Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/08/25, 09:37 AM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي كيف ادى الامام السجّاد دوره الرسالي ؟

بســـــــــــــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبين وعلى اله الطيبين

ان للائمة المعصومين دور مشترك وتكليف واحد ويتخلص بالاتي :

1- حماية الاسلام بالوقوف امام محاولات التحريف والاستغلال من قبل المنحرفين

2- حماية الامة ببناء قاعدتها الفكرية وتوضيح معالم دينها الحنيف وتعميقه في نفوس ابنائها

3- حماية الفرد المسلم برسم الصورة المثالية للحياة الاسلامية وابراز المواقف النموذجية للفرد المسلم في كل نواحي الحياة

ولما كان الائمة عليهم السلام يعيشون اجواء مختلفه ويعاصرون احداث متباينه فلابد ان تؤثر تلك الظروف وتقلبات الاوضاع على اعمالهم ومواقفهم ولكن بما يحفظ جوهر المسيرة التي انتهجوها ومن دون ان يخرجوا عن الخط المرسوم لهم او المرحلة التي وصلوها

وعليه فان مواقف واعمال كل امام كانت تتأطر وتتأثر بجانبين :

الجانب الاول : المرحلة التي يعيشها الامام والدرجة التي وصلتها المسيرة الاسلامية في عهده

الجانب الثاني : الواقع السياسي المعاصر للامام والاوضاع الاجتماعية المحيطة به

ان الامام السجاد عليه افضل السلام كان يمثل دور المنعطف المهم بين مرحلتين فاصلتين في عمل الائمة

المرحلة الاولى فترة الصراع السياسي مع الحكام الذي قام به الائمة الثلاث الاوائل

المرحلة الثانية وهي ترك الائمة للتحرك السياسي والتفرغ الى بث العلوم الاسلامية ومقاومة الانحراف الفكري والتصدي لمحاولات التحريف وبناء الكتلة الشيعية والاشراف على تربيتها

ومعنى ذلك ان الامام السجاد تقع مهمته في المرحلة الثانية والتي تستدعي منه ان يظهر علمه ويكثر طلابه ويربي القاعدة العريضة المواليه له فيرتقي المنابر ويؤسس الاتجاهات والمدارس الفكرية التي تستلهم منه وتصدر عنه

ولكن الشيء المعروف والبارز في حياته هو انزواءه وتفرغه للعبادات وانشغاله بنفسه وبالبكاء على ابيه السبط الشهيد

فكيف نفسر هذا الموقف ؟


اذا القينا نظرة على الواقع السياسي للدولة الحاكمة انذاك وطبيعه تعاملها مع القوى المعارضه لها ثم الاضطراب الذي عم البلاد نتيجة للصراع بين حركة ابن الزبير في الحجاز والدولة الاموية في الشام ندرك حين ذاك بعدا مهما لانزواؤه وفهمه الروحي الذي تميز به
وكذلك لو تعرفنا على وضع الموالين لاهل البيت في عهد الامام السجاد والحالة التي كانوا يعيشونها على اثر واقعه كربلاء واستشهاد الحسين عليه السلام فيها ثم درسنا فهمهم وارتباطهم بائمتهم وقادتهم وماكانوا ينتظرونه منهم لفهمنا كثير من مواقف الامام وسلوكياته الخاصه بالانعزال والانزواء في السنين الاولى من حياته ولاصبح واضحا لدينا كيفية ارتباط هذه المواقف والمظاهر مع اهداف الامام الرسالية الكبيرة

كانت هذه بعض الاهداف التي اراد تحقيقها الامام السجاد :

1- تركيز نهضة الحسين في الامة وابراز مأساة قتله وتخليدها تاريخيا

2- بناء القاعدة الشعبية الموالية له وتوسيع دائرة المحبين لاهل البيت

3- تعميق مفهوم الامامه وارجاع قدسيتها وهيبتها خصوصا عند الموالين والتاكيد على امامته والتي هي اصطفاء من عند الله سبحانه وتعالى

4- محاولة طمأنة السلطة الاموية منه خصوصا ومن خط الامامة عموما والابتعاد والتخلص من متابعه اجهزة الدولة وعيونهم بقدر الاستطاعه

ان حالة الخوف والاضطراب السياسي الذي كان يعاصر السنين الاولى من امامة السجاد وخصوصا بعد ثورة الحسين في كربلاء حيث اصبحت الشيعه تخاف على نفسها من بطش الامويين واستهارهم بسفك الدماء كما اشار الحسين لهذا بقوله

أَما إِنَّكُمْ لَنْ تَقْتُلُوا بَعْدي عَبْداً مِنْ عِبادِ اللهِ الصّالحين فَتَهابُوا قَتْلَهُ، بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إِيّايَ».

ادى هذا الى تقليص جهود الامام وانكماش نشاطه وخصوصا في تركيز امامته وزعامته وكانت الدولة واجهزتها في حالة انذار قصوى بعد النقمة الشعبية على يزيد واستغلال المعارضه لها وكانت الحجاز مقرللامام والعراق شيعه الامام من اشد المناطق سخونه واضطراب حيث تركز وجود المعارضة وتحرك ابن الزبير ضد الامويين

وكانت اهم المشاكل التي في طريق الامام هي معرفة امامته لان لم يكن سن الامام ولا منزلته الاسرية تبؤه لزعامة الهاشميين وهناك من كبراء يني هاشم من يكبره عمرا ومكانه ولهم هيبة بين الناس وقد بلغ الشك في امامته ان حبابة الوالية دخلت على الامام السجاد باكية فسألها عن بكائها فقالت جعلني الله فداك ان اهل الكوفه يقولون لو كان علي بن الحسين امام كما تزعمين لاذهب هذا الذي بوجهك من الوضح

وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال ارتد الناس بعد قتل الحسين الا ثلاثة ابو خالد الكابلي ويحيى بن ام طويل وجبير بن مطعم

وقد ضرب السجاد بيتا من الشعر خارج المدينة وكانت العقيلة زينب الكبرى هي الطريق في تبليغ الاحكام ورد الاجوبة الى خصوص الشيعه
كما كانت السلطة تلاحق اصحاب السجاد وطلابه وعلى راسهم سعيد بن جبير
اما بنو هاشم فلم يمنحوا الامام ماكانوا يمنحونه اباه وعمه وجده من الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل والمنزلة بل ان بعضهم كان يختلف معه والبعض يعاديه بل حتى يشتمه
وقد عبر الامام السجاد عن ابتعاد الناس عنه بقوله ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا

اذن مالذي فعله الامام السجاد ازاء هذه الظروف
هل كان يخضع لتلك الظروف ويخضع للاقامة الجبرية التي فرضتها عيون السلطة عليه لانه كان يمثل اخطر مصدر للثار لدم الحسين بصفته ابنه الباقي

لو كان السجاد رجل من عموم الناس لكان الجواب نعم
ولكونه امام رسالي مكلف بدور رسالي فالجواب ينبغي ان لا يكون نعم

1- كان الامام يؤكد باستمرار على امامة اهل البيت

2- التاكيد على منزلته الخاصه

وكان يفعل هذا باسلوبين

الاسلوب الغير المباشر وهي الاعمال التي كانت تؤكد فضله وتلمح بامامته وتدل على علو منزلته

الاسلوب المباشروهي الممارسات التي يقوم بها الامام من التبليغ بامامته

وهذه كانت تاخذ صور مختلفة
اما امام فرد واحد من الناس
او امام اصحابه وجلسائه
او امام المسلمين

فمثال عن الاولى قوله لابي حمزة يا با حمزة لا تنام قبل طلوع الشمس فاني اكرهها لك ان الله يقسم في ذلك الوقت ارزاق العباد على ايدينا يجريها
فهذه المفردات تؤكد قداسة منزلته وخصوصية منزلته عند الله

اما احاديثه مع مجاميع الناس فهي كثيرة حيث كان الامام يستغل سفراته ورحلاته للتعريف بنفسه فمنها كما في رواية جابر :
انه بعد ان يسعى الى ارجاع فرخ لظبيه قبض عليه بعض الصيادين التفت الى من حوله بعد ان صوتت الظبيه لرجوع ابنها اليها قائلا لهم اتدرون ما تقوله قالوا لا قال انها تقول رد الله عليكم كل غائب وغفر لعلي بن الحسين

وقد روى ان الجدب اصاب الحجاز وانقطع عنهم المطر وجاء الحج وخرج القوم يدعون ربهم وفيهم عباد معروفون ومشهورون فلم تمطر فجاء دور السجاد واقبل الى الكعبه فخر ساجدا فدعا فما استتم كلامه حتى اتاهم الغيث كافواه القرب

كما حرص الامام على القيام باعمال كبيرة الحجم وثقيلة الوزن لكي يلفت انتباه الناس الى منزلته وعظمته فاثناء هجوم الجيش الاموي على المدينة في موقعه الحرة اعال اربعمائة نسمة من ماله الخاص وتحت رعايته

وكما اسلفنا ان مرحلة الصراع السياسي مع الحكام انتهت في زمن الامام السجاد ولهذا السبب لم يشترك الامام بكل الثورات السياسية مثل ثورة المدينة عام 62 وثورة التوابين عام 61 وثورة المختار عام 64 و حرمات الخوارج وحركة عبد الله الجارود قرب البصرة عام 76 وثورة ابن الاشعث عام 82 وتمرد مطرف بن شعبه عام 77
ولابد للامام ان يوضح للسلطة موقفها هذا حتى لا تحمله نتائجها الوخيمة وحتى يحافظ على دوره ازاء شيعته فتذكر المصادر بعث رسالة الى يزيد يبين له انه لم يدخل بتلك الثورات

كما قام بايواء بعض الشخصيات الاموية مثل مروان بن الحكم لحمايته من نقمة الناس

وهذا لا يعني ان الامام كان معترض على تلك الثورات او يخطأ اصحابها بل ليس من المستبعد انه كان يبارك لعضها كما هو الحال مع المختار ولكن بصورة غير مباشرة حتى لا يستفز السلطة وهذا يفسر التبيان بين برائته من المشاركة في ثورة المختار وبين دعاءه للمختار

ظهرت 3 ظواهر في حياة الامام السجاد توضح دور الامام الرسالي تجاه الامة والدين الحنيف

الظاهرة الاولى : البكاء

ماساة كربلاء واستشهاد الحسين واهل بيته واصحابه وخروج عياله سبايا من بلد الى بلد واقعه لم تكن ليومها فحسب وانما للاجيال التي ستعقبها لانها عملية تغييرية لم يقدر لها ان تهظم لوقتها بل وحتى لجيلها ولم تكن لتفهم الا بعد اجيال حيث يقتطفون ثمار تلك العملية البطولية
فالحسين قدم نفسه ليذبح بدلا ان يذبح الدين
وكانى الامام السجاد هو المكلف بالحفاظ على هذه العملية البطولية لهذا حفظه له بالمرض من المجزرة التي شملت كل الرجال وكان الامام يحترس في كلامه ويحتاط في تصرفاته حفاظا على نفسه لكي يلعب دوره في تخليد ملحمة الحسين و تضحيته المقدسة في الامة وتحويل قضية الحسين من حدث صغير قام به قله الى اطروحة تنفع المسلمين عموما والشيعه خصوصا وتكون منارا يهتدي به الاخرون ويقتفون اثاره

فالبكاء ليس بكاء من مصيبة فحسب بل هو لاحياء النفوس الميتة وايقاظ العواطف النائمة حتى تبقى للايمان جذور راسخة عميقة
فقد كان عليه السلام يذّكر الناس بالحسين ويثيرهم وقت كانت الدولة الاموية تعتبر كل ذكرللحسين او اشارة اليه عملا عدوانيا ضدها لا يمكن السكوت عليه وكانت العهود الثلاثة التي عاشها الامام اياما عصيبه لا تسمح له بعرض قضية ابيه وتفهم الامة اسابها وخلفياتها فسلك الامام طريق اظهار ظلامة الحسين ليحافظ على هذه القضية الكبيرة وواصل الامام عمله رغم كل تلك الاضطرابات السياسية والتغيرات الحرجة من اجل ان تبقى قضية كربلاء حيه في ذهن الامة وكان عمله يتركز على جوانب ثلاثة
الجانب الاول

ابقاء ذكر الحسين والاشادة باسمه وذلك بالاحتفاظ باي شيء يشير اليه

فعن الامام الرضا عليه السلام كان علي بن الحسين يتختم بخاتم ابيه
وايضا رفع الامام شعار خزي وشقي قاتل الحسين
دون ان يذكر اسم القاتل ليترك الناس والتاريخ يتدبرون
الجانب الثاني
اظهار ظلامة الحسين وخير وسياة هي البكاء المتواصل والمستمر والحزن الشديد ولكي يكون بكاؤه ملفتا للنظر مؤثرا في النفوس دافعا للتساؤل فلابد ان يكون فريد من نوعه متميزا في شكله فطال به البكاء واشتد به الحزن حتى عد من البكائين الخمسه المعروفين وهم ادم ويعقوب ويوسف والزهراء لانه بقى دهره باكيا فما وضع طعام بين يديه الا بكى وماشرب ماء الا وبكى وبقى هكذا اكثر من عشرين سنة
وهذا لا يعني ان بكاء السجاد كان مصطنع ومفتعل بل الواقع ان بكاؤه كان اصيل من الناحية العاطفية لضخامة الرحمة في قلوب ال محمد ولانه كان شاهد متفاعل مع ماساة ابيه انما نقصد ان بكاؤه لم يكن عاطفيا فحسب وانما كان ذا مضامين واهداف بعيده وعميقه فهو كان يعلنه ولا يتكتم فيه حتى عرف به واشتهر فانعكست هذه الحالة المشجيه عنه وكانه اوقف حياته من اجلهاوارتبط سلوكها كله بها حتى ان عبد الملك حينما رآى اعراض الامام عنه وعدم الالتفات اليه اثناء الطواف اعتقد ان هذا الاعراض يرتبط بقضية قتل ابيه فقال له يا علي اني لست قاتل ابيك فاجابه الامام ان قاتل ابي افسد بما فعله دنياه عليه وافسد ابي بذلك اخرته فان احببت ان تكون كهو فكن
وكان هدف الامام من البكاء المستمر والحزن الطويل هو شد القلوب اليه وكسب الناس لان الطريق العاطفي اسرع استجابه واسع تاثيرا من الخطب والمواعظ الكلامية
والامام لم يكتف بان يبكي ويحزن بدون ان يوضح اسباب هذا البكاء والحزن فعن الصادق عليه السلام قال ان زين العابدين بكى على ابيه اربعين سنة صائما قائما ليله فاذا حضر الافطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه فيقول يا مولاي كل فيقول الامام قتل ابن رسول الله جائعا قتل بن رسول الله عطشانا حتى يبل دمعه ثيابه
وكان الامام يتعمد في اعلان بكائه امام الاخرين فقد كان يبكي امام القصابين اذا قدموا الى ذبيحتهم قبل الذبح فيقول ان الحسين ذبح عطشانا فكان القصابون يشاركونه بكاؤه
فيكون قد اسس بذور عزاء الحسين بهذه السياسية
وكان الامام يعقد مقارنه بينه وبين النبي يعقوب فيقول ان يعقوب كان نبي ابن نبي فغيب الله واحد منهم فشاب راسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا وانا رايت ابي واخي وسبعه عشر من اهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي ويقل بكائي
وذلك لكي يؤسس لمشروعية البكاء على الحسين وانه سنة الانبياء
ومما يؤكد ان سياسية البكاء منهج وليست مجرد جزع على مصيبة وهو الامام الذي يعلم الناس على الصبر ان برز يوما الى الصحراء فسجد على حجارة خشنة فيقول الراوي وهو من مواليه لقد سمعت شهيقه واحصيت عليه الف مرة وهو يقول لا اله الا اله حقا حقا ثم رفع راسه واذا لحيته ووجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه

الجانب الثالث
هي اعطاء المفاهيم الصحيحة عن نهضة الحسين ووضع المقاييس الاسلامية الثابته من خلال هذه التجربة المباركة لئلا يستغلها بعض المنتفعين
وكان يواجة الامام هذه المهمة بامرين
الامر الاول
كان هناك طائفة تجهل اسباب ثورة الحسين ودواعي استشهاده وتعتقد لانما خرج لينازع السلطان سلطانه
ويتصور هولاء ان ثورة الحسين انما صراع بين عائلتين نابعه من احقاد قديمة موروثه

الامر الثاني
كان هناك اعتقاد سائد ان الحسين لم يكن على بصيرة من امره ولم يسمع نصائح الناصحون ولم يدرك النتائج الوخيمة التي ستؤؤل لها نهضته فكان مصيره الفشل والخسران
وهذا الاعتقاد الخاطيء سمح لتفسير بكاء الامام السجاد على انه ندم وجزع فكان يدفع اصحاب هذا الاعتقاد لمواساة السجاد والعقيلة زينب للتخفيف من الامامهم وحزنهم
فقام الامام بواجبه في علاج هذه التصورات الخاطئة مستخدم اسلوبين
الاول
الوسيلة الاعلامية من الخطب والاحاديث والاسئلة والاجوبة والادعيةوطهرهم تطهيرا وان محبته واجبه
فكان عليه السلام يؤكد على منزلة الحسين عند الله وانه سيد شباب اهل الجنة وانه من الذين اذهب اللهم عنهم الرجس
وخير شاهد على هذا خطبته المشهورة في قصر يزيد
وكان يقول ايها الناس اي مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خده بؤاه الله بها في الجنة غرفا يسكنها احقابا
الثاني
استخدام الممارسات الفعليه من السلوك اليومي والتعامل الااجتماعي لكي يرسخ مفهوم مكانة اهل البيت
مثال على ذلك قوله لعبيد الله بن زياد
ابالقتل تهددني اما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهاده


الظاهرة الثانية : العبادة

اهم الظواهر التي برزت في حياة الامام ومسيرته هي العبادة حتى لقب بزين العابدين وبالسجاد دون سائر الائمة
رغم ان الائمة لم يكن مقصرين في هذه الظاهره
فكان يصلي في اليوم والليلة الف ركعه حتى خرج بجبهته واثار سجوده مثل كركرة البعير
ويصف الباقر عليه السلام كثرة صلاته فيقول كان ابي يصلي بالليل حتى يزحف الى فراشه لشدة اعياؤه
وكان اذا قام للصلاة كانه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء الا ما حركته الريح وكان اذا توضا يصفر لونه واذا سجد لم يرفع راسه حتى يرفض عرقا
وقد اشفقت فاطمة عليه فطلبت من جابر الانصاري ان يكلمه
وكان الباقر يبكي عندما يشاهد ابيه وهو مستغرقا في العباده مصفر لونه ورمضت عيناه ودبرت جبهته وانخرم انفه من السجود وورمت ساقاه من القيام
ان عبادة الامام كانت موقفا مبدئيا ووسيلة لتحقيق اهداف عظيمة كانت بعاتق الامام فاننا لا نجد مثل هذه العبادة في شكله ولا في كميتها عند باقي الائمة لا الذين سبقوه ولا الذين لحقوه مع انهم على درجة واحده من الفضل والشرف والعلم
ولا يمكن تفسير هذه الظاهرة بمعزل عن الظواهر الاربعه فهي تشكل مع ظاهرة البكاء والظواهر التالية منظومة عمل ودور و تكليف الامام في عصر اصبحت العبادة والصلاة في خطر
بسبب الفوضى والاضطربات التي عمت ايام السجاد وكانت السلطة مشغوله بالفتوحات والغنائم و الانفتاح والاختلاط على الشعوب الكافره
كما ظهرت في عهد الامام زعامات تعمل للدعوة لنفسها ولم يكن احد يتجرأ على ذلك في عهد الامام علي او في عهد الامامين الحسن والحسين وكانت الوسائل الاموية تشوه الدين وتحرف السنن بشراء الذمم واستئجار الكذابين والوضاعين فكل تلك الامور مجتمعه كان ملتفت اليه الامام السجاد الامر الذي ادى الى انزواء واعتكاف واعتزال الامام الناس والتفرغ للعباده حتى لا يختلط فكره بتلك الاضطرابات ويتشوه مذهبه وسط تلك الفوضى


الظاهرة الثالثة :الاعتاق


اشتهر الامام بكثرة شرائه للعبيد واعتقاهم في كل سنة واهداف هذه الظاهره باختصار

1- اراد الامام بحسن رعايته للعبيد وبتحريرهم ان يكون قدوه صالحة للامة ويبلور نموذجا اسلاميا واقعيا بالمجتمع فاراد ان يحث الاخرين على هذه العبادة الاسلامية

2- حث الامة على الاعتاق كضرورة بحكم الاعداد الكبيره من العبيد التي دخلت المجمتع فالزبير كان يملك الف عبد والف امه نتيجة الفتوحات الاسلامية
وذلك من اجل احداث حالة من التوازن في المجتمع بين الاعداد الجديده منهم والاعداد المحرره لان كثرة العبيد تعرض حياتهم ووجودهم الى متاعب والام بحكم ابتذالهم ورخص اثمانهم حتى وصل الحال ان يباع العبد بقبضة من فلفل المطبخ

3- هو عمل رسالي حيث حل الاضطراب السياسي البلاد وضيقت الظروف الحرجة على الامام الاتصال بالناس والانفتاح عليهم واجبرته على الانزواء والتفرغ للعبادة كما ان الاحداث الدامية والملاحقات حذرت الشيعه من الاتصال به بل ومنعت المسلمين من التعرف عليه وعلى شخصيته العظيمة التي تجعل مؤهل للقيادة ومحور تلتف حوله الناس فاختار الامام العبيد والرقيق كوسيلة للاتصال بالنس وواسطة للتعريف به وبمناقبه وجعل هولاء العبيد شيعه له ودعاة الى امامته ونشر تعاليمة وادعيته بعد اعتاقهم وتحرريهم

ولم ينتبه الحكام لتلك الخطة الحكيمة التي ظاهرها عمل عبادي واخلاقي مثلما لم ينتبوه الى سائر خطط الامام الاخرى لاسيما ان معاملة الامويين لهولاء العبيد والموالي السيئة بالمقابل معاملة الامام السجاد لهم خلق قاعدة بشرية تبغض الاموبين وتحب الامام لانهم لم يلاقوا من الامام سوى الاحترام والعدل فشاركوا الامام في مواقفهم حتى ان الاشعث بن قيس يعاتب الامام على حسن رعايته لهولاء
ولم يكن الامام يسمح لنفسه ان يطلق العبيد ويعتقهم الا بعد ان يكفيهم امر معيشتهم حتى لا يكونا كلا على الاخرين ويكونوا احارا شرعا فكان يجزيهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عما في ايدي الناس





السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين



;dt h]n hghlhl hgs[~h] ],vi hgvshgd ? hgvshgd hgs[~h]



رد مع اقتباس
قديم 2016/08/25, 05:08 PM   #2
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4414
تاريخ التسجيل: 2016/02/20
المشاركات: 1,006
ابو الحسن غير متواجد حالياً
المستوى : ابو الحسن is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو الحسن
افتراضي


اللهم صل على محمد وال محمد

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين


احسنتم اخي العزيز
جعلها الله بميزان حسناتك






توقيع : ابو الحسن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2016/08/26, 08:41 AM   #3
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحسن مشاهدة المشاركة

اللهم صل على محمد وال محمد

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين


احسنتم اخي العزيز
جعلها الله بميزان حسناتك





  1. عندما عشقت رسول الله صلى الله عليه واله قلت لن يكون في قلبي سواه
  2. ولكن ما تذكرت علي فقلت والله لن يكون قلبي قلب الا عندما يكون كله لعلي
  3. فلما جاء اسم الحسن شعرت ان قلبي ذاب من حبه فاختفى وجلس مكانه الحسن
  4. فلما تذكرت الحسين عرفت ان قلبي خرج من جسمي وذهب الى الحسين واصبحت اتنفس بالحسين وقلت انتهت خلاص حكايتي
ولكن ما ان قرأت عن زين العابدين حتى ادركت ان هذا الاسم احتل واغتصب قلبي فلم يعد قادر ينبض الابحبه

فقلت عجبا والله
هل عندي اكثر من قلب
ام انهم اعجازات لا افهمها


حبيبي ومولاي ابو الحسن تقبل الله اعمالكم مشتاقين لاعمالكم فلا تبخلوا على اهل البيت وهم وانتم اهل الكرم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام, الرسالي, السجّاد, دوره

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تركيز الإمام السجّاد سلام الله عليه على الحقوق الضائعة فدك الزهراء عاشوراء الحسين علية السلام 7 2015/10/10 02:03 PM
نتمنى دعمكم في النشر لموكب العشق الرسالي في كشافة الرسالة الاسلامية ايمن جوني عاشوراء الحسين علية السلام 2 2013/12/24 03:19 PM
لدباس: زيارة الإبراهيمي للعراق تأكيد على دوره المهم في حل الأزمة السورية طريقي زينبي السياسة 5 2013/10/22 11:12 PM
الصرخي الحسني المرجع الرسالي الجماهيري قاسم الربيعي المواضيع الإسلامية 1 2013/07/10 01:11 PM
دوره (إدارة الوقت والاجتماعات وتفويض الصلاحيات للسكرتارية ومنسقي المكاتب) esraa samier الارشيف والتكرار 2 2013/05/01 03:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |