Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الواحة الفاطمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023/10/14, 02:16 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي في ذكرى الصديقة الزهراء و أزمة البحث عن القدوة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته


حياة زوجية رائعة، وأسرة سعيدة بكل المعايير، تلك التي كانت لدى بنت رسول الله، الصديقة فاطمة الزهراء، وهي ابنة التسع سنوات مثلها، مثل أية فتاة في هذا العمر تستشعر النضج والحيوية والاندفاع، ثم الحماس لاستنشاق السعادة المنبعثة من العاطفة و الودّ.

نعم؛ كان لجبرائيل، ولفاكهة الجنة، الدور المباشر في تكوّن لحم وعظم فاطمة في أحشاء أمها خديجة، بيد أنها كانت كأية فتاة قرشية في مكة من حيث الظاهر، ولم تكن من جنس الملائكة، وقد عالج القرآن الكريم منذ البداية هواجس دعاة الغلو في التقديس عندما بيّن أن الانبياء والمرسلين من قبل الله –تعالى- إنما هم من البشر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}.

كانت، سلام الله عليها، تكنس الدار، وتطبخ الطعام، وتغسل الملابس، وهي أعمال نساء اليوم –البعض طبعاً؛ وليس جميعهنّ- بيد أن الزهراء كانت تقوم بأعمال أخرى يصعب تصورها اليوم، مثل؛ غزل الصوف، أي تحويل صوف الخراف الى خيوط لاستخدامات مختلفة آنذاك، و أعتقد جزماً أن التاريخ القاصر عجز عن الإحاطة بكل ما كانت تقوم به الزهراء في حياتها اليومية، إن داخل بيتها، أو في تعاملها مع ابناء جنسها، ومع الجيران، وحتى مع افراد أسرتها.

عاشت حياة الكفاف والعفاف والبساطة، ولكن لم تكن فقيرة مطلقاً، وكذا الحال زوجها أمير المؤمنين، يكفي أن نتذكر أنها لفترة طويلة كانت تمتلك أرض فدك الزراعية الغنية بالموارد المالية، ربما لو كان لواحدة من نساء اليوم جزءاً بسيطاً منها لاشترت السيارة الفارهة والقصر المنيف وأشكال المجوهرات والمقتنيات، ولكانت تحمل راية الشهرة والتسيّد على الآخرين في كل مكان، بيد أن الباحثين؛ من الشيعة وغيرهم، يجمعون على أن هذه المرأة العظيمة صنعت العظمة والسعادة من حياتها البسيطة وغير المكلفة.

تُرى، مع كل هذه الاوصاف، ما الذي يمنع المرأة اليوم من الاقتداء بالصديقة الزهراء في كل ما أوصلتها الى السعادة في الحياة؟

إن سألت أي امرأة مسلمة في أي مكان بالعالم، حتى وإن كانت غير محجبة، ولا تلتزم بالفرائض الدينية، عن شخصية الصديقة الزهراء، سيأتيك الجواب؛ أنها –على الاقل- أيقونة الأخلاق والعفاف والشجاعة والصبر، كونها ابنة رسول الله، أما اذا سألت عن معايير السعادة لديك، وهل يمكن ان تلمسيها في حياة هذه الشخصية التي تمدحينها؟ هنا يأتي الجواب مختلف بعض الشيء، لأن معايير السعادة اليوم غير التي كانت لدى فاطمة في تلك الفترة، فما قدمته لنا، عليه السلام، من معايير وموازين نزن بها السعادة، تفيد المرأة في تلك الفترة والى يومنا هذا، والى يوم القيامة، لأنها تأخذ ترتكز على القيم الأخلاقية والدينية، والمشاعر الانسانية، وليس على المظاهر المتغيرة التي تنتجها الرغبات النفسية والمصالح الشخصية للبشر.

مثلاً؛ أن تختار المرأة أي عمل او مهنة تهواها، يمثل مصدر ارتياح، وشعور بالسعادة والفخر بينها وبين نفسها، وبينها وبين الآخرين بأنها حققت طموحها وآمالها بالوصول الى ما تريد وترغب، وكذا الحال بالنسبة لمسألة استقلال المرأة اقتصادياً بامتلاكها مورد مالي خاص يفصلها عن المورد المالي لزوجها وحتى أبيها، يمكّنها من الخروج بكل فخر واعتزاز الى الاسواق والمطاعم لتشتري ما تُحب ويلبي رغباتها، وتأكل ما لذّ وطاب، وتفعل كل ما يحلو لها.

نحن جميعاً نحب فاطمة بنت رسول الله، ونعبر عنه في مظاهر مختلفة؛ من الفرح في ذكرى مولدها، والحزن في ذكرى استشهادها، والحضور في مجالس الذكر الخاصة بها، بل حتى ثمة من يقرأ ما كُتب عنها، وأكثر؛ من ينظم الشعر –من الرجال والنساء- في مدحها أو رثائها، بالمقابل هي أيضاً تحب جميع الناس؛ من ابناء جيلها و زمنها، والى هذا اليوم، والى يوم القيامة، فهي كالشمس سخية بما تضيء للناس طريق السعادة في هذه الحياة، إنما الذي يفصلنا عن هذه الشخصية العظيمة؛ المظاهر الخادعة والمغريات التي يتصور البعض أنها تصنع المرأة العصرية ذات التفكير الحديث، والتي تكون قادرة على تحقيق ما يريد.

إن الزهراء، سلام الله عليها، لم تُخلق لتجرع الأحزان الآلام، وحاشا الله –تعالى- أن يكلف الانسان ما لا طاقة له، إلا أن يكون جهاداً وقتلاً في سبيله، فما بالنا بامرأة هي من أزكى وأنقى وأطهر ما خلقه الله –تعالى- إنما الظلم والطغيان هو الذي وضعها في تلك المواقف التي سوّدت صفحات التاريخ، بل العكس؛ خلقت لتكون رمزاً للرقّة والعفاف، والأمومة، والتربية الحسنة، وللحياة الزوجية الناجحة، وإلا فانها كانت سعيدة الى جانب أولادها و زوجها أمير المؤمنين، وفي ظل أبيها رسول الله، وقد كتب الكثير عن قناعة فاطمة و رضاها بما قسمه الله لها، و زهدها، و كرمها.

فمن يبحث عن السعادة والحب والاستقرار النفسي ما عليه إلا يقترب من هذه السيرة، ويقرّب حياته منها ايضاً من خلال تكريس الحب والولاء لهذه السيدة العظيمة، "فالمحب يندفع شعورياً او لا شعورياً وبأيحاءات من الوعي الباطن نحو التأسّي بمن أحب، او حسب تعبير علماء النفس؛ "تقمص" شخصية المحبوب، وكلما ازداد الانسان حبّاً ازداد اتباعاً وولاءً وعطاءً، وكلما ترسخ الحب في أعماق كيانه وتجذر أكثر فأكثر، تأقلمت حياته وتحددت مسيرته على ضوء إشعاعات ذلك الحب، أكثر فأكثر". (شعاع من نور فاطمة- آية الله السيد مرتضى الشيرازي).



td `;vn hgw]drm hg.ivhx , H.lm hgfpe uk hgr],m lpl]



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة النبي الاكرم محمد صلى الله على محمد وعلى ال محمد الطيبين الطاهرين رجل متواضع الرسول الاعظم محمد (ص) 3 2020/10/17 01:17 PM
(( اولنا محمد اوسطنا محمد اخرنا محمد )) طبع الشمع سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2015/10/02 11:56 AM
فضل شهر شعبان والنبي محمد صلى الله على محمد وعلى ال محمد رجل متواضع المواضيع العامة 2 2015/05/29 02:01 PM
الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله على محمد وآل محمد رجل متواضع الرسول الاعظم محمد (ص) 3 2015/02/19 06:32 PM
لماذا ياوهابية تصلون على محمد وال محمد في التشهد وتبترون ال محمد خارج الصلاة عصر الشيعة الحوار العقائدي 8 2014/03/26 12:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |