Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/06/05, 06:49 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي وظيفتنا تجاه انتهاک حرمة العتبات المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



آية الله السيد محمد رضا الشيرازى قدس سره

إن الأحداث المؤلمة التي تجري هذه الأيام في العراق لاسيما مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، من قتل الأبرياء وترويع النساء والأطفال، وتخريب المساجد وانتهاك حرمة العتبات المقدسة، وخصوصاً استهداف مرقد مولی الموحّدين وإمام المتقين
، أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.. تجرح قلب كل مؤمن غيور، وتطرح أمامنا السؤال التالي: ما هي وظيفتنا تجاه هذه الأحداث المريرة؟

في الحقيقة، لا يمكننا تحديد الوظيفة في مفردات معدودة، ولكننا نذكر فيما يلي بعض الوظائف التي ينبغي علينا القيام بها، وهي:

1) التفاعل الوجداني مع الأحداث.

2) انتهاج سياسة ممارسة الضغوط.

3) العودة إلی الجذور [التفكير في أسباب المشكلة لحلّها بشكل جذري].

4) الدعاء والالتجاء والتضرّع إلی الله تعالی
.

● الوظيفة الأولی: التفاعل الوجداني (أو الإنكار القلبي)


إن الدين لا يطلب منا اتخاذ موقف عملي تجاه الأحداث فقط بل يدعونا كذلك أن يكون لنا موقف نفسي تجاهها، ومن هنا يقول الفقهاء: يجب علی كل مكلّف إنكار المنكر بقلبه. وقد يتساءل: ما هو معنی الإنكار القلبي؟ وما هي أهميته؟

● المقصود بالإنكار القلبي

امّا ما هو المقصود بالإنكار القلبي للمنكر فهناك عدة احتمالات، منها:


·الاحتمال الأول: العلم بأنه منكر، أي أن تعلم في باطنك أنه كذلك، فهذا العلم مطلوب شرعاً، وله موضوعية في حدّ ذاته.

·الاحتمال الثاني: عقد القلب علی ذلك، وبين (العقد) و (العلم) عموم من وجه – علی الاصطلاح المنطقي - فقد يكون هناك علم ولا عقد، أو عقد ولا علم، وقد يرتفعان وقد يجتمعان. (وتفصيل ذلك في بحث «الموافقة الالتزامية» من علم الاصول).

·الاحتمال الثالث
: عدم الرضا بالمنكر، كما نقرأ في زيارة الإمام عليه السلام: «لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به».

·الاحتمال الرابع:
السخط القلبي تجاه المنكر، وعدم الرضا أمر عدمي، بينما السخط أمر وجودي.

· الاحتمال الخامس
: الردع القلبي، فكأنك تقول للعاصي بقلبك أن لا يفعل.

وكان السيد الوالد (رحمة الله عليه) يری أن المعاني الأربعة الاولی كلها واجبة في إنكار المنكر.


● أهمية الإنكار القلبي

أما أهمية الإنكار القلبي للمنكر فلعلها تكمن في أن جميع المواقف الخارجية التي يتخذها الإنسان إنما تبتني علی موقفه النفسي، فالموقف النفسي هو القاعده التي يستند إليها الموقف الخارجي للإنسان، فإذا كان الموقف النفسي للفرد متصفاً بالميوعة واللامبالاة تجاه الأحداث – كما هو حال كثير من الناس – فإن هذا الموقف سوف ينتهي إلی الميوعة واللامبالاة في الموقف الخارجي أيضاً، ولا يمكن – عادة – لفرد موقفه النفسي هو الميوعة واللامبالاة أن يتسم موقفه الخارجي بالالتزام والمبالاة.


فإذا كان الدين يطلب منا أن نتخذ موقف الإنكار القلبي من كل منكر مهما كان صغيراً، فكيف بهذه المنكرات والفظائع التي تحدث اليوم في العراق؟


ومن هنا يجب علينا تنمية حالة الإنكار القلبي والتفاعل الوجداني تجاه هذه الأحداث، وهي حالة قابلة للتنمية، ولقد كانت هذه الحالة مشهودة في حياة النبي الأكرم والأئمة المعصومين عليهم السلام.


● روايات في التفاعل الوجداني مع الأحداث


· قال الله تعالی مخاطباً نبيه الكريم: «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفً [2] وقال تعالی: «لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» [3]، ومعنی « بَاخِعٌ نَفْسَكَ»: مهلكها، كما ورد في كتب اللغة والتفسير [4]؛ وذلك لأن الحدث إذا كان ثقيلاً علی قلب الفرد فربما قتله غمّاً وهمّاً، وهكذا كانت حالة النبي صلی الله عليه وآله فإنه كان يتألم بشدّة لا نحراف الناس وكفرهم.

وهذه الحالة (حالة التألم والتفاعل) نجدها لدی بعض علماء الدين عندما يرون تفشّي المنكرات في المجتمع، بينما بعض الأفراد يمرّون علی المنكرات مرور الكرام! فتری أحدهم يعيش همومه وآلامه الشخصية ولا يكترث بآلام المجتمع ولا همومه
.

· عندما بلغ الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام خبر غزو جيش معاية للأنبار قال [5]:

«وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقد قتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها، وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل علی المرأة المسلمة والأخری المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعثها ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلاً منهم كلْم ولا أريق لهم دم، فلو أن امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً» [6]


فإذا كان الإمام عليه السلام يقول هذا لانتزاع سوار أو خلخال، فماذا نقول في المظالم التي حدثت في العراق وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين حيث انتهكت الأعراض كما انتهكت حرمة المقدسات الدينية؟!


· عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال: كنت عند عليّ بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل من أصحابه فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): ما خبرك أيها الرجل؟ فقال الرجل: خبري يابن رسول الله أني أصبحت و عليّ أربعمائة دينار دَين لا قضاء عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به. قال: فبكى علي بن الحسين (عليه السلام) بكاء شديداً. فقلت له: ما يبكيك يابن رسول الله؟ فقال: وهل يعدّ البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار؟ قالوا: كذلك يابن رسول الله. قال: فأيّة محنة ومصيبة أعظم على حرّ مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلّة فلا يمكنه سدّها و يشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها» [7].


· وروي أن النبي صلی الله عليه وآله سأل الله تعالی: يا ربّ أيّ عبادك أحبّ إليك؟ قال: الذي يبكي لفقد الصالحين كما يبكي الصبي لفقد أبويه [8].

إن الصبي الذي يفقد أبويه يشعر أنه فقد الملجأ والظهر وتتملكه حالة من الرقة، فمن كانت هذه حالته عند فقد الصالحين فهو أحبّ العباد إلی الله تعالی، مما يعني أن الرقّة والتفاعل الوجداني حالة إيجابية في المجتمع لابدّ من تقويتها.

· ويقول الفقهاء إنه يستحبّ أن يبكي الإنسان إذا شاهد ميتاً من المؤمنين وإن لم يعرفه [9]. ولا شك أن البكاء عملية غير اختيارية ولا تتأتي في مثل هذه الحالات إلا لمن كان رقيق القلب جداً، وهذا يستلزم أن يربّي الإنسان نفسه لكي يكون كذلك.

· وقد روي أنه أرسلت ابنة للنبي صلی الله عليه وآله تخبره أن ابنها يحتضر، فلما أتاها وضعت الصبي في حجره ونفس الصبي تقعقع، ففاضت عينا رسول الله صلی الله عليه وآله من دموعه، فقال رجل: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة يجعلها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. [10]

نخلص من كل ما تقدم أنه ينبغي علينا الخروج من قوقعة الذات، فلا تصبح المشاكل الصغيرة التي نعانيها وكأنها كل شيء في الوجود بينما نمرّ علی المشاكل الكبيرة التي تعاني منها أمّتنا مروراً عابراً!


● الوظيفة الثانية: ممارسة الضغوط


إن الضغوط كالقطرات لا تشكّل كلّ قطرة بمفردها شيئاً ولكنها إذا اجتمعت وتراكمت كوّنت السيول، بل إن الله تعالی بنی هذا الكون الهائل علی عنصر (التراكم)، فإذا قام كل واحد من المسلمين – وهم اليوم يبلغون حوالي المليارين حسب بعض الإحصاءات – أو كثير منهم بعمل مهما كان صغيراً في هذا الاتجاه، فإن هذه الأعمال والمواقف ستتجمّع وتشكّل ضغطاً عالمياً كبيراً، والضغوط مؤثرة في عالم اليوم، لأنه عالم مفتوح يمكنك أن ترتبط بأقصی فرد فيه وتنقل رسالتك إليه، وهذا ما يقوم به اليهود، فهم يمارسون ضغوطاً عالمية هائلة تجاه أي عمل يشمّون منه رائحة المعاداة لهم حتی ينهوه أو يحدّوا منه. ومما نقل في هذا المجال أنهم قاموا بضجّة إعلامية في إحدی البلدان لأنهم شاهدوا من الجو أشجاراً في إحدی الحدائق ظهرت – لا يدری إن كان ذلك متعمداً أو عفوياً – علی شكل الشعار النازي، فلم يهدأوا واستمرّت ضغوطهم لإرغام تلك الدولة علی تغيير شكل تلك الأشجار!

ولو اعتقل يهودي واحد في مكان ما لأقاموا الدنيا كلها لإطلاق سراحه، بينما يعتقل المسلمون بالآلاف في كل مكان، دون أن يكون هنالك ردّ فعل كافٍ.

سأل أحد المؤمنين صحافياً غربياً: لماذا لا تنشرون أخبارنا؟ فأجابه: أنتم السبب، لأنناعندما نكتب لصالحكم لا نسمع مدحاً من أحد، وإذا كتبنا ضدّكم فلا نسمع من يقول: لماذا فعلتم ذلك؟ في حين إننا كتبنا خبراً واحداً عن مقتل طفل فلسطيني – وكان الخبر صدقاً – فوردتنا رسائل كثيرة من اليهود تستنكر ذلك!


هل فكّرنا نحن في هذه الأمور؟ وهل فكّرنا أن نكتب للصحف العالمية لكي تنشر لنا؟ إن الصحف العالمية يقرأها الملايين من الناس، وهي كثيرة جداً، فلماذا لا نفكر في أن نكتب لها؟


ومن وسائل الضغط والتأثير الأخری المظاهرات الاحتجاجية، فلنلجأ الی المظاهرات السلمية، والمؤمنون منتشرون في العالم ويمكنهم أن يقوموا بذلك.


ان المظاهرات والإضرابات والاعتصامات مؤثّرة، ولقد هدد السيد حسين القمي (رحمة الله عليه) شاه إيران (البهلوي الابن) بدعوة الشعب للإضراب العام إن لم يستجب لمطالب المرجعية الدينية في قضية الحجاب والعمامة والأوقاف .. فاستجاب الشاه أخيراً للمطالب وتراجع عن الخط الذي سلكه والده (البهلوي الأول). فلنفكر إذن في كل وسيلة من وسائل الضغط ولو عن طريق اتصال هاتفي بصديق نحرضه من خلال ذلك علی العمل والتحرك، أم تری أننا نستكثر ذلك علی أمير المؤمنين عليه السلام وعلی المقدسات وعلی أعراض المسلمين وأرواحهم؟!

● الوظيفة الثالثة: العودة إلی الجذور [التفكير في الحلول الجذرية للمشاكل]


ولنضرب قبل كل شيء مثلاً: إننا نملك في أبداننا مناعة طبيعية ضدّ الأمراض يقال لها المناعة المكتسبة، لأنا اكتسبناها منذ الطفولة من خلال احتكاكنا بالحياة ومصارعتنا لها، ويختلف الأشخاص في درجة المناعة التي يملكونها، ولكن بعض الأشخاص قد يصابون بمرض فقدان المناعة تماماً، ومثل هؤلاء يعزلون عادة لأن أبسط ميكروب يغزو بدنهم قد يؤدي إلی القضاء علی حياتهم، ولو استطعنا بنحو من الأنحاء القضاء علی ذلك الميكروب فإن المشكلة لن تحلّ لأن ميكروباً آخر قد يغزو البدن ويدمّره، مادام البدن فاقداً للمناعة؛ فلابد من حلّ المشكلة من الأساس.

وهنا لابد من ذكر حقيقة وإن كانت مرّة وقد لا يتحملها البعض وهي أن أمّتنا[11] مبتلاة اليوم بمرض فقدان المناعة الحضاري، أي أنها لا تملك قدرة علی مقاومة الغزو الخارجي، واللازم التفكير في حلّ هذه المشكلة التي هي سبب كثير من المشاكل التي نعاني منها، فإن نحن استطعنا حلّ المشكلة من جذورها بإذن الله تعالی نجونا، وإلا فستبقى بلادنا هكذا ألعوبة بأيدي الكفار كما هي كذلك منذ ما يزيد علی قرن من الزمان.

أما علاج المرض الذي نعاني منه (أي فقدان المناعة) فيكمن في القضاء علی أسباب هذا المرض ومن أهمها: غياب (الحرية؛ والشوری، والمؤسسات الحضارية).


قال الله تعالی: «وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ» [12]


وقال عز شأنه: «وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ» [13] وقال سبحانه: «وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى» [14].

انظروا كيف تُحكم بلادنا؟ ومن يحكمها؟ إن بلادنا لا حرية فيها في الغالب، والذي يحكمها شخص واحد، وفي أحسن الأحوال حزب واحد، والبقية محكومون مقهورون، فلا مشاركة سياسية ولا حريات! ومن الطبيعي أن بلداً يحكمه رجل واحد فقط لا يمكنه أن يقاوم بلداً يحكمه الملايين، لأن الشعوب في تلك البلدان تشارك في الحكم بنسبة أو بأخری (مع كلّ الملاحظات القائمة علی النظام السياسي الحاكم هناك) وليست كبلادنا التي عبّر عنها أحدهم بقوله: كيف نعتمد علی بلد تنهيه رصاصة واحدة؟ ولقد رأيتم كيف أن الأوضاع تتبدل تماماً وتنقلب رأساً علی عقب برصاصة تغتال الزعيم الأوحد! أليس هذا هو واقعنا؟


ومن أسباب تخلّفنا وهبوط مناعتنا أننا لم نعد كما يقول القرآن الكريم: «انَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً» [15] بل صرنا أمة مفككة مشتتة نزداد انقساماً وتشرذماً كل يوم، بينما بدأ الآخرون يدركون أهمية الوحدة، فأزالوا الحدود ووحّدوا العملات بل وحّدوا المواقف السياسية ليقتربوا من مفهوم الدولة الواحدة.

فلا بد – إذاً – من أن تكون الحرية موجودة ولا بد من وجود المشاركة السياسية والشوری والوحدة والتجمعات الاجتماعية الفاعلة كما هو حال عالم الغرب اليوم - في حدود معيّنة -.

فإن نحن لم نفكر في حل جذري لهذه المشكلات فإن مصائبنا ستبقی والذي سيتبدل هو ألوانها وأشكالها فقط.


● الوظيفة الرابعة: الدعاء والالتجاء الی الله تعالی

يقول الله تعالی: «قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ» [16]


نقل السيد الوالد (رحمة الله عليه) عن أحد العلماء أنه رأی موظفاً دائم الذكر، [وهذه الحالة لا تتأتی عادة إلا علی أثر التربية أو بسبب حدث مهم في حياة الشخص يوجهه إلی الله تعالی] فسأله عن سبب مداومته علی ذكر الله تعالی، فقال: لذلك قصة ملخّصها أن فتنة عشائرية وقعت ضد البهلوي الأول، فأتهِمت مع صديق لي بأننا وراء إثارتها، فقُبض علينا وحُكم علينا بالإعدام، وكنّا في غاية الاضطراب لأنه كان من المقرر أن نعدم صبيحة اليوم التالي. فقلت لصديقي: هلا نبعث ببرقية لنجاتنا؟ فقال: لمن؟ للشاه؟ قلت: لا، بل لمن هو أكبر منه. قال: تعني الحكومة البريطانية؟ قلت: بل من هو أعظم. قال: من هو؟ قلت: مالك الملوك ومن بيده جميع الأمور، الله سبحانه تعالی. قال: وكيف؟ قلت: نقرأ اثنتي عشرة ألف مرة «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ» [17]


وبدأنا بالقراءة وكان صديقي يلتفت إليّ بين الفترة والأخری ويسألني: لم يأت جواب البرقية؟ فكنت أقول له: انتظر. وحلّ موعد التنفيذ فجراً، فأخذونا إلی ساحة الإعدام، وأطلقت الصفارة الأولی فالتفت إليّ صاحبي وقال: لم يأتِ الجواب؟ قلت: انتظر، ثم أطلقت الصفارة الثانية، وقبل أن تطلق الصفارة الثالثة والأخيرة، سمعنا همهمة، وحدث توقف، فالتفتُّ إلی صاحبي وقلت: لقد جاء جواب البرقية. وبالفعل أقبل نحونا الجنود وفكوا وثاقنا وأزالوا الغطاء عن أعيننا وتبين أنه في أثناء إطلاق الصفارات رأی الشرطة رجلاً يقبل مسرعاً وهو يشير إليهم بعلم أو منديل ويطلب منهم التريث. وعندما وصل قريباً قال: اتضح أن هذين لم يكونا وراء إثارة الفتنة بل كان وراء ذلك أشخاص آخرون، وأطلق سراحنا ولله الحمد.


ومنذ ذلك الوقت حدثت عندي حالة المواظبة علی ذكر الله، فكيف أنساه وهو الذي أنقذني من موت محتّم. فلنضرع إلی الله تعالی من أجل إنقاذ بلادنا وأمّتنا وحماية مقدّساتنا وردّ كيد الأعداء إلی نحورهم.


نسأل الله تعالی أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يعجّل لوليّه الفرج ويجعلنا من أعوانه وأنصاره، وصلّی الله علی محمد وآله الطاهرين.

لاستماع المحاضرة انقر هنا


--------------------------------------------------------------------------------

[1] المحاضرة لسماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي (حفظه الله).

ألقيت هذه المحاضرة في 6 ربيع الثاني من عام 1425هـ ، على جمع من طلاّب العلوم الدينية في مدينة قم المقدّسة.

[2] . الكهف: 6.

[3] . الشعراء: 3.

[4] . بخع نفسه: قتلها غيضاً وغمّاً (لسان العرب، لابن منظور، ج8، ص5، مادة بخع) وانظر: تفسير القمي: ج2، ص30 وص118.

[5] . هذه هي خطبة الجهاد المعروفة، وقد رويت في: الكافي: ج5 ص 4، بحارالانوار: 64/34 الاجتماع: 1/175، الإرشاد: 1/281، دعائم الاسلام: 1/390، وفي كتاب نهج البلاغة ص70 الخطبة 27.

[6] . المعاهدة: ذات العهد وهي الذمية أي المسيحية أو اليهودية.

الحجل: الخلال.

القلب: السوار المصمت.

الرعث: الأقراط، وهي من حلي الأذن.

الاسترجاع: البكاء، أو قول إنالله وإنا إليه راجعون.

الاسترحام: أن تناشده الرحمة أو الرحم.

الكلم: الجرح.

وانصرفوا وافرين: أي تامّين، لا قتُل ولا جرح منهم أحد، بل أخذوا ما أخذوا وانصرفوا به.

[7] . بحار الأنوار: ج 46 ص 20، باب 3: معجزاته و معالي أموره (عليه السلام).

[8] . مستدرك الوسائل: ح2، ص369.

[9] . راجع العروة الوثقی – كتاب الطهارة – فصل في المستجبات قبل الدفن وحينه وبعده – الواحد والثلاثون

[10] . مستدرك الوسائل: 2/381، وقد ذكر الرواية السيد البروجردي (رحمة الله عليه) في كتابه (جامع أحاديث الشيعة).

[11] . المقصود: الطابع العام.

[12] . الأعراف: 157.

[13] . الشورى: 38.

[14] . المائدة: 2.

[15] . الانبياء: 92.

[16] . الفرقان: 77.

[17] . النمل: 62



,/dtjkh j[hi hkjihک pvlm hgujfhj hglr]sm



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2013/06/05, 07:55 PM   #2
اميرة الورد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 793
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
الدولة: الاحسآء
المشاركات: 1,895
اميرة الورد غير متواجد حالياً
المستوى : اميرة الورد is on a distinguished road




عرض البوم صور اميرة الورد
افتراضي




بآرك آلله فيكـ ونفع بكـ
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب .
في انتظار جديدك المميز
دمت بسعآده مدى الحياة






توقيع : اميرة الورد
رد مع اقتباس
قديم 2013/06/11, 04:47 PM   #3
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك أعدائهم يا رب
بارك الله بكم على اطلاعكم على الموضوع
عفاك الله من كل سوء


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2013/06/11, 08:56 PM   #4
مهند الشمري


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1510
تاريخ التسجيل: 2013/05/18
الدولة: بغداد
المشاركات: 8,247
مهند الشمري غير متواجد حالياً
المستوى : مهند الشمري is on a distinguished road




عرض البوم صور مهند الشمري
افتراضي

جزاك الله خيرا ............................
وبارك الله فيك
جعله الله من موازين حسناتك
تقبل مروري


توقيع : مهند الشمري




[
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ايران تعلن عن استثناء العتبات الدينية في سامراء من برنامج زيارة قوافلها بسمة الفجر السياسة 3 2012/12/26 01:16 PM
عنصرية ابن تيمية تجاه شيعة الامام علي بن ابي طالب بسمة الفجر الصوتيات والمرئيات والرواديد 2 2012/12/23 11:27 AM
الطباع التي يحبها الرجل وتجذبه تجاه المرأة شيعة الحسين بنات الزهراء 5 2012/12/14 09:13 PM
واجب المؤمن تجاه الفساد‎ قل هو الله أحد المواضيع الإسلامية 3 2012/07/20 08:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |