Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الرسول الاعظم محمد (ص)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/06/17, 03:56 PM   #11
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أشجع الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التفضل ببيان صحة الحديث :
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا اذا اشتد القتال لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله .
أقول: لو كان غير أمير المؤمنين(ع) قد قال هذا القول لصدقنا ولكن أمير المؤمنين (ع) هو كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص) في جميع المشاهد كلها لاسيما أحد والاحزاب وحنين.
ارجو التفصيل في البيان
الجواب:
لا شك ولا شبهة أن النبي (ص) هو أشجع ولد آدم منذ أن خلق الله الدنيا وحتى قيام الساعة ، يعلم ذلك بالتفكر في معاني منها: أنّه أفضل خلق الله، فمن زعم أن هنالك من هو أشجع من النبي (ص) فقد جعل النبي مفضولاً لأحد ما في الشجاعة، أي أنه لا يكون أفضل الناس في كل منقبة. وهذا خلاف الأعتقاد بأنّه أفضل الخلق.
ومنها: أنّه الإنسان الكامل، وهو الحائز على تمام كل خلق وسجية وكمال، فلو نقص عن تمام الشجاعة لم يكن إنساناً كاملاً في جميع الخصال، ولو وجد من هو أكمل منه في إحدى الخصال فقد نقص عن حد الكمال. وقد ثبت بأنه (ص) أكمل الناس. ومنها قوله(ص): (( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))، ولا ريب بأن الشجاعة من أمهات الأخلاق لأنّها إحدى الفضائل الأربعة التي كل منها غاية برأسها، وهي: الشجاعة، والعفة، والحكمة، والعدالة، فإذا بعث النبي(ص) لإتمام هذه المكارم فكيف يكون غير بالغ فيها حد التمام، وهل يمكن أن يتمم المكارم من يتخلـّف في أحداها عن التمام؟
فثبت إذاً أنّه (ص) أشجع ولد آدم وأنّه أشجع حتى من أمير المؤمنين(ع)، فعندما تحتدم الخطوب العظام فلا يثبت لها إلاّ رسول الله (ص) وبثباته وشجاعته يستمد الشجعان ثباتهم. فإفهم.
وأما كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص)، فليس هذا بقادح في أشجعية النبي (ص). فإن أمير المؤمنين (ع) قائد عسكره ولا بد لقائد العسكر من الدفع عن مقام سيده في تلك المواطن وقد لا يناسب مقام النبوة النزول إلى ساحة الوطيس ومقارعة الأعداء بالنفس أحياناً لمكان الجاه والرئاسة، ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال تتجه الأنظار صوب ذلك الطود الشامخ ــ أي رسول الله (ص) ــ وتلوذ به كيما تثبت وتنشط. فمعنى كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام، ففي هذا المقام يلوذ الجميع برسول الله (ص) بمن فيهم أمير المؤمنين (ع).

تعليق على الجواب (1)
إن تعبيركم في الإجابة بالقول : "كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام"
وقبله ذكرتم : "ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال"
هذا لا يناسب بحال من الأحوال، إجابة سائل عن مقام أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية المسؤول عنها .
على الأقل من جهة التقابل الذي يحصل للقارئ، بل والحق أنه سب صريح، إذ كيف يكون السب والبهتان أكثر من أن أقول إن الإمام ممن ينخلع قلبه ويبلغ قلبه حنجرته في القتال، هذا التوجيه العام المدرج تحته الإمام أقرب من فم الناصب منه للموالي!!
فلا أعلم حالة حربية يخاف فيها الإمام أخف خيفة، فضلا عن انخلاع القلب وبلوغه الحنجرة كسائر الجبناء بل أجبن الخلق ومن لا رائحة يقين لهم!
على أن السائل لم يجب عن سؤاله وهو صحة الحديث، ولم نجد البحث فيه سندا؟
فلعل فيه خلل أو عيب في النقل يضر بالمعنى أو موافقة للقوم فيما يروون، ثم تصل النوبة لفهمه وعرضه على القواعد، حيث يفهم وفق مقام الإمامة، فليت المجيب ذكر السائل بمنزلة الإمامة ووجه الرواية وعرضها على اليقين مما نعلم، وذكره بأن المسؤول عنه هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، منه من نور واحد، كما دلة آية المباهلة والروايات .
وهل إثبات الشجاعة أو الأفضلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتضي كل هذا التكلم في وصيه صلى الله عليهما وآلهما؟؟
فلعل الإمام كان يتعمد في الحرب فعل ذلك بأمر نبوي، لكي لا يكون لأحد حجة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بدون استلزام ذلك لنقص في الإمام في تلك الحالة، وكذلك لعل المقصود غيره يلوذ بينما الإمام قربه للدفاع وليس للتدرع، بل يفديه حتى جاء النداء السماوي لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار؟!
أو لعله لا ينبغي للإمام التقدم إذا أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يتقدم ويبرز في الساحة، أو المسؤولون الحقيقيون الحاضرون فالكلام للأكثرية والوصف العام جائز، فكيف إذا كنا بصدد استثناء فقط واحد، وغير ذلك من الوجوه القويمة، وفي جميع هذه الوجوه نعلم يقينا أن أمير المؤمنين ( على فرض ثبوتها ودقتها) إنما أراد بيان شجاعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والتأكيد عليها، حتى لا تتخلق شبهة لماذا لا يحارب أو هل حارب، وإذا تخلقت فهذه الكلمة ممن يتنمر في ذات الله تعالى كما في خطبة الزهراء عليها السلام، هذه جهاز مناعي لأي إشكال من داخل الوسط الإسلامي أو خارجه .
المسألة حرب عادية تحصل فيها شدائد، فلا أعلم عن أي مقام يتحدث المجيب حتى فرق بما فرق وقال ما قال؟؟
الجواب:
اذا قلنا ان شجاعة علي (عليه السلام) مساوية لشجاعة النبي (صلى الله عليه وآله) بدليل حديث المباهلة بحيث تثبت ان كل صفة للنبي (صلى الله عليه وآله) تكون مساوية لصفة علي (عليه السلام) وما يزيد النبي (صلى الله عليه وآله) الا بالنبوة فلا معنى لما قلناه في الاجابة السابقة وعند ثبوت هذا الكلام بدليل قطعي لابد من تاويل لوذ علي بالنبي بمعنى من المعاني التي لا تتعارض مع الدليل القطعي واما اذا لم تثبت تلك المساواة او ثبتت بدليل ظني فالحديث المذكور ان ثبت صحته سندا يكون معارضا للدليل الظني ولابد من حل التعارض بطريقة ما لذا ما قلناه في الاجابة السابقة مبني على عدم ثبوت الدليل القطعي والبناء على ان شجاعة النبي (صلى الله عليه وآله)اعظم من شجاعة علي (عليه السلام) لذا يمكن تصور ولو في موقف واحد ان عليا (عليه السلام) يلوذ بالنبي (صلى الله عليه وآله) حتى تحصل اشجعية النبي وليس معنى بلوغ القلوب الحناجر وانخلاع الافئدة ان عليا (عليه السلام) يخاف في المعركة على نفسه من القتل او ما شابه ذلك بل يمكن تصور تلك الحالة من اجل الخوف على مصير الاسلام وتغلب الكافرين وازهاقهم لارواح المؤمنين وما شابه ذلك من مواطن الخوف المشروع الذي لا يكون نقصا في شخصية الامام علي (عليه السلام) وذلك الخوف المشروع يكون موجبا للوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) لانه الاشجع الذي يتعامل مع تلك المواقف الصعبة بقلب ثابت .

تعليق على الجواب (2)
لا حول ولا قوة إلا بالله إذا فأولوا روايات بلاط معاوية التي فيها ألفاظ ذم بهكذا تأويلات بأنها قد تكون صحيحة والمعنى لا يراد به النقص!!
علما أن الرواية لم تذكر عبائر كهذه التي توردونها زيادة وتظنونها بيانا..سبحان الله أيخاف مع مجموعة ولا يخاف وحيدا في يوم المبيت وفي ركب الفاطميات مهاجرا معهم جهارا؟!
دعنا أيها المجيب من قضية المساواة الآن، أين منزلة الإمامة ؟!
أنتم تنسبون نقص، ونقص بالغ فاحش أيضا؟!
ومع ذلك تشككون في دلالة الآية في المباهلة على المساواة..مع عدم اثبات حتى صحة ما سئل عنه من أمر هذه الرواية؟!
ما حصل هنا منهج غريب، لا يعرف قرآن ولا سنة قطعية ولا إمامة إلهية.
علما أن فرض ثبوت الأشجعية لا يحتاج إلى ظهور واقعي، ومع ذلك فإن تم زعم حاجة ظهوره فإن الظهور لا يبلغ هذا الفحش، وإنما على مستوى الأولى إن صحت الدعوى أصلا، بل على مستوى نحن لا نلمسه حيث الكلام عن مقامات عالية .
كما أن التبرير المقدم لمثل هذه الألفاظ لا يغني ولا يسمن من جوع، وذلك أن كل غيور منخلع القلب ومتصدع الرأس على أمر الإسلام وأهله وما يحل بهم، وهو بهذا المعنى موجود لدى الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمن الذي يهتم بأمور المسلمين، بل هو للأكمل أكثر فتكون النتيجة أن النبي الأكرم هو ما تصفون!!
وبهذا أصبحت منقبة وليس نقصا، بالتالي في إصراركم وتبريركم للألفاظ رجوع للمربع الأول وعاد السؤال عن معنى الرواية مجددا!!
إلا أن تقولوا أنه ليس معنى انخلاع القلب هنا اشتداد الحرص على الدفاع، بل الإندهاش والوهلة!!
فهذا نقص واضح وقبيح..على الأقل لا يصح نسبة النقص بدون دليل تام، فكيف تجرأ المجيب عليه؟!
أيهما أعظم أهوال حرب أم أهوال الموت أو أهوال يوم القيامة..فما منزلة أمير المؤمنين (عليه السلام) هناك أم نسي حضوره عند الموت للمحتضر ومقامه في الآخرة؟
وأسأله بالله هل يتفوه بهذا أمام حضرت الإمام الحجة بدون خجل أو في ضريح أمير المؤمنين عليه السلام ثم يطلب حاجته؟!
أيصح هذا للملائكة ؟!
بل العظيم في الملائكة جبرائيل ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار..فما ندائكم؟!!
لا يوجد مؤشر واحد يبرر توجيه الخبر بما ذكر، بل المؤشرات في أحوال الأمير قبل الدنيا وفيها وبعدها على عكسه تماما .
بل ما هي هذه المعركة التي حصل فيها هذاأين خيبر..أين هذا الموضع بحسب التوجيه الغريب الفج أين تجدون مثله بالله؟!
معاوية لا يقولها في وجه الإمام علي ورب الكعبة .
إن كان لا يسعكم إعادة جواب السائل بما يليق وإرساله إليه، فليحذف السؤال من الصفحة على الأقل أو يتم تعديل الإجابة .
الجواب:
لا ندري ما هو سبب تشنجك من جوابنا حتى تصفه بما وصفته به من الاوصاف الخارجة عن اللياقة وكأننا نبتغي ان ننتقص من مقام امير المؤمنين (عليه السلام) فتارة وصفتنا بالتشكيك واخرى بالفحش وثالثة بان ما ذكرناه من الوجوه غريب فج ...الى غير ذلك من الالفاظ التي نربأ عن مثلك باللجوء اليها في مقام البحث والمناظرة .
وحتى لا تنطبق علينا بعض تلك الاوصاف سوف نغض الطرف عن تلك المنظومة من الاتهامات وسوء الفهم وادعاء التحقيق لتدخل في صلب الموضوع فنقول :
يلزمك ان تقر شئت ام ابيت بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) هو افضل الخلق طرا وان الافضل على الاطلاق لا يتثنى فيكون اثنين كل منهما هو الافضل على الاطلاق فان ذلك خلاف التحقيق وحينما نتكلم عن الافضل الاكمل من الانسان الكامل . وهذا لا يعني باننا ننكر افضلية وشرف وكمال امير المؤمنين (عليه السلام) بل سائر اهل البيت المعصومين فعنوان الافضل والاكمل والاشرف ثابت لهم بالدليل العقلي والنقلي، الا ان اصالة الفضل والكمال والشرف والتقدم هي للمخلوق الاول والنور الاول والعقل الاول والمراد به خصوص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فالائمة كلهم (عليهم السلام) قبسات من نوره، وهو الاول الماسك من اسباب ربه بحبل الشرف الاطول .
ولما كان الامر على هذا المنوال فجعل رتبة علي (عليه السلام) في كل فضيلة وكمال تالية لرتبة النبي (صلى الله عليه وآله) لا محذور فيه ولا منقصة فحينما نقول محمد (صلى الله عليه وآله) اشجع من علي (عليه السلام) ليس مرادنا ان عليا ممن يخاف او يتصور منه الجبن او الفرار في ساحة الوغى ...بل هو اشجع الخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من دون منازع فما هي السّبة علينا ايها الاخ الفاضل ونحن بأزاء احاديث واردة عنهم (عليهم السلام) تصرح بما يشمأز قلبك منه كقول علي (عليه السلام) (انا عبد من عبيد محمد ) وكالحديث الذي هو محل النقاش بيننا وبينك وكاحاديث التقدم والشرف والكمال المخصوصة به (صلى الله عليه وآله) دون سائر الخلق ؟ فهل تريد منا ان ننكرها او نصفها بالوضع او ان نضرب بها عرض الجدار ؟ ليس امامنا في مثل هذه الحالة الا البحث عن الوجوه المحتملة التي لا يترتب على الاخذ باحدها أي محذور او فهم خاطئ وهذا ما فعلناه في ردودنا ليس اكثر .



السؤال: احتياج النبي (صلى الله عليه وآله) للأسباب الطبيعية
سؤالي هو حول هجرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) حيث تقول الروايات انه اصطحب خلال الهجرة أبو بكر ودليلهما اريقط .
فهل كان خاتم الرسل وحبيب اله العالمين وعنده علم ما كان وسيكون بحاجة الى دليل...؟
افتونا من بحر علمكم الوافر أدامكم الله لخدمة العلم والمذهب .
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) لا يحتاج إلى دليل يدله على الطريق لو أراد أن يتصل بالسماء فيتعلم من خلال جبرئيل أو غيره من الملائكة الطريق, لكن النبي (صلى الله عليه وآله) وبقية المعصومين (عليهم السلام) يستعملون الطريق الطبيعي في سلوكهم حتى لو كان بقدرتهم استعمال المعجزات للوصول فانهم لا يستعملونها ما دام بأمكانهم تحقيق ذلك عن الطريق الاعتيادي الخالي من الاعجاز والاستعانه بالعوالم العليا.
فكان لابد اذن من الاستعانه بخبير في الطريق الذي يأمن من خلاله الرسول (صلى الله عليه وآله) من الوقوع بيد قريش أو اتباعهم فلذلك اختار له ابن اريقط طريقاً لم يسلكها أحد حيث قال ابن اريقط: ((لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيه احد)) (بحار الأنوار ج19 ص69).
والا لو كانت كل أمور الأنبياء (عليهم السلام) بالمعجزات لنقله الله تعالى مباشرة إلى المدينة كما أسرى به إلى بيت المقدس. ولا حاجة حينئذ للهجرة أصلاً.




السؤال: النبي(صلى الله عليه وآله) بشر له جنبة نورانية
(( قُل سُبحَانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً )) (الإسراء: 93)
(( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) (الكهف:110)
ارسول الله بشر مثلنا والفرق بيننا وبينه بالوحي فقط؟؟
الجواب:
تصريح القرآن الكريم ببشرية النبي (صلى الله عليه وآله) واضح، إلا أنه (صلى الله عليه وآله) كانت له خصائص بحكم وظيفة النبوة والرسالة، وأيضاً بحكم كونه أفضل الخلق ولا يتقدم عليه أحد من الخلق في منقبة أو فضيلة.. فقد كانت له مع بشريته جنبة نورانية ملكوتية يستطيع بها أن يعاين الملكوت كما عاين إبراهيم الخليل (عليه السلام) ذلك، ويستطيع بها أن يقرأ ما في اللوح المحفوظ وهو في موقعه في الأرض. وغير ذلك من قضايا الاتصال بعالم الملكوت، إضافة إلى فعاليته ونشاطه في عالم الملك من الأكل والشرب والنوم والتكلم مع أصحابه ومعاشرة زوجاته وغيرها.





السؤال: للنبي (صلى الله عليه وآله) جنبتان نورانية ومادية
قال الله تعالى: (( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَ أنما إلهكم إلهٌ واحد )) (الكهف,آيه 110)
هل النبي (صَلى الله عليه وسلم) من بشر بني آدم، أم خلقه الله قبل آدم؟
وهل خلق الله النبي (صَلى الله عليه وسلم) من نور أم من طين؟
الجواب:
روى ابن مردويه في (المناقب) عن علي (ع): أن النبي (ص) قال: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء علي). وروى بسند آخر عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (ص) قريباً منه. (المناقب ص286). وأيضاً رواه أحمد في (المسند 5: 143 وفي الفضائل 2: 64).
وروى القاضي عياض في (الشفاء 1: 83): عن ابن عباس: (ان النبي (ص) كانت روحه نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، وتسبح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه)). (وانظر أيضاً: السيرة الحلبية 1: 49، تذكرة خواص الأمة: 46. الرياض النضرة 2: 217). وهكذا غيرها هذه المصادر.
وهذه الأحاديث الشريفة المتضافرة تشير إلى حقيقة مفادها أن النبي (ص) قد خلقه الله ومنحه جنبتين، جنبة نورانية، وجنبة مادية، والجنبة النورانية هي التي يستطيع من خلالها أن يتصل بعالم الملكوت، والجنبة المادية هي التي يتصل من خلالها بعالم الملك. فكان (ص) برزخاً بين السماء والأرض، ينقل كلام السماء وتعاليمها إلى أهل الأرض بمقتضى الرسالة التي أناطه الله بتبليغها إلى العباد.
ثم إنه قد يرد إلى الذهن سؤال مفاده: أن الإنسان له روح وبدن، فهل خلق الله روحه من طين, أم أن البدن قد خلقه الله من طين، وأما الروح فهي من خلق آخر نفخها الله فيه بعد أن استوى بدنه وإكتمل؟! فتأمل ولا تعجل.


السؤال: لا تعارض بين إمامته (صلى الله عليه وآله) وقوله تعالى (وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا)
كيف نوفق بين امامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الاية (( وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا ))؟
فجعل مهمته الوحيدة هي ان يبشر وينذر ، وهذا للحصر فأين إمامته في هذه الاية؟
الجواب:
يمكن فهم هذا الاختلاف من عدة وجوه:
1- ان القرآن الكريم لابد أن يفهم كاملاً فلا يصح أخذ آية منه وفهم القرآن على أساسها حتى لو عارضها الكثير من الآيات، بل لابد من رفع التعارض المتوهم لحمل الآيات المخالفة على معانيها الصحيحة حتى تنسجم مع الآيات الأخرى. ففي الوقت الذي ذكر القرآن الكريم تلك الآية القرآنية وهي: (( وَمَا أَرسَلنَاكَ إلَّا مبَشّراً وَنَذيراً )) (الاسراء:1055), ذكر كذلك الكثير من الآيات التي تدل على حاكمية وولاية النبي (صلى الله عليه وآله) على هذه الأمة بما لا يدع مجالاً للشك في ثبوت الإمامة له.
ومن تلك الآيات: (( وَمَا أَرسَلنَا من رَسول إلَّا ليطَاعَ بإذن اللَّه )) (النساء:64), و (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم )) (الأحزاب:6), و (( يَحكم بهَا النَّبيّونَ )) (المائدة: 44), و (( وَأَن احكم بَينَهم بمَا أَنزَلَ اللَّه وَلا تَتَّبع أَهوَاءَهم )) (المائدة:49)، و (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ لتَحكمَ بَينَ النَّاس بمَا أَرَاكَ اللَّه )) (النساء:105), وغيرها من الآيات التي تدل على ولايته من خلال فرضه بعض الفروض المالية كقوله تعالى: (( يَسأَلونَكَ عَن الأَنفَال قل الأَنَفال للَّه وَالرَّسول )) (لأنفال:1), و (( وَاعلَموا أَنَّمَا غَنمتم من شَيء فأَنَّ للَّه خمسَه وَللرَّسول وَلذي القربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكين وَابن السَّبيل إن كنتم آمَنتم باللَّه )) (الأنفال:41)، و (( مَا أََفاءَ اللَّه عَلَى رَسوله من أَهل القرَى َللَّه وَللرَّسول وَلذي القربَى.. )) (الحشر:7), و (( خذ من أَموَالهم صَدَقَةً تطَهّرهم وَتزَكّيهم بهَا )) (التوبة:103). هذا بالإضافة إلى آيات الولاية العامة كقوله تعالى: (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم ))(الأحزاب:6), و (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59), هذا بالإضافة إلى آيات الجهاد التي هي صريحة في وجوب إقامة الحكم الإسلامي والتسليم الخارجي لهم يقول تعالى: (( يَا أَيّهَا النَّبيّ جَاهد الكَّفارَ وَالمنَافقينَ )) (التوبة:73).
اذن كل هذه الآيات تدل دلالة قاطعة على ثبوت الإمامة للنبي (ص) على الأمة، ولو تصورنا معارضتها تلك الآية أو غيرها الدالة على حصر المهمة بالتبشير والإنذار فلابد من فهمها بغير هذا الفهم والتصور. ذلك أن الآية تريد الإشارة إلى معنى آخر من معاني القرآن، وهو أن لا إكراه في الدين وان الإيمان الذي هو مدار النجاة في الآخرة لا يمكن للرسول ان يلجأ إليه يقسر عليه حيث كان الرسول يتألم لما يرى من صدود المنافقين وهو الذي أفرسل رحمة للعالمين.
ثم إن سياق الآيات التي ذكرت ذلك الحصر بعيدة عن حاكمية الرسول أو إمامته، بل أن معنى تلك الآية في سورة الإسراء، ان النبي ليس له أن يتصرف في القرآن بزيادة أو نقيصه أو يتركه كلا أو بعضاً باقتراح من الناس أو هوى من نفسه أو يعرض عنه فيسأل الله آية أخرى فيها هواه أو هوى الناس...
ومحصل القول: ان القرآن آية حقة ليس لأحد أن يتصرف فيه شيئاً من التصرف، والنبي وغيره في ذلك سواء .
وكذلك الحال في سورة الفرقان كان السياق يشير إلى أن الكلام جار في الدور الذي يفعله الرسول مع الكافرين، أما الدور الذي يفعله مع المؤمنين فان الآية ساكتة عنه والذي يحدده قول آخر من القرآن.
2- ان الحصر الوارد في الآية جاء ليحدد وظيفة الرسالة دون الوظائف الأخرى، ذلك انه بالإضافة إلى وظيفة الرسالة هناك وظيفتان للنبي (ص) هما وظيفة النبوة ووظيفة الإمامة، وان الحصر هنا لم يأت ليحدد وظيفة الرسول عما هو حاصل لتلك الوظائف الثلاث، بل جاء التحديد وظيفة الرسالة فقط، فيكون المعنى ان وظيفه الرسالة ما هي إلا التبشير والانذار، وهنا الآية ساكتة عن وظيفة الإمامة أو الحاكميه التي يحق فيها للحاكم فرض أمور كثيرة كالتصرف في نفس المحكومين وفي أموالهم وغير ذلك.
3- ان للرسول طاعتين، إحداهما فيها ضرب من العناية كما هي شأن كل واسطة بين الآمر والمأمور ولا تعد هذه طاعة حقيقية وهذه هي المرادة للنبي بالنظر إلى منصب النبوة والرسالة، بخلاف الطاعة الثانية التي هي طاعة حقيقية عندما ألبسه الله ثوب الإمامة والقيادة، فالآية القرآنية التي تحدد دور الرسالة بالتبشير والإنذار كأنما تريد تحديد معنى الطاعة بالمعنى الأول وهي التي تكون بالعناية ولا تريد نفي الطاعة الثانية المفروضة عند تحقق الإمامة كما هو الحال في آية (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59).





السؤال: إثبات مقام الإمامة إليه (صلى الله عليه و آله)
ماهي الأدلة على وصول النبي محمد(ص) لمقام الإمامة ؟
الجواب:
يمكن اثبات مقام الإمامة للنبي (صلوات الله عليه) من عدة جهات منها:
1- ان نبي الله إبراهيم (عليه السلام) سأل الإمامة لذريته في جيب بان ذلك لا ينال الظالمين ولما ثبت عندنا عصمه النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) علمنا انهم جميعاً حصلوا على ذلك المقام.
2- ان نبينا (صلوات الله عليه وآله) أفضل الخلق اجمعين بمعنى انه حاز جميع الكمالات والدرجات ولما ثبت عندنا ان بعض الانبياء حاز على تلك الدرجة كما هو الحال مع نبينا إبراهيم (عليه السلام) ثبت عندنا حصول نبينا على تلك المرتبة وهي مقام الإمامة.






السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو إمام أيضاً
هنالك من يقول ان من يجمع بين مقام النبوة ومقام الامامة هو افضل ممن يجمع بمقام النبوة فقط كنبي الله ابراهيم عليه السلام فقد جمع بين المقامين بتصريح القران الكريم بذالك فهل نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قد جمع بين المقامين وماهو الدليل على ذلك ان كان الجواب بنعم

الجواب:
لقد ثبت بالدليل النقلي أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق قاطبة، ولهذا فهو جامع لكل الفضائل والمزايا التي كانت للأولين والآخرين ومن هذه المزايا مزية الإمامة الإلهية التي ذكرها القرآن الكريم في حق إبراهيم (عليه السلام) جاء في (الكافي) عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل ، وإن أفضل الرسل محمد(صلى الله عليه وآله)) (الكافي1: 450) .




السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) نال مرتبة الإمامة الإلهية
ما فهمناه من ردكم ان رتبة الامامة اعلى من رتبة النبوه, لكن يبقى سؤال هنا : هل ان نبينا (ص) نال رتبة الامامة ايضاً ام فقط كان رسولاً او نبياً ؟ لانه اذا كان غير ذلك فيصبح الائمة الاثنى عشر(عليه السلام) افضل من نبينا محمد (ص) وهذا شيء غير معقول ومقبول ؟

الجواب:
نبينا (صلى الله عليه وآله) أفضل من كل الأنبياء والمرسلين والأئمة والبشر قاطبة, وهذا الأمر متفق عليه ولا يوجد فيه خلاف, وهو من ضروريات الإسلام, فإذا علمنا أن إبراهيم (عليه السلام) مثلاً قد سأل مرتبة الإمامة الإلهية التي هي أعلى من النبوة ( حسب الظاهر القرآني ), فلازم كونه (صلى الله عليه وآله) أفضل منه أنه قد نال مرتبة الإمامة أيضاً والإّ كان إبراهيم (عليه السلام) هو الأفضل وهو خلاف الفرض.
وبهذا يتضح أنه (صلى الله عليه وآله) قد نال هذه المرتبة الإلهية وأنه مشتمل عليها, كما أنه أفضل من الأئمة (عليهم السلام) لزيادة فضله ورتبته عليهم بالإنفاق .




السؤال: عن حالات تمثل جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله)
سؤالي هو عن ( دحية الكلبي )، هل تمثل الامين جبرائيل (ع) بصورته وكما قال السيد الخميني (قدس سره) في اربعون حديثا في صفحة 378 (( كان يتمثل لرسول الله صلى الله علية واله وسلم في المثال المقيد دائما وفي المثال المطلق مرتين وفي عالم الملك حينا وفي عالم الملك في صورة دحية الكلبي رضيع رسول الله صلى عليه واله وسلم الذي كان اجمل الناس ))
سؤال هل يحتاج جبرائيل عليه السلام ان يتمثل بصورة دحية طيب اين وجه جبرائيل بل كان دحية 14 سنة مشرك قبل ان يدخل السلام

الجواب:
ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (التوحيد/255) بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في قوله تعالى: (( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )) (النجم: 16ـ 177) أنه رأى جبرائيل (عليه السلام) في صورته مرتين، هذه المرة ومرة أخرى، وذلك أن خلق جبرائيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلا الله رب العالمين (انتهى).
وقد جاء في شرح أصول الكافي للمازندراني ج5 ص 118 نقلاً عن السهيلي في كتابه الروض الأنف:
أنواع الوحي سبعة:
الأول: الرؤيا الصادقة لقوله تعالى: (( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )) (الصافات:102).
الثاني: النفث في الروح لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن روح الأمين نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأتقو الله وأجملوا في الطلب).
الثالث: إنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو اشد عليه وكان كذلك ليستجمع عنده في تلك الحالة فيكون أدعى لما يسمع.
الرابع: إنه يمثل له الملك رجلاً كما كان يأتيه في صورة دحية الكلبي، وكان دحية حسن الهيئة وحسن الجمال.
الخامس: أن يتراءى له جبرئيل (عليه السلام) في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ينتثر منها اللؤلؤ والياقوت.
السادس: أن يكلمه الله تعالى من وراء حجاب في اليقظة كما في ليلة الإسراء.
السابع: ما ثبت أن إسرافيل وكل به (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبرائيل فجاءه بالقرآن (أنتهى).
وأما نزول جبرئيل (عليه السلام) بصورة دحية فقد كان لمسألة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لله تعالى في ذلك وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب هذا الرجل فكان يتصور له جبرئيل بصورته ليستأنس برؤيته. (رسائل المرتضى4: 25، الرد على فتوى أبن جبرين للأحسائي: 34).






السؤال: هدايته عن طريق الإنذار
قوله تعالي (( انما انت منذر ولكل قوم هاد)) انما اداة حصر, فهل الله حصر النبي محمد في النبوة ولم يعطه الامامة؟
الجواب:
لا تنفي الآية القرآنية هداية النبي (صلى الله عليه وآله) للبشرية وانما تحدد هدايته عن طريق الإنذار.
يقول صاحب: (الميزان) في تفسير الآية: وانما انت هاد تهديهم من طريق الإنذار، وقد جرت سنّة الله في عباده أن يبعث في كل قوم هادياً يهديهم, والآية تدل على أن الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحق إما نبي منذر وإما هاد غيره يهدي بأمر الله.



السؤال: السنة والسيرة النبوية
ما هي نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين مفهوم السيرة النبوية ومفهوم السنة النبوية?وهل كلا منهما على مستوى واحد من الحجية?
الجواب:
المراد بالسنة النبوية في علم الأصول ـ الذي هو القاعدة لاثبات الحجية لما يمكن الإفتاء به في علم الفقه ـ هي قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفعله وتقريره..
أما السيرة فالمراد بها: مطلق السلوكيات والأفعال والمواقف التي قد لا يّكون بعضها مناطاً للأحكام كنومه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومشيه وطريقة أكله وما شابه ذلك. فهما ـ أي السنة والسيرة ـ قد يلتقيان كما لو كان هناك قول أو فعل أو تقرير يمكن أستنباط الحكم الشرعي منه، فهو سنة وهو سيرة في نفس الوقت، وقد يفترقان كما لو كان هناك فعل أو سلوك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس محلاً للحكم الشرعي، فهذه سيرة وليست سنة ـ بالمعنى الأصولي الذي هو حجة ـ فالنسبة بينهما إذن هي العموم والخصوص المطلق، إذ كل سنة سيرة ولا عكس.







السؤال: حديث شق الصدر(1)
ما مدى صحة حادثة شق الصدر التي روي أنها حصلت للنبي صلى الله عليه وآله وما دلالتها إن كانت صحيحة ؟!!!
علما بأنها مذكورة في كتب الفريقين على ما أظن وقد أشكل عليها السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي على ما أتذكر، وأظن أن في ذلك ربط مع العصمة والله أعلم
الجواب:
الحديث ورد عن العامة، ولم يرد من طرقنا، فقد ذكره أنس بن مالك قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرائيل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فإستخرج القلب فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
وهذا الحديث من الأحاديث الغريبة وقد أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما وتبعهما أكثر المؤرخين، إذ ذكروه في كتبهم والمفسرون اعتمدوا أحاديث الصحيحين فذكروا هذه الأسطورة في تفاسيرهم عندما جاءوا على تفسير قوله تعالى: (( أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ )) (الشرح :1) - ويمكن مناقشة الحديث في جهات عدة :
1- اضطرب في تعيين عمر النبي (صلى الله عليه وآله) والزمان الذي فيه القصة .. ففي بعض طرق الحديث أنه كان في زمان طفولية النبي (صلى الله عليه وآله) عندما كان يلعب مع الغلمان، وفي طرق أخرى أن ذلك حدث بعد البعثة، وفور ذلك عرج به جبرئيل إلى سماء الدنيا .
2- يوجد إختلاف كبير في الأحاديث التي تعيّن محل وقوع الحدث، فبعض الأحاديث تروي أن الحدث وقع في مسجد الحرام، وروايات أخرى تقول بأن الواقعة حدثت في الصحراء، وأخرى تقول: بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيته فأنشق عليه سقف الدار.
3- إن قصة شق الصدر بناءً على رواية أنس إذا قورنت وقيست بموضوع عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) تبدو غير مقبولة، وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله) منزه عن الأرجاس الشيطانية، فإبليس ليس له حظ في النفوذ إلى قلب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى تكون العلة في شق صدره واستخراج ما كان في قلبه من حظ الشيطان .
4- الشر خصلة نفسانية وليس غدة مترشحة في الجسم البشري حتى يفتقر التخلص منه إلى إزالتها .





السؤال: حديث شق الصدر(2)
هناك رواية عن الرسول الاكرم (ص) بانه كان في ايام طفولته تعرض لحادثة شق الصدر من قبل الملائكة .
فما مدى صحة هذه الرواية عند الشيعة ؟

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 2 - ص 83 – 90):
حديث شق الصدر : وما دمنا في الحديث عن رضاعه صلى الله عليه وآله وسلم في بني سعد ، فإننا لا نرى مناصا من إعطاء رأينا في رواية وردت في هذه المناسبة ، وهي التالية : أخرج مسلم بن الحجاج : ( عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فاخذه وصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم . غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لامه ، ثم أعاده في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون . قال أنس : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ) . وكان ذلك هو سبب إرجاعه صلى الله عليه وآله إلى أمه. وكتب الحديث والسيرة عند غير الامامية لا تخلو عن هذه الرواية غالبا . بل قد ذكروا أنه قد شق صدره صلى الله عليه وآله خمس مرات ، أربع منها ثابتة : مرة في الثالثة من عمره ، وأخرى في العاشرة ، وثالثة عند مبعثه ، ورابعة عند الاسراء ، والخامسة فيها خلاف . توجيه غير وجيه : ويقولون : إن تكرار شق صدره صلى الله عليه وآله إنما هو زيادة في تشريفه عليه الصلاة والسلام . وقد نظم بعضهم ذلك شعرا فقال :
أيا طالبا نظم الفرائد في عقد مواطن فيها شق صدر لذي رشد
لقد شق صدر للنبي محمد مرارا لتشريف ، وذا غاية المجد
فأولى له التشريف فيها مؤثل لتطهيره من مضغة في بني سعد
وثانية كانت له وهو يافع وثالثة للمبعث الطب الند
ورابعة عند العروج لربه وذا باتفاق فاستمع يا أخا الرشد
وخامسة فيها خلاف تركتها لفقدان تصحيح لها عند ذي النقد .
كما أننا في نفس الوقت الذي نرى فيه البعض يعتبر هذه الرواية من إرهاصات النبوة كما صرح به ناظم الأبيات السابقة وغيره ، ومثار إعجاب وتقدير . فإننا نرى : أنها عند غير المسلمين ، إما مبعث تهكم وسخرية ، وإما دليل لاثبات بعض عقائدهم الباطلة ، والطعن في بعض عقائد المسلمين . ونرى فريقا ثالثا يعتبر الرواية موضوعة ، من قبل من أراد أن يضع التفسير الحرفي لقوله تعالى : (( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))(الشرح:1-22). واعتبرها صاحب مجمع البيان أيضا ( مما لا يصح ظاهره ، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد ، لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب ، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء ؟ ). ونجد آخر يحاول أن يناقش في سند الرواية . ونظره فقط إلى رواية ابن هشام ، عن بعض أهل العلم ، ولكنه لم يعلم أنها واردة في صحيح مسلم بأربعة طرق . ولو أنه اطلع على ذلك لرأينا له موقفا متحمسا آخر ؟ لأنها تكون حينئذ كالوحي المنزل ، على النبي المرسل . ولعل خير من ناقش هذه الرواية نقاشا موضوعيا سليما هو العلامة الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيم : ( أضواء على السنة المحمدية ) ، فليراجعه من أراد . . رأينا في الرواية : ونحن هنا نشير إلى ما يلي :
1 - إن ابن هشام وغيره يذكرون : أن سبب إرجاع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أمه ، هو أن نفرا من الحبشة نصارى ، رأوه مع مرضعته ، فسألوا عنه ، وقلبوه ، وقالوا لها : لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا الخ . وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة .
2 - كيف يكون شق صدره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو سبب إرجاعه إلى أمه ، مع أنهم يذكرون : أن هذه الحادثة قد وقعت له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمره ثلاث سنين ، أو سنتان وأشهر . مع أنه إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين .
3 - هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة ، أو علقة في القلب ، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية ؟ ! . وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد - فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة - أن يصبح تقيا ورعا ، خيرا ؟ ! .
أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وابتلاه بها دون غيره من بني الانسان ؟ ! . ولماذا دون غيره ؟ ! .
4 - لماذا تكررت هذه العملية أربع ، أو خمس مرات ، في أوقات متباعدة ؟ حتى بعد بعثته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدة سنين ، وحين الاسراء والمعراج بالذات ؟ ! فهل كانت تلك العلقة السوداء ، وحظ الشيطان تستأصل ، ثم تعود إلى النمو من جديد ؟ ! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي لا تنفع معه العمليات الجراحية ، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة أشد ، وأثر أبعد ؟ ! . ولماذا لم تعد هذه العلقة إلى الظهور بعد العملية الرابعة أو الخامسة ، بحيث يحتاج إلى السادسة ، فالتي بعدها ؟ ! .
ولماذا يعذب الله نبيه هذا العذاب ، ويتعرض لهذه الآلام بلا ذنب جناه ؟ ! ألم يكن بالامكان أن يخلقه بدونها من أول الأمر ؟ ! .
5 - وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا يحتاج لأعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه ، على مرأى من الناس ومسمع ؟ ! . وتعجبني هذه البراعة النادرة لجبرئيل في إجراء العمليات الجراحية لخصوص نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وألا تعني هذه الرواية : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية ، أو دور ؟ : ! ، لان حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، كان أنس بن مالك يرى أثر المخيط في صدره الشريف ! ! .
6 - لماذا اختص نبينا بعملية كهذه ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام ؟ أم يعقل أن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أفضل الأنبياء وأكملهم ، كان فقط بحاجة إلى هذه العملية ؟ ! الجراحية ؟ ! وإذن ، فكيف يكون أفضل وأكمل منهم ؟ أم أنه قد كان فيهم أيضا للشيطان حظ ونصيب لم يخرج منهم بعملية جراحية ؟ لان الملائكة لم يكونوا قد تعلموا الجراحة بعد ؟ ! .
7 - وأخيرا ، أفلا ينافي ذلك ما ورد في الآيات القرآنية ، مما يدل على أن الشيطان لا سبيل له على عباد الله المخلصين : ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ))(الحجر:39-40) . وقال تعالى : ((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)) (الحجر:42)، وقال : ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) (النحل:999). ومن الواضح : أن الأنبياء هم خير عباد الله المخلصين ، والمؤمنين ، والمتوكلين . فكيف استمر سلطان الشيطان على الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حين الاسراء والمعراج ؟ ! . هذا كله ، عدا عن تناقض الروايات الشديد . وقد أشار إليه الحسني باختصار . فراجع ، وقارن . المسيحيون وحديث شق الصدر : وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( ما من أحد من الناس إلا وقد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ). ويذكر أبو رية : أن حديث شق الصدر يأتي مؤيدا للحديث الاخر ، الذي ورد في البخاري ، ومسلم وفتح الباري وغيرها ، وهو - والنص للبخاري - : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن في الحجاب) : وفي رواية : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها. .
ولهذا الحديث ألفاظ أخرى لا مجال لذكرها . وقد استدل المسيحيون بهذا الحديث على أن البشر كلهم ، حتى النبي مجردون عن العصمة ، معرضون للخطايا إلا عيسى بن مريم ، فإنه مصون عن مس الشيطان ، مما يؤيد ارتفاع المسيح عن طبقة البشر ، وبالتالي يؤكد لاهوته الممجد. وأضاف أبو رية إلى ذلك قوله : ( ولئن قال المسلمون لاخوانهم المسيحيين ، ولم لا يغفر الله لادم خطيئته بغير هذه الوسيلة القاسية ، التي أزهقت فيها روح طاهرة بريئة ، هي روح عيسى ( عليه السلام ) بغير ذنب ؟ ! .
قيل لهم : ولم لم يخلق الله قلب رسوله الذي اصطفاه ، كما خلق قلوب إخوانه من الأنبياء والمرسلين - والله أعلم حيث يجعل رسالته - نقيا من العلقة السوداء وحظ الشيطان ، بغير هذه العملية الجراحية ، التي تمزق فيها قلبه وصدره مرارا عديدة . . . ! ) .
أصل الرواية جاهلي : والحقيقة هي أن هذه الرواية مأخوذة عن أهل الجاهلية ، فقد جاء في الأغاني أسطورة مفادها : أن أمية بن أبي الصلت كان نائما ؟ فجاء طائران فوقع أحدهما على باب البيت ، ودخل الاخر فشق عن قلب أمية ثم رده الطائر ، فقال له الطائر الاخر : أوعى ؟ ؟
قال : نعم . قال : زكا ؟ قال : أبى .
وعلى حسب رواية أخرى : أنه دخل على أخته ، فنام على سرير في ناحية البيت ، قال : فانشق جانب من السقف في البيت ، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ، ووقف الاخر مكانه ، فشق الواقع على صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره : أوعى ؟ قال : وعى . قال : أقبل ؟ قال : أبى . قال : فرد قلبه في موضعه الخ . .
ثم تذكر الرواية تكرر الشق له أربع مرات.
وهكذا يتضح أن هذه الرواية مفتعلة ومختلقة ، وأن سر اختلاقها ليس إلا تأييد بعض العقائد الفاسدة ، والطعن بصدق القرآن ، وعصمة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله) .




السؤال: الصادر الأوّل
عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الصادر الأوّل، فالسؤال المنطقي يقول: لماذا كان هو دون غيره؟
فيقال: بأنّ قابليته هي التي أهلته لذلك المقام، فالسؤال هو: أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟
فالعبارة هذه يفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب.

الجواب:

يجاب على سؤالكم بنحوين, كلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام:
الأوّل: إنّ الله عزّ وجلّ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي كان يعلم بأنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تبارك وتعالى, فعلم الله عزّ وجلّ وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.
وبعبارة واضحة: إنّ الله عزّ وجلّ كان يعلم بوفاء نبيّنا(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عالم الوجود بكافة المتطلبات التي تؤهله لهذا المنصب الإلهي, وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء, فالنتيجة أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدنيا وإن أعطيت من قبل.
ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية, وعلى سبيل المثال: ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا: (... اللّهمّ لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال, بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقرّبتهم...)( ).
وملخص الكلام: إنّ الفضائل والميّزات التكوينية والتشريعية للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ــ على ضوء هذا القول ــ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سبيل نشر الدين والعقيدة وتبليغ الوحي وزعامة الأمة وغيرها.
الثاني: عند بدء الخلق وفي أوانه, عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله عزّ وجلّ بإنشأ الممكنات, جاء النور الأوّل ــ أو بعبارة أخرى: الصادر الأوّل ــ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق, وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ــ وهنا لا بأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً, فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ــ.
ثمّ على ضوء ما ذكرنا, فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ــ أي الاستخلاف والنيابة عن الله عزّ وجلّ في دائرة الوجود ــ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي, وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق, بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهم المذكور, إذ لم يكن يوجد أي ممكن عند نقطة بدء الخلق حتى يتوهم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر, بل أنّ الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه حتى يفرض أنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أعطي ما كان بالامكان أن يعطي غيره.
وبعبارة دقيقة وواضحة: إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداً(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية, وفي الواقع أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو رمز المثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق، والنموذج الحيّ الوحيد لكافة الايجابيات في عالم الكون.
وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجاميعنا الحديثية.
ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما, بل نتمكن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمل!

تعليق على الجواب (1)
لقد ذكرتم أنّه لا توجد علاقه مباشره بين الواجب سبحانه وباقي البشر، وإنّما تكون عن طريق الصادر الأوّل الذي هو العقل الأوّل حسب الفلسفه، وقد ذكر أنّ الصادر الأوّل هو الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّه أشرف الممكنات.
هنالك إشكالان يردان على هذا البيان:
الأوّل: المفروض أنّ الصادر الأوّل هو عقل لا إنسان، فكيف يكون الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الصادر الأوّل؟
الإشكال الثاني: كيف نؤمن بأنّ النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو نبيّ إلاّ بالرجوع إلى التاريخ، أي أنّ اثبات النبوّة هو عن طريق قراءة التاريخ فقط، مع أنّ التاريخ يخبرنا بأنّه يوجد قبل نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) النبيّ عيسى وموسى(عليهما السلام)، أو على الأقل يوجد المسيحيون واليهود، فقد يدّعون بأنّ أنبيائهم هم الصادر الأوّل؟
أي بمعنى آخر: كيف نثبت النبوّة للنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكيف نثبت أنّه هو المستحقّ أن يكون الصادر الأوّل دون غيره من الأنبياء بالأدلّه العقلية.
الجواب:

لعلّك فهمت من قولنا أنّ النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو الصادر الأوّل، أنّه بشخصه الزماني كذلك، وهذا خطاً!
لأنّنا لا نريد به إلاّ الحقيقة المحمّدية التي هي موجود بسيط صادر عن الله تعالى يكون واسطة في الفيض بينه وبين مخلوقاته، فكون الصادر الأوّل عقل كما صرّح به الفلاسفة لا ينافي أن يكون بلحاظ آخر نوراً وقلماً وحقيقة.. ولذلك وردت عدّة أخبار تعبّر عن هذا الصادر الأوّل.
فقد ورد أنّ أوّل شيء خلقه الله نور الأنوار، وورد أنّه القلم، وورد أنّه العقل...الخ، ويجمعها أنّها حقيقة عُليا هي أولى الحقائق عبّر عنها بـ(الحقيقة المحمّدية)، لأنّ ليس ثمّة ما هو أعلى حقيقة من حقيقة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولما ورد في محلّه من الفلسفة من تقدّم الأشرف وجوداً على الأخس وجوداً.
أمّا بالنظر إلى الوجود الزماني، فقد خلق محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد خلق جميع الأنبياء(عليهم السلام)، وذلك لحكمة أخذ العهود منهم له، وليكون شاهداً عليهم، ولتكون رسالته خاتمة الرسالات، فالنظم الزماني والتاريخي لخلق النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوافق النظم الطولي والصدوري.. وهو مطابق للحكمة؛ فتأمل!

تعليق على الجواب (2)
السلام عليكم ورحمة الله..
إذا كان الصادر الأوّل هو نور النبيّ أو ذاته المقدّسه صلوات الله عليه وعلى آله, فهل هذا يعني أنّ الزمان والمكان صدرا عنه كما بقية الوجودات؟ وإذا كان كذلك فمتى كان صدوره (الصادر الأوّل) وأين؟ إذاً كان هو أصلا قبل الزمان والمكان؟
الجواب:

الزمان والمكان يتعلّقان بعالم المادّة، فالزمان: مقدار حركة الأجسام أعمّ من أن تكون تلك الحركة في المكان الذي هو مقولة الأين أو بعض المقولات الأخرى كالكيف والكم.. والمكان: هو المحلّ الذي تحلّ فيه الأجسام..
بينما لا يعقل الزمان والمكان في العوالم العقلية كعالم الملكوت وعالم الجبروت أو عالم النفس وعالم العقل.
نعم، لهذه العوالم وقت وليس زماناً، ففي عالم الملكوت هنالك الدهر، وفي عالم الجبروت هنالك السرمد، وللفلاسفة نظريات متعدّدة عن ماهية الوقت في العوالم العقلية.
ولذلك لا يسئل عن الصادر الأوّل متى صدر؟ لأنّه سؤال عن الزمان، وقد أوضحنا إنّ تلك العوالم ليست زمانية.
وقد يعبّر عن وقت صدور الصادر الأوّل بالسنين تقريباً للأذهان التي لا تأنس إلاّ بعالم المادّة.. وربّما وردت في الأخبار إشارات إلى أوقات خلق بعض الصوادر المجردة، كالأرواح مثلاً التي ورد فيها أنّها خلقت قبل الجسد بألفي عام.







السؤال: أشبه الناس به خَلقاً وخُلقاً
من اشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله وهل يوجد حديث صحيح يدل على ذلك?
الجواب:
الموصوفون بأنهم أشبه الناس برسول الله(ص) خلقاً وخلقاً عدة, منهم:
1- الحسن بن علي بن أبي طالب (مسند أحمد ج1/99, كنز العمال ج13/659).
2- جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار (أسد الغابة ج1/287).
3- علي الأكبر بن الإمام الحسين بن علي (مقاتل الطالبيين ص127).
4- علي بن موسى الرضا (الدر النظيم).
5- محمد بن الحسن العسكري (كفاية الأثر).
وكانت فاطمة الزهراء أشبه الناس بأبيها من النساء. (دلائل الإمامة 150).





السؤال: عدد حجّاته
كم مرة حج النبي الاعظم صلوات الله عليه واله وسلم?
الجواب:
المعروف أن النبي (ص) حج بعد الهجرة حجة واحدة وهي حجة الوداع، لكن مع ذلك هناك روايات تشير إلى أنه حج أكثر من مرة.
فعن ابن عباس:أنه حج ثلاث حجج.
وعن ابن الأثير: أنه كان يحج كل سنة قبل أن يهاجر.
وعن ابن الجوزي وعن الثوري أن رسول الله حج حججاً قبل أن يهاجر.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام):أن النبي لم يحج بعد قدومه المدينة إلا واحدة، وقد حج بمكة حجات، وفي رواية أخرى عشر حجات.
مستسراً في كلها، وفي أخرى عشرين حجة.
ومن هذه الروايات وغيرها يستدل القائلون بأن الحج قد فرض قبل الهجرة، ويستدل القائلون بأن الحج فرض بعد الهجرة،بروايات تشير إلى أنه فرض في السنة الرابعة أو الخامسة أو السادسة أو الثامنة أو التاسعة أو العاشرة.





لسؤال: أسئلة حول رضاعته (صلى الله عليه وآله) وأخته من الرضاعة
انا طالبة في الحوزة العلمية واعمل بحثا حول حقيقة رضاعة رسول الله صلى الله وعليه وآله من قبل حليمة السعدية, ارجو المساعدة من قبلكم وارشادنا الى المصادر الصحيحة والاجابة على الاسئلة .
1- مامدى صحة الروايات التي نقلها التاريخ من ان حليمة السعدية هي من ارضعت رسول الله صلى الله وعليه وآله .
2- ماهي الحكمة من عدم رضاعتة من قبل والدته السيدة آمنه بنت وهب (عليها السلام) .
3- كيف يتربى رسول الله صلى الله وعليه وآله بعيداً عن والدته وجده وعمه وهم يعرفون انه رسول الله .
4- بعض الروايات وصفت الشيماء بنت حليمة السعدية بانها كانت مغنية فكيف تكون اخت رسول الله من الرضاعة مغنية, خاصة وان بعض الروايات تقول بأنها أي الشيماء كانت تلاعب النبي وهو صغير وتحضنه .
وفقكم الله لكل ماتقدمونه ولاهتمامكم باسئلتنا والرد عليها

الجواب:
1- بحسب المصادر التاريخية ان حليمة السعدية أرضعت النبي(صلى الله عليه وآله) بعد سبعة أيام.
2- وأيضاً بحسب المصادر التاريخة أن امه آمنة بنت وهب أرضعته يومين أو ثلاثة.
3- اخذ الاطفال للرضاعة في البداية كانت عادة أهل مكة لأسباب تتعلق بالصحة وفصاحة الألسن وغير ذلك من الأمور التي ذكرها الباحثون.
يراجع فيما تقدم: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر مرتضى العاملي ج2 ص147 فما بعدها ففيه التفصيل للأسئلة الثلاثة المتقدمة.
وأما سؤالكم عن الشيماء فقد ذكرت المصادر التاريخية - وخاصة كتب أهل العامة - كالاستيعاب لابن عبد البر 4: 180، والطبقات الكبرى لابن سعد 1: 111 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 3: 87 ونحوها ان الشيماء جذامة بنت الحارث، بنت حليمة السعدية هي أخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وانها كانت في سبي هوازن وقد اكرمها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن تعرف عليها.. وأما كونها كانت مغنية فهذا لم نعثر عليه بحسب اطلاعنا القاصر وهو لا يضر النبي(صلى الله عليه وآله) فقد كانت رضاعته (صلى الله عليه وآله) في بيت حليمة السعدية أياماً بحسب هذه المصادر وهي لا تؤثر فيه (صلى الله عليه وآله) لمحل شموله بالرعاية الإلهية منذ الصغر.





السؤال: معنى ( خاتم الأنبياء)
بسم الله الرحمن الرحيم (( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) صدق الله العلي العظيم.
ما معنى كلمة (( خاتم )) ؟ وهل هي مرادفة لكلمة (( نهاية )) ؟
وهل في الاية الكريمة اشارة واضحة الى الرجعة ؟

الجواب:
خاتم النبيين أي آخرهم فلا نبي بعده, وقرئ بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم فهو خاتم أي:آخر,وبالفتح: بأنهم ختموا به فهو كالخاتم والطابع لهم.


السؤال: لماذا ختمت الرسالات به (صلى الله عليه وآله) مع أن العلم يتطور
وبعد, لماذا ختم الله الرسالات السماوية برسالة النبي (ص) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور؟

الجواب:
لم يقل أحد أن الله بعث الأنبياء والرسل بعلم الطب أو العلوم المادية من الهندسة والتكنولوجيا, وانما بعثهم لايصال أوامر الله ونواهيه للبشرية, ليكونوا الواسطة بين الله وبين خلقه, وعلى هذا فلا مانع من ختم الرسالة بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور, فان النبي (صلى الله عليه وآله) وإن كان يعلم هذه العلوم بتعليم الهي, ولكنه لم يبعث لهذا الفرض, لذا لا نجده كان يستعمل هذه العلوم إلا في موارد نادرة. فلم يبعث الله الأنبياء ليعلموا الناس الطب أو النجارة او الزراعة أو تطوير العلوم, وإنما بعثه ليكون واسطة بينه وبين الخلق في إيصال أوامر الله ونواهيه للبشرية لعبادة رب العالمين وعدم الخروج عن طاعته سبحانه وتعالى, وبذلك تتم الحجة ويكون الثواب والعقاب, وفي اجراء أوامر الله ونواهيه تطبيق للعدل الالهي في الكرة الأرضية.

تعليق على الجواب (1)
اعتقد ان الجواب لم يصب سؤال السائل لان المراد معرفة سبب كون نبوة نبينا هي النبوة الخاتمة اي لماذا لم يجعل الله باب النبوات مفتوح ليأت نبي في هذا الزمان مثلا او قبله فان المتبادر ان ذلك قد يشكل دعما قويا للرسالة الحقة
الجواب:
إنما يحتاج إلى نبوة جديدة لو كانت الرسالة السابقة لا تفي بمتطلبات العصر وكان فيها نقص لا يسد حاجة المجتمع ولما كانت نبوة الخاتم كاملة وليس فيها نقص لم يحتج إلى نبوة جديدة لأن هذه النبوة الجديدة اما ان تكون ناقصة أو مثل النبوة الخاتمة فلذا لا يحتاج إلى هذه النبوة.





السؤال: معنى قوله صلى الله عليه وآله: (لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً ...)
الرجاء اريد تفسير لقول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين) في خطبتة في حجة الوداع: لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة

الجواب:
اختلفت المصادر في ذكر خطبة الرسول (ص) ففي بعضها كما ذكرتم وفي أخرى قال هكذا: (ولكم عليهن حقاً أن لا يوطئن فرشكم أحد غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعضوهن).
ولو كانت الرواية هكذا فيكون المعنى واضحاً حيث يشير الرسول (ص) إلى أن هناك عادات لا يقبلها الإسلام وهي أن يدخل الرجل على المرأة كما كان يصنع في الجاهلية وبداية الخطبة ينسجم مع هذا المعنى حيث أن الرسول (ص) وضع كل دم أهريف في الجاهلية وكل رباً كان في الجاهلية .
ثم بين رسول الله (ص) أنه لا يجوز أن تدخل إلى بيتها أحد يكرهه زوجها ولم يذكر في هذه الرواية (وعليهن أن لا يأتين....)
ولعل هذه الرواية للخطبة هي الأصح لأن ما فيها ينسجم مع الروايات الأخرى حيث ذكرت عند خوف النشوز عليكم بالعظة ثم الهجرة ثم الضرب وهو ينسجم مع ما مذكور بالقرآن بخلاف الرواية التي ذكرتها حيث جعلت الهجرة والضرب سبباً للإتيان بالفاحشة.
وأما إذا أردنا قبول الرواية الثانية التي تذكر الفاحشة المبينة فيحق للرجل أن يعضلها بمعنى أن يضارها ولا يحسن معاشرتها ليضطرها بذلك إلى الإفتراء منه بمهرها أوغيره .. ويحق له أن يهجرها في المضاجع وأن يضربها ضرباً غير مبرح .
والمراد بالفاحشة أن تأتي بشيء يوجب عليها الحد وذكر أيضاً أن من الفاحشة أن تؤذي أهل الرجل.
والحصيلة أن التي تأتي بالفاحشة بناءاً على قبول هذه الرواية جاز عضلها وما ذكر من الهجر والضرب قد يكون بياناً للعضل المذكور في الرواية وفي قوله تعالى: (( وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُوا بِبَعضِ مَا آتَيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ )) (النساء:19).



السؤال: تختمه صلوات الله عليه
يسأل الكثير من اخواننا ابناء السنة والجماعة كثير من الاسئلة حول الامور العقائدية ذات الطابع الخلافي بين مذهب ال البيت (ع) والمذاهب الاخرى وقد امتد هذا الاشكال من جانب المخالفين لمذهب ال البيت (ع) ليصل حتى الى انكار التختم بالاحجار المختلفة وانها من غير الثابت عن الرسول الكريم (ص) ذلك فهل يوجد جزاكم الله خيرا ما يثبت ورود ذلك الامر عن رسول الله (ص) من مصادر اهل السنة ام ان اقتصار ورود هذه الروايات لدى فقط مصادرنا لعلمائنا الافاضل؟
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي وردت عند أهل السنة ففي سنن أبن ماجة ج2 ص1202 :
1- عن أبن عمر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يجعل فص خاتمه مما يلي كفه . فالرواية تذكر أن لخاتمه فص .
2- عن أنس أبن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لبس خاتم فضة فيه فص حبشي كان يجعل فصه في بطن كفه .
3- عن عبد الله بن جعفر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه .
4- وفي عمدة القاري 22 /37 قال وروي أصحابنا أثراً فيه ( التختم بالعقيق ) وهو أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يتختم بالعقيق . وقال تختموا به فانه مبارك قلت فيه نظر .
5- وفي فيض القدير للمناوي 2/309 قال ( تختموا بالعقيق فأن ينفي الفقر ) قيل أرادوا به إتخاذه خاتم فصه من عقيق وقال أبن الأثير يريد أنه أذا ذهب ماله باعه فوجه به غنى وأقول يرده زيادته في رواية الديلمي عقب ينفي الفقر واليمين أحق بالزينة وقوله في رواية أخرى تختموا بالخواتم العقيق فأنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه فدل السياق على أن المراد حقيقة التختم وهو جعله في الاصبع ......





السؤال: لبسه (صلى الله عليه وآله) للعمامة والخاتم
يقال بان النّبي المكرّم صلّى الله عليه وآله كان يلبس العمامة ويتختّم بيمينه. هل هذا صحيح؟ وهل هذا مذكور في مصادر أهل سنة الجّماعة؟

الجواب:
نذكر لك رواية واحدة عن لبس رسول الله للعمامة ففي الشرح الكبير لآبن قدامة ج1ص126 قال : عن انس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يتوضأ وعليه عمامة قطرية فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة رواه أبن داود .
واما لبس الخاتم من اليمين ففي البخاري ج7 ص53 بعد ذكر لبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) للخاتم . قال جويره : ( ولا أحسبه الإّ قال في يده اليمنى ) .



يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 03:58 PM   #12
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: هل أول ما خلق الله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أو آدم (عليه السلام)؟
هل أول ما خلق الله هو النبي أدم,أم كان هناك أدم قبل النبي أدم,وكيف يكن النبي محمد أول ما خلق الله تعالى كما هو في بعد روايتنا,أرجو التوضيح,مشكورين على هذه الخطوة الجيدة التي تنفع وتجنب المذهب من الأباطيل
الجواب:
أول ما خلق الله نور نبينا (صلى الله عليه وآله),وأما بدنه فهو مخلوق على النسق الذي جاء به في الدنيا من كونه من ذرية آدم (عليه السلام), ثم أن هناك روايات تشير إلى أن هناك عوالم أخرى سابقة علينا غير عالمنا هذا وهناك أوادم غير آدمنا.





السؤال: كيفية نزول نوره الى صلب آدم (عليه السلام) وسجود الملاءكة لآدم (عليه السلام)
كيف كان نزول نور النبي وآله إلى صلب ادم؟
هل كان سجود الملائكة لادم (ع) بعد نزول نور آل محمد في صلبه أم قبل؟
الجواب:
في رواية الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال كما في (البحار 15/4)
إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام وكل من قال الله عز وجل في قوله: (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب )) إلى قوله: (( وهديناهم إلى صراط مستقيم )) وقبل أن خلق الأنبياء كلهم بأربع مائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة, وخلق عز وجل معه اثني عشر حجابا : حجاب القدرة, وحجاب العظمة, وحجاب المنة, وحجاب الرحمة, وحجاب السعادة, وحجاب الكرامة, وحجاب المنزلة, و حجاب الهداية, وحجاب النبوة, وحجاب الرفعة, وحجاب الهيبة, وحجاب الشفاعة .
ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي الأعلى ) وفي حجاب العظمة إحدى عشر ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان عالم السر ) وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو قائم لا يلهو ) وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان الرفيع الاعلى ) وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان من هو دائم لا يسهو ) وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان من هو غني لا يفتقر ) وفي حجاب المنزلة ستة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان العليم الكريم ) وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي العرش العظيم ) وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول: ( سبحان رب العزة عما يصفون ) وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة, وهو يقول: ( سبحان ذي الملك والملكوت ) وفي حجاب الهيبة ألفي سنة, وهو يقول: ( سبحان الله وبحمده ) وفي حجاب الشفاعة ألف سنة, وهو يقول: ( سبحان ربي العظيم وبحمده ) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة, ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة, إلى أن وضعه الله عز وجل في صلب آدم عليه السلام.
وقال الصدوق في كمال الدين: واستعبد الله (عز وجل) الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً له لما غيبه عن أبصارهم وذلك أنه عز وجل إنما أمرهم به بالسجود لما أودع صلبه من أرواح حجج الله تعالى ذكره فكان ذلك السجود لله عزوجل عبودية ولأدم طاعة ولما في صلبه تعظيماً.





السؤال: التوفيق بين وجوده (صلى الله عليه وآله) كنور قبل الخلق وكونه دعوة أبيه إبراهيم (عليه السلام)
نحن نعلم أن الله تعالي خلق نور النبي الاعظم (ص) قبل خلق السماوات والكائينات ولكن كيف نجمع بين هذا الامر وبين قول النبي الاعظم : ( أنا دعوة أبي ابراهيم الخليل )
الجواب:

الجمع يتم بأنَّ ما ورد من أنه سبحانه خلق نور النبي (صلى الله عليه وآله) قبل خلق السماوات والأرض, وذلك في غير عالم الدنيا, وأما ما ورد من قوله (صلى الله عليه وآله): بأنه دعوة أبيه إبراهيم, وبشرى عيسى بن مريم (الخصال - للصدوق ـ: 177) فتحمل على عالم الدنيا ولا منافاة بين الأمرين, إذ قد يكون في غير عالم الدنيا أمراً يؤخّر بيانه ووجوده بحسب علله وشرائطه في عالم الدنيا.. وخاصة إذا علمنا أن المراد بأنه(صلى الله عليه وآله) دعوة أبيه إبراهيم هي قوله تعالى: (( رَبَّنَا وَابعَث فِيهِم رَسُولاً مِّنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِكَ )) (البقرة: 129), وأنه (صلى الله عليه وآله) بشرى عيسى بن مريم, المراد بها قوله تعالى: (( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ ))(الصف: 6).






السؤال: روايات المخالفين في خلقه (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) من نور واحد
هل خلق الرسول صلي الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه من نفس واحدة ونور واحد المرجو أريد دليل من كتب المخالفين

الجواب:
في (تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42ص67) قال: أخبرنا أبو غالب عن سلمان قال سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه فلم نزل في شيء واحد حتى افترقنا في عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي).
وفي (شرح نهج البلاغة ج9 ص171) بعد أن ذكر الحديث قال: رواه أحمد في المسند، وفي كتاب فضائل علي (عليه السلام)، وذكره صاحب كتاب الفردوس وزاد فيه: (ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية).
وذكر أيضاً الزرندي الحنفي في (نظم درر السمطين ص70)، وابن مردويه في (مناقب علي ص285).




السؤال: وصفه عند أهل السنّة كما في البخاري
عندي نقاش مع احد الوهابية في النت وذكرت له حديث البخاري الذي يروي ان رسول الله بال قائماً وقال لي لا اشكال في هذا ارجوا منكم ذكر ما هو حكم من بال واقفا عندهم مع ذكر المصدر

الجواب:
حتى لو قيل بجواز ذلك عند تلك المذاهب بحيث يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبول واقفاً, فنحن لا نعيب عليهم من وراء ذلك ارتكاب الرسول (صلى الله عليه وآله) لمحرم من المحرمات, بل نعيب عليهم وصف تلك الشخصية العظيمة بهذه الهيئة التي يترفع عنها بسطاء الناس فضلاً عن كبارها وقادتها وانبياءها, فنحن نقول انهم لم يرعوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حرمة ولا جعلوا له قدسية إذ وصفوه بهذا الوصف وأنزلوه بهذا المنزلة التي تتنفر منها النفوس.




السؤال: نظرة الفرق المختلفة لشخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقال في احد القنوات الفضائية الفضائية أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان والعياذ بالله (لديه شهوة جنسية عارمة) ويستشهدون بأحاديث من الصحيحين وأحاديث أخرى من أمهات التراث الإسلامي..
هل تلك الأحاديث موجودة أيضا ً في التراث الإسلامي الشيعي أم أنها فقط عند إخواننا السنة؟
الجواب:
ان الاختلاف بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبين بعض المذاهب الإسلامية ليس فقط في الإمامة بل في كثير من تفاصيل بقية الأصول، ففي التوحيد هناك اختلافات وفي النبوة كذلك، وواحدة من الاختلافات هي النظرة أو الصورة التي يرسمونها عن النبي (صلى الله عليه وآله) فهم يجعلونه بمصاف الرجال العاديين بل دون بعض الرجال المقدسين عندهم! في حين ان الصورة التي يرسمها اتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) تختلف تماماً عما يصفه به غيرهم,فهو النبي المعصوم المطهر المصطفى الذي هو واسطة الفيض بين السماء والأرض وغيرها من الصفات التي تشير إلى الدرجة العالية التي تبعده عن الصفات المشينة التي يرسمونها له صلوات الله عليه.
وللمزيد ارجع إلى الموقع الأسئلة العقائدية: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) زوجاته وسبب زواجه منهن.






السؤال: كان يعمل ليكسب قوته
لقد عرفنا انه كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعظ الناس ويهديهم الى طاعة الله ويامرهم باداء الفرائض والواجبات وكان يحارب الكفار لنشر الاسلام والقضاء على المعاندين السؤال لقد كان صلى الله عليه واله متزوج باكثر من
اربع نساء فكيف كان يصرف عليهم ويقضي حاجات بيوته نعم انه كان يرعى الغنم قبل ان يبعثه الله ولكن ماذا كان يشتغل بعد البعث وبعد نشر الاسلام وتزوجه باكثر من زوجه فهل كان يشتغل او يحترف حرفة ما ليصرف على زوجاته وملتزمات البيت فهل من الممكن انه (ص) كان فقط يبلغ ما امره الله تعالى في المسجد ويرجع الى البيت؟
وكذلك الحال مع امير المؤمنين (ع) ماذا كانت حرفته هل لكم ان تزودونا لمعرفة اكثر عن حياتهم الطيبة صلواة الله عليهم اجمعين
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي تشير الى أن النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) كانا يعملان من أجل كسب قوتهما.
ففي الكافي للشيخ الكليني (5 / 74):
عدة من أصحابنا, عن أحمد بن أبي عبد الله, عن شريف بن سابق, عن الفضل بن أبي قرة, عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يضرب بالمر و يستخرج الأرضين, وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمص النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, وسلمة صاحب السابري, عن أبي أسامة زيد الشحام, عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أعتق ألف مملوك من كد يده.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة, عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) وتحته وسق من نوى فقال له: ما هذا يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال: مائة ألف عذق إن شاء الله, قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة.
وعن علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن أبي المغرا, عن عمار السجستاني عن أبي عبد الله, عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع حجرا على الطريق يرد الماء عن أرضه فوالله ما نكب بعيرا ولا إنسانا حتى الساعة.
وعن محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل ؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عمل الشيطان - ثلاثا - أما علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته, يقول الله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله - إلى آخر الآية -) يقول القصاص: إن القوم لم يكونوا يتجرون. كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر.
وعن عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن ابن محبوب, عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يخرج ومعه أحمال النوى, فيقال له: يا أبا الحسن ما هذا معك ؟ فيقول: نخل إن شاء الله, فيغرسه فلم يغادر منه واحدة.
وعن سهل بن زياد, عن الجاموراني, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق, فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي, فقلت له: ومن هو ؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين.

تعليق على الجواب (1)
هل صح في النبي ص قول ابو هريرة
ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم).
فقال أصحابه: وأنت؟
قال: (نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) للعاملي ج 2 - ص 98 قال عن الرواية:
ولكننا نشك كثيرا في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد :
أولا : أن اليعقوبي - وهو المؤرخ الثبت - قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيرا لاحد قط .
ثانيا : تناقض الروايات، فبعضها يقول : لأهلي، وبعضها يقول : لأهل مكة، وبعضها يقول : بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد . وإذا كان الراوي واحدا لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف .
نعم، قد ذكر البعض : أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة فلماذا كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان ؟ ولا يتجاوزه إلى غيره ؟ ومع غض النظر عن ذلك نقول : إنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول : بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط واجيادا اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جدا .
ولكن يعكر على هذا : أن رواية البخاري تقول : ( على قراريط )، فالظاهر من كلمة على هو : الاجر .
ويمكن أن يدفع هذا : بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله) الغنم عليه .
وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم .





السؤال: شدّة إبتلائه (صلى الله عليه وآله)
حبذا لو تزودونا من علمكم الكريم وتجيبوا على استفسارنا, قال النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :ما أوذي نبي مثل ما اوذيت " - بالاضافة الى مانرى من عظمة كرامة ومكانة النبي (ص) عند الباري عزوجل ولقد تشرفت هذه الامة ورحمت بفضله وبركاته (ص),اود ان اعرف كيف اوذي النبي (ص) اكثر من الانبياء (ع) الذين سبقوه و - حيث نرى ان النبي نوح قد عانى الكثير وذلك لدعوة امته خلال سنوات طويلة -او النبي ابراهيم عندما القوه قومه في النار وكفر والده وماجرى على زوجته ووولده-وكذلك النبي ايوب (ع) الذي عانى من المرض والابتلاءات العظيمة - والنبي زكريا والنبي يحي(عليهما السلام) فاود ان اعرف كيف النبي (ص) اعني ماهي المصائب التي واجهها (مصائب اعظم من كل تلك التي واجهها الانبياء (ع) النبي (ص) مما جعلته اعظم سيد الخلق اجمعين من الاولين والاخرين - انه (ص) قد اوذي من قومه اثناء دعوته لهم و كذلك الانبياء قد اوذى في هداية قومهم وغيره من الابتلاءات والامراض -وقال الله تعالى عنه :دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى حيث لم يصل احد الى هذا القرب من الله تعالى .

الجواب:
ليس المقياس في شدة الابتلاء ما يقع على الجسد من أذى, بل شدة الابتلاء تعرف من خلال ما يقع على النفس من صعوبات, فمثلاً ان يتهم الإنسان بأنه مجنون أو يتهم في عرضة أو يظلم في أهل بيته يكون أعظم على الإنسان من الإلقاء في النار وهو مطمئن بعدم حرق النار له فمن الابتلاء ما يتمنى الإنسان الموت عنده فيكون الابتلاء بالموت والقتل أهون من تلك الابتلاءات.




السؤال: إيضاح بعض الروايات في سيرته
لقد قرات بعض من الروايات حبذا لو تفسروها لنا اكثر وتوضحوا معناها لنا او المقصود والمستفاد منها" وجزاكم ربي الكريم عني خير الجزاء :
الرواية الاولى: عن جعفر بن محمد بن يونس, عن حماد بن عثمان, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه واله) كان في مكان ومعه رجل من أصحابه وأراد قضاء حاجة, فقام إلى الاشائين يعني النخلتين, فقال لهم اجتمعا, فاستتر بهما النبي (صلى الله عليه واله) فقضى حاجته, ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا. بيان: قال الجوهري: الاشاء بالفتح والمد: صغار النخل.
الرواية الثانية: روي عن الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) أقبل إلى الجعرانة فقسم فيها الاموال, وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجؤوه إلى الشجرة, فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه, فقال: أيها الناس ردوا علي بردي, والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم, ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا, ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة, قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليه الماء.
الرواية الثالثة: وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,وكان أكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا, يجلس حيث ينتهى به المجلس, وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة,
الرواية الرابعة: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا, فإني احب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
الرواية الخامسة: وما أكل متوكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ, وآخر من يرفع يده, وكان إذا أكل أكل مما يليه,
وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه,كئا قط حتى فارق الدنيا
الجواب:
الرواية الأولى: تظهر قدرة النبي (صلى الله عليه وآله) على التصرف بالأشياء أو ما يعرف بالولاية التكوينية وكذلك عرف عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه لم يُرَ منه ما يخرج منه بل كانت الأرض تبتلع ما يخرج منه وكان ذلك منذ كان صغيراً.
الرواية الثانية: الرواية تريد أن تبين أن نتيجة ما علق بالشجرة من جسد النبي (صلى الله عليه وآله) أو نتيجة المماسة بينهما صار لها هذا الأثر المستغرب من كونها خضراء كأنما يرش عليها الماء وكذلك تظهر الرواية سخاء النبي (صلى الله عليه وآله) وجوده على الرغم من عدم التعامل معه بأدب واحترام من قبل السائلين.
الرواية الثالثة: أفضل الجلسات هي الجلسة التي يستقبل بها القبلة وهو صلوات الله عليه وآله كان أكثر ما يجلس مستقبلاً للقبلة واما نصب ساقيه فلعل المقصود بها الاحتباء في الجلوس الذي كان سائداً عند العرب لشد الظهر بالثوب حين الجلوس حيث يجلس الشخص لاصقاً فخذيه ببطنه ويمسك ساقيه بيديه أو بثوبه فيشد بذلك ظهره ويكون ذلك بدلاً من الاتكاء وكان صلوات الله عليه وآله يجلس في أي مكان يجده في المجلس ولا يسعى إلى صدر المجلس أو الاماكن التي تعد لوجهاء القوم بل كان يجلس حيث يجد مكاناً.
الرواية الرابعة: أثر الكلام عن الآخرين وبيان خصالهم عنده قد يولد في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله) مقدار من النفرة من أصحابه إذا أبلغ عن أحدهم أنه عمل سوءاً بخلاف لم يكن يعلم بذلك الذنب من ذلك الشخص فإنه يتعامل معه بسلامة من الصدر وخلوه مما يشوب القلب من المنفرات.
ولا يخفى ما في الرواية من تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) بالظواهر دون علمه الذي علمه الله وكذلك ما فيها من التعليم لنا.
الرواية الخامسة: لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) يتكأ في حال الاكل, وبدايته في الأكل حتى يتيح للآخرين الأكل لانهم ينتظرون منه ان يأكل أولاً ويؤخر رفع يده عن الأكل ليتيح لمن يريد الاستمرار بالأكل أن يستمر لأنه إذا رفع يده من الطعام قد يكون ذلك سبباً لرفع القوم يدهم عن الطعام فيؤخر رفع يده حتى يكتفي الجميع.
وكان يأكل صلوات الله عليه من امامه لامن مكان بعيد عنه. ومن صفاته أنه صلوات الله عليه إذا رأى من يتذوق بالنعم بحيث يختار منها شيئاً ويرفض آخر فان النبي صلوات الله عليه لا يذمّه ولا يمدحه.





السؤال: من أسماءه (الماحي)
لماذا سمى رسول الله بالماحي؟
الجواب:
وردت رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) في كتاب الموطأ وصحيح البخاري ونقلها صاحب البحار ان النبي صلى الله عليه وآله قال : إن لي أسماءاً أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر, وانا الحاشر يحشر الناس على قدمي وانا العاقب الذي ليس بعده أحد.
فالنبي (صلى الله عليه وآله) من خلال هذه الرواية يشير إلى أسم من أسماءه وأنّ معنى كونه ماحياً كما يظهر من الرواية, هو أن الله يمحو به الكفر, وفي رواية أخرى لنافع بن جبير لم ينسبها للنبي (صلى الله عليه وآله) ان معنى الماحي هو أنّ الله يمحو به سيئات من اتبعه.







السؤال: قدرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الإتيان بجميع المعجزات
بسم الله الرحمن الرحيم
اثناء مشاركاتي في بعض مواقع الوهابية دار الكلام حول شخص الرسول الاكرم ونحن في عقيدتنا الامامية نعتقد بان الرسول هو اشرف الخلق ويستطيع ان ياتي بجميع المعجزات وحتى معجزات الانبياء السابقين كعصا موسى وناقة صالح وقميص يوسف وغيرها فهي ليس بالمستحيلة على اشرف خلق الله ...فهل يوجد دليل على ان النبي الكريم يستطيع ان ياتي بجميع المعجزات ؟؟؟
وهل ثبت ان النبي احيا ميتا كما كان يفعل عيسى عليه السلام ..هذا الكلام ليس شكا في عقيدتي وانما للخصم فقط ...اسال الله ان يوفقنا واياكم لنصر دينه انه سميع مجيب وان يعجل فرج سيدنا ومولانا صاحب الزمان ارواحنا وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ...

الجواب:
نعم, يوجد عدة أدلة على أن النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) يستطيع أن يأتي بجميع المعجزات التي جرت على أيدي الأنبياء السابقين (عليهم السلام).
وقبل أن نذكر لك الأدلة على ذلك نود أن نوضح لك أن هذه الشبهة حول معاجز الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) نجمت من الكتـّاب المسيحيين للتقليل من أهمية الدعوة المحمدية وحظاً من شأن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله فهذا هو (فندو) القسيس الألماني يقول في كتابه (ميزان الحق) ((إن محمداً لم يأت بأية معجزة قط)) (ميزان الحق, ص277) وتبعه سائر القساوسة ولا كوه بين أشداقهم ومازالوا إلى يومنا هذا وإليك فيما يأتي تفنيد هذه المزعمة بأدلة ثلاثة..
الدليل الأول: المحاسبة العقلية: ان القرآن الكريم وصف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتم الأنبياء وان رسالته خاتمة الرسالات وكتابه خاتم الكتب وأخبر عن وقوع معاجز على أيدي الرسل والأنبياء فنقل في شأن موسى (عليه السلام) كذا كما تحدث عن المسيح (عليه السلام) ودعوته وبيناته بكذا وفي ضوء هذا هل يصح للقرآن الكريم ان يخبر بهذه المعاجز للأنبياء ويصف محمد (صلى الله عليه وآله) بأنه خاتمهم وآخرهم وأفضلهم ثم لا يكون له معجزة؟ وإذا طلبوا منه إظهاره لإعجاز يتهرب أو يسكت أو يقول ليس لي معجزة؟ (لاحظ مفاهيم القرآن ج3 ص118ـ 180 للسبحاني).
الدليل الثاني: القرآن يثبت للنبي (صلى الله عليه وآله) معاجز غير القرآن كانشقاق القمر والإسراء والمعراج ومباهلة النبي (صلى الله عليه وآله) لأهل الكتاب دخلت المعاجز من النبي (صلى الله عليه وآله) الواحدة تلوا الأخرى ووصف معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) بالسحر وإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) عن الغيب وغيرها.
الدليل الثالث : معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث والتأريخ أن كتب الحديث والتأريخ زاخرة بمعاجز النبي (صلى الله عليه وآله) التي لا يمكن نقل معشارها هنا, وقد قام بعض المحدثين بتأليف مفردة في هذا المجال أجمعها فيه ما ألفه الشيخ الحر العاملي (م 4ـ 11) وأسماه بـ (إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات) وطبع ثلاث مجلدات كبار وقد جمع فيها معاجز النبي (صلى الله عليه وآله) من كتب الشيعة والسنة.
وأما الشق الثاني من سؤالكم بأن النبي (صلى الله عليه وآله) هل أنه أحيا ميتاً كما كان يفصل عيسى (عليه السلام)؟ فقد أتضح الجواب عن هذا السؤال بواسطة الأدلة الأدلة الثلاثة المتقدمة, فالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) باستطاعة الإحياء للموتى.





السؤال: المراد من قوله تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)
ما هي تفسير هذه الآية الشريفة : (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) (النساء:105)) وخصوصا هذا المقطع : (( وَلاَ تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيمًا )) وهل هذا يشير الى ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله يعامل الخائنين على حسب ظواهر الامور دون البواطن ؟ فإذا كان جوابكم نعم ألا يسبب ذلك تعارضا مع صدر الآية الكريمة (( لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ )) والذي افهم منها هو الحكم بالناس مع العلم ببواطنهم والحكم على أساس ذلك.
أرجوا أن توضحوا لي هذا الأمر جليا .
الجواب:
إن الآية الشريفة لا علاقة لها بالحكم حسب العلم بالباطن, وأنما نزلت في سياق آيات يفيد التدبر فيها الوصية بالعدل في القضاء والنهي عن ميل القاضي في قضاءه الى المبطلين والجور على المحقين كائنين من كانوا, وإن كانت ربما تشير إلى مورد نزول معين كما ذكر المفسرون من قصة سرقة أبو طعمة بن الابيرق .
والآية المعنية (( إِنَّا أَنزَلنَا إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) تدل على جعل حق الحكم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) والحجية لرأية ونظره,فإن الحكم وهو القطع في القضاء وفصل الخصومة لا ينفك عن إعمال نظر من القاضي الحاكم واظهار عقيدة منه مضافاً إلى ما عنده من العلم بالاحكام العامة والقوانين الكلية في موارد الخصومة, فان العلم بكليات الأحكام وحقوق الناس أمر والقطع والحكم بانطباق مورد النزاع على بعضها دون بعض أمر آخر.
فالمراد بالإرادة في قوله تعالى : (( لتحكم بين الناس بما أراك الله )) ايجاد الرأي وتعريف الحكم لا تعليم الأحكام والشرائع كما أحتمله بعضهم, ومضمون الآية على ما يعطيه السياق ان الله انزل اليك الكتاب وعلمك أحكامه وشرائعه وحكمه لتضيف اليها ما اوجد لك من الرأي وعرفك من الحكم فتحكم بين الناس وترفع بذلك اختلافاتهم (الميزان 5: 68) .
ففي الآية ذكر لما أكرم الله به رسوله, اضافة الى ملاحظة نسبة رأي رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الله بقوله عز وجل: (( بما أراك الله )) فهو مصون من الخطأ لأن الله يريه, لا كأحد من الناس بما يراه هو من نفسه.
وقوله (( وَلا تَكُن لِلخَائِنِينَ خَصِيماً )) أي لا تكن في طرف الخائنين تخاصم عنهم مقابل من يطالبهم بالحقوق, أو تميل معهم لاي سبب كان حسب ظواهر الأمور,وانما القاضي يكون وسط بين الطرفين الى أن يحكم بالحق.
وهذا النهي في الآية لا يدل على وقوع الفعل من النبي (صلى الله عليه وآله) (اعوذ بالله) او الهم بالفعل كما ينقل عن بعض المفسرين كيف والقرآن نزل على معنى (اياك اعني وأسمعي يا جارة) والله جل وعلا يقول بعد هذه الآية (( وَلَولا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ لَهَمَّت طَائِفَةٌ مِنهُم أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُم وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَم تَكُن تَعلَمُ وَكَانَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظِيماً ))





السؤال: معنى كونه (صلى الله عليه وآله) أول المسلمين
قال الله تعالى في قصة موسى على نبينا وآله وعليه السلام : (( وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ))
وقال الله عز وجل عن لسان نبينا صلى الله عليه وآله الأطهار في سورة الزمر آية 12: (( وَأُمِرتُ لِأَن أَكُونَ أَوَّلَ المُسلِمِينَ ))
* لماذا أتى ( أَوَّلُ المُسلِمِينَ ) ولم يأتي أول المؤمنين؟
هل هذا الإيمان الذي ذكر في ( أول المؤمنين ) هو نفسه المذكور في الآية التي تقول, لا تقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا, وهل الإسلام المذكور في ( أول المسلمين ) هو نفسه المذكور في الآية السابقة, أم أن هناك درجات أخرى من الإيمان والإسلام, حيث ذكر في قصة السحرة عند فرعون (( إِنَّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ المُؤمِنِينَ )) , وهل الإيمان أفضل أم الإسلام أيهما أعلى رتبة ؟ ماذا وردت في روايتنا بشأن إيمان موسى على نبينا وآله وعليه السلام ؟ وعن أفضلية الإيمان والإسلام ماذا ورد في رواياتنا الشريفة
ثم سؤال آخر
ماذا يترتب على هذه الحقيقة حيث بعض علمآئنا يذهب بالإستدلال على ( أول المسلمين ) الأول بالخلق, إذ أن الأولية بالإسلام والأمر به ملازم للأولية بالخلق, حيث, (( وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون )), لا أعرف إن بينت الأمر بشكل جيد أم لا فإني حاولت أن أوصل لكم مضمون الإستدلال, فعلى ضوء ذلك أسئل ماذا بشأن ( أول المؤمنين ) ما هي النتآئج المترتبة عليه ؟ وكذلك مسئلة ( أول العابدين )
في قوله تعالى (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )).

الجواب:
وقع كلام بين المفسرين في المراد من وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه اول المسلمين في الآية الكريمة: (آية 12 من سورة الزمر), لأننا نعلم أنه إذا كان المقصود من الإسلام هو المعنى الواسع لهذه الكلمة فانه يشمل جميع الأديان السماوية, ولهذا يطلق وصف المسلم على الأنبياء الاخرين أيضاً. فاننا نقرأ حول نوح (عليه السلام): (( وَأُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ )) (يونس:722 ), ونقرأ حول إبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل أيضاً (عليه السلام): (( رَبَّنَا وَاجعَلنَا مُسلِمَينِ لَكَ )) (البقرة:128), وجاء في شأن يوسف (عليه السلام): (( تَوَفَّنِي مُسلِماً )) (يوسف:101).
على أن (المسلم) يعني الذي يسلم ويخضع أمام الله, وهذا المعنى يصدق على جميع الأنبياء الإلهيين وأممهم المؤمنة, ومع ذلك فإن كون رسول الإسلام أول المسلمين, إما من جهة كيفية إسلامه وأهميته, لأنّ درجة إسلامه وتسليمه أعلى وأفضل من الجميع, وإمّا لأنه كان أول فرد من هذه الأمة التي قبلت بالإسلام والقرآن .
وقد ورد في بعض الروايات - أيضاً - أنه (صلى الله عليه وآله) أول من أجاب في الميثاق في عالم الذر, فإسلامه متقدم على إسلام الخلائق أجمعين (المصدر : الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - للشيخ مكارم الشيرازي - 4: 542).
وأمّا المراد بقوله تعالى حكاية عن موسى (عليه السلام) : (( وأنا أول المؤمنين )), أي أول المؤمنين من قومي بأنّك لاترى . هذا ما يدلّ عليه المقام, وان كان من المحتمل أن يكون المراد وأنا أول المؤمنين من بين قومي بما آتيتني وهديتني إليه, آمنت بك قبل أن يؤمنوا فحقيق بي أن أتوب إليك إذا علق بي تقصير أو قصور, ولكن السيد الطباطبائي قال عن هذا الاحتمال أنه بعيد جداً .
(انظر : الميزان في تفسير القرآن 8: 243).
وعليه, فالمراد من الإيمان في الآية الكريمة هو بالإضافة إلى المقام, أي الإيمان بأنك ياإلهي لا ترى .. وليس معنى الإيمان الوارد في قوله تعالى : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا )) (الحجرات :144).
وكذلك ليس المراد بـ ( أوّل المسلمين ) على الاحتمالين المتقدمين الواردين في تفسيره, المعنى الوارد في الآية الكريمة : (( قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم )) (الحجرات:15).
إذ الإسلام في هذه الآية واضح بأن المراد منه هو النطق بالشهادتين دون التطبيق العملي الذي هو الإيمان والذي هو أعلى درجة من الإسلام بهذا المعنى. فإسلامه (صلى الله عليه وآله) هو في أعلى درجات الكمال, بل هو تلك الدرجة العالية المشار إليها بالتسليم والرضا لما يريده الله سبحانه وتعالى .






السؤال: ما معنى ضلال النبي (صلى الله عليه وآله) في سورة الضحى
قال تعالى (( ووجدك ضالا فهدى )) ما الضلال هنا؟ الا يتعارض مع العصمة؟
الجواب:
جاء في تفسير الميزان20/310:
قوله تعالى (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )) المراد بالضلال عدم الهداية والمراد بكونه صلى الله عليه وآله وسلم ضالا حالة في نفسه مع قطع النظر عن هدايته تعالى فلا هدى له صلى الله عليه وآله ولا لأحد من الخلق الا بالله سبحانه وتعالى فقد كانت نفسه في نفسها ضالة وإن كانت الهداية الالهية ملازمة لها منذ وجدت فالآية في معنى قوله تعالى: (( مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ )) (الشورى:522), ومن هذا الباب قول موسى على ما حكى الله عنه: (( فَعَلتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ )) (الشعراء:20) أي لم اهتدِ بهدي الرسالة بعد.
ويقرب منه ما قيل أن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله (( أَن تَضِلَّ إحدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحدَاهُمَا الأُخرَى )) (البقرة:282) ويؤيده قوله: (( وَإِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ )) (يوسف:33) وقيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون فهداهم اليك ودلهم عليك.
وقيل: أنه اشارة الى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجيء به حليمة بنت ابي ذؤيب من البدو الى جده عبد المطلب على ما روي.
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا
وقيل: إشارة الى ما روي من ضلاله في مسيره الى الشام مع عمه ابي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة.
وقيل غير ذلك وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف.
وذكر السيد الطباطبائي قدس الله سره في صفحة 312 من الميزان/2 هذا الرأي: (ووجدك ضالا: يعني عند قومك فهدى أي هداهم الى معرفتك) مقتطعا هذا المعنى من حوار بين الامام الرضا عليه السلام والمأمون العباسي.
وذكر الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل20/281:
(( وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى )): نعم لم تكن ايها النبي على علم بالنبوة والرسالة, ونحن انزلنا هذا النور على قلبك لتهدي به الانسانية.
ويذكر السمرقندي3/581 هذا الرأي: (( وَوَجَدَكَ ضَالّاً )) يعني من بين قوم ضلال (( فَهَدَى )) يعني حفظك من امرهم وعن اخلاقهم.
وليس لهذه الموارد ربط - كما ترى - بالعصمة.







السؤال: الكلام في هل للنبي (صلى الله عليه وآله) ظل
هل للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله ظل ؟
ارجوا الاثبات بالدليل العقلي والنقلي
الجواب:
إثبات هذا الامر يكون بالدليل العلمي والدليل الروائي
أما الدليل العلمي: فإنه قد ثبت في محله من العلوم الحديثة ان هنالك هالة نورية تحيط بالإنسان, وهذه الهالة متفاوتة من حيث الشدة والضعف.
كما ثبت أن بعض الناس تنبعث من أجسامهم انوارا يمكن تمييزها في الظلام وذلك لما يتمتعون به من استعدادات وقابليات خاصة, وقد وضعت عدة تفسيرات لهذه الظاهرة فقسم من العلماء عدّها ناجمة عن نشاط الخلايا الجلدية تحت ظروف خاصة, وقسم منهم عدها من الظواهر الباراسايكولوجية التي يتمتع بها الموهوبون من البشر.
إذا ثبت وجود ذلك فلنا ان نعزو انعدام ظله صلوات الله عليه وآله الى شدة نوريته, فيكون جسده الطاهر مبعثا لنور ينفي الظل, لأن الظل يحصل من الاجسام الغاسقة المعتمة, ولا ظل للأجسام التي تنبعث منها الانوار.
والدليل الروائي: ورد في علامات الامام عن الرضا عليه السلام قال: للإمام علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس واتقى الناس وأشجع الناس وأعبد الناس واسخى الناس, ويولد مختونا ويكون مطهرا, ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه, ولا يكون له ظل, وإذا وقع على الارض من بطن امه وقع على راحتيه. (مسند الامام الرضا عليه السلام 1/293).
ومن الثابت أن النبي صلى الله عليه وآله إمام, كما ان إبراهيم عليه السلام نبي وإمام, وحينئذ فعلامات الامام تنطبق عليه ويتصف بكل تلك الخصال والخصائص النفسية والبدنية الواردة في الحديث المذكور.





السؤال: بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله)
لو تفضلتم, أود أن اعرف عدد, وأسماء جميع معارك وغزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالترتيب, وذلك وفق ما جاء في مصادر كتب الشيعة؟
وهل هناك كتاب شامل جاء فيه تفصيل كل تلك المعارك والغزوات, إن ترشدونا عليه؟

الجواب:
نذكر لك بعض معارك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم معتمدين على كتب الشيعة والسنة:
1- معركة بدر.
2- غزوة السويق.
3- سرية محمد بن مسلمة الى كعب الاشرف.
4- غزوة بني قينقاع.
5- غزوة قرار الكدر.
6- غزوة بني غطفان(ذي امر).
7- غزوة بني سليم.
8- معركة احد.
9- غزوة حمراء الاسد.
10- سرية أبي سلمة بن عبد الاسد.
11- غزو الرجيع.
12- غزوة بني النظير.
13- غزو ذات الرقاع.
14- غزوة بدر الموعد.
15- غزوة بئر معونة.
16- معركة دومة الجندل.
17- غزوة بني المصطلق.
18- غزوة الخندق.
19- حرب بني قريضة.
20- سرية عبد الله بن انيس الى بني نبيح.
21- غزوة بني لحيان.
22- غزو الغابة.
23- سرية عكاشة بن محسن الى الغمر.
24- سرية محمد بن مسلمة الى ذي القصر.
25- سرية ابي عبيدة بن الجراح الى ذي القصر.
26- سرية زيد بن حارثة الى العيص.
27- سرية دومة الجندل.
28- سرية علي بن أبي طالب عليه السلام الى بني سعد بفدك.
29- سرية زيد بن الحارثة الى ام قرفة بوادي القرى.
30- سرية عبد الله بن رواحة الى اسير بن زارم.
31- سرية اميرها كرز بن جابر.
32- غزوة الحديبية.
33- غزوة مؤتة.
34- غزوة خيبر.
35- فتح مكة.
36- معركة حنين.
37- غزوة الطائف او حصار الطائف.
38- غزوة تبوك.







السؤال: الرد على من ادّعى أن الوحي عبارة عن النبوغ
ارجوا الرد على هذة الشبهه بصورة واضحه
ان الوحي نوع من النبوغ العقلي والتفوق الذهني في الانسان وليس ثمرة اتصال الموحي اليه بالله تعالى

الجواب:
لقد أجاب على هذا الاشكال الشيخ السبحاني في الالهيات, قال:
إنّ تفسير النبوة بالنبوغ ليس تفسيراً جديداً, وإن صيغ في قالب علمي جديد, فإنّ جذوره تمتد إلى عصر ظهور الإسلام حيث كان العرب الجاهليون يحسّون بجذبات القرآن وبلاغته الخلابة, فينسبونه إلى الشعر الّذي كان الحرفة الرائجة عندهم, ويتبارز فيه النوابغ منهم, فكانوا يقولون: (( بَل هُوَ شَاعِرٌ فَليَأتِنَا بِآيَة كَمَا أُرسِلَ الأَوَّلُونَ )) (الانبياء:5)
ويرد عليهم القرآن الكريم بقوله: (( وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِر قَلِيلاً مَا تُؤمِنُونَ )) (الحاقة:41)
وبقوله: (( وَمَا عَلَّمنَاهُ الشِّعرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِن هُوَ إِلاَّ ذِكرٌ وَقُرآنٌ مُبِينٌ )) (يس:69)
ومع ذلك يلاحظ عليه:
أولاً: إنّ العودة إلى هذه النظرية ينبع من الإحساس بالصَّغار أمام الحضارة المادية المُدهشة, المقترنة بأنواع الاكتشافات والاختراعات في مجال الطبيعة, والقائلون بها جماعة من متجددي المسلمين, انسحبوا أمام هذه الحضارة ناسين شخصيتهم الإسلامية, فلجأوا إلى تفسير عالم الغيب والنبوة والدين والوحي بتفسيرات ملائمة للأُصول المادية, حتى يَجبرُوا مركّب النقص في أنفسهم من هذه الزاوية, ويصيحوا على رؤوس الأشهاد بأنّ أُصول الدين لا تخالف الأصول العلمية الحديثة.
ولو صحّت هذه النظرية, لم يَبقَ من الاعتقاد بالغيب إلاّ شيء واحد, وهو الاعتقاد بوجود الخالق البارئ, وأمّا ما سوى ذلك, فكلُّه بأجمعه نتاج الفكر الإنساني الخاطئ بالنتيجة, لا يبقى إذعان بشيء ممّا أتى به الأنبياء من الأصول والمعارف في الدنيا والآخرة. وهذا في الواقع نوع إنكار للدين, لكن بصورة لا تخدش العواطف الدينية.
ثانياً: إنّ قسماً ممّا يقع به الوحي ويخبربه النبي, الإنباء عن الحوادث المستقبلية, إنباءً لا يخطيء تحققه أبداً.
أفترى هل يجرؤ نابغة من نوابغ المجتمع على الإنباء بنزول العذاب قطعاً بعد أيام ثلاثة, ويقول: (( تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُم ثَلاَثَةَ أَيَّام ذَلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذُوب )) (هود:65).
أو يخبر بهزيمة جيوش دولة عظمى في مدة لا تزيد على تسع سنين ويقول: (( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدنى الأَرضِ وَ هُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ * فِي بِضعِ سِنِينَ )) (الروم:1-4). والبضع من العدد من ثلاثة إلى تسعة.
إنّ النوابغ وإن سَمَوا في الذكاء والفطنة, لا يخبرون عن الحوادث المستقبلية إلاّ مع الاحتياط والترديد, لا بالقطع واليقين وأمّا رجالات السياسة, اللاعبين بحبلها لمصالحهم الشخصية, سواء صدقت تنبؤاتُهم أم كذبت, فإنّ حسابَهم غيرُ حساب النوابغ.
ثالثاً: لو كان لهذه النظرية مسحة من الحق أو لمسة من الصدق, فما لنا لا نرى حملة الوحي ومدعي النبوة ينبثون بشيء من ذلك, بل نراهم على العكس, ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى الله سبحانه, ولا يدّعون لانفسهم شيئاً.
هذا هو القرآن الكريم - الّذي جاء به النبي الخاتم - يصرّح بأنً ما حوى من الحقائق والقوانين, مّما أوحى به الله سبحانه, وليس هو من تلقاء نفسه:
(( إِن أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ )) (الأنعام:50), (( إِن هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4)
ولا يشك أحد في أنّ الأنبياء عبادٌ صالحون, صادقون لا يكذبون ولا يفترون, فلو كانت السنن الّتي أتوا بها من وحي أفكارهم, فلماذا يغرون المجتمع بنسبتها إلى الله تعالى. فهذه النسبة, إن دلّت على شيء, فإنّما تدلّ على أنّهم كانوا يجدون في أنفسهم أنّ إدراكَ هذه السنن والمعارف, إدراكٌ وراءَ الشعور الفكريُ المشترك بين جميع أفراد الإنسان, وأنّ الطريق الّذي يصلون به إليها, غيرُ طرق الإدراك المألوفة.
وبكلمة جامعة, إنّا نرى في المجتمع الإنساني طائفتين من رجال الإصلاح والصلاح, كلٌّ يدّعي سَوقَ المجتمع إلى السعادة:
طائفة - ولهم جذور عريقة في التاريخ - ينسبون تعاليمهم وسننهم إلى عالم الغيب, ويثبتون لأنفسهم مقام الرسالة والسفارة وأنّهم ليس لهم شأن سوى كونهم وسائط لإبلاغ أمر الله ونهيه.
وطائفة أخرى - مع اتّصافهم بالصلاح والسداد والسعي وراء الصالح العام - ينسبون تعاليمهم إلى قرائحهم وبدائع أفكارهم, ويعلّلون مبادءهم ببراهين اجتماعية أو تاريخيّة أو عقلية, ولا يتجاوزون هذا الحدّ قدر شعرة.
فلو كانت الطائفتان صادرتين عن أصل واحد, وتستقيان من عين واحدة, فلماذا لم تَدّع ثانيتهما ما ادعته الأولى؟.
ثم إنّ علماء النفس الذين بحثوا عن النبوغ, ذكروا لبُروزه وتفجرّه في الإنسان عواملَ, هي:
1- العشق.
2- انهضام الحُقوق .
3- العزلة.
4- كثرة السكوت.
5- التربية والتوجيه الأوّلي الّذي يتلقّاه الإنسان في صغره.
فإنّ هذه العوامل توجد في الإنسان استغراقاً في نفسه, وتوقّداً في أفكاره, وتَمَيُّزاً في فطنته وذكائه. ولكن تفسير النبوات والرسالات, والقوانين والشرائع الّتي جاء بها الأنبياء بهذا الطريق, أشبه بتفسير علّة تفجر البركان وثورانه, بسقوط طائر على فوهته.
هذا, ولو كانت شريعة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) والكتاب المجيد الّذي جاء به, وليدي النبوغ والعبقرية, فلماذا عجز عن مقابلته ومقارعته, النوابغ والعباقرة طرّاً في جميع القرون إلى عصرنا هذا, كما سيوافيك تفصيله في النبوة الخاصة؟.( الإلهيات 132:3).


السؤال: معنى الوسيلة المعطاة للرسول (صلى الله عليه وآله)
في كتاب مفاتيح الجنان في زيارة الائمة (ع) والرسول (ص) يوم الجمعة نقول في الدعاء:
اللهم اعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة...
فما المقصود بالوسيلة؟
الجواب:
ورد في بعض الروايات أن الوسيلة هي درجة النبي في الجنة، وفي أخبار أخرى وصفت بأنها ألف مرقاة، وقال صاحب الميزان أن الوسيلة هي مقام النبي من ربه الذي يتقرب هو إليه تعالى ويلحق به آله الطاهرون والصالحون من أمته، وفي البحار قال:ـ (وآت محمد الوسيلة) والمراد القرب من الله تعالى وقيل الشفاعة يوم القيامة وهي منزلة من منازل الجنة كذا جاء في الحديث.



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم الساعة
هل أن الرسول (ص) يعلم بموعد الساعة او وقتها وماهو الدليل على ذلك

الجواب:
روي عن الأصبغ بن نباته قال: ((سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن لله علمين:علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبياً من أنبيائه ولا ملكاً من ملائكته، وذلك قول الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا فِي الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَداً وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ )) (لقمان:344), وله علم اطلع عليه ملائكته، فما أطلع عليه ملائكته فقد أطلع عليه محمد وآله...)) الحديث. (بصائر الدرجات ص131).
ومنه يظهر أن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يعلم بموعد الساعة، لأنه من علم الغيب الذي لم يطلع الله عليه أحداً من أنبيائه.




السؤال: علاقته بروح القدس
من هو روح القدس؟ وهل هو الملك الكريم المقصود في سورة القدر .. وتتنزل الملائكة والروح فيها.
الجواب:
قال المجلسي في (بحار الانوار 25/67) في توضيح عن الرواية التي تقول ان الروح لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الائمة يوفقهم ويسددهم قال:
هذا الخبر يدل على إختصاص الروح بالنبي والأئمة صلوات الله عليهم، وقد اشتملت الأخبار السالفة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضا، ويمكن الجمع بوجهين:
الأول: أن يكون روح القدس مشتركا، والروح الذي من أمر الرب مختصا، وقد دل على مغايرتهما بعض الأخبار السالفة .
الثاني: أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة، فالفرد الذي في النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) أو الصنف الذي فيهم لم يكن مع من مضى، وعلى القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دل على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبي (صلى الله عليه وآله). وبين ما دل على كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.





السؤال: لماذا جعل ابن ابي السرح كاتباً للوحي
بخصوص قصة عبد الله بن أبي السرح... لماذا يستعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كتابة الوحي بهؤلاء؟
واذا كان يعلم انه شخص منافق فلماذا لم يختر غيره كالامام علي عليه السلام؟
وأما الغريب في الحادثة انه يأمر بقتله! وعلى أساس هذه القصة أخذت النصارى تشنع علينا وتقول: أن محمداً عندما افتضح أمره أمر بقتل عبد الله بن أبي السرح !!
فما هو ردكم ؟
الجواب:
ذكر في أن الحكمة من جعل عبد الله بن أبي سرح كاتباً للوحي هو أن المشركين كانوا يقولون أن محمداً (صلى الله عليه وآله) يقول القرآن من تلقاء نفسه، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها نزلت عليه، وسبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام ولا يأتي به ثاني الامر، وبعد مرور الأوقات عليه إلا مغيراً عن حاله الأول لفظاً ومعنى أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة به عدل عند أدائه ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير ولا ينزل ولا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة (أنظر معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص347).




السؤال: رسائله إلى ملوك العالم
هناك سؤال يحيرني
موسى عليه السلام ارسله الله الى فرعون ليدعوه الى الايمان فاعطاه الله برهان يقيني ومرئي ليس فيه أي شبهة ليكون حجة بالغة وهو العصا التي تتحول الى حية ويده التي تخرج بيضاء للناظرين
ولكن في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام الى ملوك العالم من كسرى الى هرقل والمقوقس وغيرهم,فما هي الحجة او الآية البالغة التي اتى بها الصحابة الذين ارسلهم الرسول, ",اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين الى آخر الرسالة... ثم تلاوة بعض الايات من القرآن...فهل هذه حجة كافية شافية واضحة كاملة عليهم, بصراحة شخصيا لا اراها كذلك وفي رايي كان لا بد من اية حسية يقينية واضحة تكون حجة عليهم
وشيء اخر, الاسلام فتح بغزوات كثيرة سواء في عهد الرسول او بعد وفاته, هل كان المسلمون يدعون اهل هذا المكان او اهل هذه البلاد الى الاسلام قبل غزوها قبل غزوها بالسيف وان كان هذا يحدث فكيف تكون هذه الدعوى واذا كانت هذه الدعوة الى ملك او امير او قائد هذا المكان ورفض الدعوة فما ذنب الجنود الذين يحكمهم ويقاتلون المسلمين ويقتلون على الشرك والكفر و هم لم ياخذوا حظهم من الدعوة
ثم شيء اخر انا ارى ان أي فكرة تعرض على الانسان ليقتنع بها لا بد ان يدرسها من جميع الجوانب و لكي يدرسها من جميع الجوانب لا بد له من وقت كاف وبذلك فقط يكون الاقتناع الكامل بهذه الفكرة وهو عكس ما يحدث من دعوة شفاهية جافة
الجواب:
يمكن الاجابة بعدة نقاط:
الاولى: إن اولئك الملوك والجبابرة كانوا على علم ببعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) من قبل وإلا لا يمكن التصديق بعدم معرفتهم به (صلى الله عليه وآله) واخباره وعلومه وغزواته قد طبقت الآفاق، خاصة مع كونهم اصحاب مواقع مهمة توجب المتابعة والمعرفة.
الثانية: ان تلك الرسائل بمثابة صعقة كهربائية منبهة لهم بوجوده الشريف (صلى الله عليه وآله) وبدينه الجديد ومسؤولية تبليغهم وانذارهم وتبشيرهم.
الثالثة: ان الرسول الذي ارسله رسول الله (صلى الله عليه وآله) برسالته كان مهيئاً للاجابة على اسئلة الملوك وجميع ما يوجه اليه من اشكالات، وان طريق البحث لا تقطعه الرسالة بل تفتحه، ولا يحول دونه الرسول بل يعززه.
الرابعة: ان هرقل تفاعل نسبيا مع الرسالة والمقوقس تعاطف معها بوضوح وارسل مع الرسول هدايا كثيرة للنبي (صلى الله عليه وآله) مما يدلك ان تلك الفرصة كانت مناسبة لايصال مفهوم الرسالة بشكلها الاجمالي واتضاح تلك المفاهيم فيما بعد.
وإن تلاوة بعض الآيات يكفي في مقام التبليغ ولا يشترط ان يعرض جميع القرآن حتى تتم الحجة به على القوم، فقد اكتفى اوائل المسلمين ببعض الآيات النازلة على النبي (صلى الله عليه وآله) آنذاك ودون الحاجة الى المزيد.
الخامسة: إن امر الرسائل التي بعثها الرسول(صلى الله عليه وآله) الى اصحاب الامبراطوريات انما كان بامر من الله تعالى لأنه (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:4-5)، والله تعالى اعلم بأمر عباده واعرف بما يناسبهم وهو تبارك وتعالى احرص عليهم من ان يضلوا او ينحرفوا او يعرضهم لمسؤلية دون اقامة الحجة عليهم.
أما سؤالكم عن الفتوحات الاسلامية في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) والخلفاء فهذا ما تجدون الاشارة اليه في موقعنا/ الاسئلة العقائدية/ الفتوحات الاسلامية/ ليس الاسلام دين السيف والدم. ولا بأس بمطالعة كل الباب لتحقق الفائدة فيه.
وسؤالكم عن ضرورة اخذ الوقت الكافي لدراسة فكرة ما في مقام اعتناقها او رفضها فهذا ما نؤيدكم به ونقول ان الاسلام عمل بهذا النمط فقد قال تعالى (( قُل إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِن هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَينَ يَدَي عَذَابٍ شَدِيدٍ )) (سبأ:46). وقال تعالى (( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت )) (الغاشية:17). او قوله تعالى (( سَنُرِيهِم آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِم حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَم يَكفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ )) (فصلت:533) وغير هذه الآيات الكثير مما يعني ان الاسلام يعتمد الطريق العقلي في منهجه بالدعوة الى الله وهو نفس الاسلوب الذي اتبعه الرسول (صلى الله عليه وآله) مع قومه علما انه لا يوجد فتح في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) سوى فتح مكة والبقية غزوات وسرايا لها ما يبررها شرعا وعقلاً.





السؤال: قوله (صلى الله عليه وآله) (لأن ظفرت بقريش لامثلن...)
هل قال النبي صلى الله عليه وآله بعد المثلى بجسد الحمزه (ع) لإن ظفرت بقريش لأمثلن بسعين منهم.
الجواب:
ورد ذلك في كتب المخالفين ونحن لا نقبل ذلك,فقال السيد جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة ج6 ص 257): إن بكاءه (صلى الله عليه وآله وسلم) على حمزة لا مانع منه وأما سوى ذلك مما ذكر آنفاً فنحن نشك في صحته.
ثم قال: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه إن ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين مرفوض أيضاً إذ هذه جثث قتلى المشركين إمامه وهي إثنان أو ثمان وعشرون جثه بل وأكثر من ذلك كما يظهر من بعض النصوص فلماذا لا يمثل بها ويشفي غليل صدره منها؟!..
وللمزيد راجع الصحيحين من السيرة ج6 ص 256-265.






السؤال: أمر النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي بتغيب وجهه دون هند
هل صحيح مايشاع عن النبي ص بانه قال لوحشي قاتل حمزة حين اسلم غيب وجهك عني؟
فلماذا قال النبي له ذلك ولم يقل ذلك للقاتلة الحقيقية هند اكلة الاكباد لعنها الله والتي امرت وحشي وهو مجرد عبد عندها؟
والقران الكريم يقول وانك لعلى خلق عظيم ويقول ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
ارجو التوضيح
الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) - السيد جعفر مرتضى - ج 6 - ص 165 - 166 قال :(ان موقف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من وحشي، وقوله له : غيب وجهك عني، ان دل علي شئ، فإنما يدل على أن وحشياً لم يكن مسلما حقا، إذ لا يمكن أن يقول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك لمسلم مؤمن، بسبب ما كان قد ارتكبه حين كفره، فان الإسلام يجبّ ما قبله. وعليه فان التشهد بالشهادتين، وان حقن دم وحشي، الا أنه إنما أسلم حينما رأى البأس، بعد أن أهدر النبي (صلى الله عليه وآله) دمه.
فإسلامه وإيمانه لا ينفعه، لأنه في الحقيقة لم يكن مستندا إلى الاختيار، ولا إلى القناعة الوجدانية والعقلية بهذا الدين. وأعتقد : أنه لولا شبهة : أن النبي (صلى الله عليه وآله) انما قتل مسلما، لكان للنبي (صلى الله عليه وآله) أن يقتله. وان أعماله الشنيعة والقبيحة، وسيرته الخبيثة بعد ذلك لتدل دلالة واضحة على أنه لم يسلم، وانما استسلم، تماما كما كان الحال بالنسبة لطلقاء مكة، أبي سفيان وأصحابه).
أما هند وإن كان حالها حال وحشي الإ انها لم تكن لتلتقي بالنبي ويراها بقدر ما يرى الرجال فلعله لذلك لم يقل بحقّها شيئاً ثم إنها تابعة لأبي سفيان، فلا يمكن طردها الإّ بطرد أبي سفيان أيضاً ولعلّ الظروف لا تسمح للنبي أن يطرد أبا سفيان الذي كان بالأمس سيد قريش.







السؤال: من هو المعصوم قبل النبي(صلى الله عليه واله وسلم)
رأيت هذا السؤال في احد المواقع الوهابية وارجو ان تجيبو عليه اعلى الله كلمتكم (تقول الشيعة ان الارض لا تخلو من امام معصوم يرجع اليه البشر
السؤال الى الشيعة
من هو الامام المعصوم قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
السؤال سهل من هو الامام المعصوم قبل النبي والجواب لا بد ان يكون بالدليل..)

الجواب:
اتفق علماء الطائفة الحقة بالادلة والبراهين ان الارض لا تخلو من حجة او امام ظاهر معلوم او باطن مستور فعن اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال سمعته يقول : ان الارض لا تخلو الا وفيها امام كيما ان زاد المؤمنين شيئا ردهم وان نقصوا شيئا اتمه لهم . وفي حديث آخر ايضا عنه(عليه السلام) قال : ما زالت الارض الا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس الى سبيل الله .(الكافي 1/ 178).
اما سؤالكم من هو المعصوم والحجة قبل النبي فقد ذكرت بعض الروايات ان اسمه برده حيث وردت الرواية عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) انه قال : انا سيد النبيين ... ودفعها زكريا الى عيسى بن مريم(عليه السلام) واوصى عيسى الى شمعون بن حمون الصفا واوصى شمعون الى يحيى بن زكريا واوصى يحيى بن زكريا الى منذر واوصى منذر الى سليمة واوصى سليمة الى برده ثم قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) : ودفعها إلي برده وانا ادفعها اليك ياعلي ...) الامامة والتبصرة ص 21 .
وهناك قول آخر في ان الوصي قبل النبي هو ابو طالب رضوان الله عليه اشار الى ذلك الشيخ المجلسي في بحار الانوار 35/138


يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 04:00 PM   #13
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: يوم دفنه
نحتج على الإخوة من مدرسة السنة بأنهم تركوا رسول الله دون دفن ثلاثة أيام لانشغالهم بالسقيفة ولكن يتبادر لذهننا هذا السؤال :
ما أسباب تأخر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ربي وسلامه عليه في دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هل كانت هناك ضغوطات معينة عليه منعته من دفن رسول الله دون أهل السقيفة ودون انتظارهم ؟
الجواب:
نحن عندما نحتج على السنة بأنهم تركوا رسول الله ثلاثة ايام لانشغالهم بالسقيفة من باب الالزام لانهم رووا ذلك في كتبهم حيث يقولون انه دفن الاربعاء بعد الانتهاء من البيعة في السقيفة.
واما ما هو معتمد عندنا ان عليا (عليها السلام) كان مشغولا بجهاز رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كانت السقيفة منعقدة واجتماع السقيفة كان منعقدا يوم الاثنين / يوم وفاة النبي(صلى الله عليه واله وسلم).




السؤال: كيف نفهم (أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)
السلام عليكم هذا أشكال من أحد السنة كيف نجيب عليه جزاكم الله خيرا
ومن الأدلة على أن أعمال الأمة لا تعرض على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأنه لا يدري عنها، ما ثبت في الصحيحين، واللفظ للبخاري عن سهل بن سعد الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إني فرطكم على الحوض، من مر عليّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، ليَرِدَنَّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو يزيد: فأقول: إنهم من أمتي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فقال: سُحْقًا سحقا لمن غيّر بعدي "سحقًا أي بعدًا".
فقوله في الحديث: فيقال: "إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" صريح في أن أعمال أمته لا تعرض عليه، وأنه لا يدري عنها.
وبهذا يتبين أن القول بأن أعمال الأمة كلها تعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- في البرزخ عريٌ عن الدليل مجانب للصواب مخالف للنصوص الصحيحة والله أعلم
الجواب:
يمكن الجمع بين الحديثين حديث عرض الاعمال وحديث عدم درايته بما احدثوا بعده بالقول ان الذي يعرض على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الاعمال دون النوايا القلبية التي هي الاعتقادات ولذلك وردت عبارة (لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم) التي تشير الى نواياهم القلبية او اعتقاداتهم .
ويمكن القول بأن هذه الفقرة زائدة وهي فقرة (لا تدري ...) كأن يكون الراوي نقل الرواية فهناك من النصوص في البخاري وغيره لم يرد فيها النص المذكور .




السؤال: يوم مولد النبي (صلى الله عليه وآله)
لدي سؤال اود طرحه على عليكم هنالك بعض الاخوة الموالين على ما يبدو أشكل عليهم كما هو واضح في مسائل التاريخ التي لا تخص العقيدة لكي يستدل من يتصيد بالماء العكر على بطلان المذهب الحق كما هو ديدن المفلسين والحال ان لنا مصادرنا التي نعود اليه وهي حجة علينا كما لغيرنا مصادرهم التي هي حجة عليهم لكني لم استطيع التوصل الى نتيجة وبعد أصرار الاخوة الاعزاء فاريت ان الرجوع الى اهل الاختصاص هو الافضل وهذا هو السؤال كما طرح
من المواضيع الخلافية بين الشيعه واهل العامة هو موضوع الاختلاف حول ولادة النبي الاكرم محمد ص وآله منهم من يقول 12 ربيع الاول وحسب كتب التاريخ لليعقوبي وابن الاثير والطبري تاريخ الامم والملوك هو 12 لكن اريد الان الحجة في كتبنا او حتى كتبهم ان ولادته هي 17 ربيع الاول من اين لنا هذه الحجة فهل لكم احبتي ان ترشدوني
الجواب:
لقد صرح علمائنا المتقدمون بان الولادة المباركة حصلت يوم السابع عشر من ربيع الول وممن صرح بذلك الشيخ المفيد وقد عقد ابن طاووس في اقبال الاعمال 3/121فصلا في تعيين وقت الولادة فقال :
فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية، وقلنا : ان الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت لأنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره، وان صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، هكذا وجدت في بعض الروايات انه صومه يعدل هذه المقدار من الأوقات . فإن كان هذا الحديث ناشئا عن نقل عنه صلوات الله عليه، فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، والا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، الا أن يكون معنى قولهم عليهم السلام : يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه، فهذا تأويل محتمل ما يمنع العقل من الاعتماد عليه . وسوف نذكر من كلام شيوخنا في وظائف اليوم السابع عشر ما ذكره شيخنا المفيد رضوان الله عليه، فقال في كتاب حدائق الرياض وزهرة المرتاض ونور المسترشد ما هذا لفظه : السابع عشر منه مولد سيدنا رسول الله صلوات الله عليه عند طلوع الفجر من يوم الجمعة عام الفيل، وهو يوم شريف عظيم البركة ولم تزل الشيعة على قديم الأوقات تعظمه وتعرف حقه وترعى حرمته وتتطوع بصيامه، وقد روي عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام انهم قالوا من صام يوم السابع عشر من ربيع الأول، وهو يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كتب الله له صيام سنة، ويستحب فيه الصدقة والإلمام بمشاهد الأئمة عليهم السلام والتطوع بالخيرات وادخال السرور على أهل الإيمان وقال : شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية نحو هذه الألفاظ والمعاني المرضية .
أقول : إن الذي ذكره شيخنا المفيد على سبيل الجملة دون التفصيل والذي أقوله انه ينبغي أن يكون تعظيم هذا اليوم الجميل على قدر تعظيم الرسول الجليل المقدم على كان موجود من الخلائق المكمل في السوابق والطرائق، فمهما عملت فيه من الخيرات وعرفت فيه من المبرات والمسرات، فالأمر أعظم منه، وهيهات ان تعرف قدر هذا اليوم وان الظاهر العجز منه




السؤال: علم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بنبوته قبل نبوته
هل النبي محمد (صلي الله عليه وآله) کان يعلم بنبوته قبل نزول القرآن عليه اي قبل سن الاربعين سنة؟
الجواب:
لقد کانت آثار نبوة نبينا محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) ظاهرة وبادية عليه قبل نبوته بل من حين ولادته ولذا کان عبدالمطلب ومن بعده عمه ابوطالب يخافان عليه من مؤامرات اليهود وأقطاب المشرکين ويحفظونه ويحرسونه حتي أنّ اباطالب کان يغير کل ليلة محل منام النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) ويبيت علياً مکانه کي يحفظ النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) من کيد الاعداء وکان عبد المطلب يأخذ محمدا (صلي الله عليه وآله وسلم) للاستسقاء ويتوسل إلي الله تعالي بشأن هذا الطفل وکذلک استسقي ابوطالب لقومه بالتوسل بالنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وهو طفل صغير فلما امطرهم الله تعالي ببرکة محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) انشأ ابوطالب:
وابيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للاوامل
ويکفي قضية الراهب بحيرا لإثبات ذلک حيث رأي علامات النبوة في سيماء محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) فاوصي اباطالب بحفظه وحراسته.




السؤال: علة کون النبي (صلى الله عليه وآله) يتيما
ما صحة هذا الحديث: سئل أحد الأئمة (عليهم السلام) لماذا ولد النبي يتيماً؟ فقال (عليه السلام): لکيلا يکون لأحد فضل عليه.
أليس يعارضه تربية عبد المطلب و أبي طالب (عليهما السلام)؟
الجواب:
الرواية مروية في البحار ج 16 (باب معني کونه يتيماً وضالاً وعائلاً) بنحو آخر : سئل علي بن الحسين (عليهما السلام):لم اوتم النبي من ابويه؟ قال: لئلا يجب عليه حق لمخلوق.
وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل ايتم نبيه (صلي الله عليه وآله وسلم) لئلا يکون لأحد عليه طاعة. ومن المعلوم أن طاعة عبدالمطلب وابي طالب (عليه السلام) لم تکن واجبة علي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وإن کان لهما الفضل عليه بسبب کفالتهما وتربيتهما له.




السؤال: لا يصح ما ورد أنه قال لامثلن بسبعين
في احدى المحاضرات لاحد علمائنا الاجلاء قال ان رسول الله (ص) لما رأى ما فعل بحمزه (ع) قال لامثلن بسعبين واحد منهم جزاء ذلك فنزلت الايه (فأن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ..الى اخر الايه ورسول الله لا ينطق عن الهوى فاذا قالها بوحي كما هو المفروض فلم نزلت ايه تخالفه وكيف ان رسول الله الذي بعث رحمه للعالمين يأمر بالتمثيل بجثث البشر حتى ولو كانوا مشركين واعداء له (ص) وهو الذي قال لا يجوز المثله ولو بالكلب العقور.

الجواب:
في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)للسيد جعفر مرتضى ج 6ص 256 قال:
فجاء (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقف عليه، فيقال : انه (صلى الله عليه وآله) لما رآه في تلك الحالة قال : (لولا أن تحزن صفية، وتكون سنة من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير . أو قال : لسرني أن أدعك حتى تحشر من أفواه شتى، ولئن أظهرني الله على قريش يوما من الدهر في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم) . والمسلمون أيضا قالوا : (والله، لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر، لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب) . ويقال : انه (صلى الله عليه وآله) بكى وشهق، وقال : رحمة الله عليك، لقد كنت فعولا للخير، وصولا للرحم، أم والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك . فنزل حبريل بقوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )). فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصبر . وفي رواية، قال : أصبر، ونهى عن المثلة . وفي أخرى : كفر عن يمينه . ونقول : ان بكاءه (صلى الله عليه وآله) على حمزة لا مانع منه، وأما ما سوى ذلك مما ذكر آنفا، فنحن نشك في صحته . ونعتقد أنه كقضية ممارسة عمل المثلة الشنيع المنسوب له (صلى الله عليه وآله) زورا وبهتانا، قد وضع بهدف اظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله) كأحد الناس، الذين يتعاملون مع القضايا من موقع الانفعال والعصبية للقبيلة والرحم، ولتبرر بذلك جميع المخالفات التي ارتكبها ويرتكبها الحكام الظالمون . كما أن ذلك يسقط قول وفعل الرسول (صلى الله عليه وآله) عن الاعتبار والحجية، فلا يبقى لما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) من ذم لمن يحبهم بعض الناس تأثير يذكر .
أما ما نستند إليه في حكمنا على هذه الأقاويل بالوضع والاختلاق، فهو الأمور التالية :
أولاً: ان ذلك لا ينسجم مع روحية وأخلاق وانسانية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا ينسجم حتى مع روح التدبير للأمور العامة، من قبل أي انسان حكيم، مدبر للأمور، ولا مع سياسة الأمم بالمعنى الصحيح والسليم للسياسة . وذلك لأنه لا مبرر لابقاء جثة شهيد في الصحراء، تصهرها أشعة الشمس، عرضة للوحوش والسباع والطير، ولا فائدة في اجراء كهذا . إذ من الواضح : أن ذلك لا يعتبر انتقاما من قريش، ولا أداء لحق ذلك الشهيد العظيم، ان لم يكن إساءة واهانة له، بملاحظة أن اكرام الميت دفنه. ثم، أو ليست انسانيته (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه الرفيعة هي التي أملت عليه حتى أن يغيب جثث قتلى المشركين في قليب بدر، فكيف بالنسبة لهذا الشهيد العظيم، أسد الله وأسد رسوله؟!! ويحاول البعض أن يدعي : انه (صلى الله عليه وآله) لم يقصد مدلول هذا الكلام، وانما هو يريد فقط أن يظهر مظلوميته ووحشية الطرف الآخر، أبي سفيان وأصحابه . ولكنها محاولة فاشلة، فإننا نجل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أمر كهذا، ولا يجوز نسبته إليه، لان معناه امكانية التشكيك في كثير من أقواله، ومواقفه، وأفعاله (صلى الله عليه وآله). أضف إلى ذلك : أن ما جرى لحمزة (عليه السلام) قد جرى مثله لغيره من الشهداء، وإن كان ما جرى لحمزة (عليه السلام) أفظع وأبشع . فلماذا اختص عضبه (صلى الله عليه وآله) بما جرى لعمه وحسب؟! . ثم إن المفروض بهذا النبي العظيم، هو أن يظهر الجلد والصبر لا الجزع والحزن، الا بالنحو المعقول والمقبول، والا فما وجه اللوم لغيره ممن فقد الأهل والأحبة، ان تجاوز حده، وظهر منه ما لا ينبغي في مناسبات كهذه؟!
ثانياً: قولهم على لسانه (صلى الله عليه وآله) : انه ان ظفر بقريش فسيمثل بثلاثين . مرفوض أيضا، إذ هذه جثث قتلى المشركين أمامه، وهي اثنان أو ثمانية وعشرون جثة، بل وأكثر من ذلك، كما يظهر من بعض النصوص، فلماذا لا يمثل بها، ويشفي غليل صدره منها؟! ولم لم يبادر المسلمون - بدورهم - إلى التمثيل بتلك الجثث التي تركها أصحابها وفروا خوفا من أن يدال المسلمون منهم، كما فروا من قبل في بدر؟!
ثالثاً: أما نزول الآية الكريمة ردا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي قوله تعالى : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ )). فلا يصح أيضا، لان الآية مكية، لان سورة النحل قد نزلت في مكة، وأحد قد كانت في السنة الثالثة من الهجرة . والقول : بأن سورة النحل كلها قد نزلت في مكة الا هذه الآيات انما يستند إلى هذه الروايات بالذات، فلا حجة فيه . ان قلت : قد تحدثت السورة عن المهاجرين، وهذا يناسب أن تكون السورة قد نزلت بعد الهجرة . فالجواب : أنه لم يثبت ان المقصود هو الهجرة إلى المدينة فان الهجرة إلى الحبشة كانت قد حصلت والمسلمون في مكة، فلعلها هي المقصودة . والقول : بأن ذلك مما تكرر نزوله . أولا : يحتاج إلى اثبات . وثانيا : يلزمه أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد خالف الحكم الإلهي الثابت، فاحتاج الله إلى تذكيره بأن موقفه هذا مخالف لنص تلك الآية التي لديه !! . وثالثا : قد روي عن ابن عباس في قوله : فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله، ثم ذكر أنها نسخت ببراءة . وعن ابن زيد، قال : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين، فأسلم رجال ذوو ممنعة، فقالوا : يا رسول الله لو أذن الله لانتصرنا من هؤلاء الكلاب، فنزلت هذه الآية، ثم نسخ ذلك، بالجهاد .
رابعاً: ان قولهم : انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى في هذه المناسبة عن المثلة . محل نظر، وذلك لما ورد عن سعيد، عن قتادة، عن أنس - فذكر حديث العرنيين - وفي آخره، قال : قال قتادة : وبلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان بعد ذلك يحث على الصدقة، وينهى عن المثلة . ويقول العسقلاني، عن ابن عقبة في المغازي : (وذكروا : أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة، والى هذا مال البخاري، وحكاه امام الحرمين في النهاية عن الشافعي) . فكلام قتادة السابق صريح في أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى عن المثلة بعد قضية العرنيين، وكانت بعد قصة أحد، لأنها كانت في حدود السنة السادسة . أضف إلى ذلك : ما ذكره سعيد بن جبير، الذي أضاف في قصة العرنين قوله : (فما مثل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل ولا بعد، ونهى عن المثلة) . فمعنى ذلك هو أن رسول الله لم يمارس هذا الفعل الشنيع أصلا، كما أنه قد نهى من كان بصدد ممارسته . ونحن بدورنا لنا كلام في قصة العرنيين هذه، حيث اننا نرفض أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مثل بهم، ولا سيما بملاحظة ما قدمناه آنفا، عن سعيد بن جبير . وقد أنكر أبو زهرة ذلك أيضا . وكان علي بن حسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح : أخبرنا ابن أبي يحيى، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن حسين قال : لا والله، ما سمل رسول الله عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم . ولكن ما يهمنا هنا : هو أن ما ذكروه في قصة العرنين يتنافى بشكل ظاهر مع كونه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المثلة، انما كان في أواخر أيام حياته، لان سورة المائدة قد كانت من أواخر ما نزل عليه (صلى الله عليه وآله) . نعم، يمكن أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد قطع أيدي وأرجل العرنيين من خلاف، لانهم مفسدون في الأرض . وذلك هو الحكم الثابت لمن يكون كذلك . ثم زاد الرواة وأصحاب الأغراض على ذلك ما شاؤوا .
خامساً: انهم يقولون : ان أبا قتادة جعل يريد التمثيل بقريش لما رأى من المثلة، فمنعه (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهذا هو المناسب لاخلاقه وسجاياه (صلى الله عليه وآله وسلم) . أما أبو قتادة فإنه ان صح ما نقل عنه يكون قد تصرف هنا بوحي من انفعاله وتأثره، الناجم عن ثورته النفسية بسبب ذلك المشهد المؤلم . كما أننا نشك في ما جاء في ذيل هذه الرواية، الذي يذكر : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قرض قريشا في هذه المناسبة، حتى قال : إنه عسى ان طالت بأبي قتادة المدة أن يحقر أعماله مع أعمالهم . فإننا نعتقد أن هذه التقريظات من تزيد الرواة تزلفا للحكام الأمويين - كما عودونا في مناسبات كثيرة - في مقابل علي (عليه السلام)، وأهل بيته، لفسح المجال أمام تنقصهم والطعن بهم، ويكفي أن نتذكر هنا موقف قريش من علي (عليه السلام) وأهل البيت، حيث نجده (ع) يصفها بأسوأ ما يمكن، بسبب موقفها السئ هذا . يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (فدع عنك قريشا، وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، وجماحهم في التيه، فإنهم قد أجمعوا على حربي كاجماعهم على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبلي، فجزت قريشا عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن عمي) .
هذا ولابد أن لا ننسى هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) قد قال لعلي (عليه السلام)، حربك حربي، وسلمك سلمي . وقال علي (عليه السلام) : (اللهم إني أستعديك على قريش (ومن أعانهم)، فإنهم قد قطعوا رحمي، وأكفأوا انائي، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري) . وقال (عليه السلام) : (ما لي ولقريش، والله لقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين، واني لصاحبهم بالأمس، كما أنا صاحبهم اليوم) . ولأبي الهيثم بن التيهان كلام جيد، حول موقف قريش من علي، من أراده فليراجعه . وفيه يحلل أبو الهيثم سر عداء قريش لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وأنه انما كان بسبب بغيها وحسدها له، وعدم قدرتها على اللحاق به . وقد ذكرنا شطرا كبيرا من النصوص الدالة ذلك مع مصادرها، في مقال لنا بعنوان الغدير والمعارضون . هذا كله . . عدا عما كان في صدور قريش من حقد على بني هاشم عموما، وعلى الأنصار أيضا . وقد مر في جزء سابق من هذا الكتاب في فصل سرايا وغزوات قبل بدر الماحة عن موقف قريش من الأنصار فليراجع ذلك هناك . وأخيرا نقول : إن هذه كانت حالة قريش بعد طول المدة، فكيف يحقر أبو قتادة أعماله مع أعمالها؟! وكيف يكون لها ذلك المقام المحمود عند الله تعالى؟! .
ما هو الصحيح في القضية :
ولعل الصحيح هنا هو قضية أبي قتادة المتقدمة، وإن كان قد تزيد الرواة فيها تزلفا للحكام، كما أشرنا . يضاف إلى ذلك : ما رواه غير واحد عن أبي بن كعب (رض)، قال : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة . فمثلوا بهم، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا، لنربين عليهم . فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله : (( وَإِن عَاقَبتُم فَعَاقِبُوا بِمِثلِ مَا عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَّابِرِينَ )) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : نصبر، ولا نعاقب، كفوا عن القوم الا أربعة . وحسب نص ابن كثير : عن عبد الله بن أحمد : فلما كان يوم الفتح، قال رجل : لا تعرف قريش بعد اليوم، فنادى مناد : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمن الأسود والأبيض الا فلانا وفلانا، ناسا سماهم، فأنزل الله الخ . وعن الشعبي، وابن جريج ما يقرب من هذا أيضا باختصار . وفي رواية : أن المسلمين لما رأوا المثلة بقتلاهم قالوا : لئن أنالنا الله منهم لنفعلن، ولنفعلن، فأنزل الله : وان عاقبتم الآية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بل نصبر . لكن ما تذكره هذه الروايات من أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة محل نظر، وذلك لما قدمناه من كونها مكية، ويمكن أن يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد فذكرهم بالآية، مبالغة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) في زجرهم عن ذلك، فتوهم الراوي : أن الآية قد نزلت في هذه المناسبة .




السؤال: افضلية النبي (صلى الله عليه وآله) على جبرئيل
ما هو الدليل العقلي والنقلي على أفضليه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) على أمين الوحي جبريل؟ وإذا ثبت ذلك فكيف يتفق مع ما ورد في روايات المعراج من سؤال الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله) لجبريل عن كثير من الأشياء والتي تدلّ من حيث الظاهر على أعلمية جبريل؟
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) أشرف خلق الله وأفضلهم عند جميع المسلمين وهو أفضل من الملائكة بما فيهم جبرئيل وهذا ما نطقت به الروايات المتواترة من طرق الفريقين ولا ينافي أفضلية النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه سئل جبرئيل في بعض الموارد إذ ليس معناه أنّ جبرئيل كان أعلم منه بل كان النبي (صلى الله عليه وآله) ينتظر الوحي من قبل الله تعالى في كثير من الموارد، كما قال تعالى: (( وَلَا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضَى إِلَيكَ وَحيُهُ ))(طه:114).
وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) والمعصومون من أهل بيته يتخذون في سلوكهم سبيلاً يظهرون للناس أنّهم بشر وفقراء إلى الله تعالى ومحتاجون إليه حتى لا يحصل لدى تابعيهم الغلوّ كما قال النصارى بالنسبة لعيسى بن مريم أنه ابن الله.
وممّا يدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) على الملائكة أنّ الملائكة مجبولون على الطاعة ومجبورون على عدم المخالفة وليس في ذلك فضل بالقياس لمن يطيع الله ولا يعصيه باختياره ولمجرّد حبّه لله تعالى مع أنّه بشر وليس معنى العصمة أنّهم مجبورون على الطاعة أو ترك المعصية بل معناها أنهم لكمال علمهم وايمانهم ومعرفتهم بالله لا يختارون المخالفة نظير من يرى النار فإنّه لايمسّها لعلمه الكامل بأنّه يحترق قطعاً.
ويدلّ على أفضليّة النبي (صلى الله عليه وآله) من جبرئيل قول جبرئيل في المعراج (لو دنوت أنملة لأحترقت)(1) ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) (( دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَى )) (النجم:8-99) من العلي الأعلى .

(1) بحارالانوار : 18 / 382






السؤال: شيماء اخت الرسول من الرضاعة
ارجوكم انيروا طريقي بالحق من هي الشيماء؟ هل هي اخت الرسول بالرضاعة حقا؟ وهل كان الرسول علاقته بها جيدة؟ وهل كان راض عنها؟ وهل كانت تغني: وما هو موقف الرسول من غناءها؟
الجواب:
يقال إن شيماء هي ابنة حليمة السعدية مرضعة الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله وسلم) فكانت اخته من الرضاعة وقد ورد في الروايات ان ابنة حليمة السعدية (ولم يذكر اسمها) وقعت في الاسر يوم حنين فلما جيء بها إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) قالت: يا محمد اختك سبية (او اختك سبيت) فنزع رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) برده وبسطه لها فاجلسها عليه ثم اكب عليها يسألها وكانت هي التي تحضنه إذ كانت امها ترضعه، فلما كلمته اخته قال: اما نصيبي ونصيب بني المطلب فهو لك وأما ما كان للمسلمين فاستشفعي بي عليهم فتكلمت معهم. فوهب لها الناس اجمعون إلا رجلين امتنعا في البداية ثم وهبا حقهما أيضا.
ولم يذكر في مصادرنا أنها كانت تغني ولو صح ذلك فلا يدل علي انها كانت معادية للنبي (صلي الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته لأن الاحكام الشرعية نزلت تدريجا ولعل حرمة الغناء لم يثبت حينما كانت تغني.
ثم إن حليمة السعدية لها ابنة تسمى الحرة بنت حليمة وكانت موالية لاميرالمؤمنين علي (عليه السلام) وقد احتجت علي أفضلية علي (عليه السلام) على سبعة من الانبياء اولي العزم عند الحجاج:
ففي البحار ج 46\134 ان حرة بنت حليمة وردت علي الحجاج بن يوسف الثقفي فقال لها: أنت حرة بنت حليمة؟ قالت: فراسة من غير مؤمن فقال: الله جاء بك فقد قيل عنك أنك تفضلين علياً على أبي بكر وعمر وعثمان؟ وقالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء خاصة. قال: وعلى من غير هؤلاء؟ قالت: أفضله على آدم ونوح ولوط وابراهيم وداوود وسليمان وعيسي بن مريم. قال: إن لم تأتيني ببيان ما قلت ضربت عنقك. قالت: ما أنا مفضلته علي هؤلاء الانبياء ولكن الله عزوجل فضله عليهم في القرآن بقوله عزوجل: (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) وقال في حق علي (عليه السلام) : (( وَكَانَ سَعيُكُم مَشكُورا )). فقال: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على نوح ولوط؟ فقالت: الله عزوجل فضله عليهما بقوله (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نُوحٍ وَامرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَم يُغنِيَا عَنهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيئًا )) وعلي بن ابي طالب كان ملاكه تحت سدرة المنتهي زوجته فاطمة الزهراء (عليه السلام) التي يرضى الله تعالي لرضاها ويسخط لسخطها. قال: احسنت يا حره فبما تفضلينه على أبي الانبياء ابراهيم خليل الله؟ فقالت: الله عزوجل فضله بقوله: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحيِي المَوتَى قَالَ أَوَلَم تُؤمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبِي )) ومولاي أميرالمؤمنين قال قولاً لا يختلف فيه أحد من المسلمين: (لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً) وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده. فقال: أحسنت فبما تفضلينه على موسي كليم الله؟ قالت: يقول الله عزوجل: (( فَخَرَجَ مِنهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ )) وعلي بن ابي طالب (عليه السلام) بات على فراش رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) لم يخف حتي أنزل الله في حقه: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللَّهِ )). قال الحجاج: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه على داوود وسليمان؟ قالت: الله تعالي فضله عليهما بقوله: (( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )). قال لها: في أي شيء كانت حكومته؟ قالت: في رجلين رجل كان له كرم والآخر غنم فنفشت الغنم بالكرم فرعته فاحتكما إلي داود فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها علي الكرم... قال له ولده: لا يا أبه بل يؤخذ من لبنها وصوفها، قال الله: (( فَفَهَّمنَاهَا سُلَيمَانَ )) وأن مولانا أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) قال: (سلوني عما فوق العرش سلوني عما تحت العرش سلوني قبل ان تفقدوني ...) والحديث طويل يكتفي بهذا المقدار.




السؤال: كيف يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بقتل ذي الثدية؟
نحن نعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مع علمه بقاتله إبن ملجم لم يعاقبه أو يقتله لعدم جواز العقاب قبل الجرم.
ورد عن طريق إخواننا العامة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل ذي الثديَة حرقوص بن زهير رأس المارقة , في القضية المشهورة عندما رفض أبو بكر وعمر ثم ذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يجده.
السؤال أنه هل تثبت هذه الروايات من طرقنا وإذا كانت الواقعة صحيحة نرجو رفع شبهة أمر رسول الله (صلى الله عليه واّله وسلم) بقتل هذا المارق قبل وقوع الجرم منه.
الجواب:
الحديث ورد في كتب المخالفين باسانيد بعضها صرح بصحته ونقل الحديث في بعض كتبنا من كتب المخالفين وورد في بعض الاحاديث انه صدر من مرقوص قول يستحق القتل وهو انه قال ما في القوم افضل منه او خير منه وكان في القوم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فلعل السبب في صدور الامر من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو لاجل قوله انه افضل من النبي بمعنى انكاره للنبوة او ادعاءه لها فيكون القتل لهذا او لغيره من اقوال او افعال توجب القتل لا لاجل انه بعد ذلك سيقود جيش المارقين ويقاتل عليا (عليه السلام).





السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أعلم أم جبرئيل (عليه السلام)؟
عندما كان جبرائيل (عليه السلام) ينزل على النبي(صلى الله عليه واله) ويبلغه الآيات وبعض الأحكام, هل كان النبي (صلى الله عليه واله) جاهلا بها وجبرائيل (عليه السلام) اعلم بها منه أم كان النبي (صلى الله عليه واله) عالما بها
على الأول يلزم أن يكون جبرائيل اعلم من النبي(صلى الله عليه واله) وعلى الثاني يلزم تحصيل الحاصل؟

الجواب:
ان الله تعالى قد خلق نور النبي(صلى الله عليه واله وسلم) قبل خلق السماوات والارض بل قبل العرش والكرسي حيث لا جبرئيل ولا غيره من ملائكة الله المقربين ولذلك فانه(صلى الله عليه واله وسلم) يعلم جميع الوقائع قبل ابرائها وانشائها في اماكنها واوقات وجودها, فلما نزل(صلى الله عليه واله وسلم) من عالم الغيب الى عالم الشهادة وكان عالم الشهادة ضيق الفضاء فلم تكن تنزل عليه تلك العلوم دفعة واحدة ولكنها تجري بالتتابع كالنهر الجاري دائم الجريان فتنزل من غيب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) الى شهادته.اذ ان بين الغيب والشهادة لابد من وجود رابطة وكانت الملائكة هي الروابط تأخذ من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) وتؤدي الى شهادته فلا يمكن في عالم الشهادة ان يصل اليه(صلى الله عليه واله وسلم) حكم غير الملك ولا يمكن ان يأخذ الملك الا من غيبه(صلى الله عليه واله وسلم) لان العلم اشرف من كل شئ ومحله يجب ان يكون اشرف منه لحكم المناسبة فلو ان احدا سوى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) واله (عليهم السلام) كانوا حملة العلم واوعيته لكانوا اشرف من محمد واهل بيته(صلوات الله عليهم).
ولتوضيح هذا المطلب نقول: ان المستفاد من مجموع الاخبار في باب شأن(إنا أنزلناه في ليلة القدر) ان القران نزل كله جملة واحدة في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان الى البيت المعمور ومنه الى قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) كما قال الله عز وجل (نزل به الروح الامين على قلبك) ثم نزل في طول عشرين سنة نجوما من باطن قلبه(صلى الله عليه واله وسلم) الى ظاهر لسانه فكلما اتاه جبرائيل (عليه السلام)بالوحي وقرأ عليه بالفاظه سبقه اليه فهذا مثال يذكره المفسرون في معنى نزول القران جملة على قلب النبي(صلى الله عليه واله وسلم) ثم نزوله تدريجا في تلك المدة .
اذا ادركته امكنك فهم ما ذكرناه في جواب مسألتك.




السؤال: دفاع الوهابية عن اساءتهم للنبي (صلى الله عليه وآله)
دافع الوهابيه عن شبهة بول النبي واقفا بمجموعة امور
استوقفتني اثنين منها
1- انه فعله لبيان انه جائز
2- ان البول اواقفا احصن

الجواب:
ان بيان هذا الحكم لا يتطلب ان يصدر منه هذا الفعل المشين المخالف للذوق العام بل بالامكان بيان ذلك من خلال القول، والقول بان البول واقفا احصن لمن يرتدي اليوم الزي الغربي بخلاف من يرتدي الزي العربي فان الجلوس يكون له احصن ان لم نقل بالتساوي وعلى كل حال فهو احتمال والاحتمال لا ينفع لاثبات الحكم الشرعي على انه ورد عندنا ان النبي ما بال قائما قط بل ورد ذلك بحق غيره من الصحابة وان بعضهم كان لا يجيز شهادة من بال قائما ولقد كذبت عائشة القول بان النبي يبول واقفا فقد ورد عنها قولها من حدثكم ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كان يبول قائما فلا تصدقوه. ما كان يبول الا قاعدا.




السؤال: من أسماءه (أحمد)
ما هو السبب والعلّة في تسمية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بأسم احمد في الانجيل وما الدليل على ان أحمد من أسماء النبي (صلى الله عليه وآله)، ولماذا لم يذكر اسم محمد بدل احمد في الانجيل. ما ردكم على من يقول ان اسم النبي (صلى الله عليه وآله) كان اسمه " قثم بن عبد اللات " قبل الاسلام.
الجواب:
في تفسير الميزان ج 19ص 253قال:
وقوله : " اسمه أحمد " دلالة السياق على تعبير عيسى عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم بأحمد وعلى كونه اسما له يعرف به عند الناس كما كان يسمى بمحمد ظاهرة لا سترة عليها . ويدل عليه قول حسان :
صلى الاله ومن يحف بعرشه ***** والطيبون على المبارك أحمد
ومن أشعار أبي طالب قوله :
وقالوا لأحمد أنت امرء ***** خلوف اللسان ضعيف السبب
ألا إن أحمد قد جاءهم ***** بحق ولم يأتهم بالكذب
وقوله مخاطبا للعباس وحمزة وجعفر وعلي يوصيهم بنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
كونوا فدى لكم أمي وما ولدت ***** في نصر أحمد دون الناس أتراسا
ومن شعره فيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد سماه باسمه الآخر محمد :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا ***** نبيا كموسى خط في أول الكتب
ويستفاد من البيت أنهم عثروا على وجود البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب السماوية التي كانت عند أهل الكتاب يومئذ ذاك . ويؤيده أيضا إيمان جماعة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى وفيهم قوم من علمائهم كعبد الله بن سلام وغيره وقد كانوا يسمعون هذه الآيات القرآنية التي تذكر البشارة به صلى الله عليه وآله وسلم وذكره في التوراة والإنجيل فتلقوه بالقبول ولم يكذبوه ولا أظهروا فيه شيئا من الشك والترديد .
وأما خلو الأناجيل الدائرة اليوم عن بشارة عيسى بما فيها من الصراحة فالقرآن - وهو آية معجزة باقية - في غنى عن تصديقها، وقد تقدم البحث عن سندها واعتبارها في الجزء الثالث من الكتاب .





السؤال: ملكه (صلى عليه وآله) يفوق ملك سليمان
ورد في بعض لقاءات أحد السادة الكرام أن جميع الفضائل والكمالات للأنبياء والرسل يوجد نظير لها بشكل أتم وأكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. فهل ملك نبي الله سليمان عليه السلام يعتبر من تلك الخصائص والكمالات؟ وهل يصح أن نقول أن ذلك لسيدنا محمد بشكل أتم وأكمل؟ وكيف يستقيم ذلك مع مضمون الآية الكريمة على لسان نبي الله سليمان عليه السلام : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ )) (ص:355).
الجواب:
الجواب في غاية البساطة, وهو ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو الانسان الكامل وواسطة الفيض وهو اول واشرف من خلق الله عز وجل، وحينئذ ينبغي ان يكون له من الكمالات ما يليق بشانه ومقامه, ولذلك لا نتصور باي حال من الاحوال ان يكون أي نبي غيره حائزا على ما يتجاوز أي كمال من كمالاته ...
واما دعاء سليمان (عليه السلام) بان يكون له من الملك ما ينبغي لاحد من بعده، فلا يلزم منه ان يكون نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) لا يملك ما يزيد عن ملك سليمان، فهو (صلى الله عليه واله وسلم) ينبغي له ملك سليمان وما يزيد عليه وقد سئل الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل عن قول سليمان : (( قَالَ رَبِّ اغفِر لِي وَهَب لِي مُلكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعدِي )) (ص:355) ما وجهه وما معناه؟ فقال : الملك ملكان : ملك ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، وملك ماخوذ من قبل الله تبارك وتعالى كملك آل ابراهيم وملك طالوت وذي القرنين، فقال سليمان (عليه السلام) : هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ان يقول انه ماخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، فسخر الله تبارك وتعالى له الريح تجري بأمره رخاء حيث اصاب, وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا, وسخر الله له الشياطين كل بناء وغواص، وعلم منطق الطير، ومكن في الارض، فعلم الناس في وقته وبعده ان ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور ....إلى أن يقول (عليه السلام) قد والله اوتينا ما اوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت احد من العالمين ... الحديث.






السؤال: لقاء بحيرى الراهب
هناك شبهات تدور حول راهب اسمه بحيري الراهب وانه التقى بالرسول الاعظم وعلمه اشياء معينة فمن هو هذا الراهب وهل هذه الشبهة صحيحة؟
الجواب:
تلك الشبهة يذكرها بعض النصارى لينسبوا ما عند النبي صلى الله عليه وآله من المعارف الى راهب نصراني من اهل الشام كان يبشر بظهوره يدعى بحيرى، وخبر بحيرى الراهب رجاله من العامة، وقد ذكره بعض علمائنا في كتبهم استطرادا كما فعل ذلك الشيخ الصدوق في كمال الدين، ولو سلمنا بالخبر فلا يمكن ان يستفاد منه اكثر من حصول لقاء بين النبي صلى الله عليه واله وبين بحيرى الراهب ابان مجيئه الى الشام بصحبة عمه ابو طالب للتجارة قبل البعثة، ولا يعقل ان يكون ذلك اللقاء على قصره سببا لحصول تلك المعارف الدينية والتاريخية والعلمية التي نطق بها القرآن الكريم والسنة الشريفة، فالشبهة إذن متهافتة من جهتين: الاولى ان الخبر عامي ولم يرد عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم، والثانية: عدم معقولية ولا مقبولية تسبيب لقاء قصير الامد مع راهب نصراني لتلك المعارف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله.





السؤال: اسماء النبي (صلى الله عليه وآله)
يروي أهل السنة أن للنبي المصطفى (ص) مائة وواحد اسماً, ما رأيكم الكريم بهذه الرواية؟
الجواب:
لا يوجد في في كتب الشيعة المعتبرة ما يشبه هذا الحديث، ولكن ذكر الطبرسي في تفسيره ج8/ 255 عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر اسما، خمسة في القرآن: محمد وأحمد وعبد الله ويس ونون.
وأورد الشيخ الصدوق في الخصال في باب العشرة عن أبي جعفر عليه السلام: إن لرسول الله عشرة اسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس ونون، وأما التي ليست في القرآن فالفاتح والخاتم والكافي والمقفى والحاشر.








السؤال: المخالفون ينسبون زورا للنبي (صلى الله عليه وآله) استماعه للغناء
اريد رواية حول ان النبي محمد ص انه جلس في جلسة غنائية في بيت عائشة حيث قرات هكذا حديث في الصحاح وكل الأحاديث في الصحاح التي تجعل الصحاح بانهم على صحة تامة
الجواب:
نحن نعتقد ان النبي لا يرتكب المحرمات ومن المحرمات الثابتة الغناء لكن المخالفين يروون روايات تشير الى استماع النبي للغناء بل والامر به ففي مسند احمد ومجمع الزوائد 8/130 قال :عن السائب بن يزيد ان امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة تعرفين هذه قالت لا يا نبي الله قال هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم فأعطتها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد نفخ الشيطان في منخريها . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
وفي مجمع الزوائد 8/130 ايضا قال :
وعن عائشة قالت كان عندنا جارية تغني فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهي على تلك الحال ثم أستأذن عمر فوثبت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال مم تضحك يا رسول الله فاجرة فقال لا أبرح حتى أسمع مما تسمع - أو ما يسمع منه النبي صلى الله عليه وسلم - فأمرها فأسمعته . ورجاله ثقات .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت : دخل على أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار . تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث . قالت وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد الفطر . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا . وهذا عيدنا " .
وفي سنن ابن ماجه 1/612 ايضا قال :
حدثنا هشام بن عمار . ثنا عيسى بن يونس . ثنا عوف عن ثمامة ابن عبد الله، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة . فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن :
نحن جوار من بنى النجار ***** يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله يعلم إني لأحبكن " . في الزوائد : إسناده صحيح ورجاله ثقات .



السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) رحمة للعالمين
بسم الله الرحمن الرحيم (( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) صدق الله العلي العظيم
ظاهر الآيه واضح جداً، لكن لدي سؤال بخصوص كلمة العالمين الوارده في الايه الكريمه:
هل المقصود بالعالمين بالخلق جميعاً منذ بدأ الخليقة، أو منذ ولادة الرسول الكريم(صلى الله عليه واله وسلم) في عام الفيل، أو عند نزول الوحي؟
ولغويا: هل فيها اشاره مكانيه الرحمه؟ بمعنى: هل المقصود برحمه الكون أو الخليقه جميعاً، ام فقط الكره الارضيه؟
مع فائق الشكر والتقدير، ووفقكم الله بما فيه خير في الدنيا والآخره.
الجواب:
الثابت عندنا أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(عليهم السلام) علّة غائية لخلق الوجود بما فيه، أي: أن الله تعالى لم يكن ليخلق الخلق لولا محمداً وآله الطاهرين.
وورد في هذا المعنى عدّة أخبار؛ منها على سبيل المثال حديث: ( لولاك لما خلقت الأفلاك)، وحديث الكساء المبارك الذي ورد في آخره: (إني ما خلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلما يدور ولا فُلكا تسري ولا بحرا يجري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء).. وحينئذ فإن كونه صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين شامل لجميع عوالم الإنس والجن والملائكة وغيرهم من أصناف خلقه تعالى، منذ أن خلق الله الخلق وحتى قيام الساعة.







السؤال: كيف تزوج (صلى الله عليه وآله) بزينب بنت جحش
أقول: بخصوص حكاية زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من زينب بنت جحش يستشكل البعض على هذه القصة أنها تُخالف الغيرة و فيها نوع من التقزز, فكيف يرضى الله بأن ينزع زوجة رجل و يُعطيها لرجل آخر (و إن كان نبيّاً)؟ هل يرضى أحد عاقل أن تُؤخذ زوجته منه لمُجرّد أن رجلاً أُعجب فيها؟ هل هذا ينسجم مع العدالة و الفطرة السليمة و الذوق العام؟

الجواب:
الله سبحانه وتعالى عندما فرض على نبيّه بأن يتزوج بزينب أراد القضاء على ظاهرة اجتماعية خاطئة وهي عدم الزواج بزوجات الأدعياء، فالاعتراض اذا كان يوجه على احد فهو يوجه عليه سبحانه وتعالى، كيف فرض ذلك على نبيّه! ولا احد يحق له توجيه مثل هكذا اعتراض.
ثم إن الزواج جرى بعدما طلق زيد زوجته برغبته واختياره فهو قد أعرض عنها والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ارشده الى امساك زوجته، لكن زيداً أبى الا الطلاق، فما المانع بعد ذلك من الزواج بها.
واليوم يحصل الطلاق كثيرا ثم بعد ذلك يحصل الزواج من هذه المطلقات دون ان تكون هناك حزازة في مثل هكذا زواج.





السؤال: رجمه لماعز بن مالك
هل نقل التاريخ ان الرسول الأعظم ص اقام الحد و لو مرة واحدة على احد الزناة ( ماعز بن مالك ) أتاه تائبا مقرا بذنبه فأمر برجمه حتى الموت ؟
الجواب:
تشير رواية في الكافي الى ان النبي امر برجم ماعز عندما اقر بزناه لكنه اعترض على قتله بعد ان هرب وقال فهلا تركتموه اذا هرب يذهب فانما هو الذي اقر على نفسه ثم قال لهم : اما لو كان علي حاضرا معكم لما ضللتم ثم قال ووداه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من بيت المسلمين .



السؤال: إشكال ذكره بعض اعداء الاسلام في موضوع زواج النبي من زينب بنت جحش
أقول:
أولاً: هل القضاء على ظاهرة عدم الزواج بزوجات الأدعياء أو بالأصح بمُطلّقات الأدعياء لا يكون إلا من خلال انتزاع الزوجة منه بهذه الصورة البشعة؟ ألا يستطيع أن يُنزل الله حُكماً خطابيّاً قرآنيّاً في ذلك دون الحاجة إلى تطبيق عملي يُثير الريبة؟
بعبارة أُخرى: هل توقّف إبطال هذا الحُكم على نزع زوجة الرجل منه؟ (حبكت يعني)!!!
لأن البعض يقول أنه انتزعها منه لشهوة جنسيّة مُستدلّاً ببعض الروايات التي تحكي القصّة, ويقول هذا البعض أن القضيّة لم تكن قضيّة إنشاء حُكم شرعي (إبطال حُكم عدم التزوّج بمُطلقات الأدعياء), بل كانت القضيّة أن مُحمداً أُعجِب بهذه المرأة وأرادها له, ولكنه كان مُحرجاً من التصريح بذلك, فاصطنع هذه القصّة للتغطية على هذه الحقيقة ونسبها إلى الله ليظهر بالمظهر الحسن.
إذ لو كانت القضيّة هي إنشاء حُكم شرعي, فيُكتفى بنزول آية تُصرّح بذلك دون الحاجة إلى التطبيق العملي بالزواج منها, فدل ذلك أن القضيّة كانت قضيّة جنسيّة بحتة, وهذا مطعن قوي جداً ينسف أصل النبوّة والإسلام, إذ يصوّر النبي (ص), بأنه شخص شهواني استقلالي يقوم بتأليف الآيات القرآنية اتباعاً لشهواته, أو يصوّر أن الله يتبع شهوات النبي (ص) بحيث يرضيه على حساب مصالح الغير, فهم يصوّرون الله أنه يُدمّر الحياة الزوجيّة لزيد بن حارثة إرضاءاً لرغبات النبي (ص) الجنسيّة, ورب مثل هذا لا يكون رباً.
فيلزمكم حسب هذا التفسير أحد أمرين:
أ‌- إما أن يكون النبي (ص) ليس نبيّاً يقوم بتأليف كتاب يوافق أهوائه الجنسيّة وينسبه إلى الله كذباً.
ب‌- أو يكون الله ظالماً يُدمّر الحياة الزوجيّة لرجل إرضاءاً لشخص آخر, والرب الظالم ليس رباً, وبالتالي نبيّه ليس نبيّاً.
وبكلا الحالتين يبطل الدين الإسلامي, ففي الحالة الأولى تبطل النبّوة, وفي الحالة الثانيّة تبطل الربوبيّة والنبوّة معاً.
ثانياً: طيّب لماذا أعرض زيد بن حارثة عن زوجته؟ ألستم تروون أنه أعرض عنها إرضاءاً للنبي (ص)؟!
معنى ذلك أن شهوة وإعجاب النبي (ص) بزوجة زيد جعل زيداً يرغب عن زوجته, وبهذا يكون النبير(ص) سبباً في تدمير الحياة الزوجيّة لرجل مسكين ذنبه الوحيد أنه كان مُحباً للنبي (ص) ومُصدقاً لنبوّته!
واللوم ههُنا لا يرجع للنبي (ص) وحده, بل يرجع إلى زيد الذي سكت عن مُحمّد الذي تغزّل بزوجته وأُعجب فيها حسب رواياتكم, فلو كان لهذا الرجل (زيد) ذرة غيرة لما سكت عنه, بل إن أي شخص شريف يحصل معه هذا الموقف سوف يقوم ببغض هذا الرجل والتشهير به وسيقوم بدعوة الناس إلى إبطال نبوّته.
فتخيّل أن يأتي رجل يدّعي أنه نبيّ من الله ويدّعي الشرف والغيرة والعِفة والتقوى يتغزّل بزوجتك ويُعجب فيها ويبلغك هذا الأمر الخطير, فأوّل ما يخطر ببالك أن هذا الرجل ليس نبيّاً لأنه لم يراعِ العِفة والتقوى والأخلاق.
نستطيع أن نقول أن النبي (ص) [حسب هذا التصّور] أول من سن في الإسلام سُنة (المُعاكسات = المغازل) حسب رواياتكم المخزية!
ثالثاً: ثم تقولون أن النبي (ص) (الشريف العفيف طبعاً) قال لزيد اتق الله وأمسك عليك زوجك! طيّب.
لماذا لا يُقال للنبي (ص) نفسه (اتق الله ولا تُعاكس ولا تُغازل زوجات الآخرين)؟!
ثم إن النبي (ص) ههُنا يتظاهر بالطيبة والعِفة, فهو من داخله (حسب القرآن) مُعجب بزينب, ولكنه يتظاهر بالطيبة والعِفة.
إذن قضيّة (أمسك عليك زوجك) هي عبارة عن تصنّع للأخلاق, إذ لو قبِل النبي (ص) طلاقه زيد لزوجته فوراً لظهر بمظهر سيئ يصوّره بأنه شخص اسقلالي متلهّف على الزواج من زوجة زيد !
رابعاً: نعم لا غضاضة بالزواج من مُطلقة, ولكن الغضاضة أن يحصل انتزاع لهذه المُطلقة من زوجها ثم الزواج منها كما حصل في قصة زواج النبي (ص) من طليقة زيد بن حارثة, بل ما يزيد الأمر سواءاً المُغازلة التي قام بها النبي (ص) لإمرأة أجنبيّة وعدم غضه لبصره! نعم هذه هي الغضاضة.
خامساً: لأكن صريحاً معك, هذه القصص شككتنا بأصل النبوّة والإسلام, ولا يُمكن إنكارها لثبوت أصلها في القرآن المُدّعى تواتره وقطعيّة صدوره والمُدعّم بعِدة روايات تفسيريّة صحيحة عند المؤالف والمُخالف, فلا يوجد عاقل يقبل أن يصوّر نبيّه بهذا الشكل, ولست وحدنا من نقول ذلك, بل اعترف أكابر عُلمائنا بذلك, وبما أننا من الشيعة سنورد ما قاله السيد المُرتضى (المحسوب علينا) بهذا الخصوص.
قال السيّد المُرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ما نصّه عند تعليقه على بعض الروايات الحاكية لقصة زواج النبي (ص) من زينب بنت جحش:
[لم نُنكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب أن يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على أفعالهم .
ألا ترى أن الله تعالى قد جنبهم الفظاظة والغلظة والعجلة, وكل ذلك ليس من فعلهم, وأوجبنا أيضا أن يجتنبوا الأمراض المنفرة والخلق المشينة كالجذام والبرص وتفاوت الصور وأضطرابها, وكل ذلك ليس من مقدورهم ولا فعلهم .
وكيف يذهب على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه ومثالبه, ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء والشهود لكان ذلك قادحا في عدالته وخافضا في منزلته, وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى من أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته . وهذا بين لمن تدبره .]. راجع ص158.
قلت: هنا يعترف المُرتضى أن فعل النبي (ص) على ما تصوّره الروايات التي وصفها أنها (خبيثة):
أولاً: مُنفّر.
ثانيّاً: حاط من مرتبته ومنزلته.
ثالثاً: معدود في جُملة معائبه ومثالبه.
رابعاً: قادحٌ في عدالته وخافضٌ من منزلته.
ومن كانت هذه صفاته فليس بنبي!
وأخيراً, نتمنى منكم الإجابة على هذه الانتقادات والإشكالات بدون عاطفة وخلفيّات مُسبقة.
الجواب:
إن اعداء الاسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وآله الذين نقلت قولهم أو تبنيته يبحثون عن الذرائع ليلصقوا المعائب والقبائح بالدين الاسلامي وبنبيه الكريم صلى الله عليه وآله، فدأب هؤلاء وديدنهم هو الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله بتتبع بعض الروايات والاخبار التي يفسرونها طبقا لأهوائهم وتبعا لنفوسهم المريضة الملئية بالأحقاد على اسلام ونبيه العظيم وعلى القرآن الكريم الذي فضح أفعالهم وأنكر تصرفاتهم الخرقاء مع أنبياء بني إسرائيل وقتلهم لهم ومحاربتهم للحق وتزويرهم للكتب السماوية وتلاعبهم بتراث الأولياء والصالحين حتى نسبوا إلى عيسى عليه السلام انه متولد من رجل وافتروا على مريم بهتنانا عظيما... فهؤلاء أهون من أن يعتنى بقولهم وكنا قد أجبنا على كثير من الإشكالات التي طرحوها في مواضع متفرقة من صفحتنا العقائدية، ولكن سنرد باختصار على هذا الإشكال الذي يتعلق بموضوع زواج النبي صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة.
يجب أن تفهم قبل كل شيء ان الغرض من هذا الزواج هو نقض عادتين خرافيتين من عادات الجاهلية، إحداهما: الاشمئزاز والاستنكاف من تزويج مولى من الموالي بامرأة حرة، وثانيهما: اعتبار كون الأدعياء أبناء وكون أزواجهم في حكم أزواج البنين. فالشيء الذي لم يتطرق إليه هذا المستشكل في قضية زواج زينب بنت جحش من زيد بن حارثة ان زينب قد استشارت النبي صلى الله عليه وآله في التزويج، وأمرها النبي بالتزويج من زيد، فكرهت هي وأختها ذلك وقالت: إنه عبد ونحن كذا وكذا (فزينب هي ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وآله)، فلو كان النبي صلى الله عليه وآله يهواها ويرغب فيها تلك الرغبة التي وصفها كاتب الاشكال لكان قد تزوج من ابنة عمته زينب منذ البداية وانتهى الأمر، ولما كان قد أمرها بالتزويج من زيد بن حارثة، وحينما اختلف زيد مع زوجته زينب مخاصما لها واراد طلاقها وعظه النبي صلى الله عليه وآله وقال له: (لا تطلقها واتق الله في مفارقتها) فلو كان النبي مثلما يزعمون -وخسأوا فيما يزعمون- يرغب في زينب تلك الرغبة الشهوانية لما نصحه بعدم طلاقها ولرحب بهذه الخطوة أو على الأقل تركه وشأنه ليقرر ما يريد بشأنها من دون أن ينصحه بشيء. ورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم )) (الاحزاب:366) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله, فقالت : يا رسول الله حتى أؤامر نفسي فانظر, فأنزل الله (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ .. )) فقالت : يا رسول الله أمري بيدك فزوجها إياه فمكثت عند زيد ما شاء الله, ثم إنهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله فنظر إليها النبي صلى الله عليه وآله فأعجبته فقال زيد : يا رسول الله تأذن لي في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذيني بلسانها, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اتق الله وامسك عليك زوجك وأحسن إليها, ثم إن زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله نكاحها على رسول الله فقال : (( فَلَمَّا قَضَى زَيدٌ مِنهَا وَطَرًا زَوَّجنَاكَهَا )) (الاحزاب:377) الحديث (تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 1944).
ثم لنشر إلى حقيقة تاريخية وهي أن اعداء الاسلام من اليهود والمنافقين قد اتخذوا من قضية تزويج زينب بزيد ذريعة للمس بالنبي والاساءة إليه منذ صدر الرسالة وليست القضية الذي يتضمها هذا الإشكال وليدة اليوم أو الساعة، بل هي امتداد تاريخي لسجل الاساءات ضد النبي صلى الله عليه وآله، فهؤلاء المعاصرون ينسجون على منوال آبائهم وأجدادهم مع تغيير طفيف وخاصة في منهج صياغة الإشكالات ضد الاسلام ونبيه، ولكي يتضح لكم أن الإشكال المذكور هنا هو قديم - جديد سنذكر ما أورده الطبرسي في تفسير مجمع البيان من أن قوله تعالى: (( وَمَا جَعَلَ أَدعِيَاءَكُم أَبنَاءَكُم )) (الاحزاب:44): نزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، من بني عبد ود، تبناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الوحي، وكان قد وقع عليه السبي، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسوق عكاظ. فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاه إلى الاسلام فأسلم، فقدم أبو حارثة مكة، وأتى أبا طالب وقال: سل ابن أخيك فإما أن يبيعه وإما أن يعتقه. فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله, قال: هو حر فليذهب حيث شاء. فأبى زيد أن يفارق رسول الله صلى الله وآله وسلم فقال حارثة: يا معشر قريش ! اشهدوا أنه ليس ابني. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشهدوا أنه ابني - يعني زيدا - فكان يدعى زيد بن محمد. فلما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنت جحش فكانت تحت زيد بن حارثة, قالت اليهود والمنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه, وهو ينهى الناس عنها . فقال الله سبحانه: ما جعل الله من تدعونه ولدا وهو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم . (( ذلكم قولكم بأفواهكم )) أي : إن قولكم الدعي ابن الرجل شئ تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى (تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 8 - ص 1199).
أما ما ذكره المستشكل زاعما أن السيد المرتضى ينكر ماورد من قصة زينب ويصف الروايات التي تتعرض لذكرها بالخبيثة فإنه تدليس، لأن السيد المرتضى لا يتكلم عن قصة زينب وتزويجها زيد بن حارثة كما وردت في الروايات الصحيحة بل هو بصدد رد رواية ضعيفة ورد فيها ان النبي صلى الله عليه وآله قد عشق زينب أو هواها، وسننقل لك ما ورد قبل هذا الاقتباس الذي دلسه هذا المستشكل الخبيث: قال السيد المرتضى في (تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - ص 157) فإن قيل: فما المانع مما وردت به الرواية من أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى في بعض الأحوال زينب بنت جحش فهواها فلما ان حضر زيد لطلاقها اخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده وهواه لها, أو ليس الشهوة عندكم التي قد تكون عشقا على بعض الوجوه من فعل الله تعالى وأن العباد يقدرون عليها؟ وعلى هذا الوجه يمكنكم انكار ما تضمنه السؤال. قلنا : لم ننكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب ان يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على افعالهم... الخ.
وعليه فجميع ما ذكره من الاعتراضات التي بناها على هذا التدليس لا موضوع له، فالإشكال قد تمت صياغته طبقا لعبارات متفرقة مقتطعة عن سياقها، والغرض هو ذات الغرض القديم: الإساءة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وآله.





يتبع


رد مع اقتباس
قديم 2017/06/17, 04:01 PM   #14
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: محمد وعلي (عليهما السلام) ابوا هذه الامة
هل جميع الائمه يمكن القول بأنهم اباء لهذه الأمه؟
الجواب:
تشير بعض الروايات ان ابوا هذه الامة المقصود بهما خصوص النبي وعلي صلوات الله وسلامه عليهما وان باقي الائمة يشملهم عنوان ذوي القربى :
ففي بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 23 ص 259 قال:
تفسير الإمام العسكري : قال الله عز وجل : (( وبالوالدين إحسانا )) قال رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي .
وقال علي بن أبي طالب عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : أنا وعلي أبوا هذه الأمة، ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم، فإنها ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار وقالت فاطمة عليها السلام : أبوا هذه الأمة محمد وعلي، يقيمان أودهم، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : محمد وعلي أبوا هذه الأمة، فطوبى لمن كان بحقهما عارفا، ولهما في كل أحواله مطيعا، يجعله الله من أفضل سكان جنانه و يسعده بكراماته ورضوانه .
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : من عرف حق أبويه الأفضلين : محمد وعلي و أطاعهما حق طاعته قيل له : تبحبح في أي الجنان شئت .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : إن كان الأبوان إنما عظم حقهما على أولادهما لاحسانهما إليهم فاحسان محمد وعلي إلى هذه الأمة أجل وأعظم، فهما بأن يونا أبويهم أحق .
وقال محمد بن علي عليهما السلام : من أرد أن يعلم كيف قدره عند الله فلينظر كيف قدر أبويه الأفضلين عنده : محمد وعلي .
وقال جعفر بن محمد عليهما السلام من رعى حق أبويه الأفضلين : محمد وعلي لم يضره ما أضاع من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله فإنهما يرضيانهم بسعيهما .
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام : يعظم ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي على أبويه الأفضلين : محمد وعلي .
وقال علي بن موسى الرضا عليه السلام : أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وأمه اللذين ولداه ؟ قالوا : بلى والله، قال : فليتجهد أن لا ينفى عن أبيه وأمه اللذين هما أبواه الأفضل من أبوي نفسه .
وقال محمد بن علي بن موسى عليهم السلام : قال رجل بحضرته : إني لأحب محمدا وعليا حتى لو قطعت إربا، أو قرضت لم أزل عنه .
قال محمد بن علي عليهما السلام : لا جرم أن محمدا وعليا معطياك من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف جزء من ذلك .
وقال علي بن محمد عليه السلام : من لم يكن والدا دينه محمد وعلى أكرم عليه من والدي نسبه فليس من الله في حل ولا حرام ولا قليل ولا كثير .
وقال الحسين بن علي عليهما السلام : من آثر طاعة أبوي دينه محمد وعلي على طاعة أبوي نسبه قال الله عز وجل له : لأوثرنك كما آثرتني، ولأشرفنك بحضرة أبوي دينك كما شرفت نفسك بايثار حبهما على حب أبوي نسبك .
وأما قوله عز وجل : (( وذي القربى )) فهم من قراباتك من أبيك وأمك قيل لك : اعرف حقهم كما اخذ به العهد على بني إسرائيل، واخذ عليكم معاشر أمة محمد بمعرفة قرابات محمد صلى الله عليه وآله الذين هم الأئمة بعده، ومن يليهم بعد من خيار أهل دينهم.
قال الإمام عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة بعدما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المضمر مائة سنة إحدى الدرجات من فضة، والأخرى من ذهب والأخرى من لؤلؤ، والأخرى من زمرد، والأخرى من زبرجد، والأخرى من مسك، والأخرى من عنبر والأخرى من كافور، وتلك الدرجات من هذه الأصناف، ومن رعى حق قربى محمد وعلي أوتي من فضل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر زيادة فضل محمد وعلي على أبوي نسبه .
وقالت فاطمة عليها السلام لبعض النساء : أرضي أبوي دينك محمدا وعليا بسخط أبوي نسبك، ولا ترضي أبوي نسبك بسخط أبوي دينك، فإن أبوي نسبك إن سخطا أرضاهما محمد وعلي بثواب جزء من ألف ألف جزء من ساعة من طاعاتهما، وإن أبوي دينك إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما، لان ثواب طاعات أهل الدنيا كلهم لا تفي بسخطهما .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : عليك بالاحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد وعلي، وإن أضعت قرابات أبوي نسبك، وإياك وإضاعة قرابات أبوي دينك بتلافي قرابات أبوي نسبك، فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك : محمد وعلي أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، إن قرابات أبوي دينك إذا شكروك عندهما بأقل قليل نظرهما لك يحط ذنوبك، ولو كانت ملاما بين الثرى إلى العرش، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلى وأوليائهما أحق من قرابات أبوي نسبنا، إن أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي نسبنا وأبوي نسبنا لا يقدران أن يرضيا عنا أبوي ديننا : محمد وعلي صلوات الله عليهما .
وقال محمد بن علي عليهما السلام : من كان أبوا دينه، محمد وعلي عليهما السلام آثر لديه و قراباتهما أكرم من أبوي نسبه وقراباتهما قال الله عز وجل : فضلت الأفضل لأجعلنك الأفضل، وآثرت الأولى بالايثار لأجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى .
وقال جعفر بن محمد عليه السلام . من ضاق عن قضاء حق قربات أبوي دينه وأبوي نسبه وقدح كل واحد منهما في الآخر فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة أبوي نسبه قال الله عز وجل يوم القيامة : كما قدم قرابة أبوي دينه فقدموه إلى جناني فيزداد فوق ما كان أعد له من الدرجات ألف ألف ضعفها .
وقال موسى بن جعفر عليه السلام وقد قيل له : إن فلانا كان له ألف درهم عرضت عليه بضاعتان يشتهيهما لا يتسع بضاعته لهما، فقال : أيهما أربح لي ؟ فقيل له : هذا يفضل ربحه على هذا بألف ضعف، قال : أليس يلزمه في عقله أن يؤثر الأفضل ؟ قالوا : بلى، قال : فهكذا إيثار قرابة أبوي دينك : محمد وعلي أفضل ثوابا بأكثر من ذلك، لان فضله على قدر فضل محمد وعلي على أبوي نسبه .
وقيل للرضا عليه السلام : ألا نخبرك بالخاسر المتخلف ؟ قال : من هو ؟ قالوا : فلان باع دنانيره بدراهم أخذها فرد ماله عن عشرة آلاف دينار، إلى عشرة آلاف درهم قال : بدرة باعها بألف درهم ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة ؟ قالوا : بلى قال ألا أنبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة، قالوا بلى، قال : أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب باعها بألف حبة من زيف ألم يكن أعظم تخلفا وأعظم من هذا حسرة ؟ قالوا : بلى، قال : أفلا أنبئكم بأشد من هذا تخلفا، وأعظم من هذا حسرة ؟ قالوا : بلى، قال : من آثر في البر والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة أبوي دينه : محمد وعلي، لان فضل قرابات محمد وعلي أبوي دينه على قرابات أبوي نسبه أفضل من فضل ألف جبل ذهب على ألف حبة زائف .
وقال محمد بن علي الرضا عليهما السلام : من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي عليهما السلام على قرابات أبوي نسبه اختاره الله تعالى على رؤوس الاشهاد يوم التناد وشهره بخلع كراماته وشرفه بها على العباد إلا من ساواه في فضائله أو فضله .
وقال علي بن محمد عليهما السلام : إن من إعظام جلال الله إيثار قرابة أبوي دينك : محمد وعلي عليهما السلام على قرابات أبوي نسبك، وإن من التهاون بجلال الله إيثار قرابات أبوي نسبك على قرابات أبوي دينك : محمد وعلي عليهما السلام .
وقال الحسن بن علي عليهما السلام : إن رجلا جاع عياله فخرج يبغي لهم ما يأكلون فكسب درهما فاشترى به خبزا وأدما فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي عليهما السلام فوجدهما جائعين فقال : هؤلاء أحق من قراباتي فأعطاهما إياهما ولم يدر بماذا يحتج في منزله، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يتعذر به عندهم ويقول لهم : ما فعل بالدرهم إذ لم يجئهم بشئ فبينما هو متحير في طريقه إذا بفيج يطلبه فدل عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمائة دينار في صرة، وقال : هذه بقية حملته إليك من مال ابن عمك مات بمصر، وخلف مائة ألف دينار على تجار مكة والمدينة وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك، فأخذ الخمسمائة دينار ووضع على عياله، ونام ليلته فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وعليا صلى الله عليهما فقالا له : كيف ترى إغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك ؟ ثم لم يبق بالمدينة ولا بمكة ممن عليه شئ من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي في منامه وقالا له : إما بكرت بالغداة على فلان بحقه من ميراث ابن عمه وإلا بكر عليك بهلاكك واصطلامك وإزالة نعمك وإبانتك من حشمك، فأصبحوا كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل عنده مائة ألف دينار، وما ترك أحد بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي عليهما السلام في منامه وأمراه أمر تهدد بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه، وأتى محمد وعلي هذا المؤثر لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه فقالا له : كيف رأيت صنع الله لك ؟ قد أمرنا من بمصر أن يعجل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك ويسفتج إليك بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة ؟ قال : بلى، فأتى محمد وعلي عليهما السلام حاكم مصر في منامه فأمراه أن يبيع عقاره، والسفتجة بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الأثمان ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغنى من بالمدينة . ثم أتاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا عبد الله هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك، ولأعطينك في الآخرة بدل كل حبة من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا : مغرز كل إبرة منها خير من الدنيا وما فيها




السؤال: هل قال النبي محمد صلى الله عليه واله (ياعلي مدد)
هل ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال في احد (ياعلي مدد) ؟ وماهي مصادره من الشيعة اعزهم الله؟
الجواب:
هذه كلمة فارسية ومعناها (يا علي ادركني او انصرني).
وان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)قال في غزوة تبوك (يا علي ادركني) كما نقلها السيد هاشم البحراني في كتابه مدينة المعاجز ج3 ص10 والشيخ جعفر النقدي في كتابه الانوار العلوية ص359: ولكن هل هذا النداء كان في غزوة تبوك او في غزوة احد كما ذكرتم نحن لم نعثر بهذا اللفظ في غزوة احد .







السؤال: معنى قوله (صلى الله عليه وآله): أدبني ربي
في الآية الكريمة (( وإنك لعلى خلق عظيم ))
وفي الحديث الشريف ((ادبني ربي فأحسن تأديبي ))
هذا السؤال ليس تقليل من أخلاق الرسول ولكن لمعرفة الحقيقة الغامضة يقول الرسول ادبني ربي فعل ماضي فهل كانت هناك فترة لم يكون فيها الرسول مؤدب والعياذ بالله أرجو الرد على هذه الجزئية البسيطة
الجواب:
معنى قوله (صلى الله عليه وآله): (أدبني ربي) يشير إلى تعاهد الله تعالى له بالرعاية واللطف منذ ولادته ولذلك عقبها بقوله (فأحسن تأديبي)، والفعل الماضي (أدبني) لا دلالة فيه على تخلل زمان كان النبي (صلى الله عليه وآله) فيه بمعزل عن تأديب الله تعالى، فتقدير الكلام: أن الله تعالى قد أدبني ولم يؤدبني غير الله.





السؤال: تقدم النبي (صلى الله عليه وآله) على سائر الخلق بحسب السلسلة الطولية
أنا عندي سؤالين :
الأول: ان الله عز وجل قد خلق كل الكون و ما فيه من نور النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم و نور آل بيته عليه السلام.. فهل هناك آيه نستشهد بها في هذا المعنى بالتحديد ...
الثاني: اذا كانت روح النبي المصطفى صلى الله عليه و آله خلقت قبل كل شي و خلق من نوره آدم عليه السلام ...فكيف يكون آدم عليه السلام و هو اب للنبي الأعظم ..آريد توضيح وافي لما فيه فآخاف أن اكون فهمت ما علمته خطئاً
الثالث: آيي نقول آنه خلق اول ...نور و روح النبي صلئ الله عليه و آله أم القلم ؟ مع الأستشهاد بآيات من القرآن الكريم
الجواب:
جواب: يجب التفرقة بين السلسلة الطويلة التي هي سلسلة العلل والمعلولات التي تنتهي الى العلة الاولى وهي فعل الله عز وجل وارادته، وبين السلسلة العرضية التي هي سلسلة المخلوقات في ظرفي الزمان والمكان الارضي . فالسلسلة الطويلة تقتضي الترتب بحسب الاشرفية، لان العلة اشرف من معلولها واكمل وجودا حسبما برهن على ذلك في فن الحكمة ) والمقصود بالعلة هي العلة التامة، وليس العلة الناقصة . فنور النبي (صلى الله عليه واله وسلم)الذي يعبر عنه احيانا بالحقيقة المحمدية هو اول فائض من مشيئته سبحانه الكونية، وهو واسطة الفيض اذ يشعاع هذا النور خلق الله تعالى سائر المخلوقات، أي ان المخلوقات متقومة بشعاع الحقيقة المحمدية تقوما ركنيا، لان هذا الشعاع هو قوام وجودها .
وهذا المعنى يشير اليه قوله تعالى : ( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين ) ويدل عليه من الحديث الشريف قوله لجابر : (اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وورد عنهم (عليهم السلام): (لولانا ما كانت سماء مبنية، ولا ارضا مدحية، ولا فلكا يدور .... ) ويدل عليه خاصة ما ورد في دعاء كل يوم من شهر رجب عن الامام المهدي (عليه السلام).: (..... فبهم ملات سماءك وارضك حتى ظهر انه لا اله الا انت ......) فافهم .
جواب 2و3: سبق ادم (عليه السلام)على محمد (صلى الله عليه واله وسلم)هو بحسب السلسلة الطويلة . وادم ليس سوى علة ناقصة لظهور محمد (صلى الله عليه واله وسلم)في الطور الارضي، أي ان في السلسلة العرضية .
والتقدم بحسب هذه السلسلة هو تقدم زماني، بينما التقدم بحسب السلسلة الطويلة رتبي . والخلط بين نوعي السبق او التقدم هو الذي يؤدي الى سوء الفهم .




السؤال: اليقين النبوي بأن حامل الوحي هو جبرائيل (عليه السلام)
سمعت احد المشككين يقول ما مضمونه (ان الوحي ليس كما يضنه الفقهاء ! وغلّا فكيف عرف النبي صلى الله عليه وآله ان الذي جاءه هو جبريل ؟ فهل راى هويته وعرف ذلك؟ فهل سأله فقال له اني جبريل ؟ ولو فرضنا ذلك فكيف يصدق مخلوقا جاءه يخبره انه رسول من الله )
فكيف يكون الجواب على ذلك الرجل؟ بمعنى آخر :ان النبي ص تيقن ان الذي جاءه هو جبريل فقام بقراءة الآيات على الناس لكونها جاءت من الله حسبما أبلغه جبريل ع / الإشكال هو : كيف تيقن النبي ص من أن هذا المخلوق الذي جاءه هو جبريل ؟ ألا يمكن أن يكون جنا أو غير ذلك ؟
الجواب:
الوارد في الاخبار ان جبرائيل (عليه السلام)بعد ان ظهر للنبي (صلى الله عليه وآله)اخبره بهويته قائلا: ( يا محمد انت رسول الله حقا وانا جبريل) كما نقل ذلك ابن كثير في السيرة النبوية ج1/403، وابن حجر في فتح الباري ج8/553، والسيوطي في سنن النسائي ج4/110، والمباركفوري في تحفة الاحوذي ج9/122، وابن سعد في الطبقات ج1/196 ...... وغيرهم من علماء الحديث والسنة.
ومن طرقنا ما رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ج1/82 عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال (لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله)اربعين سنة قال : سمعت صوتا من السماء : يا محمد انت رسول الله وانا جبرئيل، ولما تراءى له جبرائيل بأعلى الوادي وعليه جبة سندس، اخرج له درنوكا من درانيك الجنة واجلسه عليه واخبره انه رسول الله،وامره بما اراد ثم قال : انا جبرائيل .......)الحديث.
هذا، وقد تكرر ظهور جبائيل للنبي (صلى الله عليه وآله) مرات العديدة، واليقين هو رسوخ الاعتقاد الناتج عن الحس وما في قوته بحيث لا يحتمل فيه الوهم، ويعززه تكرار الظهور .....




السؤال: طلع البدر علينا
هناك أبيات شعرية انشدها اهل المدينة عندما قدم لهم النبي (ص) وقد جاءت الابيات بالفاظ مختلفة منها:
طــلـعَ الـبــــدرُ عـلـيـنـا ***** مــــن ثـنـيَّاتِ الوَداعْ
وجـبَ الـشـــكـرُ عـلـيـنـا ***** مـــا دَعــــى للهِ داعْ
أيـهـا الـمبـعـوث فـيـنـا ***** جـئـت بـالأمـر الـمطاع
جـئـت شـرفـت الـمـديـنة ***** مـرحـبـاً يـا خـيـر داع
قـد لـبـسـنـا ثـوبَ عـــزٍ ***** بـعـد تـمـــزيـقِ الرقاع
مــذ تــجـلـى نـورُ طــه ***** وعـلـى الأكـوانِ شـاع
السؤال هو: في هذا الصدد - ما هي أدق الروايات مع ذكر الأبيات كاملة مع المصدر (وفق كتب الشيعة)؟
الجواب:
هذه الابيات لم ترد في كتب المتقدمين من اصحابنا ولا من المخالفين ففي موسوعة التاريخ الاسلامي 219 قال: وقد خلت سيرة ابن إسحاق وابن هشام وتواريخ اليعقوبي والطبري والمسعودي عن هذا الخبر . ولعل أول من نقله هو البيهقي ( ت 458 ) في دلائل النبوة 2 : 233 ثم ابن حجر ( ت 852 ) في فتح الباري 7 : 204 ثم السمهودي ( ت 911 ) في وفاء الوفاء 4 : 1172 ثم الديار بكري ( ت 982 ) في تاريخ الخميس 1 : 341 ثم الحلبي ( ت 1044 ) في سيرته 2 : 54 . والسمهودي نقلها وقال : ولم أر لثنية الوداع ذكرا في سفر من الأسفار التي بجهة مكة . وقد قال قبله ياقوت الحموي ( ت 626 ) في معجم البلدان 2 : 85 : الثنية : كل عقبة في الجبل مسلوكة، وثنية الوداع - بفتح الواو - ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة، سمي لتوديع المسافرين . وكذلك في مراصد الاطلاع 1 : 301 . فقال السمهودي يرده : إن ثنيات الوداع ليست من جهة مكة ولا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها الا إذا توجه إلى الشام فهي من جهة الشام . والظاهر أن مستند من جعلها من جهة مكة ما سبق من قول النسوة، وأن ذلك عند القدوم في الهجرة . ودور بني ساعدة في شامي المدينة، فلعله دخل المدينة من تلك الناحية .




السؤال: لون رايته (صلى الله عليه وآله)
عن راية الرسول ولونها هل كانت كما يزعم السلفيون سوداء ؟؟
البعض يقول ان راية السلفيين هي راية عمرو بن العاص ؟
الجواب:
هناك روايات تشير الى ان راية رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) كانت بيضاء ولكن مع ذلك هناك من الروايات ما يذكر تعدد الالوان فيجعل في المعركة الواحدة اكثر من لون وفي المعارك المختلفة الوانا اخرى ونحن نقول ان هذا امر غير مهم فلا يعرف الحق من خلال لون الراية سواءا رفع راية لونها لون راية رسول الله ام رفع راية بلون اخر فان الحق يعرف من خلال الاعتقادات لا من خلال التشبه برسول الله في المظهر فقط .




السؤال: سبق النبي (صلى الله عليه وآله) وأفضليته ومعنى كونه أول المسلمين
أحب أن أطرح بعض الاسئلة تتعلق بالخاتم صلى الله عليه و آله..
1- كان محمد صلى الله عليه و آله نبيا و آدم بين الروح و الجسد، فلماذا يكلم الله تعالى أبونا آدم عليه السلام بلا واسطة ويعلمه الأسماء كلها. أليس الأولى أن يعلّم الله تعالى الأفضل و يكون السجود له؟-
2- لماذا يصف الله تعالى نبيه بأنه أول المسلمين (الأنعام 163) وفي أية أخرى يأمره أن يكون أول المسلمين (الزمر 12) و في آية أخرى يأمره ليكون من المسلمين (النمل 91)؟
وما علاقة هذه الآيات بالحقيقة المحمدية؟
الجواب:
أولاً: قد قضى الله تعالى أن يكون الإسلام هو آخر الأديان وخيرها، ومن الواضح أن من يضطلع بمهمة تبليغ هذا الدين لابد أن يكون سيد الأنبياء وافضلهم وخاتمهم، وتقدم آدم عليه السلام في الخلق الدنيوي (في السلسلة العرضية) على محمد (صلى الله عليه وآله) لا يستلزم أفضليته عليه، فمناط الأفضلية هو المقامات العلوية والتقدم في السلسلة الطولية، وبما أن نور محمد وطينته وحقيقته هي أصل لكل ما في العوالم الكونية، فحينئذ يكون آدم عليه السلام مخلوقاً من شعاع ذلك النور ومن فاضل طينته... وتكليم الله تعالى لآدم عليه السلام لا يصيره أفضل من محمد (صلى الله عليه وآله) وإلا لكان موسى ايضا أفضل منه، ثم إنه ثبت في حديث المعراج أن الله تعالى قد كلم النبي (صلى الله عليه وآله) في السماوات وحين كان قاب قوسين أو أدنى. وأما تعليم آدم الاسماء فهو لأجل تبيان أفضلية الانسان على الملائكة، والملائكة لم تكن تعلم بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) الذي علمت مقامه العظيم عند الله سيجعله الله تعالى في ذرية آدم عليه السلام، وكذا لم تعلم أن الذوات العالية من أهل بيته عليهم السلام والذين أشار إليهم القرآن الكريم بقوله عزوجل: (( أَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العَالِينَ )) (ص:755) سيكونون في نسل هذا المخلوق المأمورين بالسجود له، فلما أعلمهم الله تعالى بذلك الأمر سجدوا لآدم.
ثانياً: سوف نشير في هذه العجالة إلى عدة وجوه لفهم هذه الايات المباركة ولرفع ما قد يتراءى فيها من التعارض. فقوله: (( وَأَنَا أَوَّلُ المُسلِمِينَ )) (الأنعام:163) مستند على حقيقة كون كل نبي صاحب شريعة متقدم على أمته في الايمان والعمل بتلك الشريعة. ومحمد (صلى الله عليه وآله) متقدم على امته في الاسلام فهو أول المسلمين من هذه الناحية. أو تكون الأولية هنا في الرتبة والدرجة لا في الزمان، فمحمد (صلى الله عليه وآله) هو أول الناس من حيث درجة الاسلام وإن كان ليس أولهم زماناً فقد تقدمه ابراهيم عليه السلام قال تعالى: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُسلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ )) (آل عمران:677).
وأما كونه (صلى الله عليه وآله) مأمورا بأن يكون أول المسلمين فربما هو إشارة إلى أنه أول من أجاب فيما اراده الله تعالى من العبودية التامة في كل باب وجهة، أو إشارة إلى الامتحان الإلهي لذرية آدم في عالم الذر حين أمرهم بدخول نار قد أججها لهم، وهو ما ترتب على سؤاله تعالى لهم: (( أَلَستُ بِرَبِّكُم )) (الأعراف:1722)، ويحتمل كذلك أن يكون المراد من الأمر في قوله (وأمرت) الأمر التكويني لا التشريعي، اي الأمر الذي تترتب عليه الاستجابة لشدة صفاء الطينة وتمام القابلية، أو الإشارة إلى الأمر التكويني الأولي المتضمن في قول الله تعالى لما يشاء دخوله عرصة الوجود بـ(كن فيكون)، ومن الثابت أن الحقيقة المحمدية هي أول صادر عن المشيئة الإلهية. وأما قوله (( وَأَنَا مِنَ المُسلِمِينَ )) (يونس:90) فلا ينافيه من جميع تلك الوجوه أن يكون (صلى الله عليه وآله) (من المسلمين) لأن أول كل قوم هو منهم.




السؤال: هل كان يرعى الغنم
ماهي عقيدة الشيعة الامامية في أن النبي محمد صلى الله عليه واله كان يرعى الغنم ؟
لانه مما أعرفه ان لم يبعث نبي الا وكان يرعى الغنم والله اعلم ..
الجواب:
جاء في الصحيح من سيرة النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) للسيد جعفر مرتضى العاملي ج2ص97 :
رعيه صلّى الله عليه وآله الغنم:
ويذكر المؤرخون : أنه (صلى الله عليه وآله) قد رعى الغنم في بني سعد، وأنه رعاها لأهله، بل ويقولون : رعاها لأهل مكة أيضاً، حتى ليذكرون والبخاري منهم في كتاب الإجارة وغيره أنه (صلى الله عليه وآله) قال : « ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم ! فقال أصحابه : وأنت ؟ . قال : نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة » وفسرت القراريط بأنها : أجزاء الدراهم والدنانير يشترى بها الحوائج الحقيرة .
ولكننا نشك كثيراً في أن يكون (صلى الله عليه وآله) قد رعى لغير أهله بأجر كهذا، تزهد به حتى العجائز، ولا يصح مقابلته بذلك الوقت والجهد الذي يبذله في رعي الغنم، نعم، نشك في ذلك، لأننا نجد :
أولاً: أن اليعقوبي - وهو المؤرخ الثبت - قد نص على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن أجيراً لأحد قط .
ثانياً: تناقض الروايات ؛ فبعضها يقول : لأهلي، وبعضها يقول : لأهل مكة، وبعضها يقول : بالقراريط، وأخرى قد أبدلت ذلك بكلمة بأجياد، وإذا كان الراوي واحداً لم يقبل منه مثل هذا الاختلاف، إلا إذا فرض أنه قد نسي في إحدى المرتين .
نعم، قد ذكر البعض : أن العرب ما كانت تعرف القراريط، وإنما هي اسم لمكان في مكة ولنفترض أنه اسم جبل في مكة، ولأجل ذلك جاء بكلمة « على » ولم يقل في، ولنفترض أيضاً أنه كان يرعى الغنم في خصوص ذلك المكان ؟ ولا يتجاوزه إلى غيره ؟
ثالثاً: أنه ربما يكون هذا الاختلاف بين الرواية التي تقول : بأجياد، والتي تقول بالقراريط، بسبب أن القراريط وأجياداً اسم لمكان واحد، أو لمكانين متقاربين جداً . ولكن يعكر على هذا : أن رواية البخاري تقول : « على قراريط » ؛ فالظاهر من كلمة على هو : الأجر . ويمكن أن يدفع هذا : بأن من المحتمل أن يكون قراريط اسم جبل في مكة وقد رعى (صلى الله عليه وآله) الغنم عليه . وكل ذلك وسواه من الاحتمالات لا شاهد له، وإنما يلجأ إليه لو كانت الرواية صحيحة السند عن معصوم، وليست كذلك، بل هي عن أبي هريرة، وغيره ممن لا يمكن الاعتماد عليهم .
ملاحظة : لقد حاول البعض التفلسف هنا، فذكر : أن رعي الغنم صعب ؛ لأنها أصعب البهائم وهو يوجب أن يستشعر القلب رأفة ولطفاً، فإذا انتقل إلى رعاية البشر كان قد هُذب أولاً من الحدة الطبيعية، والظلم الغريزي، فيكون في أعدل الأحوال .
ولكن، حتى لو لم نقل : إنه (صلى الله عليه وآله) كان نبياً منذ صغره، كما هو الصحيح حسبما سيأتي، فإننا نطرح الأسئلة التالية : هل يمكن أن يصدق أحد : أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يحتاج إلى التهذيب من الحدة الطبيعية، والظلم الغريزي؟! .
وهل في النبي (صلى الله عليه وآله) ظلم وحدة غريزيتان يحتاجان إلى التهذيب والحد منهما حقاً؟! ولو سلم ذلك، ألا يوجد مدرسة أفضل من هذه المدرسة؟! ثم أفلا ينافي ذلك قضية شق الصدر - المكذوبة - المقبولة لدى هؤلاء؟! أو ليس ذلك الظلم وتلك الحدة هما من حظ الشيطان، الذي استأصله جبرئيل في عملياته الجراحية المتعددة، المزعومة لدى هؤلاء ؟ .
ثم أو ليس كان له ملك يسدده، ويرشده منذ صغره، حسبما نطقت به الروايات؟!. إلا أن يدعي هؤلاء : أن التسديد لا ينافي الظلم الغريزي . وحينئذٍ نقول : ألم يحاول الملك الموكل به ليسدده ويرشده إلى محاسن الأخلاق، أن يرشده إلى قبح الظلم، وحسن العدل؟! ولماذا قصّر في أداء مهمته تجاهه ؟ وأيضاً ألا يمكن لله تعالى أن يهذب نبيه، ويخفف من حدته بغير هذه الطريقة؟! وهل صحيح : أن رعاية الغنم أصعب من رعاية غيرها، كما يدعي هؤلاء؟!. وهل صحيح : أن الظلم غريزة في الإنسان؟! وإذا كان غريزة فهل يمكن القضاء عليه بواسطة رعاية الغنم؟!. وهل كل راعي غنم لا يكون فيه ظلم غريزي، ولا حدة طبيعية.. أم أن ظلمه وحدته، أقل من ظلم غيره وحدته؟!.
ثم، ألا يمكن أن يكون الرعي عملاً عادياً، كان (صلى الله عليه وآله) يقوم به كغيره من أبناء مجتمعه، الذين كانت الماشية ورعيها عندهم من الوسائل العادية للعيش، وكسب الرزق؟!. وليكون النبي إنساناً يعيش كما يعيش الآخرون من الناس الذين ما عاشوا حياة الترف، ولا شعروا بزهو السلطان؟!. إلى غير ذلك من الأسئلة التي لن تجد عند هؤلاء جواباً مقنعاً ومفيداً .
وعلل ذلك البعض : بأن رعي الغنم يعطي فرصة للابتعاد عن الناس، والانصراف للتفكير السليم، بعيداً عن مشاكل الناس، وهمومهم، ويؤيد ذلك : أنه (صلى الله عليه وآله) كان يذهب إلى غار حراء طلباً للانفراد عن الناس، من أجل التفكير والتأمل في ملكوت الله، والعبادة وتزكية النفس . .
وبعض آخر يرى : أن الرعي فيه تحمل مسؤولية أحاد متفرقة، وهو يناسب المهمة التي سوف توكل إليه (صلى الله عليه وآله) الأمر الذي من شأنه أن يروض النفس، ويزيدها اندفاعاً نحو طلب الخير للآخرين من رعيته لهم، والحرص على ما ينفعهم، وقد كان الله تعالى يهتم برفع مستوى تحمل وملكات وقدرات نبيه، ليواجه المسؤولية العظمى، ولكن بالطرق العادية والطبيعية، كما هو معلوم من إرساله الرسل، وتزويدهم بالمعجزات وغيرها ).




السؤال: ما يشير الى عظم شأن حليمة السعدية مرضعة النبي (صلى الله عليه واله)
من الثابت في مذهب آل البيت ع أن لبن الرضاع يؤثر في الطفل، لذلك هناك شروط للمرضع وزوجها. وطبعا حين ولادة الرسول ص لم يكن هناك إسلام، فهل كن مرضعاته ص على دين الحنفية؟ لأن بقاؤهن على الكفر سيؤثر على طهارة اللبن وطهارة المرضع كذلك.
الجواب:
اذا قلنا بان حليمة السعدية ارضعت النبي محمد (صلى الله عليه وآله) كما هو المشهور فلا بد من القول انها امراة عظيمة الشأن جليلة القدر لا كما يذكر في بعض الكتب التاريخية ومن الشواهد على عظم شأنها :
أولاً: انه اختيرت من قبل السماء لتكون مرضعة للرسول (صلى الله عليه وآله) ففي البحار 15/371 : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 15 - ص 371 :
أقول : قال أبو الحسن البكري في كتاب الأنوار : حدثنا أشياخنا وأسلافنا الرواة لهذه الأحاديث أنه كان من عادة أهل مكة إذا تم للمولود سبعة أيام التمسوا له مرضعة ترضعه، فذكر الناس لعبد المطلب انظر لابنك مرضعة ترضعه، فتطاولت النساء لرضاعته وتربيته، وكانت آمنة يوماً نائمة إلى جانب ولدها فهتف بها هاتف : يا آمنة إن أردت مرضعة لابنك ففي نساء بني سعد امرأة تسمى حليمة بنت أبي ذؤيب.
فتطاولت آمنة إلى ذلك، وكان كلما أتتها من النساء تسألهن عن أسمائهن فلم تسمع بذكر حليمة بنت أبي ذؤيب، وكان سبب تحريك حليمة لرضاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن البلاد التي تلي مكة أصابها قحط وجدب إلا مكة، فإنها كانت مخصبة زاهرة ببركة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت العرب تدخل وتنزل بنواحيها من كل مكان، فخرجت حليمة مع نساء من بني سعد، قالت حليمة : كنا نبقي اليوم واليومين لا نقتات فيه بشئ، وكنا قد شاركنا المواشي في مراعيها، فكنت ذات ليلة بين النوم واليقظة وإذا قد أتاني آت ورماني في نهر ماء أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وقال لي : اشربي فشربت، ثم ردني إلى مكاني، وقال لي يا حليمة : عليك ببطحاء مكة، فإن لك بها رزقاً واسعاً، وسوف تسعدين ببركة مولود ولد بها، وضرب بيده على صدري، وقال : أدر الله لك اللبن، وجنبك المحق والمحن، قالت حليمة : فانتبهت وأنا لا أطيق حمل ثديي من كثرة اللبن، واكتسيت حسناً وجمالاً، وأصبحت بحالة غير الحالة الأولى، ففزعت إلي نساء قومي وقلن : يا حليمة قد عجبنا من حالك، فما الذي حل بك ؟ ومن أين لك هذا الحسن والجمال الذي ظهر فيك ؟ قالت : فكتمت أمري عليهن فتركنني وهن أحسد الناس لي، ثم بعد يومين هتف بي هاتف فسمعه بنو سعد عن آخرهم وهو يقول : يا نساء بني سعد نزلت عليكم البركات، وزالت عنكم الترحات برضاعة مولود ولد بمكة، فضله الواحد الأحد، فهنيئاً لمن له قصد، فلما سمعوا ما قاله الهاتف قالوا : إن لهذا المولود شأناً عظيماً، فرحل بنو سعد عن آخرهم إلى مكة، قالت حليمة : ولم يبق أحد إلا وقد خرج إلى مكة، قالت : وكنا أهل بيت فقر ولم يكن عندنا شئ نحمل عليه، وقد ماتت مواشينا من القحط، وكانت حليمة من أطهر نساء قومها و أعفهن، ولذلك ارتضاها الله تعالى لترضع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت النساء إذا دخلن على آمنة تسألهن عن أسمائهن، فإذا لم تسمع بذكر حليمة تقول : ولدي يتيم لا أب له ولا مال، فيذهبن عنها، فأقبلت حليمة مع بعلها ودخلت مكة وخلفت بعلها خارج البلد وقالت له : مكانك حتى أدخل مكة، وأسأل عن هذا المولود الذي بشرنا به، فلما دخلت حليمة مكة أرشدها الله تعالى إلى أن دخلت على عبد المطلب وهو جالس بالصفا، وكان له سرير منصوب عند الكعبة يجلس عليه للقضاء بين الناس، فلما أتته قالت له : نعمت صباحاً أيها السيد، فقال لها : من أين أنت أيتها المرأة ؟ قالت : من بني سعد أتينا نطلب رضيعاً نتعيش من اجرته، وقد أرشدت إليك، فقال : نعم عندي ولد لم تلد النساء مثله أبداً، غير أنه يتيم من أبيه وأنا جده أقوم مقام أبيه، فإن أردت أن ترضعيه دفعته إليك وأعطيتك كفايتك، فلما سمعت ذلك أمسكت عن الكلام، ثم قالت : يا سيد بني عبد مناف لي بعل بظهر مكة وهو مالك أمري وأنا أرجع إليه أشاوره في ذلك، فإن أمرني بأخذه رجعت إليه و أخذته، فقال لها عبد المطلب : شأنك، فوصلت إلى بعلها وقالت له : إني وردت على عبد المطلب فقال : عندي مولود أبوه ميت، وأنا أقوم مقامه، فما تقول ؟ قال : يرجعن نساء بني سعد بالاحسان والاكرام وترجعين أنت بصبي يتيم ؟ وكانت جملة نساء بني سعد قد دخلن مكة، فمنهن من حصل لها رضيع، ومنهن من لم يحصل لها شئ، فقالت حليمة : ترجع نساء بني سعد بالغنائم، وأرجع أنا خائبة ؟ وأسبلت عبرتها، فقال بعلها : ارجعي إلى هذا الطفل اليتيم وخذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيراً كثيراً، فإن جده مشكور بالاحسان، فرجعت حليمة فوجدته في مكانه الأول فذكرت له قول زوجها، فقام عبد المطلب ومضى بها إلى منزل آمنة وأخبرها بذلك وأعلمها باسمها وقومها، فقالت : هذه التي أمرت أن أدفع إليها ولدي، فقالت لها آمنة : أبشري يا حليمة بولدي هذا، فوالله ما أخصبت بلادنا إلا ببركة ولدي هذا، ثم أدخلتها آمنة البيت الذي فيه المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فقالت حليمة : أتوقدين يا آمنة مع ولدك المصباح في النهار ؟ قالت : لا، فوالله من حيث ولد ما أوقدت عنده النار، بل هو يغنيني عن المصباح، فنظرت حليمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ملفوف في ثوب من صوف أبيض، يفوح منه رائحة المسك والعنبر، فوقعت في قلبها محبة محمد (صلى الله عليه وآله)، وفرحت وسرت به سروراً عظيماً، وكان نائماً فأشفقت عليه أن توقظه من نومه فأمسكت عنه ساعة، فخشيت أن تبطئ على بعلها فمدت يدها إليه لتوقظه ففتح عينيه وجعل يهش لها ويضحك في وجهها، فخرج من فمه نور فتعجبت حليمة من ذلك، ثم ناولته ثديها اليمنى فرضع، فناولته الأخرى فلم يرضع، وكان ذلك إلهاماً من الله عز وجل، ألهمه العدل والانصاف من صغره، إذ كان لها ابن ترضعه، وكان لا يرضع حتى يرضع أخوه ضمرة، فرجعت حليمة بمحمد (صلى الله عليه وآله)، فقال لها عبد المطلب : مهلاً يا حليمة حتى نزودك، قالت : حسبي من الزاد هذا المولود، وهو أحب إلي من الذهب والفضة ومن جميع الأطعمة، وأعطاها من المال والزاد والكسوة فوق الطاقة والكفاية، و أعطتها آمنة كذلك، فأخذت عند ذلك آمنة ولدها وقبلته وبكت لفراقه، فربط الله على قلبها، فدفعته إلى حليمة، وقالت : يا حليمة احفظي نور عيني وثمرة فؤادي، ثم خرجت حليمة من بيت آمنة وشيعها عبد المطلب، قالت حليمة : والله ما مررت بحجر ولا مدر إلا ويهنئني بما وصل إلي، فلما أقبلت على بعلها نظر إلى النور يشرق في غرته فتعجب من ذلك، وألقى الله في قلبه الرحمة له، فقال لها : يا حليمة قد فضلنا الله بهذا المولود على سائر العالم، فلا شك أنه من أبناء الملوك، فلما ارتحلت القافلة ركبت حليمة على أتان وجعلت تقول لزوجها : لقد سعدنا بهذا المولود سعادة الدنيا والآخرة .
وسمعت آمنة هاتفاً يقول :
قفي ساعة حتى نشاهد حسنه ***** قليلا ونمسي في وصال وفي قرب
فأين ذهاب الركب عن ساكن الحمى ***** وأين رواح الصب عن ساكن الشعب
إذا جئت واديه وجئت خيامه ***** وعاينت بدر الحسن في طيبه قف بي
وطف بالمطايا حول حجرة حسنة ***** وعند طواف العيس يا صاحبي طف بي
فعند مليح اللون مهجتي التي ***** براها الأسى وجدا كما عنده قلبي
قفي يا حليمة ساعة فلعلني ***** أناشده إذ كان ذا شخصه قربي
إذا طفت يا عيني اليمين تقربا ***** إلى الله يوم الحج يا مهجتي طف بي
طواف شجي القلب لا شئ مثله ***** فإن دموعي جاريات من السحب
ألا أيها الركب الميمم قاصدا ***** إلى ساكن الأحباب هل عندكم حبي
قالت حليمة : فصارت الأتان تمر كالريح العاصف، فبينا نحن سائرون إذ مررنا على أربعين راهباً من نصارى نجران، وإذا بواحد يصف لهم النبي (صلى الله عليه وآله) ويقول : إنه يظهر في هذا الزمان أو قد ظهر بمكة مولود من صفاته كذا وكذا، يكون على يده خراب دياركم، وقطع آثاركم، وإذا إبليس قد تصور لهم في صورة إنسان وقال لهم : الذي تذكرونه مع هذه المرأة التي مرت بكم، قالت حليمة : فقاموا إليه ونظروا وإذا النور يخرج من وجهه، ثم زعق بهم الشيطان وقال لهم : اقتلوه، فشهروا سيوفهم وقصدوني، فرفع ولدي محمد رأسه إلى السماء شاخصاً فإذا هم بداهية عظيمة كالرعد العاصف نزلت إلى الأرض، وفتحت أبواب السماء، ونزلت منها نيران، وإذا بهاتف يقول : خاب سعي الكهان، قالت حليمة : فعاينت ناراً قد نزلت فخفت على ولدي منها، فنزلت على واديهم فأحرقته ومن فيه عن آخرهم، فخفت وكدت أن أسقط عن الأتان، وكان ذلك أول ما ظهر من فضائله (صلى الله عليه وآله) .
قال صاحب الحديث : إن أول ليلة نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحي بني سعد اخضرت أرضهم، وأثمرت أشجارهم، وكانوا في قحط عظيم، وكانوا يحبونه لذلك محبه عظيمة . وكان إذا مرض منهم مريض يأتون به إليه فيشفى، وكثرت معجزاته، فكان بنو سعد يقولون : يا حليمة لقد أسعدنا الله بولدك هذا، قالت : والله ما غسلت له ثوباً قط من من نجاسة، وكان له وقت يتوضأ فيه ولا يعود إلا إلى الغداة وكنت أسمع منه الحكمة، فلما كبر وترعرع كان يقول : الحمد لله الذي أخرجني من أفضل نبات، من الشجرة التي خلق منها الأنبياء، وكنت أتعجب منه ومن كلامه، وكان يصبح صغيراً، ويمسي كبيراً، ويزيد في اليوم مثل ما يزيد غيره في الشهر، ويزيد في الشهر مثل ما يزيد غيره في السنة حتى كبر ونشأ، ولم يكن في زمانه أحسن منه خلقاً، ولا أيسر منه مؤونة، و لقد كنا نجعل القليل من الطعام قدامنا ونجتمع عليه ونأخذ يده ونضعها فيه فنأكل، ويبقى أكثر الطعام، فلما صار ابن سبع سنين قال لامه حليمة : يا أمي أين إخوتي ؟ قالت : يا بني إنهم يرعون الغنم التي رزقنا الله إياها ببركتك، قال : يا أماه ما أنصفتني، قالت : كيف ذلك يا ولدي ؟ قال : أكون أنا في الظل وإخوتي في الشمس و الحر الشديد، وأنا أشرب منها اللبن قالت : يا بني أخشى عليك من الحساد، وأخاف أن يطرقك طارق، فيطلبني بك جدك، قال لها : لا تخشى علي يا أماه من شئ، ولكن إذا كان غداة غد أخرج مع إخوتي، فلما رأته وقد عزم على الخروج وهي خائفة عليه عمدت إليه وشدته من وسطه، وجعلت في رجليه نعلين، وأخذ بيده عكازاً، وخرج مع إخوته، فلما رأى أهل الحي أتوا مسرعين إلى حليمة، فقالوا لها : كيف يطيب قلبك بخروج هذا البدر وما يصلح له الرعاية ؟ قالت : يا قوم ما الذي تأمرونني به ولقد نهيته فلم ينته، فأسأل الله تعالى أن يصرف عنه السوء، ثم قالت : شعراً:
يا رب بارك في الغلام الفاضل ***** محمد سليل ذي الأفاضل
وأبلغه في الأعوام غير آفل ***** حتى يكون سيد المحافل
فلما كان وقت العشاء أقبل مع إخوته كأنه البدر الطالع، فقالت له : يا ولدي لقد اشتغلت قلبي بخروجك عني في هذه البرية، قالت حليمة : وكان في الغنم شاة قد ضربها ولدي ضمرة فكسر رجلها، فأقبلت إلى ولدي محمد (صلى الله عليه وآله) تلوذ به كأنها تشكوا إليه، فمسح عليها بيده، وجعل يتكلم عليها حتى انطلقت مع الأغنام كأنها غزال، وكان كل يوم يظهر منه آيات ومعجزات، وكان إذا قال للغنم : سيري سارت، وإذا أمرها بالوقوف وقفت، وهي مطيعة له، فخرج في بعض الأيام مع إخوته وقد وصلوا إلى واد عشيب، وكانت الرعاة تهابه لكثرة سباعه، وإذا قد أقبل عليهم أسد وهو يزمجر، هائل الخلقة، فلما وصل إلى الأغنام فتح فاه وهم أن يهجم عليها، فتقدم إليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما نظر إليه الأسد نكس رأسه وولى هارباً، فعند ذلك تقدم إخوته إليه فقال لهم : ما شأنكم ؟ قالوا : لقد خفنا عليك من هذا الأسد، وأنت ما خفت منه وكنت تكلمه، قال : نعم كنت أقول له : لا تعود بقرب هذا الوادي بعد هذا اليوم،
ثانياً: هناك بعض الروايات تخاطب النبي (صلى الله عليه وآله) الى ان الله حرم النار على صلب انزلك وبطن حملك وحجر كفلك واهل بيت آوول وثدي ارضعتك والمقصود بالاخير حليمة... وقرن حليمة مع عبدالمطلب وابو طالب وعبدالله وآمنة بنت وهب وفاطمة بنت اسد دليل على عظم شأنها .
ثالثاً: قد روي انها قد رأت كيف ان الاصنام تتساقط عند ذكر اسم محمد وهذا ان ثبت فلا بد انه يجعل حليمة ان لاتعتقد بالاصنام ولا تعبدها بعد ما رأتها تتساقط هذا بالاضافة لما رأته من معاجز حال تربيتها له من تضليل الغمامة له واخضرار الاشجار ببركة وجوده وشفاءه لبعض الحيوانات ونزول البركة فيها وغيرها من المعاجز وما سمعته من امه وابيه ومنه من عظم شأنه تجعلها من اشد الموحدين لله فالمحيط الذي تتعامل معه كله موحد لله فلا بد هي بعد رؤيتها لذلك كله ان تكون موحدة.
رابعاً: روي ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يعلمها ان لا تأكل من الصدقة وانه رفض ان يأكل من الصدقة وهو ابن سنة فالنبي (صلى الله عليه وآله) وان كان صغيرا الا انه كان مسددا من السماء فاذا كان في بيت حليمة ما لا يجوز عليه كان هو المعلم لهم والمانع لنفسه من تناول ما لا يليق به .





السؤال: العواتك
هل هناك سيدة هاشمية تسمى بعاتكة؟
الجواب:
رد في رواية للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال (انا ابن العواتك من قريش ..... ) وفي شرح ذلك قال في الوافي 15/125:
والعواتك جمع عاتكة وهي المرأة المجمرة بالطيب وكانت اسما لثلاث نسوة من أمهات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إحداهن عاتكة بنت هلال التي كانت أم عبد مناف بن قصي والثانية عاتكة بنت مرة بن هلال التي كانت أم هاشم بن عبد مناف والثالثة عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال التي كانت أم وهب أبي آمنة أم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فالأولى من العواتك عمة الثانية والثانية عمة الثالثة وبنو سليم كانوا يفخرون بهذه الولادة .
وقيل العواتك في جدات النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تسع ثلاث من بني سليم وهي المذكورات والبواقي من غيرهم .




السؤال: الإنسان الكامل
لماذا لم يخلق الله أنساناً كاملاً منذ البداية؟
الجواب:
في السلسلة الطولية التهي ابتدأ منها خلق الاشياء فان اول ما خلقه الله تعالى هو الانسان الكامل , وهو الحقيقة المحمدية او نور الانوار . وهم وان لم يسم انسانا في هذا المقام باعتبار ان الانسان هو الآدمي الا ان ذلك محل نظر فقد ورد ان الانسان الصغير الذي هو الانسان الارضي قد خلق طبقا للانسان الكبير الذي هو العالم اجمع فكل جزء من الانسان الارضي يوجد ما يقابله في الانسان الكبير , كما ان عالم المشيئة الالهية يطلق عليه آدم الاول او آدم الكبير .
نعم في السلسلة العرضية أي في عالم الكون والفساد فان الانسان هو الآدمي وربما وجد قبل آدمنا هذا آدم اخر فيصدق عليه كذلك بانه انسان بل قد ورد ان الله تعالى خلق قبل آدمنا هذا وعالمنا هذا الف الف آدم والف الف عالم . وعليه فان الانسان الكامل يكون خاتم المصطفين والمنتجبين من عباد الله الصالحين وعدم خلقه في بداية الزمان في السلسلة الطولية ان عنيتم به عدم خلق جسمه وجسده فمسلم ولكن لا نسلم انه لم يكن مخلوقا بروحه ونوره والدليل على ذلك ان ابانا آدم (عليه السلام) لم يستحق السجود من الملائكة لولا ما وضع الله في صلبه من انوار محمد واهل بيته كما هو صريح جملة من الاخبار في تفسير آية سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) .



السؤال: بعث بسن الاريعين
عندي سؤال وهو ماهي الحكمة من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه واله بالنبوة وهو في سن الاربعين باعتقادي أن هذا الشي مرتبط بلامام علي عليه السلام إذ لو بعث النبي صلى الله عليه واله قبل ذلك لم يكن الامام عليه السلام موجوداً.
الجواب:
لم نعثر على مضمون رواية يوضح السبب في ذلك ولا يمكن القول بارتباط ذلك بالنبي ولا بعلي (صلوات الله وسلامه عليهما والهما) فهناك من الانبياء من بعث وهو صبي ﴿ وَآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِيًّا ﴾ (مريم:122) ولو اراد الله سبحانه وتعالى ان يرسل النبي (صلوات الله عليه واله) دون الاربعين لامكن خلق علي (عليه السلام) قبل ذلك ليأزره على اداء المهمة لذا الذي نستطيع احتماله ان ذلك مرتبط بالناس آنذاك فانهم لا يقبلون شخصا بمرحلة الصبى ولا بمرحلة الشباب فانه يعتبر انذاك غير ناضج فتكون مهمة النبي اصعب لكن عندما يأتيهم رجل في تمام الرجولة وكمال العقل لابد ان يكون اكثر قبولا ممن هو دون ذلك في السن ولو كان فوق ذلك في العمر لصعب اداء مهمة النبوة المشتملة على الدعوة السرية والحصار في الشعب والجهاد وادارة الدولة في المدينة فكل هذه المراحل تحتاج الى مقدار من القوة البدنية اللازمة لاداء هذه المهمات بالاضافة ان النبوة تحتاج الى فترة زمنية كافية لاداءها فكانت الثلاث والعشرون سنة كافية لتلك المهمة .





السؤال: معنى امية النبي (صلى الله عليه وآله)
حدث جدال حول معلومة تخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم في معنى ( النبي الامي ) هل تعني انه كان لا يقرا ولا يكتب.. ام تعني انه من ام القرى مكة وانه كان يجيد القراءة والكتابة .. وما معنى قول جبريل عليه السلام بـ.. أقرأ .. واجابته بـ.. (ما انا بقارئ) ..
ارجو التوضيح
الجواب:
في تفسير امية النبي هناك آراء :
الاول: قيل نسبة الى ام القرى بلاده ومسقط رأسه الشريف كما ورد هذا المعنى في القرآن الكريم بلحاظ تسمية مكة ام القرى قال تعالى (( وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَن حَولَهَا )) (الانعام:92). وقال تعالى (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ )) (الاعراف:1577) وبالجمع بين الإيتين نفهم ان صفة الامي مأخوذة من ام القرى لا غير .
الثاني: الرأي القائل بان امي بمعني من امة الناس أي من جمهور الناس فاذا كنا نقسم المجتمع الى قسمين طبقة القرار واصحاب دار الندوة واهل الرأي والفصل والقسم الاخر بقية الناس من جمهور الامة سيكون الرسول من الطبقة الثانية وفقا لاعتقاد القائلين بهذا الرأي .
الثالث: الرأي القائل بان اليهود كانوا يسمون كل ما عداهم بالامي أي ليس من اهل الديانة اليهودية وبما ان النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لم يكن منهم لذا فهو امي بهذا الاعتبار .
الرابع: على ما ولدته عليه امه أي على فطرته وطبيعة خلقه الاول فهو لم يلوث ولم تدنسه الاشياء الاخرى .
الخامس: انه امي أي لا يقرأ ولا يكتب حيث درجت تسمية من لا يقرأ ولا يكتب بالامي وبما ان النبي ما كان يقرء ولا يكتب لذلك هو يحسب على الاميين... وفي المقام يطول الكلام.
اما سؤالكم عن قول جبرائيل اقرأ وجواب الرسول ما انا بقارئ فهو محل خلاف بل عدم رضى بالنسبة لنا .
نعم نقول ان الامين جبرائيل قال للنبي اقرأ ولكن لا نقول انه اجاب بهذه الصيغة (ما انا بقارئ) بل كان جواب النبي (صلى الله عليه وآله) يتفق مع طلب جبرائيل في الصياغة التي ننقلها نحن وهي (وما أقرأ) والا فالجواب الاول ترد عليه نقوض عديدة نحن ليس بصددها الان .


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد, النبي, اسئلة, واله/, واجوبة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة ألاربعين/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الادعية والاذكار والزيارات النيابية 1 2017/10/18 07:14 PM
التربة الحسينية /اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد المواضيع الإسلامية 0 2017/06/14 04:11 PM
فدك/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 2 2017/06/13 02:24 PM
الشيعة / اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد خيمة شيعة الحسين العالميه 5 2016/10/31 12:25 AM
اسئلة واجوبة .. محمد التميمي المواضيع الإسلامية 5 2012/09/17 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |