Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/29, 05:30 PM   #11
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي



( السيد / باسل بن خضراء الحسني )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : فلسطيني الأصل ، ولد عام 1969م في سوريا بحلب ، نشأ في أسرة تعتنق المذهب الحنفي ، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة معهد متوسط للكهرباء بصفة مساعد مهندس.

تفتح آفاق الرؤية : يقول السيد باسل حول بداية إنفتاحه على الآفاق الواسعة من الوعي والمعرفة : كنت في المرحلة الإعدادية حيث بدأت أعي ما حولي وبدأ معي شعور معرفة من أنا ، ثم بدأت بالتدريج نحو إكتشاف الحياة ماضيها وحاضرها ، ولم أكن متعصّباً بالمفهوم السائد ، وكان دأبي التحسّب لكل خطوة أخطوها أو كل كلمة أقولها.

ويضيف السيد باسل: ومن خلال البحث وجدت نفسي أنني أعيش في أجواء قد هيمن عليها التعتيم والتضليل وإحتكار العلم ، ورأيت المعتقد الذي أنا عليه لم يصل إليّ إلاّّ عن طريق الوراثة والتقليد والتبعية ، ورأيت نفسي مصداقاًً لقوله تعالى حول التبعية العمياء : إنا وجدنا ءَابآءنا على أمة وإنا على ءَإثرهم مهتدون ، فرفعت يدي بالدعاء إلى الباري عز وجلّ لينقذني مما أنا عليه ، فسرعان ما جاءت الإجابة ، فتوفرت لي ظروف أدخلتني في دائرة البحث والخوض في غمار تاريخنا الإسلامي ، فدققت وتابعت وسألت وواجهت حتى إنتبهت لأمور كنت بعيداًًً عنها وغافلا ، عن عمقها.

معرفة عودة نسبه إلى الشجرة النبوية : يقول السيد باسل حول كيفية تعرف عائلته على صلة نسبهم بالشجرة الحسنية المباركة : في سنين مضت ذهبت مع والدي لزيارة أحد أقربائنا العائد من فريضة الحج ، فتبيّن لنا أنّه قد إكتشف هناك أن أصولنا تنتهي إلى المغرب وترتبط بالشجرة الحسنية الشريفة ثم ذكر قريبي أنّه قرر السفر إلى المغرب للإستطلاع حول هذا الأمر ، وفعلاً سافر قريبي إلى المغرب وغاب مدة شهر ، ثم عاد وهو يحمل صكاً بالإعتراف من قبل المملكة المغربية بتابعيتنا لهم.

ويضيف السيد باسل : إن ما شّد إنتباهي لهذه القضية أنّه كيف يعود نسبنا إلى الشجرة النبوية الحسنية المباركة! وما علاقة وجودها في المغرب مع علمي أن رسول الله (ص) بالمدينة المنوّرة ، ولماذا تشتّت هذه العائلة وتفرقت بين الشرق والغرب؟ فسألت قريبي : فوجدته يتهرب من الإجابة!.

ثم سافر أبي أيضاًًً إلى المغرب للحصول على صك آخر ، أو ما يقال : في العرف الحالي الجنسية ، وكان ذلك عام 1980م ، وكنت أنا في الصف الثاني الإعدادي ، ودام سفره شهراًًً إلاّّ بضعة أيام ، ثم عاد ومعه الجنسية المعترف فيها أننا من أنساب العائلات الحسنية ، ففرحت بذلك ولا سيما حينما رأيت إسمي مدوّن معه ، ثم تبادر إلى ذهني السؤال القديم ، فوجهته إلى والدي ولكنه أيضاًًً لم يجبني على ذلك.

الإهتمام بالكتب الدينية : بعد أن تبيّن للسيد باسل أنه من ذرية رسول الله ومن سلالة أهل البيت (ع) حفّزه هذا الأمر على البحث والإهتمام بما له صلة بالدين ، ويقول السيد باسل حول كيفية حصوله على أول كتابي إسلامي والنتائج التي أعقبت مطالعة هذا الكتاب : أنه صادف في إحدى جولاته في دمشق أن وقع نظره على واجهة إحدى المكتبات فرآى كتاب " النهاية في الفتن والملاحم " لإبن كثير الدمشقي. فسأل البائع ، عن مضمون ومحتوى الكتاب ، فقال له البائع : إن هذا الكتاب يحتوي على مجموعة من الأحاديث النبوية حول الأحداث التي سوف تحدث بعده إلى قيام الساعة ، وأضاف له قائل : إن هذا الكتاب يعدّ من الكتب الموثقة والجيدة والكاتب من المعروفين القدماء.

يقول السيد باسل : وقع حبّ ذلك الكتاب في قلبي ، وشعرت أنني لا أستطيع الإستغناء عنه ، فسألت البائع عن ثمن الكتاب فلما أخبرني : بذلك تراجعت قليلاً إلى الوراء لعدم وجود ما يكفي لشرائه حيث كنت في فترة لم أعمل بها ، فتحيّرت في أمري ، وبدأت أفكر عن المصدر الذي يمكّنني من خلاله الحصول على هذا المبلغ ، فطلبت من والدي هذا المبلغ لشراء ذلك الكتاب ، لكنّه حبّذ أن يكون إهتمامي بشراء الملابس أو بعض الأطعمة الخفيفة التي يفضّلها الشبان ، فلم يجد السيد باسل بُداً سوى البحث عن عمل يوفر له المال الذي يريده ، فذهب إلى أحد أقربائه الذي كان له دكان خاص بالإصلاحات الكهربائية ، وطرح عليه فكرة العمل عنده ، فقبل قريبه ذلك ، ومن هنا تمكّن السيد باسل من الحصول على ذلك المبلغ وشراء ذلك الكتاب.

ويقول السيد باسل : أخذت الكتاب وإنصرفت إلى المنزل وكانت فرحتني غامرة ، حيث أنني كنت لأول مرة أشتري بها كتاباًًً إسلامياً يحتوي على عدد من أحاديث رسول الله (ص) ، فقد كنت بالسابق إقرأ قصص وروايات تعني بالقضايا البوليسية والأمور الصناعية.

أول حديث نبوي قربني إلى التشيّع : يقول السيد باسل : إنّ أول حديث نبوي لفت إنتباهي من الكتاب الذي إشتريته ، هو إشارة النبي (ص) إلى أنّ إثني عشر خليفة قرشياًً سيلون أمر الأمة الإسلامية ، ورغم أنني أنهيت قراءة الكتاب ولكنّ هذا الحديث بقي في خاطري وبدأت أستفسر : من هم الإثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ ، فتلقيت إجابات عديدة من بعض مشايخ أهل السنة من قبيل مدير معهد شرعي في منطقتي دوما حيث أنني خضت معه حواراً حول هذا الحديث وغيره ، فلم يفصح لي ، عن مدى مصداقية الأحاديث أو نفيها ، بل صاح بي وطردني من المسجد! وبدأت أحث الخطى في مناقشة أعلام السنة مثل الدكتور : محمد رمضان البوطي " ، والشيخ الأرناؤوط ، والشيخ :الألباني ، عندما أقام في سوريا لفترة ، والشيخ : محمود الحوت ، مدير معهد شريعة في حلب ، والشيخ : زكريا ، خطيب أحد المساجد في قرى حلب ، وجرى الحوار حول الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومدى مصداقيتها.

إلى أن قدّم أحد الأخوة الجزء السادس من كتاب البداية والنهاية لإبن كثير الدمشقي ، وتساءلت في نفسي لماذا إختار لي هذا الجزء بالتحديد وعندما قرأته ووصلت إلى حوادث سنة 40هـ و61هـ ومقتل الإمام علي (ع) ومقتل الإمام السبط الحسين (ع) خنقتني العبرة ، وذرفت عيناي الدموع ، وتبيّن لي أن خلف الستار أموراًً كثيرة لم تتضح لنا بعد.

مواصلة البحث : يقول السيد باسل : واصلت بحثي حول الخلفاء بعد الرسول (ص) ، إلى أن واجهت حديث الثقلين وخطبة الرسول الأعظم يوم غدير خم ورزية الخميس ، فدفعتني شكوكي لطلب الإستيضاح من هذه الروايات عند بعض علماء السنة المعاصرين ، فمنهم من إثبت ، ومنهم من طلب مني عدم الخوض في هذا المجال ، لأنها : أمور جرت في الماضي ، ولكن لم أجد من يشكك في مصداقيتها.

ويضيف السيد باسل : بقيت على هذه الحالة إلى أن صادف أن زرت أحد العلماء السادة من معتنقي مذهب أهل البيت (ع) وهو السيد " عبدالمحسن السراوي " ، فسألته حول بعض الشبهات التي تلقى حول عقائد الشيعة ، فبيّن لي المنهج الصحيح والفكر الرشيد عند أهل البيت (ع) ثم قام بدرء الشبهات التي ذكرتها له ، فهنالك حصص الحق ، وتبين لي الواقع وإتضحت لي الأمور ، فلم أجد بداً سوى إتخاذ قراري النهائي بشأن المذهب الذي ينبغي لي أتباعه.

إعلان الاستبصار في مقام السيدة زينب : يقول السيد باسل : بعدما تبيّن لي الحق وعرفت المسلك الصحيح من الخاطىء ذهبت إلى مقام السيدة زينب (ع) وطلبت الإذن منها للدخول وأعلنت ولائي لأهل البيت (ع) وبراءتي من أعدائهم والذين ظلموهم ، فدمعت عيناي وندمت على ما فاتني ، ولكنني فرحت أن هداني الله وأحسن عاقبتي في نهاية أمري.

مؤلفاته : ومن النهاية كانت البداية : مخطوط.
سوف يصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين يذكر المؤلف في هذا الكتاب كيفية رحلته من المذهب الحنفي إلى المذهب الشيعي الإثنى عشري ، ويذكر قصة إستبصاره من أولها إلى آخرها مع تبييّن الأدلة التي إعتمد عليها والبراهين التي أخذت بيده وإنتشلته مما كان فيه ، ويذكر ما لاقاه في رحلته هذه ، ويشرح الحوارات التي جرت بينه وبين مشايخ أهل السنة ، والموانع والعقبات التي لاقاها في طريقه إلى الإستبصار ، وغير ذلك من الأمور المرتبطة بقصة إستبصاره.

وقفة مع كتابه : ومن النهاية كانت البداية ، يتحدّث المؤلّف ، عن هذا العنوان ، فيقول : قد يستغرب البعض من هذه المقولة ، أو يجد بها غموضاً لا تفسير له ، لكن من يقرأ السطور القادمة يكتشف مدى صدقي فيها ، وربما يمر بمثل هذه الحالة مع بعض الفروقات الثانوية ، فالنظرية الحاضرة الآن وفي كل وقت تقول : إنّ كل بداية لابد لها من نهاية ، أو من بدأ عمل لابد أن ينهيه ، والنهاية دائماًً تكون نتاجاً للبداية ، من يزرع قمحاً يرى قمحاً وليس شعيراً ، ومن يزرع خيراًًًً يحصد الخير ، الواقع أن ما حدث معي إن من النهاية كانت البداية وإنعكست عندي النظرية الشهيرة من البداية تأتي النهاية ، إن النهاية فتحت لي آفاقاً واسعة ، وكانت صدفة ليس أكثر وضعت أمامي تساؤلات عديدة تكللت فيما بعد بالإجابة بعد بحث وسعي ومتابعة مضنية.

في إحدى جولاتي في دمشق صدف أن وقع نظري على كتاب في إحدى واجهات المكتبات وهو كتاب النهاية في الفتن والملاحم لإبن كثير الدمشقي ، فدخلت وسألت البائع وهو رجل متوسط في العمر : فقلت له : مامعنى الفتن والملاحم؟ فأجاب مع ابتسامة خفيفة تبين مدى جهلي : إنّ هناك أموراًً حدّث عنها رسول الله (ص) ستحدث بعده إلى قيام الساعة ، وأضاف البائع أن هذا الكتاب يعد من الكتب الموثقة والجيدة ، والكاتب من المعروفين القدماء .

حديث الإثنى عشر خليفة : يتابع المؤلف كلامه السابق ويقول : أخذت الكتاب وإنصرفت إلى المنزل ، فبدأت بأوّل الفهرس وإذا بي أتوقف إمام عنوان شدني إليه ، وهو إشارة نبوية إلى أن إثنى عشر خليفه قرشياًً سيلون أمر الأمة الإسلامية ، وفجأة بدأت أحسب عدد الخلفاء قبل أن أتوجه إلى الصفحة المشار إليها ، وقلت : إن الخلفاء أربعة هم : أبوبكر وعمر ، وعثمان ، وعلي (ع) فكيف يكونون إثنى عشر خليفة ؟! فعدت وجمعت الخلفاء إلى دولة بني أمية ، فظهر لي أنهم أكثر من العدد المذكور! وتفحصت أسماء خلفاء بني العباس وجمعتهم ولم أجد حل للحدّ المطلوب ، فقلت : ماهذا اللغز المحيّر؟ علي : أن أسأل أحد له إطلاع على الأمر ، لكن علي : أن إقرأ الحديث لعلي أجد مبتغاي ، وفتحت الصفحة المطلوبة وأنقل لكم ماقرأته حرفيّاً تتميماً للفائدة ، ثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير ، عن جابر ، عن الرسول الأكرم (ص) : لا يزال هذا الدين عزيز أو قائماًًً حتى يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وهؤلاء المبشر بهم في الحديث ليسوا الإثنى عشر الذين زعم فيهم الروافض ، هذا كلّه قول إبن كثير في كتابه النهاية.

ولا أخفي عليكم إستوقفتني آخر جملة في الحديث ، وهي وجود دلالة ما على أن هناك إثنى عشر خليفة عند الروافض ، فسألت نفسي من هم هؤلاء الذين دعوا بهذا الإسم ؟ وما هو قولهم في الخلفاء الإثنى عشر لديهم؟! حاولت البحث عن حديث آخر يساعدني على حلّ اللغز لكن دون جدوى.

توجهت إلى أحد أقربائي وهو شيخ العائلة كما يقال : ويدعى بالشيخ " أبوفيصل " وطرحت عليه السؤال التالي : من هم الإثنى عشر خليفة المنصوص عليهم حسب الحديث؟ فأجابني : إنّ الخلفاء هم الأربعة الراشدين ، والحسن بن علي (ع) وعمر بن عبد العزيز من الدولة الأموية ، فقلت له : هؤلاء ستة فأين البقية؟! فقال لي : لم يظهروا بعد مع إختلاف أن هناك من أتمهم إلى الرقم المطلوب ، فقلت له : هل الأمر مزاجي أضع من أحب وأحجب من لا أحب؟! وعاد وقال : الثابت عندي أنهم ستة ، وهم ما عددتهم لك! فقلت : من أين ثبت لك هذا؟ فأجاب أحيلك إلى صحيح البخاري ومسلم ستجد الشرح الوافي ، فطرحت عليه سوآلاًً آخر : من هم الروافض ومن هم الإثنى عشر خليفة الذي يستندون عليهم؟ ، وعندها إلتفت إليّ وقال : هذا الأمر لا علاقة لي به ، وأرجوإن لا تخوض بالأمر كذلك ، وهذا الحديث مدسوس!! ، عندها تيقنت أن اسألتي لم تجد إجابة شافية ، وربما سيأتي يوماًًً أجد لها إجابة!.

ثم يذكر المؤلف إنه التقى بعد فترة بأحد السادة من علماء الشيعة وجرى بينهما الحوار التالي بشأن هذا الموضوع : قلت : سيدي وجدت حديث " إثنى عشر خليفة " في كتاب " النهاية " لإبن كثير ، والحقيقة إنني بحثت حسب إمكاناتي وسألت عدداًً من الأساتذة ولي قريب خطيب جمعة ولكن لم أجد لهذه إجابة مقنعة ، منهم من تهرب من تفسيره ، ومنهم من عد لي الخلفاء حتى تجاوزوا الإثنى عشر ، ومنهم من التقط أسماء من كل عصر رجل أو إثنين ، ولكن لم أقتنع ، وهذه الأحاديث وجدت لها مشابه في البخاري ومسلم مع بعض الإختلاف أرجو أن تفيدني.
السيّد : الصحيح ليس فقط البخاري ومسلم وإبن كثير الذين ذكروا هذا الحديث ، إذكر لك على سبيل المثال الحمويني في كتابه فرائد السمطين ، والخوارزمي في المثالب ، ومقتل الحسين ، والثعلبي في تفسيره وغيرهم كلهم ، قالوا : أو نقلوا ، عن رسول الله (ص) حديث إثنا عشر خليفه كلهم من قريش ، وجاءت روايات أخرى " كلهم من بني هاشم ".
وإذكر لك حديثاًًًًً من كتاب ينابيع المودة للقندوزي الحنفي وهو من علماء السنة نقلاًًً عن الإمام علي (ع) قال رسول الله (ص) : لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمتي رجل من ولد الحسين يملأ الأرض عدلاًًً كما ملئت ظلماًًً وجوراًًً ، وعن عباية بن ربعي ، عن جابر قال : قال رسول الله (ص) : أنا سيد النبيين ، وعليّ سيد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي إثنا عشر ، أولهم علي ، وآخرهم القائم المهدي ، قلت : لقد قرأت بعض هذه الأحاديث من الكتاب الذي ذكرته في زيارتي للمكتبة ، هل معنى هذا أن هناك خلفاء غير الخلفاء الراشدين؟! وهل يدخل أصحاب المذاهب الأربعة في هذا الحديث؟ علماًً أنني قرأت أن بعض هؤلاء تتلمذوا على يد أحد أبناء الإمام علي (ع).

السيّد : كما قلت لك : إنّ الأئمة الإثنى عشر (ع) هم أوصياء رسول الله (ص) ، وقد نص عليهم من الله سبحانه ، وهم من أبناء الإمام علي (ع) ولادخل لأبي بكر وعمر وعثمان بالموضوع ، ولا أئمة المذاهب السنية الأربعة لذلك وإن تتلمذوا عند بعض أئمة أهل البيت (ع) ولأنهم خرجوا من اطار المدرسة الإمامية ، وتركوا الأصول الفقهية ، وعملوا بالقياس العقلي ، والإستحسان النظري ، حتى أن بعضهم إجتهد مخالف النصوص الجلية فوقعوا في لبس التضليل ، قلت: فمن هم أئمة أهل البيت (ع) الذي يتبعهم الشيعة أرجوا إيضاح أسمائهم إذا تكرمت؟!.
السيد : ورد حديث متواتر ، عن رسول الله (ص) لدينا محدداً أسمائهم بل وحتى صفاتهم أذكرهم لك : 1 ـ علي بن أبي طالب ( أمير المؤمنين ) 2 ـ الحسن بن علي ( السبط ) ، 3 ـ الحسين بن عليّ ( سيد الشهداء ) ، 4 ـ علي بن الحسين ( زين العابدين ) ، 5 ـ محمد إبن علي ( الباقر ) ، 6 ـ جعفر بن محمد ( الصادق ) ، 7 ـ موسى بن جعفر ( الكاظم ) ، 8 ـ علي بن موسى ( الرضا ) ، 9 ـ محمد بن علي ( الجواد ) ، 10 ـ علي بن محمد ( الهادي ) ، 11 ـ الحسن بن علي ( العسكري ) ، 12 ـ المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ).
مصداقية صحيح البخاري : يورد المؤلف في كتابه تجربة مرت به أثناء بحثه ، عن الحق مع أحد الشيوخ وكان موضوعها صحيح البخاري الذي إعترض المؤلف على بعض أحاديثه لمنافاتها العقل وللتناقضات الموجودة في بعضها عندما تقارن بالبعض الآخر فكان هذا الحوار بينهما :
توجهت إلى أحد المشايخ في منطقتي وهو خطيب ومدرس في أحد المعاهد الشرعية ، بدأت أستمع للدرس الذي يلقيه الشيخ وكان حول تفسير سورة " ألم نشرح " ، فقال الشيخ : يقول المفسرون أن النبي (ص) عندما كان في البادية عند مرضعته حليمة السعدية (ر) إذ جاءه شخصان وطرحاه أرضاًً على ظهره ، ثم شقا بطنه وإستخرجا حظ الشيطإن منه ، ثم خاطا الجرح وذهباً ، صدقاً أنني لم أستسيغ الرواية لأنني أحسست أن بها غلواً وشيئاً لايقبله العقل ، فوقفت على الفور طالباًً السؤال وسمح لي الشيخ بعد طلبي الملح بالسؤال.
قال الشيخ : مالك يابني هل تريد السؤال عن شيء؟.
قلت : هل هذه الرواية موجودة في غير كتب التفسير التي ذكرتها؟.
الشيخ : نعم هذه القصة مذكورة في كتب السير مثل سيرة إبن هشام وغيرهما.
قلت : وسند هذه الرواية هل هو صحيح؟!.
الشيخ : نعم وهل تشكك بقول العلماء القدامى الذين هم أفضل مني ومنك؟!.
قلت : هناك أحاديث لا يقبلها عقل ولا حتى دين ، وهذه الرواية يبدو إنّها من جملة تلك الأحاديث.
قال الشيخ : عليك أن تستمع فقط ، وإذا وجدت شيئاًًً عليك السؤال للاستفسار ، ثم يبدوإنك تجهل أموراًً كثيرة.
قلت : نعم وللأسف يبدو إنني أجهل حقيقة ديني والدعوة المحمدية ، ثم كيف عليَّ الإستماع فقط دون أن أسأل وأقدم وجهة نظري! هل هو كأس ماء علي شربه دون أن أعرف ما طبيعة الماء فيه!! أم هو حشو أفكار فقط ، وعلينا التصديق والتسليم ، كيف أقبل أن أستمع لرواية لا أجد فيها إلاّ طعناً بالنبي (ص) وخلقه ، ثم إنكم تحدثون هذه القصة ، ثم بعد ذلك تقولون أن الشيطان إعترض رسول الله (ص) في صلاته ، أو إنه نسي آية من القرآن تذكرها عندما سمع أحد القارئين لها كيف ذلك؟!.
الشيخ: هذه أفكار مغلوطة ، ويبدوإن أحد مانقل لك أحاديث ملفقة وسمم أفكارك بها ، فاحذر يا بنيّ.
نظرت إلى الحاضرين ، وقلت له : مارأيك بصحيح البخاري فضيلة الشيخ؟!.
الشيخ : لقد قال النووي في كتابه التقريب : إن أول مصنف في الصحيح المجرد : هو صحيح البخاري ، ثم صحيح مسلم ، وهما أصحّ الكتب بعد القرآن والبخاري أصح كتاب وأكثر فائدة.
ويقول أحدهم : إذا قرىء صحيح البخاري في بيت ثلاثة أيام حفظ أهله من الطاعون ، وأنه ما قرى في سفينة إلاّّ حفظت من الغرق ، ولا مجال للطعن فيه لأن أحدهم رأى النبي (ص) في نومه وقال له أبلغ محمد بن إسماعيل " أي البخاري " مني السلام وذلك في عصر البخاري.
قلت : إذا هذه الأفكار التي قلتها من البخاري والأفكار التي طرحتها أنا أيضاًً نقلت : من البخاري ، وها هو معي جزء منه ، وتقدمت ووضعته أمامه ، وقلت له: هل قرأت صحيح البخاري كاملاًً؟.
الشيخ : نعم أنا ما وصلت لهذه المرحله إلاّ وقرأت الصحاح كلها مع السير.
قلت : لم تمر معك رواية سباق الجري بين النبي (ص) وزوجته تاركين الجيش يسير وحيداً ، ولم يأتك بالحديث أن المغنيات يغنين إمام النبي (ص) وزوجته السيدة عائشه؟ ألم؟! ألم؟!!! طرحت الأحاديث عليه.
وضجّ الحاضرين بالكلام هل هذا معقول ما يرويه؟! هل صحيح ما يقوله هذا الشاب؟؟.
نهض الشيخ من كرسيه ، وقال : للحاضرين : إهدأوا إن هذا الشاب يحمل أفكاراً مسمومة ، بها رائحة الفتنة ، وربما إنه التقى مع هؤلاء الشيعة!!!.
فقلت : لاحد الشبان الجالسين : أرجو أن تفتح المجلد بباب النكاح وأقرا حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء ، وبدأ الشاب يقرأ، قلت له : إقرأ بصوت عال حتى يسمع الجميع : جاء النبي (ص) فدخل حين بُني عليّ فجلس على فراشي وجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر ، وقالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد.
وقلت للحاضرين : ما رأيكم بهذا الحديث النبي (ص) يحضر حفلة زفاف وغناء! فهل يعقل هذا؟! هل تفعلون أنتم ذلك؟!..
قال الشاب: لا نفعل ، لا يجوز الاختلاط بنساء أجنبيات!!!.
قلت : كيف إذا ينسبون للنبي (ص) ذلك؟!.
يافضيلة الشيخ إذا كانت أفكاري مسمومة بردي على هذه الأحاديث ، فهو نابع من حرصي على كرامة النبي (ص) ، وكيف لا أرض ذلك على نفسي وأرضاه للنبي (ص) وأما الفتنة فهي السكوت على أحاديث باطلة شرعاًًً وعرفاً ، وأما ماذكرته أنني ألتقي مع الشيعة ، فأنالم ألتقي مع أحد منهم ، وإذا كان هذا رأيهم مثلي فإننا نتفق على ردّ هذه الأحاديث الضعيفة الباطلة.

غبار دخل أنف فرس معاوية!! : وهذا حوار آخر للمؤلف مع أحد الشيوخ حول " الصحابي " معاوية بن أبي سفيان ، يقول : سمعت يوماًًً من أحد أبناء " حلب " أن هناك شيخ خطيب فصيح يخطب في كل يوم جمعة بالناس ، وإنهم ليتسابقون إلى مسجده وسماع خطبته ، فدفعني الفضول لسماع إحدى خطبه.
وللصدفة كانت خطبته تتكلم عن صحابي من الصحابة ، حيث كان أخذ على عاتقة أن يتحدث كل يوم جمعة ، عن واحد ، عن الصحابة ، وصحابي اليوم هو معاوية إبن أبي سفيان ، فبدأ يسرد قصة إسلام معاوية ، وأنّه كان كاتب الوحي عند رسول الله (ص) ، وقد بشره بالجنة وبالخلافة والملك ، وبدأ يعد مناقب مختلفة كثيرة وأنه من الصحابة المجتهدين ، وتكلم ، عن فقهه وعن حربه ، وإن كان حارب الإمام علي (ع) فهو إجتهد وأخطأ وله أجراً لأن الله سبحانه لا يضيع أجراً العاملين!.

كل هذا وأنا جالس أستمع اليه وأعد الدقائق لإنتهاء خطبته العصماء كي أجد فرصة من لقائه ، وإنتهت الخطبه وقام للصلاة ووقفت جانباً حتى إنتهوا ، بدء طلابه الخلصاء بتقبيل يديه ، فاقتربت منه وسلمت عليه فرد السلام ، فطلبت منه أن أطرح بعض الأسئلة فحاول الإعتذار ، ولكن قلت له : إنّ خطبتك أعجبتني كثيراًًً ولي بعض التعليقات عليها ، فدعاني إلى غرفته الجانبية مع بعض الأخوه وجلسنا ، ومن ثم قال لي تفضل إسأل؟.
قلت : شيخنا ، لقد تحدثتم وإستفضتم حول الصحابي معاوية بن أبي سفيان ، ولكن لم أقتنع بكلامكم هذا لسببين :
أولهما : أنني لم أر فضيلة تذكر له وأن النبي الأعظم (ص) لم يرو له حديث منقبة.
ثانيهما : إنّ الأحاديث التي ذكرتها كل الرواة فيها تابعين ومشكوك بأمرهم وصدقهم ، وكلهم يتحدثون وينقلون الأحاديث من بعض ، ولم يذكروا رواية من النبي (ص) ، وهذا يعد اختلاق فضائل له وهو ليس أهلاًً لها!.
الشيخ : ما هذا الذي تقوله! إنّ إبن المبارك قال : لغبار دخل أنف فرس معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز ، وإبن المبارك مشهود له بصدقه.
قلت : أولاًًًً : إبن المبارك هذا تابع التابعين ، وهو ليس عندي بمستند.
ثانياًً : الفضيلة جاءت لفرس معاوية وليس لمعاوية ، فما هو وجه التفاضل فيها؟ ثم إنّ الخليفة عمر بن عبد العزيز قد إجمع عليه العلماء وأنه الخليفة الأموي العادل الأوحد ، فلم يكن قبله أحد مثله ولم يأتي أحد بعده في العدل ، حتى أن علماء السنة عدّوه الخليفة الراشدي السادس ، فأنت تناقض وتضرب بعرض الحائط أقوال جميع العلماء! فهل وجهة نظرك أفضل من هؤلاء الأعلام؟.
الشيخ : أنت جئت لتجادل ، لم أحسب هذا أبداًً.
قلت : ليس الموضوع موضوع جدال ، فأنت تذكر أشياء لا يقبلها العقل والناس يستمعون إليك ويأخذون كلامك بجدية ، فأنت مسؤول إمام الله على كل كلمة تقولها لأن الناس ستتبع قولك ، أنت تعرف أن معاوية يعدّ من مسلمة الفتح ، وهو آخر من أسلم حتى بعد أبيه خوفاًًً من القتل ، وقد سموا بالطلقاء! فمن أين أتت كل هذه الفضائل له؟! وما كان يوماًًً كاتباً للوحي ، كيف يؤتمن على كتابة الوحي؟! فكل ما كتبه هو رسالة لأحد الولاة في عصر النبوة!.
بدأ الشيخ الحوت يتململ ويحاول الخروج ، ونهض أحد الحاضرين مخاطباًً لي وهو شاب يبدومن تلامذته : أنت كيف تخاطب الشيخ بهذه الطريقه؟ أرجو أن تعتذر وتصحح طريقة كلامك.
قلت : عفواً يا أخي أنا لم أسيء الأدب لشخص الشيخ ، وهو يعلم تماماًً ذلك ، كل ماهنالك هو نقاش فقط.
أحد الحاضرين : هل تقول لنا أنك أعلم من الشيخ؟ أنت لا تعلم من هو.
قلت : أنا لا أقول : إنني أعلم منه ، ولكن أحاول أن أذكره أموراًً قد يكون نسيها نظراًً للمعلومات الكثيرة التي تمر معه ، ثم إنّ الشيخ أشهر من نار على علم ولا حاجه لكم أن تعرفوني عليه ـ حاولت إمتصاص غضب الحضور بهذه الكلمات.
الشيخ : يا بني ، أرجو أن تكون أقوالك أكثر عقلانية فأنت تسيء لصحابي مجتهد وله باع طويل ومن معه.
قلت : أيّ إجتهاد هذا ياشيخنا الذي تتحدث عنه؟ إنهم لم يعرفوا معنى الإجتهاد! لقد سفكت الدماء وأبيحت ، وغصبت الفروج وإنتهكت المحارم ، وغيرت الأحكام من جرائه وبدّلت سنن!
فالإجتهاد له شروط وأنت عالم بها! وهي أن يكون موحداً لله سبحانه مؤمناًً به ، وأن يكون مصدقاًً للرسول (ص) وماجاء به من الشرع ، والشرط الثاني أن يكون عالماًًً عارفاًًً بمدارك الأحكام الشرعية وأقسامها ، وطرق إثباتها ووجوه دلالاتها ، وأن يعرف الناسخ من المنسوخ وأسباب النزول.
فأين يكون له هذا؟! وهو لم يدخل الإسلام إلاّّ متأخراًً ، ولم يعاشر الرسول (ص) إلاّّ فترة قصيرة جداًً ، ثم بدأ بتخطيط لدولته وكيانه بعد وفاة الرسول الأعظم (ص).
أي إسلام أو إجتهاد يقول له : إن عاهدت شخصاًًً عليك بإسقاط عهدك معه ، وخروجك علي إمام الزمان؟ ألم يكن الإمام علي (ع) إمام زمانه بإجماع الناس كلهم فخرج عليه ، وعبأ الجيوش لقتاله من شذاذ الآفاق الموجودين بالشام ، ثم أرسل إلى قتله ذلك الشقي إبن ملجم " لعنه الله" وعندما إستشهد الإمام شكر الله لهذا!.
أيّ إجتهاد مأجور عليه : أن يسب الإمام وإبنيه سبعين عاماًً ، ويعاهد الإمام الحسن (ع) على ترك الشتم ثم ينقض العهد معه؟.
أحد الحاضرين : أيّها الشاب عليك بالصمت ، كفى! من أين هذه الإفتراءات التي تقولها على أمير المؤمنين؟.
قلت : أسألوا شيخكم فهو يعلم من أين هذه الروايات ، أنا لا أفتري على أحد! وإذا كان شيخكم لا يعرف وأنا لا أظن ذلك ، فها هي كتب السير والتاريخ والصحاح موجودة ، ومن الكتب في هذا المجال التي تعد هامة " ميزان الإعتدال " للذهبي فهو يتحدث عن رواة الفضائل وكذبهم ، كما عليكم قراءة كتاب " مروج الذهب " للمسعودي ، و " الكامل في التاريخ " لإبن الأثير.
أحد الحاضرين : لقد قام معاوية بفتوحات عظيمة سأذكرها لك.
قلت: لا داعي لذكرها فقد بدأ بفتوحاته بقتل الصحابه وتشريدهم وإيذاء أهل البيت (ع).
أحد الحاضرين : إنّ الخليفة معاوية كان زاهداًًً عالماًًً بالسنن ورعاًً ، ونظر إلى الشيخ ليأكد له صدقه!.
قلت: أي زهد وورع دفعه لقتل ومنع الماء عن الناس؟ وأيّ ورع والخمور تباع وتسقى في عهده؟ وبدأ بإعطاء الإمارات والولايات لمن لهم عداء لأهل البيت (ع) ولا يعرفون من الإسلام إلاّّ إسمه! وقد قيل للنسائي : مالك لا تحدث عن فضائل معاوية؟! فقال : " إنّي لا أجد له فضيلة سوى لا أشبع الله بطنك " فكيف سأحدث عنه!!.
فضيلة الشيخ ، إلاّ تعلم أن معاوية حين سار بجيشه إلى صفين يوم الأربعاء صلى بالناس الجمعة في هذا اليوم!!.
فنهض الشيخ مزمجراً!!! : أنت تقول شيء غير صحيح ، ويبدوإنك من هؤلاء.
قاطعته قائلاً : هذه الرواية موجودة في " مروج الذهب " ، ثم من قصدك هؤلاء؟.
الشيخ : أرجو أن تنصرف قبل أن يحلّ غضبي عليك.
قلت : سأنصرف ، ولكن عليك أن تقول كلمة الحق وتذكر الأمور كلها ، لا أن تلفق وتأتي بأحاديث الكاذبين والوضاعين للحديث وتجعله سنداًً لأقوالك.
أحد الحاضرين : يبدوإنك من هؤلاء الشيعة الذين لا يحترمون الصحابة؟.
قلت : نعم أنا منهم والحمد لله ، أوالي أهل بيت أذهب عنهم الله الرجس وطهرهم ، الذين لا تقبل صلاة لنا إلاّ بالصلاة عليهم ، ونحن نحترم الصحابة ولكن المخلصين الذين ما بدلوا تبديلاً ، نحن نوالي عمار بن ياسر (ر) الذي بشّره النبي (ص) بأنه سيقتل وتقتله الفئة الباغية ، وهذه الفئة هي معاوية وجنده.
عليك أن تراجع كتب السير لترى موبقات معاوية هذا ولا تكتفي بحديث قال شيخي : إن من أهم موبقات معاوية ، هو تنصيبه إبنه يزيد الذي جعل عباد الله خولاًً وماله دولاًً ، وقام بختم الصحابة من أعناقهم على أن يصبحوا عبيد وخول له! وقتله للإمام الحسن (ع) بدس السمّ له عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث وقد أغراها بالمال وأن يزوجها إبنه يزيد ، وعندما فعلت جاءته لتستوفي حقها فأعطاها المال ، فقالت له : زوجني يزيد كما وعدتني ، قال لها : لم تكوني أمينة على إبن رسول الله (ص) فكيف أئتمنك على ولدي!
الشيخ : يبدو إنك من الذين خرجوا من السنة والجماعة؟.
أحد الحاضرين : أيّها الشاب أرجو أن تخرج حتى لا تفسد جلستنا.
قلت : أودّ تنبيهكم لأمر ، وهو إن أول لفظ لهذه العبارة السنة والجماعة كان في عهد معاوية بن أبي سفيان ، فرغم الحروب السابقة وعهد أبوبكر وعمر وعثمان لم تلفظ هذه العبارة إلاّّ بعد أن صالح الإمام الحسن(ع) معاوية على شروط ، أولها ترك شتم أهل البيت (ع) على المنابر ، والسيرة بالناس بسيرة حسنة ، وعلى أن تعود الخلافة إلى الإمام الحسن أو أهل البيت (ع) بعد وفاة معاوية لا أن يولي ولده الفاسق يزيد.
ولكن نقض معاوية العهد وخطب بالناس قائلاًً : أني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا إنكم لتفعلون ذلك وغنما قاتلتكم لأتأمر عليكم إلاّ كل شيء اُعطيته الحسن بن علي (ع) فتحت قدمي هاتين ، ثم أطلق على ذلك العام ، عام السنة والجماعة.
روى أبو الحسن علي بن محمد أبي سيف المدائني في كتابه " الأحداث " قال : " كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله " أن برئت الذمة ممن روى شيئاًًً من فضل أبي تراب وأهل بيته " فقامت الخطباء في كل كورة ومنبر يلعنون الإمام علي (ع) ويبرئون منهم ويشتمون أهل البيت! ومن يومها إنقسمت الأمة إلى فرق كثيرة ولا حول ولا قوة إلاّّ بالله.
وعمر بن عبد العزيز هو أول من أسقط هذا الشتم وأنزل مكانه إنّ الله : يامر بالعدل وبالاحسان وإيتاء ذي القربى حقه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهل السنة والجماعة تفسيقالناس وتكفيرهم قولوا لي بالله عليكم؟!.
الشيخ : كفى وأطلب الإنصراف الآن.
قلت : سأخرج لكن ستتحمل المسؤولية يومئذ : يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وخرجت من المسجد ، وسمعت الحاضرين يتجادلون مع بعضهم ، وقد سمعت أن أحد الحاضرين الذين كانوا موجودين قد إنفصل عنهم ، ولكن لا أعلم ماذا أصبح حاله.

وهكذا بأمثال هذه الحوارات تقدم المؤلف في بحثه الذي جمع فيه الكثير من المسائل الخلافية مهتدياً إلى حلها وجوابها الصحيح ، فكان أن تمسك بالحبل المتين مذهب أهل البيت (ص) وركب سفينتهم سفينة النجاة.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي


التعديل الأخير تم بواسطة بشار الربيعي ; 2012/11/29 الساعة 05:32 PM
رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:33 PM   #12
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( تانا بولينغ )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : الأخت تانيا المانية الأصل ، تشرفت عام 1999م بإعتناق الدين الإسلامي الحنيف المتمثّل بخط أهل البيت (ع) متحوّلة من الديانة المسيحية في عمر ناهز الإثنين وعشرين عاماًً ، بعد مدّة طوتها ـ حسب قولها ـ في الضياع وجهل الذات إلى أنّ أخذ الله بيدها وإنتشلها من قعر الظلمات ليرفعها إلى حيث سناء النور.

مرحلة الضياع الفكري : كانت الأخت تعيش في أجواء تصفها بنفسها : كنّا يومئذ نعيش سوية بعضنا إلى جنب بعض ، لكن بحالة لايبالي فيها أحدنا بالآخر ، وكان الكل يحيا لنفسه ومن أجل نفسه ، إذ كنا نتقاسم سوية الوحدة والعزلة ، ولعلّي لا أغالي إن قلت : أنّ أحدنا لم يكن يعيش حتى مع ذاته التي هجرها ، ولم نكن نمعن النظر حتى في مستقبلنا! ، بل لم يجرء أحد على سؤال نفسه : لماذا أحيا؟ ولماذا ولدت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين المصير؟ ، فكان الكل يهيم على وجهه في طرقات ومنعطفات مظلمة لايلوي على شئ ، وكنّا جميعاًًًً نتسكّع في أزقة الحياة الغوغائية ، ولأنفكر في مأوى أو دار هنيئة ، وهكذا أمضينا حياتنا في ضياع الغايات ، وضياع الأخلاق والعقيدة والمعنويات.

أسباب ترك الدين في الغرب : كان هذا الأمر في أوائل ردّة الفعل التي حدثت في الغرب آزاء الدين ، نتيجة لتصرفات رجال الكنيسة ، ونتيجة وقوع التحريف في الديانة المسيحية التي فشلت في أداء مهامها ودورها في حياة الفرد والمجتمع المسيحي ، فإنّ رجال الكنيسة وضعوا لمجتمعاتهم قوانين وتشريعات جعلت ديانة المسيح أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيداًً ، وعلى خلاف ما جاء به عيسى (ع) الذي قدمها ببساطة.
وظنّ علماء المسيحيّة أنّهم بذلك قد أسسوا بنياناً فكرياً صالحاًًً لتنظيم حياة الإنسان الفردية والإجتماعية ، لكن بمجرد أنّ وضعت هذه النظريات موضع التنفيذ لم يستقم أمرها فإضطربت وتعثّرت ، ولم يكن من الممكن أن تعيش هذه التعاليم والمبادئ في أرض الواقع ، وكان ثمرتها حصاد الفشل الذريع والوقوع في الكوارث المريرة ، التي أدت إلى نشوء ردود فعل معاكسة آزاءها ، بل آزاء الدين بالكامل ، مما جعل الغرب يعيش حالات الضياع نتيجة رفضه للدين بصورة عامة.

وتقول الأخت تانيا : كان يعيش أكثر من 50% من الناس ، وأكثر من 60 % من الشباب والشابات في منطقتنا حالة الوحدة ، رغم علاقات الصداقة والرفقة والصلات العائلية والأسرية الظاهرية ، بل أنّ جميع الصلات الإنسانية في شكلها المادي والظاهري من قبيل الترفيه واللهو واللعب وغيرها ، كان لايطيقها هؤلاء إلاّّ لبضع ساعات من ليلهم ونهارهم ، فيما يمضون ماتبقى من عمرهم في غرفة أو شقة منزوين عن الآخرين.

بدء الرحلة من الظلمات إلى النور : عاشت الأخت تانيا عشرين عاماًً في مثل هذه الأجواء ، حتى عثرت بفضل الإسلام الأصيل المتمثل بمذهب أهل البيت (ع) على ذاتها التي فقدتها طيلة هذه المدّة ، فتعرفت على ربّها بعد أن كانت عنه غريبة.

وكان بدء قصة رحلتها من الظلمات إلى النور : أنّها إلتقت صدفة في سوق مدينة " هامبورغ " بفتاة مسلمة محجبة ، وكانت يومذاك في رفقة عدد من أصدقائها ، وتصف الأخت : تانيا هذه الحادثة بقولها : إنني كنت ذلك الحين طائشة كما هو ديدن آية فتاة شابة المانية ، فسخرت من حجاب تلك المرأة وحقّرتها لأجل حجابها ، فقلت لتلك الفتاة : أيّ مرض ألم بك فجعلك تغطين جسدك بهذه الصورة؟ ، فردت الفتاة المحجبة عليَّ بهدوء وإتزان موحي بالتأمل العميق الذي يدعو إلى الإيمان الواعي المرتكز على الحجة والبرهان ، ودخلت معي في حوار أكّدت لي فيه ، أنّ الستر وحفظ حياء وعفة المرأة دليل على سلامة نفسها ، وأنّ الحجاب يمنح المرأة حرية معنوية يمكنها من صيانة أمنها الإجتماعي، فيما التعري أمر يخالف الفطرة.

وتقول تانيا : لكنني رفضت كلامها جملة وتفصيلاً! ثم إنطلقت مع رفاقي إلى شؤوني ، لكنّني بقيت أفكّر لفترة بمنطق تلك الفتاة المحجبة وثقتها بنفسها ، وحرصها على مبادئها ، وسعة إطلاعها ، حتى سنحت لي فرصة دفعني خلالها حبّ الإستطاع أن أذهب إلى مسجد الإمام عليّ (ع) في " هامبورغ " ، فتحدثت وتحاورت مع عدد من المسلمين الشيعة الذين إجتمعوا هناك وكانوا من شعوب مختلفة ، فلاحظت فيهم المنطق وقوّة الدليل ، فقوّيت صلتي مع عدد منهم لأتعرف على الحقائق التي كنت أجهلها من قبل ، وبالتدريج أخذ عقلي وروحي يستسلمان وينقادان لأفكارهم وعقائدهم ، حتى وصلت بي الحالة أن بدأت أشعر كأنني مسلمة مثلهأولا أختلف عنهم في شي.

المستشرقون وتشويه الإسلام : كان من حسن حظ الأخت تانيا أنّها تعرفت على الإسلام بصورة مباشرة ، ولم تتعرف على الإسلام عبر المسيحية التي حاولت إختراق الفكر الإسلامي بإتخاذ نهج التشكيك والمغالطة وتشويه الحقائق والإفتراء ، لتحريف التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئه وثقافته وإعطاء المعلومات المغلوطة عنه تحت عنوان الإستشراق.
فإنّ ما كتبه المستشرقون من دراسات وما قاموا به من رحلات يحتاج إلى قدر كبير من الحيطة والحذر فأكثر هذه الإنجازات لم تكن تتسم بصفة الموضوعية ، حيث جاء المستشرقون بأفكار مسبّقة وإنطباعات ذهنية شاذّة عن الإسلام والمسلمين ، فطبقوها بشكل لايخلو من التعسف والتعنت ، فضلاً عن أنّهم لم يعايشوا ما كتبوه عن المسلمين ، ولذا غابت عنهم الحقيقة ووقفوا عند ظواهر الأمور.

والمستشرقون تدخلوا بآرائهم وأهوائهم الخاصة ، ففسروا الحوادث وناقشوا النصوص وحلّلوا القضايا علي ضوء ذلك ، وقد آلوا على الإسلام من نافذتهم ، وألقوا عليه ظلالهم لتغيير معالمه الأصيلة ، ولذلك خلطوا بين الإسلام كدين قويم وبين الوضع المتردي للمسلمين ، فحكم بعضهم ـ مثل كيسلنج ـ على الإسلام بأنه دين ميّت!.
وإنّ هذا الإنطباع الذي حملته ذهنية المستشرقين نابع من التعصب الشديد ضد الإسلام ، إذ لايشك المتأمل في الإرتباط بين الإستشراق والتنصير هو إرتباط جذري ، ألا إنّ الفرق بينهما هو إنّ الإستشراق إتخذ صورة البحث والتحقيق العلمي ، في حين أنّ التنصير إتخذ المظهر الإنساني المرتبط بالله ـ حسب النظرية المسيحية ـ فمراحل الإستشراق لم تكن خالية من الرهبان والقسس ، ولم تكن منفصلة عن رعاية الكنيسة! ، حيث أنشأوا المراكز والمعاهد لأجل ذلك وفق خطّةٌ منهجية ومبرمجة كان الغرض منها توظيف العقيدة والتاريخ والثقافة و ... الإسلامية لخدمة أغراضهم المشبوهة ، فماذا ينتظر من أناس يحملون هذه الأفكار ، عندما يعرضون ديننا على العالم!!.

ولكن رغم هذا الكم الهائل من التيارات المعاكسة التي واجهها الإسلام ، إخترق الكثير من المسيحيين هذا الحاجز ، لأنّهم واجهوا في أذهانهم أسئلة حائرة تحتاج إلى جواب مقنع لم تمنحها النصرانية فصل الخطاب ، وكان الإسلام هو المنقذ لمثل هذه النفوس.

القيم الإسلامية الرائعة : تقول الأخت تانيا : وممّا إستحوذ على إهتمامي في الإسلام ، هو العلاقة المعنوية للمسلمين مع ربّهم ، وعلاقتهم الصميمية فيما بينهم وأفراد أسرهم وتوادهم ، ووجود الهدفية في الحياة عندهم ، وتضامنهم الذي لايعرف حدوداً ، سواء على الصعيد العنصري أو القومي أو الإنتماء الجغرافي ، إضافة إلى تمسكهم بدينهم وإعتقادهم الراسخ بالقضايا العقائدية.

وتضيف الأخت : إنّ المسلمين أخذوا هذه الأمور من الإسلام نفسه ، وهم يمارسون حياتهم اليومية إلى حد ما وفق ذلك ، وبالطبع فإنني لو كنت قد إلتقيت بمسلمين غرباء عن دينهم وإسلامهم لما كنت قد ركنت إلى الإسلام.

دور أهل البيت (ع) في صيانة الإسلام : قد نشأت في نفسية إلاُّخت تانيا جاذبية فائقة إلى مطالعة الكتب الفكرية والعقائدية للإسلام ، فقرأت القرآن أولاًً ، ثم أحاديث الرسول وأهل بيته (ع) وكان في مطالعتها لأحاديث أهل البيت (ع) دوراًً كبيراًً لتنمية رصيدها الإيماني ، وإستيقاظ عقلها وقلبها وإشراق وجهها بنور الإيمان ، وذلك لما تمثّل هذه الأحاديث من مدرسة فكرية تعتني بالبناء الفكري الذي طرحه أئمة أهل البيت (ع) بكل صدّق وإخلاص وعمق ودراية ، لمعالجة مشاكل الإنسان وتعميق وعيه الديني ، فكان هدف مدرسة أئمة أهل البيت (ع) الفكرية ، توعية القاعدة الشعبية بالفكر الإسلامي الأصيل ، من أجل تهيئة الفرد المسلم لتحمّل المسؤولية.

ومن هنا تصدى أهل البيت (ع) لتبيين حقائق القرآن الكريم ونشر علوم الشريعة ، فحفظوا بذلك للأُمة الإسلامية تراثها من الضياع ، ورسموا معالم المنهج الإلهي الذي أرسى دعائمه رسول الله (ص) قولاً وعملاً.
ولولا جهود أئمة أهل البيت (ع) لضاع الكثير من الأحاديث ، وإندرست معالم جانب كبير ومهم من الشريعة ، نتيجة تلاعب أيدي حكام الجور الذين تولّوا الخلافة ، ولكن شاءت الحكمة الإلهية أن تضع حفظة للشريعة لصيانة التراث على مر العصور وإيصاله إلى الأجيال القادمة ، ولتكون الأمة على بيّنة من دينها ، ولهذا نجد أنّ التراث الفكري الذي حافظ عليه أئمة أهل البيت (ع) ساهم في بناء حضارة فكرية إسلامية متكاملة منسجمة مع فطرة الإنسان ، بحيث إرتوت منها النفوس المتعطشة التي تبحث عن السعادة والكمال كما حصل مع الأخت تانيا ، فإنها وجدت في ظل هذه التعاليم إلاّ من والسكينة الروحية التي كانت تفقدها من قبل.

وقد وصفت حالتها بعد إعتناقها لمذهب أهل البيت (ع) قائلة : إنني إكتسبت من القرآن وأحاديث الرسول وأهل البيت (ع) كل ما يتمناه المرء في دينه ، ولو أنّني فقدت وخسرت كلّ شيء في حالة إسلامي! ، لكنني في مقابل ذلك وجدت نفسي وكسبت ذاتي ، فقد كنت أجد كل شئ إلاّّّ الله! ومع ذلك كنت أشعر بالضياع والحيرة.
واليوم وبعد أن عثرت على ذاتي التي فقدتها منذ عشرين عاماًً وعرفت ربّي الذي كنت عنه غريبة بالمرة ، حصلت على كل شئ ، بل وكل ما أريد بفضل الإسلام ، فحصلت على الحرية المعنوية ، كما حصلت على اخوة وأخوات في الله في كل مكان ، في هامبورغ والمانيا ، بل في العالم قاطبة ، والأهم من كل ذلك أنني عثرت فيما عثرت عليه رسالة الله إلى الإنسانية ، التي بعثها منذ قرون متمادية ، وعثرت عليها في خزانة كنوز التاريخ ، فأخذتها وكانت أعظم رأس مال في حياتي.
أجل لقد طويت ليل العشرين عاماًً من عمري عبر طلوع فجر يوم جديد ، بحيث منحتني شمس الإسلام الدفء ، وبعثت في نفسي النشاط والحيوية بعد سبات شتائي طويل إمتد لسنوات طوال ".
ثم تصف الأخت تانيا حالها مع الآخرين ولاسيما مع عائلتها بعد تشرفها بالإسلام قائلة : أما أنا فعلى الرغم ممّا أعيشه من وحدة ظاهرية ومشاكل كثيرة مع عائلتي بسبب تشرفي بالإسلام ، ألاّ إنني لازلت أعيش مع والدي ووالدتي ، وبالطبع كانت فيما بيننا طيلة هذه الفترة مساجلات ونقاشات عديدة ، لكنهما أدركا أنني جادة في إنتمائي للإسلام ، وهو ما قلل إلى حدّ كبير شدّة النزاعات فيما بيننا ، وأضحى والدي ووالدتي يستحسنان في واقع الأمر أخلاقي وشخصيتي الإسلامية على نحو هو أفضل مما كانت عليه تصرفاتي في السابق.

وبهذه العزيمة الراسخة والإرادة المتينه تمكّنت تانيا من إجتياز الكثير من العقبات التي إعترت طريقها إلى الإسلام ، وذلك بفضل إرتقاء مستواها الفكري الذي إكتسبته من معارف مدرسة أهل البيت (ع) فتمكنت من الصمود إمام التيارات المعاكسه ، وتثبت جدارتها في ميدان العمل لتكون نموذجاً لكل إنسان حر متمسّكاً بمبادئه لاتأخذه في الله لومة لائم.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:33 PM   #13
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي



( الشيخ / حسن شحاته )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد في مصر سنة 1946 في أسرة حنفية المذهب ، خريج معهد القراءات وحاصل على ماجستير في علوم القرآن ، القى أول خطبة جمعة وهو في الثالثة عشرة من عمره في مسجد قريته التابعة لمركز ابوكبير ـ شرقية ، كما إنه واصل الخطابة في القوات المسلحة حيث كان مسؤولا عن التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين عام 1973 م ، إمام مسجد كوبري ومتحدث في الإذاعة والتلفزيون.

يقول الأستاذ حسن : نشأت منذ صغري على حب آل البيت (ع) وموالاتهم فوالدي رباني وكل أفراد العائلة على حبهم وكان كثيراًًً مايحدثني عن شخصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه وكان يقول لي : ياولدي إن أمير المؤمنين كان حامي حمى الإسلام ، وكان النبي (ص) إذا مشى وحده يتعرض للأذى وإذا مشى معه أمير المؤمنين لم يكن يجرأ أحد على التعرض له بسوء.

وقد كانت لي صحبة مع الصوفية دامت عشرين عاماًً خرجت منها بنتيجة أنهم إنقسموا في هذا العصر الى فرق متعددة ، منهم من إدعى سقوط التكليف عنهم فتركوا الصلاة تحت إدعاء أنهم وصلوا الى الله ، وبالتالي فليس هناك داع للصلاة ، وفرقة تفننت في سرقة الأموال من جيوب المريدين وفرقة ثالثة لاتعرف عن الصوفية إلاّّ الطبل والزمر.

كما واجهت في خطبي على المنبر أعداء أهل البيت (ع) ومنهم الوهابية الذين شوهوا صورة الإسلام وبنو فكرهم على باطل حتى إنهم لايعترفون بأحد من الأئمة سوى إبن تيمية وهم يقدسونه أكثر من رسول الله (ص) والعلم والتاريخ يقولان إن إبن تيمية مشكوك في إيمانه لأنه يقول : إن الله له جسم محدد وله أعضاء ويجلس على العرش ويسمع له أطيط.
في الفترة من عام 1994 م الى 1996 م مررت برحلة بحث مضنية إنكشف لي الحق في آخرها وتمسكت بحبل الله المتين وصراطه المستقيم بولاية أهل البيت (ع) فبدأت في إعلانها في كل مكان وقصدت بذلك أداء وظيفتي في تعريف المسلمين بالواقع والحقيقة التي أخفيت لقرون طويلة.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:34 PM   #14
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي


( الباحثة / حسينة حسن الدريب )
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولدت في اليمن ، ونشأت في أسرة متدينة تنتمي إلى المذهب الزيدي ، لكنها بفعل الأجواء المناسبة التي توفّرت لها توجهت إلى البحث الجاد حول الأمور الدينية والمذهبية ، فكانت النتيجة أن عرفت أن الحق مع المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري ، فتركت إنتماءها السابق وتوجّهت بكل شوق إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع).
تقول الأخت حسينة : إن إعتناقي للمذهب الجعفري كان بعد زواجي برجل كان قد إعتنق من قبل هذا المذهب ، وقد يظن البعض أنني إنتميت للمذهب الجعفري تقليداً لزوجي فحسب ، ولكن يشهد الله أنني لم إختر هذا المذهب إلاّّ بعد إقتناعي به وبعد معرفتي بالأدلة والبراهين الدالة على أحقّيته وصوابيته.
لمحة مختصرة عن نشأتها : تقول الأخت حسينة حول نشأتها : نشأت في أسرة مديتنة والحمد لله تعالى ، هي على المذهب الزيدي الشيعي ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحب هذا المذهب حباًً شديداًًًً ، وكان دائماًً ومنذ صغرنا يعلّمنا الصلاة والأحكام على ضوء المذهب الزيدي لكي لا نتأثر بالمعلومات والمجتمع الذي حولنا ، والحمد لله ، وبفضل الله وجهود الوالد العظيمة لم نتأثر بأي فكر مخالف لأهل البيت (ع) ـ حسب عقيدة الزيدية ـ وكنت أحب العلم والمتعلمين ، وكنت لا أجد فرقاًً بين مذهب وآخر ، وكان أكثر ما يهمني من الأشخاص حسن خلقهم وحسن تعاملهم وصدقهم وأمانتهم والتزامهم الأخلاق الفاضلة.
موقفها من التيار الوهابي : تقول الأخت حسينة : ومرت الأيام وبدأ الوهابية ينتشرون بشكل كبير في منطقتنا ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحذّرنا دائماًً منهم ويبيّن لنا حقائقهم ، ويغرس في قلوبنا حب الخمسة من أهل الكساء (ع) وأئمة الزيدية والإمام الخميني (رض) وثورته المباركة وخليفته حفظه الله ، فنشأنا على ذلك ، حتى دخلنا المدرسة فكنا فيها عندما يقول لنا الأستاذ : معاوية (ر) ، فكنا نرفض الترضي عنه ونقول له : أن والدنا قال لنا أنه حارب علياًًً (ع) وأنه لا يستحق الترضي.
ولشدة حبي للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالستهم كنت أحضر لأستمع محاضرات أستاذة وهابية بجوار منزلنا ، وكنت الاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة وفق مذهب الوهابية فكنت أقف ضدها ولكن للأسف لم يكن عندي علم أناقشها به ، وكنت إعتمد على حبي لأهل البيت وكره أعدائهم الذي غرسه والدي حفظه الله تعالى في قلبي ، ولم يكن عندي علم للرد على الشبهات ونحوها ، لهذا قلت لنفسي : أن كنت واثقة من نفسي إنني لا أتأثر بها ، فسوف يتأثر بها غيري ، فقررت البحث عن حل لهذه المشكلة ، فجمعت معي مجموعة ثم طلبت بصورة غير مباشرة من الأستاذ علي الداهوق حفظه الله تعالى الذي كان معلم الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا آنذاك أن يقوم بتدريسنا في مجال العلوم الدينية.
فإستجاب لدعوتنا وأتى إلى منزلنا وأبدى إستعداده لتدريسنا ، فحدّدنا موعداً للدراسة وبالطبع بدأنا الدراسة بكل همه وجدية ، ولقد أحببت الدراسة من أعماق قلبي ، ولشدة حبي لها صرت محل ثقة عند ذلك الأستاذ ، فما مرت سنة كاملة حتى طلب مني ومن أختي وإحدى زميلاتي أن نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية ، وغيرها كالطهارة والصلاة والتجويد ... ثم واصلت التدريس بكل جهد وإخلاص لمدة أربع سنوات تقريباًً ، وكنا في دراستنا نتعلم النحو والفقه والقرآن ونبحث في التوحيد والعدل والامامة وغيرها ، كما كنا نبحث حول التشبيه والقضاء والقدر في عقائد الوهابية والرد عليهم ، أما الجعفرية فلم نتطرق اليهم وكذلك أهل السنة من غير الوهابية كنا نسمع عنهم ولكن لا نقرأ أدلتهم والرد عليها.
جملة من نشاطاتها التبليغية : تقول الأخت حسينة : كان لنا بعض النشاطات التبليغة بالإضافة إلى التدريس ، منها كنا نقوم ببعض المحاضرات والمجالس الدينية كمواليد الخمسة من أهل الكساء (ع) والإمام زيد وكذا وفاتهم ، ولكن بطريقة تختلف عن أسلوب الشيعة الإمامية ، إذ لم يكن هناك فرق بين مجالس الولادة والعزاء إذ كان من كليهما يتم الحديث عن حياة ذلك الإمام ، وقصة ولادته أو وفاته ، مع برامج إضافية أخرى كالحديث عن الوهابية وبطلان مذهبهم ، لكن للأسف كنا لا نمتلك المعرفة الحقيقة بأهل البيت (ع).
وكذا قمنا بالتعاون لنشر مجلة إسميناها مجلة الزهراء ، وكنت مديرة التحرير بإشراف معلمنا القدير ، ومعاونة السيد يحيى طالب مشاري وكان أكثر إهتماماًً من غيره بنشر وتوزيع المجلة ، والأستاذ علي وحير وغيرهم ممن كانوا يوجّهوننا ، وقبل تأسيس المجلة كنا آنذاك قد عملنا جمعية خيرية بإسم جمعية النساء الخيرية ، شكلتها طالبات العلم الشريف في الجوف ، وكنا نطبع المجلة على حساب الجمعية.
موقفها من المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينه : طبعاً في خلال دراستي لم أكن أسب الجعفرية ، وكنت لا أشعر بوجود فارق يفصل أحدنا عن الآخر ، كنت أحس إن المذهب الجعفري أخو المذهب الزيدي ، ولا يصح أن نفرق بينهما وهذا ما سأضل إعتقده لأن المذهبين كلاهما شيعي والتفاهم بينهما ممكن ومتحدان في الولاء لأصحاب الكساء.
وكانت ترد على ذهني بعض الاسئلة ، ولم أكن أجد لها جواباًً ، بل لم يكن هناك من أتباحث معه في هذا المجال ، وتحدثت مع أحدهم مرة حول أهل البيت (ع) وذكرت أنني من شيعتهم فقال لي : أنتم أهل البيت ، أنتم سادة أشراف ، ونحن شيعتكم فتعجبت وتساءلت أنحن الأمان لأهل الأرض؟ أنحن أهل السفينة؟ أنحن ..؟ فسكت في حيرة ، لكني لم أناقش حتى نفسي لأذهب هذه الحيرة ، وكان الله : قد قدّر لي أني سأبحث في المستقبل كل ما أخزنه في نفسي ، ولم أجد من أناقشه ، أو على الأقل لم أجد شخصاًًً يقول لي إن كلامي هذا مستحيل وينهي الموضوع.
ومرة كنا في مجلس عزاء فتطرقت للآية : فسـلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، ( النحل : 43 ) ، فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية: نعم إسألوا أهل الذكر هذه هي أهل الذكر تقصدني ، لقد هزني ذلك إذ لم يكن العلماء أهلاً لذلك فكيف بي؟؟؟ طبعاً أنا لم أكن أشك في المذهب إنما صرت متحيرة لا أدري من هم أهل البيت؟ وأهل السفينة؟ و ....
زواجها من رجل جعفري : تقول الأخت حسينة : بعد أربع سنوات من درسي وتدريسي في تلك الفترة تقدم لخطبتي أحد أقاربي ، وهو الأخ يحيى طالب قد شاع الخبر أنه جعفري ، وبعد فترة تزوجنا في " 12 ذي الحجة سنة 1418هـ الموافق 6 / 4 / 1998م " ، وبعد خمسة أشهر تقريباًً سافرنا إلى إيران الإسلامية تلك الدولة التي طالما ، حدثني : والدي حفظه الله عنها ، وطالما إشتقت أن أشم رائحة ترابها ، وطالما إستمعت إلى اذاعتها وراسلتها بالبريد وكنت أنتظر جوابها فيأتيني فأرتاح لهديتهم البسيطه كمجله أو كتاب ونحوهما ، وقد أحببت إيران حباًً شديداًًًً لما كان يبث في إذاعتها من معارف وعلوم دينية لا توجد في أي دولة إسلامية أخرى وبرامجها كلها دينية وثقافية وعلمية.
جئت إلى إيران وأنا لا أصدق نفسي من الفرح صحيح إني حزنت لفراق أهلي ووطني ، فالوطن عزيز ومحبوب ، وتراب الوطن ذهب كما يقال : إلاّ أنني تغربت في بلاد الأهل من ناحية الدين والعقيدة : إنما المؤمنون إخوة ، ( الحجرات : 10 ).
وبعد وصولي إلى إيران عرفت بوجود فارق بين المذهب الزيدي والمذهب الجعفري ، وأستأت من زواجي من شخص جعفري ، ولكن زوجي تعامل معي بكل صبر وتأن وحلم وعقل وهدوء مقابل إنفعالي ، وحلف لي يميناًً أنه لم يتبع المذهب الجعفري إلاّّ لأدلة وجدها أقنعته ، وحلف لي أنني إذا رددت عليه بأدلة ثابتة صحيحة فسيرجع إلى المذهب الزيدي فصرت على أمل أن أُرجعه إلى الزيدية لأني عرفت أنه جاد في كلامه ، وهو إنسان مؤمن ، وليس من أهل الدنيا ، وهذا ما جعلني أصدقه ، ولكن لا أجد ما أقول له إلاّ أن أوجه له أسئلة مثل : لماذا إتبعتهم وما أدلتهم؟؟ ، فقال : إن أشد الخلاف بين البشر هو الخلاف على الولاية أو العلو في الأرض ، وهذا كلام ذكره بالتفصيل في كتابه في ظلال الإسلام ، حقيقة النزاع ، وقال لي : إن المسلمين مجمعون على إن من صحت أصوله يتبع في فروعه ، والخلاف بين الزيدية والجعفرية أكثره وأهمه في الإمامة ، الجعفرية تقول : أن الأئمة إثنا عشر إماماًًً ، فقلت : وما دليلهم؟ ، قال : الحديث الموجود في كتب الزيدية والسنة والجعفرية ، فقلت إئتني بمصدر واحد يذكر ذلك؟.
فقال : بل آتيك بمصادر لا مصدر واحد ، فأتى بصحيحي البخاري ومسلم وغيره من الصحاح الستة ، وعندما قرأتها تحيرت فلأول مرة أعرف إن هذا الحديث موجود في صحاح أهل السنة ، لكني كابرت في البداية وقلت : أريد مصادر زيدية لا حاجة لي بمصادر أهل السنة ، وما كان منه إلاّ أن أتى بكتب أئمة الزيدية وكبار علمائهم مثل : التحف شرف الزلف ولوامع الأنوار للسيد مجد الدين المؤيدي وسير بعض أئمة الزيدية مثل : سيرة الإمام المرتضى ، وكتاب : الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية والشافي والبحر الزخار وغيرها.
قناعتها بأحقية المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينة : وإستمرت فترة بحثي وحيرتي مدة ثلاث سنوات حتى وصلت إلى القناعة التامة بأحقية المذهب الجعفري ، وخلال عدة مرات وأنا أذهب وأرجع إلى اليمن ، التقيت بإستاذي وخالي ووالدي وحاولت أن أستفيد منهم ، إلاّ أنهم كانوا يتعصّبون ويتهمونني بأني جعفرية فالتزمت إمامهم الصمت.
وسألت إستاذي بعض الاسئلة حول الجعفرية ، ولكنه للأسف لم يجبني بصورة علمية ، وإذكر مرة في صنعاء دعينا للغداء من قبل أحد علماء الزيدية الكبار ، وكان من خلف الباب يوصيني ألاّ أتأثر بالجعفرية ، فقلت له : ما هو عيبهم؟ ، قال : والله إنهم أحسن من الزيدية في كل شيء ، إلاّ أنهم يقولون يا حسين ويا علي ويا فلان ... وهذا شرك ، فأجابه السيد وقال : إنهم يعتقدون أن علي أو الحسين أو حتى رسول الله (ص) : لا حول لهم ولا قوة إلاّّ بإذن الله إنما هو يتوسلون بهم إلى الله ، ولا تجد جعفري يقول : إن أهل البيت لهم حول بدون إذن الله ، ومن قال : بهذا فهو مشرك بالله عندهم وليس بمسلم ، فقال : جيد ، هذا جيد ثم ذهب ولم يقل شيئاًًً.

ثم سافرنا إلى إيران وإستمريت في البحث في الكتب ولم أستفد من شخصيات علمية في اليمن كنت أظن إنها ستفيدني في البحث والنقاش ولم تحن الفرصة إلاّّ لبضعة تساؤلات لم تجد لها جواباًً مقنعاً والتساؤلات والبحث والتحقيق والمقارنة بين كل حديث وآخر إستمر سنوات حتى أعلنت لزوجي حقيقة مذهبه وإيماني به رغم أنه لم يشدد علي بل كان يقول لي : إن كان عندك ما يفيدني فسأكون لك شاكراً ، لكني صرت في حرب مع نفسي إذا أنني لم أجد ما أفيد نفسي به إلاّ أن أصرح بالحق ، ولا أخاف في الله لومة لائم رغم خوفي الشديد من والدي الكريم حفظه الله الذي أكن له جل الإحترام والتقدير ، وهو يحترمني فوق ما أستحق بكثير ولي في قلبه مكانة عالية ولله الحمد ، وهذا يعود إلى أني حينما كنت أدرس المذهب الزيدي كنت أعمل بحركة وجدية وكان يشجعني ويحبني كثير وحتى قبل ذلك طبعاً.
وأيضاً كنت أفكر في والدتي وبقية الاقارب والصديقات والزميلات وطالباتي الذين طالما حدثتهم عن الزيدية ـ ولو أني ما كنت أناقش المسائل مناقشة علمية غنماً كانت إطروحات ، من قبيل أن عقيدتنا هي الحق لوجود الأحاديث الواردة في وجوب التمسك بأهل البيت ولكن من دون تطبيق الأحاديث أو مطابقتها على مصاديقها ، ومن قبيل أن الوهابية مجسمة ومجبرة و ....
لقد فكرت في هؤلاء جميعاًًًً ماذا سيقولون عني ، ولكن قلت لنفسي إن كنت أنتقد الوهابية وغيرهم من أهل السنة إذ لم يتبعوا الحق ويبحثوا عنه ، فها أنذا أرى الحق ولكني أخشى الناس وتذكرت الآية الكريمة : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، ( الأحزاب : 37 ) ، نعم لابد أن أعلن الحق ولعل الله يهديهم فيصلوا للحق كما وصلت إليه ، وكاتم الحق شيطان أخرس.
مؤلفاتها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) : مخطوط : سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، وهو كتاب يشمل على قصة إستبصارها والأدلة التي دفعتها إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع) ويحتوي هذا الكتاب على العديد من المواضيع العقائدية ، منها : مصادر علوم أئمة الزيدية ، بعض التهم ضد الشيعة ، البكاء على مصائب أهل البيت ، الشفاعة ، التوسل ، زيارة القبور ، عدم القول بتحريف القرآن الكريم ، علم الأئمة ، البداء ، التقية والرجعة.
وقفة مع كتابها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) ، وهو كتاب تعرض فيه صاحبته قصة إستبصارها ، وإنتقالها من المذهب الزيدي إلى المذهب الإمامي الإثنا عشري ، فهي كانت تعرف أهل البيت (ع) على سبيل الإجمال ، ودعوة النبي (ص) إلى التمسّك بهم ، ولكنها لم تكن تعرفهم على سبيل التفصيل والتحديد الإثنى عشري الذي ورد في حديث الأئمة الإثنى عشر.
تقوله المؤلفة ، عن المطالب المهمة التي دعتها إلى الشك بالمذهب الزيدي بالطبع أكثر ما دعاني للشك والبحث هو التناقض بين أئمة الزيدية حول الإمامة إذ البعض يقول بإمامة السجاد والبعض لا يقول بذلك وكذا الوصية والنص وغيرها ، ومن المهم ذكر الأحاديث الأخرى كحديث السفينة والثقلين والنجوم وغيرها الكثير ، فإن الزيدية تؤمن بها وتعتقدها وتحتجّ بها على أهل السنة ولكن عندما فكرت في تطبيقها وجدت إنه لا يمكن إنطباقها إلاّ على أناس معصومين ، وهذا ما جعلني اصمم على البحث والمناقشة.

حديث الأئمة الإثنى عشر في كتب الزيدية : تنقل المؤلفة بعض ما ورد في كتب الزيدية من روايات حديث الأئمة الإثنى عشر ، فتقول : في ( التحف شرح الزلف) قال : ( وأعلم أن الله عز وجل جعل خلف النبوة من أبناء نبيه في إثنى عشر سبطاً ، قال الإمام الرضا (ع) : أن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إثنى عشر سبطاً ، ثم عد الإثنى عشر من ولد إسرائيل ، وكذلك أخرج من ولد الحسن والحسين إثنى عشر سبطاً ... لا ينقطع عقبهم إلى إنقطاع التكليف ، وهم بمنزلة إسباط بني إسرائيل حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض من إستيصال عذابه ) إنتهى ، فتأمل في قوله : حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض.

وفي تتمة الإعتصام يذكر حديث إثني عشر خليفة ، ولكنه يفسّر الإثنى عشر من ولد الحسين بأنهم ستة من ولد الحسين (ع) ولكن لو تأملنا في الرواية لوجدنا عبارة ( من أبناء نبيه ) فأين ذهب الحسنان (ع) إذن؟ وكيف خرجا من الحديث بل كيف خرج منه السجاد (ع) والباقر (ع) وغيرهم وبأي دليل؟ ، إن هذا الحديث له قرائن توضّحه وتفسّره ، فرسول الله (ص) : يقول : إنه يأتي من بعده إثنا عشر خليفة منهم الإمام علي (ع) والحسنان (ع) فلو أضفناهم إلى العدد السابق لصار ( 3 + 12 = 15 ).
والحديث في أكثر الروايات إثنا عشر بعد رسول الله (ص) ولم يقل بعد الحسين (ع) والحديث كالقرآن يفسّر بعضه بعضاًًً ، ونفس المصدر المذكور أشار إلى حديث : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان.
وفي المجموعة الفاخرة للإمام الهادي ص221 ( والأخيار من ذرية الحسن والحسين ، أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما ) وذكر الإثنى عشر إمام بأسمائهم مبتدئاًً بالإمام علي (ع) ومنتهياً إلى الإمام المهدي (ع) وهو ما عليه الإمامية ( الجعفرية ) حالياً.
كذلك في الينابيع الصحيحة أن رسول الله (ص) قال : يولد للحسين (ع) ولد يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، كذا أورد رواية سلام النبي (ص) على الإمام الباقر (ع) في كتابه والرواية طويلة فراجع.
وحديث الإثنى عشر في الإعتصام بحبل الله المتين المجلد الخامس باب السير والشافي للإمام عبدالله بن الحمزة الجزء الأول الصفحة 140 وفي لوامع الأنوار المجلد الثاني الصفحة 493 ، وفي الحدائق الوردية : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان ، وللسائل أن يسأل ما هو هذا الأمر يا ترى ، إذ لم نر له تطبيقاً في الواقع عند غير الشيعة الإمامية.
هذا ما وصل إلي : من كتب الزيدية وكان ما وصلني فيه الكفاية لإيجاد الشك في صحة الزيدية ، فقد فكرت كثيراًًً في معاني هذه الأحاديث ، وقارنت بعضها ببعض ، وقارنتها مع الأحاديث الموجودة في كتب أهل السنة ، وإذا هي تصب في مصب واحد ( الأئمة الإثنا عشر ) ، ولكن الإختلاف في تفسير من هم هؤلاء الإثنا عشر فالزيدية تفسيرها مخالف للفظ الحديث إذ أن الحديث يقول : ( من بعدي ) فمنهم الإمام علي والحسنين (ع) والباقي تسعة ولكن الزيدية تقول : ستة من أولاد الحسن وستة من أولاد الحسين ، فنقول لهم بهذا التقسيم صار العدد إثنى عشر من أولاد الحسنين ، فأين ذهبوا بالإمام علي والحسن والحسين (ع) فلو ضميناهم إلى هذا العدد لصاروا خمسة عشر والحديث ينصّ على إثنى عشر بعد الرسول (ص) بلا فصل.

من هم أهل البيت (ع) ؟! : تقول المؤلفة في ذلك : هذا السؤال له دور كبير في إيصالي إلى الحقيقة التي عرفت بها من هم أهل البيت (ع) إذ كل من يقرأ روايات الزيدية بيقظة وتفكر لابدّ أن يتسائل مع نفسه أو مع أحد لأنه لا يرى من تنطبق عليه هذه الروايات ، لذا يلجأ إلى البحث وحتماً سوف يصل للنتيجة التي وصلت إليها.

والآن لنقرأ معاًً ما قال الزيدية في ذلك ، قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .. قال الإمام الناصر : فلو كان أهل البيت أربعة فقط لكان قد ذهب أهل الأرض ، قلت : أخبار النجوم والأمان شهيرة رواها الإمام أبو طالب ، والمرشد بالله ، والإمام المنصور بأسانيدهم ، قلت هذا الخبر يفيد على أن متابعتهم أمإن من الإختلاف كما إن وجودهم أمان من الذهاب والهلاك ، روى في الشافي عن أمير المؤمنين (ع) ( مثل أهل بيتي مثل النجوم كلما مر نجم طلع نجم ومثله في نهج البلاغة مثل آل محمد ... الحديث ، ومثله في الأمالي ، وفي صفحة 72 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ... رواه الإمام الناصر إلى الحق في البساط ورواه المرشد بالله ، ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ... وعن حبنا أهل البيت ، أخرجه الإمام أبو طالب ، عن علي (ع) وقال : فخذوا بكتاب الله وإستمسكوا بأهل بيتي ، أخرجه أحمد وغيره ، وقال (ص) : لا يبغضنا أهل البيت إلاّّ ثلاثة من يؤتى من دبره ... ) وقال (ص) : ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري ، وفي التحف شرح الزلف قال : إن الذرية يدخلون في لفظ أهل البيت (ع) وإن ذريتهم باقية إلى يوم القيامة ، وإنهم الحجة على الأمة بدليل حديث السفينة والأمان و ....

لاحظوا هنا يثبت إن الذرية باقية إلى يوم القيامة بدليل حديثي الأمان والسفينة ، وإنهم حجة الله على الأمة ، والسؤال يوجّه إلى ( المؤلف ) مع جل إحترامي وتقديري لمقامه العالي : من هم الذرية الحجة والسفينة المنجية والأمإن من الإختلاف؟؟ ، هل كل سيد كما يدّعي أكثر الزيدية؟؟ ، أم الصالحين منهم ، والصالحون مختلفون إلى فرق ومذاهب؟؟ وحتى لو قيل إنهم أهل العدل والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا التعريف يشمل الجعفرية والزيدية بفرقها.

وفي صفحة 449 من التحف يبين من هم أهل البيت فيقول : هم أهل التوحيد والعدل والإمامة ، إذن ثبت دخول الجعفرية ، وكل من قال : بذلك وليس هذا التعريف خاصاًً بالزيدية فقط وحتى لو قلنا الصالحين من الزيدية ، فهل هؤلاء هم أمان أهل الأرض؟؟ ، وهل هم سفينة النجاة؟ وهل هم الذين قال عنهم النبي (ص) : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولا تقدموهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ؟ ، ولا يؤمن عبد حتى ... وأهلي أحب إليه من أهله ) وغيره من الروايات الواردة في حق أهل البيت ، وقال صاحب التحف أيضاًًً ص450 ( فلو لم يعتد بهؤلاء الذين هم من طائفة الحق ، لبطلت الأدلة على وجود الحجة والخليفة والسفينة المنجية والأمان.

وعن حديث الثقلين والنجوم والكساء والغدير وغيره تجد أن تطبيق لفظ أهل البيت لا يصح إلاّ على المعصومين ، وهذه الآيات والأحاديث لا تطبق إلاّّ فيهم دون سواهم فلا يمكن أن يقصد بها أناس عاديون بدعوى إنهم من ذرية أهل البيت (ع) أو إن السادة هم أهل البيت ، فقد صار هناك خلط بين مفهومي السيد وأهل البيت (ع) كما نرى ونسمع ذلك كثير ، فكانوا يعلمون الطلاب في مدارس الزيدية أنه لا يجوز لك أن تمشي وخلفك سيد ، وغيره من القوانين المستنبطة من الروايات ، فقد أرادوا تطبيق الروايات في السادة ومنهم من خصها بالصالحين منهم ، ومنهم من قال : الخمسة أهل الكساء فقط ، أما المذهب الزيدي فمنهج أهل البيت ، لكن نقول لصاحب هذا الرأي الأخير أل اترى في أحاديث السفينة والأمان وحديث الثقلين خير دليل على دوام وجود أهل البيت ووجوب التمسك بهم مدى الحياة؟ فماذا تقول؟.

وأما من يقول : إن السادة كلهم هم أهل البيت (ع) لا يستطيع أن يطبق ما يقوله ، بل لا يكاد يقبل رأيه هو بنفسه كما كنت أسمع من بعض زميلاتي في المعهد تقول لي : أنتم أهل البيت ، ولكنها في وقت آخر تقول : والله أن الله يغضب من إنكم تدعون إنكم أهل البيت ، وفيكم فاسق وفاجر و ... وأنا أقول الحق معهم إذ كيف يصدقون ذلك؟!!! نعم السادة لهم حق الإحترام لنسبهم إلى رسول الله (ص) ولكن لا يجب طاعتهم وتطبيق الآيات والروايات إلاّّ في أناس مخصوصين في كل عصر لا تخلو الأرض من حجة منهم.

الإمامة : تناقش الكاتبة هذه المسألة ، فتقول : قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين في رده على سؤال إبنه بشأن الإمامة : سألت يا بني أحاطك الله وهداك رشدك ووفقك ، عن مسألة هلك فيها خلق من المتكلمين وحار عن فهمها كثير من المتكلمين ... وكذلك الأوصياء ) ، لا تثبت الإمامة لأحد إلاّّّ بدليل شرعي إجماعاًًً ، وذلك لما كانت الإمامة تابعة للنبوة ، لأن ثمرتها هي حفظ الشريعة وتقويمها ... لم تكن إلاّ لمن إختاره الله وإصطفاه وعلم طهارته وقيامه ... ، وقال الإمام أحمد بن سليمان في كتاب ( حقائق المعرفة ) ( فقال أبو الجارود : ومن قال بقوله من الزيدية علي وصي رسول الله (ص) والإمام بعده وأن الأمة كفرت وظلت في تركها بيعته ثم بعده الحسنان بالنص ثم هي بينهم شورى فمن خرج من أولادهما جامع الشروط للإمامة فهو إمام ... ) ، ولدينا ملاحظات على هذا النص :

1 ـ قوله دليل شرعي ولم يقل الشروط.
2 ـ قال لمن إختاره الله ولم يقل لمن قام.
3 ـ قوله من علم الله طهارته يعني العصمة لا كل من إدعى الإمامة.
4 ـ قوله الإمام علي (ع) وصي سول الله (ص) والأمة كفرت وظلت في تركها بيعته يعني أن كل من لم يقل بإمامته كافر.
5 ـ التناقض الموجود في العبارة الأولى القائلة بالنص والإختيار الإلهي والثانية القائلة بالقيام والشروط.

وقال الإمام المهدي المرتضى : إن الإمامة نص خفي ، وقد عرفوا الإمامة بأنها : رئاسة شرعية كشخص واحد ليس فوقها يد والعلم بها جملة من فروض الأعيان ، وقال : إن الزيدية إختلفوا في أن فرض الإمامة جملة معلومة بالعقل والوجوب العقلي والسمعي وأن الإمام المهدي المرتضى لا يرى ذلك وإنما يرى الإمامة تثبت شرعاًًً لا عقلاً.
وقال : إن المعتزلة وبعض الزيدية وهم الجريرية والبترية أن رسول الله (ص) لم يعين أحداًًً بعده بإسمه وصفته ، فالواجب ثابت واليقين مجهول ، وباقي الزيدية قالوا : إنه نص خفي وقال : يقول الإمام المهدي المرتضى إن المفضول إذا كان أصلح من الأفضل للقيام بمصالح الناس جاز كالأعمى ، فأن تقديم المفضول المبصر أصلح للأمة من الأفضل الأعمى ، أقول : إن الإمام الهادي إلى الحق صرح إن الإمامة ليست شورى وإنتخاب بل وصية وأمر إلهي قائلاً : فكل من قال : بإمامة أمير المؤمنين ووصيه فهو يقول بالوصية على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما.

وفي التحف للسيد مجد الدين المؤيدي ، إذا إجتمع إمامان في زمان واحد يقتل الثاني منهما ، وقال : من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وقال صاحب كتاب : الزيدية نظرية وتطبيق : يجب طاعة الإمام مالم يأمر بمعصية أو يشرب خمر .. وكل ما ذكر عمر وأبابكر ترحم عليهم وقال عمر : مات شهيداًًً ، أقول : هل من فعل ذلك يسمى إمام ؟! ، ثم أن الإمام عند الزيدية مجتهد لا تجب طاعته ولكن معه حق ، إذ الروايات تقول بوجوب طاعة الإمام ، ولكن لابد من معرفة الإمام الذي تنطبق عليه الروايات ، وأما من إغتصب الخلافة فقد لعنهم الإمام الهادي وغيره من أئمة الزيدية فهل يبقى واقفية ؟!.

وفي كتب الزيدية كلاماًً طويلاًً مضمونه ذكر الحروب بين أئمة الزيدية كالمنصور علي بن صلاح ، والداعي ، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، وغيرهم وإنقسام الناس بينهما والأشعار والسب بين المهدي وإبن الوزير ، وقال : إنه ظهر ثلاثة أئمة في وقت واحد في بلد واحد وهم المهدي والمنصور علي بن صلاح والهادي علي المؤيد ، وقال : إن الصراع بين الأئمة أنفسهم كالهادي وآلحمزة وقد وقع إمامين في مكان واحد ووقت واحد.

وقال رسول الله (ص) للإمام علي (ع) : لا يتقدمك بعدي إلاّّ كافر ولا يتخلفك بعدي إلاّّ كافر ، لوامع الأنوار السيد مجد الدين المؤيدي ، وقال : رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بسنده إلى الشيخ الإمام صاحب كتاب المحيط علي إبن الحسين الزيدي ، وأخرجه الشافي بطريق آخر.

أقول : من هذه الرواية نفهم إن من تقدم أو تأخر عن أمير المؤمنين ولو كان صحابياًً فهو كافر حسب هذه الرواية فكيف يتوقف بعض الزيدية عن التبرؤ ممن غصب خلافة أمير المؤمنين؟؟ ، بالاضافة إلى الرواية الواردة في لوامع الأنوار ص201 وغيرها قال : بالإتفاق أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر هاجرة له وإنها أوصت بدفنها ليلاًً ، والروايات عندهم أن الله يغضب لغضب فاطمة.

قال صاحب الينابيع الصحيحة : فكان النص علي إمامتهما الحسن والحسين (ع) نصاً جلياًً ، وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه قال : إن الإمام عند الزيدية ليس معصوماًً ، والإمامة لها شروط ، ومن إكتملت الشروط فيه ، وإدعى الإمامة وقام إمام آخر لحربه إستحق غضب الله تعالى ، أقول : الملفت للنظر أن صاحب هذا الكتاب نفسه يثبت الإمامة للسيد مجد الدين المؤيدي في حال أن السيد مجد الدين لا يدعي الإمامة لنفسه ، هذا وقد الّف السيد مجد الدين كتاباًًً عدد فيه أئمة الزيدية منذ نشأتها إلى عصرنا الحاضر ولم يذكر نفسه كإمام لعصره أصلاًً ، ولا يمكن أن تقول : أن عدم ذكره لنفسه كان من باب التواضع لأنه لا تواضع في أمر الإمامة ، ولم يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر بمعنى القيام والثورة ، ولم تكتمل فيه الشروط عند الزيدية وقال : من قام لحرب إمام آخر إستحق غضب الله بينما قد أثبتنا في كتبهم قيام إمامين وحربهما مع بعضهما كلهم أئمة مقدّسون عند الزيدية.

نعم قد سألت مرة زوجة أحد الزيدية عن إمامة السيد مجد الدين فقالت : لقد دعا إلى نفسه قبل الثورة في اليمن ، ولكني تبادر إلى ذهني أن قبل الثورة كان هناك أئمة زيدية هم آل حميد الدين ، وقد إعترف السيد مجد الدين بهم كأئمة في كتابه ( التحف ) ، فهل يصح أن يدعو إلى نفسه في حال وجود أئمة مع إنه ذكر في كتابه التحف أن يحيى حميد الدين وإبنه أحمد أئمة؟! ، وفي الينابيع الصحيحة ص186 قال : ( أن الإمامة بالنص وهي قول جميع الزيدية ) ، وفي التحف شرح الزلف ص52 قال : قال رسول الله (ص) : ... فليتول علي بن أبي طالب وأوصيائه فهم الأولياء والأئمة من بعدي أعطاهم الله علمي وفهمي... والله لتقتلنهم أمتي.

أقول : نفهم من هذا النص أن لعلي بن أبي طالب أوصياء ، وهؤلاء الأوصياء هم الأئمة ، وهؤلاء الأئمة أعطاهم الله علم الرسول وفهمه ، وسوف تقتلهم الأمة يعني لا يموتون إلاّّ بالقتل بينما نلاحظ أن الكثير من أئمة الزيدية ماتوا موتاًً طبيعاً ، ولَم يدع أحد منهم علم أو فهم النبي (ص) ، وإنما هم مجتهدون يصيبون ويخطئون ولا يدّعون الوصية فبالله عليك تأمل.

وفي ص52 قال : ( قال رسول الله (ص) للحسين (ع) وإن حبيبي جبرائيل آتاني فأخبرني إنكم قتلى ومصارعكم شتى ... وذكر ما لمن يزورهم من الأجر ، وفي ص53 قال ما نصه : قال : الوصي (ع) في نعتهم ونعت أئمتهم : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل حجج الله وبيناته ... أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ، إذن فهم يقتلون ولمن زارهم أجراً عظيم والأرض لا تخلو من حجة منهم ليكونوا حجة الله على الناس وهم خلفاء الله والدعاة إلى دينه.

وفي التحف شرح الزلف قال : أن الإمام واحد لقيام الأدلة عقلاً ونقلاً فأما العقل ، فإن قيام إمامين موجب للإضطراب والفساد ... وأما نقلاًً فلو لم يكن إلاّّ الإجماع حول الإمام الواحد والخلاف في غيره ، ثم أورد الحديثين ، من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله ... ، وقول المنصور بالله : إذا بويع الخليفتان قتل الآخر منهما ، وفي ص78 أن الإمام الأطروش قام في زمن الإمام الهادي ، اليس هذا تناقض؟؟!! مع شديداًًً إحترامي للإمامين الهادي والأطروش وكذا للعلامة مجد الدين ، فإن من حقي أن أبين نظري لعله يفتح عيوناًًً مغمضة وليس مني حقداًً أو جحوداً ، بل ليفهم الجميع أنهم إنما كانوا أئمة جهاد ، أفاضل ، علماء ومجتهدين وليسوا الأئمة المشار إليهم في الروايات والأحاديث النبوية لأنها لا تنطبق إلاّّ علي معصومين لا يختلفون في الحق ولا يخالفونه ، وفي التحف شرح الزلف ص73 ، قال زيد بن علي : ما فينا إمام مفترض طاعته بعد الحسين ....

وقال : فوالله ما إدعاها علي بن الحسين (ع) وهذا مناقض للقول بإمامة علي إبن الحسين كما في التحف وغيرها ، الأخيار من ذرية ... أولهم علي بن الحسين ... ، وقد أشرنا إلى من قال من الزيدية بإمامته (ع) في محله.
وقال : أن الإمام منا أهل البيت المفروض علينا وعلى المسلمين من شهر سيفه ، ولكن هل الإمام الحسن السبط (ع) أو الإمام زين العابدين (ع) أو الإمام الرضا (ع) وغيرهم هل شهروا سيوفهم؟ ، وقال : ( إنه كان عند محمد بن عبدالله الكامل سيف الإمام علي بن أبي طالب (ع) ( ذو الفقار ) ، وكذا غيره من الأئمة يتوارثون ذو الفقار والجفر و ....

لكن السؤال الملفت للإنتباه هو : من الذي يعطيهم هذا السيف وليست عندهم وصية أي أنه عندما يموت إمام فهو يوصي بالجفر والسلاح لفلان؟ ، وعندما يبقون لسنوات بدون إمام فعند من يبقى الجفر والسلاح؟ ، وعندما يقوم إمامان في قطر من الأقطار فأيهما يأخذهما؟.
وفي التحف أيضاًًً قال : إن الإمام علي بن المؤيد بن جبرائيل دعا إلى الله بعد إياسه من خروج الإمام المهدي من الحبس وبعد خروجه سلمها له ، وقال أيضاًًً : إن الإمام شرف الدين بن محمد دعا إلى نفسه حال غياب المهدي في السجن وذلك مع بقاء الإمام محمد الوزير على دعوته ... إذ كان كل منهم لا غرض له إلاّ إصلاح الأمة وإقامة الكتاب والسنة ، أقول هل الإمامة رئاسة يأخذها وينزعها متى ما شاء.

وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه : أن الأمة أجمعت على أن المنصب في قريش ... وذلك المنصب هو قريش لما ورد من الأخبار النبوية : أن الأئمة من قريش ، وفي ترجمة السيد مجد الدين جاء في آخر كتاب التحف : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجه والمؤلف ( يعني مجد الدين ) من مصاديق واقع هذه الأدلة الصادقة في عصرنا ... ، أقول : هذا إعتراف بحديث الأئمة من قريش بل ويستحج به على الغير ، ولكن لو دقق النظر في ذلك لعرف منهم الأئمة المقصودين بهذه الروايات ولي تعليق على قوله : إن السيد مجد الدين مع إحترامي الشديد له من مصاديق ذلك يعني إنه حجة الله ، فهل هو حجة على أهل اليمن فقط أم على الزيدية فقط أم على الخلق كافة ، حيث والظاهر من الروايات أن الإمام حجة على جميع الخلق ، فإذا كان ذلك فإنه يجب أن يدعو الناس ويخبرهم بأمره ، ولكني ما أظن السيد مجد الدين يدعي ذلك ولم يدعيه غيره قبله ألاّ المعصومين فقط يدعوا إنهم حجج الله على جميع الخلق فهل من متفكر في معاني الروايات يا أولي الأباب.

وفي كفاية الأثر ، عن أبي بكير أنه قال لزيد : يا بن رسول الله : هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ ، قال : يا أبا بكير إنك لن تلحقه وإن هذا الأمر يليه ستة أوصياء من بعد هذا وأشار إلى الباقر ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطاًًً وعدلاًً كما ملئت ظلماًًً وجوراًًً قلت : يا إبن رسول الله : الست صاحب هذا الأمر؟ ، فقال : أنا من العترة ... ، وهذا الكلام واضح لا يحتاج تعليق.

وروى إبن شهر آشوب في المناقب أن الإمام زيد (ع) أشار إلى الإمام الباقر بأبيات وقال :

ثوى باقر العلم ملحد * إمام الورى طيب المولد
فمن لي سوى جعفر بعده * إمام الورى الأوحد الأمجد
أبا جعفر الخير أنت الإمام * وأنت المرجى لبلوى غد
العصمة : تقول الكاتبة عنها : موضوع مهم ومحل نقاش الكثيرين لنرى أي الفريقين أقوى دليلاً وأقطع حجة لنضم صوتنا معه لأن هدفنا هو إتباع الحق مع من كان وإينما كان ، نبدأ كالمعتاد بكتب الزيدية لأننا والله نحبهم ونحب أن تتبين لهم الحقيقة لذا نحاججهم من كتب أئمتهم وكبار علمائهم ، قال الإمام عبدالله بن حمزة : أهل البيت معصومون منقّبون من الخطاء ، وقال أيضاًًً : يقول الرسول (ص) : يمنع الخطأ منهم عاجلاً وآجلاً.

أقول : قول عبدالله بن حمزة مطلق ولم يقيده في الخمسة يعني كل من يصدق عليه لفظ ( أهل البيت ) فهل كل من يسمى أهل البيت في عقيدة الزيدية منقب عن الخطاء؟؟! ، أنهم لا يقولون بعصمة كل من يسموه أهل البيت ، بل أضاف إنهم معصومون عاجلاً وآجلاً أي قديماًً وحاضراً وإلى قيام الساعة ، فهل هذه العصمة تنطبق وتطبق في أي مذهب غير المذهب الإمامي الذي يخص العصمة بذرية الرسول الإثني عشر ، وهي في نظري العقيدة الوحيدة التي تقول بما ورد في أهل البيت وتطبقة في الواقع أي لهم أئمة يأخذوا عنهم كل دينهم وما عمل العلماء ومراجع التقليد إلاّّ البحث عن الروايات هل هي ثابته عنهم أم لا؟ ، فإذا ثبتت له فهي نص لا يجوز الإجتهاد في مقابلها ، أما المذاهب الأخرى فكل مجتهد يقول برأيه لهذا تشعّبت الفرق والمذاهب إلى ما نحن فيه الآن.

وقال السيد أبو الحسن : الإمام لابد أن يكون معصوماًً ، وقال الإمام المؤيد بالله : يجوز أن يخطي الإمام بلا خلاف في ذلك ... ، أقول هذا مناقض لكلام الإمام عبدالله بن حمزة فتأمل ، ولي أن أسأل كيف يكون الأئمة حجج الله في الأرض إذا كانوا يختلفوا فيما بينهم؟ بل قد حصلت هناك حروب بين إمامين من أئمة الزيدية كما ذكرنا مصدر ذلك فراجع ، فهل يصدق عليهم سفينة النجاة وباب حطة وإمام أهل الأرض وقرناء القرآن؟ والكلام قد يطول لو بحثنا كل ما جاء في كتبهم من تناقضات ، نكتفي بهذا القدر منها وفيها الكفاية للوصول إلى شاطىء الأمان.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:34 PM   #15
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي


( الباحثة / حسينة حسن الدريب )
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولدت في اليمن ، ونشأت في أسرة متدينة تنتمي إلى المذهب الزيدي ، لكنها بفعل الأجواء المناسبة التي توفّرت لها توجهت إلى البحث الجاد حول الأمور الدينية والمذهبية ، فكانت النتيجة أن عرفت أن الحق مع المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري ، فتركت إنتماءها السابق وتوجّهت بكل شوق إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع).
تقول الأخت حسينة : إن إعتناقي للمذهب الجعفري كان بعد زواجي برجل كان قد إعتنق من قبل هذا المذهب ، وقد يظن البعض أنني إنتميت للمذهب الجعفري تقليداً لزوجي فحسب ، ولكن يشهد الله أنني لم إختر هذا المذهب إلاّّ بعد إقتناعي به وبعد معرفتي بالأدلة والبراهين الدالة على أحقّيته وصوابيته.
لمحة مختصرة عن نشأتها : تقول الأخت حسينة حول نشأتها : نشأت في أسرة مديتنة والحمد لله تعالى ، هي على المذهب الزيدي الشيعي ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحب هذا المذهب حباًً شديداًًًً ، وكان دائماًً ومنذ صغرنا يعلّمنا الصلاة والأحكام على ضوء المذهب الزيدي لكي لا نتأثر بالمعلومات والمجتمع الذي حولنا ، والحمد لله ، وبفضل الله وجهود الوالد العظيمة لم نتأثر بأي فكر مخالف لأهل البيت (ع) ـ حسب عقيدة الزيدية ـ وكنت أحب العلم والمتعلمين ، وكنت لا أجد فرقاًً بين مذهب وآخر ، وكان أكثر ما يهمني من الأشخاص حسن خلقهم وحسن تعاملهم وصدقهم وأمانتهم والتزامهم الأخلاق الفاضلة.
موقفها من التيار الوهابي : تقول الأخت حسينة : ومرت الأيام وبدأ الوهابية ينتشرون بشكل كبير في منطقتنا ، وكان والدي حفظه الله تعالى يحذّرنا دائماًً منهم ويبيّن لنا حقائقهم ، ويغرس في قلوبنا حب الخمسة من أهل الكساء (ع) وأئمة الزيدية والإمام الخميني (رض) وثورته المباركة وخليفته حفظه الله ، فنشأنا على ذلك ، حتى دخلنا المدرسة فكنا فيها عندما يقول لنا الأستاذ : معاوية (ر) ، فكنا نرفض الترضي عنه ونقول له : أن والدنا قال لنا أنه حارب علياًًً (ع) وأنه لا يستحق الترضي.
ولشدة حبي للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالستهم كنت أحضر لأستمع محاضرات أستاذة وهابية بجوار منزلنا ، وكنت الاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة وفق مذهب الوهابية فكنت أقف ضدها ولكن للأسف لم يكن عندي علم أناقشها به ، وكنت إعتمد على حبي لأهل البيت وكره أعدائهم الذي غرسه والدي حفظه الله تعالى في قلبي ، ولم يكن عندي علم للرد على الشبهات ونحوها ، لهذا قلت لنفسي : أن كنت واثقة من نفسي إنني لا أتأثر بها ، فسوف يتأثر بها غيري ، فقررت البحث عن حل لهذه المشكلة ، فجمعت معي مجموعة ثم طلبت بصورة غير مباشرة من الأستاذ علي الداهوق حفظه الله تعالى الذي كان معلم الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا آنذاك أن يقوم بتدريسنا في مجال العلوم الدينية.
فإستجاب لدعوتنا وأتى إلى منزلنا وأبدى إستعداده لتدريسنا ، فحدّدنا موعداً للدراسة وبالطبع بدأنا الدراسة بكل همه وجدية ، ولقد أحببت الدراسة من أعماق قلبي ، ولشدة حبي لها صرت محل ثقة عند ذلك الأستاذ ، فما مرت سنة كاملة حتى طلب مني ومن أختي وإحدى زميلاتي أن نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية ، وغيرها كالطهارة والصلاة والتجويد ... ثم واصلت التدريس بكل جهد وإخلاص لمدة أربع سنوات تقريباًً ، وكنا في دراستنا نتعلم النحو والفقه والقرآن ونبحث في التوحيد والعدل والامامة وغيرها ، كما كنا نبحث حول التشبيه والقضاء والقدر في عقائد الوهابية والرد عليهم ، أما الجعفرية فلم نتطرق اليهم وكذلك أهل السنة من غير الوهابية كنا نسمع عنهم ولكن لا نقرأ أدلتهم والرد عليها.
جملة من نشاطاتها التبليغية : تقول الأخت حسينة : كان لنا بعض النشاطات التبليغة بالإضافة إلى التدريس ، منها كنا نقوم ببعض المحاضرات والمجالس الدينية كمواليد الخمسة من أهل الكساء (ع) والإمام زيد وكذا وفاتهم ، ولكن بطريقة تختلف عن أسلوب الشيعة الإمامية ، إذ لم يكن هناك فرق بين مجالس الولادة والعزاء إذ كان من كليهما يتم الحديث عن حياة ذلك الإمام ، وقصة ولادته أو وفاته ، مع برامج إضافية أخرى كالحديث عن الوهابية وبطلان مذهبهم ، لكن للأسف كنا لا نمتلك المعرفة الحقيقة بأهل البيت (ع).
وكذا قمنا بالتعاون لنشر مجلة إسميناها مجلة الزهراء ، وكنت مديرة التحرير بإشراف معلمنا القدير ، ومعاونة السيد يحيى طالب مشاري وكان أكثر إهتماماًً من غيره بنشر وتوزيع المجلة ، والأستاذ علي وحير وغيرهم ممن كانوا يوجّهوننا ، وقبل تأسيس المجلة كنا آنذاك قد عملنا جمعية خيرية بإسم جمعية النساء الخيرية ، شكلتها طالبات العلم الشريف في الجوف ، وكنا نطبع المجلة على حساب الجمعية.
موقفها من المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينه : طبعاً في خلال دراستي لم أكن أسب الجعفرية ، وكنت لا أشعر بوجود فارق يفصل أحدنا عن الآخر ، كنت أحس إن المذهب الجعفري أخو المذهب الزيدي ، ولا يصح أن نفرق بينهما وهذا ما سأضل إعتقده لأن المذهبين كلاهما شيعي والتفاهم بينهما ممكن ومتحدان في الولاء لأصحاب الكساء.
وكانت ترد على ذهني بعض الاسئلة ، ولم أكن أجد لها جواباًً ، بل لم يكن هناك من أتباحث معه في هذا المجال ، وتحدثت مع أحدهم مرة حول أهل البيت (ع) وذكرت أنني من شيعتهم فقال لي : أنتم أهل البيت ، أنتم سادة أشراف ، ونحن شيعتكم فتعجبت وتساءلت أنحن الأمان لأهل الأرض؟ أنحن أهل السفينة؟ أنحن ..؟ فسكت في حيرة ، لكني لم أناقش حتى نفسي لأذهب هذه الحيرة ، وكان الله : قد قدّر لي أني سأبحث في المستقبل كل ما أخزنه في نفسي ، ولم أجد من أناقشه ، أو على الأقل لم أجد شخصاًًً يقول لي إن كلامي هذا مستحيل وينهي الموضوع.
ومرة كنا في مجلس عزاء فتطرقت للآية : فسـلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، ( النحل : 43 ) ، فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية: نعم إسألوا أهل الذكر هذه هي أهل الذكر تقصدني ، لقد هزني ذلك إذ لم يكن العلماء أهلاً لذلك فكيف بي؟؟؟ طبعاً أنا لم أكن أشك في المذهب إنما صرت متحيرة لا أدري من هم أهل البيت؟ وأهل السفينة؟ و ....
زواجها من رجل جعفري : تقول الأخت حسينة : بعد أربع سنوات من درسي وتدريسي في تلك الفترة تقدم لخطبتي أحد أقاربي ، وهو الأخ يحيى طالب قد شاع الخبر أنه جعفري ، وبعد فترة تزوجنا في " 12 ذي الحجة سنة 1418هـ الموافق 6 / 4 / 1998م " ، وبعد خمسة أشهر تقريباًً سافرنا إلى إيران الإسلامية تلك الدولة التي طالما ، حدثني : والدي حفظه الله عنها ، وطالما إشتقت أن أشم رائحة ترابها ، وطالما إستمعت إلى اذاعتها وراسلتها بالبريد وكنت أنتظر جوابها فيأتيني فأرتاح لهديتهم البسيطه كمجله أو كتاب ونحوهما ، وقد أحببت إيران حباًً شديداًًًً لما كان يبث في إذاعتها من معارف وعلوم دينية لا توجد في أي دولة إسلامية أخرى وبرامجها كلها دينية وثقافية وعلمية.
جئت إلى إيران وأنا لا أصدق نفسي من الفرح صحيح إني حزنت لفراق أهلي ووطني ، فالوطن عزيز ومحبوب ، وتراب الوطن ذهب كما يقال : إلاّ أنني تغربت في بلاد الأهل من ناحية الدين والعقيدة : إنما المؤمنون إخوة ، ( الحجرات : 10 ).
وبعد وصولي إلى إيران عرفت بوجود فارق بين المذهب الزيدي والمذهب الجعفري ، وأستأت من زواجي من شخص جعفري ، ولكن زوجي تعامل معي بكل صبر وتأن وحلم وعقل وهدوء مقابل إنفعالي ، وحلف لي يميناًً أنه لم يتبع المذهب الجعفري إلاّّ لأدلة وجدها أقنعته ، وحلف لي أنني إذا رددت عليه بأدلة ثابتة صحيحة فسيرجع إلى المذهب الزيدي فصرت على أمل أن أُرجعه إلى الزيدية لأني عرفت أنه جاد في كلامه ، وهو إنسان مؤمن ، وليس من أهل الدنيا ، وهذا ما جعلني أصدقه ، ولكن لا أجد ما أقول له إلاّ أن أوجه له أسئلة مثل : لماذا إتبعتهم وما أدلتهم؟؟ ، فقال : إن أشد الخلاف بين البشر هو الخلاف على الولاية أو العلو في الأرض ، وهذا كلام ذكره بالتفصيل في كتابه في ظلال الإسلام ، حقيقة النزاع ، وقال لي : إن المسلمين مجمعون على إن من صحت أصوله يتبع في فروعه ، والخلاف بين الزيدية والجعفرية أكثره وأهمه في الإمامة ، الجعفرية تقول : أن الأئمة إثنا عشر إماماًًً ، فقلت : وما دليلهم؟ ، قال : الحديث الموجود في كتب الزيدية والسنة والجعفرية ، فقلت إئتني بمصدر واحد يذكر ذلك؟.
فقال : بل آتيك بمصادر لا مصدر واحد ، فأتى بصحيحي البخاري ومسلم وغيره من الصحاح الستة ، وعندما قرأتها تحيرت فلأول مرة أعرف إن هذا الحديث موجود في صحاح أهل السنة ، لكني كابرت في البداية وقلت : أريد مصادر زيدية لا حاجة لي بمصادر أهل السنة ، وما كان منه إلاّ أن أتى بكتب أئمة الزيدية وكبار علمائهم مثل : التحف شرف الزلف ولوامع الأنوار للسيد مجد الدين المؤيدي وسير بعض أئمة الزيدية مثل : سيرة الإمام المرتضى ، وكتاب : الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية والشافي والبحر الزخار وغيرها.
قناعتها بأحقية المذهب الجعفري : تقول الأخت حسينة : وإستمرت فترة بحثي وحيرتي مدة ثلاث سنوات حتى وصلت إلى القناعة التامة بأحقية المذهب الجعفري ، وخلال عدة مرات وأنا أذهب وأرجع إلى اليمن ، التقيت بإستاذي وخالي ووالدي وحاولت أن أستفيد منهم ، إلاّ أنهم كانوا يتعصّبون ويتهمونني بأني جعفرية فالتزمت إمامهم الصمت.
وسألت إستاذي بعض الاسئلة حول الجعفرية ، ولكنه للأسف لم يجبني بصورة علمية ، وإذكر مرة في صنعاء دعينا للغداء من قبل أحد علماء الزيدية الكبار ، وكان من خلف الباب يوصيني ألاّ أتأثر بالجعفرية ، فقلت له : ما هو عيبهم؟ ، قال : والله إنهم أحسن من الزيدية في كل شيء ، إلاّ أنهم يقولون يا حسين ويا علي ويا فلان ... وهذا شرك ، فأجابه السيد وقال : إنهم يعتقدون أن علي أو الحسين أو حتى رسول الله (ص) : لا حول لهم ولا قوة إلاّّ بإذن الله إنما هو يتوسلون بهم إلى الله ، ولا تجد جعفري يقول : إن أهل البيت لهم حول بدون إذن الله ، ومن قال : بهذا فهو مشرك بالله عندهم وليس بمسلم ، فقال : جيد ، هذا جيد ثم ذهب ولم يقل شيئاًًً.

ثم سافرنا إلى إيران وإستمريت في البحث في الكتب ولم أستفد من شخصيات علمية في اليمن كنت أظن إنها ستفيدني في البحث والنقاش ولم تحن الفرصة إلاّّ لبضعة تساؤلات لم تجد لها جواباًً مقنعاً والتساؤلات والبحث والتحقيق والمقارنة بين كل حديث وآخر إستمر سنوات حتى أعلنت لزوجي حقيقة مذهبه وإيماني به رغم أنه لم يشدد علي بل كان يقول لي : إن كان عندك ما يفيدني فسأكون لك شاكراً ، لكني صرت في حرب مع نفسي إذا أنني لم أجد ما أفيد نفسي به إلاّ أن أصرح بالحق ، ولا أخاف في الله لومة لائم رغم خوفي الشديد من والدي الكريم حفظه الله الذي أكن له جل الإحترام والتقدير ، وهو يحترمني فوق ما أستحق بكثير ولي في قلبه مكانة عالية ولله الحمد ، وهذا يعود إلى أني حينما كنت أدرس المذهب الزيدي كنت أعمل بحركة وجدية وكان يشجعني ويحبني كثير وحتى قبل ذلك طبعاً.
وأيضاً كنت أفكر في والدتي وبقية الاقارب والصديقات والزميلات وطالباتي الذين طالما حدثتهم عن الزيدية ـ ولو أني ما كنت أناقش المسائل مناقشة علمية غنماً كانت إطروحات ، من قبيل أن عقيدتنا هي الحق لوجود الأحاديث الواردة في وجوب التمسك بأهل البيت ولكن من دون تطبيق الأحاديث أو مطابقتها على مصاديقها ، ومن قبيل أن الوهابية مجسمة ومجبرة و ....
لقد فكرت في هؤلاء جميعاًًًً ماذا سيقولون عني ، ولكن قلت لنفسي إن كنت أنتقد الوهابية وغيرهم من أهل السنة إذ لم يتبعوا الحق ويبحثوا عنه ، فها أنذا أرى الحق ولكني أخشى الناس وتذكرت الآية الكريمة : وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، ( الأحزاب : 37 ) ، نعم لابد أن أعلن الحق ولعل الله يهديهم فيصلوا للحق كما وصلت إليه ، وكاتم الحق شيطان أخرس.
مؤلفاتها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) : مخطوط : سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ، ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، وهو كتاب يشمل على قصة إستبصارها والأدلة التي دفعتها إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع) ويحتوي هذا الكتاب على العديد من المواضيع العقائدية ، منها : مصادر علوم أئمة الزيدية ، بعض التهم ضد الشيعة ، البكاء على مصائب أهل البيت ، الشفاعة ، التوسل ، زيارة القبور ، عدم القول بتحريف القرآن الكريم ، علم الأئمة ، البداء ، التقية والرجعة.
وقفة مع كتابها : وعرفت من هم أهل البيت (ع) ، وهو كتاب تعرض فيه صاحبته قصة إستبصارها ، وإنتقالها من المذهب الزيدي إلى المذهب الإمامي الإثنا عشري ، فهي كانت تعرف أهل البيت (ع) على سبيل الإجمال ، ودعوة النبي (ص) إلى التمسّك بهم ، ولكنها لم تكن تعرفهم على سبيل التفصيل والتحديد الإثنى عشري الذي ورد في حديث الأئمة الإثنى عشر.
تقوله المؤلفة ، عن المطالب المهمة التي دعتها إلى الشك بالمذهب الزيدي بالطبع أكثر ما دعاني للشك والبحث هو التناقض بين أئمة الزيدية حول الإمامة إذ البعض يقول بإمامة السجاد والبعض لا يقول بذلك وكذا الوصية والنص وغيرها ، ومن المهم ذكر الأحاديث الأخرى كحديث السفينة والثقلين والنجوم وغيرها الكثير ، فإن الزيدية تؤمن بها وتعتقدها وتحتجّ بها على أهل السنة ولكن عندما فكرت في تطبيقها وجدت إنه لا يمكن إنطباقها إلاّ على أناس معصومين ، وهذا ما جعلني اصمم على البحث والمناقشة.

حديث الأئمة الإثنى عشر في كتب الزيدية : تنقل المؤلفة بعض ما ورد في كتب الزيدية من روايات حديث الأئمة الإثنى عشر ، فتقول : في ( التحف شرح الزلف) قال : ( وأعلم أن الله عز وجل جعل خلف النبوة من أبناء نبيه في إثنى عشر سبطاً ، قال الإمام الرضا (ع) : أن الله عز وجل أخرج من بني إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إثنى عشر سبطاً ، ثم عد الإثنى عشر من ولد إسرائيل ، وكذلك أخرج من ولد الحسن والحسين إثنى عشر سبطاً ... لا ينقطع عقبهم إلى إنقطاع التكليف ، وهم بمنزلة إسباط بني إسرائيل حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض من إستيصال عذابه ) إنتهى ، فتأمل في قوله : حجة الله على خلقه وأمان أهل الأرض.

وفي تتمة الإعتصام يذكر حديث إثني عشر خليفة ، ولكنه يفسّر الإثنى عشر من ولد الحسين بأنهم ستة من ولد الحسين (ع) ولكن لو تأملنا في الرواية لوجدنا عبارة ( من أبناء نبيه ) فأين ذهب الحسنان (ع) إذن؟ وكيف خرجا من الحديث بل كيف خرج منه السجاد (ع) والباقر (ع) وغيرهم وبأي دليل؟ ، إن هذا الحديث له قرائن توضّحه وتفسّره ، فرسول الله (ص) : يقول : إنه يأتي من بعده إثنا عشر خليفة منهم الإمام علي (ع) والحسنان (ع) فلو أضفناهم إلى العدد السابق لصار ( 3 + 12 = 15 ).
والحديث في أكثر الروايات إثنا عشر بعد رسول الله (ص) ولم يقل بعد الحسين (ع) والحديث كالقرآن يفسّر بعضه بعضاًًً ، ونفس المصدر المذكور أشار إلى حديث : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان.
وفي المجموعة الفاخرة للإمام الهادي ص221 ( والأخيار من ذرية الحسن والحسين ، أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما ) وذكر الإثنى عشر إمام بأسمائهم مبتدئاًً بالإمام علي (ع) ومنتهياً إلى الإمام المهدي (ع) وهو ما عليه الإمامية ( الجعفرية ) حالياً.
كذلك في الينابيع الصحيحة أن رسول الله (ص) قال : يولد للحسين (ع) ولد يقال له علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين ، كذا أورد رواية سلام النبي (ص) على الإمام الباقر (ع) في كتابه والرواية طويلة فراجع.
وحديث الإثنى عشر في الإعتصام بحبل الله المتين المجلد الخامس باب السير والشافي للإمام عبدالله بن الحمزة الجزء الأول الصفحة 140 وفي لوامع الأنوار المجلد الثاني الصفحة 493 ، وفي الحدائق الوردية : لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم إثنان ، وللسائل أن يسأل ما هو هذا الأمر يا ترى ، إذ لم نر له تطبيقاً في الواقع عند غير الشيعة الإمامية.
هذا ما وصل إلي : من كتب الزيدية وكان ما وصلني فيه الكفاية لإيجاد الشك في صحة الزيدية ، فقد فكرت كثيراًًً في معاني هذه الأحاديث ، وقارنت بعضها ببعض ، وقارنتها مع الأحاديث الموجودة في كتب أهل السنة ، وإذا هي تصب في مصب واحد ( الأئمة الإثنا عشر ) ، ولكن الإختلاف في تفسير من هم هؤلاء الإثنا عشر فالزيدية تفسيرها مخالف للفظ الحديث إذ أن الحديث يقول : ( من بعدي ) فمنهم الإمام علي والحسنين (ع) والباقي تسعة ولكن الزيدية تقول : ستة من أولاد الحسن وستة من أولاد الحسين ، فنقول لهم بهذا التقسيم صار العدد إثنى عشر من أولاد الحسنين ، فأين ذهبوا بالإمام علي والحسن والحسين (ع) فلو ضميناهم إلى هذا العدد لصاروا خمسة عشر والحديث ينصّ على إثنى عشر بعد الرسول (ص) بلا فصل.

من هم أهل البيت (ع) ؟! : تقول المؤلفة في ذلك : هذا السؤال له دور كبير في إيصالي إلى الحقيقة التي عرفت بها من هم أهل البيت (ع) إذ كل من يقرأ روايات الزيدية بيقظة وتفكر لابدّ أن يتسائل مع نفسه أو مع أحد لأنه لا يرى من تنطبق عليه هذه الروايات ، لذا يلجأ إلى البحث وحتماً سوف يصل للنتيجة التي وصلت إليها.

والآن لنقرأ معاًً ما قال الزيدية في ذلك ، قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .. قال الإمام الناصر : فلو كان أهل البيت أربعة فقط لكان قد ذهب أهل الأرض ، قلت : أخبار النجوم والأمان شهيرة رواها الإمام أبو طالب ، والمرشد بالله ، والإمام المنصور بأسانيدهم ، قلت هذا الخبر يفيد على أن متابعتهم أمإن من الإختلاف كما إن وجودهم أمان من الذهاب والهلاك ، روى في الشافي عن أمير المؤمنين (ع) ( مثل أهل بيتي مثل النجوم كلما مر نجم طلع نجم ومثله في نهج البلاغة مثل آل محمد ... الحديث ، ومثله في الأمالي ، وفي صفحة 72 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته ... رواه الإمام الناصر إلى الحق في البساط ورواه المرشد بالله ، ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ... وعن حبنا أهل البيت ، أخرجه الإمام أبو طالب ، عن علي (ع) وقال : فخذوا بكتاب الله وإستمسكوا بأهل بيتي ، أخرجه أحمد وغيره ، وقال (ص) : لا يبغضنا أهل البيت إلاّّ ثلاثة من يؤتى من دبره ... ) وقال (ص) : ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري ، وفي التحف شرح الزلف قال : إن الذرية يدخلون في لفظ أهل البيت (ع) وإن ذريتهم باقية إلى يوم القيامة ، وإنهم الحجة على الأمة بدليل حديث السفينة والأمان و ....

لاحظوا هنا يثبت إن الذرية باقية إلى يوم القيامة بدليل حديثي الأمان والسفينة ، وإنهم حجة الله على الأمة ، والسؤال يوجّه إلى ( المؤلف ) مع جل إحترامي وتقديري لمقامه العالي : من هم الذرية الحجة والسفينة المنجية والأمإن من الإختلاف؟؟ ، هل كل سيد كما يدّعي أكثر الزيدية؟؟ ، أم الصالحين منهم ، والصالحون مختلفون إلى فرق ومذاهب؟؟ وحتى لو قيل إنهم أهل العدل والتوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهذا التعريف يشمل الجعفرية والزيدية بفرقها.

وفي صفحة 449 من التحف يبين من هم أهل البيت فيقول : هم أهل التوحيد والعدل والإمامة ، إذن ثبت دخول الجعفرية ، وكل من قال : بذلك وليس هذا التعريف خاصاًً بالزيدية فقط وحتى لو قلنا الصالحين من الزيدية ، فهل هؤلاء هم أمان أهل الأرض؟؟ ، وهل هم سفينة النجاة؟ وهل هم الذين قال عنهم النبي (ص) : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولا تقدموهم فتهلكوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ؟ ، ولا يؤمن عبد حتى ... وأهلي أحب إليه من أهله ) وغيره من الروايات الواردة في حق أهل البيت ، وقال صاحب التحف أيضاًًً ص450 ( فلو لم يعتد بهؤلاء الذين هم من طائفة الحق ، لبطلت الأدلة على وجود الحجة والخليفة والسفينة المنجية والأمان.

وعن حديث الثقلين والنجوم والكساء والغدير وغيره تجد أن تطبيق لفظ أهل البيت لا يصح إلاّ على المعصومين ، وهذه الآيات والأحاديث لا تطبق إلاّّ فيهم دون سواهم فلا يمكن أن يقصد بها أناس عاديون بدعوى إنهم من ذرية أهل البيت (ع) أو إن السادة هم أهل البيت ، فقد صار هناك خلط بين مفهومي السيد وأهل البيت (ع) كما نرى ونسمع ذلك كثير ، فكانوا يعلمون الطلاب في مدارس الزيدية أنه لا يجوز لك أن تمشي وخلفك سيد ، وغيره من القوانين المستنبطة من الروايات ، فقد أرادوا تطبيق الروايات في السادة ومنهم من خصها بالصالحين منهم ، ومنهم من قال : الخمسة أهل الكساء فقط ، أما المذهب الزيدي فمنهج أهل البيت ، لكن نقول لصاحب هذا الرأي الأخير أل اترى في أحاديث السفينة والأمان وحديث الثقلين خير دليل على دوام وجود أهل البيت ووجوب التمسك بهم مدى الحياة؟ فماذا تقول؟.

وأما من يقول : إن السادة كلهم هم أهل البيت (ع) لا يستطيع أن يطبق ما يقوله ، بل لا يكاد يقبل رأيه هو بنفسه كما كنت أسمع من بعض زميلاتي في المعهد تقول لي : أنتم أهل البيت ، ولكنها في وقت آخر تقول : والله أن الله يغضب من إنكم تدعون إنكم أهل البيت ، وفيكم فاسق وفاجر و ... وأنا أقول الحق معهم إذ كيف يصدقون ذلك؟!!! نعم السادة لهم حق الإحترام لنسبهم إلى رسول الله (ص) ولكن لا يجب طاعتهم وتطبيق الآيات والروايات إلاّّ في أناس مخصوصين في كل عصر لا تخلو الأرض من حجة منهم.

الإمامة : تناقش الكاتبة هذه المسألة ، فتقول : قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين في رده على سؤال إبنه بشأن الإمامة : سألت يا بني أحاطك الله وهداك رشدك ووفقك ، عن مسألة هلك فيها خلق من المتكلمين وحار عن فهمها كثير من المتكلمين ... وكذلك الأوصياء ) ، لا تثبت الإمامة لأحد إلاّّّ بدليل شرعي إجماعاًًً ، وذلك لما كانت الإمامة تابعة للنبوة ، لأن ثمرتها هي حفظ الشريعة وتقويمها ... لم تكن إلاّ لمن إختاره الله وإصطفاه وعلم طهارته وقيامه ... ، وقال الإمام أحمد بن سليمان في كتاب ( حقائق المعرفة ) ( فقال أبو الجارود : ومن قال بقوله من الزيدية علي وصي رسول الله (ص) والإمام بعده وأن الأمة كفرت وظلت في تركها بيعته ثم بعده الحسنان بالنص ثم هي بينهم شورى فمن خرج من أولادهما جامع الشروط للإمامة فهو إمام ... ) ، ولدينا ملاحظات على هذا النص :

1 ـ قوله دليل شرعي ولم يقل الشروط.
2 ـ قال لمن إختاره الله ولم يقل لمن قام.
3 ـ قوله من علم الله طهارته يعني العصمة لا كل من إدعى الإمامة.
4 ـ قوله الإمام علي (ع) وصي سول الله (ص) والأمة كفرت وظلت في تركها بيعته يعني أن كل من لم يقل بإمامته كافر.
5 ـ التناقض الموجود في العبارة الأولى القائلة بالنص والإختيار الإلهي والثانية القائلة بالقيام والشروط.

وقال الإمام المهدي المرتضى : إن الإمامة نص خفي ، وقد عرفوا الإمامة بأنها : رئاسة شرعية كشخص واحد ليس فوقها يد والعلم بها جملة من فروض الأعيان ، وقال : إن الزيدية إختلفوا في أن فرض الإمامة جملة معلومة بالعقل والوجوب العقلي والسمعي وأن الإمام المهدي المرتضى لا يرى ذلك وإنما يرى الإمامة تثبت شرعاًًً لا عقلاً.
وقال : إن المعتزلة وبعض الزيدية وهم الجريرية والبترية أن رسول الله (ص) لم يعين أحداًًً بعده بإسمه وصفته ، فالواجب ثابت واليقين مجهول ، وباقي الزيدية قالوا : إنه نص خفي وقال : يقول الإمام المهدي المرتضى إن المفضول إذا كان أصلح من الأفضل للقيام بمصالح الناس جاز كالأعمى ، فأن تقديم المفضول المبصر أصلح للأمة من الأفضل الأعمى ، أقول : إن الإمام الهادي إلى الحق صرح إن الإمامة ليست شورى وإنتخاب بل وصية وأمر إلهي قائلاً : فكل من قال : بإمامة أمير المؤمنين ووصيه فهو يقول بالوصية على أن الله عز وجل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين وإلى الأخيار من ذرية الحسن والحسين أولهم علي بن الحسين وآخرهم المهدي ثم الأئمة فيما بينهما.

وفي التحف للسيد مجد الدين المؤيدي ، إذا إجتمع إمامان في زمان واحد يقتل الثاني منهما ، وقال : من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وقال صاحب كتاب : الزيدية نظرية وتطبيق : يجب طاعة الإمام مالم يأمر بمعصية أو يشرب خمر .. وكل ما ذكر عمر وأبابكر ترحم عليهم وقال عمر : مات شهيداًًً ، أقول : هل من فعل ذلك يسمى إمام ؟! ، ثم أن الإمام عند الزيدية مجتهد لا تجب طاعته ولكن معه حق ، إذ الروايات تقول بوجوب طاعة الإمام ، ولكن لابد من معرفة الإمام الذي تنطبق عليه الروايات ، وأما من إغتصب الخلافة فقد لعنهم الإمام الهادي وغيره من أئمة الزيدية فهل يبقى واقفية ؟!.

وفي كتب الزيدية كلاماًً طويلاًً مضمونه ذكر الحروب بين أئمة الزيدية كالمنصور علي بن صلاح ، والداعي ، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى ، وغيرهم وإنقسام الناس بينهما والأشعار والسب بين المهدي وإبن الوزير ، وقال : إنه ظهر ثلاثة أئمة في وقت واحد في بلد واحد وهم المهدي والمنصور علي بن صلاح والهادي علي المؤيد ، وقال : إن الصراع بين الأئمة أنفسهم كالهادي وآلحمزة وقد وقع إمامين في مكان واحد ووقت واحد.

وقال رسول الله (ص) للإمام علي (ع) : لا يتقدمك بعدي إلاّّ كافر ولا يتخلفك بعدي إلاّّ كافر ، لوامع الأنوار السيد مجد الدين المؤيدي ، وقال : رواه الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بسنده إلى الشيخ الإمام صاحب كتاب المحيط علي إبن الحسين الزيدي ، وأخرجه الشافي بطريق آخر.

أقول : من هذه الرواية نفهم إن من تقدم أو تأخر عن أمير المؤمنين ولو كان صحابياًً فهو كافر حسب هذه الرواية فكيف يتوقف بعض الزيدية عن التبرؤ ممن غصب خلافة أمير المؤمنين؟؟ ، بالاضافة إلى الرواية الواردة في لوامع الأنوار ص201 وغيرها قال : بالإتفاق أن فاطمة ماتت وهي غاضبة على أبي بكر هاجرة له وإنها أوصت بدفنها ليلاًً ، والروايات عندهم أن الله يغضب لغضب فاطمة.

قال صاحب الينابيع الصحيحة : فكان النص علي إمامتهما الحسن والحسين (ع) نصاً جلياًً ، وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه قال : إن الإمام عند الزيدية ليس معصوماًً ، والإمامة لها شروط ، ومن إكتملت الشروط فيه ، وإدعى الإمامة وقام إمام آخر لحربه إستحق غضب الله تعالى ، أقول : الملفت للنظر أن صاحب هذا الكتاب نفسه يثبت الإمامة للسيد مجد الدين المؤيدي في حال أن السيد مجد الدين لا يدعي الإمامة لنفسه ، هذا وقد الّف السيد مجد الدين كتاباًًً عدد فيه أئمة الزيدية منذ نشأتها إلى عصرنا الحاضر ولم يذكر نفسه كإمام لعصره أصلاًً ، ولا يمكن أن تقول : أن عدم ذكره لنفسه كان من باب التواضع لأنه لا تواضع في أمر الإمامة ، ولم يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر بمعنى القيام والثورة ، ولم تكتمل فيه الشروط عند الزيدية وقال : من قام لحرب إمام آخر إستحق غضب الله بينما قد أثبتنا في كتبهم قيام إمامين وحربهما مع بعضهما كلهم أئمة مقدّسون عند الزيدية.

نعم قد سألت مرة زوجة أحد الزيدية عن إمامة السيد مجد الدين فقالت : لقد دعا إلى نفسه قبل الثورة في اليمن ، ولكني تبادر إلى ذهني أن قبل الثورة كان هناك أئمة زيدية هم آل حميد الدين ، وقد إعترف السيد مجد الدين بهم كأئمة في كتابه ( التحف ) ، فهل يصح أن يدعو إلى نفسه في حال وجود أئمة مع إنه ذكر في كتابه التحف أن يحيى حميد الدين وإبنه أحمد أئمة؟! ، وفي الينابيع الصحيحة ص186 قال : ( أن الإمامة بالنص وهي قول جميع الزيدية ) ، وفي التحف شرح الزلف ص52 قال : قال رسول الله (ص) : ... فليتول علي بن أبي طالب وأوصيائه فهم الأولياء والأئمة من بعدي أعطاهم الله علمي وفهمي... والله لتقتلنهم أمتي.

أقول : نفهم من هذا النص أن لعلي بن أبي طالب أوصياء ، وهؤلاء الأوصياء هم الأئمة ، وهؤلاء الأئمة أعطاهم الله علم الرسول وفهمه ، وسوف تقتلهم الأمة يعني لا يموتون إلاّّ بالقتل بينما نلاحظ أن الكثير من أئمة الزيدية ماتوا موتاًً طبيعاً ، ولَم يدع أحد منهم علم أو فهم النبي (ص) ، وإنما هم مجتهدون يصيبون ويخطئون ولا يدّعون الوصية فبالله عليك تأمل.

وفي ص52 قال : ( قال رسول الله (ص) للحسين (ع) وإن حبيبي جبرائيل آتاني فأخبرني إنكم قتلى ومصارعكم شتى ... وذكر ما لمن يزورهم من الأجر ، وفي ص53 قال ما نصه : قال : الوصي (ع) في نعتهم ونعت أئمتهم : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل حجج الله وبيناته ... أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى دينه ، إذن فهم يقتلون ولمن زارهم أجراً عظيم والأرض لا تخلو من حجة منهم ليكونوا حجة الله على الناس وهم خلفاء الله والدعاة إلى دينه.

وفي التحف شرح الزلف قال : أن الإمام واحد لقيام الأدلة عقلاً ونقلاً فأما العقل ، فإن قيام إمامين موجب للإضطراب والفساد ... وأما نقلاًً فلو لم يكن إلاّّ الإجماع حول الإمام الواحد والخلاف في غيره ، ثم أورد الحديثين ، من دعا إلى نفسه أو إلى غيره وهناك إمام فعليه لعنة الله ... ، وقول المنصور بالله : إذا بويع الخليفتان قتل الآخر منهما ، وفي ص78 أن الإمام الأطروش قام في زمن الإمام الهادي ، اليس هذا تناقض؟؟!! مع شديداًًً إحترامي للإمامين الهادي والأطروش وكذا للعلامة مجد الدين ، فإن من حقي أن أبين نظري لعله يفتح عيوناًًً مغمضة وليس مني حقداًً أو جحوداً ، بل ليفهم الجميع أنهم إنما كانوا أئمة جهاد ، أفاضل ، علماء ومجتهدين وليسوا الأئمة المشار إليهم في الروايات والأحاديث النبوية لأنها لا تنطبق إلاّّ علي معصومين لا يختلفون في الحق ولا يخالفونه ، وفي التحف شرح الزلف ص73 ، قال زيد بن علي : ما فينا إمام مفترض طاعته بعد الحسين ....

وقال : فوالله ما إدعاها علي بن الحسين (ع) وهذا مناقض للقول بإمامة علي إبن الحسين كما في التحف وغيرها ، الأخيار من ذرية ... أولهم علي بن الحسين ... ، وقد أشرنا إلى من قال من الزيدية بإمامته (ع) في محله.
وقال : أن الإمام منا أهل البيت المفروض علينا وعلى المسلمين من شهر سيفه ، ولكن هل الإمام الحسن السبط (ع) أو الإمام زين العابدين (ع) أو الإمام الرضا (ع) وغيرهم هل شهروا سيوفهم؟ ، وقال : ( إنه كان عند محمد بن عبدالله الكامل سيف الإمام علي بن أبي طالب (ع) ( ذو الفقار ) ، وكذا غيره من الأئمة يتوارثون ذو الفقار والجفر و ....

لكن السؤال الملفت للإنتباه هو : من الذي يعطيهم هذا السيف وليست عندهم وصية أي أنه عندما يموت إمام فهو يوصي بالجفر والسلاح لفلان؟ ، وعندما يبقون لسنوات بدون إمام فعند من يبقى الجفر والسلاح؟ ، وعندما يقوم إمامان في قطر من الأقطار فأيهما يأخذهما؟.
وفي التحف أيضاًًً قال : إن الإمام علي بن المؤيد بن جبرائيل دعا إلى الله بعد إياسه من خروج الإمام المهدي من الحبس وبعد خروجه سلمها له ، وقال أيضاًًً : إن الإمام شرف الدين بن محمد دعا إلى نفسه حال غياب المهدي في السجن وذلك مع بقاء الإمام محمد الوزير على دعوته ... إذ كان كل منهم لا غرض له إلاّ إصلاح الأمة وإقامة الكتاب والسنة ، أقول هل الإمامة رئاسة يأخذها وينزعها متى ما شاء.

وفي كتاب الزيدية والإمامية وجهاً لوجه : أن الأمة أجمعت على أن المنصب في قريش ... وذلك المنصب هو قريش لما ورد من الأخبار النبوية : أن الأئمة من قريش ، وفي ترجمة السيد مجد الدين جاء في آخر كتاب التحف : اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجه والمؤلف ( يعني مجد الدين ) من مصاديق واقع هذه الأدلة الصادقة في عصرنا ... ، أقول : هذا إعتراف بحديث الأئمة من قريش بل ويستحج به على الغير ، ولكن لو دقق النظر في ذلك لعرف منهم الأئمة المقصودين بهذه الروايات ولي تعليق على قوله : إن السيد مجد الدين مع إحترامي الشديد له من مصاديق ذلك يعني إنه حجة الله ، فهل هو حجة على أهل اليمن فقط أم على الزيدية فقط أم على الخلق كافة ، حيث والظاهر من الروايات أن الإمام حجة على جميع الخلق ، فإذا كان ذلك فإنه يجب أن يدعو الناس ويخبرهم بأمره ، ولكني ما أظن السيد مجد الدين يدعي ذلك ولم يدعيه غيره قبله ألاّ المعصومين فقط يدعوا إنهم حجج الله على جميع الخلق فهل من متفكر في معاني الروايات يا أولي الأباب.

وفي كفاية الأثر ، عن أبي بكير أنه قال لزيد : يا بن رسول الله : هل عهد إليكم رسول الله متى يقوم قائمكم؟ ، قال : يا أبا بكير إنك لن تلحقه وإن هذا الأمر يليه ستة أوصياء من بعد هذا وأشار إلى الباقر ثم يجعل الله خروج قائمنا فيملأها قسطاًًً وعدلاًً كما ملئت ظلماًًً وجوراًًً قلت : يا إبن رسول الله : الست صاحب هذا الأمر؟ ، فقال : أنا من العترة ... ، وهذا الكلام واضح لا يحتاج تعليق.

وروى إبن شهر آشوب في المناقب أن الإمام زيد (ع) أشار إلى الإمام الباقر بأبيات وقال :

ثوى باقر العلم ملحد * إمام الورى طيب المولد
فمن لي سوى جعفر بعده * إمام الورى الأوحد الأمجد
أبا جعفر الخير أنت الإمام * وأنت المرجى لبلوى غد
العصمة : تقول الكاتبة عنها : موضوع مهم ومحل نقاش الكثيرين لنرى أي الفريقين أقوى دليلاً وأقطع حجة لنضم صوتنا معه لأن هدفنا هو إتباع الحق مع من كان وإينما كان ، نبدأ كالمعتاد بكتب الزيدية لأننا والله نحبهم ونحب أن تتبين لهم الحقيقة لذا نحاججهم من كتب أئمتهم وكبار علمائهم ، قال الإمام عبدالله بن حمزة : أهل البيت معصومون منقّبون من الخطاء ، وقال أيضاًًً : يقول الرسول (ص) : يمنع الخطأ منهم عاجلاً وآجلاً.

أقول : قول عبدالله بن حمزة مطلق ولم يقيده في الخمسة يعني كل من يصدق عليه لفظ ( أهل البيت ) فهل كل من يسمى أهل البيت في عقيدة الزيدية منقب عن الخطاء؟؟! ، أنهم لا يقولون بعصمة كل من يسموه أهل البيت ، بل أضاف إنهم معصومون عاجلاً وآجلاً أي قديماًً وحاضراً وإلى قيام الساعة ، فهل هذه العصمة تنطبق وتطبق في أي مذهب غير المذهب الإمامي الذي يخص العصمة بذرية الرسول الإثني عشر ، وهي في نظري العقيدة الوحيدة التي تقول بما ورد في أهل البيت وتطبقة في الواقع أي لهم أئمة يأخذوا عنهم كل دينهم وما عمل العلماء ومراجع التقليد إلاّّ البحث عن الروايات هل هي ثابته عنهم أم لا؟ ، فإذا ثبتت له فهي نص لا يجوز الإجتهاد في مقابلها ، أما المذاهب الأخرى فكل مجتهد يقول برأيه لهذا تشعّبت الفرق والمذاهب إلى ما نحن فيه الآن.

وقال السيد أبو الحسن : الإمام لابد أن يكون معصوماًً ، وقال الإمام المؤيد بالله : يجوز أن يخطي الإمام بلا خلاف في ذلك ... ، أقول هذا مناقض لكلام الإمام عبدالله بن حمزة فتأمل ، ولي أن أسأل كيف يكون الأئمة حجج الله في الأرض إذا كانوا يختلفوا فيما بينهم؟ بل قد حصلت هناك حروب بين إمامين من أئمة الزيدية كما ذكرنا مصدر ذلك فراجع ، فهل يصدق عليهم سفينة النجاة وباب حطة وإمام أهل الأرض وقرناء القرآن؟ والكلام قد يطول لو بحثنا كل ما جاء في كتبهم من تناقضات ، نكتفي بهذا القدر منها وفيها الكفاية للوصول إلى شاطىء الأمان.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:35 PM   #16
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الشيخ / حسين محمد الكاف )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1967 م في أندونيسيا ، وكان أبوه ممن حظى بدراسة العلوم الإسلامية ، فاهتم به والده ووفّر له أفضل الأجواء الدينية لتزدهر فيه الأخلاق الحميدة وتنمو عنده السجايا الحسنة وليكون في المستقبل ممن له القدرة على حمل أعباء مسؤولية الدعوة والإرشاد بين أبناء الأمة الإسلامية ، ولهذا أرسله والده على الفور بعد إتمامه الدروس الإبتدائية إلى المعهد الإسلامي يابي الذي كان يديره السيد حسين الحبشي.

يقول الأخ حسين حول هذا المعهد : يعتبر هذا المعهد من أحسن المعاهد في أندونيسيا ، لأنّ مديره كان يهتم بتطبيق القيم الإسلامية فيه ، وكان يسعى أن تكون أجواء المعهد مناسبة لتنمية مهارات الطلبة وتقوية جوانبهم الروحية والمعنوية.

ويضيف الأخ حسين : درست خلال فترة بقائي في هذا المعهد - والتي دامت مدة سبع سنوات - شتى العلوم الإسلامية منها اللغة العربية بكل جوانبها ، النحو والصرف والإعراب ، وعلوم القرآن والتفسير وعلوم الحديث وسيرة الرسول الأكرم (ص) وغير ذلك.

ويذكر الأخ حسين : إنّ هذا المعهد كانت دروسه مبرمجة وفق مذهب الإمام الشافعي بإعتباره المذهب السائد في ربوع أندونيسيا ، ولكن المدير كان متسماً بعقلية منفتحة بحيث أنه كان يدعو الطلبة بعد وصولهم إلى مرحلة يعتد بها من الدراسة للخروج من دوائرهم الضيقة في دراسة العلوم الإسلامية ، وكان يحثّهم على التعرف على آراء باقي المذاهب الإسلامية ، ودراسة أدلتهم من أجل إكتساب الرؤية الشمولية وعدم الوقوع في أسر النظر إلى الأمور من زوايا محدودة.

وكان هذا المعهد يمتلك مكتبة واسعة تحتوي على كمية كبيرة من الكتب بالقياس إلى باقي المكتبات الأخرى في أندونيسيا ، وكانت تتضمن كتب متنوعة من الفرق الإسلامية ، الإنفتاح على باقي المذاهب الإسلامية.

كان لكلام مدير المعهد أثراًً كبيراًً في نفسية الأخ حسين ، ومن هنا إقتنع بضرورة توسيع دائرة معارفة وعدم الإكتفاء بدراسة المذهب الذي يرثه الإنسان من آبائه ، فلهذا بادر بعد إتقانه لمباني وأسس مذهب الإمام الشافعي إلى مطالعة كتب باقي المذاهب الإسلامية.

ومن هذا المنطلق طالع الأخ حسين الكثير من الكتب الإسلامية ، ولكنه لم يجد فيها ما يدعوه إلى تغيير أو تصحيح مرتكزاته الفكرية حتى وقع بيده كتاب : أبو طالب مؤمن قريش ، تأليف عبد الله الخنيزي ، فأثار هذا الكتاب في نفسه غريزة حب الإستطلاع حول المذهب الشيعي ونمت في نفسه رغبة التعرف على أصول ومباني هذا المذهب.

فسأل بعض الطلبة عن الكتاب الذي يستطيع من خلاله أن يتعرف على مذهب التشيّع ، فأرشدوه إلى قراءة كتاب : التحفة الإثنى عشرية ، تأليف الشاه عبد العزيز الدهلوي.

يقول الأخ حسين : تناولت الكتاب فالفيت كاتبه معادياً للتشيع ، بحيث دفعه هذا الأمر إلى الخروج عن حد الإعتدال في تقييمه لهذا المذهب ووجدته ينسب للشيعة آراء شاذه بحيث يستنفر منها العقل من قبيل القول بألوهية علي بن أبي طالب أو نبوته أو خيانة الأمين جبرائيل في إعطاء الرسالة الإلهية وغير ذلك.

ومن هنا إندفع الأخ حسين للبحث حول الشيعة ، ورأى أنّه لا يصح معرفة مذهب معيّن من كتب مخالفيه ، بل ينبغي مراجعة كتب علماء ذلك المذهب ومن ثم الحكم عليه وفق تملي الأدلة والبراهين.

دراسته لمذهب أهل البيت (ع) : من هذا المنطلق بادر الأخ حسين إلى البحث عن كتاب شيعي يعرفه بأصول ومبادئ مذهب أهل البيت (ع) فوقع بيده كتاب المراجعات للسيد شرف الدين.

ويقول الأخ حسين حول كيفية حصوله على كتاب المراجعات : كان هذا الكتاب في مكتبة والدي الذي توفي بسنتين بعد ذهابي إلى المعهد الإسلامي ، وكان والدي قد حصل على هذا الكتاب عن طريق مراسلته مع دار التوحيد في الكويت ، فقرأت هذا الكتاب بشوق من أوله إلى آخره ، فتبلورت صورة حقيقية في ذهني عن مذهب التشيع ، ثم راجعت أحد أساتذتي في المعهد من أجل التباحث معه حول ما طرء في بالي من تساؤلات حول الإختلاف الواقع بين أهل السنة والشيعة.

الإقتناع بأحقية التشيّع : يقول الأخ حسين : إستمرت مباحثاتي مع هذا الأستاذ فترة طويلة ، حتى تبيّن لي أنه قد إستبصر من قبل ، وهو ينتمي إلى مذهب أهل البيت (ع) ولكنه يكتم تشيعه لئلا يعيق ذلك حركته في نشر مذهب التشيّع في أوساط الشباب المثقفين ، فطرحت عليه الكثير من التساؤلات وكان أستاذي هذا يجيب عليها بدقّة ، ومن هنا تبلورت قناعتي بأحقية مذهب أهل البيت (ع).

ويضيف الأخ حسين حول أستاذه هذا : لابد أن أقول بأن لهذا الأستاذ فضلاًً كبيراًً في إرواء غلتي وإشباع نهمي إلى الحق والحقيقة ، وإنا- في الواقع - لا أقدر على مكافئته إلاّ بالدعاء له ، وأسأل الله تعالى : إن يجزيه عني وعن الإسلام خير الجزاء وأن يحشره مع محمد (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

السفر إلى إيران لطلب علوم أهل البيت (ع) : يقول الأخ حسين : ثم أرسلني هذا الأستاذ إلى إيران لأنهل فيها من علوم ومعارف وتعاليم أهل البيت عليهم السلام ، فإلتحقت بالحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة ، وبقيت فيها فترة حتى وصلت إلى مرحلة يعتد بها في دراسة علوم أهل البيت (ع) ثم رجعت إلى أندونيسيا وأنشأت بمعية بعض المؤمنين مؤسسة الجواد الإسلامية في مدينة باندونك التابعة لمحافظة جاوة الغربية الأندونيسية.

وقمنا من خلال هذه المؤسسة بنشر مذهب أهل البيت (ع) وذلك عن طريق عقد الندوات والجلسات العلمية وإصدار النشريات الشهرية وترجمة بعض الكتب الشيعية إلى اللغة الأندونيسية ، ونحن لا نزال نواصل نشاطنا في هذا المجال ، وأملي أن يوفّقنا الباري عز وجل إلى المزيد في نشر علوم أهل البيت (ع).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:35 PM   #17
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

( حافظ سيف الله حفيظ الله )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد حافظ سيف الله ببلدة لدهيانة بولاية البنجاب عام 1925م في الهند ، ترعرع في أحضان عائلة علميّة عريقة ، وكان والده من إتباع مسلك ديوبند المعروف بالتعصب ضدّ الشيعة ، كان تشرفه بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1952م في باكستان.

حضور أبناء العامة في المجالس الحسينية : يقول الأخ حافظ : جعلني والدي في المدارس العالية ـ بعد أن أكملت الدراسة الإبتدائية وحفظت القرآن الكريم ـ فوجدت أنّ الأجواء الدراسيّة هناك لا تلائمني ، فشدّدت الرحال إلى باكستان كي أتم دراستي فيها ، ولقد ساعد التاريخ العلمي العريق لأسرتي ، وقوّة إستعدادي في الدروس العقليّة ، وحفظي للقرآن الكريم ، على إستلامي منصب إمامة الجمعة والجماعة في بلدة نوشهره وركان.

كان الملحوظ في أوساط الناس ـ بمختلف إنتماآتهم القوميّة والعقائديّة ـ في شبه القارة الهنديّة عند مباشرتي لعملي التبليغي ، أنّهم يتفاعلون مع الشيعة في أحياء ذكرى عاشوراء! فإمتعضت من حضور الحشود الضخمة في هذه المجالس ، لا لأني أبغض الإمام الحسين (ع) بل لنفوري من الشيعة وكراهتي لهم ، وممّا زاد في حنقي عليهم حضور أهل العامة ومشاركتهم في هذه المآتم! ، فكنت إعترض عليهم وأحاول إبعادهم عن ذلك ، وأدخل معهم في نقاشات حادّة ، فسألوني مرة ، وقالوا : هل تحرم محبّة أهل البيت؟! فقلت : لا ، فقالوا : إنّ سبب حضورنا هذه المجالس التي تنهانا عنها هو التعرف على فضائلهم وسيرتهم ومواساتهم في ما جرى عليهم من مصائب وآلام ، فلم أحر جواباًً!.

ومنذ ذلك الحين قررت تولّي هذا الأمر لملىء الفراغ الموجود في مجالسنا ـ أبناء العامة ـ من ناحية التعريف بأهل البيت (ع) وذكر مصائبهم ، فحملت على عاتقي مهمة ذكر مصيبة الحسين (ع) وقراءة مجلس التعزية في المسجد الذي كنت إماماًًً فيه ، وغيّرت منهج خطب الجمعة ، فبدأت أتكلّم عن مزايا أهل بيت النبوّة (ع) وفي أيام عاشوراء كنت إقرأ وقائع كربلاء! ، فدفعني ذلك إلى الإكثار من مطالعاتي حول هذه المواضيع ، فرأيت في أحداث الطفّ لأهل البيت (ع) صبراًً وإيثاراً وإيماناًً لا نظير له!.

أسباب خلود المجالس الحسينية : في الحقيقة أنّ سبب خلود إقامة هذه المجالس في أوساط الشيعة ، هو إنّ المُثل العليا والقيم السامية التي جسّدها أهل البيت (ع) عموماًً والإمام الحسين (ع) في كربلاء خصوصاًً ، جعلت السائرين على نهجهم والمرتبطين بهم روحياً ، يحيون ذكراهم وينشرون مآثرهم لترسخ في النفوس ، ولتكون تلك المواقف أسوة وقدوة تقتدي بها الأجيال تلو الأجيال ، كما إنّ أحياء المناسبات التي تمثل منعطفاً بارزاً وتحوّلاً نوعياً في حياة الأمم أمر طبيعي ومتعارف بين الناس ، لأنه نابع من ذات الطبيعة البشرية وفطرتها ، فيقوم به الناس من دون تكلّف ، وذلك لأنه يمثل تعبيراً عن أحاسيسهم وعواطفهم الجيّاشة ، وأيّ حادثة أعظم فداحة وأسى من يوم عاشوراء؟! ، حيث بقيت معلماً شاخصاً في التاريخ ، لما فيها من مآسي وفجائع من جهة ، ومواقف مشرفة من جهة أخرى.

أسباب إقامة المجالس الحسينية : إنّما يقيم الشيعة هذه المآتم وذلك تعبيراً ، عن حزنهم السرمدي لهذه الكارثة ، التي أبقت جرحاً في قلب كلّ مؤمن لا يندمل إلاّ أن ينتقم الباري ويأخذ بهذا الثأر من الظلمة ، كما إنّ هذه المجالس تعتبر تخليداًً لهذه الذكرى وتأسّياً بأهل البيت (ع) فقد إحتضن الأئمة (ع) هذه المجالس ورعوها بعناية فائقة وحثوا على إقامتها والمشاركة فيها.

فقد ذكر الأزدي ، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال للفضيل : تجلسون وتحدّثون؟ ، قال : نعم جعلت فداك ، قال : إنّ تلك المجالس أحبّها ، فأحيوا أمرنا ، يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا ، يا فضيل ، من ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ، فهذه المآتم نشأت في أجواء أحياها أهل البيت (ع) وحقيقتها هو التعبير ، عن اللوعة والأسى المختزن في قلب المؤمن ، وهي تقام من دون تكلّف لأنها تمثّل حالة طبيعيّة لكلّ مفجوع ومصاب ، وحيث أن أهل البيت (ع) يمثلون عقيدة في قلوب المؤمنين ، يكون مصابهم خالداًًًً في التاريخ ما دام هناك قلب ينبض بحبّهم ، فإنّه يتألم ويحزن لمظلوميتهم ومصائبهم.

ولذلك نجد لهذه المجالس حضوراًً فعالاً في كلّ زمان ومكان ، وأثراً بالغاًً في النفوس ، فهي بالإضافة إلى عرض الجانب المأساوي تتميز بالبعد التربوي ورفع المستوى الفكري الذي يحدّد معالم شخصيّة الإنسان المسلم.

الفوائد المتوخاة في أحياء المجالس الحسينية : إنّ المجالس الحسينيّة التي يعقدها الشيعة تعتبر إمتداداً لمنهجية مدرسة أهل البيت (ع) الزاخرة بالفوائد الكثيرة على الصعيدين الدنيوي والأُخروي ، فإنها :

1 ـ إمتثال لأمر الله تعالى ، حيث أمر بمودّة العترة الطاهرة (ع) بقوله عز وجلّ : ( قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاّّ المودة في القربى ) ، فمواساة رسول الله (ص) في هذا المصاب الجلل من أظهر مصاديق المودّة ، وقد روى عروة ، عن عائشة : أنها قالت :... خرج ـ رسول الله (ص) ـ إلى أصحابه ـ والتربة في يده ـ وفيهم عليّ وأبوبكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله؟! ، فقال : أخبرني جبرئيل : أنّ إبني الحسين يقتل بعدي بأرض الطفّ ، وجاءني بهذه التربة فأخبرني أنّ فيها مضجعه ، فالحضور في هذه المآتم فيه ثواب المودّة وأجر المواساة للنبيّ(ص) وآله (ع) وناهيك بها من فائدة.
2 ـ نصرة الحقّ والدعوة إليه ، وخذلان الباطل وإماتته ، وهي الفائدة التي من أجلها أوجب الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3 ـ ومن الفوائد المهمة الأخرى ، الحثّ على وجوب معرفة الفضل والسمات السامية لأهلها ، للإقتداء بهم ، كما إنّ فيها إدانة للظلم والجور ، وكشف قبح صورتهما ، والحث على تجنّبهما والتباعد عنهما.
4 ـ إنّ عقد مثل هذه المجالس المأساوية هو حفظ لها من الضياع ، وصيانة لمبادئها وآثارها وثمارها ونتائجها التي إستهدفها الإمام الحسين (ع) لإحياء الدين والحفاظ عليه من التزييف والتحريف ، ولولا ذلك لاضمحلت هذه الواقعة وسلك المخالفون شتى السبل لإنكارها ـ كما إنكروا غيرها! ـ أو إنّهم كانوا يقلّلون من شأنها ومن فضاعة ما جرى فيها من تعدي وإنتهاك لحرمة آل الرسول (ع).
5 ـ رقة القلوب وبعث النفوس على الرأفة والرحمة ، وفيها عزاء عن كلّ مصيبة ، وسلوة عن كلّ رزيّة ، لأنّ هذه الفضائع جرت على سادة الخلق وأكرم الناس عند الله تعالى! ، فما وزن وقيمة ما يجري على غيرهم من مصائب.
6 ـ غرس حبّ الفضيلة والإباء ، والمقاومة في النفوس ، وحث المؤمنين لإستهداف غايات سامية تشدّهم نحو الآخرة.
7 ـ إنّها مدرسة لجميع الفئات ومختلف الطبقات ، إذ فيها يُعرض التفسير والتاريخ والأخلاق والفقه والشعر و ... ، فهي بمثابة مؤتمرات دينيّة ترفع المستوى العلمي للحضور ، وتعرفهم بمختلف العلوم والمعارف الدينية.
8 ـ إنّها أفضل وأيسر وأنجح وسيلة أعلام لنشر الإسلام الأصيل ، لأنها تطرح بصورة حيّة ، ولذلك كانت ومازالت أشدّ تأثيراً في النفوس.
9 ـ تعتبر هذه المجالس أماكن للوعظ والإرشاد ، وحلقات لذكر الله تعالى وذكر أوليائه ، فهي ترفع المستوى الديني وتصرف الناس عن تضييع أوقاتهم بما لا ينفعهم ، وتجمعهم على الخير والصلاح ، فهي بنّاءة للمجتمع وهدّامة للآفات التي قد تستشري فيه.
10 ـ إنّها مضان للبر والتواصل والتآزر ، ففيها يتسنى للمجتمعين تقصّي أحوال بعضهم للبعض الآخر ، من دون كلفة أو مشقة.
11 ـ إنّها خير ميداان لبروز الطاقات الكامنة وظهور الكفاءات القادرة على توظيف مواهبها لخدمة الدين الحنيف.

فمآتم سيّد الشهداء (ع) ومجالس ذكره فيض لا ينضب ، لأنها مدرسة متنوعة المناهج وواسعة البحث وسامية الهدف ، وهي محكمة عادلة وسليمة تدين الباطل وأهله ، وتُعضد الحقّ وأهله ، وهي ميدان يؤوب فيه الإنسان ، إلى ربّه ، فكم من ضال قد إهتدى ومنحرف قد إستقام فيها ، كما إنّ هذه المآتم توجب عزّ المسلمين لأنها ترفع مستوى الإنسان في كافة الأصعدة الدينيّة والعلمية والثقافية ، وتغرس الفضائل في النفس لتطفح في السلوك ، وإضافة إلى ذلك أنّها ترسم أنجح السبل وأيسرها لنيل سعادة الدارين.

تأثير المجالس الحسينية على الجمهور : لقد أدرك الكثير من العلماء فاعليّة هذه المجالس وسرعة تأثيرها في النفوس ، فحرصوا على عزل جمهورهم ومنعهم من إرتيادها ، وخافوا على إفتقاد أنصارهم وإنضمامهم لمذهب أهل البيت (ع) !

وفي هذا الصدّد يقول الفيلسوف الألماني ماربين : كلّما إزدادت قوّة إتباع عليّ (ع) إزداد إعلأنهم بذكر مصائب الحسين (ع) وكلّما سعوا وراء هذا الأمر إزدادت قوتهم وترقيهم ، وجعل العارفون بمقتضيات الوقت يغيّرون شكل مصائب الحسين قليلاً قليلاً ، فجعلت تزداد كلّ يوم بسبب تحسينهم وتنميقهم لها حتى آل الأمر إلى أن صار لها اليوم مظهر عظيم في كلّ مكان يوجد فيه مسلمون ، حتى أنّها سرت شيئاًًً فشيئاً بين الأقوام وأهل الملل الأخرى ...

[ إنّ ] الحسّ السياسي والثوران والهيجان المذهبي الذي ظهر في هذه الفرقة من إقامة هذه المآتم لم ير مثلها في قوم من الأقوام ، إن من يسبر غور الترقيات التي حصلت في مدة مائة سنة لأتباع عليّ (ع) في الهند ، الذين إتخذوا إقامة هذه المآتم شعاراًً لهم ، يجزم بأنهم متبعون أعظم وسيلة للترقي.
كان إتباع عليّ والحسين في جميع بلاد الهند يعدّون على الأصابع ، واليوم هم في الدرجة الثالثة بين أهل الهند من حيث العدد ...
إنّ هذا القسم من الدماغ السياسي والحسّ الثوري ـ الذي هو عدم الإستسلام للضيم والظلم ، وهو عند حكماء السياسة أشرف شعار وأعظم سعادة وأفضل صفة ممدوحة لكل إنسان ـ قد ظهر في هؤلاء القوم بواسطة إقامتهم مآتم الحسين (ع) وما دام هذا العمل ملكة لهم ، لا يقبلون الذلّ والضيم.
ويضيف ماربين بعد أن حضر عدداًً من مجالس العزاء في إسلامبول مع مترجم خاص :... إنّهم في الحقيقة يعلّم بعضهم بعضاًًً علناً ... هذه هي نكتة التمدّن الحقيقي للأمم اليوم ، هذا هو تعليم معرفة الحقوق ، هذا هو معنى تدريس أصول السياسة ...

وليس لواحدة من الروابط الروحانية التي بين المسلمين اليوم تأثيراً في نفوسهم كتأثير إقامة مأتم الحسين (ع) فإذا دام إنتشار وتعميم إقامة هذه المآتم بين المسلمين مدة قرنين ، لابدّ أن تظهر فيهم حياة سياسيّة جديدة ... ، وهذه حقيقة لا تنكر ، ولذلك سجّل المؤرخ الفرنسي " جوزيف " في كتابه ( الإسلام والمسلمين ) شهادة مماثلة لا تقلّ من حيث الأهمية التاريخيّة والتحليلة والواقعيّة عن شهادة الفيلسوف ماربين ، حيث قال : لا يمضي قرن أو قرنان حتى يزيد عددها [ أي الشيعة ] على عدد سائر فرق المسلمين ، والعلّة في ذلك : هي إقامة هذه المآتم التي جعلت كلّ فرد من أفرادها داعية إلى مذهبه.

اليوم لا توجد نقطة من نقاط العالم يكون فيها شخصإن من الشيعة إلاّّّ ويقيمان فيها المآتم ، ويبذلان المال والطعام ... ويمكن القول : بأن جميع فرق المسلمين منضمة بعضها إلى بعض لا تبذل في سبيل مذهبها ما تبذله هذه الطائفة وموقوفات هذه الفرقة هي ضعف أوقاف سائر المسلمين أو ثلاثة أضعافها ، كلّ واحد من هذه الفرقة بلا إستثناء سائر في طريق الدعوة إلى مذهبه وهذه النكتة مستورة عن جميع المسلمين ـ حتى الشيعة أنفسهم ـ فإنّهم لا يتصورون هذه الفائدة من عملهم هذا ، بل قصدهم الثواب إلاُّخروي ، ولكن بما إنّ كلّ عمل في هذا العالم لابد أن يظهر له بطبيعته أثر ، فهذا العمل أيضاًًً يؤثر ثمرات للشيعة... إنّهم حصلوا ويحصلون على فوائد كليّة من هذا الطريق ، فهم يحافظون على إقامة هذه المآتم ... فهم يتحملون المشاقّ ليتمكّنوا من ذكر فضائل كبراء دينهم ومصائب التي أصابت أهل هذا البيت بأحسن وجه وأقوى تقرير على رؤوس المنابر وفي المجالس العامّة.

وبسبب هذه المشاق التي إختارتها هذه الجماعة في هذا الفنّ تفوقت خطباء هذه الفرقة على جميع الطوائف الإسلامية ، وحيث أنّ تكرار المطلب الواحد يورث إشمئزاز القلوب وعدم التأثير ، فهؤلاء الجماعة يتحمّلون المشاق فيذكرون جميع المسائل الإسلامية العائدة لمذهبهم في هذه الطريقة على المنابر ، حتى آل الأمر إلى أن أصبح الأميّون من الشيعة أعرف في مسائل مذهبهم ممن يقرأون ويفهمون من الفرق الإسلامية الأخرى من كثرة ما سمعوا من عرفائهم.

اليوم إذا نظرنا في كلّ نقطة من نقاط العالم من حيث العدد والنفوس ، نرى أنّ أليق المسلمين بالمعرفة والعلم والحرفة والثروة هي فرقة الشيعة! ، دعوة هذه الفرقة غير محصورة في أهل مذهبهم أو في سائر الفرق الإسلامية ، بل أي قوم وضع أفراد هذه الطائفة أقدامهم بينهم يسري في قلوب أهل تلك الملّة هذا الأثر ...
وقفت هذه الفرقة على مقتضيات العصر أكثر من سائر الفرق الإسلامية ... وعلاوة على ذلك ، أنّهم بواسطة الأعمال يحتاج الناس إليهم ، ومحبّتهم ومعاشرتهم لسائر الفرق موجبة لإختلاط الآخرين معهم عند مشاركتهم لهم في مجالسهم ومحافلهم ، وحينما يصغي المباشرون لهم إلى سماع أصول مذهبهم وأحاديثهم مرة بعد مرة لا محالة يألفون مشربهم ، وهذا هو عمل الدعاة ، والأثر الذي يترتّب على هذه الوضعيّة هو الأثر الذي توخّته عرفاء دول الغرب في ترقية دين المسيح مع بذل أموال تحيّر العقول!.

بداية التحول : يقول حافظ سيف الله : عندما كثرت خطاباتي ومحاضراتي حول أهل البيت (ع) ولا سيما الإمام الحسين (ع) بدأ أهل العامة يشيرون إليّ بأصابع الإتهام ، فرموني بالتشيّع! مع أنني كنت منهم ومعهم في كلّ المعتقدات ، لكني كنت أنقل الأحاديث الواردة في فضل أهل البيت (ع) ـ وفق قناعاتي الحاصلة من كتب علماء العامة ـ كي لا يحضر أهل مذهبي في مجالس الشيعة ولا يشاركوهم في مثل هذه الإجتماعات.

نتائج محبّة أهل البيت (ع) : ويضيف الأستاذ حافظ : في عام 1949م دعيت إلى بلدة نوشهره وركان لتولي مهام الإمامة في جامعها المحلي ، وكانت هذه المدينة أحّد مراكز الوهابيين ، وكانوا قد سمعوا من قبل أنّني إقرأ مجالس التعزية وأقيم المآتم على النمط الشيعي ، فبدأت أمارس عملي التبليغي بالإضافة إلى التدريس وإقامة الجمعة والجماعة ، ولكن أسلوبي الخاص في تعريف أهل البيت (ع) سبب نشوء حساسية بيني وبين الوهابية ، وأدّى ذلك إلى وقوع مناظرات ونقاشات عديدة فيما بيننا ، وفي أحدى المناظرات إشتد الحوار حتى إنحصر في واقعة كربلاء وما جرى فيها على عترة النبيّ (ص) ، فسألتهم ، عن واقعة الطفّ؟ ، فأدانوا فعل يزيد ، فقلت لهم : من نصبّ يزيد للخلافة؟ ، قالوا : معاوية ، قلت : من الذي جعل معاوية والياًً على الشام؟ فسكتوا! ، فقلت لهم : إنّ ما وقع في كربلاء هو نتيجة عدم وقوع الخلافة بيد أهلها ، وأنّ العترة هم أولى بالأمر من غيرهم ، ولو كانت الخلافة بأيديهم ماكانت الساحة الإسلامية تشهد هذه الفتن والإنحرافات ، فدار الحوار حول السقيفة وماجرى فيها وبعدها من إحتجاجات بين الإمام عليّ (ع) وبين أبي بكر وعمر ومن والاهم ، فأخذت أسرد فضائله (ع) ومناقبه التي امتاز بها عن غيره ، وكنت أرويها لهم من كتبهم لا من كتب الشيعة ، فلم يقتنعوا بكلامي ، بل زاد غضبهم عليَّ!.

جلاء الحقّ ووضوحه : وبعد تلك المناظرة الحادّة دعيت إلى بلدة " سركودها " الباكستانيّة لألقي محاضرة دينيّة ، وكانت المحاضرة التي القيتها على الحاضرين متعلّقة بألقاب الإمام أمير المؤمنين (ع) فرويت أحاديث النبيّ (ص) المتعلّقة بكلّ لقب من هذه الألقاب ، وكانت مصادر أهل العامّة بمعيتي إستشهد بها أثناء ذلك.

وهكذا كان دأبي في بقيّة المحاضرات حتى وجدت نفسي إمام حقائق لايسعني إنكارها ، وعرفت أنّ الإمام عليّ (ع) هو أول القوم إسلاماًًً ، وأغزرهم علماًً ، وأكثرهم جهاداً ، لا يسبق في رحأولا يلحق في إيمان ... وأنّ أهل البيت (ع) هم الذين طهّرهم الله تعالى وأذهب عنهم الرجس ، وإصطفاهم للخلافة بعد الرسول (ص) ، وقد جاء ذلك في أحاديث ومواقف عديدة له (ص) ، وعلمت أنّ هنالك أسباباً إنتهزها البعض فأزاح العترة (ع) عن مواقعها ، فجرى ما جرى عليهم من النكبات ، التي كانت واقعة الطفّ من أبرزها وإمضّها.

وبهذا كانت إقامة المآتم على الحسين (ع) شعلة الهداية التي أنارت لي الطريق الحقيقي الموصل إلى رضوان الله تعالى ، وببركة الحسين (ع) أعلنت تشيعي في الجامع الذي كنت أؤم المصلين فيه في مدينة نوشهره وركان ، عام 1952م ، وقدّمت إستقالتي وتركت جميع المهام الموكلة إلي من قبل أهل العامة.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:36 PM   #18
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( حسين شهيد )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولد الأخ حسين شهيد في جمهورية تنزانيا عام (1977م) ، وقد كان إسمه الأول - أيام إعتناقه للدين المسيحي - هاتيمانا تشاريز في أواسط عائلة ذات أصل رواندي.

بين المسيحية والإسلام : درس الأخ حسين مدة أربع سنوات في المدارس الدينية المسيحية الكاثوليكية ، إطلع خلالها على مبادئ هذا الدين وعقائده وكتابه ( المقدس ) لاسيما العهد القديم ، ولأن المدارس المسيحية في إفريقيا - على ما يبدو - منكفئة على إعتقاداتها فقط وبدون إستعراض ومقارنة مع بقية الأديان ، فقد بقي الأخ حسين شهيد جاهلاًً بالإسلام ولا يعرف عنه إلاّّ الشيء القليل.

وشاءت القدرة الإلهية أن يلتقي بشخصين تنزانيين مسلمين في راوندا جاءا لغرض التبليغ والدعوة للإسلام - على مذهب أهل البيت (ع) - فدارت بين الطرفين أحاديث حول كل من الديانتين ، وإستمرت اللقاءات والمناقشات وإذا به يصل إلى الأمور التالية :-

1 - إن التوحيد في الإسلام واضح لا تشوبه شائبة ، أما في المسيحية فهو مثلث وتفسيره غير واضح ومتأرجح بين الشرك والوحدانية.

2 - إن طبيعة المسيح (ع) في القرآن الكريم معلومة وصريحة ، أما عند أهل الكنيسة فهي محل إختلاف.

3 - إن كتاب المسلمين واحد وغير متعدد منذ بعث النبي (ص) ، بينما أناجيل المسيحيين جاءت في أزمنة مختلفة ، وفيها من التناقض والإفتراق ما هو جلي ، بل أن محاورها أعيدت كتابتها في مراحل مختلفة ، وما إلى ذلك من الفوارق بين الإسلام وما يتبناه ويدعو اليه وبين النصرانية وما تقدم عليه.

نقطة التحول : كل هذه الأمور وغيرها كثير جعلت الأخ حسين شهيد يراجع وضعه الديني ، فقرر إعتناق الإسلام : لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي ، ( البقرة : 256 ) ، فبدأ بأخذ تعاليمه من الينبوع الصافي ، من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة.

ولجعل الصورة واضحة أمامه فقد أخبره زميلاه أن الإسلام فيه فرق ومذاهب وهذه فيما بينها يوجد فرق ، وكان هذا الأمر حافزاً له في المطالعة والدراسة لبقية الفرق ، وأخذ يقارن ويستحصل النتائج ، فكانت سفينة نوح - وهم أهل البيت (ع) كما عبر عنهم رسول الله (ص) - المركب الذي إختاره ليصل إلى شاطئ الأمان ، يذكر أن الأخ حسين شهيد درس الدراسة الإسلامية في تنزانيا أربع سنوات وفي راوندا سنتين وكانت في مجالات : الفقه والعقائد والقرآن.
كما إنه يحسن اللغات التالية : السواحيلية ، الفرنسية ، العربية ، الفارسية ، البرتغالية.
وقد تمكن بفضل الله تبارك و تعالى من هداية أخيه وأخته إلى الإسلام وكذلك أربعة من أصدقائه.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:37 PM   #19
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( رمضاني عمار )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1973م بمدينة " كيسيني " في رواندا ، درس في مدارس أهل العامة في بلده حتى حصل على الثانوية ، وإنتقل بعد ذلك إلى المدرسة الوهابية في " كينيا " ، تشرف باعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1989م بمدينة " مومباسا " الكينية ، بعد تردده على مؤسسة " بلال مسلم ".

إيقاظ النفس : يقول الأخ رمضاني : لم تكن حصيلة إطلاعي عن الشيعة إلاّّ كأحد أبناء العامة ، لأننا لا نقرأ تراث غيرنا من المذاهب وليس لنا إحتكاك بهم لتتبلور في أذهاننا فكرة واضحة وصحيحة عنهم ، فكل ما كنت أعرف عن الشيعة : أنّ لهم قرآناًًً غير قرآننا ، وإنهم يقولون بخيانة جبريل (ع) ويقرون زواج المتعة و ....

مناظرات مع الشيعة : شاءت الأقدار الإلهية أن أسافر إلى " كينيا " فألتقي ببعض أعضاء المراكز والمؤسسات الإسلامية الخيرية والثقافية ، ومن بين هذه المؤسسات التي زرتها مؤسسة شيعية إسمها " بلال مسلم "، فإغتنمت هذه الفرصة لأتعرف على التشيّع.
ولقد جرت بيني وبين بعض الشيعة مناظرات عديدة ، وقرأت مجموعة كتب لهم ، فظهر لي أنّ أغلب إتباع هذه الطائفة لهم عمق علمي وثقافي مستمد من عقيدتهم ، ووجدّتم ليسوا كما كان يصوّره لنا علماؤنا ، فرأيتهم أصحاب إستدلال ومنطق متين ، مما دفعني ذلك لأن أتردد على هذه المؤسسة للإحاطة بمعارفهم التي نالت إعجابي ومطالعة كتبهم ، فعكفت على قراءة ما وقع بيدي من مؤلفاتهم بإمعان ، وكنت مع ذلك أراجع علماءنا ومشايخنا لأحصل على ردّ لمقولات الشيعية ، ولكن مع الأسف لم أحصل منهم على أي إجابة سوى أنّهم كانوا يحذّرونني من الإحتكاك بالشيعة ، فأدركت حينئذ عجزهم عن الإجابة.

الإختلاف الفقهي بين المذاهب الإسلامية : ومن الأمور التي إستوقفتني وجعلتني أتأمل وأراجع حساباتي ، مسألة الإختلاف الفقهي الكبير والواضح بين المذاهب الأربعة ، فوجدت آراءهم متضاربة وكلاً منهم يدّعي أن ما ذهب إليه هو مطابق لسنة الرسول (ص) ، بل وجدت أنّ مصادر إستنباطهم تعدّت القرآن الكريم والسنة المطهرة ، فخضعت للآراء والإستحسانات! ، كما خضعت لدعم الحكام وتبنّيهم لها! فمن هنا جنّدت نفسي للبحث حول هؤلاء الأئمة الذين هم مرجع أبناء العامة ، والمتتبع للمسار التاريخي يجد بعد إتساع رقعة الفتوحات الإسلامية وبالتحديد في منتصف فترة الحكم الأموي أصبح النشاط العلمي واسع النطاق ، فكثرت المذاهب ونمى عدد أتباعها ، إلاّ أنه لم يكتب البقاء لأكثرها! ، حيث إعتراها الإنقراض بالرغم من كثرة أتباعها ، ومكانة مؤسسيها الذين فاقوا في نظر معاصريهم وذوي العلم منهم رؤساء المذاهب الأربعة.

المذاهب الإسلامية المندثرة : فمن المذاهب التي لم يكتب لها البقاء في الساحة الإسلامية :
1 ـ مذهب الشعبي.
2 ـ مذهب الحسن البصري.
3 ـ مذهب الأعمش.
4 ـ مذهب الأوزاعي.
5 ـ مذهب سفيان الثوري.
6 ـ مذهب الليث بن سعد.
7 ـ مذهب سفيان بن عيينة.
8 ـ مذهب داود الظاهري.
وغيرها من المذاهب التي قد تتفق أحياناًًً وقد تفترق أحياناًًً أخرى فيما بينها ، فهذه لم يبقى منها شيء.

المذاهب الإسلامية التي كتب لها البقاء : قد أجمعت رجالات أبناء العامة على بقاء مذاهب أربعة ، وأنّ أصحابها لايقاس بهم أحد من حيث العلم والفضل ، وهي :

1 ـ مذهب أبي حنيفة النعمان.
2 ـ مذهب مالك بن أنس.
3 ـ مذهب الشافعي.
4 ـ مذهب أحمد بن حنبل.

وقد طرحت هذه المذاهب في الساحة الإسلامية وأصبح لها ثقلاً في الأوساط ، لأنها كانت موضع عناية السلطات الحاكمة ـ آنذاك ـ ممّا أعطاها لوناً من الإعتبار والقيمة ، فكان الترغيب والترهيب دعامتان أساسيتان في إنتشارها ، ولولا ذلك لما إستطاعت البقاء ولكان مصيرها كمصير من إستعرضنا من المذاهب العامة السالفة!.

أسباب بقاء المذاهب الأربعة : لو ألقينا نظرة سريعة على تاريخ نشوء وانتشار كل مذهب من هذه المذاهب الأربعة لإتضحت لنا الحقيقة بشكل واضح.
المذهب الحنفي : وهو مذهب معروف بإستعمال الرأي والقياس في إستنباط الأحكام الشرعية ، حيث يقول مؤسسه أبو حنيفة : ما جاء عن رسول الله (ص) فعلى الرأس والعين ، وما جاء عن الصحابة إخترنا ، وما كان من غير ذلك فهم رجال ونحن رجال ، وفي قول آخر : إذا كان من أصحاب النبيّ (ص) إخترنا ولم نخرج من قولهم ، وإذا كان من التابعين زاحمناهم ، وقال أيضاًًً : ليس لأحد أن يقول برأيه مع نصّ من كتاب الله تعالى أو سنّة أو إجماع عن أمّة ، فإذا إختلفت الصحابة على أقوال ، نختار منها ما هو أقرب للكتاب أو السنة ، ونجتهد ما جاوز ذلك ، فالإجتهاد موسّع على الفقهاء لمن عرف الإختلاف وقاس فأحسن القياس.

والجدير بالذكر أنّ أبا حنيفة قد تتلمذ على يد الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) مدّة عامين ، ذكرها كل من ترجم له حتى إشتهرت مقولته : لولا السنتان لهلك النعمان ، كشهرة الكعبة بأنها بيت الله الحرام ، وعندما أحكم العباسيون السيطرة على مقاليد الأمور متخذين العراق مركزاً لهم ، جعلوا الفتيا والقضاء بيد أهل الرأي ، ولمّا ولّي أبو يوسف ـ وهو من أشهر تلامذة أبي حنيفة ـ منصب قاضي القضاة ، عمل على نشر مذهب أستاذه ، لما له من مكانة في الدولة ومنزلة عند هارون الرشيد ، بحيث كان هارون لا يعيّن قاضياًًً أو مفتياً إلاّّ بالرجوع إلى أبي يوسف ، وكان هذا يعيّن أهل نحلته في هذه المواقع الحساسة والخطيرة.

وإذا نظرنا إلى المقوّمات الذاتيّة للمذهب الحنفي ، نجد أنّ ذلك يرجع إلى جهود أربعة من أصحاب أبي حنيفة ، إذ هم الذين ألّفوا وهذّبوا مسائله ، كما إنّهم خالفوه في كثير من المسائل ووسعوا دائرة المذهب في الحيل الشرعية! وهم :

1 ـ أبو يوسف القاضي ، الذي خدم مذهب أبي حنيفة بقوّة نفوذه عند السلطان ، وبتصنيفه للكتب وتبويب المسائل ، وإدخال الحديث في فقه أبي حنيفة ، حتى قال أحمد بن عمار بن أبي مالك : سمعت أبي يقول :... ولولاه لم يذكر أبو حنيفة ولا إبن أبي ليلى لكنه نشر علمهما.
2 ـ محمّد بن الحسن الشيباني ، الذي كان فطناً ، فأصبح مرجعاً لأهل الرأي لما أحرزه من تقدّم عندهم ، وألّف في المذهب الحنفي كتباً أصبحت المرجع الأوّل لأتباع هذا المذهب.
3 ـ زفر بن الهذيل ، الذي كان أقيس أصحاب أبي حنيفة وأشهرهم عند أهل الرأي!.
4 ـ الحسن بن زياد اللؤلؤي ، الذي كان قاضياًًً مصنفاًً للكتب على مذهب أبي حنيفة ، إلاّ أن كتبه لم تكن بذلك الإعتبار عند الأحناف ككتب الشيباني.

المذهب المالكي : ينسب إلى مالك بن أنس ، الذي أخذ قسماًً من علمه عن الإمام جعفر الصادق (ع) وأضطهد مالك أيام العباسيين كأبي حنيفة في أول الأمر ، إلاّ أنّ المنصور الدوانيقي أعاره الإهتمام وأعطاه الإعتبار ، فطرحه مرجعاً دينياً للدولة ، وحمل الناس على إتخاذه إماماًًً لهم في الفقه ، فإنتشر مذهبه لا بحسب مؤهلاته الروحية والعلمية ، بل بحساب القوّة! ، وقد قال إبن حزم الأندلسي في ذلك : مذهبان إنتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان : مذهب أبي حنيفة ... ومذهب مالك عندنا ... ، وقد إعتمد مالك بعد كتاب الله تعالى وسنّة رسوله (ص) على الإجماع والقياس والإستحسان وسدّ الذرائع وإجماع أهل المدينة ، لأنّهم عنده أدرى بالسنّة وبالناسخ والمنسوخ ، والعمل بقول الصحابي ، وله كتاب " الموطأ " الذي ألّفه أيام المنصور ، كما له مجموعة رسائل فقهية أيضاًًً جمعها تلميذه أسد بن فرات النيسابوري.

المذهب الشافعي : منسوب لمحمد بن إدريس الشافعي ، الذي ذاع صيته وكثر أتباعه في " مصر " أيام صلاح الدين الأيوبي ، الذي تبنّى هذا المذهب ليقضي بذلك على الفاطميين ومن والاهم! ولذلك كان محلاً لعناية السلطة التي رعته بشكل ملفت للنظر ، وقد أخذ الشافعي علمه عن جماعة أشهرهم مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وكان للشافعي منهج وسط بين منهج أصحاب الرأي ـ إتباع أبي حنيفة ـ ومنهج أصحاب الحديث ، حيث أشار إلى منهجه بقوله : " الأصل قرآن وسنة ، فإن لم يكن فقياس عليهما ، وإذا إتصل الحديث عن رسول الله (ص) وصحّ الإسناد منه فهو سنة ، والإجماع أكبر من الخبر المفرد ، والحديث علي ظاهره ....

المذهب الحنبلي : ينسب إلى أحمد بن حنبل الذي بزغ نجمه أيام المتوكّل العباسي الذي ذهب إلى القول بخلق القرآن ، فقدّمه وأكرمه بعد أن كان مغضوباً عليه أيام المعتصم! وقد صحب أحمد فترة من الزمن الشافعي وأخذ عنه كما أخذ ، عن غيره ، وأدى تبنّي السلطات الحاكمة ـ أنذاك ـ إلى هذا المذهب في تعاظم نفوذ الحنبلية " ببغداد " وضواحيها ، فأوقعوا بسائر أبناء المذاهب التي تخالفهم التنكيل والأذى!.
ولم يحظ هذا المذهب بإهتمام الناس ، لتأخره عن المذاهب الثلاثة السابقة ، فضاقت دائرة إتساعه حتى كاد أن يندرس ، إلى أن بعث فيه إبن تيمية وتلميذه إبن القيم الجوزية الروح من جديد فأحييا مامات منه ، وسار على منهجهما في ذلك النجدي محمّد بن عبد الوهاب!.
ولقد إعتمد أحمد في فتاواه على النصوص وما أفتى به الصحابة والأحاديث المرسلة والضعيفة والقياس والإستصحاب والمصالح المرسلة.

من هنا يتبيّن أن دعم السلطات في هذا المجال كان الركيزة الأساسية في إنتشار المذاهب الأربعة التي يعتنقها أهل العامة ، وإلاّّ فهي فاقدة لقابلية الديمومة والإستمرار في ذاتها ، ولولا هذا الدعم لكان مصيرها كمصير سائر المذاهب التي إنقرضت ، لأنها لم تستمد إستنباطاتها من القرآن والسنة فقط ، بل إختلطت بها آراء الرجال ووجهات نظرهم!.

- فيقر مالك في هذا الخصوص قائلاً إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فإنظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما خالف فأتركوه.
- ويعترف أبو حنيفة بقوله : هذا رأيي ، وهذا أحسن ما رأيت ، فمن جاء برأي خلافه قبلناه.
- ويذعن الشافعي بهذا أيضاًًً فيقول : إذا صح الحديث بخلاف قولي ، فإضربوا بقولي الحائط.
- ويصرح بذلك أيضاًًً أحمد بقوله لرجل : لا تقلدني ولا تقلدن ... ، وخذ الأحكام من حيث أخذوا من الكتاب والسنة.

فآراء الأئمة الأربعة ومقولاتهم هذه تؤكّد أنّ مذاهبهم لا قابلية لها في ذاتها على البقاء ، بل كان بواسطة وصول أصحابها إلى سدّة السلطة كما قال الدهلوي : فأيّ مذهب كان أصحابه مشهورين وأسند إليهم القضاء والإفتاء وإشتهرت تصانيفهم في الناس ، ودرسوا درساً ظاهراًًً إنتشر في أقطار الأرض ... وأيّ مذهب كان أصحابه خاملين ولم يولوا القضاء والإفتاء ولم يرغب فيهم الناس إندرس مذهبهم بعد حين.

مذهب أهل البيت (ع) : في خضم هذه الأجواء كان مذهب أهل البيت (ع) ينشر ما عنده من علوم ومعارف حتى تمكّن أن يبقى قائماًًً بذاته ، على الرغم من توجيه الحملات الظالمة له ولأتباعه الذين أصبحوا غرضاً للتهم ، وكانوا في نظر السلطات خارجين عن الإسلام.

والواقع أنّ السبب الوحيد في بقائه وديمومته أستقائه التعاليم من رسول الله (ص) عن طريق العترة الطاهرة (ع) الذين تحمّلوا ما تحمّلوا في سبيل إبقاء مدرسة آل محمّد (ص) شاخصة ومستقلة عن تأثير السلطات.

خصومة المذاهب الأربعة في ما بينها :يقول الأخ رمضاني : عند مراجعتي لسيرة إتباع المذاهب الأربعة وسلوكهم فيما بينهم وجدت ما أثار دهشتي! فإني كنت أظنّهم على وفاق في ما بينهم ـ بإعتبارهم يرتشفون من منبع واحد وهو سنة النبيّ (ص) ـ وإذا بي أجد الخلاف الناشب بينهم على مدى العصور ينبيء عن واقع مؤلم وخطير ، حتى بلغ الحال بهم إلى تكفير بعضهم البعض ، كما حدثت صدامات عنيفة أهدرت الدماء وضيعت الأموال وهتكت الأعراض فيها! ، فتجلّت لي الحقيقة بإن الذين كنت أظنهم على منهاج واحد ، أعداء متخاصمين يعامل بعضهم البعض الآخر معاملة الخارج عن الدين ، وقد سجّل التاريخ شتّى الصراعات والإختلافات بين إتباع المذاهب الأربعة ، وأشار إلى المنعطفات الخطيرة التي وصلوا إليها نتيجة النزاع في ما بينهم ، وخير شاهد على ذلك فتاوى بعض الأعلام تلك المذاهب :

1 ـ قال : محمّد بن موسى الحنفي قاضي دمشق المتوفّي عام 506 هـ : لو كان لي : من الأمر شئ لأخذت على الشافعية الجزية!!.
2 ـ قال أبو حامد الطوسي الشافعي المتوفّي عام 567 هـ : لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية!! ، والجزية إنّما تؤخذ على الكافر.
3 ـ قال الشيخ أبو حاتم بن جاموس الحنّبلي : من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم.

وقد أدّى التحيّز الذي وقع بينهم إلى تأصل روح العداء والخروج عن حدّ الإتزان ، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة ، منها الفتنة التي ذهب تحت هياجها خلق كثير بين الحنفية والشافعية في نيسابور ، إذ أدّت إلى إحراق الأسواق والمدارس ، حتى كثر القتل في الشافعية ، وبعدها إنتصروا على الحنفية ـ فأسرفوا في أخذ الثأر منهم ـ وكان ذلك سنة 554 هـ.

ومثل هذه الفتنة وقعت بين الشافعية والحنابلة ، حتى إضطرت السلطة عام 716 هـ إلى التدخل بقوة لحسم النزاع! ، وفي عام 567 هـ قتل الحنابلة الشيخ أبو منصور من علماء الشافعية ، كما قتلت زوجته وإبنه الصغير بعد أنّ دسّوا لهم السمّ! ، ومن أراد الوقوف على مثل هذه الحوادث فليرجع إلى مضانها.

حجّية أصول التشريع عند المذاهب الأربعة : يقول الأخ رمضاني : هذه القضايا وأمور أخرى كالمصادر التشريعية التي إعتمد عليها الأئمة الأربعة بدل القرآن والسنة ، جعلتني أقطع بعدم شرعيّة هذه المذاهب ، لأني وجدت الإستحسان والقياس والمصالح المرسلة وقول الصحابي والرأي لا تتناسب بأي حال مع قوله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) ، بل وجدّت أنّ بعض علماء العامة أورد الأدلة القاطعة على عدم حجّية جملة من هذه المصادر التشريعية الموضوعة من قبل هؤلاء".

ومن العلماء الذين لايعتبرون قول الصحابي حجّة : الشوكاني ، إذ يقول : الحقّ أنّ قول الصحابي ليس بحجّة ، فإنّ الله سبحانه وتعالى لم يبعث إلى هذه الأمة إلاّّ نبيّنا : محمّد (ص) وليس لنا ألاّ رسول واحد ، والصحابة ومن بعدهم مكلّفون على السواء بإتباع شرعه في الكتاب والسنة ، فمن قال : بأنه تقوم الحجّة في دين الله بغيرهما ، فقد قال : في دين الله بما لا يثبت ، وأثبت شرعاًًً لم يأمر الله به.

والعجيب أنّ أحمد بن حنّبل الذي يعتبر قول الصحابي حجّة ، يجعل الحجّية في هذا القول خاضعة لمزاج المكلّف! ، فعن محمّد بن عبد الرحمن الصيرفي ، قال : قلت : لأحمد بن حنبل : إذا إختلف أصحاب رسول الله (ص) في مسألة ، هل يجوز لنا أن ننظر في أقوالهم لنعلم مع من الصواب منهم فنتّبعه؟ ، فقال لي : لا يجوز النظر بين أصحاب رسول الله (ص) ، فقلت : كيف الوجه في ذلك؟ ، قال : تقلّد أيّهم أحببت.

والحقيقة أنّ التشريع من حق صاحب الرسالة (ص) فقط ، ومع ذلك لم يعمل (ص) طيلة حياته الشريفة برأيه أو بإستحسانه أو بقياسه ، بل كان دائماًً يتبع النصوص الإلهية ، وقد أقر بهذا الأمر البخاري في صحيحه ، حينما قال : ماكان النبيّ (ص) يُسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول : لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ، ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى : ( بما أراك الله ).

ويقول الأخ رمضاني : قد هزّني هذا الأمر من أعماقي ، لأني وبقية البسطاء من العامة كنّا نتعبد وفق آراء الرجال! ، وأيّ رجال!! رجال عفى على آرائهم الزمن ـ لأنها لا تتماشى مع ما هو مستجد في عصرنا ـ فلا إجتهاد بعدهم ، وكأن الأمة عقمت وانعدمت قدرتها على أنجاب النوابغ والمجدّدين ، وهكذا سدّوا علينا باب الإجتهاد وجعلونا نتخبط بما هو مستحدث.

غلق أبواب الإجتهاد عند أبناء العامة : إنّ غلق باب الإجتهاد وإدعاء إستحالته لأحد غير أئمة المذاهب الأربعة ، أدّى إلى الجمود الفكري لدى أهل العامة ، مما أثّر سلباً على إعتدالهم وتوازنهم في تقييم الآخرين! ، حيث وصفهم أتباعهم بأوصاف غير معقولة! فادّعوا أنّ أبا حنيفة سراج الأمة ، وسيّد الأئمة ، ومحيي السنّة ، وأنّه إذا تكلم خيّل إليك أنّ ملكاًًً يلقنه ، وما كلّم أحداًًً في باب من أبواب الفقه إلاّّ ذلّ له ، وإذا أشكلت مسألة على أعلم الناس سهلّها عليه!! ، وتجد ذلك في الكتب التي تتحدث عن مناقبه ، وغيره من الأئمة.

والإلتزام بهذه المذاهب ولزوم تقليد أئمتها وتحريم الإجتهاد على غيرهم ، مجرد تحكّم وتطرف وتعصب لاغير! ، فلو عقل إتباع هذه المذاهب حقيقة أئمتهم ، ووعوا تصريحاتهم الدالّة بوضوح على عدم الإلتزام بالرجوع إليهم وأخذ قولهم فقط ، لما تفوهوا بهذا الكلام.
فها هو أبو حنيفة يقول : هذا رأي النعمان بن ثابت ـ يعني نفسه ـ وهو أحسن ما قدرنا عليه ، فمن جاء بأحسن منه فهو أولى بالصواب.
وقيل لأبي حنيفة : إذا قلت قولاًً وكتاب الله يخالفه؟ ، قال : أتركوا قولي بكتاب الله ، فقيل : إذا كان خبر الرسول (ص)؟ ، فقال : أتركوا قولي لقول رسول الله (ص) ، فقيل : إذا كان قول الصحابة يخالفه؟ ، قال : أتركوا قولي لقول الصحابة.

وهذا مالك بن أنس ينهى عن تقليده بهذا الشكل الأعمى ، فقد روي عن مالك : أنّه قال : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فإنظروا في رأيي ، فكل ماوافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق فإتركوه ، وروي مثله عنه أحمد بن مروان المالكي.

كما إنّ الشافعي يلمح إلى عدم الإلتزام بكل ما جاء عنه لخفاء جملة من العلوم عليه ، فقد روي قوله ، عن أحمد بن حنبل أنّه قال : أنتم أعلم بالأخبار الصحيحة منّا ، فإذا كان خبر صحيح فأعلمني حتى أذهب إليه ، وقال : كل ما قلت لكم ، لم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتراه حقاًً ، فلا تقبلوه ، فإنّ العقل مضطر إلى قبول الحقّ.

وأما أحمد بن حنبل فقد إشتهر عنه أنّه من المخالفين للتقليد ، فكان يقول :من قلّة فقه الرجل أن يقلّد دينه الرجال.

الأنتماء للمذهب الجعفري : يقول الأخ رمضاني : " وبعد الوقوف على حياة كل إمام من أئمة المذاهب الأربعة وجدت أنّهم قد أخذوا بشكل أو بآخر ، عن الإمام الصادق (ع) فقررت الإطلاع على حياته ، وبالفعل قرأت بعض كتب التراجم لأهل العامة ، فوجدت ـ مع شديد الأسف ـ أنّ ترجمة هذه الشخصية ترجمة مختصرة أو مبتورة ، بل أنّ البعض تجاوزه ولم يفرد له حقلاً أو عنواناً يذكر!.

وطلبت تراجمه في كتب بقية الفرق ، فوقعت بيدي كتب الإمامية تتحدّث عنه وعن علومه وسلوكه و ... ، فوجدت أنّ هذه الشخصية المهيبة قد إستمدت علومها عن رسول الله (ص) ، وإنها ما حادت قيد شعرة عن الكتاب أو السنة ، بل أكثر من ذلك وجدت أنّ فقه الإمام الصادق (ع) وعقائده ونهجه هو الأكمل والأشمل ، بل الأنقى والأرقى ، لكن عتم على هذه الشخصية كما عتموا على آبائه من قبل!.

ولهذا قررت ـ بحمد الله ـ ترك فقه الرجال والإغتراف من ينبوع الرسالة الصافي من أهل البيت (ع) فوفقني الله تعالى للإلتحاق بركبهم والسير في هديهم ، فأعلنت عن إستبصاري في مدينة " مومباسا " الكينية عام 1989م.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:37 PM   #20
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / سعيد أيوب )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد في مصر سنة 1944 م في أسرة سنية المذهب ، وهو مفكر ومؤلف قدير وداعية الى الحق وهو صاحب الكتاب الرائع " معالم الفتن " الذي يعد من أكثر الكتب صراحة وواقعية في دراسة فتنة إفتراقالمسلمين بعد إبتعادهم عن آل البيت (ع).

وكان سبب إهتدائه إلى التشيع هو الإقتناع بالإطروحة الشيعية بعد بحث شاق في أوضاع الأمم السابقة وماجرى على المسلمين من فتن بعد وفاة الرسول (ص) ودراسته لعلامات الظهور عند اليهود والمسيحيين والمسلمين.

مؤلفاته :

1 ـ " معالم الفتن ، نظرات في حركة الإسلام وتاريخ المسلمين " ، صدر عام 1416 هـ ، الناشر : مجمع أحياء الثقافة الإسلامية / قم ، ترجمه إلى الفارسية سيد حسن إسلامي وصدر ، عن مركز الغدير سنة 1376 هـ ، ش تحت عنوان : " أز زرفاى فتنه ها " ، دراسة علمية معمقة ومركزة ، لمسيرة الإسلام في العصر النبوي وما بعده ، إعتمدت هذه الدراسة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة المعتمدة لدى الجميع ، وميزت بين حركة الرسالة الإسلامية الربانيّة المعصومة القائمة على شخص الرسول (ص) وأقواله وأفعاله وتقريراته وبين حركة المسلمين على أرض الواقع التي تلوّنت بألوان شتى ودخل فيها ما ليس منها ، وأبعد عنها رجال كانوا منها بمنزلة الأمل الذي لاتنهض الأمور إلاّّ به ، وقد أنار المؤلف بهذه الدراسة واقع المسلمين وشخص الخلل الذي أصاب حياة المسلمين وحتى هذه الساعة.

2 ـ " الإنحرافات الكبرى ، القرى الظالمة في القرآن الكريم " صدر عام 1412 ه - عن دار الهادي/ بيروت ، بحث قام بطرح ماقصه القرآن عن الأمم السابقة وحتى الرسالة الخاتمة ، فتعرض لإنحرافات قوم نوح ومن جاء بعدهم كقوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط والمؤتفكات وبني إسرائيل.
وعند الحديث عن الرسالة الخاتمة القى بعض الضوء على أحداث ماسمي بـ " الفتنة الكبرى " ، تلك الأحداث التي يتجنب العديد من الباحثين الخوض فيها ، في حين أنهم أمروا بالنظر في الماضي حتى لاينطلقوا إلى المستقبل وعلى عقولهم بصمات هذه الفتن وهم لايعرفون أهي بصمات حق أم بصمات إنحراف وعلى هذا يقعوا في الفتنة الأشد من التي إجتنبوها.

3 ـ " إبتلاءات الأمم ، تأملأت في الطريق إلى المسيح الدجال والمهدي المنتظر في اليهودية والمسيحية والإسلام " ، صدر في طبعته الثانية ، عن دار الهادي / بيروت ، سنة 1419 هـ ، دراسة عميقة في حركة التاريخ الديني ، ومنهج البحث فيها يتخذ من الأخبار بالغيب عموداً فقرياً للوصول إلى الحقيقة التي يجلس على قمتها آخر الزمان " المهدي المنتظر " رمزاً لطائفة الحق ، و " المسيح الدجال " رمزاً للإنحراف والشذوذ ، وسلط الباحث الإضواء على المسيرة التاريخية لبني إسرائيل من واقع أنبيائهم بالغيب ، عن ربهم وأوضح مدى الإنحراف وأين قاد أتباعه بتسليط الأضواء القرانية على هذه الإنحرافات ، وعند البحث عن الخلل في سيرة الأمة الخاتمة إنطلق من الأصول ونظر في المسيرة من خلال أخبار النبي (ص) بالغيب عن ربه ، ومن خلال ذلك كله : قدم قراءته لحركة التاريخ.

4 ـ " الطريق إلى المهدي المنتظر " ، صدر سنة 1419 ه- عن مركز الغدير / بيروت ، بحث مستلٌ من كتاب " إبتلاءات الأمم " السابق ، يناقش فيه المؤلف جانباً مهماً من جوانب عقيدة الإمامة وركناً من أركانها الأساسية وهو عقيدة المهدي المنتظر (ع).

5 ـ " الرساليون قراءة في أصالة الحجة وتأملات في معالم التأويل وحكمة الإبتلاء " ، صدر عام 1418 ه- عن دار الهادي / بيروت ، في هذا الكتاب القى المؤلف الضوء على الرحلة الإنسانية ، إبتداءاًً من عالم الذر حيث كانت الفطرة في عالم من الغيب المخبوء ، ومروراً بالنفس الإنسانية ومسالك الفجور والتقوى في الحياة الدنيا حيث عالم المشاهدة المنظور ، وإنتهاءاً بمسيرة الإجتهاد والتأويل بعد وفاة النبي (ص) وماترتب عليها ، وأفرد باباًً لقتال علي بن أبي طالب والذين معه على تأويل القرآن.

6 ـ " زوجات النبي (ص) ، قراءة في تراجم أمهات المؤمنين في حركة الدعوة " ، صدر عام 1418 ه- عن دار الهادي / بيروت ، دراسة في حياة زوجات النبي (ص) ، قدم له بمقدمة في حكمة تشريع الزواج من أربع نساء ، وحكمة تعدد أزواج النبي (ص) ، والأوامر الإلهية لنساء النبي (ص) والقى الضوء ـ عند دراسة سيرة أمهات المؤمنين ـ على الأحداث المتعلقة بحركة الدعوة.

7 ـ " عقيدة المسيح الدجّال في الأديان ، قراءة في المستقبل " ، صدر عام 1411 ، عن دار الهادي / بيروت ، وطبع طبعة أخرى تحت عنوان " المسيح الدجال ، قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى " عام 1417 ، عن دار الفتح للإعلام العربي ، وهو دراسة في كل مايتعلق بالمسيح الدجال من روايات وأدلة إتفقت عليها الكتب الثلاثة في اليهودية والمسيحية والإسلام مع عرض تفسير أهل الكتاب للنصوص وتفسير الإسلام له ، وناقش بعض المسائل مع أهل الكتاب بالإعتماد على مصادرهم المقروءة اليوم.

8 ـ " في ظلال أسماء الله الحسنى " ، صدر عام 1416 ه- عن دار الفتح للإعلام العربي / القاهرة ، جمع لأسماء الله الحسنى من كتاب الله وسنة رسوله المطهرة ، بدأ بمدخل بين فيه معنى العبادة وبعض المصطلحات التي لاغنى عنها ، ثم قدّم بعض أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، كما قدم الأسماء التي وردت في رواية الترمذي ، وفي الخاتمة قدم المختار من أسماء الله الحسنى ، وقد شرح كل إسم مستعيناً بالعديد من مجامع اللغة العربية والمصطلحات الإسلامية.

9 ـ " الظل الممدود ، في الصلاة على النبي (ص) وأهل بيته " ، صدر عام 1417 ه- عن دار الهادي / بيروت ، يقول المؤلف عنه في المقدمة : وفيه تدبرت في العمود الفقري الذي تتجدد عليه النبوة ، إبتداءاًً من آدم ومروراً بنوح وابراهيم وإنتهاءً بخاتم النبيين محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وتحت هذا الظل الممدود حلقت لأقف على بعض معاني المفردات ، وفي الختام تحدثت عن الصلاة على محمد وآله (ص).

10 ـ " وجاء الحق " ، صدر ، عن مركز الغدير سنة 1419 هـ ، جاء في كلمة المركز : هذا الكتاب ، في الأصل ، فصل من فصول كتاب " إبتلاءات الأمم " ، وقد إستللناه من ذلك المؤلف القيم ، ووضعناه تحت عنوانه الأصلي : " وجاء الحق " ، والمقصود بالحق هنا ، الدعوة الخاتمة ، دعوة النبي محمد (ص) الموجهة إلى البشرية جمعاًء ، والقائلة لأهل الكتاب : تعالوا إلى كلمة عدل نستوي نحن وأنتم فيها ، فنعبد الله وحده ، ونتبع تعاليمه .. وهذه دعوة جميع الأنبياء والرسل منذ خلق الله الخلق.

يبحث المؤلف في القسم الأوّل من بحثه قضية " الدعوة الخاتمة وأهل الكتاب " ويخلص ـ إستناداًً إلى النصوص التي يستقرئها ـ إلى القول : أن الدعوة الخاتمة ، في الوقت الذي تفتح فيه أبوابها للباحثين عن الحقيقة ، تحذر من إتباع أي مشروع يهدف إلى الصد عن سبيل الله.
ويقضي البحث في هذه القضية إلى بحث القضية الثانية ، في القسم الثاني ، بالإعتماد على إستقراء مجموعة " من وصايا الدعوة الخاتمة " ، ويفيد هذا الإستقراء أن الأمة الخاتمة لم تستثن من الإختبار بالأنبياء والرسل بأوصيائهم ، فقد قابلت دائرة هارون وبنيه في الشريعة الموسوية دائرة الإمام علي بن أبي طالب وبنيه (ع) في الشريعة المحمدية ، ينطلق المؤلف في بحثه ، من النصوص ، فيستقرئها ويخلص الى نتائج لايلبث أن يؤيدها بالشواهد ، ورائده في ذلك ما أمر الله تعالى به رسوله (ص) : إن يدعو الخلق إلي الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلك تشرع أبواب الحق إمام الذين يريدون الإستبصار في الدين.

11 ـ " الأوائل في أحداث الدنيا وأخبار الآخرة " ، صدر سنة 1405 ه- عن دار الكتب العلمية / القاهرة ، هذا الكتاب ألّفه المؤلف قبل إستبصاره.
يقول الناشر : وهذا الكتاب فن جديد ، جمعت فيه أحاديث شريفة خاصة بالاوائل ، ثم تم ربط كل حديث بموضوع قريب من الحدث يهم المسلمين معرفته فجاء الكتاب يحتوي على كثير من الموضوعات ، منها : آداب الزفاف ، الإحتفال بالمولود ، فقه المرأة ، الخشوع ، آداب التلاوة ، كيفية الحج ، أشراط الساعة ، عذاب القبر ، البعث ، الحشر ، الحساب ، الجنة والنار ، وموضوعات أخرى.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد ) بشار الربيعي الحوار العقائدي 2 2012/11/29 08:56 PM
ظاهرة تشيع علماء السنة ومثقفيهم . بشار الربيعي الحوار العقائدي 3 2012/11/17 08:30 PM
رئيس علماء السنة في فرنسا يعتنق التشيع بعد زيارته كربلاء المقدسة بشار الربيعي السياسة 1 2012/11/17 05:22 AM
رئيس علماء اهل السنة في فرنسا يعلن تشيعه البيرق الحوار العقائدي 8 2012/08/13 11:46 PM
ناقشة لأحد علماء الشام من أهل السنة - الشيخ حسن الصفار ابوشهد الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2012/07/28 11:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |