2014/02/02, 11:08 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
ما نقله طاووس الفقيه عن الامام السجاد (ع )
بسم الله الرحمن الرحيم قال عبد الله بن مبارك : حججت بعض السنين إلى مكة فبينما أنا سائر في عرض الحاج وإذا صبي سباعي أو ثماني ؟ وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة فتقدمت إليه وسلمت عليه ، وقلت له : مع من قطعت البر ؟ قال : مع البار فكبر في عيني ، فقلت : يا ولدي أين زادك وراحلتك ؟ فقال : زادي تقواي ، وراحلتي رجلاي ، وقصدي مولاي ، فعظم في نفسي ، فقلت : يا ولدي ممن تكون ؟ فقال : مطلبي ، فقلت : أبن لي ؟ فقال : هاشمي ، فقلت : هاشمي ، فقلت : أبن لي ، فقال : علوي فاطمي فقلت : يا سيدي هل قلت شيئا من الشعر ؟ فقال : نعم ، فقلت : أنشدني شيئا من شعرك ، فأنشد : لنحن على الحوض رواده نذود ونسقي وراده وما فاز من فاز إلا بنا وما خاب من حبنا زاده ومن سرنا نال منا السرور ومن ساءنا ساء ميلاده ومن كان غاصبنا حقنا فيوم القيامة ميعاده ثم غاب عن عيني إلى أن أتيت مكة فقضيت حجتي ورجعت ، فأتيت الأبطح فإذا بحلقة مستديرة ، فاطلعت لأنظر من بها فإذا هو صاحبي ، فسألت عنه فقيل :هذا زين العابدين طاووس الفقيه : رأيته يطوف من العشاء إلى سحر ويتعبد ، فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه ، وقال :إلهي غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد في عرصات القيامة ، ثم بكى وقال : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به علي ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك ، إذا قيل للمخفين جوزوا ، وللمثقلين حطوا ، أمع المخفين أجوز ؟ أم مع المثقلين أحط ؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، أما آن لي أن أستحي من ربي ؟ ! ثم بكى وأنشأ يقول : أتحرقني بالنار يا غاية المنى فأين رجائي ثم أين محبتي أتيت بأعمال قباح زرية وما في الورى خلق جنى كجنايتي ثم بكى وقال : سبحانك تعصى كأنك لا ترى ، وتحلم كأنك لم تعص تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر إلى الأرض ساجدا ؟ قال : فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده ، فاستوى جالسا وقال : من الذي أشغلني عن ذكر ربي ؟ فقلت : أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع ؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون ، أبوك الحسين بن علي وأمك فاطمة الزهراء ، وجدك رسول الله ! ؟ قال : فالتفت إلي وقال : هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي وأمي وجدي خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن ، ولو كان عبدا حبشيا ، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالى " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " هذه الأبيات أنشدها الإمام زين العابدين ولم ينشئها . قال ابن كثير الشامي في تاريخه البداية والنهاية ج 9 ص 109 : وروى الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن عبد الله المقرى ، حدثني سفيان بن عيينة عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحاسب نفسه ويناجى ربه : يا نفس حتام إلى الدنيا سكونك ، والى عمارتها ركونك ، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ، ومن وارته الأرض من آلافك ؟ ومن فجعت به من إخوانك ، ونقل إلى الثرى من أقرانك ؟ فهم في بطون الأرض بعد ظهورها محاسنهم فيها بوال دواثر خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم وساقتهم نحو المنايا المقادر وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها وضمتهم تحت التراب الحفائر كم خرمت أيدي المنون ، من قرون بعد قرون ؟ وكم غيرت الأرض ببلائها ، وغيبت في ثرائها ممن عاشرت من صنوف وشيعتهم إلى الأرماس ، ثم رجعت عنهم إلى عمل أهل الافلاس : وأنت على الدنيا مكب منافس لخطابها فيها حريص مكاثر على خطر تمسى وتصبح لاهيا أتدري بماذا لو عقلت تخاطر وان امرءا يسعى لدنياه دائبا ويذهل عن أخراه لا شك خاسر فحتام على الدنيا اقبالك ؟ وبشهواتها اشتغالك ؟ وقد وخطك القتير ، وأتاك النذير وأنت عما يراد بك ساه ، وبلذة يومك وغدك لاه ، وقد رأيت انقلاب أهل الشهوات ، وعاينت ما حل بهم من المصيبات : وفى ذكر هول الموت والقبر والبلى عن اللهو واللذات للمرء زاجر أبعد اقتراب الأربعين تربص وشيب قذال منذر للكابر [ للأكابر ] ظ كأنك معنى بما هو ضائر لنفسك عمدا عن الرشد حائر انظر إلى الأمم الماضية ، والملوك الفانية ، كيف اختطفتهم عقبان الأيام ، ووافاهم الحمام ، فانمحت من الدنيا آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم ، وأضحوا رمما في التراب إلى يوم الحشر والمآب مناقب ابن شهرآشوب : ومما جاء في صدقته ما روي في الحلية وشرف النبي والأغاني وعن محمد بن إسحاق بالاسناد عن الثمالي ، وعن الباقر إنه كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ، قال أبو - حمزة الثمالي وسيفان الثوري كان يقول : إن صدقة السر تطفئ غضب الرب . الحلية والأغاني عن محمد بن إسحاق إنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل . وفي رواية أحمد به حنبل عن معمر ، عن شيبة بن نعامة : أنه كان يقوت مائة أهل بيت بالمدينة ، وقيل : كان في كل بيت جماعة من الناس . الحلية قال : إن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون : ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين . وفي رواية محمد بن إسحاق إنه كان في المدينة كذا وكذا بيتا يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم ، فلما مات زين العابدين فقدوا ذلك فصرخوا صرخة واحدة . وفي خبر : عن أبي جعفر إنه كان يخرج في الليلة الظلماء ، فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا بابا ، فيقرعه ثم يناول من كان يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ، الخبر . وفي خبر : أنه كان إذا جنه الليل ، وهدأت العيون قام إلى منزله ، فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله ، وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثم ، ويفرق عليهم ، وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا به ، وقالوا : جاء صاحب الجراب . الحلية قال الطائي : إن علي بن الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل قبله ثم ناوله . شرف العروس : عن أبي عبد الله الدامغاني أنه كان علي بن الحسين يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " وكان : يحبه . الصادق إنه كان علي بن الحسين يعجب بالعنب فدخل منه إلى المدينة شئ حسن ، فاشترت منه أم ولده شيئا وأتته به عند إفطاره فأعجبه ، فقبل أن يمد يده وقف بالباب سائل ، فقال لها : احمليه إليه ، قالت : يا مولاي بعضه يكفيه قال : لا والله وأرسله إليه كله ، فاشترت له من غد وأتت به فوقف السائل ، ففعل مثل ذلك فأرسلت فاشترت له ، وأتته به في الليلة الثالثة ولم يأت سائل فأكل وقال : ما فاتنا منه شئ والحمد لله . الحلية قال أبو جعفر : إن أباه علي بن الحسين قاسم الله ماله مرتين . الزهري : لما مات زين العابدين فغسلوه ، وجد على ظهره مجل فبلغني إنه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل . الحلية قال : عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره وقالوا : ما هذا ؟ فقيل : كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة . وفي روايات أصحابنا : إنه لما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء . المصدر - مؤسسة السبطين العالمية lh krgi 'h,,s hgtrdi uk hghlhl hgs[h] (u ) |
2015/08/23, 01:36 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقام السيدة شهربان والدة الامام السجاد ابن الامام الحسين | احمد الكعبي | المـدن والأماكن المقدسة | 16 | 2015/09/19 01:19 PM |
طاووس و الامام زين العابدين (عليه السلام) | ابوشهد | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 5 | 2015/08/23 01:37 PM |
روائع الحكم القصار « من تراث الامام « الامام السجاد (ع) | كربلائية الهوى | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2013/12/15 12:59 PM |
طاووس و الامام زين العابدين (عليه السلام) | شجون الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 4 | 2013/11/26 10:01 PM |
الامام السجاد يتحدث عن الامام المهدي (عج) | عاشقة الحسين | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 5 | 2012/08/07 02:07 PM |
| |