبار آحاد فضلاً عن كونها منسوخه التلاوة.
إذا اتضح ذلك, نقول:
انه لما كان القرآن الكريم هو ما بين الدفتين ثابت لا خلاف فيه, ظهرت جملة من الأحاديث بين الفريقين (السنة والشيعة) التي ظاهرها يؤول الى أنّ في القرآن زيادة في بعض آياته أو نقصاً أو ما شابه ذلك. ومن هنا تصدى العلماء لبيان حقيقة هذه الأحاديث وأجابوا عنها جملة, وتفصيلاً, غير أنّ بعض هذه الاجابات عن مثل هذه الأحاديث كانت في نظر المحققين من أهل العلم أنها تسيء الى القرآن بطريقة غير مباشرة!!
ومن هذه الاجابات, القول بفرضيه (نسخ التلاوة)، والتي مفادها أنّ ما جاء في الاحاديث من كلمات أو جّمل أو سور, إنما كان قرآناً, ولكن نسخت تلاوتها أي رفعت قرآنيتها, وإنْ بقي حكمها سارياً ولم ينسخ!!
وهي فرضية باطله حسب رأي المحققين لانها تتضمن الاعتراف بانّ المحذوفات كانت قرآناً, وإذا نسخت تلاوتها لم تنسخ أحكامها, مع أنّ الهدف من نزول الآية هو الحكم والمفروض أنّ النزول قد تحقق والحكم باق, فليس هناك أي معنى في (رفع التلاوة) (وانظر كلام ابن الخطيب المصري في الفرقان ص157، وكذا كلام الشيخ علي حسن العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القرآن ص223ـ 230) وغيرهما.
وهذه النتيجة (أي بطلان فرضية نسخ التلاوة) تكاد تكون مما أجمع عليه العلماء الشيعة الإمامية كما هو واضح في كلمات المتأخرين، كالعلام الطباطبائي صاحب (تفسير الميزان) عند تفسيره لقوله تعالى: ((ما ننسخ من آية....))[البقرة:106]، والسيد أبو القاسم الخوئي (قدس) في كتاب (البيان في تفسير القرآن)، والشيخ والمظفر في (أصول الفقه)، وغيرهم.
نعم، يظهر من كلمات المتقدمين كالسيد المرتضى (قدس) والشيخ الطوسي (قدس) أنهما كانا يميلان إلى القول بالجواز!
ولكن بمجرد التأمل والفحص في كلماتهما يتضح لك أنهما كانا في معرض التنقيح والمناقشة لكل الآراء المطروحة من قبل علماء أهل السنة حول حقيقة النسخ وجوازه وما يدور حوله, فمالا إلى القول بجواز نسخ التلاوة، كحل وسط من بقية الحلول المطروحة لدفع الاشكال عن شبهة تحريف القرآن وما شابه ذلك. فليس قولهما بملزم لمن جاء بعدهما من الإمامية فضلاً عن جمهور المتأخرين منهم.
وعموماً فانّ هذه الاحاديث قد أعرض عنها علماؤنا مستندين في حكم الرجم الى قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (حددت بالقرآن ورجحت بالسنة). فلو كانت هذه الاحاديث ثابته لا إشكال فيها لكان الأولى بأمير المؤمنين(عليه السلام) أن يستند إليها لكونها من القرآن الكريم! ومن هنا كانت هنالك مجموعة من الاجابات عن هذه الأحاديث وهي قابلة للتأمل منها:
أولاً: انها من أخبار الاحاد حسب رأي السيد المرتضى (قدس) الذي لا يعمل بكل خبر آحاد.
الثاني: انها من أخبار الأحاد التي تفيد الظن فهي لا تعارض الاخبار القطعية التي تقول بثبوت القرآن وكونه خالياً من الزيادة والنقيصه وكل ما يؤدي الى القول بتحريفه.
الثالث: انها تحمل على التقية أو الالزام للمخالف.
الرابع: إننا نتوقف في تفسيرها لعدم معرفة ظروف الرواية كما أمرنا أئمتنا بذلك ويوكل أمرها إليهم.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وردت روايات فيها آية الرجم في بعض المصادر الفقهية الشيعية , و لعل الرواية مروية بعدة طرق :
بِإِسنَادِهِ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللَّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللَّهِ ع الرَّجمُ فِي القُرآنِ ‏قَولُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيخُ وَ الشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ ‏ الكافي ج : 7 ص : 177‏ وَ رَوَى هِشَامُ بنُ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لِأَبِي عَبدِ اللَّهِ ع فِي القُرآنِ ‏رَجمٌ قَالَ نَعَم قُلتُ كَيفَ قَالَ الشَّيخُ وَ الشَّيخَةُ فَارجُمُوهُمَا البَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهوَةَ ‏ من‏لايحضره‏الفقيه ج : 4 ص : 26‏
1- أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة لانهما قد قضيا شهوتهما . وعلى المحصن والمحصنة الرجم .
2- حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن الحسن بن أبان عن اسماعيل بن خالد قال قلت لابي عبد الله عليه السلام : في القرآن الرجم ؟ قال : نعم ، قال الشيخ : والشيخ إذا زنيا فارجموهما البتة فانهما قد قضيا الشهوة.
المصدر: علل الشرائع لابن بابوية القمي ج 2 ص 540 طبع المطبعة الحيدرية بالنجف
3- الحسين بن سعيد عن ابن ابي عمير عن حماد عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال : إذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتى يقول رأيت بين رجليها رجلا يزني بها ، وقال : إذا قال الرجل لامرأته لم أجدك عذراء وليس له بينة يجلد الحد ويخلى بينه وبين امرأته ، وقال : كانت آية الرجم في القرآن ( والشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا الشهوة ) قال : وسألته عن الملاعنة التي يرميها زوجها وينتفي من ولدها ويلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك الولد ولدي ويكذب نفسه قال : أما المرأة فلا ترجع إليه ابدا ، وأما الولد فاني ارده إليه إذا ادعاه ولا ادع ولده ليس له ميراث ، ويرث الابن الاب ولا يرث الاب الابن يكون ميراثه لاخواله وان لم يدعه ابوه فان أخواله يرثونه ولا يرثهم ، وان دعاه احد يابن الزانية جلد الحد .
المصدر: تهذيب الأحكام الطوسي ج 8 ص 195 فعدا عن كون صدورها تقية من المعصوم عليه السلام
ما حال هذه الروايات من ناحية السند ؟
و هل هناك روايات أصح منها و أثبت ؟
هل عمل بعض علماء الشيعة بهذه الروايات , و أثبتوا نسخ التلاوة ؟
الجواب:
إن بعض الروايات التي ذكرتم هي صحيحة السند وكان ينبغي أن يفهم ذلك من الجواب فانه بشقوقه الأربعة مبني على صحة الرواية.
وهذه الروايات المذكورة هي كل ما ورد في هذا الموضوع وهي مخالفة للرواية المعروفة والمشهورة عن أمير المؤمنين(عليه السلام) عند الفريقين والتي تنص على أن الرجم ثابت بالسنة لا بالقرآن الكريم. فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أقام الحد على سراجة الهمدانية : (جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة رسول الله(صلى الله عليه وآله))، واستدل بذلك فقهاء الفريقين ولم يدع مدع بأن آية الرجم في القرآن الكريم أو كانت في القرآن ثم نسخت تلاوة وبقي الحكم، أي لم يعمل أحد من علماء الفريقين بتلك الروايات التي ذكرتها أو التي برواية عمر في نفس المجال حين أراد إثبات آية الشيخ والشيخة في القرآن الكريم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولكن لم يوافقه أحد من الصحابة على ذلك فقال: (لولا أن تقولوا زاد عمر في كتاب الله لأثبت آية الرجم فيه)! وكأن القرآن بابه مفتوح لإبداء الرأي وإدخال الآيات أو إخراجها بحسب الاجتهاد والرأي وقبول الناس أو رفضهم لذلك ليس إلا!!
وبالتالي فهذه الاحاديث وكل أحاديث تخالف صريح القرآن الكريم أو لم تثبت بالتواتر فإنها ليست قرآناً قطعاً ولا تثبت شيئاً ، وخصوصاً مع وجود المعارض لها كما أوضحنا وكما هو الحال في كل ما ورد في التحريف أو النسخ وما إلى ذلك فلا يهم ذلك، وإن صحت الرواية سنداً فانها تبقى ظنية يتوفر الاطمئنان بذلك في ثبوتها وصدورها عن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الأئمة (عليهم السلام) فتكون تلك الروايات أما شاذة أو منكرة أو غير صادرة في الواقع أو يجب تأويلها أو إيكال علمها إلى أهلها وبالتالي تكون مطروحة على جانب ولا يجب العمل بها ، والله العالم.
أما بالنسبة الى القول بنسخ التلاوة، فإنه لم يثبت عن أحد علمائنا القول بذلك حول ذلك، بل المشهور هو قولهم بأن القول بنسخ التلاوة هو أخو وصنو القول بالتحريف والعياذ بالله! وقد يفهم خطأً من كلام شيخ الطائفة الطوسي(قدس سره) في (العمدة في الاصول) أو في تفسير بأنه يقول بالنسخ ! والصحيح أنه في معرض الكلام بالجواز أو الاستحاله فمال بحسب رأية واجتهاده الى جوازه العقلي ولم يقل بوقوعه، وكذلك فإنّ قوله ليس بحجة على الشيعة فإن لكل زمان وعصر علماءه ومجتهديه فلا نلتزم بقول المجتهد الميت في آرائه ، ولنا قول مشهور في ذلك وهو (ان الميت تموت معه آراؤه وأقواله)، فعلينا بالاجماع أو المشهور أو قول علماء عصرنا وزماننا وهي التي تلزمنا.




السؤال: هل كلام الله بعضه أفضل من بعض؟
سؤالي هو.. اذا كان القرآن الكريم هو أفضل الكتب المنزلة من الله تبارك وتعالى مع أن كل الكتب السماوية هي كلام الله تبارك وتعالى..
فهل يجوز لنا أن نقول ان كلام الله عز وجل بعضه أفضل من بعض؟

الجواب:
يمكن القول أنها أفضلية لحاظية , أي ليست بلحاظ المنشأ والمصدر وإنما بلحاظ المتعلقات الأخرى، فالقرآن أفضل من التوراة والإنجيل لأنه إحتوى على شريعة كاملة متكاملة تشكل منهجاً شموليّاً تمتد أحكامه وتشريعاته إلى يوم القيامة، بخلاف التوراة والإنجيل التي إقتصر العمل بها على وقت محدد وقد نسخها القرآن الكريم جميعها , وإلى هذا المعنى يشير القرآن الكريم بقوله : (( وَأَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ مصَدّقًا لّمَا بَينَ يَدَيه منَ الكتَاب وَمهَيمنًا عَلَيه ...)) (سورة المائدة:48).
ويأتي نفس الكلام في تفضيل بعض آي القرآن الكريم على بعض , فسورة الحمد مفضلة على السور الأخرى، وآية الكرسي لها من فضل ما ليس لآيات آخر وهكذا.




السؤال: لماذا الاجمال في القرآن والتفصيل في السنة
1- هل هناك امورا لم يتطرق لها القرآن الكريم وتطرقت لها السنة الشريفة؟ ارجو ذكر امثلة
2- ماهي الامور التي لم يتطرق لها القرآن بنفي او اثبات؟
3- ماهي الحكمة من عدم تطرق القرآن لمواضيع وبالتالي تم التطرق لها بالسنة الشريفة؟
4- قال تعالى: (( ما فرطنا في الكتاب من شيء فيه تبيان لكل شيء )) وفي الحديث : (( فيه خبر ماقبلكم ونبا مابعدكم وحكم مابينكم ))
كيف يمكن التوفيق بين النقطة 4 وبين ماذكرتموه في المقدمة؟ ارجو توضيح ذلك تفصيلا

الجواب:
لقد وردت الكثير من الأمور سواءاً فيما يتعلق بالعقائد أو فروع الدين على نحو مسائل كليه وقواعد عامة تكفّلت السنة الشريفة ببيانها وتفصيل إجمالها وبيان المنفي فيها والثابت منها سواءاً في شروطها أو في أجزائها, أو ما يتعلق بصحة الاعتقاد أو صحة الفعل. ونذكر على سبيل المثال الصلاة. فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم مجملاً ولم يسم المولى سبحانه في عدد الركعات ثلاثاً أو أربعاً لصلاتي المغرب أو الظهر أو العشاء, وأيضاً لم يذكر القرآن كيفية الركوع وما يجب القول فيه وما لا يجب, أو ما هي المنافيات للصلاة من قهقهة وتكلم والتفات عن جهة القبلة وغيرها من الشروط التي تكفّلت ببيانها نفياً أو إثباتاً السنة الشريفة المعصومة دون الكتاب الكريم.
وهناك أحتمالات متعددة في بيان الحكمة من عدم تطرق القرآن لموضوع ما ، وبالتالي تم التطرق له بالسنة الشريفة, ويمكن لنا أن نذكر من هذه الأحتمالات:
أ ـ المحافظة على القرآن من التحريف, إذ الأختصار في الكلام والإيجاز غير المخل يسهل حفظه من أكبر عدد ممكن من المسلمين, الأمر الذي يسهل تواتره وتداوله بين الأجيال ويسد على ذوي الأغراض محاولة تحريفه أو تغييره.
ب ـ دفع الملل والسأم من قراءة كتاب الله, إذ لتطويل والتفصيل في أي مجال كان يبعث على التعب والملالة, بينما الإيجاز وجوامع الكلم تبعث على الانشداد والتشويق إلى البحث والتأمل.
ج ـ الاختبار والأمتحان, ونعني به أن تبليغ بعض الأوامر الألهية والأحكام من خلال السنة الشريفة يراد به مجالاً آخر من مجالات الأختبار التي شاء المولى سبحانه أختبار هذه الأمة بها, ومن هنا نفهم قوله تعالى في القرآن الكريم: ((لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) [البقرة ـ143].
ولا يتنافى إيكال التفاصيل إلى السنة الشريفة مع قوله تعالى: ((ما فرطنا في الكتاب من شيء))[الانعامك38] أو ما ورد في الحديث:( فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم), فكل ذلك مذكور في القرآن على نحو المسائل الكلية والقواعد العامة التي فتحت السنة من خلالها أبواب العلوم والعارف على هذه الأشياء التي ذكر أصولها القرآن الكريم...


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:24 PM   #5
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

لسؤال: لفظ الخطاب في سورة الحمد
حدثني صديق أن له صديقا مسيحيا ( يبحث في القرآن ) سأله عن سورة الفاتحة..
كان السؤال : لماذا النص في سورة الفاتحة بلفظ المخاطب بكسر الطاء؟
والقرآن كلام الله يخاطب به الناس..فهل يخاطب الله نفسه؟
في حين أن النص في غير سورة يبدأ بـ (( قل )) مثل (( قل هو الله أحد )) (( قل أعوذ برب الناس ))وحاولت أن أجد لفظا في القرآن كاللفظ في سورة الفاتحة.. ولم أستطع.. ولقد قرأت الشيء الجمبل في تفسير فاتحة الكتاب للإمام الخوئي.. ولكن لم أجد ما يمكن أن يعتبر جوابا على هذا السؤال....
الجواب:
لا يخفى عليكم أن القرآن الكريم كتاب تعليم وتوجيه وإرشاد, وهو بقرينة كونه منزلاً لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق السوي في عبادته سبحانه, فتحمل الخطابات المباشرة كقوله تعالى: (( إياك نعبد )) على تقدير: قولوا إياك نعبد , وهكذا الشأن في كل الخطابات الواردة بهذا السياق.
على أن سورة الفاتحة ليست كلها على نحو لفظ الخطاب! بل قوله تعالى: (( الحمد لله ربّ العالمين )) إلى قوله: (( مالك يوم الدين )) كان بلفظ الغيبة، ثم انتقل إلى لفظ الخطاب, وهذا العدول _ كما يقول الطبرسي في (تفسير جوامع الجامع 1 / 55 ): إنّما جرى على عادة العرب _ المخاطبين بالقرآن _ في تفننهم في محاوراتهم , ويسمى هذا التفاتاً, وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب , ومن الخطاب إلى الغيبة, ومن الغيبة إلى التكلم كقوله سبحانه: (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) (يونس _ 22) ، وقوله: (( والله الذي أرسل الريح فتثير سحاباً فسقناه )) (فاطر _ 9).
وأمّا الفائدة المختصة به في هذا الموضع فهو أن المعبود الحقيقي بالحمد والثناء لمّا أجرى عليه صفاته العلى تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالعبادة والاستعانة به في المهمات, فخوطب ذلك المعلوم المتميز بتلك الصفات, وقيل: إياك _ يا من هذه صفاته _ نخص بالعبادة والاستعانة , ولا نعبد غيرك ولا نستعين به, ليكون الخطاب أدل على أن العبادة له لذلك المتميز الذي لا تحق العبادة إلاّ له (انتهى ما أفاده الشيخ الطبرسي).




السؤال: عن الترابط بين مواضيع الآيات وعدمه
ما سبب عدم وجود سياق موحد في القرآن الكريم, فتجد عند قرائتك للقرآن, هناك عدة مواضيع تطرح في سورة واحدة , وتجد بعض تلك السياقات , (ظاهرها) لاتمت بالموضوع الذي قبله بصلة, وما سبب تكرار بعض القصص والآيات ايضاً, كتكرار قصة النبي موسى عليه السلام, في سور مختلفة؟
وهل لكم أن ترشدوني الى كتاب , أو مقال يفصل في هذا الموضوع بالذات.
الجواب:
لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب وبلاغتهم، وقد كانت بلاغته هي أبرز وجوه الإعجاز التي جاء بها هذا السفر الإلهي العظيم وتحدى به المولى سبحانه العرب أنفسهم فعجزوا عن مجاراته بالإتيان بكتاب مثله أو بعشر سور منه أو حتى بمثل سورة واحدة كما يشهد لهذا قوله تعالى : (( وَإن كنتم في رَيب ممَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدنَا فأتوا بسورَة مّن مثله وَادعوا شهَدَاءَكم من دون اللَّه إن كنتم صَادقينَ )) (البقرة:23)، مع أن العرب في زمان نزول القرآن كانوا يتفنون في كلامهم وأشعارهم ويتبارون على الفوز بالإتيان بارقى أساليب البلاغة وبياناتها في مواسمهم ومجالسهم ، وقد كان هذا التحدي الذي أعلنه القرآن بوجوههم سهلاً يسيراً عليهم، إذ هم أهل هذه الصناعة لا يشق لهم في هذا الجانب غبار. ولكن عندما علمنا أنهم عجزوا عن هذا التحدي وصرّح قائلهم في القرآن بعد أن أستمع إليه: (إن له لحلاوة وان عليه لطلاوة، وان أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه)(بحار الأنوار 9 : 167)، وفي رواية: (وما يقول هذا بشر)(المصدر نفسه 17: 212 وتنسب هذه الكلمات للوليد بن المغيرة).
نقول: عرفنا بعدها ـ أي بعد عجز العرب عن مجاراة بلاغة القرآن الذي نزل بلغتهم ـ ان أحد أبرز وجوه الإعجاز في هذا الكتاب الكريم هي بلاغته التي أذهلت أهل الفن عن الإتيان بثلاث آيات متواليات فقط ، وهو أقل عدد تشتمل عليه أقصر سورة في القرآن الكريم.
ومن هنا نقول: إن الأسئلة التي طرحتموها عن القرآن الكريم من وجود جمل اعتراضية أو موضوعات متعددة تحويها سورة واحدة ، وهذه الموضوعات قد لا يربطها ـ بحسب الظاهر ـ رابط موضوعي أو فكري معين، وكذلك التكرار الذي امتاز به القرآن الكريم في موارد متعددة وبالخصوص في قصة نبي الله موسى (عليه السلام) .. كل هذه الأمور وغيرها هي من الاساليب البلاغية التي اعتمدها القرآن الكريم، وكانت مادة إعجازه وتفننه. وقد تناولها المفسرون والباحثون في دراسات متعددة متنوعة، وعلى سبيل المثال يمكنكم العودة إلى تفسير الزمخشري (الكشاف) وهو أحد المختصين بعلم البلاغة، لتطلعوا على جانب من الوجوه البلاغية التي حفل بها القرآن في آياته، وكذلك يمكنكم الأطلاع على كتاب الدكتور محمود البستاني (القواعد البلاغية في ضوء المنهج الإسلامي) حيث تناول في بحوثه جملة من العناصر البلاغية التي اشتمل عليها القرآن الكريم وذكر منها قوله في العنصر الفكري، إذ قال عند بيانه عن المستويات التي يخضعها هذا العنصر الفكري للنص: الفكرة المعترضة : ويقصد بها كل فكرة تقطع سلسلة الموضوع الذي يتحدث عنه النص، إمّا من خلال قطعه بفكرة تمس الموضوع نفسه (ويكون بمثابة تعليق عليه) أو بفكرة ذات صلة عابرة بالموضوع، أو بفكرة طارئة لا علاقة لها بالموضوع، ولكنّ يستهدف التركيز عليها..
وقد وردت الإشارة في البلاغة العربية إلى أحد أشكال الفكرة المعترضة، متمثلة في لفظة أو جملة (اعتراضية)، ولكن البلاغة الحديثة أكسبت هذا الجانب أهمية كبيرة، بخاصة فيما يتصل بالنمطين الأخيرين، حيث تجاوزت من ـ جانب ـ مجرد الكلمة أو الجملة المعترضة إلى ما هو أشمل، وتجاوزت ـ من الجانب الآخر ـ مجرد العلاقة المباشرة بين الموضوع والفكرة المعترضة، إلى ماله علاقة غير مباشرة ، أو ما هو عديم العلاقة ، لتشكل بذلك واحداً من الأساليب التي تستخدم لإبراز فكرة خاصة.
مسوغاتها (أي مسوغات هذا الإستعمال في البيان):
إن السبب في ممارسة هذا النوع من الفكرة المعترضة، هو أن البلاغة الحديثة تعتمد الحديث اليومي عند عامّة الناس، وتستثمر هذا الجانب لتصوغ منه قاعدة بلاغية... وأهمية مثل هذا الأسلوب تتمثل في أن الفكرة المعترضة تعتمد واحداً أو أكثر من المسوغات الآتية: التداعي الذهني:
ونعني به أنّ الإنسان عندما يتحدث عن أحد الموضوعات، فإن مخزونه من التجارب الذهنية يجعله (يتداعى) من فكرة إلى أخرى ذات علاقة بموضوعه، سواء أكانت هذه العلاقة مباشرة (كما لو كان أحد الأشخاص يفكر في موضوع العلم مثلاً ثم يتداعى ذهنه إلى تجربة شخصية قضاها في أحد المعاهد) أم كانت هذه العلاقة غير مباشرة (كما لو تداعى ذهنه إلى مفهوم الصداقة التي اقترنت بسنوات الدراسة)... وهذه العلاقة تتداعى مع التجارب غير الشخصية أيضاً (كما لو كان موضوع العلم نفسه يقترن بموضوعات ذات تشابه فيما بينها: كالعلم واقترانه مثلاً بالعمل، واقتران العمل بالصبر، وهكذا).التداعي الفني:
ويقصد به أن طبيعة الموضوع أو طبيعة الفكرة التي يستهدفها النص، تفرض عليه أن يقطع سلسلة أفكاره العامّة ليركز على فكرة خاصة يجدها ذات أهمية، سواء أكانت: ذات صلة بموضوعه العام، أم كانت متجانسة، أو كانت أجنبية عنه.
وهذا ما نجده واضحاً في النص القرآني الكريم، حيث يقطع سلسلة الموضوع، ويطرح فكرة خاصة، ثم يعود إلى الموضوع الأول... كذلك نجد أنّ هذا الأسلوب تتوفر عليه النصوص الأدبية المعاصرة في ميدان الرواية والمسرحية والقصيدة... إلى آخره. أقسامها:
تنشطر الفكرة المعترضة إلى قسمين:
1- مباشرة:
ويقصد بها أن تجيء الفكرة المعترضة على شكل عبارة خاصة تقع وسط الجملة أو الجمل وتشطرها إلى قسمين، مثل قوله تعالى على لسان الكافرين (( أَو تسقطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمتَ عَلَينَا كسَفاً )) (الاسراء:92) حيث شطرت العبارة المعترضة جملة (أو تسقط السماء علينا كسفاً إلى قسمين تسقط السماء و (علينا كسفاً).
ومثل قوله تعالى مخاطباً الشيطان: (( وَعدهم وَمَا يَعدهم الشَّيطَان إلَّا غروراً, إنَّ عبَادي لَيسَ لَكَ عَلَيهم سلطَانٌ )) حيث شطرت العبارة المعترضة جملتين (وعدهم) و (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) إلى قسمين تتوسطها الجملة المعترضة (وما يعدهم الشيطان إلا غروراً)...
2- غير مباشرة:
ويقصد بها أن تجيء الفكرة المعترضة على شكل موضوع طارئ لا علاقة له في الظاهر بموضوع النص الأصلي بحيث تقطع هذه الأفكار الطارئة سلسلة الموضوعات، مثل الفكرة المعترضة القائلة (( إنَّمَا يريد اللَّه ليذهبَ عَنكم الرّجسَ أَهلَ البَيت وَيطَهّرَكم تَطهيراً )) (الأحزاب:33) حيث كان النص يتحدث عن نساء النبي (ص) وأورد العبارة المذكورة ثم عاد إلى الموضوع الأول، وتابع سلسلة الموضوعات بقوله تعالى (( وَاذْكرْنَ مَا يتْلَى في بيوتكنَّ )) (الأحزاب:34).
وهذا النمط الآخر من الأفكار المعترضة ينشطر إلى قسمين.
1- فكرة طارئة لا علاقة لها ملحوظة بموضوع النص مثل آيتي (( حَاظوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلاة الْوسْطَى وَقوموا للَّه قَانتينَ, فإنْ خفتم فرجَالاً أَوْ ركْبَاناً فإذَا أَمنْتمْ فاذْكروا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكمْ مَا لَمْ تَكونوا تَعْلَمونَ )). حيث وردت هاتان الآيتان وسط جملة آيات تتحدث عن الطلاق فيما لا تلحظ أية علاقة مباشرة بين الصلاة والطلاق، إلا أن النص قطع سلسلة حديثة عن الطلاق ، وأورد آيتي الصلاة ثم عاد إلى الموضوع من جديد و استكمل حديثة عن الطلاق، ليلفت النظر إلى أهمية الصلاة.
وهي على نمطين أيضاً:
1- علاقة بعيدة:
ومثالها فكرة (التطهير) وعلاقتها بزوجات النبي(ص) فالحديث عن النبي(ص) وزوجاته يجسد حديثاً عن أحد أشكال الأنظمة الاجتماعية (وهو: الوحدة الأسرية) ويجسد حديثاً عن (الممارسات العبادية)... وهذه الوحدة الأسرية وممارساتها العبادية (تتداعى) بالذهن إلى وحدة أسرية (أوسع نطاقاً) من حيث البعد النسبي أو العبادي... فسعة النطاق النسبي تتمثل في شموله للبنت والحفيدين والصهر (علي، الزهراء، الحسن، الحسين، عليهم السلام) وسعة النطاق العبادي تتمثل في قضية (التطهير) بصفتها أرقى المستويات العبادية (مفهوم العصمة) بالقياس إلى مجرد القرار في البيت أو عدم التبرج أو طاعة الرسول(ص) أو الصلاة أو الزكاة أو التلاوة إلى آخره...
2- علاقة قريبة:
ومثالها آية (( وَإذا سَأَلَكَ عبَادي عَنّي فإنّي قَريبٌ أجيب دَعْوَةَ الدَّاع إذَا دَعَان فلْيَسْتَجيبوا لي وَلْيؤْمنوا بي لَعَلَّهمْ يَرْشدونَ )) (البقرة:186) حيث وردت هذه الآية وسط آيات تتحدث عن الصيام ومن المعلوم أن هناك علاقة محكمة بين شهر رمضان وبين خصوصية الدعاء فيه بالقياس إلى غيره من الشهور، حيث (يتداعى) الذهن من ظاهرة شهر رمضان والصوم وما يرتبط به من القدسية والأحكام، إلى ظاهرة الدعاء وإجابته.
المهم أن هذا النمط من التداعي الذهني(القريب) وكذلك التداعي الذهني (البعيد)، يفسر لنا جانباً من المسوغات الفنية للفكرة المعترضة.
ما تقدم، يتصل بأقسام الفكرة المعترضة..
وأمّا ما يتصل بصياغتها، فندرجه ضمن عنوان: موقعها:
الموقع الذي تحتله الفكرة المعترضة هو (الوسط) سواء أكان ذلك وسطاً بين الجملة الواحدة أم الفقرة أم المقاطع، لأن طبيعة الاعتراض تتمثل في كونها تقطع سلسلة الحديث لتستكمل بعد ذلك، وهذا لا يحدث إلا في وسط.
ولكن من الممكن أن تتقدم أو تتأخر الفكرة المعترضة في سياقات خاصة فترد في البداية أو النهاية.
ويحسن بنا أن نعرض للمواقع الثلاثة المشار إليها.
1- الوسط:
وهذا من نحو (( وَإنَّه لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمونَ عَظيمٌ )) (الواقعة:76)، ونحو: (( قَالَ فالْحَقّ وَالْحَقَّ أَقول لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ ... )) (صّ:84-85).
2- البداية :
وهذا من نحو قوله تعالى (( فوَسْوَسَ إلَيْه الشَّيْطَان قَالَ )) (طـه:120). فالجملة أو الفكرة المعترضة هنا هي جملة (فوسوس) وموقعها الأصلي هو الوسط، أي بعد كلمة (قال) لأن الأصل فيها هو مثلاً (قال الشيطان ـ وهو يوسوس له ـ هل أدفلـّك..). إلا أن النص (قدم) هذه الجملة المعترضة لنكته بلاغية هي: التأكيد على الوسوسة الشيطانية بصفتها ذات نتائج في غاية الخطورة والأهمية، حيث ترتبت على هذه الوسوسة: إخراجه عليه السلام من الجنة، ولذلك (قدم هذه الجملة المعترضة (وسوسة الشيطان) تعبيراً عن خطورتها المشار إليها... وإلا ففي الحالات الأخرى نجد أن الجملة المعترضة (في المحاورات بخاصة) تقع في الوسط مثل قوله تعالى (( فقَالَ لصَاحبه ـ وَهوَ يحَاوره ـ أَنَا أَكْثَر منْكَ مَالاً وَأَعَزّ نفراً )) (الكهف:34).
3- النهاية :
مثل قوله تعالى: (وكذّب به قومك ـ وهو الحق) حيث أنّ الفكرة المعترضة (وهو الحق) قد اعترضت (التكذيب للقرآن)، فيما يكون موقعها الأصلي هو بعد كلمة (به) لأنّ الضمير عائد إلى القرآن والتعليق على القرآن ينبغي أن يجيء بعده مباشرة، أي بعد كلمة (به)، إلا أن النص (أخره) كما لحظنا لنكتة بلاغية هي انّ النصّ يستهدف التأكيد على مدى الأنحراف الذي يطبع القوم، لذلك نجد في موقع آخر من القرآن ورود الجملة الاعتراضية (وهو الحق) مباشرة بعد ذكر القرآن مثل قوله تعالى (( وَالَّذينَ آمَنوا وَعَملوا الصَّالحَات وَآمَنوا بمَا نزّلَ عَلَى محَمَّد وَهوَ الْحَقّ منْ رَبّهمْ كََّفرَ عَنْهمْ سَيّئَاتهمْ )) (محمد:2) .
ما تقدم يتصل بمستويات العنصر الفكري، من حيث الفكرة المعترضة والثابتة، ومن حيث تعدد الفكرة وتوحدها، ومن حيث الفكرة الرئيسة والثانوية، إلى آخره...
وأما ما يرتبط بأسلوب طرحه أي: طرح العنصر الفكري من حيث الأساليب الفنية فندرجه ضمن عنوان: صياغته:
المقصود بالصياغة هو : الأسلوب الذي يتحدد من خلاله طرح العنصر الفكري في النص، حيث يمكن أن نحدد له ثلاثة أساليب، هي:
1- الأسلوب المباشر:
ويقصد به أن (فكرة النص) تطرح بصورة مباشرة من خلال الألفاظ الدّالة عليها مثل قوله تعالى: (( فوَيْلٌ للْمصَلّينَ, الَّذينَ همْ عَنْ صَلاتهمْ سَاهونَ, الذين هم يراءون )) . فالنص هنا، قد طرح فكرة المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وفكرة عدم الرياء فيها: طرحها مباشرة من خلال الألفاظ الدّالة على ذلك، بحيث لا نحتاج إلى أعمال الذهن فيها لنستخلص الفكرة فيها.
وهذا الأسلوب يتم على نمطين:
1. أن يتم من خلال التعليق الذي يصدر عن صاحب النص، كالنموذج المتقدم.
2. أن يتم من خلال لسان آخر، وهذا من نحو قوله على لسان أحد أبني آدم:
(( لَئن بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لتَقْتلَني مَا أَنَا ببَاسط يَديَ إلَيْكَ لأَقْتلَكَ إنّي أَخَا اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمينَ )) (المائدة:28) حيث إن الفكرة القائلة بوجوب الخوف من الله تعالى، وعدم جواز القتل، قد جاءت من خلال المحاورة التي صدرت من الشخصية المذكورة.
وهذا على العكس من أسلوب آخر، هو:
2- الأسلوب غير المباشر:
ويقصد به أن (فكرة النص) تطرح بنحو خفي، بحيث لا يدركها القارئ إلا بعد إعمال الذهن فيها، لأن التعبير المستخدم فيها لا يشير مباشرة إلى الفكرة، وهذا من نحو قوله تعالى (( وَقَالَ نسْوَةٌ في الْمَدينَة امْرَأَت الْعَزيز ترَاود فتاهَا عَن نفسه قَدْ شَغََفهَا حبّاً إنَّا لَنَرَاهَا في ضَلال مبين )) (يوسف:30)
فالقارئ ـ من حيث النظر ابتداءً ـ يستخلص فكرة تقول: بشيوع الخبر في المدينة، ولغط النسوة به، وإنكارهن هذا السلوك... إلا أننا بعد أن نمعن النظر إلى هذا الجانب نجد أن هناك أكثر من (فكرة يتضمنها هذا النص)، منها: الغيرة مثلاً، ومنها: الفضول مثلاً، ومنها: التعجيل في اللوم، أو على العكس، من الممكن أن يستخلص المتلقي من ذلك نظافة النسوة وإخلاصهن من خلال إنكارهن للعمل المذكور، إلا أن تقطيعهن الأيدي عند مرور يوسف عليهن، لا يساعد على هذا الاستنتاج الأخير بقدر ما يعزز الاستنتاج الأول وهو الغيرة والفضول ونحو ذلك، أو على الأقل يكشف عن الفكرة القائلة بضعف الإنسان حيال المنبهات القوية وإن ما يلوم به الآخرين يقع فيه أيضاً، إلا أن الاستنتاج الأول يظل هو الأكثر صواباً بدليل أنه تعالى وصفهن بالمكر (( فلَمَّا سَمعَتْ بمَكْرهنَّ )).
والمهم في الحالات جميعاً أن هذه الفكرة لم يطرحها النص بصورة مباشرة، بل استخلصها المتلقي بالنحو الذي ذكرناه.
3- الأسلوب المزدوج:
ويقصد به أن تكون الفكرة المطروحة في النص يكتشف بعض أجزائها بصورة مباشرة، ويكتشف بعض أجزائها الأخرى بصورة غير مباشرة، ومثال ذلك: قضية يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز في حادثة عدم مطاوعته لها، حيث أن القارئ يكتشف فكرتها ـ في جانب منها ـ بوضوح من خلال الألفاظ الدالة على ذلك مثل: الاستعاذة بالله تعالى (( قَالَ مَعَاذَ اللَّه )) (يوسف: من الآية23) ، عدم فلاح الظالم (إنه لا يفلحف الظالمونَ) إلى آخره، إلا أن هناك أفكاراً يكتشفها القارئ بصورة غير مباشرة مثل: عدم نظافة امرأة العزيز، إلحاح الدّافع الجنسي عند المرأة، عدم تورعها في إلحاق الأذى بالشخص إرضاءً لشهواتها... إلى آخره.




السؤال: لا تناقض بين آيات القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
ارسل لكم هذه الاشكالات المزعومة على الدين الاسلامي و التي وجدتها في أحد المواقع راجيا أن تتفضلوا بالاجابة عليها و تزيلوا عنها الغموض و شكرا:*************************1- الله لا يغفر لمن قتل مؤمنا متعمدا أم يغفر له؟
(( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) (النساء: 92-93)، (( الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ... إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )) (الفرقان: 68-70)
فى الاولى لن يغفر الله لقاتل المؤمن ومصيره جهنم خالدا فيها، وفى الثانية نجد كلمة ((إلا من تاب يبدل الله سيئاتهم حسنات)) وبذلك يمكن لمن قتل النفس التي حرم الله قتلها أن يتوب ويبدل الله سيئاته حسنات.
2- الله يغفر كل الذنوب أم لا يغفر كل الذنوب؟
(( إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) (الزمر39: 53)، (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) (النساء4: 48؛116).
في الأولى يغفر جميع الذنوب، وفي الثانية لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
3- تناقض القرآن عندما يكذب المشركين لانهم قالوا ما قاله القرآن (( لو شاء الله ما اشركوا )). الغريب ان المشركين لا يقولون الا ما قرره القرآن ومع ذلك يتهمهم بالكذب لانهم قالوا ذلك , وكأن القرآن يتهم نفسه بالكذب !!
(( وَلَو شَاءَ اللَّه مَا أَشرَكوا وَمَا جَعَلنَاكَ عَلَيهم حَيفظًا وَمَا أَنتَ عَلَيهم بوَكيل ))(الانعام 107) ،(( سَيَقول الَّذينَ أَشرَكوا لَو شَاءَ اللَّه مَا أَشرَكنَا وَلَا آَبَاؤنَا وَلَا حَرَّمنَا من شَيء كَذَلكَ كَذَّبَ الَّذينَ من قَبلهم ))(الانعام 148).
4- كتاب أعمال الكافر يوم القيامة بشماله أم وراء ظهره؟
(( فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا وأما من أوتى كتابه وراء ظهرهفسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا )) (الانشقاق 7-12)، (( فأما من أوتى كتابه بيمينه ... فى جنة عالية ... وأما من أوتى كتابه بشماله ... خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه..)) (الحاقة 19-31).
فى يوم الحساب يعطى كل انسان كتاب مكتوب فيه اعماله , ويبدو ان الملائكة تعلم ما فى الكتاب مسبقا لذلك , من نجح فى امتحان الدنيا اعطته الملائكة كتابه فى يمينه ولا خلاف على ذلك فى سورة الانشقاق والحاقة. اما من رسب فاختلفت السورتان , بحسب الانشقاق يعطى كتابه وراء ظهره, وبحسب الحاقة يعطى كتابه بشماله !!
5- كيف يقول اليهود على المسيح انه رسول الله بينما هم لا يؤمنوا به اصلا؟
يتحدث القرآن عن اليهود فيقول : (( وَقَولهم إنَّا قَتَلنَا المَسيحَ عيسَى ابنَ مَريَمَ رَسولَ اللَّه وَمَا قَتَلوه وَمَا صَلَبوه )) (النساء 157)، لم يؤمن اليهود بالمسيح ولم يعتبروه رسولا من عند الله بل اعتبروه من المضلين الذين اضلوا البشرية ولا يعقل ان يصدر منهم هذه المقولة التى نسبها لهم القرآن : (( إنَّا قَتَلنَا المَسيحَ عيسَى ابنَ مَريَمَ رَسولَ اللَّه )) لانهم لو قالوا ذلك فانهم يعترفون حينئذ بان المسيح رسول الله !!
6- كيف يكون النبي محمد اول المسلمين بينما يقرر القرآن ان ابراهيم وموسى ونوح وعيسى وحواريه الذين سبقوه بمئات والاف السنين من المسلمين يقول النبي محمد انه اول المسلمين: (( قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم )) (الأنعام:14)، (( لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) (الانعام163)
(( قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين )) (الزمر11-12).
بينما هناك آيات كثيرة تجعل الانبياء السابقين لمحمد من المسلمين
(( وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين )) (يونس10: 71‎‎ ـ 72) ، (( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما )) (آل عمران 3 : 67 )، (( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون )) ( البقرة: 133)، في الحديث عن يوسف .... (( رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين )) ( يوسف 12 : 101 )،(( قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )) (يونس84 )، (( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين )) (يونس:90)، ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد: (( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين )) (النمل 27 : 24-31)، وملكة سبأ قالت : (( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) ( النمل 27 : 44 )،(( والذين آتيناهم الكتاب من قبله (أي قبل القرآن يقصد النصارى) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين )) (القصص:52-53)، (( قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون )) (آل عمران:52).
7- لا تبديل لكلمات الله أم يبدل الله كلامه ؟
(( لا تبديل لكلمات الله )) (يونس:46)، (( لا مبدل لكلماته )) ( كهف:27)
ومن جهة اخرى نجد الايات التالية:
(( وإذا بدلنا آيه مكان آية والله اعلم بما ينزل )) (النحل:101)، (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )) (بقرة:106).
8- مريم تأكل وتشرب وتتكلم ومع ذلك يطلب منها ابنها ان لا تقول الحقيقة على الناس وتقول انها صائمة عن الاكل والكلام
(( فانتَبَذَت به مَكَاناً قَصيّاً فأَجَاءَهَا المَخَاض إلَى جذع النَّخلَة قَالَت يَاليتَني متّ قَبلَ هذا وَكنت نَسياً مَنسيّاً فنَادَاهَا من تَحتهَا أَلاَّ تَحزَني قَد جَعَلَ رَبّك تَحتَك سَريّاً وَهزّي إلَيك بجذع النَّخلَة تسَاقط عَلَيك رطَباً جَنيّاً فكلي وَاشرَبي وَقَرّي عَيناً َإمَّا تَرَينَّ منَ البَشَر أَحَداً فقولي إنّي نَذَرت للرَّحمَان صَوماً فلَن أكَلّمَ اليَومَ إنسيّاً )) (مريم:22-26)
وغريب أن يكلّمها وليدها من تحتها أن تهز جذع النخلة وتأكل من البلح وتشرب من الجدول، فإذا مرَّ بها أحدٌ تقول إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً.
فأين الصوم وهي الآكلة الشاربة المتكلمة؟
9- هل نبذ يونس بالعراء أم لم ينبذ بالعراء؟
(( فنَبَذنَاه بالعَرَاء وَهوَ سَقيمٌ )) (الصافات:145)
الجلالين: (فنبذناه) أي ألقيناه من بطن الحوت (بالعراء) بوجه الأرض : أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوما (وهو سقيم) عليل كالفرخ الممعط ابن كثير وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندا مرفوعا في تفسير سورة الأنبياء ولهذا قال تعالى (فنبذناه) أي ألقيناه (بالعراء) قال ابن عباس وغيره وهي الأرض التي ليس بها نبت ولا بناء قيل على جانب دجلة وقيل بأرض اليمن فالله أعلم (وهو سقيم) أي ضعيف البدن قال ابن مسعود عنه كهيئة الفرخ ليس عليه ريش وقال السدي كهيئة الظبي حين يولد وهو المنفوس وقاله ابن عباس وابن زيد أيضا.
الطبرى: وقوله : (( فنبذناه بالعراء )) يقول : فقذفناه بالفضاء من الأرض , حيث لا يواريه شيء من شجر ولا غيره ;
القرطبى: وقال في هذه السورة : (( فنبذناه بالعراء )) وقال في (( ن والقلم )) (القلم:1), (( لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم )) (القلم:49)
والجواب : أن الله عز وجل خبر هاهنا أنه نبذه بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمة الله عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم ; قاله النحاس
10- يقرر القرآن ان جميع البشر سيورد الى النار ثم ينجى الله المؤمنين, ويلوم وينتقد اليهود لانهم قالوا بنفس الشئ !!
عندما كان محمد بمكة أكد فى سورة مريم المكية ان الله قضى حتما مقضيا ان يورد كافة البشر النار ثم ينجى منها المؤمنين ويترك فيها الظالمين
(( لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها (النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) (مريم:70-72)
وعندما توجه الى المدينة واقام بها وجد اليهود يقولون انهم سيذهبون الى النار لكنهم لن يظلوا هناك للابد وانما لايام معدودات - وهذا نفس ما قاله فى سورة مريم المكية - اذ به ينتقد قولهم هذا ويتهمهم بالافتراء والقول على الله بما لايعلمون !!!
(( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) (آل عمران:24)
(( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولوا على الله ما لا تعلمون )) (البقرة:80)
فكيف يكون الشئ الواحد حقا وافتراء فى نفس الوقت؟
حقا لو قاله النبي محمد وافتراء ان قاله اليهود حقا فى السور المكية وافتراء فى السور المدنية ؟!
الجواب:
1- في القرآن آيات عامة وأخرى خاصة، وأيضاً في القرآن آيات مطلقة وأخرى مقيدة لذلك الأطلاق، والعمل في الأخير يكون على الخاص والمقيد الذي يصلح أن يكون مخصصاً للعامة ومقيداً للإطلاق، فقوله تعالى: (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً... )) قول مطلق يصلح للتقييد بآيات أخر، مثل قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ))، وقوله تعالى: (( إن الله يغفر الذنوب جميعاً )). يقول صاحب (الميزان ج 5 ص 41): (غير انك عرفت في الكلام على قوله تعالى: (( ان الله لا يغفر أن يشرك به )) ان تلك الآية وكذا قوله تعالى: (( إن الله يغفر الذنوب جميعاً )) تصلحان لتقييد هذه الآية فهذه الآية توعد بالنار الخالدة لكنها ليست بصريحة في الحكم فيمكن العفو بتوبة أو شفاعة).
2- ان قوله تعالى: (( ان الله لا يغفر أن يشرك به...)) في غير صور الإيمان والتوبة. يقول صاحب (الميزان عن هذه الآية ج 4 ص 370): (وأما التوبة فالآية غير متعرضة لشأنها من حيث خصوص مورد الآية لأن موردها عدم الإيمان ولا توبة معه على ان التوبة يغفر معها جميع الذنوب حتى الشرك).
3- أما قوله تعالى: (( سيقول الذين أشركوا...)). يقول صاحب (الميزان عنها ج 7 ص 366): (الآية تذكر احتجاجهم بهذه الحجة ثم ترد عليهم بأنهم جاهلون بها وإنما يركنون فيها إلى الظن والتخمين, والكلمة كلمة حق وردت في كثير من الآيات القرآنية لكنها لا تنتج ما قصدوه منها.
فانهم إنما احتجوا بها لاثبات أن شركهم وتحريمهم ما رزقهم الله بأمضاء من الله سبحانه لا بأس عليهم في ذلك فحجتهم ان الله لو شاء منا خلاف ما نحن عليه من الشرك والتحريم لكنا مضطرين على ترك الشرك والتحريم فإذ لم يشأ كان ذلك إذ ما في الشرك والتحريم فلا بأس بهذا الشرك والتحريم.
وهذه الحجة لا تنتج هذه النتيجة، وإنما تنتج ان الله سبحانه إذ لم يشأ منهم ذلك لم يوقعهم موقع الاضطرار والاجبار فهم مختارون في الشرك والكف عنه وفي التحريم وتركه، فله تعالى أن يدعوهم إلى الإيمان به ورفض الافتراض فلله الحجة البالغة ولا حجة لهم في ذلك إلا اتباع الظن والتخمين).
4- يقول صاحب (الميزان ج 20 ص 242) عن قوله تعالى: (( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره )). (الظرف منصوب بنزع الخافض والتقدير من وراء ظهره ولعلهم إنما يؤتون كتبهم من وراء ظهورهم لرد وجوههم على أدبارهم كما قال تعالى: (( من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها )) ولا منافاة بين إيتاء كتابهم من وراء ظهورهم وبين ايتائهم بشمالهم كما وقع في قوله تعالى: (( وأما من أوتي كتابه بشماله... ))).
5- يقول صاحب (تفسير الأمثل ج 3 ص 526) : (ولعل هؤلاء كانوا يؤتون بعبارة (رسول الله) استهزاء ونكاية وقد كذبوا بدعواهم هذه في قتل المسيح فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه بل صلبوا شخصاً شبيهاً بعيسى المسيح (عليه السلام)).
ويقول صاحب (الميزان ج 5 ص 132): (وربما ذكر بعض محققي التاريخ ان القصص التاريخة المضبوطة فيه 0عليه السلام) والحوادث المربوطة بدعوته وقصص معاصريه من الحكام والدعاة تنطبق على رجلين اثنين مسمين بالمسيح – وبينهما ما يزيد على خمسائة سنة - : المتقدم منهما محق غير مقتول والمتأخر منهما مبطل مصلوب وعلى هذا فما يذكره القرآن من التشبيه هو تشبيه المسيح عيسى بن مريم رسوله الله بالمسيح المصلوب).
6- يقول صاحب (الميزان ج 7 ص 32): (ان قوله: أول من أسلم) ان كان المراد أول من أسلم من بينكم فهو ظاهر فقد أسلم صلى الله عليه وآله وسلم قبل أمته وإن كان المراد به أول من أسلم من غير تقييد كما هو ظاهر الاطلاق كانت أوليته في ذلك بحسب الرتبة دون الزمان.
7- هناك من يرى من المفسرين أن المراد بالكلمات ما في القرآن غير الشرايع فانها تقبل التبديل بالنسخ. وهناك من يرى أن المراد من الكلمات ما قاله عز من قائل من القضاء أو الوعد وبذلك يرتفع الاختلاف بين تلك الآيات القرآنية.
8- يقول صاحب (الميزان ج 14 ص 44) عن قوله تعالى: (فأما ترين... اليوم انسيا) : (المراد بالصوم صوم الصمت كما يدل عليه التفريع الذي في قوله: (( فلن اكلم اليوم انسياً )) وكذا يستفاد من السياق انه كان أمراً مسنوناً في ذلك الوقت ولذا أرسل عذراً إرسال المسلم... والمراد بالقول التفهيم بالإشارة فربما يسمى التفهيم بالإشارة قولاً, وعن الفراء ان العرب تسمى كل ما وصل إلى الإنسان كلاماً بأي طريق وصل ما لم يؤكد بالمصدر فإذا أكد لم يكن إلا حقيقة الكلام.
وليس بعيداً أن يستفاد من قوله: (( فقولي إني نذرت للرحمن صوماً )) بمعونة السياق انه أمرها أن تنوي الصوم لوقتها وتنذره لله على نفسها فلا يكون اخباراً بما لا حقيقة له.
وقوله: (( فإما ترين... )) على أي حال متفرع على قوله: (( وقري عيناً )) والمراد لا تكلمي بشراً ولا تجيبي أحداً سألك عن شأني بل ردي الأمر إليَّ فأنا أكفيك جواب سؤالهم وارد خصامهم).
9- علم التفسير له ضوابط معينة ولا يحق لأي أحد أن يفسر القرآن وفق ما تشتهيه نفسه فإذا كان صاحب الإشكال لا يفرق بين (( ونبذناه بالعراء وهو سقيم )) وبين (( لنبذ بالعراء وهو مذموم )) فإن المفسرين يفرقون بينهما وللتعرف على ذلك (ارجع الى الميزان ج 19 ص 387).
10- يقول صاحب (الميزان ج 14 ص 91) عن قوله تعالى: (( وأن منكم إلا واردها... )) : (والحق ان الورود لا يدل على أزيد من الحضور والاشراف عن قصد - على ما يستفاد من كتب اللغة - فقوله: (( وان منكم إلا واردها )) إنما يدل على القصد والحضور والاشراف, ولا ينافي دلالة قوله في الآية التالية : (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) على دخولهم جميعاً أو دخول الظالمين خاصة فيها بعدما وردوها.
... إلى أن قوله: (( ونذر الظالمين فيها )) يدل على كون الظالمين داخلين فيها ثم يتركون على ما كانوا عليه وأما تنجية الذين اتقوا فلا تدل بلفظها على كونهم داخلين إذ التنجية ربما تحققت من دونه...
ومعنى الآيتين: (ما من أحد منكم - متقف أو ظالم - إلا وهو سيرد النار كان هذا الايراد واجباً مقضياً على ربك ثم ننجي الذين اتقوا منها ونترك الظالمين فيها لظلمهم باركين على ركبهم).
ثم كيف تفترض ان من ذكر في هذه الآية القرآنية مع ما ذكر في شأن اليهود شيء واحد فاليهود يعتقدون انهم الناجون بينما هذه الآية تقول ان المؤمنين هم الناجون فكان لهذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقاً وقول اليهود باطلاً.





السؤال: ردّ المفسّرين على التناقض المدّعى بين آياته القرآنية
لقد وردتني الشبهات التالية ارجو المساعدة في الرد عليها
*************************
العنوان هو هل يناقض القران نفسه ؟
1- قال ان القران (لسان عربي مبين)النحل والمبين هو الذي لايحتاج الى التفسير ولكنه يقول في ال عمران ان فيه ايات متشابهات وانه لا يعلم تاويله الا الله ؟
وكيف يكون مبين وفيه من الطلاسم والحروف مثل (الر ، ص ، طس ، ق ....)
(( اتقوا الله حق تقاته )) (آل عمران:102)
(( اتقو الله ما استطعتم )) (التغابن:16)
(( فان خفتم الاتعدلو فواحدة ))
(( ولن تستطيعوا ان تعدلو بين النساء ولو حرصتم ))
(( نحن نزلنا الذكر وانا له لحافضون ))
(( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ))
*************************
الجواب:

قال العلاّمة في تفسير الميزان:
فإنما هو كلام عربي مبين لا يتوقف في فهمه عربي ولا غيره ممن هو عارف باللغة وأساليب الكلام العربي. وليس بين آيات القرآن (وهي بضع آلاف آية) آية واحدة ذات اغلاق وتعقيد في مفهومها بحيث يتحير الذهن في فهم معناها، وكيف ! وهو أفصح الكلام ومن شرط الفصاحة خلو الكلام عن الإغلاق والتعقيد، حتى أن الآيات المعدودة من متشابه القرآن كالآيات المنسوخة وغيرها، في غاية الوضوح من جهة المفهوم، وإنما التشابه في المراد منها وهو ظاهر. وإنما الاختلاف كل الاختلاف في المصداق الذي ينطبق عليه المفاهيم اللفظية من مفردها ومركبها، وفي المدلول التصوري والتصديقي. (تفسير الميزان ج1 ص9).
وقال أيضا :
فسر قوم من المفسرين التأويل بالتفسير وهو المراد من الكلام وإذ كان المراد من بعض الآيات معلوما بالضرورة كان المراد بالتأويل على هذا من قوله تعالى " وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله الآية هو المعنى المراد بالآية المتشابهة فلا طريق إلى العلم بالآيات المتشابهة على هذا القول لغير الله سبحانه أو لغيره وغير الراسخين في العلم.
وقالت طائفة أخرى أن المراد بالتأويل هو المعنى المخالف لظاهر اللفظ وقد شاع هذا المعنى بحيث عاد اللفظ حقيقة ثانية فيه بعد ما كان بحسب اللفظ لمعنى مطلق الإرجاع أو المرجع. وكيف كان فهذا المعنى هو الشائع عند المتأخرين كما أن المعنى الأول هو الذي كان شائعا بين قدماء المفسرين سواء فيه من كان يقول إن التأويل لا يعلمه إلا الله ومن كان يقول إن الراسخين في العلم أيضا يعلمونه كما نقل عن ابن عباس أنه كان يقول: أنا من الراسخين في العلم وأنا أعلم تأويله.
وذهب طائفة أخرى إلى أن التأويل معنى من معاني الآية لا يعلمه إلا الله تعالى أو لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم مع عدم كونه خلاف ظاهر اللفظ فيرجع الامر إلى أن للآية المتشابهة معاني متعددة بعضها تحت بعض منها ما هو تحت اللفظ يناله جميع الافهام ومنها ما هو أبعد منه لا يناله إلا الله سبحانه أو هو تعالى والراسخون في العلم.
وقد اختلفت أنظارهم في كيفية ارتباط هذه المعاني باللفظ فإن من المتيقن أنها من حيث كونها مرادة من اللفظ ليست في عرض واحد وإلا لزم استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد وهو غير جائز على ما بين في محله فهي لا محالة معان مترتبة في الطول فقيل إنها لوازم معنى اللفظ إلا أنها لوازم مترتبة بحيث يكون للفظ معني مطابقي وله لازم وللازمه لازم وهكذا وقيل إنها معان مترتبة بعضها على بعض ترتب الباطن على ظاهره فإرادة المعنى المعهود المألوف إرادة لمعنى اللفظ وإرادة لباطنه بعين إرادته نفسه كما أنك إذا قلت اسقني فلا تطلب بذاك إلا السقي وهو بعينه طلب للارواء وطلب لرفع الحاجة الوجودية وطلب للكمال الوجودي وليس هناك أربعة أوامر ومطالب بل الطلب الواحد المتعلق بالسقي متعلق بعينه بهذه الأمور التي بعضها في باطن بعض والسقي مرتبط بها ومعتمد عليها.
وهيهنا قول رابع وهو أن التأويل ليس من قبيل المعاني المرادة باللفظ بل هو الامر العيني الذي يعتمد عليه الكلام فإن كان الكلام حكما إنشائيا كالأمر والنهي فتأويله المصلحة التي توجب إنشاء الحكم وجعله وتشريعه فتأويل قوله أقيموا الصلاة مثلا هو الحالة النورانية الخارجية التي تقوم بنفس المصلي في الخارج فتنهاه عن الفحشاء والمنكر وإن كان الكلام خبريا فإن كان إخبارا عن الحوادث الماضية كان تأويله نفس الحادثة الواقعة في ظرف الماضي كالآيات المشتملة على أخبار الأنبياء والأمم الماضية فتأويلها نفس القضايا الواقعة في الماضي وإن كان إخبارا عن الحوادث والأمور الحالية والمستقبلة فهو على قسمين فإما أن يكون المخبر به من الأمور التي تناله الحواس أو تدركه العقول كان أيضا تأويله ما هو في الخارج من القضية الواقعة كقوله تعالى: (( وفيكم سماعون لهم )) (التوبة:47) وقوله تعالى (( غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ))(الروم:44) وإن كان من الأمور المستقبلة الغيبية التي لا تناله حواسنا الدنيوية ولا يدرك حقيقتها عقولنا كالأمور المربوطة بيوم القيامة ووقت الساعة وحشر الأموات والجمع والسؤال والحساب وتطائر الكتب أو كان مما هو خارج من سنخ الزمان وإدراك العقول كحقيقة صفاته وأفعاله تعالى فتأويلها أيضا نفس حقائقها الخارجية.
والفرق بين هذا القسم أعني الآيات المبينة لحال صفات الله تعالى وأفعاله وما يلحق بها من أحوال يوم القيامة ونحوها وبين الأقسام الاخر أن الأقسام الاخر يمكن حصول العلم بتأويلها بخلاف هذا القسم فإنه لا يعلم حقيقة تأويله إلا الله تعالى نعم يمكن ان يناله الراسخون في العلم بتعليم الله تعالى بعض النيل على قدر ما تسعه عقولهم وأما حقيقة الامر الذي هو حق التأويل فهو مما استأثر الله سبحانه بعلمه.
فهذا هو الذي يتحصل من مذاهبهم في معنى التأويل وهي أربعة.
وهيهنا أقوال أخر ذكروها هي في الحقيقة من شعب القول الأول وإن تحاشى القائلون بها عن قبوله.
فمن جملتها أن التفسير أعم من التأويل وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل وأكثر ما يستعمل التأويل في الكتب الإلهية ويستعمل التفسير فيها وفي غيرها.
ومن جملتها أن التفسير بيان معنى اللفظ الذي لا يحتمل إلا وجها واحدا والتأويل تشخيص أحد محتملات اللفظ بالدليل استنباطا.
ومن جملتها أن التفسير بيان المعنى المقطوع من اللفظ والتأويل ترجيح أحد المحتملات من المعاني غير المقطوع بها وهو قريب من سابقه.
ومن جملتها أن التفسير بيان دليل المراد والتأويل بيان حقيقة المراد مثاله قوله تعالى إن ربك لبالمرصاد فتفسيره أن المرصاد مفعال من قولهم رصد يرصد إذا راقب وتأويله التحذير عن التهاون بأمر الله والغفلة عنه.
ومن جملتها أن التفسير بيان المعنى الظاهر من اللفظ والتأويل بيان المعنى المشكل.
ومن جملتها أن التفسير يتعلق بالرواية والتأويل يتعلق بالدراية.
ومن جملتها أن التفسير يتعلق بالاتباع والسماع والتأويل يتعلق بالاستنباط والنظر فهذه سبعة أقوال هي في الحقيقة من شعب القول الأول الذي نقلناه يرد عليها ما يرد عليه وكيف كان فلا يصح الركون إلى شئ من هذه الأقوال الأربعة وما ينشعب منها.
أما إجمالا فلانك قد عرفت: أن المراد بتأويل الآية ليس مفهوما من المفاهيم تدل عليه الآية سواء كان مخالفا لظاهرها أو موافقا، بل هو من قبيل الأمور الخارجية، ولا كل أمر خارجي حتى يكون المصداق الخارجي للخير تأويلا له، بل أمر خارجي مخصوص نسبته إلى الكلام نسبة الممثل إلى المثل (بفتحتين) والباطن إلى الظاهر.
وأما تفصيلا فيرد على القول الأول: أن أقل ما يلزمه أن يكون بعض الآيات القرآنية لا ينال تأويلها أي تفسيرها أي المراد من مداليلها اللفظية عامة الافهام، وليس في القرآن آيات كذلك بل القرآن ناطق بأنه أنما أنزل قرآنا ليناله الافهام، ولا مناص لصاحب هذا القول إلا أن يختار أن الآيات المتشابهة إنما هي فواتح السور من الحروف المقطعة حيث لا ينال معانيها عامة الافهام، ويرد عليه: أنه لا دليل عليه، ومجرد كون التأويل مشتملا على معنى الرجوع وكون التفسير أيضا غير خال عن معنى الرجوع لا يوجب كون التأويل هو التفسير كما أن الام مرجع لاولادها وليست بتأويل لهم، والرئيس مرجع للمرؤوس وليس بتأويل له. على أن ابتغاء الفتنة عد في الآية خاصة مستقلة للتشابه وهو يوجد في غير فواتح السور فإن أكثر الفتن المحدثة في الاسلام إنما حدثت باتباع علل الاحكام وآيات الصفات وغيرها.
وأما القول الثاني فيرد عليه: أن لازمه وجود آيات في القرآن أريد بها معان يخالفها ظاهرها الذي يوجب الفتنة في الدين بتنافيه مع المحكمات ومرجعه إلى أن في القرآن اختلافا بين الآيات لا يرتفع إلا بصرف بعضها عن ظواهرها إلى معان لا يفهمها عامة الافهام وهذا يبطل الاحتجاج الذي في قوله تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) (النساء:822) إذ لو كان ارتفاع اختلاف آية مع آية بان يقال إنه أريد بإحديهما أو بهما معا غير ما يدل عليه الظاهر بل معنى تأويلي باصطلاحهم لا يعلمه إلا الله سبحانه مثلا لم تنجح حجة الآية فان انتفاء الاختلاف بالتأويل باصطلاحهم في كل مجموع من الكلام ولو كان لغير الله أمر ممكن ولا دلالة فيه على كونه غير كلام البشر إذ من الواضح أن كل كلام حتى القطعي الكذب واللغو يمكن ارجاعه إلى الصدق والحق بالتأويل والصرف عن ظاهره فلا يدل ارتفاع الاختلاف بهذا المعنى عن مجموع كلام على كونه كلام من يتعالى عن اختلاف الأحوال وتناقض الآراء والسهو والنسيان والخطاء والتكامل بمرور الزمان كما هو المعني بالاحتجاج في الآية فالآية بلسان احتجاجها صريح في أن القرآن معرض لعامة الافهام ومسرح للبحث والتأمل والتدبر وليس فيه آية أريد بها معنى يخالف ظاهر الكلام العربي ولا أن فيه أحجية وتعمية.
وأما القول الثالث فيرد عليه أن اشتمال الآيات القرآنية على معان مترتبة بعضها فوق بعض وبعضها تحت بعض مما لا ينكره إلا من حرم نعمة التدبر إلا أنها جميعا وخاصة لو قلنا أنها لوازم المعنى مداليل لفظية مختلفة من حيث الانفهام وذكاء السامع المتدبر وبلادته وهذا لا يلائم قوله تعالى في وصف التأويل وما يعلم تأويله إلا الله فان المعارف العالية والمسائل الدقيقة لا يختلف فيها الأذهان من حيث التقوى وطهارة النفس بل من حيث الحدة وعدمها وإن كانت التقوى وطهارة النفس معينين في فهم المعارف الطاهرة الإلهية لكن ذلك ليس على نحو الدوران والعلية كما هو ظاهر قوله وما يعلم تأويله إلا الله.
وأما القول الرابع فيرد عليه أنه وأن أصاب في بعض كلامه لكنه أخطأ في بعضه الآخر فإنه وإن أصاب في القول بأن التأويل لا يختص بالمتشابه بل يوجد لجميع القرآن وأن التأويل ليس من سنخ المدلول اللفظي بل هو أمر خارجي يبتني عليه الكلام لكنه أخطأ في عد كل أمر خارجي مرتبط بمضمون الكلام حتى مصاديق الاخبار الحاكية عن الحوادث الماضية والمستقبلة تأويلا للكلام وفي حصر المتشابه الذي لا يعلم تأويله في آيات الصفات وآيات القيامة.
توضيحه أن المراد حينئذ من التأويل في قوله تعالى وابتغاء تأويله " إلخ " إما أن يكون تأويل القرآن برجوع ضميره إلى الكتاب فلا يستقيم قوله ولا يعلم تأويله إلا الله إلخ فإن كثيرا من تأويل القرآن وهو تأويلات القصص بل الاحكام أيضا وآيات الأخلاق مما يمكن أن يعلمه غيره تعالى وغير الراسخين في العلم من الناس حتى الزائغون قلبا على قوله فإن الحوادث التي تدل عليها آيات القصص يتساوى في إدراكها جميع الناس من غير أن يحرم عنه بعضهم وكذا الحقائق الخلقية والمصالح التي يوجدها العمل بالأحكام من العبادات والمعاملات وسائر الأمور المشرعة.
وإن كان المراد بالتأويل فيه تأويل المتشابه فقط استقام الحصر في قوله وما يعلم تأويله إلا الله إلخ وأفاد أن غيره تعالى وغير الراسخين في العلم مثلا لا ينبغي لهم ابتغاء تأويل المتشابه وهو يؤدي إلى الفتنة واضلال الناس لكن لا وجه لحصر المتشابه الذي لا يعلم تأويله في آيات الصفات والقيامة فإن الفتنة والضلال كما يوجد في تأويلها يوجد في تأويل غيرها من آيات الاحكام والقصص وغيرهما كأن يقول القائل وقد قيل إن المراد من تشريع الاحكام إحياء الاجتماع الانساني بإصلاح شأنه بما ينطبق على الصلاح فلو فرض أن صلاح المجتمع في غير الحكم المشرع أو أنه لا ينطبق على صلاح الوقت وجب اتباعه وإلغاء الحكم الديني المشرع وكأن يقول القائل وقد قيل إن المراد من كرامات الأنبياء المنقولة في القرآن أمور عادية وإنما نقل بألفاظ ظاهرها خلاف العادة لصلاح استمالة قلوب العامة لانجذاب نفوسهم وخضوع قلوبهم لما يتخيلونه خارقا للعادة قاهرا لقوانين الطبيعة ويوجد في المذاهب المنشعبة المحدثة في الاسلام شئ كثير من هذه الأقاويل وجميعها من التأويل في القرآن ابتغاءا للفتنة بلا شك فلا وجه لقصر المتشابه على آيات الصفات وآيات القيامة. إذا عرفت ما مر علمت: أن الحق في تفسير التأويل أنه الحقيقة الواقعية التي تستند إليها البيانات القرآنية من حكم أو موعظة أو حكمة وأنه موجود لجميع الآيات القرآنية محكمها ومتشابهها وأنه ليس من قبيل المفاهيم المدلول عليها بالألفاظ بل هي من الأمور العينية المتعالية من أن يحيط بها شبكات الألفاظ وإنما قيدها الله سبحانه بقيد الألفاظ لتقريبها من أذهاننا بعض التقريب فهى كالأمثال تضرب ليقرب بها المقاصد وتوضح بحسب ما يناسب فهم السامع كما قال تعالى (( والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم )) (الزخرف:) وفي القرآن تصريحات وتلويحات بهذا المعنى. على أنك قد عرفت فيما مر من البيان أن القرآن لم يستعمل لفظ التأويل في الموارد التي استعملها وهي ستة عشر موردا على ما عدت إلا في المعنى الذي ذكرناه ( تفسير الميزان ج3 ص 444).
وقال الطباطبائي أيضاً :
قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته )) قد مر فيما مر أن التقوى وهو نوع من الاحتراز إذا كان تقوى الله سبحانه كان تجنبا وتحرزا من عذابه كما قال تعالى (( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة ))(البقرة:244) وذلك إنما يتحقق بالجري على ما يريده ويرتضيه فهو امتثال أوامره تعالى والانتهاء عن نواهيه والشكر لنعمه والصبر عند بلائه ويرجع الأخيران جميعا إلى الشكر بمعنى وضع الشئ موضعه وبالجملة تقوى الله سبحانه أن يطاع ولا يعصى ويخضع له فيما أعطى أو منع.
لكنه إذا أخذ التقوى حق التقوى الذي لا يشوبه باطل فاسد من سنخه كان محض العبودية التي لا تشوبها إنية وغفلة وهي الطاعة من غير معصية والشكر من غير كفر والذكر من غير نسيان وهو الاسلام الحق أعني الدرجة العليا من درجاته وعلى هذا يرجع معنى قوله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون إلى نحو قولنا ودوموا على هذه الحال حق التقوى حتى تموتوا.
وهذا المعنى غير ما يستفاد من قوله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) (التغابن:166) فإن هذه الآية في معنى أن لا تذروا التقوى في شئ مما تستطيعونه غير أن الاستطاعة تختلف باختلاف قوى الاشخاص وأفهامهم وهممهم ولا ريب أن حق التقوى بالمعنى الذي ذكرناه ليس في وسع كثير من الناس فإن في هذا المسير الباطني مواقف ومعاهد ومخاطر لا يعقلها إلا العالمون ودقائق ولطائف لا يتنبه لها إلا المخلصون فرب مرحلة من مراحل التقوى لا يصدق الفهم العامي بكونها مما تستطيعه النفس الانسانية فيجزم بكونها غير مستطاعة وإن كان أهل التقوى الحقة خلفوها وراء ظهورهم وأقبلوا بهممهم على ما هو أشق وأصعب.
فقوله فاتقوا الله ما استطعتم الآية كلام يتلقاه الافهام المختلفة بمعان مختلفة على حسب ما يطبقه كل فهم على ما يستطيعه صاحبه ثم يكون ذلك وسيلة ليفهم من هذه الآية أعني قوله اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون أن المراد أن يقعوا في صراط حق التقوى ويقصدوا نيل هذا المقام والشخوص والمثول فيه وذلك نظير الاهتداء إلى الصراط المستقيم الذي لا يتمكن منه إلا الأوحديون ومع ذلك يدعى إليه جميع الناس فيكون محصل الآيتين اتقوا الله حق تقاته فاتقوا الله ما استطعتم أن يندب جميع الناس ويدعوا إلى حق التقوى ثم يؤمروا بالسير إلى هذا المقصد ما قدروا واستطاعوا وينتج ذلك أن يقع الجميع في صراط التقوى إلا أنهم في مراحل مختلفة وعلى درجات مختلفة على طبق ما عندهم من الافهام والهمم وعلى ما يفاض عليهم من توفيق الله وتأييده وتسديده فهذا ما يعطيه التدبر في معنى الآيتين.
ومنه يظهر أن الآيتين غير مختلفتين بحسب المضمون ولا أن الآية الأولى أعني قوله اتقوا الله حق تقاته الآية أريد بها عين ما أريد من قوله فاتقوا الله ما استطعتم الآية بل الآية الأولى تدعو إلى المقصد والثانية تبين كيفية السلوك. (تفسير الميزان ج3 ص367).
وقال أيضاً :
قوله تعالى: (( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) بيان الحكم العدل بين النساء الذي شرع لهن على الرجال في قوله تعالى في أول السورة (( وان خفتم ان لا تعدلوا فواحدة )) (النساء:33) وكذا يومى إليه قوله في الآية السابقة (( وان تحسنوا وتتقوا )) (الخ) فإنه لا يخلو من شوب تهديد، وهو يوجب الحيرة في تشخيص حقيقة العدل بينهن، والعدل هو الوسط بين الافراط والتفريط، ومن الصعب المستصعب تشخيصه، وخاصة من حيث تعلق القلوب تعلق الحب بهن فإن الحب القلبي مما لا يتطرق إليه الاختيار دائما.
فبين تعالى أن العدل بين النساء بحقيقة معناه، وهو اتخاذ حاق الوسط حقيقة مما لا يستطاع للانسان ولو حرص عليه، وانما الذي يجب على الرجل ان لا يميل كل الميل إلى أحد الطرفين وخاصة طرف التفريط فيذر المرأة كالمعلقة لا هي ذات زوج فتستفيد من زوجها، ولا هي أرملة فتتزوج أو تذهب لشأنها.
فالواجب على الرجل من العدل بين النساء أن يسوى بينهن عملا بإيتائهن حقوقهن من غير تطرف، والمندوب عليه أن يحسن إليهن ولا يظهر الكراهة لمعاشرتهن ولا يسئ إليهن خلقا، وكذا كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا الذيل أعني قوله (( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة )) هو الدليل على أن ليس المراد بقوله (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) نفى مطلق العدل حتى ينتج بانضمامه إلى قوله تعالى " وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة " (الآية) إلغاء تعدد الأزواج في الاسلام كما قيل.
وذلك أن الذيل يدل على أن المنفى هو العدل الحقيقي الواقعي من غير تطرف أصلا بلزوم حاق الوسط حقيقة، وأن المشرع هو العدل التقريبي عملا من غير تحرج. على أن السنة النبوية ورواج الامر بمرأى ومسمع من النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم والسيرة المتصلة بين المسلمين يدفع هذا التوهم (تفسير الميزان ج5 ص101).
أما الآيتان الأخيرتان فليس فيهما أي تناقض لان إحداهما أجنبية عن الأخرى لأن الأولى تتحدث عن الذكر الذي هو القرآن وهو غير الكتاب المذكور في الآية الثانية، فأم الكتاب المقصود به اللوح المحفوظ عنده تعالى وأن المحو والإثبات يحصل في لوح يسمى لوح المحو والإثبات وهو أيضا غير القرآن او الذكر المذكور في الآية الأولى.





السؤال: دعوى وجود التناقض في القرآن الكريم
) وجدت هذا الإستفسار بمنتدى نصراني وأريد إجابة قوية ومقنعة وأنا سأنقل لكم الموضوع بالكامل كما وجدته بالمنتدى النصراني.
*************************
الكلام المتناقض
جاء في سورة النساء آيه 82 (( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافاً كَثِيراً )). ولكننا نجد فيه التناقض الكثير: التناقض الأول
كلام الله لا يتبدل
كلام الله يتبدل
(( لَا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ )) (يونس:46).
(( وَإِذَا بَدَّلنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ )) (النحل:101).
(( لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )) (الكهف:27).
(( مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَيرٍ مِنهَا أَو مِثلِهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ )) (البقرة:106).
(( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّ الهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:9).
(( يَمحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أَمُّ الكِتَابِ )) (الرعد:39).
التناقض الثاني
اليوم عند الله ألف سنة
اليوم عند الله خمسون ألف سنة
(( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كَانَ مِقدَارُهُ أَلفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ )) (السجدة:5).
(( تَعرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كَانَ مِقدَارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَة )) (المعارج:4).
التناقض الثالث
لا شفاعة
توجد شفاعة
(( قُل لِلهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعا لهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ )) (الزمر:44).
(( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ يُدَبِّرُ الأَمرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعدِ إِذنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُم فَاعبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )) (يونس:3).
(( اللهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَمَا بينهما فِي سَتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استَوَى عَلَى العَرشِ مَالكُم مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ )) (السجدة:4).
التناقض الرابع
قليلٌ من أهل الجنة مسلمون
كثيرٌ من أهل الجنة مسلمون
(( ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين )) (الواقعة:13 و14).
(( ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِريِنَ )) (الواقعة:39 و40).
التناقض الخامس
خلاص اليهود وال***** والصابئين والمسلمين
خلاص المسلمين فقط
(( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوفٌ عَلَيهِم وَلَا هُم يَحزَنُون )) (المائدة:69).
(( مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين )) (آل عمران:85).
التناقض السادس
الأمر بالصفح
النهي عن الصفح
(( إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ )) (الحِجر:85).
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وأغلظ عَلَيهِم وَمَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ )) (التوبة:73).
التناقض السابع
النهي عن الفحشاء
الأمر بالفحشاء
(( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدنَا عَلَيهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُل إِنَّ اللهَ لَا يَأمُرُ بِالفَحشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالا تَعلَمُونَ )) (الأعراف:28).
(( وَإِذَا أَرَدنَا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيراً )) (الإسراء:16).
التناقض الثامن
لا يُقسِم بالبلد
يُقسِم بالبلد
(( لاَ أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ )) (البلد:1).
(( وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ )) (التين:3).
التناقض التاسع
النهي عن النفاق
الإكراه على النفاق
(( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُم عَذَاباً أَلِيماً الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أَيَبتَغُونَ عِندَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً )) (النساء:138 و139).
(( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابن اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابن اللهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِئُونَ قَولَ الذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ )) (التوبة:30).
(( المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ أَيدِيَهُم نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُم عَذَابٌ مُقِيمٌ )) (التوبة:67 و68).
(( فَقُطِعَ دَابِرُ القَومِ الذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِين )) (الأنعام:45).
(( أَلَم تَرَ إِلَى الذِينَ تَوَلَّوا قَوماً غَضِبَ اللهُ عَلَيهِم مَا هُم مِنكُم وَلاَ مِنهُم وَيَحلِفُونَ عَلَى الكَذِبِ وَهُم يَعلَمُونَ أَعَدَّ اللهُ لَهُم عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُم سَاءَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ اتَّخَذُوا أَيمَانَهُم جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُم عَذَابٌ مُهِينٌ ))(المجادلة:14-16).
(( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا هَل أَدُلُّكُم عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِن عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَموَالِكُم وَأَنفُسِكُم ذَلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَيُدخِلكُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدنٍ ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ )) (الصف:10-12).
قال البيضاوي: اتخذوا ايمانهم - الذي أظهروه جُنّة وقاية دون دمائهم وأموالهم.
(( وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجتَبَاكُم وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَفِي هذا ليَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )) (الحج:78).
التناقض العاشر
النهي عن الهوى
إباحة الهوى
(( وَأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوَى فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى )) (النازعات:40 و41).
1- أباح محمد لأتباعه القيام بالغارات الدينية والدخول على الأسيرات دون تطليقهن من أزواجهن. فقال: (( وَالمُحصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَت أَيمَانُكُم )) (النساء:244) (قال البيضاوي: إلا ما ملكت أيمانكم من اللاتي سُبين ولهن أزواج كفار فهنّ حلال للسابين. والزواج مرتفع بالسبي لقول أبي سعيد رضي الله عنه: أصبنا سبايا يوم أوطاس ولهنّ أزواج كفار فكرهنا أن نقع عليهن. فسألنا النبي..فنزلت الآية! فاستحللناهنّ وإياه. عنى الفرزدق بقوله:
وذات حليلٍ أنكحَتها رماحُنا ***** حلالٌ لمن يبني بها لم تُطلَّق
2- أباح محمد الزواج بأي من تهواه ويهواها بلا قيد أو شرط فوق زوجاته العديدات وفوق ما ملكت يمينه، فقال: (( وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَهَاللنَّبِيِّ إِن أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَستَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ ))(الأحزاب:50)
3- كما أن محمداً جعل نكاح النساء أمل المستقبل في الجنة فقال: (( حُورٌ (المرأة البيضاء) مَقصُورَاتٌ فِي الخِيَام... لَم يَطمِثهُنَّ (لم يمسّهن) إِنسٌ قَبلَهُم وَلاَ جَانٌّ... مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفرَفٍ (وسائد) خُضرٍ وَعَبقَرِيٍّ (منسوب إلى عبقر، وادي الجن) حِسِانٌ )) (الرحمن:72و74 و76)
التناقض الحادي عشر
تحريم الخمر في الدنيا
تحليل الخمر في الآخرة
(( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلَامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ )) (المائدة:90).
(( مَثَلُ الجَنَّةِ التِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنهَارٌ مِن مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهَارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ )) (محمد:15).
(( يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتَامُهُ مِسكٌ وَفِي ذَلِكَ فَليَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ )) (المطففين:25 و26).
التناقض الثاني عشر
النهي عن إيذاء الكفار
الأمر بقتل الكفار
1- لا تؤذهم: (( وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَع أَذَاهُم وَتَوَّكَل عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً )) (الأحزاب:48)
-1- حرِّض على قتلهم: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صَابِرُونَ يَغلِبُوا مَائَتَين )) (الأنفال65)
2- لا إكراه في الدين: (( لَا إِكرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكفُر بِالطَّاغُوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) (البقرة:256).
-2- قتال في الدين: (( وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لَا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ )) (البقرة:193)
3- بذل الأموال لهم: (( لَيسَ عَلَيكَ هُدَاهُم وَلَكِنَّ اللهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ فَلِأَنفُسِكُم وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابتِغَاءَ وَجهِ اللهِ وَمَا تُنفِقُوا مِن خَيرٍ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لَا تُظلَمُونَ )) (البقرة:272).
-3- أخذ الجزية منهم: (( قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ )) (التوبة:29)
4- تركهم وشأنهم: (( قُل لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أأَسلَمتُم فَإِن أَسلَمُوا فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ )) (آل عمران:20).
-4- ملاحقتهم بالاضطهاد: (( وَدُّوا لو تَكفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنهُم أَولِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِن تَوَلَّوا فَخُذُوهُم وَاقتُلُوهُم حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَلَا تَتَّخِذُوا مِنهُم وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً )) (النساء:89)
(( وَلَو شَاءَ اللهُ مَا أَشرَكُوا وَمَا جَعَلنَاكَ عَلَيهِم حَفِيظاً وَمَا أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ )) (الأنعام:107).
(( إِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَربَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثخَنتُمُوهُم فَشُدُّوا الوَثَاقَ )) (محمد:4).
(( وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُُّهُم جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلاَّ بِإِذنِ اللهِ وَيَجعَلُ الرِّجسَ عَلَى الذِينَ لاَ يَعقِلُون )) (يونس:99 و100).
(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غلُظ عَلَيهِم وَمَأوَاهُم جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصِيرُ )) (التوبة:73).
5- الدعوة بالحسنى: (( اُدعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِل هُم بِالتِي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِينَ )) (النحل:125).
-5- الدعوة بالسيف: (( فَقَاتِل فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَا نَفسَكَ وَحَرِّضِ المُؤُمِنِ )) (النساء:84).
ولهذا فتك محمد بمعارضيه في الدين، مثل كعب ابن الأشرف, وأبي عفك الشيخ، وأبي رافع بن أبي عقيق.
التناقض الثالث عشر
نجاة فرعون
غرق فرعون
(( وَجَاوَزنَا بِبَنِي إِسرَائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَجُنُودُهُ بَغياً وَعَدواً حَتَّى إِذَا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي آمَنَت بِهِ بَنُو إِسرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسلِمِينَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرعَونُ مَثبُوراً فَأَرَادَ أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ فَأَغرَقنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَمِيعاً )) (الإسراء:102و103).
(( آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبلُ وَكُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً )) (يونس:89-92).
(( فَأَخَذنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذنَاهُم فِي اليَمِّ فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ )) (القصص:40).
التناقض الرابع عشر
خلق الأرض قبل السماء
خلق السماء قبل الأرض
(( قُل أَئِنَّكُم لَتَكفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرضَ فِي يَومَينِ وَتَجعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقوَاتَهَا فِي أَربَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرضِ ائتِيَا طَوعاً أَو كَرهاً قَالَتَا أَتَينَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَومَينِ وَأَوحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفظاً ذَلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ )) (فصلت:9-12).
(( أَأَنتُم أَشَّدُ خَلقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغطَشَ لَيلَهَا وَأَخرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ أَخرَجَ مِنهَا مَاءَهَا وَمَرعَاهَا وَالجِبَالَ أَرسَاهَا )) (النازعات:27-32).
التناقض الخامس عشر
القرآن مبين
القرآن متشابه
(( وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَهَذَا لسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )) (النحل:103).
(( هُوَ الذِي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتَابَ مِنهُ آيَاتٌ مُحكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وَابتِغَاءَ تَأوِيلِهِ وَمَا يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلبَابِ )) (آل عمران:77).
*************************
أنتهى كلامهم.
الجواب:
إبراز مثل هذه التناقضات سببه الجهل المحض بلغة القرآن ومفاهيمه وآداب العرب وعلومهم، وسنستعرض معاً هذه الدعاوى لننظر جهل أصحابها فيما يقولون:
1- المراد بالكلمات في قوله تعالى: (( لاَ تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ )) (يونس:64)، هو الوعد والوعيد والثواب والعقاب، فهذا الأمر لا تبديل فيه كما قال سبحانه: (( مَا يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ )) (ق:299), ولا يجوز أن يعني بالكلمات ها هنا الشرائع، لأن الشرائع يدخلها النسخ كما هو المراد من قوله تعالى: (( وَإِذَا بَدَّلنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفتَرٍ بَل أَكثَرُهُم لاَ يَعلَمُونَ )) (النحل:101)، أو قوله تعالى: (( مَا نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَيرٍ مِنهَا أَو مِثلِهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ )) (البقرة:106), (أنظر في ذلك: تفسير التبيان للشيخ الطوسي 4: 247، تفسير مجمع البيان للطبرسي، تفسير الطبري 11: 181، تفسير البغوي 2: 360).
وكذلك قوله تعالى: (( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) (الحجر:99), فالمراد به حفظ القرآن الكريم بما له من صفه الذكر فهو ذكر حي خالد مصون من أن يموت وينسى، مصون من أصله من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكراً، مصون من النقص كذلك، والتغيير في صورته وسياقه بحيث يتغير ما به صفة كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه..
وهذا بخلاف معنى قوله تعالى: (( يَمحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ )) (الرعد:399), المراد به محو الآجال والأوقات فيما يتعلق بأعمار الناس وأرزاقهم وأين هذا من حفظ الكتاب وتبديله.(انظر: تفسير الميزان للطباطبائي 12/101، 11/375).
2- أما ما ورد من ذكر اليوم ومقداره في سورتي السجدة والمعارج فنقول: ذكرت بعض الروايات أن يوم القيامة يشتمل على خمسين موقفاً كل موقف يعادل ألف سنة من سني الدنيا وبالتالي يكون مجموع الوقوف في تلك المواقف يعادل خمسين ألف سنه، ويمكن أن يكون المراد بيوم مقدار ألف سنة، بلحاظ موقف واحد من مواقف يوم القيامة، ويكون المراد بخمسين ألف سنة بلحاظ مجموع المواقف كلها.. هذا إذا سلمنا أن للعدد شأن في هذا الجانب، وإلا ـ كما هو عليه أكثر المفسرين ـ ان المراد به هو الإشارة إلى الكثرة لا لخصوص الرقم، أي أن ذلك اليوم طويل جداً.(انظر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ـ للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ـ 19: 15).
3- أما مسألة الشفاعة، فهناك آيات في القرآن الكريم تثبت أن الشفاعة لله جميعاً، وأخرى تثبتها بإذنه تعالى ورضاه... وهذه البيانات المتعددة يستخدمها المتكلم في مقامات مختلفة تبعاً لأغراضه في الكلام كما هو السائد والمعروف في لغة العرب وبلاغتهم. فالآيات المثبتة بأن الشفاعة هي بيد الله مطلقاً تجدها في سياق بيان الردّ على المدّعين بأنه يوجد غير الله شفعاء يشفعون لهم وينقذوهم من العذاب والحساب ونزول البلاء انظر إلى قوله تعالى: (( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُل أَوَلَو كَانُوا لا يَملِكُونَ شَيئاً وَلا يَعقِلُونَ قُل لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ثُمَّ إِلَيهِ تُرجَعُونَ )) (الزمر:43-444), وهكذا الأمر في الآيات المثبتة للشفاعة بإذنه تجدها قد جاءت في سياق إثبات الاحاطة والملكية له سبحانه، قال تعالى: (( لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذنِهِ يَعلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم وَلا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ )) (البقرة:2555), فكما ترى لا يوجد تناف بين الآيات المثبتة للشفاعة المطلقة لله والنافية لها إلا بإذنه بحسب السياق الذي وردت فيه، بل يمكن لك أن تعمل صناعة الخطاب العرفي بالجمع بين المطلق والمقيد لتنتهي إلى فهم المراد من كلامه سبحانه، وهذا جمع صحيح سائغ يمارسه الناس في كلام بعضهم بعضاً فما بال القوم لا يفقهون حديثا.
4- المراد بـ (( قليل من الآخرين )) في الآية 14 من سورة الواقعة هم فئة السابقين الذين هم أحد الأقسام الثلاثة الذين تحدثت عنهم السورة المباركة في بدايتها عند قوله تعالى: (( إِذَا رُجَّتِ الأَرضُ رَجّاً, وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسّاً, فَكَانَت هَبَاءً مُنبَثّاً, وَكُنتُم أَزوَاجاً ثَلاثَةً )) (الواقعة:4-7), وأما قوله تعالى في السورة ذاتها: (( وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ )) (الواقعة:400), فهم أصحاب القسم الثاني الذين ذكرتهم الآية، والمراد بهم أصحاب اليمين.. فهاتان العبارتان تتحدثان كل واحدة منهما عن جماعة خاصة، وليس عن جماعة واحدة حتى يكون الكلام متناقضاً أو متهافتاً ولكن نقول في حق هؤلاء والمدّعين لوجود التناقض ولا تناقض في البين، كما قال الحق سبحانه: (( لَا تَعمَى الأَبصَارُ وَلَكِن تَعمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )) (الحج:46).
5- أما قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ )) (المائدة:69), وقوله تعالى: (( وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الأِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (آل عمران:855), فهما ليسا متناقضين، لأن المراد بالآية الأولى أنّ من آمن من اليهود والنصارى والصابئين بالله والذي يكون الإيمان برسوله (ص) هو جزء من الإيمان به سبحانه، كما جاء في قوله تعالى في سورة محمد (ص) الآية: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِن رَبِّهِم كَفَّرَ عَنهُم سَيِّئَاتِهِم وَأَصلَحَ بَالَهُم )) (محمد:2), الآية الأخرى من سورة آل عمران: 855، لأن الإيمان بالله الذي يتضمن الإيمان بالرسول (ص) يعني لزوم أيكون المرء مسلماً وأن يموت على الإسلام, والإّ فهو من الخاسرين حسبما تصرح به الآية الثانية.
قال المولى سبحانه: (( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا )) (محمد:24).
وقال سبحانه: (( أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتَابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ مِنكُم إِلَّا خِزيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ )) (البقرة:85).
6- قوله تعالى: (( فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ )) (الحجر:855), يشير إلى العفو عن الأذى الذي كان يصل إلى النبي (ص) عن المشركين على تبليغه شريعة ربّه، ولا علاقة له بالقتال ويشهد لهذا قوله تعالى بعد ذلك في السورة ذاتها: (( فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94).
فالآية المتقدمة إنما تحرض النبي (ص) على المصابرة في تبليغ أوامره، ونشر أحكامه، وأن لا يلتفت إلى أذى المشركين واستهزائهم، ولا علاقة لذلك بحكم القتال ـ الذي تشير إليه الآية 73 في سورة التوبة ـ الذي وجب بعدما قويت شوكة الإسلام وظهرت حجّته.. نعم ان النبي (ص) لم يؤمر بالجهاد في بادئ الأمر، لأنه لم يكن قادراً على ذلك حسب ما تقتضيه الظروف من غير طريق الإعجاز وخرق نواميس الطبيعة، ولما أصبح قادراً على ذلك، وكثير المسلمون، وقويت شوكتهم، وتمت عدتهم وعددهم أمر بالجهاد.
فلا تناقض ولا تناف بين الآيتين، إذ موضوع أحداهما وزمانها غير موضوع الأخرى وزمانها. بل حتى دعوى نسخ أحداهما بالأخرى ردّها العلماء ولم يقبلوها بأعتبار أن تشريع الأحكام الإسلامية كان على التدريج وهذا ليس من نسخ الحكم الثابت بالكتاب في شيء.
انظر: البيان في تفسير القرآن ـ للسيد الخوئي: 359.
7- قوله تعالى: (( أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيراً )) (الاسراء:166), معناه ان الله سبحانه يأمر كبار القوم ورؤسائهم بالطاعات فلا يمتثلوا وتبعاً لذلك لا تمتثل الرعية ويحصل الفسق فيحق القول على الجميع بالتدمير واستحقاق العقاب.
وهذا المعنى واضح لم له أدنى مسكة علم، إذ المأمور به محذوف في الآية، ولا يجب أن يكون المأمور به هو الفسق وإن وقع بعده ويجري هذا مجرى قول القائل: أمرته فعصى ودعوته فأبى,والمراد إنني أمرته بالطاعة ودعوته إلى الإجابة والقبول فأبى.
8- المراد بقوله: (( لا أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ )) (البلد:11), إنما هو القسم بهذا البلد، وهذه لغة عربية واضحة، فالعرب عند تعظيمهم لبعض الأمور إذا أرادوا أن يقسموا بها قدموا قبلها أداة النفي لتأكيد القسم.. فلا تنافي بين هذه الآية والآية الأخرى التي يرد فيها القسم بالبلد الأمين (التين، الآية3).
9- لا ندري أين محل التناقض في هذا المورد التاسع، فلعل الأشتباه حصل من كلمة (أيمانهم) والمراد بها هنا الحلف والقسم ليدفع المنافق بهذا الحلف عن نفسه وماله وليصد سبيل الله ويبغيها عوجاً.
وليس المراد اتخذوا إيمانهم، فالأيمان غير الإيمان.. فليتدبر.
10- أحكام الزواج والطلاق أحكام اعتبارية خاضعة لحكم المشرّع. وإذا اباح المولى سبحانه الزواج من المسببّات، وأن يكون النكاح السابق للمرأة المسبّية مرتفع بالسبي، فلا ضير في الامتثال لهذه الأحكام لأنها ليست من الأمور الواقعية وإنما هي مسائل اعتبارية تخضع لقانون التنظيم والنظام لا أكثر.
وأما عن تزوجه (ص) بالمرأة التي تهب نفسها إلى النبي، فهو (ص) مخير في هذه المسألة بين الزواج بها وعدمه، وقد حدث أن رفض النبي (ص) مرة الزواج بواحدة من النساء وهبت نفسها له فقام رجل وقال زوجتكها يا رسول الله فقال زوجتها بما معك من القرآن (مستدرك الوسائل 14: 313).
وليس في هذه المسألة أي تناقض أو محذور أخلاقي أو ديني، ولا يرمي إلى أن النبي(ص) يحب النساء ويريدهن فوق الحالة المعتادة لباقي الناس، بل المعروف أن زواجه (ص) واختصاصه بالتزوج بتسع نساء إنما كان لأغراض سياسية واجتماعية معروفة كانت تقتضيها الدعوة الإسلامية ويمليها الظرف الإجتماعي الذي كانت تعيشه القبائل العربية أيام ظهور الدعوة.
11- المراد من قوله تعالى: (( أَنهَارٌ مِن مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهَارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهَارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ )) (محمد:155), ليس هو الخمر الذي حرّمه المولى سبحانه, فهذا خمر - أي خمر الدنيا - يذهب الإنسان عقله ويسلبه شعوره، ويجعله هو والحيوان - من حيث فقدان العقل - في عرض واحد، أما خمر الآخرة فهو خمر يمنح الناس الشعور بالسعادة، وشاربيه يتلذذون بها ولا يسلبهم عقولهم، بل يجدون فيه رائحة المسك ولا أذى فيه من السكر والصداع الذي يصيب الإنسان من خمر الدنيا.. وهذا المعنى قد نصت عليه التفاسير والروايات، فما بال هؤلاء القوم لا يذعنون لقول الحق الصادر عن أهله, ويذهبون إلى تشابه الألفاظ ولا يحفظون المعاني التي ترد فيها البيانات عن أهلها من النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة والعلماء, أن هذا أمر يدعو للشفقة حقّاً!
12- أما عن مسألة النهي عن ايذاء الكفار ثم الأمر بقتالهم، فهذا أمر أقتضته مرحلية الدعوة وتطور ظروفها، جاء عن الإمام الصادق(عليه السلام) عن آبائه عن علي (عليه السلام) في بيان الناسخ والمنسوخ، قال: إن الله عز وجل لما بعث محمداً (ص) أمره في بدو أمره أن يدعو بالدعوة فقط، وأنزل عليه: (( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ))، فلما أرادوا ماهموا به من تبييته، أمره الله بالهجرة وفرض عليه القتال فقال: (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا )) ثم ذكر بعض آيات القتال إلى أن قال: فنسخت آية القتال آية الكف.. (انظر: جامع أحاديث الشيعة 13: 17).
وكذلك تفهم بقية الآيات التي جاء بها الأمر بالقتال، إنما هي لصد العدوان، وردع العدو عن التمادي في غية ومحاولاته للقضاء على الدين الجديد.. وهي بهذا المعنى لا تنافي ما ورد من عدم الإكراه في الدين والدعوة إلى الله بالحسنى.. فإن عدم الإكراه هو روح الشريعة والدخول في الدين الإسلامي عن قناعة واعتقاد هو الأساس الذي يعتمد عليه الدعاة في دعوتهم إلى الله سبحانه وتعالى، لأن الأجر والثواب والفوز بالآخرة إنما هو مناط بما تنعقد القلوب عليه من الإذعان بهذا الدين والدخول فيه طواعية... ومسألة الأمر بقتال الكافرين إنما هي للحفاظ على المؤمنين وبلاد الإسلام ورد كيد الكائدين عن هذا الدين، ولم تكن الدعوة في الأصل بالسيف،وإنما الدعوة كانت بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولم يكن السيف إلا وسيلة ردع وحماية لا وسيلة دعوة وهداية.. ومن هنا نجد مثل قوله تعالى: (( وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لا تَكُونَ فِتنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ )) (البقرة:193), أي الذين يريدون زوال الإسلام وهتك حرمات أهله، فهؤلاء قد اباح المولى سبحانه قتالهم ورد عدوانهم، وقد سمي القتل في الآية الكريمة عدواناً مجازاً من حيث كونه عقوبة على العدوان والظلم.
13- اما دعوى التناقض في مسألة نجاة فرعون وغرقه، فهي مما تضحك الثكلى، فقد صرّح المولى سبحانه ان فرعون قد غرق في نهر النيل ولكن الله سبحانه انجاه ببدنه ليكون لمن خلقه آية وعبرة لأن فرعون كان حين ملاحقته لموسى وقومه مثقلاً بالحديد من قرنه إلى قدمه وقد لبسه على بدنه، فلما أغرق ألقاه الله على نجوة من الأرض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل التثقيل أن يرسب ولا يرتفع فكان ذلك آية وعلامة.
14- أما قوله تعالى: (( وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )) (النازعـات:30), الذي قد يتصور منافاته لما ورد في آية 99 من سورة فصلت بأن الأرض مخلوقة قبل السماء، بأنَّ المراد من الدحو هو البسط والانبساط وهو غير خلق الأرض، بمعنى أن المولى سبحانه بعد خلق الأرض وما قدّر فيها من الأقوات بسطها. لتكون صالحة للسكنى. وقد ورد في الروايات ان ما بين خلق البيت (أي الكعبة التي وجدت مع وجود الأرض) ودحو الأرض كان ألفي عام. (مستدرك سفينة البحار1: 111)، وهذا يدل على أن خلق الأرض إنما هو قبل دحوها.
فلا تنافي بين آيات الرحمن سبحانه وتعالى.
15- القرآن مبين،القرآن متشابه: المراد من قوله تعالى: (( وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ )) (النحل:103), أنه لا يتوقف في فهمه عربي، بل وغير العربي العارف باللغة وأساليب الكلام العربي.
والآيات المعدودة من متشابه القرآن، إنما هي في غاية الوضوح من جهة المفهوم، وإنما التشابه في المراد منها وهو معنى واضح لمن عرف اللغة العربية وأدرك معانيها، ومحل التشابه في المراد من هذه المعاني..
وبعد هذا نقول: ان هذه التناقضات المدعاة لهي ـ كما رأينا ـ أوهن من بيت العنكبوت, وكان يمكن لأي شخص عارف بآيات القرآن وتفسيره، وبلغة العرب وآدابها أن يرد على هذه التناقضات المدعاة وعلى أمثالها.. وها هو القرآن يصدح منذ يوم نزوله إلى الآن ويتحدى كل المشركين والكفار وأصحاب الديانات الأخرى بأن يبطلوا ما فيه بل يبطلوه رأسا وذلك بأن يأتوا بسورة من مثله توازيه بلاغة وعلماً وبياناً، ولعل أقصر سورة في القرآن هي سورة الكوثر التي مقدارها ثلاث آيات فقط ولكن إلى الآن لم يأت أحد بهذا الإعجاز..وهنا نقول: فلم عجز هؤلاء عن مواجهة تحدي القرآن بالإتيان بثلاث آيات فقط من مثل القرآن يبطلون بها القرآن من أساس؟!
والجواب: أنه لا شيء يمنعهم سوى العجز الحقيقي عن مواجهة معجزة القرآن.. لذا تراهم يأتون بأمثال هذه التناقضات المدّعاة على القرآن وهي أوهن من بيت العنكبوت كما رأينا. وكما ترى فإننا لم نجد في كل ما قالوه إشكالاً علمياً صحيحاً واحداً فلا قيمة لما يقولون ويدعون.
قال تعالى: (( فَمَاذَا بَعدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصرَفُونَ )) (يونس:32).



السؤال: فرادة لغة القرآن
هل هناك سر في اختيار الله العربية لتكون لغة القرآن؟
الجواب:
تتصف اللغة العربية بصفات خاصة لا تتوفر في سائر اللغات ، وهي أقدر من سواها على استيعاب لغة الوحي، ولعل من أبرز ما تتميز به في هذا الصدد ما تشتمل عليه من مجازات وكنايات واستعارات وألفاظ عامة ومشتركات ومترادفات وعمومات، بالإضافة إلى قدرتها الفائقة على استيعاب المعاني الجزلة الفخمة والمعاني المرنة اللطيفة، مع قوة الجرس وجمال التركيب..


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:26 PM   #6
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: الفرق بين الإتمام والإكمال في سورة المائدة /3
بسمه تعالى
قال تعالى في سورة المائدة الاية (3) (( اليَومَ أَكمَلت لَكم دينَكم وَأَتمَمت عَلَيكم نعمَتي ))
ما الفرق بين الاكمال والاتمام في الايه الشريفه؟
وهل يمكن وضع الاكمال موضع الاتمام وبالعكس في الاية الشريفة؟

الجواب:
الإتمام والإكمال متقارباً المعنى. قال الراغب: كمال الشيء حصول ما هو الغرض منه، وقال: تمام الشيء انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شيء خارج عنه، والناقص ما يحتاج إلى شيء خارج عنه.
قال السيد محمد حسين الطباطبائي في (تفسير الميزان): ولك أن تحصل على تشخيص معنى تلفظين (الإكمال والإتمام) من طريقة آخر، وهو أن آثار الأشياء التي لها آثار على ضربين: فضرب منها ما يترتب على الشيء عند وجود جميع أجزائه ـ إن كان له أجزاء ـ بحيث لو فقد شيئاً من أجزائه أو شرائطه لم يترتب عليه ذلك الأمر، كالصوم فإنه يفسد إذا أخلّ بالإمساك في بعض النهار، ويسمى كون الشيء على هذا الوصف بالتمام، قال تعالى: (( أَتمّوا الصّيَامَ إلَى اللَّيل ))(البقرة:187), وقال: (( وَتَمَّت كَلمَت رَبّكَ صدقاً وَعَدلاً ))(الأنعام:115).
وضرب آخر: الأثر الذي يترتب على الشيء من غير توقف على حصول جميع أجزائه بل اثر المجموع كمجموع آثار الأجزاء، فكلما وجد جزء ترتب عليه من الأثر ما هو يحسبه، ولو وجد الجميع ترتب عليه كل الأثر المطلوب منه، قال تعالى: (( فمَن لَم يَجد فصيَام ثَلاثَة أَيَّام في الحَجّ وَسَبعَة إذَا رَجَعتم تلكَ عَشَرَةٌ كَاملَةٌ )) (البقرة:196), وقالوا: ((ولتكملوا العدة)) فإن هذا العدد يترتب الأثر على بعضه كما يترتب على كله ، ويقال: تم لفلان أمره وكمل عقله ، ولا يقال: تم عقله وكمل أمره.




سؤال: وجه الإعجاز في القرآن الكريم
أجاب شخص حول هذا السؤال :
لماذا لم يستطع العرب الاتيان بمثل القرآن عندما التحدي؟
الجواب :
لان الابداع الادبي لا يقلد!
وهذا نيتشه تحدى شعراء العالم وادباءهم ان يكتبوا خطبة واحدة من خطب زرادشت في (هكذا تكلم زرادشت) فعجزوا !!!...
هيهات هيهات ... فاينا يستطيع أن يكتب مثل المتنبي وامرؤ القيس ونزار قباني وجبران وحتى علي بن أبي طالب في نهج البلاغة؟!
هل تستطيع أنت أن تكتب مثل كتابتي أو هل استطيع أن أكتب أنا مثلك؟!
الكلام هو هوية المتكلم ولسان حاله فكيف يكون لاثنان نفس الهوية؟!
الابداع الأدبي لا يكرر ولايثّنى ، ولكن علامة الابداع البشري هو انه لايأتي كله على درجة واحدة ونفس واحد بل تجد به البديع الذي تطرب له النفوس وتجد الممل.
فماذا تقولون عن هذا الجواب؟
الجواب:
لا يمكن إثبات كون القرآن الكريم معجزاً من جهة كونه إبداعاً أدبياً بمعنى الإبداع الشخصي للأديب!فالابداع الأدبي عمل إنساني ولا يصح أن يكون مورداً للتحدي , لأن التحدي في المعجز إنما يستند إلى إمتناع النظير لا على نسبة الابداع إلى صاحبه، فكل عمل سواء كان أدبياً أم علمياً أم فنياً يصح أن يقال فيه أنه معجز بهذا اللحاظ ، وسر ذلك أن الاعمال بلحاظ إنتسابها إلى أصحابها جزئيات حقيقية لا تنطبق إلاّ على خصوص متعلقاتها الخارجية.
أما الإبداع القرآني فبالإضافة إلى أنه نتاج غير بشري فكذلك هو عادم للنظير بغض النظر عن نسبته إلى السماء، بل هو في حد ذاته عادم للنظير والمثيل، والتحدي هو علامة الاعجاز فيه لا الإعجاز عينه.
وبعبارة أخرى: ان جهة الإعجاز فيه هي عدم القدرة على الإتيان بنظيره وشبيهه أو بتعبير القرآن بمثله، لا تقليده حتى تقول أن تقليد أي عملي أدبي بالضبط مستحيل أو أن لكل أديب ذوقه الأدبي ولا يقلد. فتأمل.

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
ذكرتم أن الاعجاز ليس في تقليد القرآن؟
فهل هذا يعني امكانية تقليد اسلوب القرآن من قبل العرب سابقا؟
وقلتم الاعجاز يكمن في عدم القدرة على اتيان بنظير القرآن وشبيهه، نظيره في ماذا وشبيهه في ماذا؟
هلا استخدمتم شعر أحد الشعراء البارزين كالمتنبي وامرئ القيس في توضيح فكرتكم حول النظير والتقليد؟

الجواب:
أوضحنا لك في الأجابة السابقة أن إعجاز القرآن يقع في جهتين:
الجهة الأولى: نظمه المعجز وبلاغته التي لا ينهض بمثلها أي عمل أدبي مهما كان, ومن جملة ذلك روعة أسلوبه وإتقان مضمونه وعلو رتبته في البيان، بحيث يكون ذلك النظم فوق ما تقتضيه صناعة الأدب، بل يتفوق من حيث المضمون على أي كتاب آخر.
الجهة الثانية: تحديه لكل العرب فضلاً عن أدبائهم وشعرائهم وبلغائهم أن يأتوا بسورة من مثله، ولما كان فصحاء العرب المعاصرون لنزول القرآن قد سمعوا هذا التحدي ومع ذلك لم يتمكنوا من معارضته رغم أنهم لو فعلوا ذلك ـ على فرض قدرتهم على المعارضة ـ لكانت تلك المعارضة له بإيجاد سورة نظير سوره أو شبيهة بها لكان يكفيهم المؤونة في دحض حجة النبي(ص) وإبطال دعواه، وهذا هو غاية ما كان بعضهم يرمي إليه.
ولكنهم عجزوا عن تلك المعارضة فثبت أنه معجز وأنه من عند الله لا من عند النبي محمد(ص)، وهو (ص) لم يؤثر عنه قبل البعثة تفوقاً في شعر أو أدب أو علم أو كتاب.
وينبغي أن نلفت انتباهك إلى أن التقليد الذي يمتنع في كل عمل أدبي إبداعي، ليس هو سر إعجاز القرآن وإلاّ لكانت جميع تلك الأعمال إعجازية، وليس كذلك لأن قوام الإعجاز إنما يكون مستنداً إلى علو الرتبة بحيث لا يكون بنفس مستوى الأعمال الأدبية التي تقع كلها تقريباً في مرتبة واحدة ، لأن كل تلك الأعمال الأدبية تشترك في كونها عملاً أدبياً وأن تفاوتت مضموناً واسلوباً، ولكن القرآن ليس مجرد عملاً إبداعياً، بل هو أسمى من ذلك لمكان نظمه العجيب المقرون بالتحدي.
وقولنا أن مناط إعجاز القرآن ليس من جهة عدم تقليده لأن كل إبداع أدبي شخصي لا يقلد، لا يعني إمكان تقليد القرآن إذ هو في أعلى رتبة الأبداع لو صح لنا أن نقول ذلك (لأن الإبداع يقاس بالمستوى البشري والقرآن معجز غير بشري) وإنما كان نفينا للقاعدة الكلية التي أراد السائل أن يلزمنا بها وهي: لو كان مناط الإعجاز هو عدم إمكان التقليد فإن كل عمل أدبي يكون معجزاً لعدم إمكان تقليده فهو كبصمة الإبهام من حيث اختصاصها بصاحبها، فكان جوابنا أن دعوانا بإعجاز القرآن خص من المدعي وأن المناط في الأعجاز ليس هو عدم أمكان التقليد وإنما لخصوصيات خاصة (مع إثبات عدم التقليد) هو كونه عادم للنظير والمثيل فإن العرب كانت وما زالت تقارن بين شعر الشعراء الذي فيه الأعلى والأوطأ والمساوي، فإنهم كانوا مثلاً يقارنون بين أبيات للنابغة وأبيات لامرئ القيس ومن الواضح أن لكل أسلوبه وبلاغته ونمطه الخاص من أساليب البلاغة ولكن مع ذلك كانوا يحكمون بالمناظرة والمساواة بين الشعرين ولذلك اختاروا المعلقات ليكون فيها نوع من المكافئة والمناظرة ولكنهم عندما سمعوا القرآن أدركوا مباشرة بأنه لا نظير له ولا مثيل ولا يمكن مجاراته. فلاحظ.





السؤال: لا يوجد للقرآن مثيل في إعجازه
نعلم أن تحدي القرآن على الاتيان بمثله كان عاما، ولم يختص بالبلاغة والفصاحة فقط، ولكل زمان ومكان.
ولكن في اعجازه البلاغي الفصيح، قد يقول قائل صحيح أن قريش لفترة 23 سنة لم تستطع الاتيان بمثل القرآن، أي بنظيره في الفصاحة والبلاغة، ولكن هذا لا يعني أنه معجز تماما، فعجز البعض ليس دليلا على عجز الكل، وعجز البعض في فترة ليس دليلا على عجز البعض الآخر في فترة لاحقة، فبعد أن اتسعت رقعة الدولة الاسلامية، وقويت شوكتها، وقبل ان تفقد العرب فصاحتها وبلاغتها نتيجة الاختلاط، حتى لو تمكن أحدهم من الاتيان بمثل القرآن في الفصاحة والبلاغة، فانه لم يكن ليتمكن من اخبار الناس خوفا من القتل، وبطش المسلمين أو بطش السلاطين المسلمين.
فكيف تردون؟
الجواب:
أنك تتحدث عن احتمال أن يكون هنالك شخص له هذه القابلية ولكن لم يفصح عن نفسه، وهذا الاحتمال لا قيمة له، بل لو كان هناك شخص وأدعى ذلك لا نصدقه حتى يأتي بكتابه المماثل للقرآن، فمجرد فرضية تفرضها ليس لها واقع لا قيمة لها.
ثم إننا نجد في العصور المتقدمة هناك ادعاءات للنبوة لم تصمد أمام الاختبارات فلو كان هناك من لديه قدرة الإتيان بمثل القرآن لظهر وبان ولو من خلال كتابه دون معرفة شخصه، خاصة وأن الدواعي كانت كثيرة جداً لمقابلة القرآن سواء من المشركين أو من الزنادقة في العصر الأموي والعباسي، كما قد حاول بعضهم وفشل، أو سواء من الأدباء لنيل الشهرة وإظهار القدرة، ومع ذلك لم يظهر شخص ولحد الآن استطاع أن ينفذ هذا التحدي.





السؤال: محاولة رد إعجاز القرآن بأنه أخذ من الشعر الجاهلي
موضوع اهل الكتاب والرد عليهم.
سؤالي عن موضوع القران والاعجاز العلمي والشعر :
اولا: ان المسيحيين يدعون ان القران اخذت من الشعر الجاهلي مثل امرؤ القيس وعنترة وامية وغيرهم .
ثانيا : هناك ايات في القران الكريم قد اثبت الاعجاز العلمي, ولكن هذه الايات اخذت من الجاهلية قبل الاسلام كموضوع ان الارض بيضوية والجبال اوتاد الى غير ذلك فقد قالها شعراء الجاهلية قبل الاسلام ايضا, وساعطيك هذا الادعاء وسحبتها من احدى منتدياتهم وليك هذا الادعاء .
يقول احد المسيحيين في المنتدى :
*************************
الأرض كروية:
* قال أمية بن أبي الصلت :
وبث الخلق فيها إذ دحاها ***** فهم سكانها حتى التناد (القيامة)
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي تفسير سورة غافر الآية29-33 (( وَالأَرضَ بَعدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ))
* قول زيد بن عمرو :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له ***** الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها ***** بأيد وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة ***** أطاعت فصبت عليها سجالا
* وأنشد المبرد :
دحاها فلما رآها استوت على ***** الماء أرسى عليها الجبالا
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي تفسير سورة النازعات الآية 27-33.السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد حين كان يستقبل الكعبة.
(( أَخرَجَ مِنهَا مَاءهَا وَمَرعَاهَا * وَالجِبَالَ أَرسَاهَا )) (النازعات:31-32) (( وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَأَنهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُم تَهتَدُونَ )) (النحل:15)
* قال أمية بن أبي الصلت :
دار دحاها ثم أعمر بابها ***** وأقام بالأخرى التي هي أمجد
(*) مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي (النازعات : 27-46)
أفاضوا وأعادوا وكرروا وأسهبوا بأن كلمة دحاها تعني أن الأرض مثل البيضة وقدأثبتها العلم الحديث وهذا يدل على الأعجاز العلمي في القرآن وحشدوا كوكبة من الشيوخ تسبق كلا منهم ألقاب أقلها دكتور أو عالم أو أستاذ أو علامة والبعض حاذ على كل تلك الألقاب أو يزيد وتكتشف في النهاية بأنهم جميعا كذابين لصوص وشهود زور فكلمة دحاها قالها عرب الجاهلية قبل محمد فلو كان فيها أعجاز فكان من قبيل الأمانة والشرف أن ينسب هذا الإعجاز للشعراء الذين سبقوا محمد وليس لمحمد وقرآنه.
الجبال أوتاد ورواسي :
* قال زيد بن عمرو بن نفيل يسخر من فرعون :
وقولا له : أأنت سويت هذه ***** بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
(( أَلَم نَجعَلِ الأرضَ مِهَادًا * وَالجِبَالَ أَوتَادًا )) (النبأ)
(*)السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر زيد في فراق الوثنية. البدء والتأريخ للمطهر بن طاهر المقدسي الجزء الأول باب القول في الأضداد. البداية والنهاية لأبن كثير باب ذكر ما يتعلق بخلق السموات وما فيهن من الآيات.
روى أبو نعيم ... عن أبي سلمة قال : كان كعب بن لؤي يجمع قومه يوم الجمعة، وكانت قريش تسميه العروبة، فيخطبهم فيقول : أما بعد فاسمعوا، وتعلموا، وافهموا،واعلموا، ليل ساج، ونهار ضاح، والأرض مهاد، والسماء بناء، والجبال أوتاد، والنجوم أعلام، والأولون كالآخرين.
(*) البداية والنهاية لأبن كثير الجزءالثاني باب كعب بن لؤي.
أخيرا ما قولكم عن كعب بن لؤي الذي قال بأن الجبال أوتاد قبل محمد بقرون
ماذا عن أوتاد كعب بن لؤي قبل محمد بقرون ؟ وماذا عن أوتاد فرعون يا من تدعون أن لفظ الأوتاد في القرآن ينطوي على إعجاز علمي ؟.
(( كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرعَونُ ذُو الأَوتَادِ )) (ص:12) (( وَفِرعَونَ ذِي الأَوتَادِ )) (الفجر:10)
كل تلك الأوتاد والرواسي جاء بها شعراء الجاهلية قبل النبي فماذا تقولون ؟
* قال ابن إسحاق : وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت ***** على الماء أرسى عليها الجبالا
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَأَلقَى فِي الأرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوجٍ كَرِيمٍ ))
وأسلمت وجهي لمن أسلمت ***** له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بــلدة ***** أطاعت فصبت عليها سجالا
(*) السيرة النبوية لابن هشام المجلد الثاني باب قول زيد حين يستقبل الكعبة
وكذلك في البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الثاني باب زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنه.
* قال العجاج يصف الأرض :
أوحى لها القرار فاستقرت ***** وشدها بالراسيات الثبت
(*) تفسير البحر المحيط لأبي حيان(سورة الزلزلة)
ماذا عن الجبال الرواسي التي لولاها لما استقرت الأرض ومن قرأ كتب التفاسير
سيصاب بصدمة وخاصة تفسير أبن كثير في سورة "القلم"
الليل والنهار
* قال علقمة بن قرط‏:‏
حتى إذا الصبح لها تنفسا ***** وإنجاب عنها ليلها وعسعسا
(( وَاللَّيلِ إِذَا عَسعَسَ * وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ )) (التكوير:17-18)
(*) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي باب سورة التكوير الآية رقم ‏(‏15 ‏:‏ 22‏)
ونسبه الزمخشري في الكشاف إلى العجاج.
وهنا نرى نفس بيت الشعر ولكن محمد قلبه فجعل عسعسة الليل قبل تنفس الصبح!!!
* قال أمية بن أبي الصلت:
خلق الليل والنهار فكــــل ***** مستبين حسابه مقدور
ثم يجلو النهار رب رحيم ***** بمهاة شعاعها منشور
(*)السيرة النبوية باب شعر أبي الصلت الثقفي في وقعة الفيل
(( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ )) (الأنبياء:33)
قال علقمة بن قرط الصبح تنفس والليل عسعس وقال القرآن كما قال علقمة وقال الأستاذ أمية أبن أبي الصلت أن النهار والليل مخلوقان فقال محمدا في قرآنه مثلما قال أستاذه ...
الجنين والنطفة
* قال النابغة‏:‏
الخـالق البـارئ المصـور ***** في الأرحام ماء حتى يصير دما
(*) الجامع لأحكام القرآن سورة الحشر الآية رقم(‏ 24 ‏)‏. تفسير النكت والعيون للماوردي (الحشر)
* قال السموءل بن العاديا الغساني اليهودي:
نطفة ما منيت يوم منيت ***** أمرت أمرها وفيها بريت (خلقت)
كنها الله في مكـان خفي ***** وخفـى مكانهـا لو خفيت
ميت دهرا قد كنت ثم حييت ***** فاعلمي أنني كبيرا رزيت (ابتلي)
(*)المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية للإمام العيني محمود باب شواهد نون التوكيد.
(( ثُمَّ جَعَلنَاهُ نُطفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ )) (المؤمنون:13) (( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ وَالاُنثَى * مِن نُّطفَةٍ إِذَا تُمنَى )) (النجم:45-46) (( هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَّذكُورًا *إِنَّا خَلَقنَا الإنسَانَ مِن نُّطفَةٍ أَمشَاجٍ نَّبتَلِيهِ فَجَعَلنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )) (الإنسان:1-2)
قالوا وصالوا وجالوا وترجموا أن كلمة نطفة هي الحيوان المنوي وقالوا ها هو القرآن قال بالحيوان المنوي قبل أن يكتشفه العلم بقرون طويلة فلو كان من عن غير الله فكيف لمحمد النبي الأمي أن يعرف الحيوان المنوي؟ لكن ما لم يقولوه كيف عرف السموءل الشاعر الجاهلي قبل محمد كلمة نطفة أو الحيوان المنوي حسب ترجمتكم؟ من الأسبق ومن أخذ من من؟ أما المدقق يجد أن آيات القرآن ما هي إلا نقل وانتحال وسرقة لأبيات السموءل فكلمة "نطفة ما منيت" هي "نُّطفَةٍ إِذَا تُمنَى" وكلمة "مكـان خفي" هي "قَرَارٍ مَّكِينٍ" وكلمة "بريت" هي "خَلَقَ" وكلمة "رزيت" هي "نَّبتَلِيهِ" .
*************************
الجواب:
كثرت في الآونة الأخيرة الهجمات بشتى ألوانها على الدين الإسلامي بصورة عامة وانصبت النقود والطعون على النبي (صلى الله عليه وآله) وعلى القرآن بوجه خاص. وبطبيعة الحال فان الدوافع التي قادت إلى هذا الهجوم العنيف على الإسلام ونبيه العظيم (صلى الله عليه وآله) مختلفة غير أنها تتمحور حول نقطة أساسية واحدة وهي زعزعة العقيدة في قلوب المسلمين ليسهل اختراقهم ومن ثم كسبهم إلى صف أعداء الإسلام، ومن الواضح بمكان ان المرتدين عن دينهم إلى دين آخر أو عقيدة أخرى لن يكونوا مؤهلين لأن يكونوا مخلصين في الدين والعقيدة الجديدة، وهذا أمر لم يغفل عنه المبشرون أو بالأحرى المتصيدون في لعبة الاعتقاد والاعتقاد المضاد، فلا يراد من المتحولين أن يكونوا أعضاءاً نافعين في العقيدة الحادثة، ومن يظن غير ذلك فهو واهم، لأن القضية ليست هي قضية صراع عقائدي حقيقي يبحث فيه عن الغلبة في ميدان العقيدة والديانة بقدر ما هو استراتيجية تخريبية للنفوس لأجل إيصالها إلى مرحلة التشكك والحيرة والضلال، وهي مرحلة التحييد للدور الذي يمكن أن يلعبه المسلم تجاه. ما يعتز به من دينه، فحاله الحيرة والشك هي حالة اللاتدين أو كما أطلق عليها بعض الباحثين (اللاانتماء), وهي حالة القلق والاضطراب التي يسهل معها تحويل الفرد إلى اداة تخريب للمجتمع الإسلامي ككل هذا هو الغرض الذي يلوح من تلك الهجمات والطعون في شخص النبي (صلى الله عليه وآله) وفي القرآن الذي هو الكتاب الموحى به إليه.
إن دعوى كون القرآن مجرد كتاب وضعه محمد (صلى الله عليه وآله) لا يراد فيه التهوين من شأن القرآن الكريم بقدر ما يراد فيه نسبة الكذب والتزوير والتدليس وسرقة النصوص إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهي حلقة في سلسلة مؤلفة من حلقات كان أول من دشنها الصليبيون في هجومهم على مقدسات الإسلام في القدس الشريف أيام الأيوبيين وتبعها إنشاء مؤسسة الاستشراق التي لعب فيها المستشرقون أخبث دور في تشويه الإسلام وتفسير نصوصه المقدسة على ضوء المناهج التي ابتكروها في النقد والتحليل لأجل سلب صفة القدسية وصفة الروحانية منه ليسهل تفكيك بنيته من الداخل وبالتالي يمكن السيطرة على عقول وقلوب المتدينين به,ثم جاءت بعدها حلقات أخرى تمثلت بعضها فيما كتبه سلمان رشدي في روايته السيئة الصيت (الآيات الشيطانية) حيث أريد أن يضرب الإسلام هذه المرة أدبياً كما ضرب فلسفياً وتاريخياً على يد المستشرفين وقبلهم عسكرياً على يد الصليبيين، وعلى صعيد الفن بدأ هؤلاء المخربون. بالتهريج بالرسوم الكاريكاتورية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والقرآن وهذه حلقة أخرى من تلك السلسلة وقد بلغت الجرأة ببعضهم أن جعل أجساد البغايا معرضاً لآيات القرآن الكريم.
وها نحن اليوم نستكمل تلك الحلقات من خلال محاولة ضرب مصداقية القرآن على الصعيد العلمي والبلاغي بواسطة المقارنة بين ما ورد في الشعر الجاهلي وبين بعض الآيات القرآنية والزعم بأن القرآن فيه سرقات نصيه من الشعر الجاهلي وهذا ينفي الأعجاز العلمي المدعى.
والجواب الذي يمكن أن يقال في هذا المقام: هو أن القرآن الكريم قد عجـّز فصحاء العرب وتحداهم بأن يأتو بسورة من مثله، وقد أقروا بعجزهم ودانوا ببلاغته وفصاحته بل ذهلوا بنظمه وأسلوبه وبيانه الأخّاذ المدهش، ولم يبق أحد ممن يشهد له بالفصاحة إلا وشهد بتفوق القرآن وعلوه وأنه لا يمكن أن يكون من كلام البشر,ولقد بهرتهم بعض آياته حتى خضعوا وسلموا له، ومنها قوله تعالى: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:444), وغير هذه الآية كثير كآية الكرسي وقصار السور، بل إن القرآن بأجمعه عجيب النظم فائق الفصاحة تام المعنى حاو للطائف الاشارات وجامع لأصناف الاستعارات ومن يطلع على علوم القرآن يدرك مبلغ عظمته,أما أن العرب قد ذكروا في شعرهم بعض مضامين وردت في القرآن فما هو الضير في ذلك؟ أليس القرآن قد نزل بلغتهم؟ وهل يراد له أن ينزل بلغة لا يفهمونها أو بألفاظ متروكة مستهجنة قد عافتها الفطرة العربية حتى يقال أنه بليغ؟
فتحصل مما ذكرنا أن الملاك في اعجاز القرآن هو تحدي العرب بأن يأتوا بكتاب على منواله أو على الأقل سورة من مثله قال تعالى: (( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِثلِهِ )) (البقرة:233), أي فأتوا بسورة كسور القرآن من مثل محمد (صلى الله عليه وآله)، فجميع التحديات الواقعة في القرآن هي نحو استدلال على كون القرآن معجزة خارقة من عند الله، والآيات المشتملة على التحدي مختلفة في العموم والخصوص، ومن أعمها تحدياً قوله تعالى: (( قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الأِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً )) (الاسراء:888), ومنها نعلم بأن التحدي لا يخص العرب فقط، بل يعم جميع البشر وجميع الجن.
فالقرآن آية للبليغ في بلاغته وفصاحته وللحكيم في حكمته، وللعالم في علمه، وللاجتماعي في اجتماعه، وللمقنن في تقنينه وللسياسي في سياسيته وللحاكم في حكومته، ولجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعاً كالغيب والاختلاف في الحكم والعلم والبيان.
أما التحدي بالبلاغة فإن التاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغاً لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم والمتأخرة عنهم، وقد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ويوقد نار الأنفة والعصبية وحالهم في الغرور ببضاعتهم مشهور مذكور ولأجله عقدوا المجالس والمحافل فلم يجيبوه إلا بالتجافي ولم يزدهم إلا العجز، ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار كما قال تعالى: (( أَلا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيَابَهُم يَعلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )) (هود:55).
وقد مضى من القرون والأحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرناً ولم يأت بما يناظره آتٍ ولم يعارضه أحد بشيء إلا أخزى نفسه وافتضح أمره، فكيف يزعم هؤلاء النصارى أنهم قد عثروا في أشعار بعض العرب ما ينفي الجانب العلمي في أعجازه، من حيث أن ما نسبه بعض المؤلفين للقرآن من أعجاز علمي إنما هو مذكور في أشعار الجاهليين، فالأحرى إذن أن ننسب الأعجاز لتلك الأشعار؟
والإجابة على هؤلاء بجملة من النقاط:
1- إن القرآن الكريم وإن كان معجزاً في بلاغته ونظمه وأسلوبه إلا أنه يستعمل ألفاظ العرب بمعانيها ولا يستعير ألفاظاً من خارج لغة العرب، فما هو المانع من أن يرد في القرآن نحو ما ورد في الشعر من تلك الألفاظ بمعانيها؟!
2- لا نمنع أن تكون تلك الألفاظ الواردة في أشعار بعض الشعراء والتي تحمل مضامين علمية هي مستفادة عن شرائع سابقة أو عن أقوال الحكماء المتأثرين بشرائع الله كشريعة موسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) فاستفاد منها أولئك الشعراء وضمنوها في أشعارهم.
3- إن بعض من كتب في الإعجاز العلمي للقرآن قد اقترح لإثبات المدّعى ألفاظاً وردت في القرآن وحملها المحتوى العلمي عنوة، وعليه فإن اعتراض هؤلاء النصارى لا ينسحب على القرآن بقدر ما يستحب على توجيه ما كتبه أرباب الأعجاز العلمي أولئك.
هذا باختصار ردنا على رسالتكم، ولا يسعنا التفصيل في هذه العجالة، ويمكنكم الاطلاع على تفاصيل الجواب في الكتب الموضوعة في اعجاز القرآن.
لقد اطلعنا على ما نقلت لنا من مزخرفات أولئك المعترضين من أعداء الإسلام، واكتفينا، فلا نكلفك بإرسال المزيد منها، وننصحك بالتمسك بعقيدتك والمحافظة عليها، ولا يستفزنك الذين لا يعلمون.

تعليق على الجواب (1)
الرد الغير مقنع، ورد التحدي بالقرآن الكريم في خمس آيات من خمس سور:
1- (( وَإِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمَّا نَزَّلنَا عَلَى عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءَكُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (البقرة:23)
2- (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (يونس:38)
3- (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (هود:13)
4- (( قُل لَئِن اجتَمَعَت الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لَا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظهيرا )) (الإسراء:88)
5- (( أَم يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤمِنُونَ * فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِّثلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ )) (الطور:33-344)
وقد تحدى الوليد ابن المغيرة، جاء ذلك في كتب السيرة والسنة، فمن ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه! قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر قال: هذا سحر (يؤثر يأثره عن غيره)، فنزلت: ذرني ومن خلقت وحيداً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي
السؤال الذي يطرح نفسه التحدي كان بمكة أول الاسلام يعني قبل الهجرة و السور المذكورة جميعها نزلت في وقت متأخر
الجواب:
هذه السور المذكورة عدا سورة البقرة انما هي سور مكية بالاتفاق فكيف يدّعي المشكل انها نزلت بعد الهجرة (أي مدنية)؟ ان هذا الا افتراء !!
بالإضافة الى ان الاعم الاغلب من العلماء يقولون ان هناك آيات مكية في سور مدنية وبالعكس وقالوا ايضا بان كل آية تخاطب الناس (( يا ايها الناس )) فهي مكية لأنها تخاطب العامة وليس الخاصة فقط وهذا الخطاب في سورة البقرة يبدأ بـ (( يا ايها الناس )) ولو سلمنا كون هذه الآية مدنية فتكون معجزا وتحديا لأمثال صاحب الاشكال ولكل زمان ومكان وليست خاصة بالواقعة المذكورة.





السؤال: الإعجاز العددي (1)
ما الراى الشرعى فى الاعجاز العددى خاصة كتاب الشيخ بسم جرار زوال اسرائيل عام 2022م

الجواب:
الإعجاز العددي في القرآن إن كان المقصود منه الحسابات التي يجريها بعض علماء الجفر والحرف طبقاً لجداول وقواعد خاصة ثم يسقطوها على القرآن, فلا يمكن أن تقبل وذلك لعدة أسباب:
السبب الأول: أن هذا العلم من مختصات أهل البيت (عليهم السلام) ولا يحيط به تمام الإحاطة إلا هم (عليهم السلام).
السبب الثاني: يفتقر هذا العلم إن فهم تام للنص القرآني وأسباب النزول والتفسير والتأويل وتميز الناسخ من المنسوخ والمجمل من المبين والعام من الخاص والتوفر على فهم أسرار مقطعات السور... وغير ذلك, وهذا ما لا يتأتى لأحد إلاّ للأفذاذ من العلماء المؤيدين بالتوفيقات والإفاضات الإلهية.
السبب الثالث: ورد النهي عن التوقيت بقول مطلق, وجاء تكذيب الوقاتين على لسان أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
فإن قيل: إن ذلك فيما أتصل من التوقيت بظهور المهدي (عجل الله فرجه) والعموم المستفاد من بعض الروايات قد ورد عليه التخصيص في روايات أخرى حصرته في التوقيت المختص بظهوره(ع), نقول: إن زوال دولة إسرائيل يكون على يد الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
ودعوى الإطلاع على وقت زوال دولتهم يشير إلى الإطلاع على وقت ظهوره وهو ممنوع.


السؤال: الاعجاز العددي (2)
الاعجاز العددي في القران الكريم فيما يتعلق بعلم الغيب كما ورد بكتاب الاستاذ بسام جرار زوال اسرائيل عام 2022 نبوءة ام صدف رقمية
الجواب:
لاريب ان القرآن الكريم كله معجز,معجز بنظمه, معجز بلفظه,معجز باسلوبه,معجز بموضوعه,معجز بعلومه ...الخ) وحنئيذ فما يتوصل اليه بعض الباحثين في مفردات اعجازه المتنوعه( كالاعجاز العددي) لا يخلو من مصداقية, ولكن لا يسعنا ان نثبت صحة ما توصل اليه الباحثون من دون معرفة الأسس والمناهج التي اتبعوها للحصول على النتائج, وبما ان بعض تلك النتائج تشير الى حوادث لم تأت بعد (سوف تتحقق في المستقبل) فليس لنا الا القبول الاجمالي لها ذلك ان الضامن لصحة ما يستنبطه الباحثون في اعجاز القرآن هو الدليل العلمي الموضوعي وليس ثمة دليل موضوعي بالنسبة للامور المستقبلية لا سيما مع اعتقادنا بالبداء وان الله يثبت ويمحو ما يشاء,كما لا يوجد ضامن لصحة المناهج المتبعة للوصول الى النتائج المدعى كونها امور اعجازية متفرعة على اعجاز القرآن العددي... على سبيل المثال : ربما يستعمل البعض انماطا من الحساب مع وجود انماط اخرى كحساب الجمل الكبير او الوسيط او الصغير وكحساب المشارقة وحساب المغاربة وقس على ذلك .





السؤال: من نواحي الإعجاز في القرآن الكريم ودلالته على ثبوت نبوة الخاتم(صلى الله عليه وآله)
بسمه تعالى
س1/ يقول المتكلمون أنه لايمكن اعتبار القرآن أنه كلام الله لاثبات نبوة الخاتم لأن من جاء به وهو الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي قال بأنه كلام الله وهذه ليست حجة وسؤالي هو أن هؤلاء لماذا لم ينظروا في معجزة القرآن فاذا ثبتت معجزة القرآن وعرف أين يكمن الاعجاز في القرآن لما احتجنا الى الأدلة العقلية لاثبات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
س2/يقول العلماء أن المفهوم اذا نسبنا او حملنا عليه الوجود الخارجي فهو اما أن يمتنع أو لا يمتنع واذا لم يمتنع فهو اما أن يكون واجبا لذاته ( وهو الذي لايحتاج الى علة في وجوده ) واما أن يكون ممكنا لذاته ( متساوي العدم والوجود )
وسؤالي هو من أين أوتي بهذا التقسيم؟ أقصد لماذا يجب أن يكون هناك موجود واجب لذاته غير محتاج الى علة؟
س3/يقسم العلماء الواجب الى ثلاثة أقسام: واجب لذاته وواجب لغيره وواجب بالقياس لغيره، وكذلك الممتنعات، فمالمقصود بكل واحدة من هذه؟ هل لي بأمثلة؟
س4/يقسم العلماء أيضا الممكن الى قسمين فقط: ممكن لذاته وممكن بالقياس لغيره، فلماذا ليس هناك ممكن بغيره؟
س5/عندما نقول واجب لذاته، وممكن لذاته، وممتنع لذاته، هل كل (( لذاته )) المذكورة في الأقسام الثلاث لها نفس القصد؟؟
وتجزون
الجواب:
1- الاستدلال على النبوة المدعاة وإثباتها يمكن أن يتم عن طريق البراهين العقلية، كما يمكن عن طريق دراسة المعجز الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فإن ثبت كونه معجزاً كان مما يصح الاستدلال به، وإلا فلا.
والغالب أن يُلجأ إلى الإستدلال العقلي في إثبات أصل النبوة، بينما يتم إثبات صدق دعوى النبوة لنبي معين عن طريق ما يأتي به من معجز كإحياء الموتى وقلب العصى ثعباناً، والقرآن الكريم هو معجز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كانت لديه معجزات أخرى على حذو معجزات الأنبياء كتسبيح الحصى في كفه الشريف وشق القمر والعروج إلى السماء وغيرها، إلا أن للقرآن خصوصية ليست لسائر المعجزات، لأنه معجز أبد الدهر لا في خصوص زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا هو ما أشار إليه المتكلمون من ضرورة المصير إلى النظر في معجزة القرآن، فإن ثبتت يُستدل بها على صدق النبوة المحمدية الخاتمة، وإنما ندبهم إلى ذلك، لأن هذا المعجزة باقية ولها أنحاء تناسب جميع الأعصار، فالإعجاز البلاغي عام لجميع الأوقات، وإنْ ناسب أكثر عهد صدر الإسلام كون الفصاحة والبلاغة كانت حينئذ في أوجها، ولم تكن اللغة العربية قد اختلطت بعد باللغات الأخرى ما فقدت بالتدريج نضجها وسموها، فلا يمكن الاستدلال إلا لقلة من الناس اليوم بالجانب البلاغي، فالناس في عصرنا لا يحسنون أن يعبروا بها في حدّها الأدنى فكيف يتسنى لهم الإحاطة بأسرار البلاغة التي يعج بها كتاب الله عز وجل؟!.
ولكن إعجاز القرآن لا يقتصر على الناحية البلاغية فحسب حتى يقال: بأن أوان الاستدلال بذلك قد ولّى وحينئذ ينتقض كون القرآن معجزاً أبدياً كما هو المدّعى، فأن للقرآن جوانب من الأعجاز أخرى غير الجانب البلاغي تناسب كل عصر، كما أسلفنا ومنها الجانب العلمي حيث لم يكتشف العلم الحديث أي تناقض في القضايا العلمية التي طرحها القرآن بل على العكس ثبت أنه يُساير العلم فالعلم يشهد له من جهة سبقه للعلوم في الإشارة بل والدلالة الواضحة على جملة من القوانين والنظريات الحديثة، وقد ألف بعض الباحثيين وفيهم باحثون غربيون دراسات قيمة في هذا المضمون ومنهم موريس بوكاي الفرنسي الذي بحث في مقارنة الكتب السماوية وانتهى به المقام إلى اكتشاف ثبات القرآن وسموه وهيمنته وعدم تناقضه مع العلم الحديث، بينما وجد في الكتابين الآخرين: التوراة والإنجيل الحاليين مئات التناقضات.
ومن الجوانب الاعجازية كذلك كونه شفاء، قال تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ ))(الاسراء:82) حيث تمت معالجة كثير من الأمراض المستعصية عن طريق الآيات القرآنية، وهذا أمر ثابت لا ريب فيه.
ولا يسعنا في هذه العجالة أن نستعرض سائر الجوانب الاعجازية للقرآن فأن ذلك يفتقر إلى تأليف كتاب كبير.
والجواب المذكور مبني على كون القرآن معجزاً، فحقه أن يستدل به بالدليل العقلي، وما أشار إليه علماء الكلام وهو ما ذكرته في صدر سؤالك لا إشكال فيه على مبناهم من أن الاستدلال بالقرآن على نبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة كونه نقلاً في (مقابل العقل) لا يمكن أن يتم به الاحتجاج، لأن كلام النبي من دون إثبات النبوة ليس بحجة، وحجيته إنما تثبت من خلال ثبوت النبوة للنبي له، فإذا كان القرآن الذي جاء به النبي وهو (كلام) يُراد به إثبات النبوة فسوف يلزم من ذلك أن يكون النبوة ثبتت بالقرآن الذي قاله النبي وأعتبره دليلاً على نبوته. وهذا دور واضح، أي توقف الشيء على نفسه، فإن ثبوت نبوة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) متوقفة على القرآن، القرآن تتوقف حجيته على ثبوت النبوة، وهذا هو الدور الباطل المشار إليه.
2- التقسيم إلى الأقسام الثلاثة هو بالحصر العقلي الدائر بين الإثبات والنفي، وأول من ذكر هذا التقسيم هو أبو نصر الفارابي ثم تبعه أبن سينا وسائر الفلاسفة.
أما لماذا يجب أن يكون هناك واجب لذاته غير محتاج إلى العلة؟ فتلك قضية تمت البرهنة عليها ببراهين كثيرة.




السؤال: معنى قول الإمام علي(عليه السلام): (لا تنقضى عجائبه ولا تفنى غرائبه)
روي عن أمير المؤمنين قوله عن القرآن في نهج البلاغة (لاتنقضي عجائبه ولاتنفد غرائبه) فما مقصود الإمام من هذه العبارة؟
وهل يمكن أن نفسرها مثلا بالإعجاز العلمي والإعجاز العددي كما يحلو للبعض أن يفعل كالدكتور زغلول النجار مثلا؟
الجواب:
(عجائب القرآن وغرائبه) قد يراد بها الجوانب الإعجازية أعم من أن يكون الأعجاز علمياً أو أدبياً أو بلاغياً أو غيره فيشمل كافة ميادين المعارف الإنسانية. وعجائب: جمع عجيبة، وهي الأمر المدهش للألباب والمحيّر للعقول بسبب خرقه للعادات والمألوفات. وغرائب: جمع غريبه: وهي الفريدة العديمة النظير التي لا يعرف لها مثال. فالقرآن حاو لجميع العجائب والغرائب، وليس بالضرورة أن يكون ملتفت إليها من كل أحد، بل تنكشف لأهلها ممن رزق الفطنة الوقادة والفهم الخارق للعادة، لأن للقرآن ظهرً وبطن ولبطنه بطون إلى سبعين بطناً كما ورد في بعض الأخبار، وبالتالي فلا يتاح لكل أحد أن يقف على بعض تلك العجائب والغرائب فضلاً عن جميعها، وكأن في قول أمير المؤمنين(ع): ((لا تنقضي عجائبه ولا تنفد غرائبه)) إشارة بليغة إلى أن علم القرآن ومعرفة أسراره وأغواره مقصور على عدله وهم حملة الوحي وموضع الرسالة ومختلف الملائكة أعني محمد وآله (صلوات الله عليهم)، وفيه إشارة كذلك إلى أن القرآن الكريم مهيمن على كل شيء لأنه تبيان كل شيء. وأما كيف يكون تبيان كل شيء وأن عجائبه لا تنقضي وغرائبه لا تنفد وهو المكتوب ما بين الدفتين؟ فجوابه: ما تقدم من أن البناء في هذه السعة والهمينة التي للقرآن غير مقتصر على ظاهره، بل على تأويله وتأويل تأويله وبطونه السبعين والإحاطة بكل ذلك غير متاحة للفرد العادي .
ولا ينبغي الزعم بأن تفسير العجائب والغرائب في القرآن هو الاعجاز العلمي أو العددي كما ذهب إليه الدكتور زغلول، نعم يمكن أن يكون ما ذكره الدكتور في جملة تلك العجائب والغرائب لا أنه كلها ولا أن المقصود هو هذا حصراً.




السؤال: إعجاز القرآن ثابت حتى عند الخصوم
هل يصح الاحتجاج على غير المسلمين بعجز المخالفين على الاتيان بمثل القرآن من مصادرنا التاريخية الاسلامية؟
الجواب:
ربما نفهم من سؤالكم بأنكم تقصدون الإشكال المطروح من خصوم الإسلام بأن قوة الإسلام وسلطانه وسيطرته على الأمور وعلى التأريخ ونقل الأحداث قد أدت وتسببت في إخفاء أثر كل من عارض القرآن فيسقط إدعاء المسلمين من عدم وجود معارض للقرآن وإلا فقد يكون هنالك من جاء بكتاب أو سورة مثله!
والجواب عنه واضح فإنه يبطل هذا الزعم وهذا الإدعاء ما يلي:
أولاً: نقل كلام وادعاء الكثير ممن عارضوا القرآن أو أدّعوا النبوة مثل مسيلمة الكذاب وسجاح والأسور العنسي وطليحة بن خويلد وعبد الله بن المقفع وأبو العلاء المعري والمتنبي, فمع نقل كلام ومعارضة هؤلاء للقرآن الكريم يسقط إدعاء من يدعي أن قوة الإسلام وسلطانه منع من نقل كلام معارضي القرآن,وكذلك يمكن للمعارض أن يذهب إلى فارس أو الروم ليحصل على الأمان ويعارض القرآن من هناك بسلام!!
ثانياً: إن الدواعي لنقل كلام معارضي القرآن ولو سراً وخفية متوافرة عند المشركين والمنافقين واليهود والنصارى والملحدين لإسقاط الإسلام, فلّما لم يدّع أحد من هؤلاء وجود شيء من ذلك فإنه يثبت عدم وجود مثل هذا المعارض للقرآن, مع أن عدم وجود معارض للقرآن أمر عدمي لا يحتاج إلى دليل وكل من يدّعي وجود ذلك فعليه المجيء بالدليل وليس العكس.
وقد ردّ السيد الخوئي (قدس) على مثل هذه الشبهة في ( البيان ص52) بقوله: ((إنّ هذه المعارضة لو كان حاصلة لأعلنتها العرب في أنديتها, وشهرتها في مواسمها وأسواقها, ولأخذ منه أعداء الإسلام نشيداً يوقعونه في كل مجلس, وذكراً يرددونه في كل مناسبة, وعلّمه السلفُ للخلف, وتحفظوا عليه تحفُّظ المدعي على حجته, وكان ذلك أقرّ لعيونهم من الاحتفاظ بتاريخ السلف كيف, وأشعار الجاهلية ملأت كتب التأريخ وجوامع الأدب, مع أنّا لا نرى أثراً لهذه المعارضة)).
وقال الخطّابي أيضاً في (بيان إعجاز القرآن ص50):
إنّ هذا السؤال ساقط والأمر فيه خارج عمّا جرت به عادات الناس من التحدّث بالأمور التي لها شأن وللنفوس بها تعلق, وكيف يجوز ذلك عليهم في مثل هذا الأمر الذي قد انزعجت له القلوب, وسار ذكره بين الخافقين.
ولو جاز ذلك في مثل هذا الشأن مع عظم خطره وجلالة قدره, لجاز أن يقال إنه خرج في ذلك العصر نبي آخر وأنبياء ذوو عدد, وتنزّلت عليهم كتب من السماء, وجاءوا بشرائع مخالفة لهذه الشريعة, وكُتم الخبر فيها فلم يظهر, وهذا ممّا لا يحتمله عاقل.
أقول مضيفاً: ولم يدّعه أحدٌ أيضاً فهذا كذاك.



السؤال: آية أئمة الهدى وأئمة الضلال
قال تعالى: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
وقال تعالى: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ)
وبعض المخالفين يدّعون بعدم دخول الأئمة في الآية الأولى ولا تعنيهم لأنه قال: وجعلنا منهم أئمة يدعون الى النار ، فما هو ردكم على من ادعى؟

الجواب:
ورد عندنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن الأئمة في كتاب الله عز وجل إمامان قال الله تبارك وتعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)(الانبياء:73), لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال: (جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(القصص: من الآية41) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز وجل. فإستعمال كلمة (أئمة) في القرآن ليراد منها طائفتين جائز كما هو الحال في كثير من الألفاظ القرآنية التي أريد منها أكثر من مصداق.
وفي رسالة لأبي عليه عبد الله (عليه السلام) انه قال: فان الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابه في قوله: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا), وهم الذين أمر الله بولايتهم وطاعتهم والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم وهم أئمة الضلال الذين قضى الله أن يكون لهم دول الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله (صلى الله عليه وآله) ليحق عليهم كلمة العذاب ويتم أمر الله فيهم .... ومن الذين سماهم في كتابه في قوله تعالى: (جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ), فتدبروا هذا واعقلوه




السؤال: أيهما أفضل القرآن أم النبي (صلى الله عليه وآله)
أيهما افضل القرآن ام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) ؟
الجواب:
ورد في الحديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) و (أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته) وغيرها مما ورد في تبيين منزلة النبي (صلى الله عليه وآله) في عالم التكوين.
لذا يمكن أن يقال: لا تصح المقايسية والتفضيل بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب الله العزيز لعدم وحدة الموضوع.
وبشكل أوضح نقول : أن للأول الحق تجلياً وظهوراً في عالم التكوين كما هو متصور في أحاديث خلق نور نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وله تجلياً وظهوراً آخر في عالم التدوين المتمثل في خلق القرآن وحقيقته.
ومن الواضح لكل فاهم سبق عالم التكوين على عالم التدوين، وان تدوين الكتاب العزيز هو رشحة من رشحات نور نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وعلمه ومعارفه، وقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله) والأئمة كلام الله الناطق والقرآن كلامه الصامت) .
وأكثر من ذلك يقال: ان من انتقشت في قواه ألفاظ القرآن، وفي عقله معانيه، واتصف بصفاته الحسنة، واحترز عما نهى الله عنه فيه، وأتعظ بمواعظة، وصير القرآن خلقه، فهو أولى بالتعظيم والإكرام، كما ورد في الحديث (إن المؤمن أعظم حرمة من القرآن والكعبة) فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!





لسؤال: لماذا لم يذكر في القرآن الديانات الأخرى كالهندوسية والبوذية
لي صديق هندوسي سألني هذا السؤال:
هل الدين الاسلامي نسخ جميع الاديان أو أنه نسخ الاديان التي كانت فقط في نفس منطقة انطلاق الاسلام (الشرق الاوسط) مثل اليهودية والمسيحية ؟
فقلت له: بل نسخ جميع الاديان !
فقال لي: إذا لماذا في القرآن الكريم تم ذكر الاديان التي في منطقة الشرق الاوسط ولم يذكر الاديان في المنطقة الهندية أو الاسيوية كالهندوسية والبوذية علما بانها كانت تمثل أكثر من ثلث سكان الارض آنذاك وكانت الديانة الهندوسية قبل الاسلام بالآف السنين، وهل القرآن أتى بذكر أنبياء أرسلت اليهم؟

الجواب:
قد ذكر القرآن الكريم حكماً عاماً يشمل كل دين وعقيدة سواء كانت في الشرق الأوسط أم غيره، ونعني بذلك قوله تعالى: (( وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الأِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (آل عمران:855), فكل دين غير دين الإسلام لن يقبل من الإنسان وهو في الآخرة من الخاسرين بحكم هذه الآية سواء كان هندوسياً أو نصرانياً أو يهودياً.
وقد تكون إشارة القرآن إلى بعض الأديان دون غيرها من باب أنها ديانات إبتلائية في المنطقة التي نزل القرآن بها، إلا أن هذا لا يمنع من شمول غير هذا الديانات بحكم النسخ وعدم القبول الذي ذكرته الآية المشار إليها أعلاه .
هذا إذا قلنا باعتبار الديانات المذكورة على حد اليهودية والنصرانية والمجوسية، ولكن من الواضح أن هذه الديانات غير السماوية يدخل أصحابها في المشركين فلا نسخ لدياناتهم، بل أبطالها ، وإنما النسخ يكون للديانات السماوية. فلاحظ.




السؤال: بيان آيات السجدة الواجبة عن غيرها
لماذا نجد اختلافا في آيات السجود من مصحف لآخر ومن حدد هذه الأماكن وهل يجوز قطع الصلاة للقيام به عند الشيعة
الجواب:
1- الذي عليه اجماع الإمامية وما دلت عليه النصوص الشرعية عن أهل البيت(ع) بأن الآيات التي يجب عندها السجود هي آيات أربع في أربع سور تسمى سور العزائم، وهي ألم التنزيل، عند قوله: (ولا يستكبرون)، وحم فصلت، عند قوله: (تعبدون)، والنجم، والعلق ـ وهي سورة إقرأ بأسم ربك ، عند ختمهما ويستحب السجود في أحد عشر موضعاً أخرى، بل قالوا باستحباب السجود عند كل آية فيها أمر بالسجود ما عدا الآيات المشار إليها فالسجود واجب (راجع: مستمسك العروة الوثقى للسيد محسن الحكيم (6: 415)).
2- وأما قراءتها ـ آيات السجدة الواجبة ـ في الصلاة الفريضة فقد أفتى فقهاء الإمامية بعدم جواز ذلك ومن قرأ عمداً وجب عليه السجود للتلاوة فإن سجد بطلت صلاته، وإن عصى فالأحوط وجوباً له الأتمام والاعادة (انظر منهاج الصالحين للسيد الخوئي 1: 163).






السؤال: لماذا حفظ الله القرآن دون غيره ؟
لماذا سمح الله بتحريف التوراة والانجيل و لم يسمح بتحريف القرآن والحال كانا هما الممهدان للإسلام ؟
فالعقل يقول لنا ان يكمل واحدا منهم للآخر أي الانجيل يكمل التوارة والقرآن يكمل الانجيل والتوراة معاً وان القرآن هو الرسالة الشاملة .

الجواب:
إن القرآن الكريم له بعض الخصوصيات عما سواه مما سبقه من الكتب المقدسة مما جعل له الاهمية والحفظ دون غيره منها:
1- كون القرآن الكريم معجزة الإسلام ورسول الإسلام(ص) الخالدة.
2- كون القرآن الكريم آخر الكتب السماوية فلا يعقبه كتاب مصحح له أو متمم ولا نبي يرسل ولا دين جديد بعده يشرع.
ولذلك تكفل الله تعالى بحفظه دون سائر الكتب التي أوكل حفظها إلى من التزمها وابتلاهم وامتحنهم بالحفاظ عليها والسير على نهجها ولكن دون جدوى فقد فشلوا في الامتحان والاختبار الالهي بالحفاظ على كتبهم ودينهم فحرفوه بأيديهم (( فوَيلٌ لَّهم مّمَّا كَتَبَت أَيديهم وَوَيلٌ لَّهم مّمَّا يَكسبونَ )) (البقرة:79).
فالكتب السابقة كانت تتبعها كتب وديانات تصحح ما حرّف وما غيّر في الدين الذي قبله ويكمله حتى يحقق درجة أعلى من الكمال والصواب.
أما دين الإسلام فهو الدين الكامل والقمة في التكامل فلا يحتاج إلى غيره إلا أن يصدق ما جاء قبله على لسان أنبياء الله ورسله (ع)، فلا كتاب بعد القرآن الكريم ولا دين بعد الإسلام العظيم لأنه الغاية في الكمال سواء بأعلامه ورموزه كالنبي (ص) وآله (عليهم السلام) أو بكتابه وتشريعاته، فالكل حصلوا على مرتبة الغاية في الكمال وهي الغاية من خلق بني الإنسان وتفضيلهم على سائر خلق الله تعالى وأفضل خلفائه على المعمورة على الإطلاق فلا حاجة بعدهم إلى مكمل ومصحح بعدهم، فحصلت له العناية واختص بالحفظ الالهي لأنه كما قال تعالى: (( وَأَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ مصَدّقاً لمَا بَينَ يَدَيه منَ الكتَاب وَمهَيمناً عَلَيه فاحكم بَينَهم بمَا أَنزَلَ اللَّه وَلا تَتَّبع أَهوَاءَهم عَمَّا جَاءَكَ منَ الحَقّ لكلّ جَعَلنَا منكم شرعَةً وَمنهَاجاً وَلَو شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكم أمَّةً وَاحدَةً وَلَكن ليَبلوَكم في مَا آتَاكم فاستَبقوا الخَيرَات إلَى اللَّه مَرجعكم جَميعاً فينَبّئكم بمَا كنتم فيه تَختَلفونَ ))(المائدة:48) فلو جاز على القرآن التحريف والفقدان لكان نقض للغرض من جعله معجزة خالدة مستمرة إلى آخر الدنيا، ولاحتاج البشر بعد وقوع التحريف الفرضي عليه إلى مكمل ومرشد (كتاب) آخر ليكون الفضل إليه إلى آخر الدنيا، فلاحظ.



السؤال: لا يجوز حرق ما فيه شيء من ذكر الله
بسمه تعالى
ماهو حكم حرق صفحات من القران الكريم اذا كان القران فاقد لبعض صفحاته؟
وماهو حكم حرق الجرائد والكتب والمجلات الحاوية على ايات قرانية كما يفعلها البعض للتخلص منها؟
هنالك رواي تاريخية مشهورة انه اتى رسول ابو مسلم الخراساني للامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام واعطاه رسالة من ابو مسلم الخراساني فاخذه الامام الصادق
عليه السلام حرقها بدون ان يفتحها, اليس من الشائع في كتابة الرسائل ان تبدا بالبسملة وان تحوي على لفظ الجلالة مثلاً (ابن رسول الله), الامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام معصوم وهو ادرى باحكام الله تعالى.
ارجو مناقشة الرواية اعلاه مع اني سالت عن الحرق فقيل بحرمته, وما هي افضل الوسائل للتخلص من هكذا اوراق بدون انتهاك حرمتها

الجواب:
وردت روايات عنهم (عليهم السلام) تنهى عن حرق القراطيس التي فيها شيء من ذكر الله, فعن أبي الحسن (عليه السلام) قال : سأله عن القراطيس تجتمع هل تحرق بالنار وفيها شيء من ذكر الله , قال : لا تغسل بالماء أولا قبل.
وعن عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لاتحرقوا القراطيس ولكن امحوها وحرقوها.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضا أنه سئل عن الإسم من أسماء الله يمحوه الرجل بالتفل قال امحوه بأطهر ما تجدون.
وعنه (عليه السلام) : إمحوا كتاب الله تعالى وذكره بأطهر ما تجدون ونهى أن يحرق كتاب الله ونهى أن يمحى بالأقلام.
وعن أبي الحسن موسى (عليه السلام) سٌئل عن الظهور التي فيها ذكر الله عز وجل قال : إغسلها.
أما الكتاب الذي ورد إلى الإمام الصادق (ع) من أبي مسلم الخراساني ,فإنه لابدّ أن لايكون فيه شيء من ذكر الله أو من أسمائه الحسنى والإ لما حرقه الإمام (ع) وهو أعلم بما في الكتاب وإن لم يفتحه وإن كانت بعض النقولات التي اطلعنا عليها تشير إلى أنه فتحه وقرأه ثم أحرقه فإحراقه له دليل على أنه ليس فيه شيء لا يجوز حرقه.




السؤال: الفرق بين (اسطاعوا) و (استطاعوا)
ما الفرق بين المعنى القراني لكلمة (استطاعوا) و (اسطاعوا)

الجواب:
اسطاع واستطاع بمعنى واحد، وأختلف أهل العربية في وجه حذف التاء من قوله تعالى: (( فَمَا اسطَاعُوا )).
فقال بعض نحويي البصرة: فعل ذلك لأن لغة العرب أن تقول: اسطاع يسطيع، يريدون بها استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جمعت مع الطاء ومخرجهما واحد. وقال بعضهم: استطاع، فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم: أسطاع يسطيع، فجعلها من القطع كأنها أطاع يطيع، فجعل السين عوضاً من إسكان الواو.
وقال بعض نحويي الكوفة: هذا حرف أستعمل فكثر حتى حذف.
المصادر: تفسير الطبري 16: 5، تفسير الميزان للطباطبائي 13: 65.


لسؤال: القرآن يتعدى الإتيان بمثله
من المعلوم وبالضرورة التأريخية وعليه التسالم من الموالف والمخالف ونطق به القرأن الكريم ان النبي الاكرم ص تحدى مشركي قريش وفي مكه بان ياتوا بمثل القران الكريم بالكيفيه التي نطق بها القران العزيز وسؤالي هل ان هذا الامر متواتر روائيا بحيث توجد لدينا روايات سنية وشيعية متواترة ينتهي سندها الى عصر النبي الاكرم ص؟
الجواب:
لا نحتاج لإثبات وجود التحدي عن طريق الروايات ونثبت تواترها مع ذلك،فالقرآن الكريم صريح في التحدي وهو قد وصل إلينا بالتواتر، فالله سبحانه هو المتحدي على لسان القرآن فحتى لو لم يثبت تحدي الرسول (صلى الله عليه وآله)، يبقى القرآن هو المتحدي ولم يستطع حتى الآن أي شخص على معارضة هذا التحدي.





السؤال: الإبهام في معاني القرآن حصل بسبب وضع الحديث
لماذا ترك الرسول (ص) كل هذا الابهام مع ان الله تعالى انزل قوله (( اليوم اكملت لكم دينكم.. ))
الجواب:
لم يكن هناك إبهام حال نزول الآيات وإيضاحها من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما الإبهام جاء من خلال من عمل على تحريف معاني القرآن، فالآية بدلا من جعلها واضحة في سبب نزولها والمعنى المراد منها يجعل لها أسباب نزول أخرى ومعاني أخرى فأختلط الحق بالباطل وحصل الإبهام، ولو استطعنا تمييز الروايات الصحيحة الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) لصار الحق واضحاً لا لبس فيه.




لسؤال: هل في المعلقات جانب إعجازي
ماهو الرد على من يقول بأن شعر المعلاقات افضل من القران والعياد بلله.قد تعودنا على حجتكم العظيمه في الرد والاسلوب الاقناعي وان من يحاوركم يفهم ويعلم ويبصر.

الجواب:
لم يدع أحد من بلغاء العرب أن المعلقات أفضل من القرآن من جهة البلاغة أو غير ذلك بل الواردة عكس ذلك, وذلك أنه عندما ما نزل قوله تعالى: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقلِعِي وَغِيضَ المَاء وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:44). رفعوا المعلقات من الكعبة خوفاً من الفضيحة.
ثم إن القرآن الكريم ليس هو معجزة فقط بالبلاغة بل أن العلوم التي جاء بها والإخبار بالمغيبات وغير ذلك جعلته معجزة لا يمكن الإتيان بمثلها بخلاف المعلقات فإن الشعراء استطاعوا أن يأتوا بمثلها أو أفضل منها.




السؤال: بلاغة القرآن
يقول أحد المنكرين لقمة الاعجاز البلاغي في القرآن بأن شعراء الجاهلية كانوا أبلغ من القرآن.
ويقول آخر أن بلاغة محمود درويش أو العقاد او المتنبي أثر من بلاغة القرآن.
فهل يمكنكم أن تزودوني بأقوال شعراء وأدباء وبلغاء وفصحاء معاصرين أو غير معاصرين (وخاصة المعاصرين) من كتبهم كشهادة منهم على أن القرآن أبلغ منهم؟
الجواب:
لا وزن لقول هذا المنكر مع اعتراف فصحاء العرب وبلغاءهم بتفوق القرآن الكريم على سائر ما يؤثر من كلام البشر، وسواء عثرنا نحن وأنتم على شهادة من شعراء وأدباء العصر أم لم نعثر فإنه لا قيمة لتلك الشهادة إزاء عشرات الشهادات والتأييدات التي قيلت في عظمة القرآن من قبل أدباء وشعراء العرب الأوائل فإنهم أقرب إلى واقع اللغة العربية وأسرارها من هؤلاء المحدثين والمعاصرين الذين لا يتحدثون بالفصحى إلا حينما يكتبون، أما في حياتهم الاجتماعية والأسرية فإنهم يرطنون باللهجات المحلية فكيف يمكن أن تكون لشهادة هؤلاء قيمة؟
ولكننا سنذكر طرفاً مما قاله فصحاء العرب وأدباؤها الذين عاصروا نزول القرآن حينما كانت اللغة العربية في أوج مجدها..
روي عن ابن عباس قال: ((جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له, فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ليعطوكه لأن لا تأتي محمداً ولتعرض لما قاله.
قال (الوليد): قد علمت قريش إني من أكثرها مالاً. قال (أبو جهل): فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك كاره له. قال (الوليد): وماذا أقول؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه معذق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته...)).
وروي أن أبا جهل قال في ملأ من قريش: ((قد التبس أمر محمد، فلو التمستم رجلاً عالماً بالشعر والكهانة والسحر، فكلمه ثم أتاه ببيان عن أمره)) فقال عتبة: ((والله لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر وعلمت من ذلك علماً، وما يخفى علي))، فأتاه، فاسمعه رسول أوائل سورة فصلت، فلما بلغ قوله: (( صَاعِقَةً مِّثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )) (فصّلت:133) أمسك عتبة على فيه (أي على فم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وناشده الرحم, ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش، فلما احتبس عنهم قالوا: ما نرى عتبة إلا وقد صبأ، فانطلقوا إليه وقالوا: يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت. فغضب وأٌقسم لا يكلم محمداً أبداً، ثم قال: والله لقد كلمته فأجابني بشيء، والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر، ولما بلغ (( صَاعِقَةً مِثلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )) (فصلت: 13). أمسكت بفيه وناشدته الرحم، وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب)).
وفي حديث إسلام أبي ذر: وصف أخاه أنيساً فقال: ما سمعت بأشعر من أخي أنيس، لقد ناقض أثني عشر شاعراً في الجاهلية أنا أحدهم، وإنه انطلق إلى مكة وجاءني بخبر النبي، قلت: فما يقول الناس؟ قال يقولون: شاعر، ساحر، كاهن، لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعته على أقراء فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شاعر، وإنه لصادق، وإنهم لكاذبون.
وروي أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ: (( فَاصدَع بِمَا تُؤمَرُ وَأَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ )) (الحجر:94).سجد وقال: سجدتُ لفصاحته.
وما يتصل بهذا ما روي أن أعرابياً سمع آخر يقرأ: (( فَلَمَّا استَيأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّاً )) (يوسف:80).
فقال: أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثل هذا الكلام.
وحكى الأصمعي قال: رأيت بالبادية جارية خماسية أو سداسية وهي تقول:
استغفر الله لذنبي كله ***** قتلت إنساناً لغير حِله
مثل غزالٍ ناعم في دَلّه ***** فانتصف الليل ولم أُصلّه
فقلت لها: قاتلك الله ما أفصحك! فقالت: أتعد ذلك فصاحة بعد قول الله عز وجل: (( وَأَوحَينَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَن أَرضِعِيهِ فَإِذَا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقِيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرسَلِينَ )) (القصص:7).
فجمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين.
وروي أن ابن المقفع طلب معارضة القرآن ورامه وشرع فيه، فمر بصبي يقرأ: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ )) (هود:44).
فرجع فمحا ما عمل، وقال: أشهد أن هذا لا يُعارض وما هو من كلام البشر، وكان ابن المقفع من أفصح أهل وقته.
وشهد له حسان بن ثابت في بعض شعره حيث قال:
الله أكرمنا بنصر نبيه ***** وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا أعز نبيه وكتابه ***** وأعزنا بالضرب والإسلام
ينتابنا جبريل في أبياتنا ***** بفرائض الإسلام والأحكام
يتلو علينا النور فيها محكماً ***** قسماً لعمرك ليس كالاقسام
ويروى أن القصائد الجاهلية كانت معلقة على الكعبة, فأنزلتها العرب لفصاحة القرآن إلا معلقة أمرئ القيس فإن أخته أبت ذلك عناداً، فلما نزلت آية: (( وَقِيلَ يَا أَرضُ ابلَعِي مَاءَكِ )) (هود:44).
قامت إلى الكعبة فأنزلت معلقة أخيها.
هذه جملة من شهادات فصحاء العرب وأرباب البلاغة في القرآن الكريم، فهل يعبأ بعدها بشهادات من هم دونهم كالأدباء والشعراء المعاصرين، الذين ذكرتم بعضهم، وهم لو سألتموهم لاعترفوا بأن شعرهم وأدبهم لا يداني شعر وأدب العصر الإسلامي أوالجاهلي ويتصاغرون أمام قصائد مثل لبيد وعنترة والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والفرزدق وجرير وحسان بن ثابت, فكيف يتطاولون على من اعترف قول هؤلاء الفطاحل بتفوق القرآن عليها؟!

تعليق على الجواب (1) تعليق على الجواب
يقول أحدهم أن الآيات القرآنية اضافة الى بلاغتها وفصاحتها تترك أثرا في نفس المستمع او القارئ, أي أن العبارة القرآنية ليست فقط مطابقة لمقتضى الحال (أو بليغة) بل اضافة الى ذلك فانها تترك أثرا في وجدان القارئ أو المستمع.
مثلا الآية (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعاني) فهذه العبارة اضافة الى شدة مطابقها للقصد فانها تترك أثرا في وجدان القارئ او المستمع وتحسسه فعلا أن الله قريب منه.
فهل توافقون على ذلك اولا؟
ثانيا هذا الكلام حقيقة كان موجها الى أحد المنكرين لاعجاز القرآن، فرد قائلا بأن القرآن لا يترك أثرا عند غير المؤمن به، فماذا تقولون؟
ثالثا هناك في المصادر الاسلامية ان المشركين كانوا يستمعون الى تلاوة القرآن خفية أو سرا في الليل كقصة استماع أبو جهل وغيره بالليل لتلاوة القرآن وكذلك قول الوليد ين المغيرة (ان عليه - أي القرآن - لحلاوة وان عليه لطلاوة..) يمكن الاستدلال بها على أثر الاستماع الى القرآن على المشركين، ولكن لا يمكن الاستدلال بها عند مناقشة من لا يؤمن بالاسلام أصلا فضلا عن مصادره التاريخية، فهل هناك استدلالات على هذا الأثر وهذه الحلاوة من مصادر غير اسلامية أو ممن يمكن اعتبارهم محايدين في مثل هذه القضايا؟
الجواب:
ورد في المثل: إن الفضل ما شهدت به الأعداء، وقد ذكرنا لك في جوابنا السابق طرفاً من أقوال مشركي قريش في القرآن بعد استماعهم له، وكذلك أقوال أهل البادية وجماعة من نقاد الشعر كالأصمعي وابن المقفع.
أما تأثيره في وجدان غير المؤمن به فننقل لكم هذا الخبر زيادة على ما تقدم:
روي أن جبير بن مطعم ورد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في معنى حليف له: أراد أن يفاديه فدَخل والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ سورة (( وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسطُورٍ )) (الطور:1-22) في صلاة الفجر، قال: فلما أنتهى إلى قوله: (( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ )) (الطور:7- 88).ونضيف إلى ما تلوناه عليك من قبل هذين الحديثين الشريفين, وهما أبلغ شهادة من جميع ما شهد به سواهما لأن صاحبي الحديثين من أصدق الناس وأبلغهم.
قال: خشيت أن يدركني العذاب فأسلمت.
روي أن النبي وصف القرآن وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) أفصح من نطق بالضاد فقال: (( ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه )).
وعن سيد البلغاء والمتكلمين أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء، هو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالت: (( إِنَّا سَمِعنَا قُرآناً عَجَباً * يَهدِي إِلَى الرُّشدِ.. )) (الجن:1-2).




السؤال: القرآن في أقصى مراتب البلاغة
يقول الله تعالى في القرآن: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين )) .
وقد قرأت في في صفحة الأسئلة العقائدية بموقعكم أن المثل هنا بمعنى النظير، فالقرآن يطالبوا منكري اعجازه بان يأتوا بنظيره ان استطاعوا.
سؤالي هو ماهي الشروط التي يجب أن تكون في هذا النظير؟
أقصد ماهي الشروط التي يجب أن تكون في النص المأتى به لكي يصح ان نقول أنه نظير القرآن؟
علما بأني أقصد النص وليس المحتوى، أي لاأقصد الاعجاز العلمي او الاخبار بالغيبيات أو الاحكام الاجتماعية والسياسية وغيرها المذكور في القرآن، لأن القرآن طالب ولو بمواضيع مفتريات، وحسب ما أفهم يقصد حتى لو لم يكن محتوى هذا النظير حقائق.
الجواب:
إن هناك ترتباً بين النصوص البلاغية، والقرآن الكريم هو في الرتبة العليا بحيث لا يدانيه نص بلاغي آخر مهما كان قوياً.
ولنضرب على ذلك مثالاً:
كان العرب ينظرون إلى الشعر بأعتباره إبداعاً أدبياً بلاغياً وكانوا يميزون بين الشعراء بحسب قوة النص الشعري،وتعد المعلقات السبع أو العشر من اروع ما كتبه شعراء العرب، ولشدة تفوق هذه القصائد فقد علقوها على أستار الكعبة، أي أنهم أعطوها رتبة فوق سائر ما قاله العرب من شعر وذلك لما تحمله هذه القصائد من نواحي بلاغية وفنية باهرة، فيمكن أن يصنف النص الشعري تبعاً لهذا التمييز إلى رتبتين: النص الشعري العام والنص الشعري المعلق على الكعبة.
وهكذا القرآن ـ مع الفارق ـ فإن نصه في أقصى درجات البلاغة والإبداع الفني، فهو برأسه رتبة مستقلة بالنسبة إلى سائر النصوص البلاغية، ولا يوجد في رتبته نص أخر يكون مثيلاً له في حين أن لمعلقة أمرىء القيس مثلاً نظيراً أو مثيلاً في رتبتها كمعلقة زهير بن أبي سلمى أو معلقة عنترة...
بينما لا يوجد نص أدبي بلاغي يمكن أن يتفوق على النص القرآني ولا أن يكون في مستواه وذلك بشهادة جميع البلغاء والفصحاء في عصر البلاغة والفصاحة.
ولكون القرآن في ذروة الإبداع الأدبي والبلاغي فإن الشروط الكفيلة بإيجاد المثيل له أو النظير لا توجد إلا عند الله تعالى، ولو كنا نعلم تلك الشروط أو يعلمها نوع البشر لساغ أن نكتب أو يكتب البلغاء نظيراً له، ولما كان ثمة موضوع للتحدي، فلاحظ.






السؤال: اعجاز القرآن في نظمه وبلاغته
قلتم في البداية ان الجهة الاولى من اعجاز القران هي نظمه المعجز وبلاغته وثانيا تحديه لكل العرب, ولكن كل الايات التي فيها تحدي على الاتيان بمثل هذا القران لايوجد معها قرينة تدل على ان التحدي مرتبط بالنظم والبيان, من اين جاءت فكرة ان تحقيق المثلية للقران هي في النظم والبيان؟؟
بل بالعكس! لان القران دائما يصف نفسه بانه كتاب هدى وليس كتاب فصاحة وبلاغة وغيره.
الجواب:
القرآن معجز ولا شك من أنه نزل على أمة الفصاحة والبلاغة والنظم في اللغة والنشر والبيان, أفلا يكفي هذا لمن شك في إعجازه, ولمّا كان العرب هم الذين يتذوقون هذا الفن والإبداع اللغوي الذي يحاكي لغتهم كان هناك معنى ومغزى لهذا الإعجاز الذي شمل كل جوانب اللغة من بلاغة ونظم وبيان ومعاني هذا إضافة إلى كل جوانب الحياة (( مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ )) (الانعام:38).
ثم إن القرآن كله أعجاز في نظمه في بيانه في حكمته في سياسته في إجتماعياته في غيبياته وأخباره وقصصه يقول الشيخ الطوسي في كتابه (الاعتقاد):
(( وأقوى الأقوال عندي قول من قال إنما كان معجزا خارقا للعادة لاختصاصه بالفصاحة المفرطة في هذا النظم المخصوص دون الفصاحة بانفرادها ودون النظم بانفراده ودون الصرفة، والذي يدل على ما قلناه واخترناه أن التحدي معروف بين العرب بعضهم بعضا ويعتبرون في التحدي معارضة الكلام بمثله في نظمه ووصفه لأنهم لا يعارضون الخطب بالشعر ولا الشعر بالخطب والشعر لا يعارضه أيضا إلا بما كان يوافقه في الوزن والروي والقافية فلا يعارضون الطويل بالرجز ولا الرجز بالكامل ولا السريع بالمتقارب، وإنما يعارضون جميع أوصافه. فإذا كان كذلك فقد ثبت أن القرآن جمع الفصاحة المفرطة والنظم الذي ليس في كلام العرب مثله، فإذا عجزوا عن معارضته فيجب أن يكون الاعتبار بهما. فأما الذي يدل على اختصاصها بالفصاحة المفرطة فهو أن كل عاقل عرف شيئا من الفصاحة يعلم ذلك وإنما في القرآن من الفصاحة ما يزيد على كل فصيح وكيف لا يكون كذلك وقد وجدنا الطبقة الأولى قد شهدوا بذلك وطربوا له كالوليد ابن المغيرة والأعشى الكبير وكعب بن زهير ولبيد بن ربيعه والنابغة الجعدي )) (الاعتقاد - ص 183)
وقال في صفحة (174)
(( وأما اختصاصه بالنظم معلوم ضرورة لأنه مدرك مسموع وليس في شئ من كلام العرب ما يشبه نظمه من خطب ولا شعر على اختلاف أنواعه وصفاته، فاجتماع الأمرين منه لا يمكن دفعهما.
ملاحظة نود ذكرها ان من عارض القرآن لم يعارضه بأمر من خارج النظم والبيان وهذا مسيلمة لما جاء وعارض القرآن كتب: والنازعات غرقا والعاجنات عجنا والخابزات خبزا واللاقمات لقما أهالةً وسمناً )).
وقال العلامة السيد الطباطبائي:
(( التحدي بالبلاغة وقد تحدى القرآن بالبلاغة كقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * فَإِلَّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلمِ اللَّهِ وَأَن لَا إله إِلَّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ )) (هود:13-14).
والآية مكية، وقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ )) (يونس:38-39).
والآية أيضا مكية وفيها التحدي بالنظم والبلاغة فإن ذلك هو الشأن الظاهر من شؤون العرب المخاطبين بالآيات يومئذ، فالتاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغا لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم والمتأخرة عنهم ووطئوا موطئا لم تطأه أقدام غيرهم في كمال البيان وجزالة النظم ووفاء اللفظ ورعاية المقام وسهولة المنطق.
وقد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ويوقد نار الانفة والعصبية. وحالهم في الغرور ببضاعتهم والاستكبار عن الخضوع للغير في صناعتهم مما لا يرتاب فيه، وقد طالت مدة التحدي وتمادى زمان الاستنهاض فلم يجيبوه إلا بالتجافي ولم يزدهم إلا العجز ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار، كما قال تعالى: (( أَلَا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلَا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيَابَهُم يَعلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )) (هود:5).
وقد مضى من القرون والاحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا ولم يأت بما يناظره آت ولم يعارضه أحد بشئ إلا أخزى نفسه وافتضح في أمره. وقد ضبط النقل بعض هذه المعارضات والمناقشات، فهذا مسيلمة عارض سورة الفيل بقوله: (الفيل ما الفيل وما أدريك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل) )) (الميزان1 :68).



السؤال: كيف تكون البلاغة معجزة بحق الذين لا يحسنون العربية
ان لكل نبي معجزه والمعجزه تكون لبيان الحق واثبات المدعي وتصديق المدعي وقهر الخصم بحيث لايكون عنده اي
مجال للشك كما في معجزه ابراهيم عليه السلام وخروجه من النار سالما وموسي وعيسي ومعجزه نبينا عليه الف التحيه والسلام هي القران الكريم ومعجزه القران هي البلاغه التي تحدي بها صناديد البلاغه انذاك والسوال هو كيف تكون البلاغه دليل لاقناع الذين لايجيدون اللغه العربيه ولايتحسسون موسيقي البيان ولا يتذوقون المعني البلاغي
الجواب:
لمكان الرسالة وزمانها واللغة التي يتكلم بها النبي الجائي بالمعجزة وطبيعة العلوم في الفترة التي تأتي بها المعجزة كلها لها مدخلية في قوة إذعان الناس للرسالة وللمعجزة, فكون البلاغة هي الإعجاز بلحاظ أنها أقوى الصنائع في ذلك, مع أن هذا الأعجاز مازال قائماً ويصم أذان الدنيا بالإتيان بسورة واحدة من مثل ما جاء في القرآن.. والحجة على الآخرين من الذين لا يحسنون البلاغة أو الذين لا يجيدون اللغة العربية تقام عليهم من طريقين:
الأول:
بعد معرفتهم واطلاعهم بأن اللغة العربية تمتاز بشيء أسمه البلاغة, وهذا علم معروض معلوم عنها, وله قوانين واسس يعرفها أهلها, وأنه قد جاء النبي (صلى الله عليه وآله) لهؤلاء القوم الذين يجيدون هذه الصناعة - صناعة البلاغة - ومع ذلك تحداهم بالإتيان بثلاث آيات ـ وهي أقل سور القرآن ـ تكون بلاغتها بمستوى بلاغة القرآن وقد عجزوا عن ذلك, فهذا المعنى لابد أن يذعن له كل إنسان سواء كان عالماً بالبلاغة أو جاهلاً بها.. كما نذعن نحن بأن فلاناً هو أمهر الأطباء, أو أن فلاناً هو أعظم الفنانين في الاختصاص الفلاني, وذلك لأن أهل الخبرة ـ من صنفه وصناعته ـ قد شهدوا له بذلك .. وهذه سيرة عقلائية لا يمكن لأحد إنكارها أو التغاضي عنها.
الثاني :
إن القرآن الكريم قد حوى علوماً جمة ومعاجز أخرى غير معجزة البلاغة, كالإخبار بالغيبيات من انتصار الروم على الفرس ونحوها, والقوانين والأنظمه والأسس السياسية والإجتماعية والأقتصادية والأخلاقية التي لا يمكن لإنسان عاش في تلك الفترة الزمنية كالنبي محمد(صلى الله عليه وآله) وفي تلك البيئة البدوية التي لا تجيد من علوم الدنيا الشيء الكثير أن يأتي بمثل ما جاء به القرآن .. فهذا دليل قاطع أن ما جاء في القرآن هو ليس من النبي (صلى الله عليه وآله) بل ليس ذلك صياغة البشر وترتيبهم.





السؤال: هل هناك تشابه بين القرآن وبعض ما قاله قس بن ساعدة
ماحقيقة شخصية قس بن ساعدة؟؟
ومامدى صحة ماينقل عنه من خطب تطابق مضامين بعض سور القران الكريم كما في سورة الفاتحة والتوحيد اواشارته الى دوران الليل ورسو الجبال وغيرها من حقائق اعجازية علمية؟؟ لقد قيل ان النبي ص كان يحب سماع مواعظه وخطبه ومن هنا فلو صح ما ادعي لماذا لم يتخد المرجفون من قريش وسواهم هذا دليلا لاتهام النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) باستقاء معلوماته ومعارفه من قس مع فرض تشابه المضمون وشيوع خطبه بدلا من ترهاتهم وسخفاتهم التي اتهموه (ص) بها؟؟
الجواب:هو قس بن ساعدة بن صداق بن زهر بن أياد بن نزار الإيادي من خطباء العرب المشهورين وحكمائهم عاش ستمائة سنة وقيل ثلاثمائة سنة.
كان من النصارى يسيح في الأرض، بشر بالنبي (صلى الله عليه وآله) وآله، مات قبل البعثة بعشر سنين.
له خطب يذكر فيها بعض مضامين المعارف الدينية من التوحيد والإيمان والبعث وغيرها، وهذه المعاني والمعارف واحدة في كل الأديان، فاذا وردت على لسان أحدهم فلا دلالة فيها على المشابه للقرآن، فإن أسلوب الخطابة عند العرب ومنها خطابة قس بن ساعدة يختلف اختلافاً جذرياً عن أسلوب القرآن الكريم فهو أعلى شأناً وأبعد منالاً ولذا لم تجد أحد من العرب توهم المقارنة بين ما قاله قس وبين القرآن.
وقد وردت روايات في ترحم النبي(صلى الله عليه وآله) عليه وسؤاله عنه وعن أخباره,وهناك رواية في أنه (صلى الله عليه وآله) رآه يخطب في سوق عكاظ، هذا ولا علم لنا من أين جاء هذا التوهم من أنه (صلى الله عليه وآله) كان يحب أن يسمع مواعظه وخطبه فهو لم يكن في مكة أصلاً, فلاحظ.


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:27 PM   #7
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: هل القرآن حجة على غير العرب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين.
كيف يكون القرآن الكريم معجزة لغير الناطق بالعربية, وكيف نفهم الإعجاز والتحدي بإتيان سورة مثلها لمن لا يقدر أن يفهم العربية, وماذا يفعل هؤلاء ببلاغة القرآن الكريم , هذه شبهة عرضت علي ولم أستطع أن أجيب عليها بجواب مقنع, أرجوا أن توسعوا في الجواب لأن الطرف المقابل ليس مسلم وليس ملتزم بدين ولا يقتنع إلا بجواب مكتمل وشافي.
ذكرت له عن المعجزات العلمية ولكن أتى علي بشبهة أخرى كيف كان أمر الأوروبيين الذين كانوا قبل مئات السنين من الذين لم يصل لهم العلم, كي يذعنوا بهذه الحقائق العلمية, حتى يكون لهم القرآن الكريم معجزة, فلم أعرف كيف أجيبه.

الجواب:
يمكن الرد على شبهتك أخي الكريم بعدة إجابات نرجو الإلتفات لها:
1- يمكن إعتبار القرآن الكريم معجزة بالنسبة لغير العربي في حال فهمه بأن العرب - وهم أصحاب الإختصاص - قد عجزوا عن الإتيان بمثله فيكون عجزه عن ذلك من باب أولى.
2- يمكن لغير العربي تعلم العربية ومعرفة أصول وقواعد هذه اللغة وإشراقاتها البلاغية والمعرفية ووجوه التفرد بها عن باقي اللغات كما في بديعها وبيانها ومعانيها وفصاحتها ووو...... الخ, لتكون له باباً لمعرفة إعجاز القرآن الكريم, وهذا أمر ممكن بحد ذاته.
3- يمكنه الرجوع إلى دائرة التأثر البشري بالقرآن الكريم من أصحاب الديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية من غير الناطقين بلغة الضاد واعترافاتهم بأسرار هذه اللغة المحتضنة لسر هذه لغة القرآن وإعجازه الخالد فهم - كما لا يخفي - حجة على غير الناطقين بالعربية في قبولهم إعجاز القرآن الكريم المجيد رغم أن لغتهم غير العربية. و لا أعتقد يبعد عنك معرفة كون أخوة مسلمين موجودين في بقاع الأرض المختلفة ومن غير الناطقين باللغة العربية والناطقين بلغات مختلفة كثيرة,ولكن العربية ليست منها، كانوا قد تعقلوا الإسلام وفهموا معجزته وأدركوا دقائق علمه وأبدعوا بعد ذلك في التعبير عنه بل وفي اللغة التي نزل بها وإيصال علومه إلى سواهم وهم الأعاجم في بلاد الهند والترك والفرس وغيرهم.
4- لا يمكن حصر معجزة القرآن في العصر الحديث من جهة البلاغة فقط حتى يقال إنها ليست من اختصاص غير العرب بل أوجه الإعجاز القرآني الآن واسعة المرامي كثيرة الإبعاد فلدينا ما ينطبق من علوم القرآن على فضاءات رحبة من العلوم المعاصرة، والكثيرة والتي منها معالجاته المطابقة لعلوم النفس المعاصرة وحديثة عن العلوم الفلكية والمغيبات والرياضيات وعلم الاجتماع وفن الإدارة والقضاء والحرب وأصول الأخلاق وغيرها الكثير والكثير..
وهذا جميعاً غير موقوف على معرفة اللغة بما هي لغة بل يمكن متابعتها عن طريق المصاحف المترجمة والتفاسير المترجمة والكتب العلمية التي تناقش هذه العلوم الكثيرة والمترجمة أيضاً, فقد أصبح كل شيء تقريباً الآن - وببركة تطور وسائل البحث والمخاطبة والتواصل - في متناول الأيدي فلماذا لا يعتمد غير العربي هذه الوسائل والسبل إذا كان جاداً في طلب الحقيقة.
5- كما يمكن الإيمان بمعجزة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من خلال دراسة نفس شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من الجهات الأخلاقية والتاريخية والاجتماعية بل والنفسية وكذا دراسة آثاره وقدرته على تغيير مَن حوله والظروف التي نشأ فيها ولياقته العالية في تغييره للسائد من الأفكار والعبادات والمعاملات المستحكمة في عصره وتأثيره الرفيع على قناعة أصحاب العلم والثقافة والديانات السابقة, ثم عدم القدرة على طمس هذه الآثار رغم شناعة الأحداث وقساوة المعادين وتعسف الطرق المتبعة ضده وضد دينه وأتباعه، مما يعني أن هذا الدين محفوظ بقوة خفية عظمى تجعل القرآن عصياً أمام عوامل التعرية التي يفرضها جهل الإنسان وحقد المتلاعنين ويصمد أمام التحريف وأمواج محاولاته العاتية طول التاريخ مما يجعلنا نطمئن أن فيه من عوامل القوة ما يجعله باقياً خالداً.
6- نحن لا ندعي أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومعجزته الخالدة مختصة بالعرب حتى نسأل كيف أعرف المعجزة وأنا غير عربي وإنما نقول أن النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله) ومعجزته أي القرآن الكريم للناس كافة, وبَعث النبي (صلى الله عليه وآله) بلسان قومه ولغتهم لا يعني اختصاصه بهم وعدم قدرة الآخرين على الدخول في دينه وإلا لبطلت دعوته لغير قومه وإدعاءه انها للعالمين طراً حيث لا يجب اتحاد لغته (صلى الله عليه وآله) مع كل من بعث إليهم ولا يشترط ذلك فهذا إبراهيم (عليه السلام) دعا عرب الحجاز إلى الحج وهو ليس منهم وهذا موسى بن عمران الكليم (عليه السلام) دعا فرعون للإيمان وهو عبري والمرسل إليه قبطي.





السؤال: فضل قراءة سورة الكهف
ارجو من حضرتكم معرفة ما هي فضائل سورة الكهف.ومتى مستحب قرائتها وهل صحيح‎ ان فضيلة كتابتها مع التشكيل تؤدي الى فرج الكرب.

الجواب:
ورد عندنا أنه من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة لم يمت إلا شهيداً أو يبعثه الله مع الشهداء ووقف يوم القيامة مع الشهداء. (ثواب الأعمال للصدوق ص 107).
وورد أيضاً أن من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة له لما بين الجمعة إلى الجمعة.
وورد عندنا أيضاً أن من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام وإن خرج الدجال عصم منه. (مستدرك الوسائل ج6ص105).
وروي أن من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت وما زاد العتيق، (بحار الأنوار ج86ص313).
وما ذكرته هنا فضل في كتابتها لم نعثر عليه.




السؤال: التفاؤل بالقرآن
ما هو التفاؤل وكيف يكون؟
وهل يوجد احاديث عن اهل البيت في هذا‎ الشأن؟
الجواب:
لعلك تقصد التفاؤل بالقرآن، فقد ورد عندنا روايات في ذلك، منها ما تحدد كيفيته، ومنها ما تنهى عنه، ففي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تتفال بالقرآن، وقال المازندراني في ذلك:
التفاؤل مهموز فيما يسر ويسوء
يقال: تفألت بالتشديد وتفألت بالتخفيف وتفايلت بالقلب وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفا وقالوا الفال بوزن المال والفأل بالقرآن متصور بوجوه الأول أن يقصد مطلبا ويسمع مقارنا له آية يستنبطه منها الخير والشر أو من أول حرف منها كما يفعله أصحاب الحروف الناظرون إلى خواصها, الثاني أن يفتح المصحف ويستنبط الخير والشر من الآية الأولى في الصفحة اليمنى أو من أول حرف منها, الثالث أن يفتحه ويعد اسم الله في الصفحة اليمنى ويعد بعدده أوراقا من اليسرى وبعدده سطورا من اليسرى وينظر إلى أية بعد تلك السطور أو إلى أول حرف منها ولعل النهي عنه محمول على الكراهية جميعا بينه وبين ما دل على الجواز مع أن الخلف والسلف عملوا به ولم ينكر عليهم من يعتد به وقد صرح بذلك جماعة من المفسرين منهم صاحب الكشاف في آية الإستقسام بالأزلام ومن المعاصرين من حمل النهي على التحريم وخصه بذكر الأمور الغيبية وبيان الأشياء الخفية هذا حال التفأول بالقرآن وأما التفأول بديوان الشعراء كما هو المتعارف عند العوام فالظاهر أنه حرام وأنه من الأزلام والله يعلم. (شرح أصول الكافي - ج 11 - ص 74 ).





السؤال: تسلسل بعض المفسرين
أي من المصادر اقدم وايهم مصدر عمدة القراء معاني القران, الاخفس معاني القران, ابوعبيدة, الزجاجي, ابن خالوية, القرطبي الجامع, الزمخشري الكشاف، الطبرسي, الطوسي البيان, الفخر الرازي التفسير, ابو حيان البحرالمحيط,
الجواب:
بعض من ذكرت كانوا من المتعاصرين ولكننا سنرتبهم حسب تاريخ الوفاة:
1-الفراء توفي سنة 207.
2- أبو عبيدة توفي سنة 210 أو 211.
3- الأخفش توفي سنة 211.
4- الزجاجي توفي سنة 340.
5- ابن خالويه توفي سنة 371.
6- الطوسي توفي سنة 460.
7- الزمخشري توفي سنة 538.
8- الطبرسي توفي سنة 548.
9- الرازي توفي سنة 606.
10- القرطبي توفي سنة 671.
11- أبو حيان توفي سنة 745.
ولا نستطيع الحكم على هذه المصادر بأنها معتمدة لأنها لفرق إسلامية مختلفة وكل فرقة تعتمد على مجموعة دون مجموعة, فمثلاً تفسير الطوسي مقبول عند الشيعة بينما تفسير القرطبي مقبول عند السنة.




السؤال: لماذا لم يذكر نسب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القرآن
هناك شبهة لماذا لم يذكر القران نسب النبي صلى الله عليه وآله كما في الانجيل على نسب عيسى, وما هي النبؤات عليه صلى الله عليه وآله في الكتاب المقدس الحالي؟

الجواب:
لقد كان نسب رسول الله معروفاً بين قومه والعرب في الجاهلية كانوا يعتنون بالإنساب فلا معنى لإيراد شيء لا يوجد اختلاف فيه وذكر شيء معلوم عندهم لا معنى له وأما الإنجيل فلا يعلم أنه ذكر نسب عيسى لأن الموجود من الإنجيل هو المحرف ولو ثبت أنه ذكر ذلك فلأن معجزته تتعلق بولادته من غير أب فأذا ذكر نسبه إلى أمه ثم إلى آباءها فهو تأكيد للمعجزة وتذكير لهم بها.





السؤال: أرجى آية في القرآن
ما هي الآية التي تبعث على الامل والرجاء؟

الجواب:
ورد عندنا أن الإمام الباقر سأل: أي آية في كتاب الله أرجى فقال عليه السلام ما يقول فيها قومك قال قلت يقولون: (( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله )) قال لكنا أهل البيت لا نقول ذلك, قال: قلت فأي شيء تقولون فيها؟ قال عليه السلام نقول: (( ولسوف يعطيك ربك فترضى )) الشفاعة والله الشفاعة والله الشفاعة, البحار ج8 ص57 عن تفسير فرات.
وورد عندنا أيضاً أن علي السجاد (ع) أقبل على الناس فقال أية آية في كتاب الله أرجى عندكم فقال بعضهم (( أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) قال حسنة وليست اياها، وقال بعضهم (( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه .... )) قال: حسنة وليست إياها, فقال بعضهم: (( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقطنوا من رحمة الله )), فقال حسنة وليست اياها, وقال بعضهم: (( الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفر لذنوبهم )) قال حسنة وليست اياها, قال ثم أحجم الناس فقال: مالكم يا معشر المسلمين ؟ قال لا والله ما عندنا شيء قال سمعت رسول الله (ص) يقول: أرجى أية في كتاب (( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ ... )) (هود:1144) وقرأ الآية كلها, وقال يا علي والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً أن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه ولم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمه, فأن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي . (البحار ج79 ص220 عن غوالي اللئالي ومجمع البيان والعياشي) .





السؤال: الغرانيق
بودي أن أسأل عن آيات الغرانيق والغرانيق العلا، هل صحيح أن هناك آية وأن الشيطان نزل بشكل جبريل على النبي أرجوا إيضاح ذالك والف شكر..

الجواب:
نعم ورد ذلك في بعض المصادر الحديثة لأهل السنة ونقلها بعض علمائنا. لكنه ردت تلك الروايات بأنها من وضع الزنادقة حيث ألف محمد بن إسحاق كتاباً برهن فيه أنها من وضع الزنادقة, وقال عنها المفيد: ( تلك الخرافة المفتعلة على قدس النبي (صلى الله عليه و آله) الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).




السؤال: المناسبة بين قوله تعالى (تبارك) وعالم الملك, وقوله تعالى (سبحان) وعالم الملكوت
لماذا إرتبط أسم الله (تبارك) بالمُلك ,وأسمه تعالى (السبحان) بالملكوت
الجواب:
الذي ينقدح في الذهن بخصوص ذلك هو :
(تبارك) مشتق من البركة، والبركة هي الزيادة في الخير، وذلك يقتضي الكثرة، وعالم الكثرة هو عالم الملك، فناسب أن تكون البركة في الملك دون الملكوت .
أما (السبحان) فمشتق من التسبيح وهو التنزيه عن الكثرات، وعالم الملكوت عالم التجريد والبساطة الذي لا كثرة فيه، فناسب أن يكون (السبحان) في الملكوت دون الملك.
والله العالم .



السؤال: الآيات المنسوخة في القرآن
أحتاج الى معرفة الآيات الناسخة والمنسوخة، يعني كم عددها وما هي تلك الآيات ومن قال بذلك.

الجواب:
يقول السيد الخوئي في البيان في تفسير القرآن ص 284: أن نسخ الحكم دون التلاوة هو القسم المشهور بين العلماء والمفسرين من أقسام النسخ المذكورة.وقد ألف فيه جماعة من العلماء كتباً مستقلة وذكروا فيها الناسخ والمنسوخ، وخالفهم في ذلك بعض المحققين، فأنكروا وجود المنسوخ في القرآن.
وقد اتفق الجميع على إمكان ذلك وعلى وجود آيات في القرآن ناسخة لأحكام ثابتة في الشرائع السابقة ولأحكام ثابتة في صدر الإسلام.
وإن كثيراً من المفسرين وغيرهم لم يتأملوا حق التأمل في معاني الآيات الكريمة، فتوهموا وقوع التنافي بين كثير من الآيات والتزموا لأجله بأن الآية المتأخرة ناسخة لحكم الآية المتقدمة، وحتى أن جملة منهم جعلوا من التنافي ما إذا كانت إحدى الآيتين قرينة عرفية على بيان المراد من الآية الأخرى كالخاص بالنسبة إلى العام وكالمقيد بالإضافة إلى المطلق والتزموا بالنسخ في هذه الموارد وما يشبهها ومنشأ هذا قله التدبر والتسامح في إطلاق لفظ النسخ بمناسبة معناه اللغوي، واستعماله في ذلك، وإن كان شائعاً قبل تحقق المعنى المصطلح عليه، ولكن إطلاقه ـ بعد ذلك ـ مبني على التسامح لا محالة.
وقد ذكر السيد الخوئي في كتابه البيان ستة وثلاثين آية قرآنية قيل بنسخها ورد ذلك جميعاً بأنها غير منسوخة، عدا آية واحدة وهي آية النجوى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجوَاكُم صَدَقَةً ذَلِكَ خَيرٌ لَكُم وَأَطهَرُ فَإِن لَم تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) (المجادلة:12).
فقد ذهب أكثر العلماء إلى نسخها، يقول تعالى: (( أَأَشفَقتُم أَن تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجوَاكُم صَدَقَاتٍ فَإِذلَم تَفعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيكُم فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ )) (المجادلة:13) .
فقد استفاضت الروايات من الطريقين: إن الآية المباركة لما نزلت لم يعمل بها غير علي (عليه السلام) فكان له دينار فباعه بعشرة دراهم فكان كلما ناجى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قدم درهماً حتى ناجاه عشر مرات.
وأما سبب نسخ صدقة النجوى فهو أن اعراضهم عن المناجاة يفوت عليهم كثيراً من المنافع والمصالح العامة ومن أجل حفظ تلك المنافع رفع الله عنهم وجوب الصدقة بين يدي المناجاة تقديماً للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة وعلى النفع الخاص بالفقراء وأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله.
وعلى ذلك فلا مناص من الالتزام بالنسخ وأن الحكم المجعول بالآية الأولى قد نسخ وارتفع بالآية الثانية. ويكون هذا من القسم الأول من نسخ الكتاب - أعني ما كانت الآية الناسخة ناظرة إلى انتهاء أمد الحكم المذكور في الآية المنسوخة - ومع ذلك فنسخ الحكم المذكور في الآية الأولى ليس من جهة اختصاص المصلحة التي اقتضت جعله بزمان دون زمان إذ قد عرفت أنها عامة لجميع أزمنة حياة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، إلا أن حرص الأمة على المال وإشفاقها من تقديم الصدقة بين يدي المناجاة كان مانعاً عن استمرار الحكم المذكور ودوامه فنسخ الوجوب وأبدل الحكم بالترخيص.


السؤال: سبب نزول آية (إنّك لا تهدي من أحببت ...)
ارجو من سماحتكم ارشادي الى سبب نزول الاية الكريمة وتفسيرها (( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) .
لان العامة تحتج بها على عدم ايمان أبي طالب وتقول انها نزلت بحقه.
تقبلوا موفور احترامي ودعائي.

الجواب:
قال الرازي في (تفسيره ج16 ص 208): قال الواحدي وقد استبعده الحسين بن الفضل لأن هذه السورة في آخر القرآن نزولاً ووفاة أبي طالب كانت بمكّة في أول الإسلام هذا أولاً,
ثانياً : في مجمع البيان: وفي هذا نظر كما يرى فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )لا يجوز أن يخالف الله سبحانه في إرداته كما لا يجوز أن يخالف أوامره ونواهيه, وإذا كان الله تعالى على ما زعم القوم لم يرد إيمان أبي طالب وأراد كفره وأراد النبي (صلى الله عليه وآله ) إيمانه فقد حصل غاية الخلاف بين إرادتي الرسول والمرسِل ... وفي هذا ما فيه.
ثالثاً : في تفسير ( الأمثل ج12 ص 265 ) : إن الآيات التي جاءت قبلها تدل بصورة واضحة أنها في شأن جماعة من أهل الكتاب المؤمنين في مقابل مشركي مكّة .
ثم يقول : الطريف أن الرازي الذي يزعم أن الآية ليس فيها أقل دلالة على كفر أبي طالب.
رابعاً : في ( تفسير الأمثل ج12 ص 266 ): يبدو من ظاهر هذا الحديث أن أبا هريرة كان شاهداً على هذه القضيّة في حين أننا نعرف أن أبا هريرة أسلم سنة فتح خيبر بعد الهجرة بسبع سنين, فأين أبو هريرة من وفاة أبي طالب التي حدثت قبل الهجرة.
وإذا قيل أن ابن عبّاس وأبا هريرة لم يكونا شاهدين على هذه القضيّة وسمعا هذه القصّة من شخص آخر فإنّنا نسأل : من هو هذا الشخص ؟ فالذي نقل هذا الحديث لهذين الشخصين إذاً مجهول.
خامساً : إن النبي حزن على أبي طالب حزناً شديداً حتى سمى عام وفاته عام الحزن, ولا يمكن أن يكون حزنه على رجل كافر, وأنه غير مهتدي كما يراد أن يجعل لهذه الآية.
سادساً: قد ثبت عندنا بالدليل إيمان أبي طالب, وبذلك يعارض تلك الرواية عن أبي هريرة وابن عبّاس فلا بدّ من طرحها او تأويلها.

تعليق على الجواب (1)
ارجو من سماحتكم ارشادي الى سبب نزول وفي من نزلت الاية الكريمة وتفسيرها (( إِنَّكَ لَا تَهدِي مَن أَحبَبتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ ))
اذا كانت قد نزلت في غير ابي طالب عليه السلام ارجو ذكر اسمه وعليه هل يجب عند ذكر امام علي ابن ابي طالب عليه السلام ان نقول عليهم السلام بدل من ان نقول (عليه السلام)
الجواب:
في تفسيرالبرهان للسيد هاشم البحراني ج 4ص 279قال:
ابن طاوس، في (طرائفه): قال: ومن عجيب ما بلغت إليه العصبية على أبي طالب من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) أنهم زعموا أن المراد من قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله): (( إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ ))(القصص:56) أبو طالب (عليه السلام)! وقد ذكر أبو المجد بن رشادة الواعظ الواسطي في مصنفه (كتاب أسباب نزول القرآن) ما هذا لفظه، قال: قال الحسن بن مفضل، في قوله تعالى: (( إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ )) كيف يقال أنها نزلت في أبي طالب، وهذه السورة من آخر ما نزل من القرآن في المدينة، ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام والنبي (صلى الله عليه وآله) بمكة؟! وإنما نزلت هذه الآية في الحارث بن النعمان بن عبد مناف، وكان النبي (صلى الله عليه وآله)، يحبه، ويحب إسلامه، فقال يوما للنبي (صلى الله عليه وآله): إنا لنعلم أنك على الحق، وأن الذي جئت به حق، ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا، لكثرتهم وقلتنا، ولا طاقة لنا بهم، فنزلت الآية، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يؤثر إسلامه لميله إليه .
وفي الصحيح من سيرة النبي صلى الله عليه واله 4/ 50قال العاملي:
إن آية: (( إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ )) يقال: إنها نزلت يوم أحد، حينما كسرت رباعيته، وشج وجهه (صلى الله عليه وآله)، فقال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، فأنزل الله: (( إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ )) الخ ...
وقيل: إنها نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل، الذي كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يرغب في إسلامه، بل لقد ادعي الإجماع على ذلك
وفي تفسير السمعاني 4/ 149:
وعن (سعيد بن أبي راشد): أن هرقل بعث رسولا من تنوخ إلى رسول الله: فجاء إليه وهو بتبوك يحمل كتاب هرقل، فقال له النبي: ' يا أخا تنوخ، أسلم . فقال: إني رسول ملك جئت من عنده ؛ فأكره أن أرجع إليه بخلاف ما جئت، فضحك النبي، وقرأ قوله تعالى: (( إِنَّكَ لَا تَهدِي مَن أَحبَبتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ )).



السؤال: الفرق بين قوله تعالى (المؤمنون) و (الذين آمنوا)
سؤالي هو:
ما هو الفرق من الناحيه البلاغيه في القرآن بين الکلمه اذا جائت معرفه ب"ال" او معرفه باسم الموصول "الذي" ومثال علي ذلک ما الفرق بين کلمة "المؤمنون" و "الذين آمنوا" او "الکافرون" و "الذين کفروا" وغيرها .....
واذا کان هناک فرق فهل لهذا الفرق تاثير علي المعنى .واي کلمة هي الاقوي في اسباغ الصفه علي الموصوفين .
واضرب مثالاً علي ذلک:
في الآيه 55 من سورة المائده لو جائت "المؤمنون" بدلاً من "الذين آمنوا" في (( انما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا )) او في سورة الکافرون لو جائت "قل يا ايها الذين کفروا" بدلاً من (( قل يا ايها الکافرون )).

الجواب:
قال الشيخ الطوسي في البيان: وكأن المراد بالمؤمنين المجتمع المنسوب إليهم الإيمان وإن اشتمل على أفراد من غيرهم كالمنافقين, وعلى هذا كان المراد بالذين آمنوا منهم المؤمنون من قومهم حقاً... إلى أن يقول وان كان المراد من الذين آمنوا هم الذين آمنوا في أول البعثة قبل الفتح كما تقدم سابقاً أن الذين آمنوا اسم تشريفي في القرآن للمؤمنين الأولين في الإسلام كان المراد بالمؤمنين في قوله (ويؤمن للمؤمنين) المؤمنون منهم حقاً.
وآنفاً ترى بأن الشيخ الطوسي يجعل (المؤمنين) أعم من الذين آمنوا, ففي القول الأول يكون لفظ (المؤمنين) في القرآن شاملاً للمدعين للإيمان بينما ( الذين آمنوا ) هم المؤمنون حقّاً لا مجرد دعوى وذكر في القول الثاني أن (الذين آمنوا) هم خصوص السابقين من المؤمنين, أي أن (المؤمنين) هم أهل الإيمان الحق مطلقاً بينما يكون (الذين آمنوا) هم خصوص من سبق إلى الإيمان, ولا يدخل في (المؤمنين) المنافقون وغيرهم ممن يدّعي الإيمان زوراً.




السؤال: هل ينسخ كلام المعصوم القرآن الكريم؟
هل ينسخ كلام المعصوم القرآن والسنة وهل ينسخ بعضه البعض ولماذا في نعم أو لا
الجواب:
السنة الشريفة تعني قول المعصوم (عليه السلام) وفعله وتقريره، ونسخ الكتاب بالسنة أو السنة بالسنة من حيث الامكان لا مانع منه وخاصة إذا كانت متواترة إلا ان الاشكال هو في أخبار الآحاد قال السيد محمد تقي الحكيم في كتابه ((الأصول العامة للفقه المقارن)): ((الظاهر أن النسخ واقع في الكتاب ومن السنة على خلاف في قلة وكثرة الأحكام التي يدعى لها النسخ، وقد استعرض استاذنا الخوئي في كتابه (البيان) كل ما قيل عن الآيات المنسوخة وحاكمه بجهد ولم يجد ما يصلح أن يكون منسوخاً إلا أقل القليل.
والخلاف الذي وقع إنما هو في إمكان نسخ الأحكام ـ المقطوعة أسانيدها كالأحكام الكتابية والمتواترة من السنة ـ بأخبار الآحاد، وأكثرية المسلمين على المنع وربما ادعي عليه الاجماع، وأهم ما لديهم من الشبه هي شبهة أن الظني لا يقاوم القطعي فيبطله، وهي شبهة عرفت قيمتها في الحديث عن التخصيص لعدم المعارضة بينهما، لأن الدليل الناسخ لا يزيد على كونه شارحاً للمراد من الدليل المنسوخ، وقرينة على عدم إرادة الظهور وحاله حال التخصيص، على أن الخبر وإن كان ظنياً في طريقه، إلا أنه مقطوع الحجية للأدلة السابقة ومع الغض وافتراض المعارضة فإنها في الحقيقة قائمة بين ظنين لا بين قطعي وظني، أي بين ظنية الدلالة في مقطوع السند وظنية الطريق)).
ثم قال: (( ولعل منشأ الإجماع المدعى أو اتفاق الأكثرية، إنما هو في وضع حد لما يمكن أن يقع من التسامح في دعوى النسخ وإبطال الأحكام لمجرد ورود خبر ما، وهو عمل في موضعه،وربما استدعته صيانة الشريعة عن عبث المتلاعبين بأحكام الله والوقوف دون تصرفاتهم، وعلى الأخص وأن في الدخلاء على الإسلام من تمثل بصورة القديسين ليتسنى له هدم الإسلام وتقويض قواعده)) (المصدر المذكور: 245).






السؤال: المراد من المحكم والمتشابه في القرآن
ماذا يعني الآيات المحكمات والآيات المتشابهات؟ وماهي في القرآن الكريم مع التفسير والتوضيح؟
الجواب:
ذكرت للمحكم والمتشابه عدة تفسيرات, منها ما ذكره الفخر الرازي في تفسيره ( 7 :18 ): بأن المحكم هو ما يسمى في عرف الاصولين بالمبينّ, والمتشابه ما يسمى في عرفهم بالمجمل . ومنها ما ذكره الراغب الأصفهاني ( في مادة شبه من تعريفاته ) بأن المتشابه هو ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره, سواء كان الإشكال من جهة اللفظ أو من جهة المعنى .
ومنها ما ذكر عن أبن عباس ( كما في تفسير الميزان 3 : 33 ) بأن المحكم ما يؤمن به ويعمل به, والمتشابه ما يؤمن به ولا يعمل به . ومنها ما ذكره الاصم ( تفسير الفخر الرازي 7 : 17) بأن المحكم من الآيات ما كان دليله واضحاً لائحاً كدلائل الوحدانية والقدرة والحكمة, والمتشابه ما يحتاج في معرفته إلى تأمل وتدبّر.
والملاحظ من هذه التفسيرات ان المحكم من الايات هو ما يدل على مفهوم معين, ولا نجد صعوبة او تردداً في تجسيد صورته أو تشخيصه من مصداق معين .
وأما المتشابه فهو ما يدل على مفهوم معين تختلط علينا صورته الواقعية ومصداقه الخارجي .
وبعبارة ثانية :ان المحكم هو كل كلام فصيح الألفاظ صحيح المعاني, وكل بناء وثيق أو عقد وثيق لا يمكن حله فهو ( محكم ), فالمحكم هو الذي يحتمل وجهاً واحداً, وقيل هو ما يعلم تأويله, وقيل ما عرف المراد منه إما بالظهور أو بالتأويل, وقيل هو الذي يدل معناه بوضوح لإخفاء فيه, فيدخل فيه النص الذي وضع للمعنى المتبادر( أنظر : الاصول العامة للفقه المقارن - محمد تقي الحكيم : 101, الاتقان للسيوطي 2 :2-3 ).
هذا باختصار بيان المراد من المحكم والمتشابه, واما تعيين المصاديق للمحكم والمتشابه, فهذا المعنى يطول المقام به ولا يمكن حصره في جواب واحد, ولكن ننقل لكم أختصاراً ماذكره السيد المرتضى (ره) في كتابه الناسخ والمنسوخ حول الموضوع قال : (( ثم سألوه صلوات الله عليه ) يريد أمير المؤمنين (عليه السلام) ( عن تفسير المحكم من كتاب الله عز وجل فقال : أما المحكم الذي لم ينسخه شيء من القرآن فهو قول الله عز وجل (( هو الذي أنزل عليك الكتاب من آيات محكمات هنّ أم الكتاب واخر متشابهات )) (آل عمران:7) .
وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا على معناه, ولم يعرفوا حقيقته, فوضعوا له تأويلات من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء ونبذوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وراء ظهورهم . والمحكم مما تأويله في تنزيله من تحليل ما أحلّ الله عز وجل في كتابه, وتحريم ما حرم الله من المآكل والمشارب والمناكح .
ومن ما فرض الله عز وجل من الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد, ومما دلّهم به مما لا غنا بهم عنه في جميع تصرفاتهم, مثل قوله تعالى (( يا أيها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فأغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرفق وأمسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين )) ( المائدة:6), وهذا من المحكم الذي تأويله في تنزيله لا يحتاج في تأويله إلى أكثر من التنزيل, ومنه قوله عز وجل (( حرمت عليكم الميتت والدم ولحم الخنزير وما أهل بغير الله به ))(المائدة:3), فتأويله في تنزيله )). (الآيات الناسخة والمنسوخة للشريف المرتضى 64).



السؤال: سبب وجود المتشابه في القرآن
لماذا يستخدم القرآن تعابير مجازية بحيث نحتاج الى التأويل ونقع في متاهات التفاسير المختلفة؟
أليس هو يريد ايصال البشر الى الله والحقيقة فلماذا لا يكون صريحا في تعابيره؟
لماذا مثلا يستخدم القرآن العرش بدل العلم كما أجبتم على السؤال الخاص بماهية العرش؟
الجواب:
ليس هناك مشكلة في استخدام التعابير المجازية في القرآن، لأنه قد تكون القرينة واضحة بحيث يكون المعنى المجازي واضح الظهور فلا يقع أي التباس في المعنى، والمعنى المجازي يعطي معنى أكثر وأجمل من المعنى الحقيقي، وإنما المشكلة لابد أن تصاغ هكذا، لماذا وجد المتشابه من الآيات في القرآن؟ وقد أجيب على ذلك بعدة إجابات منها ما ذكره السيد الحكيم في كتابه (علوم القرآن) فقال:
((وفي نهاية المطاف يجدر بنا أن نذكر خلاصة الوجه الصحيح في حكمة ورود المتشابه في القرآن، وبهذا الصدد يحسن بنا أن نقسم المتشابه إلى قسمين رئيسين:
الأول: المتشابه الذي لا يعلم تأويله ومصداقه إلا الله.
الثاني: المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم، ولو كان ذلك بتعليم الله تعالى لهم.
أما ورود القسم الأول في القرآن، فلان من الاهداف الرئيسة التي جاء من أجلها القرآن الكريم هو: ربط الإنسان الذي يعيش الحياة الدنيا بالمبدأ الأعلى وهو الله سبحانه، وبالمعاد وهو الدار الآخرة وعوالمها، وهذا الربط لا يمكن ان يتحقق إلا عن طريق إثارة الموضوعات التي تتعلق بعالم الغيب وما يتصل به من أفكار ومفاهيم، لينمي غريزة الايمان التي فطر الإنسان عليها، ويشده إلى عالمه الذي سوف ينتهي إليه، فلم يكن هناك سبيل أمام القرآن الكريم يتفادى به المتشابه في القرآن بعد أن كان هو السبيل الوحيد الذي يوصل إلى هذا الهدف الرئيس.
وأما ورود القسم الثاني في القرآن الكريم بهذا الأسلوب فإنه أراد أن يطرح أمام العقل البشري قضايا جديدة، كبعض المسائل الكونية أو الإنسانية وغيرها من المفاهيم الغيبية، لينطلق في تدبر حقيقتها واكتشاف ظلماتها المجهولة، أو يقترب منها بالقدر الذي تسمح له معرفته ودرجته في تلك المعرفة، كما ذكر العلامة الطباطبائي.
ونحن في هذا العصر حين نعيش التطور المدني العظيم في المجالات العلمية المختلفة ندرك قيمة بعض الآيات القرآنية التي ألمحت إلى بعض الحقائق العلمية، ووضعتها تحت تصرف الإنسان لينطلق منها في بحثه وتحقيقه، وكذلك بعض المصاديق الإنسانية)).




السؤال: سورة التوحيد وآية الحديد والتعمق في آخر الزمان
أرجو منكم شرح هذه الرواية لي:
سُئل علي بن الحسين (عليه السلام) عن التوحيد؟ فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون, فأنزل اللّه تعالى: (( قُل هُوَ اللّهُ أحَد )) - أي: سورة التوحيد -, والآيات من سورة الحديد إلى قوله: (( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ )), فمَن رام وراء ذلك فقد هلك (1).
1- الكافي 1: 91, باب النسبة, الحديث 3.

الجواب:
إن مما لاشك فيه هو أن البشر اليوم قد اكتشفوا ـ بفضل التقدم العلمي ـ كثيراً من الحقائق والأسرار في الآفاق الكونية والأنفس الإنسانية مما لم يكن يحدس به أصحاب القرون السابقة, فإن الاكتشافات العلمية قد كشفت الستار عن كثير من آيات الله الخفية وأرتنا قدرة الله العظيم في الهداية الفطرية التي أودعها في هذه الموجودات لمزاولة نشاطها بصورة أوسع مما مضى.
إن لسورة التوحيد من بين سائر سور القرآن الكريم خصوصية جعلت منها لوحدها تعدل ثلث القرآن كما ورد في الأخبار..
وذلك لأنها تنطوي على أسرار توحيده تعالى وتنزيهه.. وقد تعرض لتفسير هذه الآية من مفسرونا المعاصرون وتكلموا في معناها وغاصوا في حقائقها. راجع مثلاً تفسير السورة في تفسير (الميزان للسيد الطباطبائي).
وكذلك بالنسبة لآية الحديد, فقد وردت فيها مضامين علمية تفتقر إلى تعمق ونظر وتدقيق, وهذا التعمق لم يكن متاحاً في القرون الأولى لعدم توفر أدوات البحث العلمي التي يمكن من خلالها التوصل إلى جملة من الحقائق التي تبهر العقول.



السؤال: كيفية فهم آيات الترجي
عندي في تفسير بعض الآيات القرآنية العزيزة وهي أنه توجد آيات كثيرة تأتي بلفظ :
لعلكم تتقون - لعلكم تهتدون - لعلكم تشكرون ..
أو مثلا :
عسى ربي أن يهديني - عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا - عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا - عسى ربكم أن يرحمكم - عسى الله أن يتوب عليهم - فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ..
وغيرها كثير والذي أفهمه من هذه الآيات الكريمة هي أنه مثلا لعل وعسى أن يرحمني ربي أو في خصوص صلاة الليل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا .. أو غيرها مثلا ..
أي يوجد إحتمال وهناك إمكانية ولا يوجد تأكيد على ذلك !! وهذا فهمي الشخصي القاصر لهذه الآيات الشريفة فأرجوا بيان هذا الإشكال ..
حيث أن في هذه الآيات العزيزة ليس هناك تأكيد في أن يبعث الله عز وجل مقاما محمودا كل من صلى صلاة الليل مثلا أو ليس هناك تأكيد على أني إن عملت عملا فلانيا فثوابي كذا بل المذكور في القرآن الكريم هو أنه عسى أو لعل !!
أرجو بيان هذا الإشكال
الجواب:
يرى بعض المفسرين ان عسى من الله تفيد الوجوب في حين يرى البعض رأياً اخر, فقال الراغب: كثير من المفسرين فسروا (عسى ولعل) في القرآن باللازم وقالوا ان الطمع والرجاء لا يكون من الله تعالى وفي هذا قصور نظر وذلك ان الله تعالى اذا ذكر ذلك يذكره ليكون الانسان منه على رجاء لا ان يكون هو تعالى راجياً قال تعالى: (( عسى ربكم ان يهلك عدوكم )) (الأعراف:129)أي كونوا راجين في ذلك.
وقال الزمخشري في الكشاف: (عسى ربكم) اطماع من الله لعباده وفيه وجهان:
احدهما: ان يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الاجابة ب (عسى) و (لعل) ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت.
والثاني: ان يكون جئ به تعليماً للعباد وجوب الترجح بين الخوف والرجاء.
ويقول الطباطبائي في الميزان : (ان عسى تدل على الرجاء اعم من ان يكون ذلك الرجاء قائماً بنفس المتكلم او المخاطب او بمقام التخاطب فلا حاجه الى ما ذكروه من ان عسى من الله حتم ).
وقال ايضاً في موضع اخر ج2 ص189: (واما كون عسى بمعنى الوجوب فلا دلالة لها عليه وقد مر أن عسى في القرآن بمعناه اللغوي وهو الترجي فلا عبرة بما نقل عن بعض المفسرين: كل شيء في القرآن عسى فان عسى من الله واجب!واعجب منه ما نقل عن بعض اخر: ان كل شيء في القرآن عسى فهو واجب الاحرفين: حرف في التحريم عسى ربه ان طلقكن, وفي بني اسرائيل عسى ربكم ان يرحمكم ).
وقال الطباطبائي في تفسير قوله تعالى ج15 ص388: (قل عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون, قالوا ان عسى ولعل من الله تعالى واجب لان حقيقة الترجي مبنية على الجهل ولا يجوز عليه تعالى ذلك فمعنى قوله (عسى ان يكون ردف لكم ) سيردفكم ويأتيكم العذاب محققاً.
وفيه ان معنى الترجي والتمني ونحوهما كما جاز ان يقوم بنفس المتكلم يجوز ان يقوم بالمقام او بالسامع او غيرهما وهو في كلامه تعالى قائم بغير المتكلم من المقام وغيره وما في الآية من الجواب لما ارجع الى النبي (صلى الله عليه وآله) كان الرجاء المدلول عليه بكلمة عسى قائماً بنفسه الشريفة والمعنى: قل ارجو ان يكون ردف لكم العذاب ).
وفي تفسير ابي السعود وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك بمنزلة الجزم بها وانما يطلقونها اظهارا ً للوقار واشعارا ً بان الرمز من امثالهم كالتصريح ممن عداهم وعلى ذلك مجرى وعد الله تعالى ووعيده انتهى وهو وجه وجيه.
واورد العياشي في تفسيره رواية مرفوعه عن حيثمه عن الباقر (عليه الاسلام) حيث قال عليه السلام في قول الله: (( خلطوا عملا صالحا واخر سيئاً عسى الله ان يتوب عليهم )).
وعسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين .
وبناءاً على قبول هذه الرواية يبقى هذا الرأي وارداً وهو كون عسى من الله واجب للرواية لا لما عللوه من ان حقيقه الترجي مبنية على الجهل والتي لا تجوز عليه تعالى.
ولعل مجئ هذه الكلمات في القرآن اشعار للبشر بأن ليس لهم من الامر شيء وانه كله بيد الله وأن ما ينعم به ويعطيه هو تفضل منه عليهم لا استحقاق. فيبقون في رجاء وامل بالحصول على ما يعطيهم . فتأمل.




السؤال: سبب تقديم نفي الولد قبل نفي الوالد
ورد في سورة الاخلاص الاية الكريمة (( لم يلد ولم يولد )) نعرف ان القرآن محكم بتقديمه و تأخيره.
السؤال: كيف يلد و هو لم يولد أصلا
الجواب:
1- أليس آدم وحواء أبوا البشر لم يولدا وقد ولدا البشر كلهم؟
فلا يمتنع عزيزي أن يلد الموجود الحي دون أن يولد وخير دليل على الإمكان الوقوع.
2- نفي الله تعالى الولد عنه لبيان عدم حاجته لمن يعينه فعادة الوالد يتخذ الولد عوناً,ثم نفى تعالى أن يكون قد وُلد من والد فيكون له بداية واحتياج لمن يوجده وهذا المعنى أكثر وضوحاً لنفي الحاجة والفقر ونفي الحدوث فقدم في السورة الأقل وضوحاً ثم الأكثر وضوحاً فالأكثر فختم بعدم وجود كفؤ له سبحانه وتعالى.
مع الأخذ بنظر الاعتبار مورد التهمة والغلو والضلال أيضاً حيث أن الاتهام السائد والصادر هو اتخاذه تعالى الولد كعيسى أو الملائكة أوعزيزاً وهلّم جرّاً, فنفيه في البداية أليق وابلغ لبيان أهميته والاعتناء بنفيه مع كونه واضحاً في مع نفيه تعالى للولد في غير ما آية مثل: (( وَقُلِ الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي لَم يَتَّخِذ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرهُ تَكبِيراً )) (الإسراء:111).
وقال عزّ وجل: (( وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً )) (مريم:92).
وقال عزّ من قائل: (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحمَنُ وَلَداً سُبحَانَهُ بَل عِبَادٌ مُّكرَمُونَ )) (الأنبياء:62).
وقال تعالى: (( لَو أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصطَفَى مِمَّا يَخلُقُ مَا يَشَاءُ سُبحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ )) (الزمر:4).






السؤال: ضابطة التأويل
ما هي القاعدة في تأويل الآيات القرآنية الشريفة والأحاديث المعصومية؟
هل هناك قاعدة عقلية أو شرعية أو عرفية أو لغوية للتأويل أم أنها متروكة لذوق الأشخاص؟
هناك بعض الآيات والروايات ورد تأويلها عن أهل البيت مثل قوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان) في أنهما أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء؟
وكذا بالنسبة لآيات الصفات الإلهية مثل قوله تعالى (( وجوههم يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) فالشيعة يؤولونها تبعا لأئمتهم.
ولكن هناك الكثير من الآيات والروايات مما لم يرد فيه تأويل ولكننا نجد الطوائف الإسلامية كل يؤله حسب هواه فالصوفية والفلاسفة يؤلونها حسب معتقدهم فابن عربي مثلا يؤول قوله تعالى (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) بأن الأمر في الآية تكويني وليس تشريعيا وبالتالي فإن كل الناس في الحقيقة لاتعبد إلا الله ولا تستطيع غير ذلك لأن الله أقسم بذلك فمن يعبد الصنم أو الحجر فإنه يعبد الله في الحقيقة.
وبالنسبة للحديث المروي عن أبي هريرة والذي يقول فيه بما معناه "إن لي وعائين من حديث رسول الله وعاء أبثه بين الناس ووعاء لو بثثته لقطع هذا الحلقوم وأشار إلى حلقه" يؤوله بأن الوعاء الذي لايستطيع أبو هريرة بثه هو المعارف الإلهية المتمثلة طبعا في نظر ابن عربي في معارف الصوفية ولكن يؤوله الشيعة بأن المقصود منه هو تهديد الخلفاء بقتل من يحدث في فضائل أهل البيت.
وكذا الفلاسفة يؤلون الأحاديث والآيات بمنظارهم فحديث النبي صلى الله عليه وآله الذي يقول فيه بما معناه: "قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيفما شاء" يؤوله صدر المتألهين بأن الله لا أصابع له وبالتالي فالمقصود من الإصبعين هما الملك الموكل بالإنسان والشيطان قرينه الذي يلازمه طيلة حياته.
كما يؤول قوله تعلى (( والسماوات مطويات بيمينه )) بأمير المؤمنين لما ورد في الأحاديث بأنه يمين الله في الأرض.
وقوله تعالى (( يوم يأتي ربك أو بعض آيات ربك )) يؤوله الظاهريون بأن الله يأتي يوم القيامة كما يأتي البشر ويؤوله آخرون بأهل البيت.
فهل من قاعدة لهذا التأويل أم أنها مسألة ذوقية؟
وبالتالي فإن الخطابات القرآنية والمعصومية منها ماهو حقيقة ومنها ماهو مجاز ومنها ماهو كناية ومنها ماهو تورية ككلام العرب ولكن كيف نفرق في أن المقصود من الخطاب هو الحقيقة دون غيره؟
فعندما يقول رسول الله يوم غدير خم مثلا بأن عليا سلام الله عليه هو مولى كل مؤمن ومؤمنة فكيف نعلم بأن مراده من المولى السيد وليس العبد أو النصير برغم أن كلمة المولى من المشتركات؟
وعندما يقول تعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) فكيف نعلم بأن الإرادة تكوينية؟
الجواب:
لابد أن نلفت انتباهك إلى أن التأويل لا يخضع أبداً إلى الأذواق الخاصة والعامة, لأنه يجري طبقاً لأصول وقواعد ثابته, أما الأمثلة التي ذكرتها في سؤالك فأكثرها لا يندرج تحت التأويل, وقد أطلقت عليها هذا الأسم ظناً منك بأن كل صرف للمعنى عما هو ظاهر يندرج تحت التأويل, وقد سرى إليك هذا الظن كما سرى إلى غيرك لعدم ذكر القوم لضابطة التأويل, وسوف نحاول أن نعطيك هذه الظابطة بعد تقديم هذا التمهيد:
قال الراغب الأصفهاني في مفرداته: التأويل من الأول, أي الرجوع إلى الأصل, ومنه الموئل للموضع الذي يرجع إليه, وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علماً كان أو فعلاً.
ولفظه (تأويل) قد استعملت في القرآن الكريم بمعان ثلاث:
1- إرجاع الكلام المبهم إلى ما قصد منه برفع الإبهام من خلال القرائن الحافة بها, فقوله سبحانه: (( وَالسَّمَاءَ بَنَينَاهَا بِأَيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ )) (الذاريات:477), كلام يكتنفه الإبهام ويثبت ظاهره ان لله سبحانه أيد بنى بها السماء, ولكن رفع الإبهام عن الآية بالإمعان في القرائن الحافة.
2- إرجاع الفعل إلى واقعه, بمعنى رفع الإبهام عنه بذكر مصالحه ودواعيه التي حملت الفاعل على الفعل, وهذا نظير عمل صاحب موسى حيث أتى بأفعال مبهمة ومريبة (من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار) فسأله موسى فأجابه بأن (( ذَلِكَ تَأوِيلُ مَا لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً )) (الكهف:82), فالتأويل في الآية رفع الإبهام عن الفعل وإرجاع ظاهره المريب إلى واقعه.
3- إرجاع الرؤيا الصادقة المتصرف فيها من قبل النفس إلى واقعها الذي تحولت عنه, كما هو الحال في رؤيا يوسف وصاحبي السجن والملك في سورة يوسف.
وسنحاول أن نقصر كلامنا في النقطتين الأولى والثانية, إذ لا كثير فائدة من الكلام عن النقطة الثالثة, أولاً: لوضوحها, وثانياً: لعدم مدخليتها بمنشأ النزاع في التأويل القرآني.
قد شاع بين بعض العلماء والباحثين معنى آخر للتأويل غير هذه الثلاثة, وهو ((صرف الكلام عن ظاهره المستقر إلى ما هو خلافه)), وهذا المعنى من مصطلح التأويل هو الشائع, وسؤالك متفرع عليه, وهو لا يمت إلى التأويل بالإصطلاح القرآني بصلة, وكان ابن منظور أول من روج للمصطلح الخاطئ في كتابه (لسان العرب) حيث قال: ((والمراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ)), ثم تبعه من أخذ عنه من علماء اللغة والتفسير.
والتأويل لا يتناول من القرآن إلاّ الآيات المتشابهة, لأنها في الغالب مبهمة وغير واضحة الدلالة ظاهراً, وفهمها بحسب الظاهر يفضي إلى الوقوع في محالات واحتمالات بعيدة.
وها هنا سؤال هل يستطيع أحد أن يقف على تأويل المتشابهات؟ لا جَرَمَ أن أهل الأهواء والأطماع الفاسدة يسعون وراء المتشابهات ابتغاء حرفها - ولا أقول تأويلها - إلى ما يلتئم وأهدافهم الباطلة, وقد جاء التصريح بذلك في قوله تعالى: (( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنهُ ابتِغَاءَ الفِتنَةِ وَابتِغَاءَ تَأوِيلِهِ )) (آل عمران:77), فلولا وجود علماء ربانيين في كل عصر ومصر ينفون عنه تأويل المبطلين - كما في الحديث الشريف - لأصبح القرآن معرضاً خصباً للشغب والفساد في الدين, فيجب بقاعدة اللطف وجود علماء عارفين بتأويل المتشابهات على وجهها الصحيح, ليقفوا سداً منيعاً في وجه أهل الزيغ والباطل ولهذا السبب فقد استظهر بعض العلماء أن الواو في قوله تعالى: (( وَمَا يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا )) (آل عمران:77), هي للتشريك لا للاستئناف, إذ لو كانت الآيات المتشابهة مما لا يعرف تأويلها إلا الله لأصبح قسط كبير من أي القرآن لا فائدة في تنزيلها سوى ترداد قراءتها, وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (( ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها )) وقال تعالى: (( كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلبَابِ ))(صّ:299), ولكن هذا الاستظهار الذي ذكروه أصبح ذريعة لدى بعض المتعاطين لعلوم القرآن أن ينسب إلى نفسه القدرة على التأويل, بل لقد اشرأبت أعناق القوم فتأولوا وأفضى بهم التأويل إلى التنازع والابتداع في الدين مما اضطر بعضهم إلى القول: بأن الواو في الآية الكريمة للاستئناف لا للتشريك, لئلا يجره الأمر إلى الوقوع فيما وقع فيه الأولون.
والحق أن كون الواو للتشريك أمر مفروغ منه لا عتضاده بالدليل, ولكن النزاع في مسألة أخرى وهي: من هم العلماء الذين يعلمون تأويله؟ هل هم المفسرون مثلاً؟ هذا ما ذهب إليه العلامة الطبرسي في مجمع البيان حيث قال: ((ومما يؤيد هذا القول - أي أن الراسخين يعلمون التأويل - أن الصحابة والتابعين أجمعوا على تفسير جميع أي القرآن, ولم نرهم توقفوا على شيء منه لم يفسروه بأن قالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلا الله)) تفسير مجمع البيان 2/410.
ومثل ذلك ما ذكره الإمام بدر الدين الزركشي قال: ((إن الله لم ينزل شيئاً من القرآن إلاّ لينتفع به عباده, وليدل به على معنى أراده, ولا يسوغ لأحد أن يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يعلم المتشابه,فإذا جاز أن يعرفه الرسول (صلى الله عليه وآله) مع قوله (( وَمَا يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ )) (آل عمران:77), جاز أن يعرفه الربانيون من صحابته والمفسرون من أمته)).
وقد وافقهما من المعاصرين الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه (التمهيد في علوم القرآن) قال: ((فإنا لم نجد من علماء الأمة - منذ العهد الأول إلى الآن - من توقف في تفسير آية قرآنية بحجة أنها من المتشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله, وهذه كتب التفسير القديمة والحديثة طافحة بأقوال المفسرين في جميع أي القرآن بصورة عامة, سوى أن أهل الظاهر يأخذون بظاهر المتشابه, أما أهل التمحيص والنظر فيتعمقون فيه ويستخرجون تأويله الصحيح حسبما يوافقه العقل والنقل الصريح.
وقد ميّز العلامة جعفر سبحاني في كتابه (المناهج التفسيرية في علوم القرآن) بين معنيين جعل المعنى الأول منهما متعلق التفسير والآخر متعلق التأويل, لأجل أن يؤسس منهجاً يمكن تطبيقه في تأويل الآيات المتشابهة, ومحصل ما ذكره في هذا الصدد هو: ((إن للمفردات حكماً وظهوراً عند الإفراد, وللجمل المركبة من المفردات ظهوراً آخر, وقد يتحد الظهوران وقد يتخالفان, فلا شك أنك إذا قلت: ((أسد)) يتبادر منه الحيوان المفترس, كما أنك إذا قلت: ((رأيت أسداً في الغابة)) يتبادر من الجملة نفس ما يتبادر من المفرد, وإذا قلت: ((رأيت أسد يرمي, فإن المتبادر من الاسد في كلامك غير المتبادر منه حرفياً وانفراداً, وهو لحيوان المفترس, بل يكون حمله عليه حملاً على خلاف ظاهر, وأما حمله وتفسيره بالبطل الرامي عند القتال, فهو ليس تفسيراً للجملة بظاهرها من دون تصرف وتأويل, فالواجب علينا هو الوقوف على المفاد التصديقي و إثباته لله سبحانه, لا الجمود على المعنى التصوري الفرادي وإثباته أو نفيه عنه سبحانه)). وكلامه (حفظه الله) يشير إلى اعتقاده بجواز تأويل القرآن لمطلق العلماء السائرين على هذا المنهج, وقد ذكر لتطبيقه أمثلة كثيرة ليس هنا محل مناقشتها.
أما رأي السيد محمد حسين الطباطبائي وهو خريت فن التفسير, فقد أسسه على أصل عرفاني, فإذا اثبتنا أن هذا الأصل لا يصمد من جهة الدليل العلمي, فسوف لا يترتب على رأيه هذا آية نظرية لتصحيح التأويل عند العلماء وهو على رأسهم.
أن التأويل عنده ليس من دليل الألفاظ, وإنما هو عين خارجية, وهي الواقعة التي جاء الكلام اللفظي تعبيراً عنها, وهذا ما ذكره: ((الحق في تفسير التأويل أنه الحقيقة الواقعية التي تستند إليها البيانات القرآنية, من تشريع وموعظة وحكمة, وأنه موجود لجميع أي القرآن, وليس من قبيل المفاهيم المدلول عليها بالألفاظ, بل هي من الأمور العينية المتعالية من أن تحيط بها شبكات ألالفاظ, وأن وراء ما نقرأه ونتعقله من القرآن أمراً هو من القرآن بمنزلة الروح من الجسد والتمثيل بالمثال وليس من سنخ الألفاظ والمعاني, وهو المعبر عنه بالكتاب الحكيم, وهذا بعينه هو التأويل)). (تفسير الميزان 3/ 25, 45, 49).
والمسحة العرفانية في كلام الطباطبائي ظاهرة, والأصل الذي أشرنا إليه هو عدّه (قدس سره) اللوح المحفوظ شيئاً ذا وجود بذاته, كوعاء أو لوح أو مكان خاص, مادياً أو معنوياً, والحق أنه كناية عن علمه تعالى الأزلي الذي لا يتغير ولا يتبدل وهو المعبر عنه بالكتاب المكنون وأم الكتاب. ولعل من منشأ التوهم هو من قوله تعالى(لدينا), وإن كان معناه أن لهذا القرآن شأناً عظيماً عند الله في سابق علمه الأزلي, والتعبير بأم الكتاب كان بمناسبة أن علمه تعالى هو مصدر الكتاب وأصله المتفرع منه.
هذا تمام التمهيد الذي أشرنا إليه, ومنه نصل إلى الضابطة التي وعدناك بها: وهي أن التأويل في القرآن حق وأن هناك من أهل العلم جماعة يعلمونه غير أنهم ليسوا مطلق أهل العلم. وبعبارة فنية فإن التأويل لكي يصح لابد أن يتوافر شرطان: شرطً في مأخذ الدليل, وشرط في المؤوِّل.
أما مأخذ الدليل: فإنه إذا قادك الدليل إلى معنى من معاني القرآن بحيث جاز أن يقال: ((هذا المعنى يدل على كذا)) ودلالة هذا الدليل على المعنى يجب أن تكون غير متكلفة أي من دون غرض, على أن لا يحصر المستدل المعنى بما علمه من الدليل فيقول: ((ليس للآية معنى غير هذا)) وأما إذا حصر, فهو ممن يفسر القرآن برأيه, وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله): من فسر القرآن برأيه فليتبوء مقعده من النار.
وأما شرط المؤول: فان يكون عارفاً بنوع الاعتقاد في توحيد الله وصفاته, وما يصح عليه ويمتنع عليه, ونوع ما يصح الاعتقاد في أفعاله وفي أوامره ونواهيه, وفي مراداته من عباده, ونوع الحكمة والصنع والتكاليف, ونوع حكمة الإيجاد, والقدر والبداء, والمنزلة بين المنزلتين وما أشبه ذلك, وأن يكون عارفاً بالنبوة لمحمد (صلى الله عليه وآله), والإمامة لأهل بيته(عليهم السلام), ونبوة الأنبياء ووصاية الأوصياء, وأحوال التكاليف, والموت والبرزخ وأحوال الآخرة.
ولا يجوز تأويل القرآن إلاّ بالدليل القطعي, ومن قال بغير ذلك فقد ضل سواء السبيل, فإن القرآن أمره عظيم وخطره جسيم, فقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رواية طويله نقتبس منها موضع الحاجة, قال: ((إنه من لم يعرف من كتاب الله عز وجل الناسخ من المنسوخ, والخاص من العام والمحكم من المتشابه, والرخص من العزائم, والمكي والمدني, وأسباب التنزيل والمبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة والمؤلفة, وما فيه من علم القضاء والقدر, والتقديم والتأخير, والمبين والعميق, والظاهر والباطن, والابتداء من الانتهاء, والسؤال والجواب, والقطع والوصل, والمستثنى منه والجاري فيه, والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد, والمؤكد منه والمفصل, وعزائمه ورخصه, ومواضع فرائضه وأحكامه ومعنى حرامه وحلاله الذي سلك فيه الملحدون, والموصول من الألفاظ, والمحمول على ما قبله وعلى ما بعده, فليس بعالم في القرآن ولا من أهله, ومتى ادعى معرفة هذه الأقسام مدّع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب ورسوله, ومأواه جهنم وبئس المصير)) (انظر وسائل الشيعة 27/200).
وتحصل من كل ذلك ما يلي: أن التأويل في القرآن لا يجوز إلا ما أخذ عن أهله المخاطبين به وهم محمد وآله الطاهرين (صلى الله عليه وآله اجمعين).
وليس لأحد من المفسرين أن يقول في القرآن إلا بدليل عنهم (عليه السملا).
ومما قدمنا يظهر لك الحال في الأمثلة التي اوردتها:
1- ان المعنى المذكور للآية (مرج البحرين يلتقيان) ليس من التأويل وانما هو من علم الباطن الذي يعلمه الائمة (عليهم السلام) للقرآن وان كان يدخل في علم التأويل عند العلامة الطباطبائي.
2- قول الشيعة في آية (( وجوه يومئذٍ ناظره إلى ربها ناظره )) ليس من التأويل وإنما من الظهور التصديقي الذي يقول به السبحاني, نعم معناها وما يشابهها عند المعتزلة من التأويل بالدليل العقلي لفهم الدليل النقلي.
3- ان قول ابن عربي في آية (( وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالأِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ )) (الذريات:566) من التأويل البعيد الذي ليس عليه دليل وربما يريد المصداق وقد قلنا أن علم الباطن الذي يخبر بالمصداق لا يكون إلا عند اهله وهم الأئمة (عليهم السلام) وابن عربي لم يثبت لنا أنه من أهله.
4- واما حديث أبي هريرة فلا علاقة له بالتأويل وإنما يظهر منه مقدار مصداقية أبي هريره نفسه ووثاقته بالحديث إذ لا يقطع حلقوم الشخص إذا ثبت المعارف الإلهية الإ إذا كانت متعلقه بأهل البيت(عليهم السلام).
5- واما بقية الأمثلة فإن ذكر لها فهو من التأويلات التي لا دليل عليها مع عدم ثبوت حديث الاصبعين وحديث ان امير المؤمنين يمين الله بهذا المعنى الظاهر وأما الآية (( يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتِ رَبِّكَ ... )) (الأنعام:1588) فلا يمكن الأخذ بظاهرها وفي معناها احاديث آحاد.
6- واما المجاز والتورية والكناية والاشتراك اللفظي فلا تدخل في بحث التأويل وان كان لها نوع مدخلية في الآي المتشابهة مما يحتاج إلى تأويل.أعني أن مدخليتها طريقية وليست أصلية .



السؤال: تكرار بعض الآيات القرآنية
كيف نثبت ان التكرار الموجود في القرآن في بعض آياته جاء للتأكييد؟ ولما لم يستخدم الله عبارات آخرى تفاديا للتكرار مثال على التكرار سورة الرحمن

الجواب:
يقول الشيخ الطوسي بالتبيان 9/467 في تكرار (( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )), وإنما كررت هذه الآية لأنه تقرير بالنعمة عند ذكرها على التفصيل نعمة نعمة كأنه قيل بأي هذه الآلاء تكذبان ثم ذكرت آلاء آخر فاقتضت من التذكير والتقرير بها ما اقتضت الاولى ليتأمل كل واحد في نفسها وفي ما تقتضيه صفتها من حقيقتها التي تتفصل بها عن غيرها.


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:29 PM   #8
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: التكرار في قصص القرآن
لماذا ان الله سبحانه وتعالى يكرر القصة في عدد من السورالقرانية.

الجواب:
هناك عدة جوانب للقصة يوضحها القرآن في سور متعددة فمثلاً وإن كانت القصة هي بين موسى وفرعون إلا أن عرض القصة مع التركيز على نكات خاصة يختلف عن عرضها مع التركيز على نكات آخرى.




السؤال: التكرار في القرآن
لو سمحتم تجاوبوني عن هذا السؤال لانه جدا مهم بالنسبة لي بعد ان ثبت لاحد الاخوة المسيحين ان القرآن والتكرار الوارد فيه له دور مميز في بلاغته سألنا هذا السؤال فارجو الرد الشافي آجركم الله (نص السؤال)
السؤال عن موقف القرأن المترجم لانه لا يوجد به شعر نثرى فعاد الملل من التكرار لان ذلك يعتبر عنصرية و اهمال لاصحاب اللغات الاخرى و هم بلا ذنب

الجواب:
التكرار في الآيات القرآنية له نكات بلاغية وعلمية فالمترجم الجيد لابد ان يشير بالإضافة إلى الترجمة إلى تلك النكات قدر استطاعته حتى تتضح بعض المعاني من التكرار.
ثم إن كون لغة القرآن لغة عربية تابع لنوع المعجزة ولغة القوم الذين نزل عليهم والبلاغة جهة من جهات اعجاز القران, وله جهات أخرى تشمل بقية الشعوب والأقوام وهي اشتماله على مسائل علمية كثيرة واخبارات غيبية تحقق قسم منها ولم يتحقق الآخر لحد الآن, مع ملاحظة مهمة وهي أن لغة القرآن ليست بشعر نثري بل ان له لغة خاصة لا تجاريه فيه أي من أساليب اللغات الأخرى عربية أو غيرها.





السؤال: سورة يوسف لم تتكرر
كل قصص القرآن تكررت في أكثر من مكان في سور القرآن الكريم إلا قصة واحدة ذكرت مرة واحدة وخرجت عن التكرار. أذكرها. وما هي فلسفة ترك القرآن تكرار هذه القصة ؟

الجواب:
قصة يوسف (عليه السلام) لم تتكرر في القرآن الكريم, وربما كان السر وراء عدم تكررها هو مراعاة حال النساء فقد ورد في الاخبار ما معناه : لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرأوهن آياها, فإن فيها الفتن, وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ.





السؤال: ضرب القرآن بعضه ببعض
أفيدونا عن هذه الأسئلة:
ما مفهوم هذه الرواية وهل تفسير القرآن بالقرآن بالمقارنة والجمع بين الآيات يدخل تحت عنوان "ضرب القرآن ببعضه"؟
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أبي عليه السلام ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر .ثواب الأعمال ص 280

الجواب:
يقول صاحب الميزان 3/83 بعد ذكر بعض تلك الروايات: أقول والروايات كما ترى تعد (ضرب القرآن بعضه ببعض) مقابلاً (للتصديق بعض القرآن بعضاً), وهو الخلط بين الآيات من حيث مقامات معانيها, والإخلال بترتيب مقاصدها كأخذ المحكم متشابهاً والمتشابه محكماً ونحو ذلك, فالتكلم في القرآن بالرأي والقول في القرآن بغير علم كما هو موضوع الروايات المنقولة سابقاً وضرب القرآن ببعضه كما هو مضمون الروايات المنقولة آنفاً.يحوم الجميع حول معنى واحد وهو الاستعداد في تفسير القرآن بغيره.
إلى أن يقول: فالحق أن الطريق إلى فهم القرآن الكريم غير مسدود, وأن البيان الإلهي والذكر الحكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى نفسه, أي أنه لا يحتاج في تبيين مقاصده إلى طريق فكيف يتصور أن يكون الكتاب الذي عرفه الله تعالى بأنه هدى وأنه نور وأنه تبيان لكل شيء مفتقراً إلى هاد غيره ومستنيراً بنور غيره ومبيناً بأمر غيره!!




السؤال: القرآن كلام الله لا كلام الرسول (صلى الله عليه وآله)
البعض يورد هذا الاشكال
وهو بأن القرآن الكريم نزل على قلب النبي (ص), وكلامه من النبي (ص), يعني النبي الاكرم هو ينقل القرآن حسب وضع قومه وزمانه, ودليلهم إن أكثر الآيات تختص بالجزيرة العربية فقط, ولا ترتبط ببقية المناطق.

الجواب:
لقد صرّح القرآن الكريم أن النبي (صلى الله عليه وآله) لا ينطق عن الهوى إن هو الإّ وحي يوحى, فما يقوله النبي (صلى الله عليه وآله) ما هو الإ نقل لكلامه سبحانه وتعالى عن طريق الوحي الأمين.
ثم إن القرآن الكريم لم يكثر الكلام عن الجزيرة العربية الإّ لأن الوقائع حصلت هناك ومع ذلك تكلّم عن مجموعة من الأنبياء وذكر مناطقهم التي كانت فيها نبواتهم.
ثم إنه لو سلمنا بالكثرة فإنها لا تقف دليلاً أمام الأدلّة القطعية التي تدّل على أن هذا القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى وكل الآيات والروايات تدل على أنه كلام الله لا كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله), فالاحتمال ساقط.



السؤال: هل اليهود هم الذين كتبوا القرآن؟
ماهو الدليل على نزول القران على محمد صلى الله عليه واله ولم لم يكن الاعتقاد بأن محمد هو الذي كتبه عند ذهابه الى الشام والتقائه ببعض اليهود هناك.
الجواب:
لعل الإجابة على هذا السؤال وببساطة, هي كون القرآن معجز من جميع وجوهه ثم فيه ما لا يقوى على تأليفه بشر من مختلف العلوم والفنون والمغيبات الماضية والحاضرة والمستقبلية.
ثم لـ 14 قرن خلت وللآن القرآن يتحدى ولا مبارز يقتحم ميدانه أو يصول على بيانه بالإضافة إلى ما نعرفة عن صدق النبي وامانته ووثاقة شخصه (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيراً )) ولا ننسى أمية النبي (صلى الله عليه وآله) وان القرآن يحمل على اليهود وينتقدهم بشدة فكيف يعلم اليهود النبي ما يكيد لدينهم ...الخ. وان القرآن ينفي هذه الشبهة بقوله تعالى: (( لِّسَانُ الَّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )) .




السؤال: رد نسبة أخذ القرآن من الإنجيل والتوراة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيب اله العالمين محمد ابن عبد الله الصادق الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين.
ماهو الرد على من يقول ان القران الكريم ليس من عند الله عز وجل وهو من عند رسول الله اخده من الانجيل والتوراة وهدا دعوى نصراني.
الجواب:
إن هذه مجرد دعوى واحتمال لا بد من الإتيان عليها بدليل, ولو كانت تلك صحيحة لوجد من شاركه في نقله عن الإنجيل والتوراة, في حين إننا نجد أن كل ما جاء به هو شيء جديد من الأسلوب لم يشاركه فيه أحد بل على العكس نجد أن كل ما ينقل عن التوراة والإنجيل في ذلك العصر لا يفرق عن الكلام العادي الذي يصدر من بسطاء الناس وأنه لا يصل إلى علوم وبلاغة القرآن وفيه من الأخطاء ما جعله مشكوك النسبة إلى الأنبياء.
ثم إن القرآن الكريم يخالف التوراة والإنجيل في الأحداث التاريخية فالقصة يذكرها بشكل مغاير لما ذكر سابقاً ويأتي بتفاصيل دقيقة لا توجد في أي كتاب قديم,فلو أردنا القول بأن بعض التفاصيل مأخوذة من التوراة والإنجيل فمن أين أتى بالباقي وهي تفاصيل لا يمكن اكتشافها من خلال الاستنباط والتفكير وقد جاء بها بأسلوب قرآني بليغ يعجز الآخرين عن الإتيان بمثله فحتى لو رفضت تلك المعلومات لا يمكن رفضها من جهة نظمها القرآني المعجز.
وأما فكرة المستشرقين من أن القرآن وحي نفسي لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه استفاده من النصارى في أسفاره فردت بأن الدلائل التاريخية القطعية وطبيعة الظروف التي مر بها تأبى التصديق بهذه النظرية, وقبولها وأن المحتوى الداخلي للقرآن لا يتفق مع هذه النظرية وأن موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الظاهرة القرآنية يشهد على رفض تفسير الظاهرة القرآنية بنظرية الوحي النفسي,وقد فصل ذلك في (علوم القرآن) السيد محمد باقر الحكيم ص 104.




السؤال: حكاية القرآن عن الآخرين
ورد في القران المجيد آيات صعب على البعض فهمها مثل قوله تعالى (( قالت نمله يا ايها النمل.. )) هذا المقطع من القران هل هو قول الله او قول النملة قد اتى به القران واذا كان كذلك فهل بعتبر من القران
ومشابه له قوله تعالى (( قال اني عبد الله آتاني الكتاب )) او قوله تعالى على لسان فرعون (( انا ربكم الاعلى )) والكثير من الايات

الجواب:
لا يخرج المذكور في القرآن حكاية عن الآخرين عن القرآنية, فالقرآن نقل واقعة فيها نصوص سواء بالمعنى أم بالنص, فإنه يكون كلام القرآن لأن نقل واقعة ولو بالنص لا تخرجه عن كونه كلام الناقل, والقرآن كلام الله سبحانه وتعالى.




السؤال: معارضة القرآن الكريم من رجل اخرق
اخواني مركز الابحاث العقائدية محتاجين رد على هذة الآيات فعلها النصارى وقالوا كسرنا الآية: (( قُل لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأتُوا بِمِثلِ هَـذَا القُرآنِ لاَ يَأتُونَ بِمِثلِهِ ... ))
وقد كتب مسيحي هذا ويقول آيات غير موجوده بالقرآن ونزلت من السماء فما ردكم؟؟ مع تحليل للآيات!!!
"أكتب بالمداد, ما أراد الله وزاد, على قرآن العباد, أكتب وربك العَلَم, ما سطره الله بالقلم, سطره بمداد من نور, قبل خلق الدهور" " ويلٌ لكل ظانٍ أثيم, مَصِيرَهم نَار حَامِيم, وَوَيلٌ للمُكَذِّبِين, مّا كّانّ رَسُولُنا مِنَ المَجَانِين" " قد جَائتُهم الرُسُلُ بالبيناتِ من فوقَ سَبع سَمَواتِ, فكَفَروا بربِ العرشِ سُبحَانه لا مُمات "
الجواب:
الآيات التي زعم أنه يعارض بها القرآن الكريم وأنها من مثله مما يضحك الثكلى, مع أنه اقتفى أسلوب القرآن ونسبح على منواله وكان الأجدر به إن كان صادقاً في المعارضة أن يأتي بآيات تضارع آيات القرآن الكريم أسلوباً ودلالة لا أنه يحاول محاكاته, مع أن محاكاته للقرآن الكريم بالعبارات المذكورة لا ترقى إلى رتبة المعارضة إلا أن يكون قاصداً للسخرية فصار هو موضعاً للسخرية من حيث لا يشعر!! ولو اطلع على هذه العبارات أي عالم في العربية لبدت نواجذه سخرية واستهزاءً بمن كتبها, ولو تأملها العالم لعرف مواضع الخلل في النظم والدلالة وكان شاهداً في وجدانه على عظمة القرآن الكريم.
ودعنا الآن نحلل هذه الكلمات التي جاء بها هذا الأخرق:
قال: (اكتب بالمداد ما أراد الله وزاد على قرآن العباد).
فمن جهة الأسلوب فإنه نسبح على منوال: اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق, أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم.
ولو تأملت في الآية القرآنية لقضيت بأن معارضتها بتلك العبارة سخف من القول, لأن مضمون قوله: اكتب بالمداد تحصيل حاصل, فالكتابة لا تكون إلا بمداد, ونفس فعل الأمر (أكتب) مغن ٍعن ذكر المداد.
وأما قوله: ما أراد الله وزاد, فيعتريه خلل في الأسلوب واللغة والمعنى, فإن كلمات الله تعالى التي تزيد عن القرآن الكريم لا تكفيها جميع البحار والمحيطات لو صارت مداداً, وهذا مصداق قوله تعالى: (قُل لَّو كَانَ البَحرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَو جِئنَا بِمِثلِهِ مَدَداً), ومحال أن يتعلق الأمر بكتابة جميع ما أراد الله تعالى, وأما الزائد على قرآن العباد فليس يصلح لأن يكون مما أراده الله تعالى, لأن جميع ما أراده الله تعالى من العباد قد أثبته في القرآن الكريم, فالزائد عنه فضل لا فائدة منه. ثم ما هو هذا الذي زاد؟هل هو هذه الكلمات الركيكة, فإنه ليس فيها أي زيادة !بل أخبار فقط عن شيء زاد مع أن التركيب للجمل غير صحيح, فإن كلمة زاد هل تعود إلى ما سبقها وهو (ما أراد الله وزاد) لكي تتحد القافية, ولكن سوف يختل المعنى لعدم وجود شيء زائد على أرادة الله, أو تعود على الجملة بعدها (وزاد على قرآن العباد) وعليه سوف تختل القافية مع أن معناه أيضاً مختل, فإن القرآن وهو المقصود ليس قرآناً للعباد وإنما هو كلام الله.
إلى آخر ما فيها من سخف كقوله (اكتب وربك العلم), فهنا قسم ولكن قسم بأي شيء إذ ما معنى العلم هنا؟ هل هو بمعنى العلامة, وهذا لا يستقيم, أو بمعنى أسم العلم, وهذا يطلق على الأسماء! وتجل الذات الإلهية عن كونها إسماً من الاسماء, أو يريد وأن اسم الله علم, وهذا أيضاً لا يستقيم من العبارة ...وهكذا يستمر هذا المتطفل إلى نهاية عباراته ولكن أوقفتنا العبارة الأخيرة (فكفروا برب العرش سبحانه لا ممات) فلم نفهم معنى (سبحانه لا ممات) وكيف جمعت (لا ممات) مع (سبحانه) وأي أسلوب للعربية هذا ولكن نعتقد أن القافية هي التي قادته كما قاده جهله قبلها.





السؤال: هل القرآن منافٍ للعقل؟
اذا القران كتاب مبين فلماذا معضم القران فيه الغموض ولا تقول انه مجال للعقل لان في مسائل العقائدية لا مكان للعقل كله ثابت؟
الجواب:
القرآن الكريم فيه مجمل ومبين ومحكم ومتشابه وخاص وعام وناسخ ومنسوخ ومطلق ومقيد... الخ, فمن يطلع على هذه المعاني يستطيع فهم القرآن الكريم, فهو كتاب مبين للعلم لا للجاهل ولمن يعرف اللغة العربية وبلاغتها وليس الأمي أو الساذج أو الذي لاحظ له من معرفة أساليب الفصاحة والبيان
والقرآن له تفسير وتأويل وظاهر وباطن وحظ المطلع على اللغة العربية من معرفة القرآن الكريم هو فهم ظاهره لان آياته من جنس لغة العرب, اما تفسيره وتأويله وباطنه فموجود عند أهله.

تعليق على الجواب (1)
1- عندما نقول أن تفسير القرآن وتأويله وباطنه موجود عند أهل البيت عليهم السلام، هل يعني ذلك أن القرآن يحتوي على علوم اليوم الطبيعية ولكن نحن لا نعلم كيف نستخرجها منه؟
2- هل يمكن القول أن كل العلوم التي عند أهل البيت عليهم السلام موجودة في القرآن؟
بمعنى علم أهل البيت زائد عن القرآن أي لديهم علم القرآن وزيادة أيضا أم أن علمهم مساوي للقرآن؟
3- بناء على ما تقدم في 1 و2 ، ماذا يصح لنا أن نطلق على القرآن الكريم؟
4- هل يصح الآن القول أن علينا أن نترك العلوم الطبيعية ونتجه للقرآن وما جاء من روايات أهل البيت عليهم السلام فقط؟
أم أن دراسة العلوم الطبيعية هي من هداية القرآن للبشر وحثهم على التفكير والابداع؟
وهنا أيضا يعود السؤال، هل القرآن يحوي العلوم الطبيعية إذن؟
الجواب:
1- ان القرآن الكريم هو كتاب هداية وارشاد ودين وعقيدة وهذا لا ينافي وجود الايات التي تدل على العلوم الطبيعية مثل قوله تعالى (( والقمر قدرناه منازل )) ولكن لم يكن الغرض من هذه الآيات هو ان يبين الله لنا ما في الطبيعة من حقائق علمية كلا فان ذلك موكول الى عقل الانسان وتجاربه وانما الهدف الاول من ذكرها هو ان نسترشد بالكون ونظامه الى وجود الله سبحانه وانه لاشئ من هذه الكائنات وجد صدفة بل وجد بسبب ارادة علمية حكيمة هي ارادة الله تعالى .
2- ان مقتضى قوله تعالى (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ )) (النحل:98) هو أن علوم اهل البيت موجودة في القرآن الكريم وليس معنى ذلك ان علمهم (عليهم السلام) زائد على القران بل هم يبينون ويفسرون المراد من الايات لان عندهم علم الكتاب .
3- يصح ان نصف القران كما وصف نفسه كتاب هداية (( هدى للناس )) ولا نستطيع ان نصفه كتاب علوم طبيعية كالفيزياء والطب والكيمياء وان كان لا يخلو منها اجمالا وعلى سبيل المثال ورد عن امير المؤمنين(عليه السلام) ما مضمونه: ان في كتاب الله لاية حوت الطب كله من اوله الى آخره وهو قوله تعالى (( كلوا واشربوا ولا تسرفوا )).
4- لا احد يقول نترك العلوم الطبيعية ونتوجه الى القران الكريم واهل البيت فقط لان الاسلام حث على طلب العلم ولا يقتصر ذلك على العلوم الدينية بل يشمل العلوم التي تنفع الناس كالهندسة والفيزياء والطب وغيرها فلا تعارض في البين ولا شك ان الحث على دراسة العلوم المفيدة هي من الهداية الالهية للناس .



السؤال: التجويد
تحيه طيبه وبعد, اود ان استفسر عن موضوع تجويد القران الكريم, فالبعض يقول ان علم التجويد هو بدعه من الوهابية, هل هذا صحيح؟

الجواب:
التجويد هو علم تحسين قراءة القرآن وترتيله المأمور به في الآية الشريفة: (( وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً )), وهو من شعب علم القراءة متحد معه في الموضوع لكن البحث في علم القراءة إنما هو في مواد ألفاظ القرآن الشريف وصور حروفها وفي علم التجويد يبحث عن كيفيات أداء تلك الألفاظ وصفات حروفها من الترقيق والتفخيم والإظهار والإخفاء والإتباع والروم والإدغام والغنّة والمد والوقف والوصل وغيرها.
انظر الذريعة 3/391.



السؤال: خواص بعض السور في الوقاية من عذاب القبر
هناك سور وآيات لها فضل في الحمايه عن عذاب القبر والى اخره هل هذه صحيحه ؟
الجواب:
ورد في الاخبار ان قراءة بعض السور توجب الأمن من عذاب القبر فقد ورد عنه قال: من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت عينه أعطي الأمان من عذاب القبر, وعنه قال: من قرأ (( إلهاكم التكاثر)) عند منامه وقي من فتنة عذاب القبر.
وورد أنه من قرأ (تبارك الملك) في المكتوبة (أي الصلاة الواجبة) قبل ان ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة.
وروي ان هذه السورة (الملك) هي المنجية من عذاب القبر, وعن الصادق (عليه السلام): من قرأ سورة (ن والقلم) في فريضة أو نافلة آمنه الله تعالى من أن يصيبه فقر أبداً وأعاذه الله إذا مات من ضمه القبر.
وهناك أخبار أخرى غير هذه في مضمونها.





السؤال: الفهم الشخصي للقرآن لا إعتبار به
هذا سؤال أحتاج الجواب إليه إن شاء الله .. سؤال لصديقي و هو ليس مسلما.
أنا لا أريد أن أعطيه أي جواب لأنني مبتدأ و لست طالبا للعلم الشرعي و لكن في نفس الوقت لا أحب أن أسمع شبهة حول الإسلام إلا و أسرعت في السؤال عن ذلك والمركز المبارك فيه خير كثير و أخوة رزقكم الله العلم و الحمد لله.
يقول إن كان فهم أو تأويل القرآن ممكن يكون فهم صحيح أو خطأ و الفهم الصحيح متعلق بفتأويلك الشخصي للقرآن فلماذا لا تبحث عن مصدر آخر يفهم دائما بطريقة صحيحة!!
أنا لم أفهم السؤال و سألته أن يأتني بمثال يوضح السؤال فقال : المسلمين الذين يفجرون أنفسهم .. قضية النقاب فواحد يقول واجب و الآخر يقول لا .. يستغرب أنه هناك من المسلمين العلماء من يقول هذا فهم خطأ للأسلام و ليس صحيحا فكيف ينزل الله كتاب يساء أو يخطأ الناس في فهمه ؟؟
يقول أيضا أن القرآن نزل في وقت غير وقتنا و في مكان آخر فيه تقاليد أخرى ..
سؤاله الأخير يقول:
إذا كان القرآن ممكن أن يفسر أو يفهم خطأ و التفسير الخطأ هذا ينتج عنه عمل شر و ليس خير. فلماذا تقولون القرآن هداية للبشر؟؟ و لماذا لا تأخذون التغيير الذي حدث بعين الأعتبار عند تفسير أو فهم النصوص ؟

الجواب:
إن الفهم لآيات القرآن يخضع لقواعد وأصول قررها العلماء في اللغة وعلوم القرآن وأصول الفقه, فهي الميزان في فهم القرآن لا الفهم الشخصي لكل أحد, فإذا اُتبعت القواعد بصورة صحيحة فلا يكون هناك خلاف في فهم القرآن.
نعم ربما لا يطبق بعض الأفراد هذه القواعد والأصول بصورة صحيحة فيخرج بفهم غير صحيح للقرآن او انه يتبع مدرسة خاطئة في فهم القرآن فتكون النتيجة غير مطابقة للحكم الواقعي للإسلام, وهذا شئ آخر. ولذا لا يمكن تحميل الفهم الشخصي للأفراد للقرآن على الإسلام وما ذكره صاحبك وهم منه وسوء فهم! فإن القرآن صالح للتطبيق في كل زمان ولكن يجب أن تراعى القواعد في فهمه وليس للذوق الشخصي أي دخل في ذلك, ومن هنا يتضح لك أنّ القرآ ن كتاب هداية لا ريب فيه الى يوم القيامة .




السؤال: سبب استعمال اسم الإشارة (ذلك) الذي يفيد البعيد في قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه)
جاء في القران الكريم في بعض السوركما في سورة البقرة (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )), وفي سورة اخرى (( هذا القران يهدي ... )) فنرى اسم الشارة للقريب تارة وتارة يشير الى البعيد فما الحكمة من ذلك؟
الجواب:
الحكمة في استعمال (ذلك) في قوله: (( ذَلِكَ الكِتَابُ )) (البقرة:22) مع أن القرآن الكريم المشار اليه بالكتاب هو (هذا) المقروء المحفوظ بين الدفتين.. يعني : ذلك الذي أخبرت به الأنبياء السالفين كتاب لا ريب فيه (تفسير نور الثقلين 1/20).
تقدير المعنى هو : ذلك الكتاب الذي أخبرت به موسى ومن بعده من الأنبياء وهم أخبروا بني اسرائيل أني سأنزله عليك يا محمد لا ريب فيه, أي لا شك فيه لظهورة عندهم (تفسير الصافي 1/94).





السؤال: القرآن وصف نفسه بأنه نور وهدى فهل يفتقر إلى هادٍ ؟
القران وصف نفسه بانه نور وهدى وتبيان فكيف يتصور كتاب له هذه الاوصاف مفتقرا الى هادٍ غيره؟
الجواب:
إن كنت تقصد بالهادي الذي غير القرآن الرسول (صلى الله عليه وآله) فهو إنما يهدي بالقرآن.. والقرآن بذاته كتاب يفتقر إلى من يحمله ويتحمل ما فيه ليهدي به الناس وينير لهم الطريق. فلا تعارض بين هداية القرآن وهداية الرسول طالما كان الرسول يهدي بالقرآن. نعم القرآن هادٍ لكل من يطلب هدايته بالقراءة فيه والتدبر في مضامينه ومعانيه.. ومن هذه الجهة فهو هدى ونور وتبيان.



السؤال: شبهات عن بعض الآيات القرآنية
بعث لي احد الاخوان هذا الكلام وينتظر الرد من سماحتكم
*************************
أولاً: الإعجاز اللغوي في القرآن
الإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن كما يتضح من قول الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (الجزء الأول ص 33) وهو عبارة عن حوار مع أحمد فراج، بالتليفزيون المصري عرض سنة 2000و 2001م قال:
(كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره).
1ـ فسيدنا موسى عليه السلام جاء في زمن كان السحر قد بلغ فيه شأواً عظيماً، فأعطاه الله تعالى من العلم ما أبطل به سحر السحرة.
2ـ وسيدنا عيسى عليه السلام جاء في زمن كان الطب قد بلغ فيه مبلغاً عظيماً، فأعطاه الله تعالى من العلم ما تفوق به على طب أطباء عصره.
3ـ وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله.... فبخصوص إعجاز القرآن اللغوي نريد أن نتساءل عن بعض الآيات وما ذُكر فيها من قواعد تتناقض مع قواعد اللغة العربية.
{1} رفع اسم إن
أ- في (سورة التوبة 20: 63) (( قالوا إن هذان لساحران ))
1- كلنا يعرف أبسط قواعد النحو أن: اسم إن منصوب، وفي هذه الآية يجب أن ينصب بالياء والنون لأنه مثنى، فيكون التركيب الصحيح: "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون (إن هذان...)
2ـ وقد علق الإمام النسفي على ذلك قائلا: (قرأ أبو عمر "إن هذين لساحران") وهو ظاهرٌ، ولكنه مخالف للإمام (أي المصحف الإمام، وهو مصحف عثمان رضي الله عنه حيث وردت إن هذان) {النسفي الجزء الثالث ص 90}
3ـ وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سئلت عن ذلك: "يا ابن أختي، هذا من عمل الكُتَّاب، أخطأوا في الكتابة"
ونحن نتساءل: أين هو الإعجاز اللغوي أمام هذا الخطأ في قواعد اللغة؟!!
ب- فى سورة المائدة5: 69 (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون ))
1ـ الصابئون هنا: اسم مرفوع بالواو والنون، في حين أنه يجب أن يكون منصوبا بالياء والنون، "أي الصابئين"، لأنه معطوف على منصوب لكونه إسم إن، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه ورد كذلك منصوبا صحيحا في:
2ـ (سورة البقرة2: 62) فقد وردت نفس الآية وفيها الصابئين منصوبة، (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عند ربهم فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون ))
3ـ قالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سُئلت عن ذلك "يا ابن أختي، هذا من عمل الكتاب، أخطأوا في الكتابة" (السجستاني: كتاب المصاحف ص43) ونحن نكرر نفس التساؤل: أين هو الإعجاز اللغوي أمام هذا الخطأ في قواعد اللغة؟!!
4ـ هذا من جانب اللغة ولكن هناك أيضا تساؤل ديني بخصوص الصابئين أنفسهم.
- فكيف يقول القرآن أن: لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون.
- وهم قوم خارجون عن الأديان ويعبدون الملائكة كما ذكر الإمام النسفي
- قائلا: (الصابئون: من "صبأ" إذا خرج من الدين، وهم قوم خرجوا من دين
- اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة) (تفسير النسفي الجزء الأول ص 95)
- وقد جاء عنهم في المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية: (الصابئون: قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنهم على ملة نوح، وقبلتهم مهب الشمال عند منتصف النهار) (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 505) عجبا إذ يقول القرآن الكريم: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون!!!
أتكلم عن القرآن بكل احترام حتى أنني أقول دائما: "القرآن الكريم" ولكنك قد تظن أنني بكلامي الآن أطعن في القرآن الكريم، وأشكك في صحته وفي وحيه، مما قد تعتبره إساءة إلى الإسلام والمسلمين.
وإنني أعجب يا أخي ممن يتصور ذلك، ويردد مثل هذا الكلام. هل تقديم مثل هذا السؤال يعتبر طعنا في المقدسات الإسلامية؟ فلماذا استبحت لنفسك ولغيرك من أخوتنا المسلمين أن تسألوا مثل هذه الأسئلة عن الكتاب المقدس والمقدسات المسيحية، فهل كانت طعنا وتشكيكا في المسيحية، لقد قال البعض بالنص: إنجيلكم محرف. ورغم ذلك أخذنا الموضوع بمحبة وموضوعية، دون أن نعتبر ذلك تهجما على مقدساتنا، وأجبنا على اعتراضاتكم كما لوكانت أسئلة تحتاج إلى تبيان.
فدعنا يا أخي من التعصب الأعمى، ولنفتح أذهاننا للفهم والمعرفة، حتى يستطيع كل واحد أن يكون مستعدا لمجاوبة كل من يسأله عن الرجاء الذي فيه. هكذا يأمرنا كتابنا المقدس.
والواقع يا عزيزي أنه إن لم يستطع الإنسان أن يجد حلولا لمعضلات دينه فكيف سيقف أمام الله ليجاوب عن صدق معتقداته. ففي ذلك اليوم الذي يعطي فيه الإنسان حساباً عن نفسه، لن يشفع له أن يقول: هكذا أنا نشأت وولدت في هذا الدين أو غيره. لأن الله يسمح للإنسان في فترة من عمره أن يشك في كل شئ، حتى يكون مسئولا عن قراراته المبنية على اقتناعاته الشخصية. فلا يخدع أحد منا نفسه مسيحياً كان أو مسلماً، أن يكتفي بالدين الوراثي، بل عليه أن يفحص ويمحِّص، ويسأل ويبحث، حتى يجد بنفسه ما يقنعه ويشبعه، فهو المسئول عن نفسه وسوف لا يحاكم أحد عن الآخر، فوالداك، ومعلموك، ومرشدوك، وأياً كان... لن يكونوا مسئولين عنك، فلا تستطيع أن تبرر موقفك يوم الدين بمثل هذه الأعذار، بأنك اتبعت دين أسلافك. يا عزيزي لا تعطي عقلك أجازة ولا تضع رأسك في الرمال كالنعامة الساذجة، لتهرب من الصياد. أقول هذا الكلام لكل مسيحي ومسلم ويهودي ووثني، وأتباع أيِّ دين في العالم.
ثم يا عزيزي إن الكتاب الحق لا خوف عليه من الأسئلة وبل ولاحتى من الانتقادات.
{2} نصب الفاعل ( لاينال عهدى الظالمين )
تحدثنا في الجزء السابق عن الإعجاز اللغوي بالقرآن وتعرضت لبعض الآيات، فهل هناك آيات أخرى؟
بالتأكيد يوجد الكثير ولكننا نريد في كل قسم أن نأخذ مثالين أو ثلاثة فقط، حتى لا يكون كتابنا حصة في قواعد النحو العربي، فأنا أعلم أن كثيرين لا يدركون هذه القواعد النحوية الكثيرة، لهذا فإني أنتقي مجرد الأمور البسيطة التي يستطيع أن يدركها عامة الناس. أما الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد.
كلمة "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون. ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول (نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964) وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد (وهو شيء) ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً.
{3} نصب المعطوف على المرفوع
(أ) (سورة النساء4: 162)
"... والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر، أولئك سنؤتيهم أجراً عظيما"
1ـ كان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع: والمرفوع في الآية: المؤمنون، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله. فلماذا يستثني "المقيمين الصلاة" في منتصف الجملة، إذ كان يجب أن يقول: "والمقيمون الصلاة"!!
2ـ ماذا قال السجستاني عن هذه الآية في كتابه (المصاحف ص 33) قال: "حدثنا عبد الله... حدثنا يزيد قال: أخبرنا حماد عن الزبير أبي خالد قال: قلت لأبان بن عثمان كيف صارت (سورة البقرة آية 162) (( والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر )) فإن ما قبلها وما بعدها مرفوع، أما هي فجاءت منصوبة؟ قال: كتب ذلك بواسطة الكتاب. فقال له وأنا ماذا أكتب؟ قال له: اكتب "المقيمين" فكتبت ما قيل لي!!!"
3ـ وقال أيضا السجستاني حدثنا عبد الله عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة لغة القرآن عن قوله: "والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة" فقالت: "يا ابن أختي، هذا من عمل الكتَّاب، أخطأوا في الكتابة" (السجستاني: كتاب المصاحف ص34)
(ب) (سورة البقرة2: 177)
"ولكن البرَّ من آمن بالله... والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساءِ والضراءِ وحينَ البأسِ..."
- كلمة " والصابرين": الواقع أنه كان يجب أن تأتي مرفوعة، فيقول
- "والصابرون" لأنها معطوفة على "الموفون". وبالرجوع إلى التفاسير
- المختلفة نجد كلاما يثير الضحك! فمثلا الإمام النسفي يقول: "الموفون"
- مرفوعة لأنها معطوفة على مرفوع وهو "من آمن" وإلىهنا لاخلاف، ثم يحاول
- أن يعلل نصب الصابرين فيقول: نصبت على المدح!!! (الجزء الأول ص 148)
- ونقول لماذا لم تسري هذه القاعدة على كلمة "الموفون" أليس فيها مدح
- مثل الصابرين؟؟. وفي كلا الحالتين يكون هناك خطأ. إذ يجب أن تعرب
- الكلمتين إعرابا واحدا (لأنهما معطوف ومعطوف عليه) إما أن ترفعا معا أو
- تنصبا معا على المدح والاختصاص !!!) (النسفي الجزء الأول ص 148)
والواقع أن تعليل الإمام النسفي هو ذاته جاء من قبِيلِ النصب على البسطاء!!! سامحه الله! اإلى هذه الدرجة يتم الاستخفاف بعقول الناس، وإذا احتج أحد على هذه الأضحوكات يرمونه بالكفر والزندقة. أقول لأولئك الذين يحجرون على حرية التفكير ارفعوا الوصاية، وحاولوا أن تردوا بمنطق مقبول، فالعالم قد تغير، وأصبح كل إنسان منفتحا على نسيم الحرية، ولن يجدي حد السيف للبطش بالمفكرين فيما بعد. فأجيبونا بمنطق سليم أفادكم الله، فها نحن نطرح تساؤلاتنا التي هي بالتأكيد موضوع تساؤل الكثيرين من إخواننا المسلمين أيضا. فما هو رأي إخوتنا المحبوبين المتفقهين في الدين؟؟؟؟
ثانياً: الإعجاز العلمي في القرآن
1- مغيب الشمس في عين حمئة.
2- خلقة الإنسان من نطفة.
3- رواسي في الأرض.
4- قصة الخلق.
قرأنا الكثير من الكتب عن إعجاز القرآن اللغوي أو البياني، والإعجاز العلمي والإعجاز الفلسفي، وإعجازه في الهدى وغيرها، ونريد أن نسأل بعض الأسئلة بخصوص إعجاز القرآن العلمى.
{1} عن مغيب الشمس في عين حمئة
(سورة الكهف 18: 83ـ86) (( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً إنا مكنَّا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأَتبَعَ سَبَباً حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرُبُ في عين حَمِئَةٍ ووجد عندها قوماً ))
ويقول الإمام البيضاوي: (إن اليهود سألوا محمدا عن اسكندر الأكبر، فقال إن الله مكن له في الأرض، فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان!...) وقال البيضاوي: (إن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال: "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين) (وانظر أيضا تفسير الإمام النسفي الجزء الثالث ص 40و41)
(1) نحن نسأل: هل هذا صحيح، أن الشمس تغرب في عين حمئة أي بئر من الماء والطين؟ خاصة إذا نظرنا إلى:
أ- الحقيقة العلمية الأكيدة بأن الأرض تدور حول الشمس، وليس أن الشمس تسقط في بئر من الماء والطين.
ب ـ هل يمكن للشمس التي يقول العلم الحديث الثابت بأنها أكبر من الأرض مليونا وثلاثين ألف مرة يمكن أن تغرب في بئر من الطين، ما سعة هذه البئر المهولة وأين نجدها؟؟!!
(2) قد يقول قائل: إن غروب الشمس في عين حمئة هو بحسب ما يبدو لعيان الناظر إلى حركة الشمس في الأفق. فالشمس تتحرك من الشرق إلى الغرب، ويبدو للناظر أنها تغرب في المحيط، وهذه إجابة مقنعة على تساؤلك.
الــرد:
1ـ إن كان الأمر يتعلق برؤية الإنسان وتخمينه الخاطئ علميا، إذن فلن يكون ذلك الأمر من إعجاز القرآن، بل من ظنون الإنسان.
2ـ ولكن الأمر المذكور في القرآن لا يحتمل التأويل بهذا المعنى، بل يؤكد أن الاسكندر الأكبر ذهب بنفسه ورأى ذلك بأم عينه!!
وهذا الأمر يؤدي إلى الحرج الشديد!!
{2} عن خلقة الإنسان من نطفة
قال أحدهم: القرآن الكريم في إعجازه العلمي هو أول كتاب يتكلم عن خلقة الإنسان وأطوار الجنين في بطن أمه. وقد ذكر ذلك في آيات عديدة منها.
1- (سورة المؤمنون23: 12 ـ 14) "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر..."
2- (وسورة النحل16: 4) (( خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ))
3- (وسورة الحج22: 5) ((... فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مُخَلَّقَةٍ لنبين لكم ونُقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشُدَّكُم..))
4- (وسورة القيامة75: 37) (( ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى ))
الـــرد:
والواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:
أولاً: من الكتاب المقدس:
1- (في سفر أيوب 10: 8ـ12) "يداك كونتاني وصنعتاني كلي... إنك جبلتني كالطين... ألم تَصُبَّني كاللبن (السائل المنوي)، وخثرتني كالجبن (أي صار كياني مثل قطعة الجبن)، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي". وللمعلومية: كُتب سفر أيوب بما يزيد عن (2000) ألفين سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة.
2- (مز139: 13ـ16) "... نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً و جنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَت في سفرك يوم تصورتها" {كتبت المزامير بما يزيد عن 500 سنة قبل الميلاد أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة}
ثانياً: من علم الطب:
(الموسوعة العربية الميسرة ص 1149و1150) (تشير الآثار على نشوء مهنة الطب لدى السومريين والبابليين (قبل الميلاد ببضعة قرون). وقد أحرزت المدنيات القديمة في الصين، والهند، ومصر، وفارس درجات متفاوتة في التقدم في المعلومات التشريحية... كما وجدت بردية بالفيوم تحتوي على معلومات في الطب التشريحي، وفيها جزء خاص بأمراض النساء والحمل... يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 1800 ق.م (أي ما يزيد عن 2400 سنة قبل الإسلام)... وتحتوى على وصف لأجزاء الجسم. وقد ساهم العرب على وجه ملحوظ في علم الطب... فترجموا الكتب المصرية واليونانية القديمة... في الطب) ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن 2600 سنة؟؟!!.
ثالثاً: هل الألفاظ التي ذكرها القرآن (النطفة والعلقة والمضغة) كانت موجودة في لغة العرب ولها مدلولاتها قبل القرآن أم أن القرآن استحدث هذه الكلمات؟ فإن قلنا أنها لم تكن موجودة قبل القرآن، يكون القرآن غريبا، وليس لسانا عربيا مبينا كما جاء في السور التالية:
1- (( ... وهذا لسان عربي مبين )) (النحل:103) وفسر ذلك الإمام النسفي قائلا: (هذا القرآن لسان عربي مبين ذو بيان وفصاحة... واللسان اللغة) (النسفي جزء2ص433)
2- (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم... )) (إبراهيم:4) ويقول الإمام النسفي: (بلسان قومه أي بلغتهم... فلا يكون لهم حجة على الله ولا يقولون له: لم نفهم ما خوطبنا به) (النسفي جزء2ص 366) وعلى الجانب الآخر إن نحن اعترفنا أن هذه الألفاظ كانت موجودة قبل القرآن، فأين إذن الإعجاز في القرآن وهو يتكلم عن أمور كانت معروفة من قبله!!!
من كل هذا نرى أن من يقول بإعجاز القرآن شخص يجهل ما جاء بالكتاب المقدس، كما يجهل علم الآثار وما كتب عن الطب وتشريح جسم الإنسان منذ الحضارات القديمة التي سبقت الإسلام بآلاف السنين.
{3} وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بكم
جاء في:(سورة لقمان31: 10) (( خلق السماوات بغير عَمَدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )) وأيضا في سورة الرعد13: 3، وفي سورة الحِجر15: 19، وفي سورة النحل16: 15، وفي سورة الأنبياء21: 31 (( وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم...))
1- قال الإمام النسفي تعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها)
2- وقال الإمام البيضاوي تعليقا على سورة النحل: (وألقى في الأرض رواسي، أن تميد بكم، أي كراهة أن تميل بكم وتضطرب، لأن الأرض قبل أن تخلق فيها الجبال، كانت كرة خفيفة بسيطة الطبع، وكان من خفتها أن تتحرك بالاستدارة كالأفلاك، أو أن تتحرك بأدنى سبب للتحريك، فلما خلقت الجبال على وجهها، تفاوتت جوانبها، وتوجهت الجبال بثقلها نحو المركز، فصارت الأوتاد التي تمنعها عن الحركة).
التساؤل:
(1) كيف أن الجبال هي التي تجعل الأرض ثابتة لا تتحرك؟ ألم يثبت العلم أن الأرض دائمة الحركة، تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة فيحدث الليل والنهار، وتدور حول الشمس مرة كل سنة وتحدث الفصول الأربعة؟؟
(2) كيف أن الجبال هي التي تحفظ الأرض من أن تميد وتضطرب؟ فماذا بعد تفجير الجبال في السد العالي، وانفاق جبال الألب... وغيرها من الجبال في كل دول العالم؟ لماذا لم تمد الأرض بنا؟؟ أسئلة تحتاج إلى إيضاح، حتى نستطيع أن نرد على السائلين، ونقف جميعا على أرض مشتركة.
{4} قصة الخلق
قرأت كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم) للدكتور زغلول النجار، وهو أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية، وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها، ومدير معهد مارك فيلد للدراسات العليا بالمملكة المتحدة.
والكتاب عبارة عن تسجيل لحوارات بينه وبين الأستاذ أحمد فراج في برنامج "نور على نور" عامي 2000 و2001م وقد جاء بالكتاب (ص 37) قول الدكتور النجار عن الإعجاز العلمي للقرآن تحت عنوان "الآيات الكونية" أن: " قضية خلق السموات والأرض التي يتحدث عنها القرآن الكريم في ست آيات محدودة، تحكي قصة الخلق والإفناء، وإعادة الخلق بالكامل في إجمال وشمول ودقة مذهلة على النحو التالي:
1- (( فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم )) (الواقعة:75-76)
2- (( والسماء بنيناها بأيدٍ وإنَّا لموسعون )) (الذاريات:47)
3- (( أو لم ير الذين كفروا أن السمواتِ والأرضَ كانتا رَتقا ففتقناهما )) (الأنبياء:30)
4- (( ثم استوى إلى السماء وهي دخَان...)) (فصلت:1)
5- (( يوم نطوِي السماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب كما بدأنا أولَ خلقٍ نُعِيدُهُ وَعداً علينا إنا كنا فاعِلين )) (الأنبياء:104)
6- (( يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسمواتُ )) (إبراهيم:48) ويعلق الدكتور النجار على ذلك قائلا: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45) وإني لأعجب كل العجب من كلام عالم يُفتَرَضُ فيه الأمانةُ العلمية في البحث، والتدقيقُ في التعبير. فكيف يعمم هذا الدكتور العالم أنه: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين!!!
لماذا لم يبحث في الكتاب المقدس، وفي تاريخ علم الفلك، وهو الباحث الحاصل على درجة الدكتوراة، التي تقرر بأنه قد وضع قدمه على سلم البحث العلمي الموثوق به. أين هي الثقة التي أولتها له الجامعة التي حصل منها على هذه الدرجة العلمية. هل عدم بحثه في الكتاب المقدس وكتب الفلك، ناتج عن الجهل بهما؟ إن كان كذلك فهذه مصيبة!!! وإن كان عدم بحثه فيهما ناتج عن تجاهُلِهما، فهذه كارثة!!!
ماذا يفعل هذا العالم الجليل عندما يكتشفُ سامعوه وقارؤوا كتبِه، الحقيقةَ التي تعمد إخفاءها عنهم، فيجدوها واضحة جلية في الكتاب المقدس الذي كُتِبَ قبلُ الإسلام بآلاف السنين، وتحدثت عنها كتب علم الفلك التي تعود إلى الحضارات الموغلة في القدم أي قبل الإسلام بآلاف السنين أيضا؟؟؟؟ لذلك دعنا نناقش هذه الآيات القرآنية على ضوء ما جاء بالكتاب المقدس وعلم الفلك القديم.
الآية الأولى: (( فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنَّه لقَسَمٌ لو تعلمون عظيمٌ )) (الواقعة :75-76)
يعلق الدكتور النجار على هذه الآية تعليقين، إذ يقول:
1ـ "يعجب الإنسان من القسم المغلظ بمواقع النجوم، والنجوم من أعظم خلق الله في الكون" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 38) وعن هذا يقول سيادته: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 45)
الإيضاح:
ينقسم ردنا على كلامه بخصوص هذه الآية إلى أربعة أقسام:
1ـ قصةُ خلقِ الكونِ.
2ـ النجوم والكواكب.
3ـ لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟
4ـ رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها.
القسم الأول: قصة خلق الكون:
قصة خلق الكون التي يقول عنها سيادته: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين) ويقول عنها: (قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون...) أقول لسيادته هل قرأت قصة الخلق في أكثر دقة وسلاسة في سفر التكوين الذي كتب قبل الإسلام بحوالي 2000 سنة؟ اسمع ما يقوله الكتاب المقدس في أول صفحة منه، أي في الإصحاح الأول من سفر التكوين: "في البدء خلق الله السمواتِ والأرضَ. وكانت الأرضُ خربةً وخاليةً وعلى وجهِ الغمرِ ظلمةٌ، وروح الله يرف على وجه المياه... وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآياتٍ وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار، والأصغر لحكم الليل. والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة" (سفر التكوين إصحاح 1: 1ـ 19) هل وجدت يا عزيزي، دقة وسلاسة نظير هذا الكلام. أرجوك أن تقرأ الكتاب المقدس، أي التوراة والإنجيل لتستزيد علما، وأعيد عليك قول رسولك عنهما: "قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه" (سورة القصص28: 49)
القسم الثاني: النجوم والكواكب:
النجوم مذكورة بكل دقة في الكتاب المقدس. ففي سفر أيوب الذي كُتِبَ قبل الإسلام بحوالي 2600 سنة نجد ذكرا لأسماء كثير من النجوم والكواكب لم يذكر القرآن الكريم ـ مع احترامنا له ـ شيئا نظيرها:
- ففي (أيوب 9: 7ـ9) يقول: "الآمر الشمس... و (الذي) يختم على النجوم.
- الباسط السموات وحده... صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب"
- (وهي أسماء ومواقع لبعض النجوم)
- وفي (أيوب 38: 31و32) يقول الله لأيوب النبي ليظهر ضعفه: "هل تربط أنت
- عُقدَ الثُّرَيًّا أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ، أتُخرِجُ المَنَازِلَ في
- أوقاتها، وتَهدِي النَّعُشَ مع بَنَاتِه، هل عرفت سنًنَ (أي قوانين)
- السموات أو جعلت تسلطها (أي تحكمها) على الأرض؟" (وذلك أيضا أسماء
- ومواقع لبعض النجوم تتوافق مع المعروف في علم الفلك)
ولكن دعنا نناقش ذلك بأكثر تدقيق:
(1) ما هو عُقدُ الثريا؟
1- عُقدَ: مجموعة منتظمة من النجوم كالعِقد.
2- أما الثريا: فيقول عنها (قاموس الكتاب المقدس ص 234): (الثريا إسم مجموعة من النجوم، وموقعها في عنق برج الثور، وتظهر في أوائل الربيع. كما أنه يمكن رؤية ستة أو سبعة من نجومها بالعين المجردة... ولقد كان العبرانيون الأول والساميون عامة (أي من قديم الزمن) يعنون عناية خاصة بدراسة الفلك) وهذا الكلام يتفق تماما مع العلم الحديث الذي قال عن الثريا: (هي عنقود في كوكبة الثور يحتوي على بضع مئات من النجوم أبعادها 325 إلى 350 سنة ضوئية، ولكن يظهر منها للعين ستة فقط، أطلق عليها اسم الشقيقات السبع... وكانت قديما أكثر لمعانا بحيث أنها كانت تبدو للعين المجردة) (الموسوعة العربية الميسرة ص 579)
(2) ما هو الجبار؟ جاء في سفر أيوب من الكتاب المقدس (38: 31 ) " أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ" وأيضا في سفر (عاموس 5: 8) "الذي صنع الثريا والجبار"
جاء في (قاموس الكتاب المقدس ص 245) (الجبار اسم لأحد الأبراج "أوريون" وهو مجموعة من الكواكب تحتوي على 1000 كوكب ويرى بالتلسكوب... ويشبه الجبار بإنسان عظيم القوة... وترى هذه المجموعة بقرب (الدب الأكبر)) وهذا يتفق مع ما جاء (بالموسوعة العربية الميسرة ً610) (الجبار كوكبة يمثلها الأقدمون بصورة محارب، وتحتوي على سبعة نجوم براقة...)
(3) أما عن المنازل التي قيل عنها في أيوب "أتخرج المنازل"؟ المنازل هي البروج، فالبرج في اللغة هو المنزل المبني على الحصن (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 47) وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 968):
(المنازل هي الكواكب الإثني عشر، وكان القدماء الوثنيون يعبدونها، حتى يهود القدس أنفسهم عبدوها زمن الملك يوشيا الذي أبطل عبادتها (2مل23: 5)) وقد جاء عنها (بالموسوعة العربية الميسرة ص 1507) (هذه الكواكب الإثني عشر موجودة حول دائرة البروج (الكوكبات البروجية))
(4) وماذا عن النعش المذكور في (أيوب 9:9) "صانع النعش والجبار والثريا" وفي (أيوب38: 31) "وتهدي النعش مع بناته؟"
وجاء عنها في (قاموس الكتاب المقدس ص 972) (النعش كوكب كبير ذات نور قوي أسماه اليونان والرومان الدب الأكبر) وجاء عنها في (الموسوعة العربية الميسرة ص 782) (الدب الأكبر كوكبة شمالية... أطلق عليها أسماء قديمة، مثل المحراث، والعربة (أي النعش)...)
(5) وبناته (أي بنات النعش) تقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 782): (ويظهر مع كوكبة الدب الأكبر (النعش) أربعة نجوم تمثل المغرفة، وثلاثة تمثل اليد...)
(6) وماذا عن "مخادع الجنوب": هي كواكب الجنوب، فبعد أن ذكر كواكب ونجوم الشمال ذكر أيضا بقية كواكب السماء في الجنوب.
ثم إلى جوار ما أعلنه الكتاب المقدس منذ آلاف السنين كما أوضحنا، هل يعلم سيادة الدكتور العالم أن علم الفلك ودراسة الأجرام السماوية شغلت عقول الناس منذ أقدم العصور وبلغوا فيها شأوا عظيما وسبروا أغوار عميقة في معرفة أسرار الكون، فليسمع الحقائق التالية:
- عن النجوم: يذكر (قاموس الكتاب المقدس ص 958) ما يلي: (استرعت النجوم انتباه الإنسان الشرقي منذ العصور الغابرة (أي من آلاف السنين) (تك22: 17) ومن هنا قام علم الفلك الذي ازدهر ازدهارا عظيما في حضارات ما بين النهرين (القرن الرابع قبل الميلاد) وتأثرت به باقي حضارات الشرق.)
- ويذكر أيضا (قاموس الكتاب المقدس ص 234) "لقد كان العبرانيون الأول
- والساميون عامة (أي من القرن الخامس قبل الميلاد) يعنون عناية خاصة
- بدراسة الفلك) وهذا واضح من قول أشعياء النبي: " ليقف راصدوا الأفلاك،
- الناظرون في نجوم السماء المنبئون عند رأس كل شهر" (أش47: 13)
أوَلا يدري سيادته ما جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1311) عن علم الفلك وقِدَمِ أيامه (أي أنه يعود إلى آلاف السنين) إذ تقول هذه الموسوعة: (علم الفلك هو علم دراسة الأجرام السماوية... وتكشِفُ آثار بابل والصين والهند (الحضارات القديمة من آلاف السنين قبل الميلاد) معرفة فلكية، وكان الفلك عند قدماء المصريين تطبيقيا كعمل الخرائط النجومية، وصنع الآلات لرصد النجوم وتسميتها بأسماء خاصة. وقد عرفوا النظر في النجوم منذ أبعد عهدهم بحياة الاستقرار (أي قبل الميلاد بآلاف السنين)... فرصدوا جري القمر، وجري الشمس... والمصريون القدماء عرفوا كسوف الشمس وخسوف القمر وسجلوا بعض أحداث السماء، كظهور جرم في جنوب السماء ذي ذنب طويل... وعرفوا بروج القمر، والنجوم الزهر، والنجوم الخنس (زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد (المعجم الوسيط ص 259))، وتركوا لنا في قبر سيتي الأول (1290ق م) خريطة فلكية، وفي معبد دندرة دائرة فلكية.. إن معرفة قدماء المصريين بالفلك لم تكن ضئيلة.
(وتواصل أيضا الموسوعة فتقول) وقد نهض علماء اليونان (قبل الميلاد بمئات السنين) بالناحية النظرية، ومن بينهم طاليس (540 ق م) وفيثاغورس (500 ق ب) وأرسطورخوس (القرن 3 م أي قبل الإسلام بـ 9 قرون) الذي اتخذ الشمس مركزا للكون... وينقسم علم الفلك إلى عدة أقسام: منها الفلك الديناميكي: ويبحث في الحركات الذاتية للنجوم والمجموعة الشمسية.
(وتواصل الموسوعة الحديث قائلة) وكان التقسيم عند القدماء، وخاصة العرب (قبل زمن محمد) ثلاثة أقسام نظري وعملي وتنجيم... ومن أهم المراجع التي اعتمدوا عليها: كتاب السندهند وهو في الحقيقة خمسة مؤلفات هندية قديمة... وكذلك على كتاب لبطليموس عالم الاسكندرية (323 ق.ب)، وهو في الحقيقة الدستور الذي الذي سار على هديه فلكيو العرب) (معنى هذا أن العرب قبل محمد كان لهم معرفة بالفلك والنجوم).
القسم الثالث: لماذا أقسم الله بمواقع النجوم؟
يتساءل الدكتور النجار عن سبب قسم الله بمواقع النجوم، وحاول أن يلبس كلمة مواقع ثوبا علميا حديثا. وأحب أن أسأله ببساطة إن كان يدري سيادته عن مواقع عبادة النجوم بالجزيرة العربية أم يتجاهل ذلك؟ إذن فليسمع قول الإمام الشهرستاني في (كتاب الملل والنحل) أن النجوم والكواكب كانت معبودات للأمة في الجزيرة العربية كلها، فقد كان لكل قبيلة واحد منها: فكانت قبيلة حمير تعبد الشمس، وجزام تعبد المشترى، وقيس تعبد الشعرى، وأُسد تعبد عطارد، وقد كانت الكعبة معبدا لزحل.
ألا يدري الدكتور العالم النجار سبب القسم بمواقع النجوم في قول القرآن الكريم "فلا أُقسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75و76) الواقع أن محمدا في بداية دعوته أراد أن يجذب سكان الجزيرة لدعوته بالتقرب إلى النصارى واليهود وأتباع المعبودات الأخرى الموجودة في الجزيرة العربية.
ومما يثبت هذا الرأي، أنه جاء في هذه السورة نفسها (سورة النجم 19و20) قوله: (أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى، ومناةَ الثالثةَ الأخرى) وهي معبودات من الأصنام، وأضاف كلاما ذكر عنه الإمام النسفي والجلالان ما يلي:
(1) الإمام عبد الله ابن أحمد النسفي المتوفي سنة 710هـ:
"إنه عليه السلام كان في نادي قومه (أي في مجلسهم) يقرأ سورة "والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم (أي محمد) وما غوى" فلما بلغ قوله: (( أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى * ومناةَ الثالثةَ الأخرى )) جرى على لسانه (أي أضاف) "تلك الغرانيق العلى (أي: الرائعة الجمال، العالية المقدار) وإن شفاعتهن (أي وساطتهن) لترتجى" قيل: فنبهه جبريل عليه السلام، فأخبرهم أن ذلك كان من الشيطان...
(تفسير النسفي الجزء الثالث ص161)
(2) وقد جاء في تفسير الجلالين:
أنه عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات "فرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى" ما ألقاه الشيطان على لسان الرسول من غير علمه، صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه، فحزن، فسُلِّىَ (تعزى) بهذه الآية.
ألا تدرك معى أيضا محاولة الرسول استرضاء القبائل العربية بالجزيرة بتعظيم معبوداتهم تماما مثلما قال عن الصابئة وهم أيضا عباد النجوم والكواكب (المعجم الوسيط للمجمع اللغوي الجزء الأول ص 505) إذ قال: في (سورة المائدة5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون" وأيضا: في (سورة البقرة2: 62) فمواقع النجوم يقصد بها الأماكن التي يعبدون فيها النجوم. وقد تهرب من القسم بالنجوم حتى لا يتهم بأنه يعبدها نظيرهم.
القسم الرابع: رؤية مواقع النجوم، لا النجوم ذاتها:
أما محاولة الدكتور زغلول النجار أن يلبس هذا اللفظ ثوب الاكتشافات العلمية الحديثة ليرقى بها إلى حد التنبؤ والإعجاز العلمي!! بقوله: "إن الإنسان من فوق سطح هذه الأرض لا يمكن له أن يرى النجوم على الإطلاق، ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم" (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ص 39) ظانا أن هذه الحقيقة العلمية كان أول من تكلم عنها هو القرآن الكريم. نقول له: لقد تكلم الكتاب المقدس علة حركة النجوم الدائمة بصورة بلاغية رائعة إذ قال إنها "نجوم تائهة" (يهوذا آية13) وبالرغم من وجود كل تلك الحقائق في الكتاب المقدس قبل القرآن الكريم بستة قرون إلا أننا لم ولن ندعي أن الكتاب المقدس فيه إعجاز علمي. ولكننا نركز دائما على أن الكتاب المقدس هو كتاب روحي يقدم للإنسان ما يحتاج إليه من غذاء روحي، وإرشاد لمسيرته الروحية نحو الله المحب.
*************************
الجواب:
الموضوع الذي تذكره في هذا المقال كثير التشعب، ويمكن لنا ان نجيب عنه باجابتين: الاولى اجمالية لعامة ما ورد فيه من اشكالات، والثانية تفصيلية لكل اشكال.
اما الاجابة الاجمالية فنقول ومن الله التوفيق:
إن القرآن الكريم قد ظهر قبل ظهور علم النحو، والنحو قد وضع على اساس القياس في غالب مباحثه، والاصل في معرفة فصاحة الكلمة ليس هو القياس بل السماع وحينئذ لا يكون النحو حاكما على القرآن الكريم، بل القرآن هو الحاكم لأنه هو المصدر الذي يُرجع اليه لتصحيح الكلام العربي، فيعرض النحو على القرآن وعلى اشعار العرب قبل اختلاط الالسنة، ويحتج للنحو بما يمثل له منهما.
فإذا صادف ان جاء في القرآن الكريم عبارة لا تخضع لقاعدة نحوية فينبغي ان يستثنى من القاعدة مورد المخالفة التي وجدت في القرآن الكريم، وينبغي أن يقال ان هذه القاعدة تنخرم في المثال الوارد في الآية القرآنية الكذائية، لا أن يقال: إن القرآن قد اخطأ وخالف النحو.
هذا هو الجواب الاجمالي..
واما الاجابة التفصيلية فهي:
أ- قوله تعالى (( إِن هَذَانِ لَسَاحِرَانِ )) جوابه:
1- إن هذا ليس غلطاً بل قد يكون جريا على لغة (كنانة) الذين يثبتون الف المثنى في كل الاحوال فيقولون إن الرجلان نائمان، قال بعض شعرائهم:
ياليت عيناها لنا وفاها ***** واهاً لريا ثم واهاً واهاً
بثـمن نعطي به اباها ***** وموضع الخال من رجلاها
قد بلغا في المجد غايتاها ***** إن اباها وابا اباها
فلم يقل: عينيها، فيها، رجليها، أبيها، وغايتيها.
وقال آخر:
دعته الى هابي التراب عقيم ***** تزوّد منا بين اذناه طعنة
فلم يقل اذنيه.
وقال آخر
مساغا لناباه الشجاع الضما ***** فاطرق اطراق الشجاع ولو يرى
فلم يقل لنابيه.
2- إن هناك قراءات اخرى للآية فقد قرأ ابو عمرو (إنّ هذين) وقرأ ابن كثير وحفص (أن هذان) فالاشكال المزعوم لو صح لكان على القراءة المعينة لا على القرآن نفسه.
ب- قوله تعالى (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى )) وإشكالكم على هذه الاية الذي ملخصه: لماذا (الصابئون) والمفروض ان يكون منصوباً، لأنه معطوف على إسم (إن) المنصوب.
جوابه:
هذا ليس من عطف المرفوع على المنصوب لأن قوله (الصابئون) مبتدأ خبره (من آمن بالله)، وخبر (إنّ) محذوف بقرينة خبر الجملة الثانية، والعطف من عطف الجملة على الجملة لا عطف المفرد، ونظير ذلك قول الشاعر:
عندك راض والرأي مختلف ***** نحن بما عندنا وانت بما
أي نحن بما عندنا راضون، فحذف الخبر اعتماداً على قرينة خبر الجملة الثانية.
ويجوز ان يكون الخبر الموجود خبراً لـ (إنّ) وخبر الصابئون محذوف بقرينة خبر (إنّ) كما قال ضابئ البرجمي:
فإني وقيّار بها لغريب ***** فمن يك امسى بالمدينة رحله
أي: وقيار غريب، فحذف الخبر اعتمادا على خبر (إنّ)، وهناك رأي ثالث على رأي بعض النحاة بأن يكون (الصابئون) عطفا على اسم (إنّ) من باب العطف على المعنى.
كما قال الشاعر:
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا ***** بدا لي اني مدرك ما مضى
فعطف (سابق) على (مدرك) من باب العطف على المعنى، رغم ان المعطوف عليه منصوب، وتفصيله في علم النحو وعلى كل حال فليس ذلك غلطاً.
أما تساؤلك الديني بخصوص الصابئين فيما يتعلق بإثبات الاجر لهم مع انهم خارجون عن الاديان ويعبدون الملائكة فجوابه:
أن الصابئين المشار اليهم في الآية المباركة هم اتباع يحيى او نوح او ابراهيم، وليسوا هم عبدة الكواكب او الملائكة كما اشتهر ذلك في بعض كتب التاريخ واللغة. ولذلك اشار القرآن الكريم إلى اهل الإيمان بقوله (من آمن منهم...) فيدخل المؤمنون ويخرج سائر اهل البدع والضلال.
اما ما جاء عنهم في المعجم الوسيط فلا يعم جميع الصابئة بل الصنف الاول منهم والغريب انك رجعت في تعريف مصطلح (الصابئون) الى مثل المعجم الوسيط ولم ترجع الى لسان العرب والصحاح وغيرها من المعاجم المهمة، فقد ورد تعريف الصابئين في لسان العرب في مادة (ص ب أ): قوم يزعمون انهم على دين نوح عليه السلام.. وفي الصحاح: جنس من اهل الكتاب وقبلتهم من مهب الشمال عند منتصف النهار، وفي التهذيب قال الليث: الصابئون قوم يشبه دينهم دين النصارى وأن قبلتهم نحو مهب الجنوب، يزعمون انهم على دين نوح وهم كاذبون.
وفي جميع الاحوال فالآية القرآنية لا تتكلم عن جميع الصابئة بل عن المؤمنين منهم، فلا يرد الاشكال الذي ذكرته اعتراضاً على القرآن الكريم.
اما رأيك في القرآن الكريم وانك تتكلم عنه باحترام وفي نفس الوقت لا تقصد من وراء الاشكالات التي تطرحها الإساءة الى الاسلام والمسلمين فمجرد دعوى يبطل آخرها اولها، فأنت في الواقع بصدد تخطئة القرآن انتصارا للانجيل والتشكيك في الاسلام دفاعا عن النصرانية مع ان اختلاف الاناجيل الاربعة وغيرها يدلك بما لا يدع مجالا للريبة أن الانجيل محرف، إذ لو لم يكن محرفاً لما وجدنا هذا الاختلاف الشاسع بين الاناجيل فنحن لا نتهم الانجيل إنما الانجيل اليوم هو الذي يتهم نفسه، وليت شعري أي الاناجيل قد اوحي الى عيسى عليه السلام وايها يمثل كلام الرب تبارك وتعالى، وكيف نفسر هذه التناقضات والاختلافات الشنيعة بين الاناجيل...؟
اما بخصوص الآيات الاخرى التي سألت عنها في الجزء الثاني من اشكالاتك وهي كل من:
1- (( لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:134).
2- (( وَالمُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤمِنُونَ بِاللّه )).
3- (( وَلَـكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلآئِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاء... )) فقد اجبنا عنها / هل يوجد في القرآن اخطاء لغوية.
أما غروب الشمس في عين حمئة كما ينطق بذلك القرآن الكريم فقد اختلف المفسرون في المقصود من العين الحمئة وفي كيفية غروب الشمس فيها إلا ان سياق الآية الشريفة أن ذا القرنين شاهدها كذلك لا أنها بحسب الواقع تغرب في عين حمئة ولذلك قال (وجدها) فالله تعالى يتكلم عن وجدان ذي القرنين لها لا أنها بالفعل كذلك، وليس ذلك بقادح في اعجاز القرآن كما تدعي، لأن القران حينما ينقل تصورات الناس لا يخرج عن اعجازه، وليس اعجازه منوطا بذكر الحقائق العلمية كما يفهمها العلماء من اهل الاختصاص ولكنه يشير الى معان تتفق مع العلم يفهمها من يفهمها، ومع ذلك يمكن فهم قوله (تغرب في عين حمئة) فهماً علمياً فإن الشمس حينما تغرب تختفي عن أعين الناظرين لها بصيرورتها في الجهة المقابلة من الكرة الارضية، والارض بتمامها حمئة أي مكونة من التراب والطين او من الماء واليابسة.
ثم ذكرت ان القرآن الكريم ليس اول من ذكر اطوار الخلق، وذكرت على ذلك شواهد من العهدين، ونحن لا ننكر ورود نصوص في التوراة او الانجيل او غيرها من الكتب القديمة تدل على اطوار الخلقة، غير انك إذا حققت النظر جيدا وجدت ثمة اختلافات ظاهرة بين النص القرآني والنصوص الاخرى، وان النص القرآني يعلوعلى غيره من النصوص في تبيان كيفية خلق الانسان انطلاقا من النطفة حتى صيرورته جنيناً مكتملاً، والقرآن الكريم وان استعمل الفاظا متداولة لدى العرب لشرح عملية التطور الجنيني قبل استعماله (النطفة، والعلقة، والمضغة) فإن ذلك لا يعد قادحا فيه لأنه نزل بلغة العرب ولذلك قال عز من قائل (( إِنَّا أَنزَلنَاهُ قُرآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُم تَعقِلُونَ )) ولغة العرب كأية لغة اخرى تشتمل اسماء لكل شيء خلقه الله تعالى فمن المنطقي تماماً ان يرد في القرآن الفاظ عربية وان كانت مستعملة أما ورود هذه الالفاظ في التوراة والانجيل فانه كان بتوسط الترجمة، والترجمة العربية للعهدين القديم والجديد كانت متأخرة جدا عن ظهور الاسلام ومن المؤكد جدا ان المترجمين النصارى قد استفادوا من الفاظ القرآن الكريم وبلاغته في ترجمة كثير من النصوص المقدسة لديهم ولذلك يلحظ الباحث في اسلوب العهدين القديم والجديد تطوراً ملحوظا على صعيد المعنى المترجم الى العربية وحينئذ لا ينبغي بان يزعم ان العهد القديم والجديد كان اسبق من القرآن في التعبير عن خلقة الانسان فإنه من المسلم أن هذا التعبير لم يكن في لغة العهد الجديد ولا القديم، وان الترجمات الاخيرة للكتب المقدسة للنصرانية واليهودية الى العربية كانت في بعض النصوص ترجمة معنوية ضُمِّنت الالفاظ القرآنية التي ابتدعها القرآن الكريم في سوره وآياته.
أما بخصوص ما ذكرته فيما يتعلق بتفسير الآية في سورة لقمان (( وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم )) فليس على ما ينبغي وذلك لامور:
1- لقد رجعت الى تفاسير غير معتبرة عندنا كتفسير النسفي وتفسير البيضاوي، وكان الاجدر بك أن ترجع الى التفاسير المعتبرة كتفسير مجمع البيان والتبيان والميزان والصافي وغيرها.
2- لقد اثبت العلم الحديث صحة المعلومة التي وردت في الآية المباركة، فقد ثبت في علم الجيولوجيا وغيرها من العلوم ان الجبال وسيلة لتثبيت الارض وتثبت هذه الحقيقة اليوم من جهات عديدة: فمن جهة ان اصول الجبال مرتبطة مع بعضها، وهي كالدرع المحكم يحفظ الكرة الارضية امام الضغوط الناشئة من الحرارة الداخلية، ولولا هذه الجبال فإن الزلازل المدمرة كانت ستبلغ حداً ربما لا تدع معه للانسان مجالا للحياة، ومن جهة ثانية ان هذه السلاسل المحكمة من الجبال تقاوم جاذبية القمر والشمس الشديدة، وإلا فسيحدث جزر ومد عظيمان في القشرة الارضية اقوى من جزر ومد البحار وتجعل الحياة بالنسبة للانسان مستحيلة، ومن جهة ثالثة انها تقف سدا امام العواصف والرياح العاتية، وتقلل من تماس الهواء المجاور للارض عند دوران الارض حول نفسها إلى اقل حد، ولو لم تكن هذه الجبال لكان سطح الارض كالصحارى اليابسة، وعرضة للاعاصير والزوابع المهلكة والعواصف الهوجاء المدمرة ليل نهار.
واما فيما يتعلق بقصة الخلق التي استطردت فيها الى كلام الدكتور زغلول النجار بخصوص تفسير الآيات الستة التي ذكر انها تلخص قصة الخلق والفناء ونقضت عليه بما ورد في سفر التكوين فنقول: لا جرم ان الذي يقرأ القرآن الكريم ويطلع على ما ورد فيه عن قصة الخلق ونشأة الكون يدهش للدقة البالغة التي يصف بها القرآن الكريم كيفية حدوث الخلق وما سيؤول اليه امر الكون حين الفناء ويلفت الانتباه أن القرآن لا يذكر مجرد مراحل تكوين السماوات والارض ونشأة الحياة بل يشير الى حقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحاضر، أما ماورد في الكتاب المقدس فلا يعدو ان يكون سرداً قصصياً يتصادم مع العلم في اكثر من نقطة، فما معنى ان تكون الارض خالية وخربة والكون لم ينشأ بعد؟ معنى ذلك ان الكتاب المقدس لا يتكلم عن نشأة الكون بل عن نشأة الحياة في الارض، هل تستطيع ان تقارن ذلك بقوله تعالى في القرآن الكريم: (( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا)) (السجدة: 11 ــ 122) ان هذه الآية الكريمة تتحدث عن نشأة الكون، وهكذا الآيات الاخرى التي تتحدث عن حقائق علمية كقوله تعالى (( يَا مَعشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلطَانٍ )) (الرحمن:333) حيث يشير القرآن الى امكانية السفر في الفضاء بواسطة سلطان العلم، وقد سبق القرآن العلم في تقرير هذه الحقيقة بأكثر من الف واربعمائة عام فأين تجد في الكتاب المقدس كهذه الآيات الاعجازية التي حيرت العلماء.. يا أخي كن منصفا ولا يحملك التعصب على عدم تبيّن الفرق بين اسلوب القرآن الكريم والمضامين العلمية التي اشار اليها وبين ما ورد في سفر التكوين مع انك قد اسشهدت في مواضع من اقوالك بتفسيرات لغوية ذكرت في النص التوراتي، وهي ليست من جملة النص بل هي توضيحات اضيفت فيما بعد كتفسير معنى (الثريا) وغيرها من الاجرام.
ونحن لا نريد مناقشتك في جميع ما اوردته دفاعا عن الكتاب المقدس عندكم ولكننا نقول: لا مجال أصلاً للمقارنة بين ما ورد في القرآن الكريم وبين ماورد في التوراة في سفر التكوين، والحكم في ذلك هو للعلم الحديث، ويمكنك الرجوع الى كتاب موريس بوكاي الفرنسي الذي اثبت فيه التوافق التام بين القرآن الكريم والعلم الحديث وأوضح في المقابل تناقضات الكتاب المقدس العلمية وعدم توافقه مع العلم.




السؤال: آية قرآنية تتحدّث عن عدّة مواضيع
هل توجد آيات قرانيه أخرى غير آية التطهير تتناول موضوعين مختلفين في نفس الآيه.
أرجو ذكر ايات
الجواب:
من الآيات التي تناولت أكثر من موضوع على سبيل المثال، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُودِ أُحِلَّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعَامِ إِلاَّ مَا يُتلَى عَلَيكُم غَيرَ مُحِلِّي الصَّيدِ وَأَنتُم حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحكُمُ مَا يُرِيدُ )) (المائدة:11)، حيث أن الآية ذكرت موضوع العقود ووجوب الوفاء بها، ثم انتقلت إلى موضوع آخر وهو حلّية الأنعام، ثم ذكرت موضوعاً ثالثاً وهو حرمة الصيد في حالة الإحرام، فهذه آية واحدة تناولت عدّة موضوعات!


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:30 PM   #9
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: جواب بعض الإشكالات العلمية على ما ورد في القرآن
لاحظت في الآونة الأخيرة ازدياد المواضيع التي تتناول ما يسمّونه بـ "الأخطاء العلمية في القرآن"، سألخّصها هنا، وأرجو منكم الردّ الشافي المفصّل حولها، بارك الله فيكم بحق محمد وآل محمد:
السماء في القرآن:
السماء في القرآن عبارة عن بناء صلب مرفوع عن سطح الأرض ليس له شقوق ومزيّن بالنجوم، فالقرآن يقول:
(( وَجَعَلنَا السَّمَاءَ سَقفًا مَحفُوظًا ))
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم ))
(( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ ))
(( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا ))
(( يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوقَهُم كَيفَ بَنَينَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ))
(( وَيُمسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلَّا بِإِذنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ))
(( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَت وَردَةً كَالدِّهَانِ ))
(( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَت ))
(( اذا السماء انشقت ))
(( وفـُتحت السماء فكانت ابوابا ))
(( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ))
الجبال في القرآن:
الجبال في القرآن وضعت حتى تحفظ توازن الأرض ولا تميد، وفي هذا أيضا اشارة الى أن الأرض مسطّحة في القرآن، فالقرآن يقول:
(( وَأَلقَى فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَأَنهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ ))
(( وَجَعَلنَا فِي الأَرضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِم وَجَعَلنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُم يَهتَدُونَ ))
(( وإلى الأرض كيف سطحت ))
(( بَل مَتَّعنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُم حَتَّى طَالَ عَلَيهِمُ العُمُرُ أَفَلَا يَرَونَ أَنَّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُهَا مِن أَطرَافِهَا ))
الشمس في القرآن:
الشمس هي التي تتحرك حول الأرض في القرآن، فالقرآن يقول:
(( لَا الشَّمسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ ))
(( فَإِنَّ اللَّهَ يَأتِي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المَغرِبِ ))
(( وجدها تغرب في عين حمئة ))
المني في القرآن:
السائل المنوي مصدره ليس الخصية في القرآن بل موقع بين الصلب (أي الظهر) والترائب (أي عظام الصدر)، يقول القرآن:
(فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب)
الجواب:
اعلم أن السماء إما أن تعني جهة العلو، أو الأجرام السماوية، أو جو الأرض ولها بكل واحد من هذه المعاني استعمال خاص في القرآن الكريم يتضح من خلال السياق وسوف نقوم بتوضيح ما تدل عليه الأوصاف المتعلقة بالسماء في الآيات التي ذكرتموها في الإشكال فإن الغلاف الجوي للأرض كالسقف لها، ويبلغ سمكه عدة مئات من الكيلومترات. ولو أمعنا النظر في الدور الذي يؤديه هذا الغلاف الذي هو عبارة عن طبقة هوائية كثيفة محيطة بالأرض لفهمنا مدى استحكام هذا السقف وأهميته لصيانة البشر.
إن قدرة استحكامه تفوق قدرة أضخم السدود الفولاذية.. ولو لم يكن هذا السقف لتعرضت الأرض دوما إلى رشق الشهب والنيازك السماوية المتناثرة، ولما كان للبشر أمان ولا استقرار على ظهر هذا الكوكب. ولهذا فإن تعبير القرآن الكريم عن السماء بالسقف هو بلحاظ هذا الغلاف ودوره في حفظ الأرض.
أما قوله عزوجل (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَا )) (لقمان:10)، فإنّ مفهومه أن للسماء أعمدة غير مرئية، وهذا ما أثبته العلم الحديث، فإن الأجرام السماوية ولها مقر ومدار ثابت ولا تستند إلى شيء، فالشيء الوحيد الذي يجعلها مستقرة وثابته في مكانها هو تعادل قوة التجاذب والتنافر، فالأولى تربط الأجرام فيما بينها، والأخرى لها علاقة بحركاتها. وهذا التعادل للقوتين الذي يشكل أعمدة غير مرئية يحفظ الاجرام السماوية يجعلها مستقرة في مكانها. وفي الحديث عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بخصوص هذا الموضوع قال: ((هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المدائن التي في الأرض مربوطة كل مدينة إلى عمود من نور.
وهل نجد أوضح من هذا الوصف القرآني (عمود غير مرئي) أو (عمود من نور) في أدب ذلك العصر لبيان أمواج الجاذبية وتعادل قوتي الجذب والدفع.
أما قوله تعالى (( وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ )) (الرحمن:7)، فالمقصود من رفع السماء هو كونها كذلك بالقياس إلى الأرض لمن ينظر إليها منها.. فالأرض منحطة عن السماء وهي مرتفعة عن الأرض بالنسبة لمن هو في الأرض.
أما قوله (( أَفَلَم يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوقَهُم كَيفَ بَنَينَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ )) (ق:6)، المراد بالنظر هنا هو النظر المقترن بالتفكير الذي يدعو صاحبه لمعرفة عظمة الخالق الذي خلق السماء الواسعة وما فيها من عجائب مذهلة وتناسق وجمال واستحكام ونظم ودقة، وجملة (وما لها من خروج) أي لا انشقاق فيها، إما أن يكون بمعنى عدم وجود النقص والعيب كما ذهب إليه بعض المفسرين، أو أن يكون معناه عدم الأنشقاق والانفطار في السماء المحيطة بأطراف الأرض، وهو الغلاف الجوي للأرض أو ما يعبر عنه القرآن بالسقف المحفوظ، كما تقدم، وهنالك احتمال ثالث: وهو أن الجملة السابقة إشارة إلى نظرية وجود (الأثير).
وطبقاً لهذه النظرية فإن جميع عالم الوجود بما فيه الفواصل التي تقع بين النجوم ملأى من مادة عديمة اللون والوزن تدعى بـ (الأثير) وهي تحمل أمواج النور وتنقلها من نقطة لأخرى، وطبقاً لهذه النظرية فإنه لا وجود لآية فرجة ولا فجوة ولا إنشقاق في عالم الإيجاد والخلق وجميع الأجرام السماوية والكواكب السيارة تموج في الأثير.
وأما قوله (( وَيُمسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إِلَّا بِإِذنِهِ )) (الحج:65)، فالمقصود هنا بالسماء الأجرام السماوية، فالكواكب والنجوم تسير في مدارات محددة بأمر الله سبحانه وتعالى لتسير فاصلة محددة لها عن الكواكب الأخرى ومن ضمنها الأرض، وتمنع اصطدام بعضها ببعض، وخلق الله عز وجل طبقات جوية حول الأرض لتحول دون وصول الأحجار والشهب والنيازك من الفضاء إلى الأرض مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالبشر.
وأما قوله تعالى (( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَت وَردَةً كَالدِّهَانِ )) (الرحمن:37)، فهو بيان لما تتعرض له السماء والأجرام السماوية من انفلاقات وانفجارات هائلة يوم القيامة، حيث تضطرب هذه الأجرام وتتحول كتل هائلة من الطاقة فتكون كأنها أديم أحمر، فالدهان هو الأديم والوردة تعبير مجازي عن حمرتها.
وأما قوله (( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَت )) (الانفطار:1) (( إِذَا السَّمَاء انشَقَّت )) (الانشقاق:1) فهو إشارة إلى بعض المشاهد المرعبة ليوم القيامة حيث فتنفجر النجوم وتتشظى الكواكب ويحصل في السماء تغيرات مهولة تؤذن بانتهاء مرحلة من مراحل هذا الكون المادي... وحصول نشأة أخرى غير هذه النشأة يجازى فيها الإنسان على أعماله...
أما قوله (( وَبَنَينَا فَوقَكُم سَبعاً شِدَاداً )) (النبأ:12) فقد يراد من العدد المذكور (الكثرة) للأشارة إلى كثرة الأجرام السماوية والمنظومات الشمسية والمجرات والعوالم الواسعة لهذا الوجود، والتي تتمتع بخلق محكم وبناء رصين لا خلل فيه. ويمكن أن يراد من العدد الاشارة إلى أن الكواكب وما يبدو لنا منها إنما تعود إلى السماء الأولى كما أشارت إليه الآيات من سورة الصافات (( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ )) (الصافات:66)، وثمة سماوات ست وعوالم أخرى وراء السماء الأولى (الدنيا) خارجه عن حدود معرفتنا.
وثمة احتمال أخر أن المراد من السبع الشداد هو طبقات الهواء المحيطة بالأرض، فإنها مع رقتها تتمتع باستحكام وقوة عجيبة بحيث تحمي الأرض من آثار الشهب الملتهبة والمتساقطة عليها باستمرار، ولولا تلك الطبقات الجوية المحيطة بالكرة الأرضية لكانت المدن والقرى عرضة للإصابة بتلك الشهب التي هي عبارة عن صخور ملتهبة تتساقط عليها على الدوام. وقد توصل بعض العلماء إلى أن سمك الغلاف الجوي يقرب من مائة كيلو متر، وله من الأثر ما يعادل سقف فولاذي بسمك عشرة أمتار.
وأما الجبال فقد جاءت الآيات القرآنية المباركة لتؤكد دور الجبال في تثبيت الأرض، فإن أصول الجبال، كما ثبت علمياً - مرتبطة مع بعضها أو هي كالدرع المحكم يحفظ الكرة الأرضية أمام الضغوط الناشئة من الحرارة الداخلية، ولولا هذه الجبال فإن الزلازل المدمرة كانت ستبلغ حداً ربما لا تدع للإنسان مجالاً للحياة، ومن جهة ثانية إن هذه السلاسل المحكمة من الجبال تقاوم جاذبية القمر والشمس الشديدة، والإّ فسيحدث جزر ومد عظيمان في القشرة الأرضية أقوى من جزر ومد البحار وتجعل الحياة مستحيلة بالنسبة للإنسان، ومن جهة أخرى أنها تقف سداً أمام العواصف والرياح العاتية وتقلل من تماس الهواء المجاور للأرض عند دوران الأرض حول نفسها إلى أقل حدة ولو لم تكن هذه الجبال لكان سطح الأرض كالصحاري اليابسة، وعرضة للأعاصير والزوابع المهلكة والعواصف الهوجاء المدمرة ليل نهار.
وحينئذٍ فإن ما ورد في القرآن الكريم حول الجبال واعتبارها وسيلة لتثبيت الأرض وحفظ توازنها أمر صحيح علمياً ولا مجال للنقاش فيه. ولا توجد ثمة دلالة في قوله (( أن تميدَ بكم )) (لقمان:100) أن الأرض مسطحة كما زعمتم، بل فيها إشارة إلى حركة الأرض وميلانها وبالتالي كرويتها.
أما قوله عزوجل (( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت * وَإِلَى السَّمَاء كَيفَ رُفِعَت * وَإِلَى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَت * وَإِلَى الأَرضِ كَيفَ سُطِحَت )) (الغاشية: 17-20)، فلا يعني أن الأرض مسطحة، بل فيها حث على التفكر في كيفية انبساطها لغرض أن يستقر عليها الإنسان، وهذا التسطح والإنبساط نسبي أي بالنسبة للإنسان المستقر عليها لا بالنسبة إلى الأرض نفسها. ولذلك أمرنا بالنظر في حقيقة هذا التسطح والانبساط النسبي لكي نصل إلى معرفة كونها في الواقع كروية لا منبسطة كما يظنها الإنسان لأول وهلة.
وأما الشمس فالإشكال المذكور غير وارد، لأن الله عز وجل يذكر حال الشمس بالنسبة للإنسان الذي يراقبها من الأرض فإنه يراها متحركة حول الأرض؟ تأمل في قوله تعالى على لسان إبراهيم (عليه السلام): (( فَإِنَّ اللّهَ يَأتِي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المَغرِبِ )) (البقرة:2588), فإن هذا الخطاب عبارة عن محاججة بين إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) وبين نمرود، وقد أوردها القرآن الكريم كما جرت بينهما، وهكذا قوله عز وجل بملاحظة حال ذي القرنين فإن ذا القرنين وجد الشمس تغرب في عين حمئة لا أنها بالفعل كذلك.
وأما قوله عزوجل (( لَا الشَّمسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدرِكَ القَمَرَ )) (يس:40)، فهو ظاهر، لأن الكلام هنا في المقارنة بين سرعته حركة الشمس وحركة القمر، فالمعلوم أن الشمس تطوي دورانها للأبراج الأثني عشر خلال عام، في حين أن القمر يطوي منازله خلال شهر واحد، وعليه فحركة القمر أسرع من حركة الشمس في مدارها اثنتي عشر مرة، ولذا فإن الآية الكريمة تقول: بأن الشمس بحركتها لا يمكنها أن تدرك القمر في حركته فيقطع في شهر واحد ما تقطعه في سنة واحدة.
وأما إشكال السائل المنوي فقد أجبنا عليه تحت عنوان (القرآن وتفسيره / معنى قوله تعالى (يخرج من بين الصلب والترائب) )




السؤال: وجود روايات بقراءة آية الكرسي إلى (وهم فيها خالدون)
ما السبب ان آية الكرسي عند السنة الى (( وهو العلي العظيم )) ولكن عندنا الى (( هم فيها خالدون )) ولماذا عندنا تكون آيتين لا اية واحدة مع ان اسمها آية الكرسي؟
الجواب:
المستفاد من بعض الروايات والقرائن ان آية الكرسي هي آية واحدة وهي إلى قوله تعالى: (( وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ )) (البقرة:255), (انظر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي 2: 256).
ولكن ورد في بعض الروايات الأخرى الأمر بقراءتها في بعض الأعمال إلى قوله تعالى: (( وَهُم فِيهَا خَالِدُونَ )) (البقرة:255), كما في الخبر الذي ذكره الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجد ص7588) عن الإمام الصادق(عليه السلام)، مما يقتضي الاحتياط في قراءتها إلى (( وَهُم فِيهَا خَالِدُونَ )) ...





السؤال: الإقسام والتوكيد في القرآن
لماذا يقسم الله مرة و یؤكد مرة في القرآن؟
الجواب:
إن لفظة القسم إنما يؤتى بها لأجل تأكيد الخبر والمضمون.
قال الطبرسي: القسم جملة من الكلام يؤكد بها الخبر بما يجعله في قسم الصواب (مجمع البيان 5: 225).
وقال السيوطي: (القصد بالقسم تحقيق الخبر وتوكيده، حتى جعلوا مثل: (( وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) (المنافقون:1) قسماً، وإن كان فيه إخبار بشهادة، لأنه لما جاء توكيداً للخبر سمي قسماً) (الاتقان 4: 46).




السؤال: الرسم القرآني هل هو توقيفي أم لا ؟
لماذا تختلف كتابة القرآن (الإملائية) في بعض الكلمات عما هو معروف في اللغة العربية؟

الجواب:
اعلمي ان الرسم القرآني فن خاص له اصول وقواعد حصرها علماء رسم المصحف في ست قواعد وهي: الحذف، والزيادة، والهمز، والبدل، والفصل، والوصل، وما فيه قراءتان فقرئ على احداهما.
واختلف العلماء في رسم القرآ ن الكريم هل هو توقيفي أم لا، فبعضهم يقول انه من اصطلاح الصحابة، وبعضهم يقول انه توقيفي ويستدلون عليه بان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان هو الذي يملي على زيد بن ثابت القرآن من تلقين جبرائيل (عليه السلام) كما يشهد بذلك اطباق القراء على قوله تعالى (( وَاخشَونِي )) (البقرة:150) باثبات الياء وفي المائدة (( وَاخشَونِ )) بحذفها في موضعين ونظائر ذلك كثيرة مما يدل على ان هجاء القرآن وكتابته بالتوقيف وأنه ليس من الرسم الموضوع وقد كتب القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنه غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور.
ولكن هنالك رأي آخر يذهب إلى أنه بأنه غير توقيفي واستدلوا عليه بأدلة ليس هاهنا محل ذكرها.





السؤال: ما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من أن القرآن غير مخلوق
ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب، ومن زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث وغير منزل وغير محفوظ فقد أخطأ وقال غير الحق والصواب.
1- هل تعريف اهل البيت (ع) هو (( غير مخلوق بمعنى غير مكذوب))؟
2- مامعنى غير مكذوب؟ ومامعنى مكذوب؟

الجواب:
تاتي كلمة مخلوق بمعنى مكذوب لذا ورد في كلام الائمة (عليهم السلام) ان القران غير مخلوق بمعنى غير مكذوب والقران استعمل الاختلاف بمعنى الكذب والافتعال فقال تعالى (( مَا سَمِعنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إِن هَذَا إِلَّا اختِلَاقٌ )) (ص:6) وكذلك قال تعالى (( إِنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوثَانًا وَتَخلُقُونَ إِفكًا )) (العنكبوت:177) أي كذبا لذا فصل الائمة (عليهم السلام) بين من يريد القول بان القرآن غير مخلوق ويقصد غير مكذوب فهذا صحيح وبين من يريد القول بان القرآن غير محدث وهذا غير صحيح .





السؤال: المقصود بالشمس والقمر
ما سبب نزول سورة الشمس؟
الجواب:
في شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي ج 14 ص 478 :
قوله تعالى : والشمس وضحيها والقمر إذا تليها والنهار إذا جليها والليل إذا يغشيها رواه القوم : منهم الحافظ العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 5 ص 329 ط حيدر آباد الدكن) قال : محمد بن إسماعيل الرقي, عن محمد بن عمرو الحوضي, عن موسى بن إدريس عن أبيه, عن جده, عن ليث, عن مجاهد قال : قال : النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والشمس وضحيها واسم علي والقمر إذا تليها واسم الحسن والحسين والنهار إذا جليها واسم بني أمية والليل إذا يغشيها الحديث ومنهم الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) (ج 2 ص 333 ط بيروت) .
روى عن فرات بن إبراهيم قال : حدثني الحسين بن سعيد, حدثني إبراهيم ابن بهرام, حدثني محمد بن فرات, عن جعفر, عن أبيه, عن ابن عباس في قول الله تعالى : (( والشمس وضحاها )) قال : (هو) رسول الله (( والقمر إذا تلاها )) قال : (هو) علي بن أبي طالب (( والنهار إذا جلاها )) قال : الحسن والحسين (( والليل إذا يغشاها )) قال : بنو أمية .
وقال : حدثني عبد الله بن زيدان بن يزيد, قال : حدثني محمد بن الأزهر ابن عثمان الخراساني, حدثني عبد الرحمان بن محمد بن داود النعماني (اليماني (ل) ) ابن أخت عبد الرزاق, حدثني بشر بن السري, عن سفيان الثوري, عن منصور, عن مجاهد, عن ابن عباس في قول الله تعالى : (والشمس) قال : هو النبي صلى الله عليه وسلم (( والقمر إذا تلاها )) قال : هو علي (( والنهار إذا جلاها )) قال : الحسن والحسين (( والليل إذا يغشاها )) قال : بنو أمية.
وفي ص 97قال:مستدرك الآية الثالثة والثلاثون - قوله تعالى " والشمس وضحيها والقمر إذا تليها " (الشمس:1) قد مر ما يدل على نزولها في حق سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عن العامة في ج 14 ص 478, ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 13 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال : اسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي والقمر إذا تلاها 1 / 355





السؤال: تنقيط المصاحف
هل صحيح ان الامام علي هوه من وضع النقط على حروف اللغة العربية وهو من كتب القران ووضع النقاط فيه؟
الجواب:
يذكر ان اول من نقط المصاحف هو ابو الاسود الدؤلي ولا شك ان ابا الاسود الدؤلي اخذ ذلك من علي(عليه السلام) كما صرح هو بذلك ففي الاصابة لابن حجر 3/456 قال :
وقال أبو علي القالي حدثنا أبو إسحاق الزجاج حدثنا أبو العباس المبرد قال أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود وقد سئل أبو الأسود عمن نهج له الطريق فقال تلقيته عن علي بن أبي طالب






السؤال: علّة اسقاط البسملة من سورة براءة
لماذا سورة التوبة لم تبدأ بـ "بسم الله الرحمن الرحيم"
الجواب:
ورد عندنا في البحار نقلا عن كتاب العلل لمحمد بن علي بن ابراهيم ان علة اسقاط بسم الله الرحمن الرحيم من سورة براءة ان البسملة امان والبراءة كانت الى المشركين فاسقط منها الامان وفي المستدرك للحاكم 2/ 330 اورد ذلك عن علي (عليه السلام) فقال
أبو بكر محمد بن عبد الله الجنيد ثنا محمد بن زكريا بن دينار ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي حدثني أبي عن أبيه عنه علي بن عبد الله بن عباس قال سمعت أبي يقول سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم قال لان بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف ليسن فيها أمان .
وفي زاد المسير لابن الجوزي نسب تلك الرواية الى محمد بن الحنفية عن علي (عليه السلام).





السؤال: الفرق بين الإكمال والإتمام
ما الفرق بين الكمال والتمام ؟
الآية : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ...)).

الجواب:
في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج 5 ص 179 :
الاكمال والاتمام متقاربا المعنى، قال الراغب : كمال الشئ حصول ما هو الغرض منه . وقال : تمام الشئ انتهاؤه إلى حد لا يحتاج إلى شئ خارج عنه، والناقص ما يحتاج إلى شئ خارج عنه . ولك ان تحصل على تشخيص معنى اللفظين من طريق آخر، وهو ان آثار الأشياء التي لها آثار على ضربين .
فضرب منها ما يترتب على الشئ عند وجود جميع اجزائه - إن كان له اجزاء - بحيث لو فقد شيئا من أجزائه أو شرائطه لم يترتب عليه ذلك الامر كالصوم فإنه يفسد إذا أخل بالامساك في بعض النهار، ويسمى كون الشئ على هذا الوصف بالتمام، قال تعالى : (( ثم أتموا الصيام إلى الليل )) (البقرة:187)، وقال : (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) (الانعام:1155).
وضرب آخر : الأثر الذي يترتب على الشئ من غير توقف على حصول جميع أجزائه، بل أثر المجموع كمجموع آثار الاجزاء، فكلما وجد جزء ترتب عليه من الأثر ما هو بحسبه، ولو وجد الجميع ترتب عليه كل الأثر المطلوب منه، قال تعالى : (( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة )) (البقرة:196) وقال : (( ولتكملوا العدة )) (البقرة:1855) فإن هذا العدد يترتب الأثر على بعضه كما يترتب على كله، ويقال : تم لفلان امره وكمل عقله، ولا يقال : تم عقله وكمل امره.
وأما الفرق بين الاكمال والتكميل، وكذا بين الاتمام والتتميم فإنما هو الفرق بين بابي الافعال والتفعيل، وهو ان الافعال بحسب الأصل يدل على الدفعة والتفعيل على التدريج، وإن كان التوسع الكلامي أو التطور اللغوي ربما يتصرف في البابين بتحويلهما إلى ما يبعد من مجرى المجرد أو من أصلهما كالاحسان والتحسين، والاصداق والتصديق، والامداد والتمديد والافراط والتفريط، وغير ذلك، فإنما هي معان طرأت بحسب خصوصيات الموارد ثم تمكنت في اللفظ بالاستعمال .
وينتج ما تقدم ان قوله : (( أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) يفيد أن المراد بالدين هو مجموع المعارف والاحكام المشرعة وقد أضيف إلى عددها اليوم شئ وأن النعمة أياما كانت أمر معنوى واحد كأنه كان ناقصا غير ذي اثر فتمم وترتب عليه الأثر المتوقع منه .



السؤال: سبب نزول (...وَلَقَد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ...)
لدي استفسار ارجو الجواب عليه
اريد معرفة تفسيرة الاية التالية وفي من نزلت ان امكن حسب تفاسير علمائنا الاعلام قدس سرهم بارك الله بكم سواء كان الطوسي او الطبطبائي قدس سرهم
الاية هي 73 من سورة التوبة
(( يَحلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَكَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَهَمُّوا بِمَا لَم يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَن أَغنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيرًا لَّهُم وَإِن يَتَوَلَّوا يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم فِي الأَرضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ))
اريد معرفة من هم الذين كفرو بعد اسلامهم في هذه الاية
الجواب:
في تفسير ألقمي 1/ 301 قال وقوله (( يَحلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَكَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم )) قال نزل في الذين تحالفوا في الكعبة ألا يردوا هذا الامر في بني هاشم فهي كلمة الكفر ثم قعدوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في العقبة وهموا بقتله وهو قوله (( وَهَمُّوا بِمَا لَم يَنَالُوا )).
وقال الطبطبائي في الميزان 9/332: ويتحصل من مجموع هذه القرائن إن المنافقين كانوا أرادوا النبي بسوء كالفتك به ومفاجأته بما يهلكه وأقدموا على ما قصدوه وتكلموا عن ذلك بشي من الكلام الروي لكنهم اخطأوا في ما أوقعوه عليه واندفع الشر عنه ولم يصب السهم هدفه فلما خاب سعيهم وبان أمرهم سألهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك وما تصدوه به اعتذروا بأنهم كانوا يخوضون ويلعبون فوبخهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله (( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ )) ورد الله سبحانه إليهم عذرهم الذي اعتذروا به وبين حقيقة ما قصدوا بذلك .




السؤال: جواز إستعمال جمع القلة وضع جمع الكثرة مع القرنية
ارجوا منكم ان تبينوا لي صحة هذا الكلام. انا اجد صعوبة في فهمه ولكن تبقى شبهه
*************************
الآية الكريمة لا تقول أن بني اسرائيل هم من سيفسدون في الأرض بل جل ما تقوله هو أنه قضي اليهم في الكتاب (أي ان الفساد الذي سيقع ذكر في التوراة أو الانحيل) ولا حظ أنهم كانوا هنا بصيغة الغائب بأن المخاطب سيفسد في الأرض مرتين.
* أن الآية تقول أنهم سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة وهذا يستدعي أن الدخول لأول مرة قد حصل وقت نزول الآية الكريمة.
* و أقوى دليل على خطأ جميع الآراء الثلاث هو مخالفته لقواعد اللغة العربية. كيف هذا؟
المخاطبين في هذه الآية الكريمة يجب أن يكون عددهم أن يكون أقل من عشرة و الدليل أنهم وصفوا بلفظة "أنفسكم" في قوله تعالى: (( إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم ))
ولفظة نفس تجمع على أنفس و نفوس: أنفس كما في هذه الآية الكريمة و نفوس كما في: (( ربكم أعلم بما في نفوسكم ))
والفرق أن أنفس على وزن أفعل من جموع قلة و نفوس على جمع فعول من جموع الكثرة و الفرق أن جموع القلة هي أقل من كل ما كان المجموع فيه جمع تكسير و يكون أقل من عشرة وجموع الكثرة هي ما كانت أكثر من عشرة و أوزان جموع القلة هي:
أفعلة - أفعل - فعلة - أفعال
فنستنتج هنا أن المخاطبين يجب أن يكونوا أقل من عشرة. (بحث سريع في جوجل و سترى عشرات المواقع التي تشرح هذا الشيء)
*************************
الجواب:
كون (أنفس) جمع قلة فلا يجوز أن يستعمل موضع جمع الكثرة، وإن استعمل فهو خطأ. فليت شعري من اين جئت بهذا الكلام؟!
إن العرب يستعملون جمع القلّة وجمع الكثرة كل منهما موضع الآخر، وبعبارة موجزة إن وضع جمع القلّة موضع جمع الكثرة جائز في الإستعمال العربي مع القرينة، فإذا قرن جمع القلّة بما يصرفه الى معنى الكثرة انصرف اليها، كأن تسبقه (ال) الدالة على تعريف الجنس كقوله تعالى: (( وَأُحضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ )) (النساء:128)، أو يضاف الى ما يدل على الكثرة كقوله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ )) (التحريم:66). ومن ذلك قول حسان بن ثابت:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ***** وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما
فإضافة الأسياف اليهم (وهي من جموع القلة) صرفتها الى الكثرة.




السؤال: لا أخطاء في القرآن الكريم
هناك عدة إشكالات تثار من قبل البعض حول وجود الأخطاء الحسابية في القراّن الكريم نرجو التفضل بالإجابة عن بعضها.
جاءت تحت عنوان " الأخطاء الحسابية " الشبهة التالية:
نجد في القرآن بعض الأخطاء الحسابية التي حاول العلماء المسلمون تفسيرها بشتى الوسائل. ففي سورة البقرة، الآية 233 (( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )). ولكن في سورة الاحقاف، الآية 15 نجد: (( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرهاً، وحمله وفصاله ثلاثون شهراً )). فمن الواضح هنا أن مدة الرضاعة اقل من سنتين لان الحمل في العادة يكون تسعة اشهر، وبالتالي يكون الرضاع واحداً وعشرين شهراً، لنحصل على المجموع وهو ثلاثون شهراً، كما جاء في الآية الثانية. واختلف العلماء في إيجاد تفسير مناسب لهذه الهفوة. فقال بعضهم إذا استمر الحمل تسعة اشهر، فالرضاعة إحدى وعشرون شهراً، ولكن إنما قُصد بالثلاثين شهراً اخذ اقل مدة للحمل، وهي ستة اشهر، في الاعتبار. والأشكال في هذا القول هو أن مدة الحمل في الغالبية العظمى من النساء تسعة اشهر، والولادة في ستة أشهر من الشواذ، والتشريع عادة يأخذ في الاعتبار ما هو شائعٌ ومتعارف عليه، ولا يُبنى التشريع على الشواذ. ولكن حتى لو أخذنا الشواذ في الاعتبار فالولادة بعد ستة أشهر تعتبر إجهاضاً لان الجنين لا يكتمل نموه ويصبح قادراً على الحياة خارج رحم أمه إلا بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل أي بعد سبعة أشهر. وحتى قبل ثلاثة عقود، ومع تقدم الطب الحديث كانت نسبة المواليد الذين يعيشون إذا ولدوا بعد سبعة أشهر من الحمل لا تزيد عن عشرة بالمائة.
وهناك شبهة أخرى:
في عدة حالات لا يطابق التوزيع 100%، كيف ؟
(( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأنثَيَينِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوقَ اثنَتَينِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَت وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصفُ وَلأبَوَيهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّم يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخوَةٌ فَلأمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَو دَينٍ آبَآؤُكُم وَأَبناؤُكُم لا تَدرُونَ أَيُّهُم أَقرَبُ لَكُم نَفعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * وَلَكُم نِصفُ مَا تَرَكَ أَزوَاجُكُم إِن لَّم يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكنَ مِن بَعدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَو دَينٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكتُم إِن لَّم يَكُن لَّكُم وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُم وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكتُم مِّن بَعدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَو دَينٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَو أُختٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُم شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ )).
وفي جواب هذه الشبهة ذكر البعض موضوع العول في علم الميراث لكن لم أجده جوابا شافيا.

الجواب:
لما ثبت عندنا بالدليل القاطع اعجاز القران وصدقه وانه كلام الخالق الذي (( لا ياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه )) لابد من الجمع بين اقواله التي تبدو للبعض متخالفة بالشكل الذي نحافظ على صدقه الذي ثبت بدليل قطعي وليس من الصحيح ان ننطلق من النظريات العلمية التي لايعلم مدى صحتها وصدقها لفهم القران الكريم هذا من جهة ومن جهة اخرى الاية الاولى صريحة بانها حددت الرضاعة حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وأما إذا كانت الرضاعة دون ذلك فمقبول فحتى لو فسرنا الحمل في الاية الثانية التي ذكرت الحمل والرضاعة بثلاثين شهرا بتسعة اشهر فيكون هو اقل مدة الرضاعة وسياتي العلم الحديث بعد زمن ويحدد الرضاعة بين 21 شهر و24 شهر وعندها يعرف ان القران دقيق في قوله وكذلك الحال في اية المواريث فلا يعد ما يذكر من نصيب لكل واحد خطا بل لابد من فهم هذه الحصص في حال عدم نقص التركة عن حصصهم واما مع النقص فهناك فهم اخر للحصص.




السؤال: التنقيط
أورد القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ما يلي: (واعلم أن جميع أسرار الله - تعالى - في الكتب السماوية، وجميع ما في الكتب السماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء. قال الامام علي (ض): أنا النقطة التي هي تحت الباء).
وهذه الرواية التي ذكرها القندوزي السني المذهب كثيرا ما يذكرها العلماء الشيعة ويعطون عدة تجوجيهات لمعنى (أنا النقطة تحت الباء).. ولكن الاشكال الذي يُطرح هو أنّ النقطة لم تكن موجودة في ذلك العصر حيث أنّ حروف اللغة العربية خالية من النقط.. والمعروف أنّ أوّل من وضع النقاط على الحروف هو نصر بن عاصم الليثي (89هـ).
الجواب:
ليس من الثابت ان النقاط لم تكن موجودة عند كتابة القرآن بل عندما يقال ان التنقيط حصل متاخرا فليس المقصود ان الكتابة لم تكن بها نقاط بل المقصود ان الحركات والسكنات وما اشبه هي التي وضعت متاخرا على القرآن بعد ان دخل الاعاجم الى بلاد العرب .


تعليق على الجواب (1)
ماذا عن رسالات النبي - صلى الله عليه و آله -
التي في المتاحف ( مثل رسالته للمنذر بن ساوي )
فكانت خالية من الحروف
وأيضا كانت بعض العملات القديمة في العصر الاسلامي خالية من الحروف ( مثل نقود الدولة العيونية التي موجودة في المركز : الشيعة والتشيع / الشيعة في العالم / الشيعة في البحرين )
وستدل بها الملحدين على انكار التاريخ
الجواب:
لعلك تريد بقولك (خالية من الحروف) أنها خالية من النقط، وهذا لا يدل على خطأ ما ذهبنا إليه، فإننا رجحنا تبعا لبعض الشواهد التاريخية أن يكون المقصود من التنقيط هو كتابة الحركات الاعرابية على حروف القرآن لأجل ضبط تلاوته، خاصة بعد أن كثر اللحن به، بسبب تأثير الأعاجم، يقول الكاتب أحمد أمين: (وعلى هذا فمن قال إن ابا الأسود وضع النحو فقد كان يقصد شيئا من هذا، وهو أنه وضع الأساس بضبط المصحف حتى لا يكون فتحة موضع كسرة ولا ضمة موضع فتحة...) [ضحى الاسلام ج2 / 285] وكانت ترسم الحركات الاعرابية بهيئة نقاط توضع على نهايات الحروف، ثم تغيرت مع الوقت إلى الحركات المشهورة اليوم.
وأما ما نقلته من وجود رسائل للنبي صلى الله عليه وآله في بعض المتاحف لا يوجد فيها نقط، فاعلم أننا نتكلم عن القرآن الكريم خاصة لا مطلق ما كان يكتبه العرب في خطوطهم، فمواضع النقط من حروف القرآن الكريم هي هذه المواضع المشهورة، وأما عدم كتابتها فلأجل أن العرب كانوا يفهمون المكتوب حتى ولو كان خاليا عنها، ويؤيده ما ورد عن علي عليه السلام فيما يشير به إلى بعض خواصه واسراره الربانية: (أنا النقطة تحت الباء). فهذا يشير إلى أن النقط كانت معروفة لدى العرب على زمان النبي وامير المؤمنين عليهما السلام وإلا كيف جاز لأمير المؤمنين عليه السلام وصف موضع النقطة من حرف الباء؟





السؤال: جمع القرآن
انا في ارباك وحيرة في فهم موضوع جمع القران الكريم
في كتاب السيد الخوئي قدس سره -البيان في تفسير القرأن
- الملاحظة الاولى -
السيد الخوئي يثبت جمع القرأن الكريم في زمن الرسول صلى الله عليه واله وسلم
1- قال ما نصه 1- ص 92 - إنها معارضة بأخبار كثيرة دلت على أن القرآن قد جمع في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم وسنثبت - إن شاء الله تعالى - فيما يأتي ان القرآن كان مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم
2- قال ص 251 - وإن المتصفح لاحوال الصحابة وأحوال النبي صلى الله عليه واله - يحصل له العلم اليقين بأن القرآن كان مجموعا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وأن عدد الجامعين له لا يستهان به
3- قال ص 254 كل هذا يورث لنا القطع بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد أمر بكتابة القرآن على عهده
4- قال ص 255 - ومع هذا الاهتمام كله كيف يمكن أن يقال إن جمع القرآن قد تأخر إلى زمان خلافة أبي بكر
- الملاحظة الثانية -
السيد الخوئي قدس سره نفى جمع القرأن الكريم من قبل الخلفاء ورد للروايات المثتبة لذلك
1- قال ص 257 -وخلاصة ما تقدم أن إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء أمر موهوم مخالف للكتاب والسنة والاجماع والعقل
2- قال ص 239 -[إن مصدر هذه الشبهة هو زعمهم بأن جمع القرآن كان بأمر من أبي بكر ... والجواب إن هذه الشبهة مبتنية على صحة الروايات الواردة في كيفية جمع القرآن -
3- قال ص 253 - إن هذه الروايات مخالفة لحكم العقل فإن عظمة القرآن في نفسه واهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم بحفظه وقراءته واهتمام المسلمين بما يهتم به النبي صلى الله عليه واله وما يستوجبه ذلك من الثواب كل ذلك ينافي جمع القرآن على النحو المذكور في تلك الروايات -
4- قال ص 256 - وعلى الجملة لا بد من طرح هذه الروايات -
5- قال ص 255 - نعم إن حفظ القرآن ولو ببعضه كان رائجا بين الرجال والنساء من المسلمين حتى أن المسلمة قد تجعل مهرها تعليم سورة من القرآن أو أكثر ومع هذا الاهتمام كله كيف يمكن أن يقال إن جمع القرآن قد تأخر إلى زمان خلافة أبي بكر -
6- قال ص 251-252 - وصفوة القول أنه مع هذه الروايات كيف يمكن أن يصدق أن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بعد خلافته -
7- قال ص 254 على أن شدة اهتمام النبي صلى الله عليه واله وسلم بالقرآن وقد كان له كتاب عديدون ولا سيما أن القرآن نزل نجوما في مدة ثلاث وعشرين سنة كل هذا يورث لنا القطع بأن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد أمر بكتابة القرآن على عهده
8- قال ص 249-250 إن هذه الروايات معارضة بما دل على أن القرآن كان قد جمع وكتب على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
10- قال ص 252- وقد أطلق لفظ الكتاب على القرآن في كثير من آياته الكريمة وفي قول النبي صلى الله عليه واله وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وفي هذا دلالة على أنه كان مكتوبا مجموعا
- الملاحظة الثالثة -
السيد الخوئي يثبت وجود مصحف لامير المومنين علية السلام يغاير المصحف الموجود في الترتيب
قال في ص .223 -( أن وجود مصحف لأمير المؤمنين - عليه السلام - يغاير القرآن الموجود في ترتيب السور مما لا ينبغي الشك فيه وتسالم العلماء الأعلام على وجوده أغنانا عن التكلف لاثباتة)
الاشكال الاول = لماذا امير المومنين جمع القرأن الكريم على ترتيب يغاير ترتيب الرسول الاكرم صلى الله عليه واله
الاشكال الثاني = اي مصحف كان موافق لمراد ورضا الله عز وجل مصحف الرسول الاكرم ام مصحف امير المومنين صلوات الله وسلامة عليهم
الجواب دام فضلكم
الجواب:
لكي يجمع بين الكلامين ممكن ان يقال ان مقصود السيد الخوئي من جمع القرآن في زمن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو كتابته في صحائف وحفظه بهذه الطريقة دون مراعاة ترتيب السور وما فعله امير المؤمنين(عليه السلام) انه رتب السور بطريقة لم تكن مرتبة بها في زمن الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) لكن القوم رفضوا هذا الترتيب ورتبوها بالطريقة الموجودة الان بجعل السور الطوال اولا والسور القصار اخيرا او يقال ان مقصود السيد الخوئي انه رتب سور القرآن بالاضافة الى جمعها ولكن وضع ذلك عند علي(عليه السلام) وما عرضه علي(عليه السلام) على القوم هو ذلك القران الذي رتبه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وانما نسب اليه لانه هو الذي اتى به للقوم ولكنهم رفضوه .




السؤال: ظاهر القرآن وباطنه
سمعت من بعض الناس انه يوجد تفسير ظاهري للقران و تفسير باطني فما صحة ذلك
الجواب:
في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج 3 - ص 72 قال :
وفي تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن - وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع - يعني بقوله ظهر وبطن ؟ قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله - منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد - يجري كما يجري الشمس والقمر - كلما جاء منه شئ وقع - قال الله وما يعلم تأويله - إلا الله والراسخون في العلم نحن نعلمه .
أقول الرواية المنقولة في ضمن الرواية هي ما روته الجماعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألفاظ مختلفة وإن كان المعنى واحدا كما في تفسير الصافي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا وفيه عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضا : إن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن .
وقوله عليه السلام منه ما مضى ومنه ما يأتي ظاهره رجوع الضمير إلى القرآن باعتبار اشتماله على التنزيل والتأويل فقوله يجري كما يجري الشمس والقمر يجري فيهما معا فينطبق في التنزيل على الجري الذي اصطلح عليه الاخبار في انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق قوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) (التوبة:1200) على كل طائفة من المؤمنين الموجودين في الاعصار المتأخرة عن زمان نزول الآية وهذا نوع من الانطباق وكانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس وانطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المؤمنين وهذا نوع آخر من الانطباق أدق من الأول وكانطباقها وانطباق آيات المذنبين على أهل المراقبة والذكر والحضور في تقصيرهم ومساهلتهم في ذكر الله تعالى وهذا نوع آخر أدق من ما تقدمه وكانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية وهذا نوع آخر أدق من الجميع .
ومن هنا يظهر أولا أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم وقد صور الباحثون عن مقامات الايمان والولاية من معانيه ما هو أدق مما ذكرناه . وثانيا أن الظهر والبطن أمران نسبيان فكل ظهر بطن بالنسبة إلى ظهره وبالعكس كما يظهر من الرواية التالية .
وفي تفسير العياشي عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من تفسير القرآن - فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر - فقلت جعلت فداك - كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم - فقال يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن - وظهرا وللظهر ظهر - يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القران - إن الآية تكون أولها في شئ - وأوسطها في شئ وآخرها في شئ - وهو كلام متصل ينصرف على وجوه وفيه أيضا عنه عليه السلام في حديث قال : ولو أن الآية إذا نزلت في قوم - ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ - ولكن القرآن يجري أوله على آخره - ما دامت السماوات والأرض - ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر .
وفي المعاني عن حمران بن أعين قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن ظهر القرآن وبطنه فقال - ظهره الذين نزل فيهم القرآن - وبطنه الذين عملوا بأعمالهم - يجري فيهم ما نزل في أولئك وفي تفسير الصافي عن علي عليه السلام : ما من آية إلا ولها أربعة معان - ظاهر وباطن وحد ومطلع - فالظاهر التلاوة والباطن الفهم - والحد هو أحكام الحلال والحرام - والمطلع هو مراد الله من العبد بها .
أقول المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل أنه عليه السلام عده من المعاني فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو في باطن الظاهر من المعنى والمراد بقوله هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا والحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن نسبيان كما عرفت فيما تقدم فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى . والمطلع إما بضم الميم وتشديد الطاء وفتح اللام اسم مكان من الاطلاع أو بفتح الميم واللام وسكون الطاء اسم مكان من الطلوع وهو مراد الله من العبد بها كما ذكره عليه السلام .
وقد ورد هذه الأمور الأربعة في النبوي المعروف هكذا : إن القرآن انزل على سبعة أحرف - لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع وفي رواية : ولكل حد ومطلع . ومعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم ولكل حد مطلع على ما في إحدى الروايتين أن لكل واحد من الظهر والبطن الذي هو حد مطلع يشرف عليه هذا هو الظاهر ويمكن أن يرجع إليه ما في الرواية الأخرى ولكل حد ومطلع بأن يكون المعنى ولكل منهما حد هو نفسه ومطلع وهو ما ينتهى إليه الحد فيشرف على التأويل لكن هذا لا يلائم ظاهرا ما في رواية علي عليه السلام ما من آية إلا ولها أربعة معان " إلخ " إلا أن يراد أن لها أربعة اعتبارات من المعنى وإن كان ربما انطبق بعضها على بعض .
وعلي هذا فالمتحصل من معاني الأمور الأربعة أن الظهر هو المعنى الظاهر البادئ من الآية والباطن هو الذي تحت الظاهر سواء كان واحدا أو كثيرا قريبا منه أو بعيدا بينهما واسطة والحد هو نفس المعنى سواء كان ظهرا أو بطنا والمطلع هو المعنى الذي طلع منه الحد وهو بطنه متصلا به فافهم .






السؤال: الترتيل والتجويد
ارجو من سماحتكم التوضيح عن الفرق بين الترتيل والتجويد؟
الجواب:
في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي - ج 20 - ص 71 قال :
وفي الدر المنثور أخرج العسكري في المواعظ عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله : (( ورتل القرآن ترتيلا )) قال : بينه تبيينا، ولا تنثره نثر الدقل، ولا تهزه هز الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة . أقول : وروي هذا المعنى في أصول الكافي باسناده عن عبد الله بن سليمان عن الصادق عن علي عليه السلام ولفظ بينه تبيينا ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل، ولكن افرغوا قلوبكم القاسية ولا يكن هم أحدكم آخر السورة . وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن طاوس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أحسن قراءة قال الذي إذا سمعته يقرا رأيت أنه يخشى الله . وفي أصول الكافي بإسناده عن علي بن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله عليه السلام : إن القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله عز وجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار . وفي المجمع في معنى الترتيل عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك .
وعرف التجويد بانه اعطاء الحروف حقها ورد كل حرف الى مخرجه واصله وتلطيف النطق به على كمال هيئته من غير اسراف ولا تعسف ولا افراط ولا تكليف .






السؤال: قراءة حفص بن عاصم
المعروف بين أغلبية المسلمين بأن قراءة القرآن المتداولة بينهم هي أصح القراء ات وهي القراءة المتواترة عن حفص عن عاصم عن عبدالرحمان السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السلام، ولكن لماذا نجد قراءة بعض الكلمات حسب هذه القراءه تخالف ما ورد عن أهل البيت من الروايات في قراءتها مثل قراءه هذه الآية : (( سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ ))، ونجد توافق هذه الرواية مع القراءات الأخري عن القراء الآخرين؟
الجواب:
أولاً: ليس شيء من القراءات السبع متواترة بالمعني المصطلاح في علم الحديث لكن الأئمة (عليهم السلام) أمرونا بأن نقرأ كما قرأوا نعم رواية عاصم بحسب المجموع أصح القراءات نظراَ لأنه ينتهي‌ إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
ثانياً: كون قراءة عاصم أصح القراءات ليس بمعني أن جميع ما فيها من الآيات أصح من غيرها بل بحسب المجموع تكون هذه القراءة أصح فلو فرضنا أن سائر القراءات تشتمل علي عشرة بالمائة من التفاوت مع القرآن الحقيقي ولو في الاعراب أو مغايرة الحروف أو الكلمات فهذه القراءة 11% واحد بالمائة
ثالثاً: قراءة آل ياسين لم يختص بروايات أهل البيت روايات العامة تشتمل علي هذه القراءة أيضاَ راجع الدرالمنثور في تفسير هذه الآية الكريمة ج2 ص 286 قال : (و اخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) قال نحن آل محمد آل ياسين).



السؤال: النزول الدفعي والنزول التدريجي
أ- ما معنى ان القران الكريم نزل على قلب النبي الاعظم محمد(ص)؟
ب- هل نزل القران الكريم على النبي الأكرم(ص)لفظاً أم معنى؟
الجواب:
1- النزول المقصود هو نزول دفعي اجمالي, واما النزول التفصيلي التدريجي فقد كان في مدة ثلاث وعشرين سنة.
2- اللفظ قالب المعنى ولكنه لم ينزل بتقاطيع الحروف فان ذلك ينافي كون نزوله كان دفعة.
وتوضيح هذا المطلب هو ان نقول: ان للقرآن نزولين طبقا للروايات وظاهر الايات,احدهما: (نزول دفعي) مرة واحدة في ليلة القدر على قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم),والاخر:(نزول تدريجي) في ثلاث وعشرين سنة. لكن بلاشك ان النزول المعترف به الذي كان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) والناس يتفاعلون معه دائما هو النزول التدريجي للقران, وهذا النزول التدريجي بالذات صار سببا للاستفهامات: لماذا لم ينزل القران مرة واحدة ويجعل دفعة واحدة بين ايدي الناس حتى يكونوا اكثر اطلاعا وتفهما فلا يبقى مكان للشك والريبة؟ ولكن القران اجابهم جوابا قصيرا وجامعا وبليغا من خلال جملة (( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ )) (الفرقان:32). (انظر تفسير الامثل ج11 /2477)



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/18, 04:32 PM   #10
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: القرآن يخاطب المؤمنين لا المسلمين
1- القرآن تارة يأتي بلفظ المؤمنين وتارة المسلمين، متى يستخدم هذا اللفظ ومتى يستخدم ذاك؟
2- معلوم أن أمير المؤمنين على رأس كل آية ذكرت المؤمنين، فكيف نوفق ذلك في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا آمِنوا ؟
3- القرآن قال عن أزواج الرسول أنهن أمهات المؤمنين، فلماذا لم يقل أمهات المسلمين؟
الجواب:
أولاً: لم يرد خطاب في القران بلفظ المسلمين بل الخطاب ورد بلفظ المؤمنين وبلفظ الناس فقال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... )) وقال تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ... )) فعندما ياتي القران بتعليم كحكم شرعي يخاطب بذلك المؤمنين فيقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) وعندما يخاطب عامة الناس ويرشدهم الى الايمان بالرسول مثلا يقول (يا ايها الناس) واما الايات التي وردت فيها لفظ (المسلمون) فانه اختلف في قراءتها فبعض قرأها بالتشديد فيكون المعنى التسليم وليس الاسلام وقد صرح بعض المفسرين بهذا المعنى لبعض الايات القرانية .
ثانياً: ورد عن ابن عباس قوله (ما في القران اية (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) الا وعلي اميرها وشريفها وما من اصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله وما ذكر عليا الا بخير .... ) تفسير العياشي 2/352 والايات التي ورد بهذه الصيغة وهي الايمان والعمل الصالح كلها ورد في مقام المدح لهم والوعد لهم بالجنة والحياة الاخروية الكريمة لذا فيمكن ان يكون مراد ابن عباس هذه الايات ويمكن ان يكون مراده الاعم دون ذكر العمل الصالح كما ورد ذلك في بعض الروايات حيث ورد (ما نزل في القران (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )) الا وعلي اميرها وشريفها) تفسير فرات ص50 .
وهذا يمكن قبوله باعتبار ان عليا امير المؤمنين ولكن الايات التي فيها عتاب سوف لا يكون عليّاً مشمولا بها باعتبار ان ابن عباس قال (وما ذكر عليا الا بخير).
ثالثاً: الاسلام درجه متدنية وردت في القران مورد الذم بقوله تعالى (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:14).
وبالاسلام بالنطق بالشهادتين يحفظ الانسان بدمه وماله وعرضه ولكن بدون دخول الايمان في القلب ليس لذلك النطق قيمة عند الله كما هو مع الايمان لذا فالخطاب كما ذكرنا وجه للمؤمنين فالاحكام الشرعية هم المخاطبون بها ومن تلك الاحكام صيرورة نساء النبي امهات لهم .




السؤال: الاوامر والنواهي في القرآن
هل كل امر أو نهي الهي وارد في القرأن الكريم هو تعبدي بمعنى اننا نقرأ في القرءان قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (( خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ )) (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم )) (( لَا تَقرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُم سُكَارَى )) (( لَا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ )) (( كُلُوا وَاشرَبُوا وَلَا تُسرِفُوا ... )) صدق الله العلي العظيم وغيرها كثير من الاوامر والنواهي فهل الالتزام بها فيه اجر وثواب كبقية العبادات ؟
الجواب:
بعض الاوامر تكونن وجوبية ويلزم العمل بها وذلك فيما إذا ورد الامر ولم يكن هناك ترخيص من الشارع في الترك فإن العقل يحكم بلزوم الامتثال والاطاعة، وبعض الاوامر تدل على الاستحباب وذلك فيما إذا ورد الطلب الحقيقي مع الترخيص في الترك المستفاد من الروايات أو بحكم العقل كما لو أمر بغسل الجمعة ودل دليل آخر على جواز تركه مثل قوله تعالى: (( خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ )) (الاعراف:311) وبعض الاوامر ليس فيها طلب وجوبي أو استحبابي لكونها في مقام دفع توهم المنع والحرمة، مثل قوله: (( كُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ )) (البقرة:187) فإنه يدل على الجلواز فقط وهكذا قوله تعالى: (( نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتُوا حَرثَكُم أَنَّى شِئتُم )) (البقرة:2233) لايدل على وجوب أو استحباب إتيان النساء متى شاؤوا بل على الاباحة في مقابل احتمال الحرمة وقد يكون الامر إرشاداً إلى الجزئية والشرطية من دون تعرض للوجوب أو الاستحباب كما لو قال: اقرء السورة في الصلاة.
وهكذا النهي فالظاهر منه عند عدم وجود قرينة على الخلاف هو الحرمة، كما في قوله: (( وَلَا تُسرِفُوا )) وقد يدل على الكراهة إذا ورد دليل من النقل أو العقل على جواز الفعل، كما لو قال: لاتصل في الحمام، وقام الدليل على صحة الصلاة في الحمام، فالنهي هنا محمول علي الكراهة وقد يكون النهي إرشاداً إلي المانعية كقوله: (لاتصل في وبر ما لايؤكل لحمه) ونحو ذلك.






السؤال: العرض على القران هل يستلزم الدور
يقول القران (( وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم )) ويقول (( فَإِن تَنَازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ))
وقد ورد عن الائمة عليهم السلام "اعرضوا كلامنا على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالفه فارموا به عرض الجدار"
فنجد ان القران يحيلنا الى الرسول واولي الامر وهؤلاء يحيلوننا الى القران ...
السؤال / أليس في الكلام أعلاه دورا ( وكما نعلم الدور باطل) ؟
بالنتيجة الى ايهما نرجع ؟
الجواب:
مضمون حديث الثقلين يشير الى الاتحاد بين كلام المعصومين وكلام القران بالقول (بانهما لن يفترقا) فاذا كان هناك كلام مجمل في كلام المعصومين فانه يفهم من خلال القران واذا كان هناك كلام مجمل في القران فانه يفهم من خلال كلام المعصومين فارجاع احدهما على الاخر لايعد دورا نعم لو لم نفهم من القران ولا اية واحدة الا عن طريق المعصومين ولا نقبل من قول المعصومين قولا واحدا الا بالعرض على القران لصار دورا وهذا ما لا نقوله .




السؤال: خلق القرآن
هل كان القرآن الكريم في علم الله تعالى قبل أن يحدثه أم أنه تعالي أحدثه من العدم للوجود؟ و هل يمكن أن يقال عنه أنه من ممكنات الوجود؟ و هل يمكن أن تكون هناك كلمات لله كالكلام الذي تحدث به الله تعالى لموسى عليه السلام بحيث أنها وجدت من العدم للوجود و لم يكن لها إحاطة في علم الله السابق عنها؟
الجواب:

علم الله تعالى قد يتعلق من الازل بشئ سوف يوجده في المستقبل فلا يتنافي كون القرآن محدثاً و كونه في علم الله تعالى قبل ان يحدثه كما ان جميع مخلوقات الله تعالى من هذا القبيل فالله تعالي كان عالماً من الازل أنه سوف يخلق آدم (ع) لكن ليس معنى ذلك ان آدم كان قديماً و غير حادث و لم يوجد من العدم بل معناه ان الله تعالى اراد من الازل ان يحدث آدم و يخلقه في المستقبل.



السؤال: هل لكلمة آمين اصل قرآني
هل كلمة آمين لها اصل قرآني او عند اهل البيت عليهم السلام لأني قرأت مقال لأحد الكتاب المصريين وهو الكاتب احمد صبحي منثور يقول بأن كلمة آمين غير موجودة في القرآن وهي كلمة دخيلة من الفراعن وانا سأنقل لكم المقال للفائدة ......
*************************
كلمة (آمين) ليست عربية ولا وجود لها في القرآن الكريم لفظا. هي كلمة مصرية قديمة مشتقة من اسم الاله المصري الفرعومي الشهير (آمون) وكان المصريون القدماء - فيما يبدو - يتغنون بها بطريقة تجعل الوار في (آمون) تبدو مكسورة فتصبح أقرب الى (آمين). والى عهد قريب كان الريفيون المصريون - خصوصا في الصعيد - يغنون بها في الأفراح قائلين (آمونا آمونا).
وهي في الأصل دعاء الى الاله (آمون) وهتاف باسمه.
انتقل هذا الهتاف الديني الى التدين الاسرائيلي، حمله بنو اسرائيل معهم ضمن تأثرهم بالديانة المصرية القديمة، ثم جاء المسيحيون على آثارهم يهرعون، فأصبح في التدين المسيحي أن يقال (آمين) تأمينا على أي دعاء.
وهو يقال بنفس اللفظ في الانجليزية، وأن كنت لا أعرف أذا كان موجودا في الفرنسية وغيرها أم لا.
وفي كتابي (شخصية مصر بعد الفتح الاسلامي) الصادر سنة 1984 وكتاب (حقائق الموت في القرآن الكريم) ناقشت بعض الأساطير المصرية القديمة التي تسربت الى عقائد المسلمين وأهل الكتاب، وقد سبق القرآن الكريم في الاشارة الى هذا في سورة التوبة والأعراف، وأترك لكم مهمة البحث عن الايات في هذا الموضوع.
بالنسبة لكلمة (آمين) فقد ورد معناها ـ وليس لفظها في القرآن الكريم في سورة يونس.
في الآيات 87، 88، 89 . فقد جاء الوحي التوجيهي لموسى وهارون بالاعتزال بقومهما والصلاة في البيوت ردا على تكثيف الاضطهاد الفرعوني لهم.
وفي الصلاة دعا موسى ربه أن يعاقب فرعون وآله. (( وقال موسى ربنا أنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم )) وجاء الرد الالهي من رب العزة (( قال قد أجيبت دعوتكما .. ))
يلاحظ أن الذي دعا ربه كان موسى فقط (وقال موسى)، ولكن الاستجابة جاءت باسم اثنين (( قد أجيبت دعوتكما )) أي انهما اشتركا في الدعاء. موسى دعا ربه وخلفه هارون يقول (اللهم استجب) أو بمفهوم الناس في وقتنا، قال (آمين).
هل يصح أن يقال (آمين) في الصلاة أو في الدعاء عموما ؟
لا أعتقد. يكفي للمؤمن أن يدعو الله تعالى بالاستجابة مخلصا، لأن ذكر الرحمن في الدعاء طلبا لاستجابة الدعاء أفضل من أي كلمة أخرى، فما بالك إذا كانت تلك الكلمة مشبوهة ..
*************************
وهناك احاديث في صحاح اهل السنة تقول بأن كلمة آمين هي واجبة وهكذا عند الصلاة ونحن لانقول بها كشيعة في نهاية سورة الفاتحة لكن سأنقلها للفائدة واريد جوابكم......
إذا قال الإمام : (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )). فقولوا آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 782
- إذا قال أحدكم آمين، قالت الملائكة في السماء آمين، فوافقة إحدهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 781
قدمت الشام . فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده . ووجدت أم الدرداء . فقالت : أتريد الحج، العام ؟ فقلت : نعم . قالت : فادع الله لنا بخير . فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " دعوة المسلم لأخيه، بظهر الغيب، مستجابة . عند رأسه ملك موكل . كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به : آمين . ولك بمثل " .
الراوي: صفوان بن عبدالله بن صفوان بن أمية - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2733
الجواب:
ذكر علماء اللغة أن في معنى آمين ثلاثة أقوال، أحدها: أن معنى آمين: كذلك يكون، حكاه ابن الأنباري عن ابن عباس والحسن . والثاني: أنها بمعنى: اللهم استجب، قاله الحسن والزجاج. والثالث: أنه اسم من أسماء الله (تعالى) قاله مجاهد وهلال بن يساف، وجعفر بن محمد.
فما نقلتموه عن أصل اشتقاق هذه الكلمة ومعناها غير معروف عند المتخصصين في لغة العرب، وعدم وجود هذه الكلمة في القرآن الكريم ليس دليلا على كونها منقولة أو منحولة من لغة اخرى، فكثير من الكلمات العربية لم يرد ذكرها في القرآن، لأن القرآن ليس كتاب لغة، إنما المرجع في ذلك الى المصادر الجامعة للغة العرب كالقاموس المحيط ولسان العرب والعين وغيرها.
ووجود نوع من التشابه في كلمة آمين لفظا وكتابة مع اسم آمون لا يدل على وجود علاقة أصل او اشتقاق بين الكلمتين، لم لا يكون الاستدلال المذكور عكسه هو الصحيح، وهو أن كلمة آمون مشتقة من آمين وليس العكس؟ فما يصلح في تقريب اشتقاق آمين من أمون بمجرد التماثل والتشابه الشكلي بل وحتى المعنوي يصلح كذلك في تقريب اشتقاق آمون من آمين. فيقال: إن اسم الاله المصري آمون قد اشتق من كلمة آمين الدالة على أحد المعاني المذكورة كما تقدم.
وأما السؤال عن ورود أصل لكلمة آمين عند اهل البيت عليهم السلام فجوابه ظاهر من عشرات الأدعية المروية عن أهل البيت عليهم السلام والتي غالبا ما يأتي ختامها بعبارة: آمين رب العالمين.




السؤال: عدم تعارض القران مع الحقائق العلمية
سؤالي او طلبي هو معلومات عن السبق القراني لمعرفة وذكرالعلوم الحديثة والاكتشافات العلمية الحديثة
الجواب:
إن سبق القرآن الكريم إلى ذكر الاكتشافات العلمية ليس معناه أن قد نص عليها تفصيلا ولكن من باب الاشارة حيث لوحظ أن القرآن لا يتعارض أبدا مع أسس العلم الحديث والحقائق العلمية التي تم اكتشافها مؤخرا في جميع حقول المعرفة. وقد ذكر بعض الباحثين الغربيين ومنهم الفرنسي موريس بوكاي في كتابه القرآن والتوراة والانجيل والعلم الحديث اتساق ما أشار إليه القرآن من معارف مع آخر ما توصل إليه العلم على خلاف التوراة والانجيل المتداولين اليوم عند اليهود والنصارى. إن هذا السبق القرآني لا يعني أن القرآن قد سبق العلوم الحديثة بذكر نصوص النظريات والمسائل العلمية، بل المقصود هو عدم تعارضه معها في جملة ما ورد فيه من المعارف.





السؤال: المراد من قوله (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
كان أهل الكهف نياما، والنائم يستطيع الحركة والتقلب أثناء نومه، فلماذا ورد في القرآن الكريم أن الملائكة كانت تقلبهم؟ (( وَتَحسَبُهُم أَيقَاظاً وَهُم رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُم ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ‏ )) (الكهف‏:18).
الجواب:
ما ورد في القرآن الكريم في هذه الآية المباركة لا يستفاد منه تقليب الملائكة لهم فضمير المتكلم يعود على الباري جل جلاله، وهو يأتي تارة بصيغة المفرد وتارة بصيغة الجمع في الموارد المختلفة تبعا للدلالات والنكت البلاغية، ولكن نسبة التقليب إلى الملائكة أو إلى جبرئيل عليه السلام مستفاد من الاخبار. ومهما يكن فإن الإنسان في حالة النوم يغيب عن الوعي ولا يعد مدركا لشيء من أحواله الجسدية، ومن نعم الله تعالى على الإنسان أن يكتنفه بحفظه في حال نومه، فيسخر من يقوم برعايته ظاهر وباطنا حتى عودة النفس إليه، إذ النفس تُتوفى حال المنام مثلما تُتوفى حال الممات كما نص على ذلك قوله عزوجل: (( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا وَالَّتِي لَم تَمُت فِي مَنَامِهَا فَيُمسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيهَا المَوتَ وَيُرسِلُ الأُخرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ )) (الزمر:422) ومعلوم أن الله تعالى قد وكل بحفظ كل جزء من الإنسان ملك من الملائكة، وأهل الكهف في حال نومهم الطويل وفقدانهم للشعور مروا بما يشبه السبات فتعطلت أي توقفت عن العمل أغلب وظائفهم الحيوية في سائر أجهزتهم وأعضائهم، وكانوا ينامون في جوف الكهف تلاصق جلودهم الأرض، وليس لديهم من الشعور والقوة ما يكفي (كحال سائر من ينام) حتى يتمكنوا من التقلب مثلما نتقلب نحن على فرشنا، فاقتضت الحكمة أن يقلبهم الله عزوجل عن طريق الملائكة حتى لا تتآكل أجسادهم وجلودهم.





الكويت
السؤال: هل في القرآن كلمات أجنبية؟
هل توجد كلمات أجنبية (ليست عربية) في القرأن الكريم كما يقال لبعض المفسرين؟ أم هو قرآن عربي مبين؟
ما قول مراجع الشيعة في ذلك؟
الجواب:
لا توجد أي كلمة اجنبية في القرآن الكريم، كما يشهد بذلك القرآن نفسه، ولكن توجد فيه بعض الأسماء او الكلمات العربية ذات النظائر أو الأصول الأجنبية، ولكن الله تعالى قد عربها فأصبحت عربية، منها على سبيل المثال: مشكاة فلها أصل أو نظير في الهندية، واستبرق وسجيل ولهما أصل أو نظير في الفارسية، وقسطاس ولها أصل أو نظير في الرومية وغيرها. واعلم أن بعض العلماء والمتكلمين قد اختلفوا فيما يتعلق بهذه الكلمات بين ناف لأعجميتها وبين مثبت، ولكن لا ثمرة من هذا البحث؛ لأننا لو سلمنا بأعجمية تلك الكلمات فذكرها في القرآن الكريم دليل على صيرورتها عربية، فقوله تعالى (( إنا أنزلناه قرآنا عربيا )) ينبغي أن يكون قاطعا لأي نزاع في هذا الصدد.




السؤال: الفرق بين اللمس والمس
ماهو الفرق بين اللمس والمس الوارد ذكرها في القران الكريم
الجواب:
اللمس بحسب المعنى اللغوي هو الإصابة بما به الإحساس من البدن بقصد الإحساس لملموس، لا خصوص اللمس باليد، نعم كثير من موارد اللمس ما يكون باليد باعتبار أنها آلة عادية كثيرة الاستعمال وأقوى إحساسا من سائر ما يصح به اللمس من اجزاء البدن.
أما المس فهو مطلق الإصابة لا بقصد الإحساس، ولذلك يكون أعم من اللمس، ومن موارد المس هو الإدراك والفهم، ومنه قوله تعالى (( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )) (الواقعة:79) ولا يكون المس هنا بمعنى اللمس، إذ يترتب عليه أن القسم في قوله تعالى (( فلا أقسم بمواقع النجوم... )) (الواقعة:755) قد قرر أمرا غير متحقق في الواقع، حيث نرى أن المصحف الشريف كثيرا ما يلمسه غير المتطهرين، ومنه نفهم أن المراد بالمس في الآية هو الإدراك. ومن موارد المس الإصابة بعارض من الجن وغيره كقوله تعالى: (( الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطَانُ مِنَ المَسِّ )) (البقرة





:2755) ومن موارده أيضا الإصابة بالوسوسة وما أشبه كقوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُم طَائِفٌ مِنَ الشَّيطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُبصِرُونَ )) (الاعراف:2011) والطائف هو الذي يطوف ويدور حول الشيء، فكأن وساوس الشيطان تدور حول فكر الإنسان وروحه كالطائف حول الشيء ليجد منفذا إليه.


السؤال: كيف يقول القرآن (يا اخت هارون)
ما هو رد علمائنا الاعلام على شبهت الملاحدة على القرأن العظيم حول ان القرأن خلط بين مريم ام عيسى ومريم اخت هارون فقال يا اخت هارون
الجواب:
هذا الاشكال ذكرت بعض الروايات انه طرح على النبي(صلى الله عليه واله وسلم) فاجاب عنه النبي ففي كتاب سعد السعود لابن طاووس من كتاب عبد الرحمن بن محمد الازدي وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة ان النبي(صلى الله عليه واله وسلم) بعثه الى نجران فقالوا الستم تقرؤن (( يا اخت هارون )) وبينهما كذا وكذا فذكر ذلك للنبي(صلى الله عليه واله وسلم) فقال الا قلت لهم : انهم كانوا يسمون بانبياءهم والصالحين منهم . انظر تفسير الميزان 14/53 .
فالرواية هنا تشير الى ان هارون هنا غير هارون ذاك بل شخص على اسمه.



السؤال: دلالة بعض الكلمات المتقابلة لفظا
1- كيف نجمع بين قول الله تعالى : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلمًا وَعُلُوًّا )) (النمل:93) وقوله : (( وَاستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ )) (القصص:39)؟
2- (( وَإِن كَانُوا مِن قَبلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيهِم مِّن قَبلِهِ لَمُبلِسِينَ )) (الروم:49) ما سبب تكرار (من قبل) في الآية؟
3- في سورة يوسف (ع) (( إِذ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيتُ )) (يوسف:4) ولما دخل في السجن قال صاحبا السجن (( إِنِّي أَرَانِي )) (يوسف:36) وَقَالَ الآخَرُ (( إِنِّي أَرَانِي )) وملك مصر قال (( وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى ))(يوسف:43) فما دلالة تغير الفعل رأى في الحالات الثلاث مع أنها كلها أحلام؟
4- (( وَجَنَّاتٍ مِّن أَعنَابٍ وَالزَّيتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَيَنعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُم لآيَاتٍ لِّقَومٍ يُؤمِنُونَ )) (الأنعام:99) والثانية (( وَالزَّيتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَومَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسرِفِينَ )) (الأنعام:141),في الاية الاولى قال سبحانه- مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ - و قال تعالى في الثانية - مُتَشَابِهًا وَغَيرَ مُتَشَابِهٍ - ما الفرق بين المعنيين؟
5- قال تعالى (( الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنهُ تُوقِدُونَ )) (يس:800) كيف يمكن اشعال النار من الشجر الأخضر, ما معنى هذه الآية الكريمة ؟
الجواب:
أولاً: معنى قوله تعالى (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم )) (النمل:144) أنهم أنكروا آيات الله تعالى وكذبوها والحال أن أنفسهم عالمة بها مستيقنة، وإنما انكروها ظلما لأنفسهم وعلوا أي ترفعا عن الانقياد للرسول والإيمان بما جاء به من عند الله تعالى. أما قوله عزوجل: (( وَاستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ )) (القصص:399) معناه أن فرعون وجنوده استكبروا في مصر عن تصديق موسى واتباعه على ما دلهم عليه من توحيد الله والاقرار بالعبودية له تعديا وعتوا على ربهم وظنوا أنهم بعد مماتهم لا يبعثون وأنه لا ثواب ولا عقاب فركبوا أهواءهم، ولم يعلموا أن الله لهم بالمرصاد وأنه مجاز لهم على اعمالهم الخبيثة.
فالايتان ليستا بمتنافيتين حتى يفتقران إلى جمع بينهما، إذ الاولى تتحدث عن الآيات التي حصلت في مصر على عهد موسى عليه السلام كأدلة وشواهد على صدق دعوته، وهذه الايات التي شاهدها فرعون وقومه لا سبيل إلى انكار وجودها ووقوعها في ارض مصر، فاستيقنوا بها ولكنهم لم يعتقدوا بما ينبغي أن يترتب عليها من الايمان والدلالة على صدق دعوة موسى عليه السلام، فنفوسهم قد أبت أو امتنعت عن الاقرار بكونها من عند الله تعالى، فالجحود بالآيات هو عدم الاقرار بما جعلت لأجله، أي (دليلا على صدق دعوة موسى عليه السلام وأنه رسول الله)، والاستيقان هو بوجود نفس الآيات وتحققها وأنها ليست من قبيل السحر. أما لآية الثانية فتتحدث عن عدم يقينهم بالبعث والنشور، فإنهم أنكروا اليوم الآخر والجنة والنار والثواب والعقاب. وعليه لا تناف بين الآيتين.
ثانياً: تكرار (من قبل) فيه قولان، الأول: أن التكرار هو للتوكيد، وفائدته هو الإعلام بسرعة تقلب قلوب البشر من الياس إلى الاستبشار، والقول الثاني: أن (من قبل) الأولى لإنزال المطر و(من قبل) الثانية لإرسال الرياح، اي أنهم كانوا من قبل أن ينزل عليهم المطر من قبل إرسال الرياح لآيسين قانطين.
ثالثاً: التعبير بـ(إني أراني) بدلا من (رأيت أو أرى) هو بعنوان حكاية الحال، اي أنه يفرض نفسه حال الحكاية في اللحظة التي يرى فيها الرؤيا، بمعنى أنه في مقام تصوير تلك الحالة التي مرت عليه في المنام. وقيل: ان قول (إني اراني) دال على تكرار الرؤيا اكثر مرة فهو رآها ولم يزل يراها، فليست هي رؤيا قد ذهبت بل لم تزل تتكرر فيراها.
رابعاً: اشتبه الشيئان وتشابها كقولك استويا وتساويا، فوزن (الافتعال، والتفاعل) يشتركان كثيرا، فلا فرق إذن بحسب المعنى اللغوي بين (اشتبه) و(تشابه). وفي قراءة اخرى: (متشابها وغير متشابه).
خامساً: معنى (( الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ نَارًا )) (يس:80) انه أكمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب، ثم يستخرجها منه ليعرفكم انه على إعادة ما بلي وفني أقدر.




السؤال: الفرق بين الصراط والسبيل والطريق
ما هو تفسير وجود بعض الكلمات الأعجمية في القرآن الكريم, وهناك أكثر من آية تذكر بإن القرآن نزل بلسان عربي؟
من الإشكالات المرتبطة بهذا الموضوع إن اللغة العربية غنية بالألفاظ ولا تحتاج إلى استيراد كلمات من لغات أخرى, مثل كلمة الصراط التي تعني الطريق الواضح ويوجد في اللغة كلمات كثير تعني الطريق مثل النيسب, الالحب, النجد, المهيع, السبيل, الدرب, الجادة, ... إلخ, فلماذا استخدمت كلمة الصراط الأعجمية وهناك بديل في اللغة العربية لها؟
الجواب:
الصراط كلمة عربية وليست أعجمية، ورد في لسان العرب: (الصراط والسراط) قال وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب قال وعامة العرب تجعلها سيناً وقيل إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه يَستَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه (باب: س ر ط).
قال ابو هلال العسكري في الفروق اللغوية ص313: الفرق بين الصراط والطريق والسبيل، أن الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر:
خشونا أرضهم بالخيل حتى ***** تركناهم أذل من الصراط
وهو من الذل خلاف الصعوبة وليس من الذل خلاف العز، (أي أسهل وأيسر من الصراط) والطريق لا يقتضي السهولة، والسبيل اسم يقع على ما يقع عليه الطريق وعلى ما لا يقع عليه الطريق: تقول سبيل الله وطريق الله وتقول سبيلك أن تفعل كذا ولا تقول طريقك أن تفعل به ويراد به سبيل ما يقصده فيضاف إلى القاصد ويراد به القصد وهو كالمحبة في بابه والطريق كالارادة . 1261 الفرق بين السبيل والطريق: قد يفرق بينهما بأن السبيل أغلب وقوعا في الخير، ولا يكاد اسم الطريق يراد به الخير إلا مقترنا بوصف أو إضافة تخلصه لذلك، كقوله تعالى : " يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
لا يوجد في القرآن الكريم إلا كلمات عربية، ولا ضير من من وجود نظائر لها في لغات أخرى، فالقرآن كله عربي ويشهد لهذا قوله عزوجل (( إنا انزلناه قرآنا عربيا )).
لمزيد الاطلاع ارجع إلى صفحتنا: القرآن وعلومه: هل في القرآن كلمات أجنبية.





السؤال: دل القرآن على كروية الأرض في جملة من آياته
اود ان من حضرتكم ان تذكروا لي جميع الايات القرآنية التي تدل على ان شكل الارض هو كروي. وايضا الاحاديث النبوية واحاديث اهل البيت (ع) حول هذا الموضوع.
فيوجد جمع من اصدقائي الغير مسلمين يتهمون القرآن بأنه يقول ان الارض هي سطحية.
قلت لهم بأن علماء المسلمين في ماضي الزمان اقروا بان الارض هي كروية وكانت نتيجة بحوثهم من القرآن الكريم. ولكن قالوا لي بأن الاغريق وعلمائهم استنتجوا بان الارض كروية من دون ان يكن لهم دين او كتاب سماوي! فما يكون جوابي لهم.
الجواب:
نشير هنا إلى ما ذكره السيد الخوئي قدس في كتابه (البيان في تفسير القرآن، ص 74 - 76): ومن الاسرار التي أشار إليها القرآن الكريم كروية الأرض فقال تعالى : (( وَأَورَثنَا القَومَ الَّذِينَ كَانُوا يُستَضعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَمَغَارِبَهَا )) (الاعراف:137). (( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَا بَينَهُمَا وَرَبُّ المَشَارِقِ )) (الصافات:5). (( فَلَا أُقسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ )) (المعارج:40).
ففي هذه الآيات الكريمة دلالة على تعدد مطالع الشمس ومغاربها, وفيها إشارة إلى كروية الأرض، فإن طلوع الشمس على أي جزء من أجزاء الكرة الأرضية يلازم غروبها عن جزء آخر، فيكون تعدد المشارق والمغارب واضحا لا تكلف فيه ولا تعسف. وقد حمل القرطبي وغيره المشارق والمغارب على مطالع الشمس ومغاربها باختلاف أيام السنة، لكنه تكلف لا ينبغي أن يصار إليه، لان الشمس لم تكن لها مطالع معينة ليقع الحلف بها، بل تختلف تلك باختلاف الأراضي. فلا بد من أن يراد بها المشارق والمغارب التي تتجدد شيئا فشيئا باعتبار كروية الأرض وحركتها.
وفي أخبار أئمة الهدى من أهل البيت (عليهم السلام) وأدعيتهم وخطبهم ما يدل على كروية الأرض، ومن ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: " صحبني رجل كان يمسي بالمغرب ويغلس بالفجر، وكنت أنا أصلي المغرب إذا غربت الشمس، وأصلي الفجر إذا استبان لي الفجر. فقال لي الرجل: ما يمنعك أن تصنع مثل ما أصنع؟ فإن الشمس تطلع على قوم قبلنا وتغرب عنا، وهي طالعة على قوم آخرين بعد. فقلت: إنما علينا أن نصلي وإذا وجبت الشمس عنا وإذا طلع الفجر عندنا، وعلى أولئك أن يصلوا إذا غربت الشمس عنهم " . يستدل الرجل على مراده باختلاف المشرق والمغرب الناشئ عن استدارة الأرض, ويقره الامام (عليه السلام) على ذلك ولكن ينبهه على وظيفته الدينية .
ومثله قول الإمام (عليه السلام) في خبر آخر : " إنما عليك مشرقك ومغربك " ومن ذلك ما ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في دعائه عند الصباح والمساء: " وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا، وأمدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد " أراد صلوات الله عليه بهذا البيان البديع التعريف بما لم تدركه العقول في تلك العصور وهو كروية الأرض، وحيث أن هذا المعنى كان بعيدا عن أفهام الناس لانصراف العقول عن إدراك ذلك تلطف - وهو الامام العالم بأساليب البيان - بالإشارة إلى ذلك على وجه بليغ, فإنه (عليه السلام) لو كان بصدد بيان ما يشاهده عامة الناس من أن الليل ينقص تارة فتضاف من ساعاته إلى النهار، وينقص النهار تارة أخرى فتضاف من ساعاته إلى الليل، لاقتصر على الجملة الأولى: " يولج كل واحد منهما في صاحبه " ولما احتاج إلى ذكر الجملة الثانية : " ويولج صاحبه فيه " إذن فذكر الجملة الثانية إنما هو للدلالة على أن إيلاج كل من الليل والنهار في صاحبه يكون في حال إيلاج صاحبه فيه، لان ظاهر الكلام أن الجملة الثانية حالية، ففي هذا دلالة على كروية الأرض، وان إيلاج الليل في النهار - مثلا - عندنا يلازم إيلاج النهار في الليل عند قوم آخرين. ولو لم تكن مهمة الامام (عليه السلام) الإشارة إلى هذه النكتة العظيمة لم تكن لهذه الجملة الأخيرة فائدة، ولكانت تكرارا معنويا للجملة الأولى.

تعليق على الجواب (1)
ولكن لم يتم الاجابة على سؤاله وهو: "بأن الاغريق وعلمائهم استنتجوا بان الارض كروية من دون ان يكن لهم دين او كتاب سماوي"
الجواب:
لم تنقطع الديانات السماوية يوما عن الارض فالاقوام السابقة كان لهم انبياء ولايبعد ان تكون معلوماتهم عن الارض وحركتها هي من علوم الانبياء المسددين من السماء وعلى فرض عدم القبول بهذا فان وصول الجماعات القديمة الى علوم متقدمة لا يدل على بطلان الديانات السماوية واحقية اصحاب تلك العلوم فالذي وهب العقل لهذا الانسان هو الله سبحانه وتعالى واراد منه ان يتعلم ويكتشف اسرار هذا الكون فاذا اخفى عليه بعض الاسرار واراد منه ان يكتشف ذلك بنفسه لا يدل هذا على بطلان اصحاب الديانات السماوية لانهم لم يظهروا تلك العلوم بل يمكن القول ان هناك دواعي خفية الهية تريد ان تكون مسيرة التطور العلمي بهذا الشكل الذي حصل من التدرج في تحصيل الاسرار الموجودة بهذا الكون .




السؤال: الرد على من زعم امكان حصول معارضة للقرآن الكريم
عندما نقول أن الإسلام لديه معجزة خالدة تتحدى الجميع عبر العصور، نواجه التالي :
1-هل القرآن يفهم عند المسلمين فهم يختلفون في تفسير القرآن فكيف نعارضه خصوصا الجمل المجملة التي كثر الاختلاف والكلام في بيان المعنى والمراد منها؟ فماذا نعارض؟
2- من تراه الحكم بيننا وبين المسلمين، فابستطاعة المسلمين التنكر لما نأتي به وإدعاء عدم المعارضة، من يكفل الموضوعية من الجانبين؟
3- هل المطلوب في المعارضة الاتيان بشيء يساوي أم المطلوب التفوق أم الاقتراب ؟
4- هل لدى المسلمين جميعا معنى ومنهج محددا للمعارضة؟ أي هل تكون المعارضة من شخص أمي (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) أم مثل ما هو موجود في القرآن؟! وهل هنالك عدد محدد كأقل عدد من الآيات أو السور متفق عليه أم لا؟
5- ما أدراكم أنه لم تتم معارضته خصوصا وأن العرب اليوم أكثرهم عاميين اللسان فلا فصاحة ولا بلاغة في أوساطهم إلا للمدرسين للغة في الاكثر، هذا إضافة للتخلف العلمي التكنلوجي في العلوم الحديثة، فلعلكم أمة نائمة لا تدري ما حولها؟
هذه الأسئلة خصوصا السؤال الاول والثاني تتردد علي، كما هل هنالك محاولات معاصرة باءة بالفشل من قبل الخصوم؟
الجواب:
أولاً: اختلاف التفاسير وإن دل على اختلاف الناس في فهمهم لكتاب الله عزوجل فليس ذلك إلا لعمق المعنى وكثرة الوجوه المحتملة لفهمه، ويدل ذلك على غنى النص وقوته وعمقه، إذ كلما كان النص قويا ومصوغا صياغة بلاغية وأدبية محكمة كلما كثرت قراءاته وتعددت مستويات الدلالة التي يكشف عنها، وليس الامر يقتصر على القرآن الكريم من هذه الناحية فثمة أعمال أدبية خلفها لنا بعض الشعراء والادباء لم تزل مثارا للنقاش في الاوساط والنوادي الادبية ومدعاة للتأمل والتأويل ومنطلقا للاراء.
والقرأن الكريم كاي نص أدبي اصيل وفريد في بلاغته وقوة سبكه وعمق دلالته وجمال استعاراته وخفاء إشاراته لابد أن يبهر القرائح ويثير دفائن العقول فيتبارى المفسرون والفصحاء في ذكر الوجوه الممكنة لتبياته وتفسيره. فعلى من يروم المعارضة ان ياتي بنص يتسم بكل هذه السمات والخصائص.
ثانياً: القرآن مكتوب بلغة عربية فصيحة، والمفروض أن ياتي المعارض بسورة لها نفس فصاحة القرأن، وليست الفصاحة وحدها بل البلاغة وجمال النظم وعدم تنافر مخارج الحروف وحسن الجرس وتمامية الدلالة... وأما من يتصدى للحكم والتقييم فليكن كل منصف من الناس له القدرة على فهم القرآن والنص المعارض على قانون اهل العربية وفن اهل البلاغة.
ثالثاً: القرآن الكريم تحدى بالمثل، (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:23) على فرض عود الضمير على القرأن، ولكن ليس دون المثل، وأما التفوق فلا نسلم إمكان أن يأتي المعارض بما هو اعلى من القرآن، فإن زعم ذلك فليأت به إن استطاع.
رابعاً: المراد بالمثل على الاقوى هو القرأن الكريم فقوله (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) المقصود من مثل القرأن، ويؤيده ما ورد في أيات أخرى كقوله تعالى (( بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) (يونس:38) فلابد أن يعود الضمير في هذه الأية على القرآن إذ عودها على النبي غير جائز لأن السورة ليست محمدا صلى الله عليه وآله . فالآية إذن فيها احتجاج لله تعالى لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) على مشركي قوم من العرب والمنافقين وجميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، لأنه خاطب أقواما عقلاء ألباء في الذروة العليا من الفصاحة والغاية القصوى من البلاغة واليهم المفزع في ذلك، فجاءهم بكلام من جنس كلامهم، وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ودلالة على بطلان قولهم، ووبخهم وقرّعهم وأمهلهم المدة الطويلة وقال لهم: (( فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ )) (هود:13) ثم قال: (( فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ )) وقال في موضع آخر: (( بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ )) (البقرة:233)، وأخبرهم أن عجزهم إنما هو عن النظير والجنس، مع أن محمدا صلى الله عليه وآله ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ولم يفارقهم في سفر ولا حضر، وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه، وهم أهل الحمية والانفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء امره ولم يتكلفوا معارضته بسورة ولا خطبة فدل ذلك على صدقه.
وأما عدد الآيات فحسبهم أن يعدوا أقصر سور القرآن وليعارضوها بنحو عدد أياتها إن كانوا قادرين.
خامساً: بينا في رد سابق أن المعارضة لو وجدت لطارت في الأفاق ولاشتهرت، وأما عدم وصول تلك المعارضة بناءاً على أن العرب أمة نائمة، فأعداء العرب واعداء الاسلام هل هم نيام كذلك؟ فلماذا لم تصل المعارضة من طرقهم وهم أحرص الناس على القضاء على دين الاسلام وأمة المسلمين؟ وحينئذ فعدم وصول هكذا معارضة دليل على عدم حصولها أصلاً.



السؤال: ما هو وجه الله وجنبه وعينه؟
السؤال الأول: لا ريب في أن الله تعالى ليس جسماً ليكون له يدٌ ووجه وعين وجنب ونحو ذلك، ولكن ما معنى التعابير التالية؟
1- يدُ الله: (( يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم‏ )) (الفتح:10).
2- وجهُ الله: (( فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّه )) (البقرة:115).
3- عينُ الله: (( وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُون )) (التوبة:105), (( وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا )) (هود:37).
4- جنبُ الله: (( أَن تَقُولَ نَفسٌ يَا حَسرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )) (الزمر:56).
5- روحُ الله: (( وَلَا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللَّهِ )) (يوسف:87).
6- الإستواء عَلى العَرش: (( الرَّحمنُ عَلى العَرشِ استوى )) (طه:55).
السؤال الثاني: ما معنى كون الأئمة عليهم السلام (يد الله) و(وجه الله) و (عين الله) و(جنب الله) وأمثالها من التعابير؟
الجواب:
لابد من تأويل اليد والوجه والجنب والعين والروح في الآيات المذكورة فهذه الآيات تعد من المتشابهات ولا بد من ارجاعها الى آية محكمة كقوله تعالى (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) وقوله تعالى (( لَا تُدرِكُهُ الأَبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ )) (الأنعام:1033) وسبب التأويل ان الله تعالى كما ثبت في الدليل القطعي ليس جسما او شيئا يشبه الانسان له عين ووجه وجنب ويد بل هو سبحانه منزه عن الشبيه والجسمية والحدود والصور ...فهذه الامور من لواحق وتوابع الاشياء المرئية والله يتعالى عن الحدود والابعاد والزمان والمكان .
وحينئذ لابد ان يكون المراد من هذه الامور المنسوبة الى الله تعالى معان اخرى تناسب الالوهية كالقدرة والعلم وقد يحمل المعنى على ارادة بعض اوليائه فقد ورد في كلام لامير المؤمنين (عليه السلام) : انا حجة الله تعالى على خلقه, انا يد الله القوي, انا وجه الله تعالى في السماوات, انا جنب الله الظاهر .

تعليق على الجواب (1)
ما هي مواصفات وجه الله
الجواب:
المراد من وجه الله هو ما يتوجه به العباد اليه تعالى فالله تعالى يجل عن الوجه واليد والعين فاليد كناية عن القدرة او عن العطاء والجود والعين كناية عن رقابيه للاشياء وقربه منها او عن علمه بها وعدم اخفائها عنه وكذا الوجه فهو كناية عن ظهوره لخلقه بمظاهر صفاته واسمائه .
والا لو تصورت ان لله وجها كوجوه الناس فقد صيرته من الاجسام والله تعالى يتنزه عن الجسمية او صيرته مركبا من وجه وغيره ومن كان مركبا فهو مخلوق لا خالق وحادث لا قديم .





السؤال: لماذا لم يجمع القرآن في زمن النبي (صلى الله عليه واله)؟
لماذا لم يجمع النبي ص محمد القران في زمنه
الجواب:
هناك رأي ان السور القرآنية كلها كانت مجموعة في زمن الرسول وانما الذي هو غير مجموع هو ترتيب السور القرآنية في مصحف واحد والنبي (صلى الله عليه وآله) لما ترك للامة الثقل الاصغر الذي لا يفترق عن القرآن ولا يفترق القرآن عنه فالتمسك بهما هو العاصم من الضلال والتمسك باحدهما كالقرآن حتى لو كان مجموعا بين دفتين فهو لا يعصم من الضلال فالضلال يمكن ان يقع في فهم معاني القرآن فلعله والله العالم ان عدم الجمع للقرآن من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) للاشارة الى عدم كفاية التمسك بالقرآن لوحده في العصمة من الضلال فبقاء القرآن مفرقا يحتاج بالتالي الى دعوة الصحابة الى المعصوم.




السؤال: القرآن يدعو للنظر في احوال الامم الماضية
يا اخوان لماذا نحن نفكر في اشياء اصبحت من الماضي ان الله لايريد منا الا العمل الصالح الصلاه الصيام الزكاه مساعدة الفقراء لايريد منا ان نسب او نتهجم علئ احد كائن من يكون ان الله هو القاضي وهو المحاسب
الجواب:
صريح القرآن الامر بالنظر في عاقبة الاقوام السابقة يقول تعالى (( قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ )) (الأنعام:11) وكذلك يقول تعالى (( لَقَد كَانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفتَرَى وَلَكِن تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ )) (يوسف:111) وكذلك يقول تعالى (( فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ )) (الأعراف:178).
لذا فالمنهج الذي يدعو اليه البعض من ترك الماضي وعدم البحث فيه منهج خاطئ مغاير للقرآن الكريم الهدف منه التغطية على اخفاقات اشخاص تقدس وينظر اليها بعين الاحترام وهي لا تستحق ذلك .








السؤال: رد على ملحد نسب وجود التناقض في القرآن الكريم
انقل لكم شبهة احد الملحدين و اريد ردا مع التقدير....
*************************
كيف تربط بين الأيات ؟
(( وَلَو شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤمِنِينَ ))
(( وَلَو شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهدِي مَن يَشَاءُ ))
(( لَو يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ))
في هذه الأيات يشرح أن الله يستطيع هداية من يشاء ..
لكنه إبتلاء .. ويستطيع جعل الناس أمة واحدة "من غير تأويل"
بعدها الإستغراب الأبله .
(( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ ))
اين مشيئتك يا دجال ؟
المُصيبة الكبرى ..
(( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِاليَومِ الآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ))
(( قَاتِلُوهُم يُعَذِّبهُمُ اللَّهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ ))
(( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَربَ الرِّقَابِ ))
هل نُقاتل لنغير مشيئتك ؟
أنت لم تهدهم كيف نقاتل الذين لم تهدم حضرتك ؟
يقول القران :
(( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا ))
*************************
انتهى.....
الجواب:
هذا الملحد لا يستطيع أن يفهم؛ لأن الحقد الاسود قد غطى مسارب الفكر لديه... فهو يحاول من خلال ضرب هذه الآيات ببعضها أن ينتهي إلى نتيجة مفادها أن القرآن الكريم فيه اختلاف وتناقض ولذلك ختم شبهته بقوله عزوجل : (( وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافًا كَثِيرًا )) (النساء:822) متهكما على القرآن بوجود الاختلاف المزعوم الذي بلغه فهمه القاصر ونظره الفاتر، مع أن الآيات التي ذكرها لا تعارض فيما بينها ولا تناقض، فأما الآيات التي ساقها اعتراضا على المشيئة فإن المراد بالطائفة الأولى منها أن الله تعالى لم يشأ هداية بعض الناس ولو شاء لهداهم، ولذلك استعمل أداة (لو) وهي حرف امتناع لامتناع... والمشيئة الإلهية ليست على حذو المشيئة الانسانية التي هي العزم والارادة التي يترتب عليها حدوث الفعل، بل مفهومها واسع يساوق عالم الإمكان جملة، فمشيئة الله تعالى تشمل جميع عالم الإمكان، وكل شيء في عالم الامكان فإن لله فيه المشيئة إن شاء كونه كان وإن لم يشأ لم يكن، والمشيئة هي المرتبة الاولى من مراتب الفعل الالهي يتلوها الارادة وهي العزم على ما يشاء، ثم القدر وهو الهندسة الايجادية، ثم القضاء بوجود الشيء، ثم الامضاء أي تحقق ذلك الموجود خارجا في عالم الكون... وقد جعل الله تعالى من أسباب وعلل الهداية أمور من ضمنها الداعي إلى الإيمان الذي هو الرسول، فمن كانت فطرته سليمة ولم تتلوث بأدران المعاصي فيهديه الله تعالى بدعوة الرسول، وأما من أظلم قلبه وتلوثت فطرته فيجد صعوبة بالغة في الاهتداء، والملاحدة من هذا الصنف، فإنهم قد أفسدوا فطرتهم بالآثام العظيمة حتى ران على قلوبهم فأنكروا وجود الله تعالى الذي لا شك فيه (( أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ))(ابراهيم:10) وصاروا بحيث لا يهتدون، مع أن الله تعالى قادر على هدايتهم، إلا أنه قد أجرى الامور بأسبابها (( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَستَهزِئُونَ )) (الروم:100)...
وأما قوله تعالى: (( فَمَا لَهُم لَا يُؤمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لَا يَسجُدُونَ )) (الإنشقاق:20-21) فهو سؤال في معرض لفت نظر المؤمنين إلى العلة التي لأجلها لا يؤمن هؤلاء القوم، فالختم اوالرين على قلوبهم هو المانع الذي يحول بينهم وبين الإيمان، ولولا ذلك لكان حالهم كحال سائر من آمن... فهذه الآية الكريمة إذن لا تناقض ما ذكره من الآيات.
وأما ما اعترض عليه من الأمر بالقتال الوارد في القرآن الكريم وزعم أن القتال يدعو إلى تغيير المشيئة والمفروض أنها لا تتغير، فهو اعتراض واهن لا قيمة له ولا اعتبار به؛ لأن القتال وغيره إنما يكون بمشيئة الله تعالى لا ضد مشيئته، فلم يقل الله عزوجل إن هؤلاء الملحدين الذين لم يشأ الله هدايتهم ينبغي أن يقاتلوا لأجل أن يكونوا مهتدين بمشيئة الله، بل أمر الله سبحانه تعالى نبيه والمسلمين بمقاتلهم ليستأصلوهم وحتى يشتفي المسلمون بقتلهم، ففي بقاء هؤلاء الملاحدة والكفار ضرر بالغ على المجتمع الاسلامي، لأنهم منبع من منابع الضلال والفساد في الأرض.




السؤال: مصطلح الاعجاز العلمي في القرآن ودلالته
نعتقد بان المعجزة هي امر خارق للعادة ولا يعجز البشر عن القيام بمثلها.
1- قدرة البشر محدودة ظمن دائرة النواميس الطبيعية , والقرآن معجزة يعني لا يخضع للنواميس الطبيعية فكيف يتحدى الله البشر بالاتيان بمثله وذلك متسحيل لمثل البشر؟
2- قلنا ان المعجزة لا يمكن الاتيان بمثلها , من وجوه الاعجاز , الاعجاز العلمي , وقد اكتشف العلماء بعض الحقائق العلمية التي اشار اليها القرآن , اذا فقد تكمنوا من الوصول الى ما نمسيه اعجاز علمي ؟
الجواب:
يراعي الله عزوجل في المعجزات جنبتين: الاولى: أن تكون المعجزة من جنس ما يتداوله الناس في عصرهم والثانية أنها تكسر المألوف والقانون الذي يحكم هذا المتداول، فعصا موسى عليه السلام هي من جنس العصي التي كان سحرة فرعون يتعاطونها لإجل ايهام الناس بأنها تسعى، وطب عيسى عليه السلام كان من جنس ما اشتهر به النصارى في ممارسة شفاء الامراض، وقرآن محمد كان من جنس الكلام الفصيح الذي كان العرب يتعاطونه ويحسنونه في العصر الجاهلي، ولكن كل هذه الامور (العصا والطب والكلام) جاءت لتعجيز البشر اثباتا وتأييدا لنبوة الانبياء وصدق دعواتهم بحيث تضمنت أمرا يعجز كل قوم رغم اشتهارهم بمثله والمقصود من التحدي طلب مبتن على ظن مسبق بأن موضوع التحدي غير مقدور لمن يتحداه به، ويكون مع علم مسبق (حينما يكون الله عزوجل هو المتحدي) بأن موضوع التحدي غير مقدور لمن يتحداه به... والله عزوجل قد خلق الانسان وهو يعلم بما يكون في طوق استطاعته فيقدر عليه وما يكون خارج طوق استطاعته فيعجز عنه، والقرآن وإن كان معجزة خالدة لكنه ايضا كلام بليغ من جنس الكلام العربي الذي كان العرب يتفاخرون به نظما ونثرا...وهو مقرون بالتحدي بعدم استطاعة البشر أن يأتون بمثله أو بسورة من مثله.
أما ما يسمى بـ(الاعجاز العلمي في القرآن) فهو مصطلح لا يطابق مفهومه لأنه لا يعني أن العلماء قد توصلوا إلى معجزة قرآنية (بالرغم من التحدي) بل يدل على أن هنالك أمر قد وردت الاشارة إليه في القرأن ومن ثم عرف مصداقه في زمان متأخر، والصواب أن يقال: السبق العلمي، حيث أن القرآن الكريم سبق العلوم المعاصرة في الاشارة إلى كثير من المكتشفات والابتكارات وفي شتى المجالات...




السؤال: القرآن في طوري الاجمال والتفصيل
نص منقول حرفيا :
*************************
يقول المسلمون دائماً بسرمدية القرآن وأنه كتاب محفوظ عند الله منذ أقدم الأزمان وقد ذكر محمد ذلك بعدة آيات في القرآن نفسه, بالإضافة الى ادعائهم بأنه كتاب يصلح لكل زمان ومكان على الرغم من أنهم يعترفون بأن الكثير من آياته نزل بسبب حالات ظرفية ونتيجة لأحداث تفصيلية وجزئية .. هذا عدا عن اضافة بعض الكلمات الى بعض الآيات بسبب تدخل أحدهم أو اعتراض أحد آخر أو حذف بعض الكلمات من بعض الآيات بسبب محاباة بعضهم واعتراض البعض الآخر وهنا سأتوقف عند آيتين فقط من أجل الاختصار :
الآية رقم 95 من سورة النساء :
كان محمد جالساً يتلو على بعض أتباعه الوحي فقال : لَا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم ?....... الخ .
و عندما سمع أحد اتباعه ( وكان أعمى ويدعى ابن إم مكتوم ) بأفضلية المجاهدين على القاعدين قال له : يا رسول الله، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ... عندها أغشي على رسول الله ثانية وقال : إلا أولي الضرر ... فتم تعديل الآية السابقة بإضافة الجملة الأخيرة لتصبح هذه الآية على الشكل التالي : (( لَا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَموَالِهِم وَأَنفُسِهِم )) ?..... الخ
*************************
الجواب:
المسلمون لا يقولون بسرمدية القرآن ولا بأزليته كما تدعي، وثانيا أنهم لا يزعمون أن القرآن في كتاب محفوظ منذ اقدم الأزمنة، بل وصف الله تعالى القرآن بكونه في (لوح محفوظ) وهذا اللوح - كما قال صاحب تفسير الميزان- إنما كان محفوظا لحفظه من ورود التغير عليه، ومن المعلوم إن القرآن المنزل تدريجا لا يخلو عن ناسخ ومنسوخ وعن التدريج الذي هو نحو من التبدل، فالكتاب المبين الذي هو أصل القرآن وحكمه الخالي عن التفصيل أمر وراء هذا المُنزل، وإنما هذا بمنزلة اللباس لذاك. ثم إن هذا المعنى أعني: كون القرآن في مرتبة التنزيل بالنسبة إلى الكتاب المبين - ونحن نسميه بحقيقة الكتاب - بمنزلة اللباس من المتلبس وبمنزلة المثال من الحقيقة وبمنزلة المثل من الغرض المقصود بالكلام هو المصحح لان يطلق القرآن أحيانا على أصل الكتاب كما في قوله تعالى: (( بَل هُوَ قُرآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوحٍ مَحفُوظٍ )) (البروج:21-222)، إلى غير ذلك وهذا الذي ذكرنا هو الموجب لان يحمل قوله : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقوله : إنا أنزلناه في ليلة مباركة، وقوله : إنا أنزلناه في ليلة القدر، على إنزال حقيقة الكتاب والكتاب المبين إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفعة كما أنزل القرآن المفصل على قلبه تدريجا في مدة الدعوة النبوية...(تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 2 - ص 18).
وأما ما استشهد به من الآية والرواية فعلى فرض قبول الرواية التي هي من روايات العامة فإن الذي حصل بسؤال ابن أم مكتوم ليس هو باقتراح وإضافة من عند النبي صلى الله عليه وآله، وإنما هو من القرآن قد نزل وفقاً لسبب نزوله، وقد أشار السيد الطباطبائي في النص الذي أوردناه آنفا إلى التدريج في النزول الذي هو نحو من التبدل، ولكن لا يضر ذلك بقرآنية القرآن مع حصوله، فالقرآن في طور التفصيل لا يخرج عن حقيقته العليا في طور الاجمال. وإنما كان هناك مجملا وهاهنا مفصلا تبعا لاختلاف العوالم، فما يناسب عالم التجرد من المادة هو القرآن المجمل (في اللوح المحفوظ) وما يناسب عالم التعلق بالمادة هو نفس ذلك القرآن في طور التفصيل، وهو هذا القرآن المدون بين الدفتين.


يتبع


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القران, اسئلة, واجوبة, وعلومه/

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة عاشوراء / اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الادعية والاذكار والزيارات النيابية 3 2019/02/07 10:08 PM
التربة الحسينية /اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد المواضيع الإسلامية 0 2017/06/14 04:11 PM
فدك/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 2 2017/06/13 02:24 PM
الشيعة / اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد خيمة شيعة الحسين العالميه 5 2016/10/31 12:25 AM
اسئلة واجوبة .. محمد التميمي المواضيع الإسلامية 5 2012/09/17 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |