Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023/09/02, 12:11 AM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
عبد الرزاق محسن غير متواجد حالياً
المستوى : عبد الرزاق محسن is on a distinguished road




عرض البوم صور عبد الرزاق محسن
افتراضي اسرار الاية وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد البشر وفخر الكائنات خاتم النبين وافضل المرسلين محمد الصادق الامين وعلى اله الكرام الطيبين ائتمنا المعصومين وحجج الله على العالمين .
وبعد :

من المعلوم عند كافة المسلمين ان تفسير القران من اختصاص النبي صلى الله عليه واله وسلم
وهذا ما ثابت في كتابهم المقدس
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

وفي رواياتهم ايضا

عن النبي صلى الله عليه واله انه : من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار.
او : من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ
«ومن فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب»

ونحن الامامية نؤكد على هذه الحقيقة اكثر فتفسير االقران هو من اختصاص النبي وعترته صلوات الله عليهم وهذا تجده في مضامين حديث الثقلين الذي يضع عترة النبي صلى الله عليه واله في نفس مستوى القران فهم عدل القران والثقل الاخر مقابل القران وعبارة لا بفترقان تؤكد وجود التلازم بينهما في الاحكام والعلم والفتاوي وفي كل شيء وهو دليل على ان فهم القران محصور فيهم وحدهم .
وقد اشار القران الى هذا قبل حديث الثقلين
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام : «قال اللّه جلّ جلاله : ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي»
عن الإمام الصادق أيضا : «من فسّر القرآن برأيه ، إن أصاب لم يؤجر ، وإن أخطأ خرّ [فهوى‏] أبعد من السماء»

ولكن بالمقابل كنت أتساتل
اذن ماذا تعني تلك الاية
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا
فنحن كيف سنكتشف هذه المطلب الذي تتحدث عنه هذه الآية اذا كان التدبر في القران ممنوع ؟
وعندما يخبرنا صاحب القران نفسه ان الغاية من نزول هذا القران باللغة العربية هو التعقل
إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ

فهل هذا يعني ان اللغة هي وسيلة للوصول الى مطلب الآية ؟
فاذا كان الامر كذلك يعني ان فهم القران مباح لكل من يفهم اللغة العربية .
ثم لا ادري هل ان مفسروا الشيعة امثال الطبطبائي صاحب تفسير الميزان كانوا متمردين على هذه الثوابت فهو لم يعتمد في تفسيره على تفسير العترة بل كان ينوع في مصادره
ومع ذلك لم يستنكر الوسط الديني هذا العمل بل وجدنا العكس فالجميع كان يبارك له ويفتخر بهذا التفسير الذي يزين مكاتب هذا الوسط في كل مكان واحيانا يعتمدون عليه في مناهجهم واطروحاتهم .
ويستمر التساؤل في عقلي
هل احاديث النهي عن تفسير القران مقطوع بصحتها ؟
فقد تعلمت في المدرسة التي انتمي اليها ان الضابط في معرفة صحة الاحاديث هو العرض على القران الكريم فهل هناك في القران ما يثبت صحة تلك الاحاديث ؟
اذن كيف جعل القران حكما على تلك الاحاديث وانا لا افهم هذا القران الا عن طريق تلك الاحاديث نفسها

فكيف يكون التدبر بالقران مطلب قراني وبنفس الوقت يكون القران دليل على صحة الاحاديث التي تحرم التدبر ؟

ثم لماذا قطعنا بصحة تلك الاحاديث ؟

هل لانها احاديث نقلها الثقات ثقة الى ثقة او كما تسمى متواترة
اذن على ضوء هذا المبدأ نفسه يصبح الشك في صحة القران نفسه صحيح فحكم الامثال فيما يجوز او لا يجوز واحد
وبالتالي اما نحترم التواتر ونحترم نتائجه كلها او لا نستخدم هذا التواتر عصا تخفينا من الاقتراب من هذا الكتاب المغري للعقل في اسراره واياته

ومن خلال مطالعاتي الكثيرة في هذا الباب اكتشفت ان مكتبات المسلمين خالية من التفسير الكامل للقران عن طريق النبي واهل البيت صلوات الله عليهم فهل هذا يعني ان نترك القران على الرف للتبرك والزينة فقط الى ان يظهر الامام المهدي فيظهر هذا التفسير ونستفاد من اثاره
ولا اجرؤ على الطعن بهذا المنطق او الاستهزاء به فطالما العدل الالهي تأجل الى ظهور الامام المهدي بسبب انحراف الناس عن ولاية اهل البيت فما هو الغريب ان يتأجل كل خير الى ذلك اليوم الموعود
فالناس هم الذين حرموا انفسهم من هذه النعمة وعليهم ان يتحملوا نتائج انحرافهم هذا

ولكن بالمقابل ربما لا يكون هناك تعارض بين تلك الاحاديث وتلك الآيات القرآنية التي تحرم نفسير القران وبين التدبر

ربما التدبر شيء وتفسير القران بالرأي شيء اخر


فتحريم تفسير القران بالراي حتى لو لم يثبت سندا فهو ثابت عقلا
فثلما لا تقبل ان يشرح عامل النظافة الامي في مدرستك للطلاب النظرية النسبية لاينشتاين
. بسبب المسافة الكبيرة في القدرات العقلية بين الاثنين رغم ان كلاهما من البشر
فكيف تقبل ان يفسر عقلك كلام العليم الحكيم والمسافة بين عقولنا وبين الله تعالى لا تقاس حتى بالسنوات الضوئية
فلولا الهبة الالهية التي تسمى الولاية التكوينية لما استطاع عقل مخلوق ان يقطع بتفسير كلام الخالق
لان قوانين هذا الكلام لا تخضع الى اليات يحتويها العقل البشري
كما ان هناك نقطة خطيرة ربما هي السبب في هذا الوعيد المخيف لمن يحاول تفسير القران دون الرجوع الى اهل الاختصاص وبالطبع لا اقصد اهل الاختصاص الفخر الرازي او الطبطبائي وامثالهم وانما اقصد النبي واله صلوات الله عليهم اجمعين
فقد ترتب على تفسير القران بالرأي ظهور كثير من الفتاوي المدمرة وصلت الى درجة قتل ملايين البشر واهرقت الكثير من دماء الابرياء وكانت سبب في هلاك الكثير من هولاء المفسرين .
لهذا وصلت الى هذه نتيجة
ان القران له وجهان الاول هو التدبر هو مشروع بناء على قوله تعالى
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
بغض النظر ما هو المراد بالتدبر فربما يراد به التفكير والتساؤل والبحث والنظر وليس القطع
والوجه الاخر هو تفسير القران بشكل قطعي بحيث يصبح النص محكم لا يقبل اي تفسير اخر
وهذا غير مشروع بالنسبة للبشر الا اللذين اعطاهم الله هذه الرخصة
وحتى نفهم كلا الوجهين سوف اضرب هذا المثال
عندما نزل هذا النص
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
وضع النبي صلى الله عليه واله وسلم الكساء على علي وفاطمة و الحسن والحسين وقال هولاء الذين يقصدهم الله بانهم اهل البيت واما الكساء فهو تفسير عملي لاداة الحصر ( انما )
هذا هو التفسير اما التدبر فهو بقية مضامين النص مثل معنى الرجس فلان القران نزل في اللغة العربية فان اللغة تتكفل بتفسير هذه الكلمة فهل المطلوب من النبي ان يفتح مدرسة لتعليم اللغة العربية لرجال اشتهروا بالبلاغة والشعر والفصاحة
فليس من المعقول ان النبي يشرح معنى ( يذهب ) و ( عنكم ) وحروف الجر والفاعل والاسم .
فالنبي ليس مدرس لغة عربية بل هو نبي له تكليف رسالي اوسع من ذلك

اذن لا يوجد اي تعارض بين الوجهين ولا يوجد اي اختلاط بينهما بل بالعكس احيانا الوجه الاول هو الذي يصل بك الى اكتشاف الوجه الثاني وهذا ما حدث في هذا البحث تماماً
بسم الله الرحمن الرحيم




وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ


للوهلة الاولى تبدو ان هذه الآية واضحة وبسيطة وتفسر نفسها بنفسها فهي مجرد تنهانا عن القول ان الذين يقتلون في سبيل الله امواتا لأنه قول خطأ و تضع لنا البديل الصحيح وهو انهم احياء .
.
ان هذا الفهم لا يعتبر تفسيرا بل هو مجرد قراءة اخرى للنص او بتعبير اخر هو ترجمة حرفيه له فنكون بهذا الفهم كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء


فهذا الفهم لم يراعي الكثير من الاشياء التي يتوقف عليها فهم هذه الاية واهم هذا الاشياء هو


صيغة الآية


نلاحظ ان الآية نزلت بصيغة الاعتراض والتصحيح ولم تنزل لبيان حال كما فعلت هذه الآية

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ


وهذه الصيغة تكررت في موضع اخر


وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
فرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ


و التكرار هنا ليس كالتكرار الموجود في سورة الرحمن

فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ

اي ليس تكرار الفاظ وانما تكرار للصيغة ولان التكرار يفيد التأكيد فهذا يعني ان القران يريد ان يؤكد ان الصيغة هنا لها دور في فهم الآية

و الكلام المستقيم عندما يكون بهذه الصيغة تتوقف استقامته على شرط مهم للغاية

ولمقتضيات البحث سوف اطلق على هذا الشرط مصطلح ( الشرط البلاغي )


فلان الصيغة تتضمن اعتقادين احدهما خلاف الاخر من حيث المعنى فلا يستقيم الكلام الا اذا كان الاعتقادان من نفس الجنس .

فقولك ( لا تقل ان الطقس بارد بل هو ممطر ) كلام ليس مستقيم لان ( الممطر ) ليس من جنس ( البارد ) انما يكون الكلام مستقيما اذا كان على هذا النحو

( لا تقل الطقس بارد بل هو حار) لان هناك ملازمة جنسية بين البارد والحار

وفي القران العديد من الامثلة

قوله تعالى

وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ

فاليقظة هي من جنس الرقود فهناك ملازمة بينهما جعلت الكلام مستقيما

او كقوله


وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ




والجماد هي من جنس الحركة

والذين تجاهلوا هذه القاعدة وقعوا بالخطأ عندما فسروا كلمة ( الكوثر ) في هذه السورة





إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ



بانها ( نهر في الجنة ) ولا اعرف كيف سولت لهم عقولهم ان يقع القران في مثل هذا التهافت البلاغي ,



فحتى يكون الرد على صفة الابتر مستقيما من الناحية البلاغية يجب ان تكون هناك ملازمة جنسية بين الكوثر والابتر

والنهر لا يحقق هذه الشروط


فالنبي صلى الله عليه اله يعلم ان كل الانهار تحت تصرفه

تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا


بل هي تحت تصرف من هم ادنى منه منزلا وثوابا

وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً



و تتوقف هذه الملازمة الجنسية على معنى الصفة فقط انما هناك بعد اخر يكمل تلك الملازمة


فالعودة الى مثال الطقس فان الملازمة الجنسية بين صفتي البارد والحار لن تكتمل الاذا كانت هذه الصفات تعود الى نفس الطقس
( لا تقل الطقس بارد بل هو حار ) لا يكون كلاما مستقيما

اذا كان المخاطب يتحدث عن الطقس في استراليا وانت تحدث عن الطقس في العراق











معاني الاحياء والاموات



ان كلمتي ( احياء واموات ) وردتا في القران بالمعنى الحرفي و بالمعنى المجازي


فمثال عن المعنى الحرفي هي قوله تعالى :


اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

ومثال اخر

أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا


اما مثال المعنى المجازي فقوله تعالى :





وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ

فالاية هنا نفت سماع الموتى لكلام النبي صلى الله عليه واله مع ان الثابت في السنة خلاف ذلك

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عليهم فَنَادَاهُمْ، فَقالَ: هل وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ يَسْمَعُوا وَأنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا؟ قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما أَنْتُمْ بأَسْمع لِما أَقُولُ منهمْ،

فالرواية تؤكد و الاية تنفي
وهذا ليس تعارض انما الرواية تتحدث عن المعنى الحرفي للموتى بينما الاية تتحدث عن المعنى المجازي


مثال اخر
فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ

والاصم هنا ليس الشخص الذي فقد حاسة السمع بل هو المستكبر , اي المعنى المجازي وطالما هو معطوف على كلمة الموتى فكلاهما بالمعنى المجازي والدليل ان الوصف في ذيل الاية شملهما معا فكيف يولي الموتى الادبار اذا كان المراد المعنى الحرفي .

مثال اخر


لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ

فلا مبرر للقيد الا اذا كان المراد ب( حيّاً ) المعنى المجازي اي الذي يسمع الموعظة .




وطالما ان اية البحث تتحدث عن الذين يقتلون فهذا يعني انها بصدد الموت المرتبط بالقتل وهو المعنى الحرفي , كما أن ظاهر الاية يدل على ان المخاطبين هم المؤمنون وبالتالي فلا يتوقع منهم ان يعتقدوا اعتقادا يخالف ايمانهم فيقولون ان الذين قتلوا في سبيل الله لا يسمعون الموعظة مثلا او هم مستكبرون .

اذن يجب ان نستبعد المعنى المجازي لكلمة ( امواتا )

وطالما استبعدنا المعنى المجازي لكلمة ( اموات ) اذن المراد هنا المعنى الحرفي
وبالرجوع الى الشرط البلاغي فان الكلام في الاية لا يستقيم الى اذا كان المراد بكلمة
( احياء ) المعنى الحرفي ايضا حتى تتحق الملازمة الجنسية .


لذلك من الان فصاعدا الحديث سيدور عن المعنى الحرفي لكلمة احياء فقط .





كم حياة يعيش الانسان في هذا الوجود ؟



لنقرا تلك الايات


يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ
لهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا

تؤكد هذه الايات ان الانسان يعيش حياتين فقط في هذا الوجود.

الاول هو الدنيا والثاني هو الاخرة

اذن فان المراد بالذين قتلوا في سبيل الله احياء

اما احياء بالدنيا او بالأخرة
وطالما ان الاية نزلت مرتين بصيغة الاعتراض والتصحيح حيث يخضع فهم الاية الى الشرط البلاغي فان الملازمة الجنسية لا تكتمل بوجود الملازمة الجنسية بين معنى الاحياء والاموات فقط بل يجب ان تعود كلا الصفتين الى نفس الحياة بالضبط عندما تعود صفتي البارد والحار الى نفس الطقس .

فليس من المعقول ان القران يعتبر قولنا ان الذين قتلوا في سبيل الله اموات بالدنيا خطأ لانهم سيكونون احياء في الاخرة

نقول سيكونون احياء في الاخرة ولا نقول انهم احياء الان
لاننا عرفنا من القران ان الانسان له حياتين فقط
ولان الاخرة لم تبدأ بعد

والدليل

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّه ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ُ
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا
" وننشئكم فيما لا تعلمون
ولقد علمتم النشأة الأولى ثم الله ينشئ النشأة الآخرة
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا
إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ


وكل هذه الاحداث لم تحدث بعد


فالخطأ لا يكون خطأ الا اذا كان خلافه وليس خلاف غيره
فاحياء في الاخرة هي خلاف الاعتقاد انهم اموات في الاخرة وليس خلاف اموات بالدنيا .




ماذا يقصد المخاطبون في الاية بقولهم انهم اموات ؟


حتى نعرف اين الذين قتلوا في سبيل الله احياء بالدنيا ام بالاخرة يجب ان نعرف متى يكون هذا الاعتقاد تصحيح لقول المخاطبين
بتعبير اخر نعرف هل القول الذي اعترضت عليه الاية واعتبرته خطأ هو ان الذين قتلوا في سبيل الله اموات بالدنيا ام انهم اموات بالأخرة ؟
لان جواب الاول يعتمد على جواب الثاني حسب الشرط البلاغي

ولذلك ذكرنا ان الصيغة تلعب دور كبير في فهم تلك الآية لان هذه الصيغة فرضت علينا شروط وقواعد للكلام المستقيم .

ان المخاطبين في الاية اما هم كفار او مؤمنين , فان كانوا كفار فهم لا يؤمنون لا بالقران و لا بالأخرة فلماذا يهتم القران ان يثبت لهم الفرع وهم كافرون بالأصل .

اذن المخاطبون هم المؤمنون

فالمؤمنون جميعا عالمون ببقاء حياة الإنسان بعد الموت، و عدم بطلان ذاته
فلا يتصور منهم قولا خلاف هذا الاعتقاد .

اذن فان المخاطيين ليسوا بصدد الحديث عن حال الذين قتلوا في سبيل الله في الاخرة
اذن كلامهم يتعلق بالدنيا




اذن قول المخاطبين انهم اموات يتعلق بالدنيا

وهذا امر طبيعي لان القتل يعني الموت حسب قوانين الموت بالدنيا
كما ان القران نفسه يؤكد ذلك


كل نفس ذائقة الموت
ِأنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا



وحسب الشرط البلاغي يفترض ان يكون المراد انهم احياء في الدنيا فان كان ذلك الاستنتاج ليس قطعي

فعلى الاقل ان الاستنتاج المقابل اي ليس المراد انهم احياء في الاخرة هو قطعي والآية تؤكد ذلك



: وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

فهذه الآيات صريحة تتحدث عن مرحلة لا يمكن أن يكون المراد بها الاخرة ؛ لأنه في الاخرة لا يوجد هناك من ننتظره للحضور فالكل سيحشر وينتقل إلى الدار الآخرة ولا يوجد من يبقى ورائنا حتى ننتظره ونتمنى لحوقه بنا ،

وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا




ثم ان التخصيص واضح القوة في الاية ولن يكون لهذا التخصيص هذه القوة لو كان المراد انهم احياء في الاخرة

لان جميع الناس سيكونوا احياء في الاخرة


اثبات الشيء لا ينفي سواه

ولكن لماذا الذهاب الى الاستنتاجات في تقرير حال قررته الاية ينفسها

وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ

فعبارة ( بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ ) واضحة وصريحة

ولو تتبعنا هذه العبارة في القران سنصل الى هذه الحصيلة

فمرة تأتي بمعنى ( من الله )
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم
وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ
وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ
قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ
وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ

واحيانا تأتي بمعنى انه ( لدى الله )

وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ



قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ .... قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ


ومرة تأتي بمعنى ( بالنسبة لله )

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ

إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ


وتارة يراد بها (المكان الذي فيه الله )
مثال
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ
وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ
مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ

وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ


نجد ان النوع الرابع هو الاقرب الى اية البحث
بمعنى انها نظير قوله تعالى

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ

فلو فسرت هذه الاية في الاخرة فلماذا لا تكون اية البحث كذلك
فالمتقين عند ربهم في جنات النعيم فلا بد ان يكونوا احياء حتى يشعروا بهذا النعيم
ولن يكونوا احياء الا في الاخرة حسب المفاهيم التي استخرجناه من القران
اذن ليس هناك اي مشكلة فاثبات الشيء لا ينفي سواه فالنبي عندما بشر ال ياسر بالجنة فلا يعني انه حصر الجنة بهم دون سائر الصحابة انما خص ال ياسر دون الصحابة لان هناك مناسبة للتخصيص
ان المخاطبين خصوا الذين قتلوا في سبيل الله بكلامهم فخصت الاية الرد بهم
كمن يخصص الرد بزيد فيقول


( لا تقل ان زيد قد فشل في الامتحان بل انه قد نجح )
فهذا لا يعني ان الناجح هو زيد فقط
انما التخصيص بالرد فيه لان المخاطب خصه بالكلام دون غيره

ولكن هل حقا ان التخصيص في الاية جاء بسبب تخصيص كلام المخاطبين ؟
نعم صحيح ان ظاهر الاية يؤكد ان هناك تخصيص في كلام المخاطبين ولكن هذا كلام لا يقوله عاقل
من العبث ان نتصور ان المخاطبين خصوا كلامهم بالذين قتلوا في سبيل الله
و لكن هل كان القران ينسب للمخاطبين شيء لم يقولوه
فكل عاقل سيفهم ان الاية انما نزلت على النحو التالي
لا تقولوا ان الذين قتلوا في سبيل الله اموات مثل ما تقولون عن سائر من يقتل بل هم احياء
فلقران هنا انتزع الذين قتلوا في سبيل الله وحدهم من هذا العام
بمعنى ان الاية لم تنزل على نحو المثال التالي
لا تقل ان جميع روايات كتاب البخاري صحيحة فرواية رجم القردة ضعيفة
انما نزلت
لا تقل ان جميع البشر خلقوا من زوجين بل خلق عيسى على طريقة كن فيكون
فالفرق بين الجملتين كبير
فالجملة الاولى ينطبق عليها القول اثبات الشيء لا ينفي سواه خلاف الجملة الاولى
فتخصيص الكلام في رواية رجم القردة لا يعني انها الرواية الوحيدة في هذا الكتاب الضعيفة وان الضعف محصور فيها بل خص الكلام فيها كعينة لاثبات بطلان العام
فان كانت تلك الرواية ضعيفة بطل القول ان جميع روايات كتاب البخاري صحيحه لان ما يجري على رواية واحدة يجري على بقية الروايات
اما الجملة الثانية وان كانت تبدو بالظاهر مثل الجملة الاولى الا ان خلق عيسى ليس عينة لاثبات فساد العام فالقول ان جميع البشر خلقوا من زوجين هو قول صحيح
وهكذا فان القول ان جميع من يقتل هو ميت هو قول صحيح فليس مراد الاية بالقول ان الذين قتلوا في سبيل الله احياء لاثبات خطأ هذا القول او هذا الاعتقاد حتى نقول ان اثبات الشيء لا ينفي سو

اذن في الحقيقة ان تخصيص الرد ليس سببه يعود الى تخصيص كلام المخاطبين هذا في الظاهر فقط

قد يقول قائل كما قال السيد الطبطبائي
و إلقاء هذا القول على المؤمنين - مع أنهم جميعا أو أكثرهم عالمون ببقاء حياة الإنسان بعد الموت، و عدم بطلان ذاته - إنما هو لإيقاظهم و تنبيههم بما هو معلوم عندهم، يرتفع بالالتفات إليه الحرج عن صدورهم، و الاضطراب و القلق عن قلوبهم إذا أصابتهم مصيبة القتل
بمعنى ان المسألة كلها لبيان حال الذين قتلوا في سبيل الله بعد القتل من اجل مؤاساة للمؤمنين وتشجيع لهم على الجهاد
وهذا الكلام يبدو موضوعي لو كان المراد فقط تذكير هولاء المؤمنين بما هو معلوم عندهم
ولكن عندما تذكر لنا الاية بان الذين قتلوا كانوا
يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
سنجد ان هذا لا يمكن ان يحدث في الاخرة كما اشرنا
نعم لا نستطيع ان نستبعد المؤاساة والتشجيع كغاية من غايات الاية ولكن قول الطبطبائي لا يفسر لنا اين هم احياء حتى يكون هذا الاحياء هدف لهذه المؤاساة وغاية لهذا التشجيع



عذاب القبر


.وما يقال عن الحياة حيث هناك نوعين من الحياة فقط يقال ايضا عن العذاب ايضا فالايات الاتية التالية حصرت العذاب في دارين فقط هما الدنيا والاخرة

لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ

وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ


إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ

فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ


ولكن هناك ايات تؤكد ان هناك نوع ثالث من العذاب

النار يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العذاب
و من المعلوم أن يوم القيامة لا بكرة فيه و لا عشي فهو يوم غير اليوم.
وبالتالي فان المواعيد التي تعرض النار عليهم ( غداة وعشاء ) تدل ان العرض ليس بالأخرة
اية اخرى
قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
ونحن علمنا من القران ان الانسان يموت مرة واحدة
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
قد يقول قائل ان الاحياء الاول هو الولادة بالدنيا والاحياء الثاني هو في الاخرة
واقتبس كلام السيد الطبطبائي في الميزان فهو يكفي للرد على هذا القول
أن مراد الذين يقولون من ذكر الإحياء الذي هو سبب الإيقان بالمعاد و هو الإحياء في البرزخ ثم في القيامة و أما الحياة الدنيوية فإنها و إن كانت إحياء لكنها لا توجب بنفسها يقينا بالمعاد فقد كانوا مرتابين في المعاد و هم أحياء في الدنيا. مجرد ذكر الإماتة و الإحياء اللتين مرتا عليهم كيفما كانتا بل ذكر ما كان منهما مورثا لليقين بالمعاد، و ليس الإحياء الدنيوي على هذه الصفة.
اية اخرى
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون»

كلمة ( ارجعون ) تؤكد موت المتكلم فكيف يتكلم اثناء الموت
وبالطبع الاية تؤكد ان هذا الحوار لا يمكن ان يكون في الاخرة كما ان الاخرة لم تبدا بعد فلا يصح القول ان هذا الحوار في الاخرة
, ومعنى البرزخ هنا الحاجز
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ
وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا

بمعنى ان هناك حاجز بين هذا الميت وبين الدنيا وسيبقى هذا الحاجز الى اعلان بداية الاخرة
فهو ليس في الدنيا ولا في الاخرة ومع ذلك يتكلم
والذي يقول ان هذا الحوار يحدث اثناء انتزاع الملائكة لروح الميت فهو اجتهاد بدون دليل فلا يصح ان نهدم اجتهاد بواسطة اجتهاد اذا كان كلاهما بدون دليل

وانظر الى هذه الاية

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

فالله يترجى من تعذيب هذا المعذب الرجوع الى رشده وهذا يعني ان المراد بالعذاب الادنى هو الاختبار بالدنيا لان هناك فرصة للرجوع
بينما يقال لهذا المتكلم عندما قال ارجعون لعلي أعمل صالحا
كلا
فهذا يعني ان المتكلم خسر كل فرص الاختبار مما يعني انه ميت اذن فكيف يحاور ويطلب وهو ميت

والله يخاطب المتقين
لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
مما يدل على ان غيرهم يذوقون موت ثاني


وعندما ننظر الى تلك الآيات
وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ
مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ
يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ
خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ
مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ


كل هذه الآيات تؤكد ان الموتى لا يخرجون من قبورهم الا عندما تبدأ الاخرة
فاين مكان هذا العذاب ؟
فليس هناك مكان سوى القبر .
ربما من هنا نشأ مفهوم عذاب القبر وهو مفهوم شائع في الوسط الديني
فيقال القبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار

ولكن القبر مكان للاجساد ونحن نعلم ان الاجساد ليست هي معنية بالعذاب
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
فدور الجلود هنا
دور شاهد فقط الذي يشهد على الطرف المعني بالعذاب

ولكن بالمقابل فان هذا الطرف يحتاج الى الجسد حتى يشعر بالعذاب

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ليدوقوا الْعَذَابَ


اذن مفهوم القبر يستوجب عودة الارواح الى اجسادها حتى يتحقق مفهوم العذاب بالمنطق الذي نعرفه من القران
وعند الرجوع الى الاية

اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

سنفهم ان عودة الارواح لا يحدث الا في مناسبتين فقط الاولى اثناء انتهاء فترة النوم والثانية يوم القيامة وهذا الحصر يجعل الحديث عن مناسبة ثالثة يعارض صريح القران
فلو كنت في السجن وقال لك والدك انه سيزورك كل صباح ويوم خروجك من السجن فانك ستكون على يقين انه لن يزورك في المساء هذا مع الانسان الذي يحتمل ان يبدل كلامه في أي ظرف فما بالك لو كانت المتكلم هو الله تعالى .

و هذا الاستدلال نعم يهدم فكرة عذاب القبر لكنه لا يهدم فكرة العذاب قبل الاخرة

حياة ثالثة

نفس السياق الذي كاد ان يثبت وجود عذاب قبل عذاب الاخرة سوف نستخدمه لاثبات وجود حياة قبل الاخرة
لكن هذه المرة على مستوى اليقين والقطع
ذكرنا سابقا ان الانسان يعيش نوعين من الحياة بينهما فترة موت وليس نحن الذي ذكرنا بل الحق تعالى هو من ذكر ذلك .

قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
فاذا لم يكن المراد من الاية ان الذين قتلوا في سبيل الله احياء في الاخرة اذن هم احياء في الدنيا
حسب هذا الحصر الموجود في القران
فاين هم ؟
هذه الارض لو مسحناها طولا وعرضا فلم نجدهم

قد يقال

هي حياة في الوهم فقط دون الخارج، فهي حياة تخيلية ليس لها في الحقيقة إلا الاسم،
نقول
مثل هذا الموضوع الوهمي لا يليق بكلام الله عز وجل وهو يقول
فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الحق فَمَاذَا بَعْدَ الحق إِلَّا الضلال

لننظر في الاية التالية
وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

هذه الاية تؤكد ان رسول الله صلى الله عليه واله يراقب اعمال كل البشر وهذا يستوجب ان تستمر رقابته الى يوم الاخرة مما يدل على انه الان على قيد الحياة رغم ان الاخرة لم تبدأ بعد .
20


نفس المفهوم تكرر في هذه الآية مع اضافة مهمة
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
هذه الاضافة هي شريك ثالث في مهمة المراقبة اطلقت الاية عليه عنوان ( المؤمنين ) و هم ليسوا المؤمنين في قوله تعالى
بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا
او في قوله تعالى
وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ

أي ليس من عامة البشر
، ، أنك لو سألت مؤمناً من عامة الناس، هل تُعْرَض عليك أعمال الخلائق التي لم تَرَهَا بِعينك ؟ قطعا وبلا ريْب ستكون الإجابة بـ(كلا) علاوة على ذلك ، إنّ عطف المؤمنين على الله ورسوله ، دالٌ على خصوصيةٍ لمجموعة معينة سُمّوا بالمؤمنين دون غيرهم من بقية الناس،
وهذا لا يعني ان مراقبة الاعمال تتم بالوراثة فهم يتولون هذه المهمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله مؤمن بعد مؤمن حتى نقول ان المراقبة مرتبطة بحياة المراقب فان مات مراقب توقفت مهمته ليأتي من بعده مراقب اخر .
بدليل ان الرسول لم يخرج من مصادق الآية الاخيرة رغم وجود البديل وهم المؤمنين
ومن الخطأ ان نفسر ان هذا العرض لأعمالنا يتم يوم الاخرة للأسباب التالية :
اولا : نزلت الآية بهذه الصيغة
فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
ولم تنزل على هذا النحو
فَسَوف يَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ




السين عندما تدخل على الفعل المضارع تشير الى حدث سيحدث بعد قليل، و سوف فهي تشير الى ان الحدث سيحدث بعد وقت طويل
كما في قوله تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ليذوقوا الْعَذَابَ
وتلاحظ

فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وحرف ( ف ) في يدل على التعقيب المباشر بينما حرف ( ثم )

ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
يدلّ على الترتيب مع التراخي في الزمن
فهي تؤكد عملية انتقال من مرحلة الى اخرى
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ثالثا : ان رؤية اعمال الانسان في الاخرة ليست محصورة في الرسول والمؤمنون .
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا





كما تذكر النصوص القرانية والنبوية المتواترة عند المسلمين ان هناك اشخاص مازالوا احياء مثل النبي عيسى عليه السلام والامام المهدي عليه السلام وان صحت روايات الاسراء والمعراج فان الانبياء والرسل الان هم احياء



اذن هل هذا يعني وجود نوع ثالث من الحياة ؟
حياة ليست في الاخرة نعم ولكن هذا لا يعني انها في الارض
فليس من الضروري ان تكون في الارض وهي مكان للحياة الاولى للانسان التي تسمى ( الدنيا ) خلاف الاخرة
وليس من الضروري ان تكون خلاف الاخرة او خلاف الدنيا فلا تدخل في هذه المعادلة
لذلك لم تذكر هذه الحياة بصراحة في القران كما ذكرت الحياة الدنيا والاخرة عندما يستلزم المقام ذكر الحياتين الدنيا والاخرة كما في قوله تعالى وهو يتحدث عن ابراهيم عليه السلام
وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
ويتكرر نفس الكلام
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
لا تشعر ان هناك حياة ثالثة لإبراهيم لان هذا ليس مقام ذكرها

والمشاهد التي راها النبي ليلة الاسراء والمعراج مثل الاشجار والانهار ولقاء الانبياء والرسل كلها اشياء مادية محسوسة تدل على وجود نظام حياة قبل الاخرة العقل قبل النقل لا يستطيع انكارها
بعد هذا الجهد البسيط وصلت الى نقطة اعترف بها بالعجز عن ادراك اسرار هذه الاية رغم انني طاردت تفسيرها في كل المصادر والمراجع واكتشفت نقطتين
الاولى حلاة التدبر في القران فقلت في نفسي حاشا لله ان يحرم المؤمن من هذه اللذة ويتوعده بالعذاب ان حاول الاقتراب منها .
النقطة الثانية : ان تفسير هذه الاية لا يمكن ان يخضع الى ترتيب افكار عقولنا فقد حاولت بكل جهدي وعلى مدى اكثر من ثمانية اشهر ان اعرف اين هم احياء فلم انجح
فاكتشفت سر هذا التحريم ... تحريم الخوض في القران بالرأي والاجتهاد
لهذا استغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته

عبد الرزاق محسن الزيدي
الاول من ايلول من عام 2023


hsvhv hghdm ,QghQ jQrE,gE,hX gAlQkX dErXjQgE tAd sQfAdgA hgg~QiA HQlX,QhjR fQgX HQpXd HQpXd gAlQkX hgg~QiA hghoj hsvhv jslu jQrE,gE,hX dErXjQgE sQfAdgA



توقيع : عبد الرزاق محسن
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أَمْوَاتٌ, أَحْي, لِمَنْ, اللَّهِ, الاخت, اسرار, تسمع, تَقُولُواْ, يُقْتَلُ, سَبِيلِ, وَلاَ



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وَلاَ تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ!! سجاد14 القران الكريم 3 2015/10/27 06:13 PM
وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا‎ تراب البقيع القران الكريم 6 2015/10/10 07:28 PM
إِذْ قَالَ لأَِبِيهِ يـاأبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَالاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْ سجاد14 القران الكريم 6 2014/12/26 06:15 AM
وَيْلٌ لِمَنْ كانَ شَفيعُهُ خَصْمَهُ عاشقة الحسين المواضيع الإسلامية 4 2014/07/20 10:47 PM
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ عاشق نور الزهراء الصــور العامة 1 2014/04/16 03:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |