2013/11/04, 03:41 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
سرُّ الاعتقاد بالإمامة
إن تحقيق الهدف من خلق الإنسان مرتبط بهدايته بواسطة الوحي ، وقد اقتضت الحكمة الإلهية بعث أنبياء يعلِّمون البشر طريق السعادة في الدنيا والآخرة ، والاستجابة لحاجاتهم ، وكذلك تربية الأفراد المؤهلين ، وإيصالهم لأرقى مراتب الكمال . ويتم القيام بتنفيذ الأحكام والتشريعات الدينية والاجتماعية ، فيما لو توفرت الظروف الاجتماعية المناسبة لذلك . فإن الإسلام دين عالمي وخالد ، لا يُنسخ ولا يأتي بعد نبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه وآله ) نبي آخر . وإنما يتوافق ختم النبوة مع الحكمة من بعثة الأنبياء فيما لو كانت الشريعة السماوية مستجيبة لجميع الاحتياجات البشرية ، وقد تعهد الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم عن كل تغيير وتحريف ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر : 9 . إلا أن جميع الأحكام الإسلامية لا يمكن الحصول عليها من ظواهر الآيات ، فالقرآن الكريم ليس في مقام بيان تفاصيل الأحكام والتشريعات ، بل ترك مهمة بيانها على عاتق النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال تعالى : ( كَمَا أَرسَلنَا فِيكُم رَسُولاً مِنكُم يَتلُو عَلَيكُم آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُم وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَيُعَلِّمَكُم مَا لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ ) البقرة : 151 . ويكون ذلك من خلال العلم الذي وهبه الله سبحانه وتعالى له ( صلى الله عليه وآله ) ، غير الوحي المنزَّل عليه . وبسبب الظروف القاسية التي عاشها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، كسنوات الحصار في شعب أبي طالب ، وعشر سنوات قضاها في جهاد الكفار والمشركين ، لم يكن باستطاعته بيان جميع الأحكام والتشريعات وما تعلمه الأصحاب من مسائل لم يكن بمقدورهم الحفاظ عليها . فقد اختُلِف – على سبيل المثال – في وضوء النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالرغم من أنه كان يتوضأ بمرأى من الجميع . من هنا يتضح أن الدين الإسلامي إنما يمكن طرحه كدين شامل وكامل ، يستجيب لكل الاحتياجات البشرية ما دام الإنسان موجوداً على الأرض ، فيما لو افترض وجود طريق لتوفير المصالح الضرورية للأمة في داخل نفسه . تلك المصالح التي يمكن أن تتعرض للتهديد والتدمير مع وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ولا يتمثل هذا الطريق إلا في تعيين الخليفة الصالح الذي يملك العلم الموهوب من الله ، ليمكنه من بيان الحقائق الدينية لكل أبعادها وخصوصياتها ، ويتمتع بالعصمة لكي يقوم بالدور التربوي الذي كان يقوم به الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ويتصدى للحكم حينما تكون الظروف مؤاتية . وخلاصة القول : إن ختم النبوة إنما يكون موافقاً للحكمة الإلهية ، فيما لو اقترن بتعيين الإمام المعصوم ، الإمام الذي يمتلك خصائص نبي الإسلام كلها عدا النبوة والرسالة . وبذلك تثبت ضرورة وجود الإمام ، وضرورة امتلاكه العلم الموهوب من الله ، والعصمة ، وكذلك لزوم تعيينه وتنصيبه من قبل الله تعالى ، إذ هو وحده الذي يعرف الشخص الذي أعطاه هذا العلم ، وهذه العصمة ، لأنه يملك حق الولاية على عباده . ومن هنا تتضح مكانة ( الإمامة ) في الفكر الشيعي ، ولماذا تُعتبر عندهم أصلاً عقائدياً ، لا حكماً فقهياً فرعياً . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية sv~E hghujrh] fhgYlhlm |
2013/11/04, 07:17 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خيراُ
|
2013/11/04, 09:40 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
شكرا ع المرور الكريم
بارك الله بكِ ودي |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاعتقاد بالإمام المهدي ( عليه السلام ) فكرة عالمية | فدك الزهراء | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 4 | 2015/10/16 04:56 PM |
| |