Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام علي (ع)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/05/04, 10:24 AM   #1
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
Abbas Shi من مواعظ امير المؤمنين ع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة : كتاب الوجوه ( الفيسبك facebook)
كتابات وبحوث ومقالات وأجوبة

شرح الأحاديث الشريفة / الأربعون حديث الثانية / الحديث الأول
الجاهل لا يرتدع
وبالمواعظ لا ينتفع
قال أمير المؤمنين عليه السلام : الجاهل لا يرتدع وبالمواعظ لا ينتفع


[IMG]مواعظ امير المؤمنين[/IMG]

شرح الحديث :

لوحة جميلة عالمة تحدث عن الجهل ومثالبه : وترينا مضاره وهي في تعريفه للجهل محقة صائبه ، لأنه موعظة كريمة علمها أعز أهل الدين وله أعلى مناقبه ، وهو أمير المؤمنين باب علم الله والمدينة سيد المرسلين وهو وصيه وخليفته و نائبه ، يؤمن بمعارفها كل عاقل طيب منصف لكن لا يتحقق بنص حديث اللوحة ومطالبه ولا يعمله ، لأنه صفات الجاهلين والمعاندين لهدى الله ورسوله وكل من لوصيه مفارق وتاركه ، فتسود قلوب وعقول القالي لأمير البيان نفسه ووجه كل ناصب له العداء وناصبة ، لأنهم لم يرضوا بمواعظ علم الله ومن آتاه الله الكتاب والحكمة وجعله راسخ بعلم القرآن وكل معارفه ، فمن يترك مواعظ مولى الموحدين جاهل ترك الله ورسوله ولم ينتفع بتحذيرهم حين كذبه .
نعم يا أخوتي : الجاهل لا يرتدع عن منكرا يفعله ، ويحسب الشر وظلم العباد من مناقبه، ويرى عمل الفساد وعدم الإيمان والضلال من فضائله ، والموعظة ودعوته للإيمان لا ينتفع بها حتى يأتيه أجله ، فيرديه جهله وخبث نفسه في أشد عقاب أعده الله له ، أبعدهم الله عنا ودفع عنا ضرهم وخبثهم وكل جهل الجاهل وعمله ، فهو الشر والعناء والحمق والظلم والهوى وكل فعلة سافلة ، فالجاهل بأمر الله يرتكب كل ما حرمه عليه ولم يعتني به لخبث نفيه و لخطله ، ويتوانى عن فعل الصالحات والخيرات وما حسن الله له وعدله .
فالجاهل : يعمل عمل الجاهلية الأولى وكأن الإسلام لم يضع تعاليم كريمة عن الشر تنهاه وتردعه ، وإن وعظته طغى وتكبر وتجبر وترى الدين وآدابه الحسنة وأخلاقه الفاضلة ليست هي له موضوعة ، يسخر بكل مقدسات الهدى ويضحك مستهزأ بما رب العزة أوعده ، لكنه هيهات فإن النار وعذابها الشديد معدة له وهي منزله .
ويا أخوتي الكرام : إن العلم والجهل ، في الدين ليس بالقراءة والكتابة ، ودراسة بحوث علمية عميقة أو سطحية .
وليس الجهل : هو أن يكون الإنسان صغير بعمره ، وطفل .
بل الجهل : هو عدم الإيمان ، وعدم العلم بحقيقة الأمر الذي يدخل الجنة ويبعد عن النار ، وما ليس فيه رضا الرحمن .
ولذا سنرى أن :
العلم : هو وزير العقل الذي يطيع به الله سبحانه وله رضاه و ثوابه , وهو عمل الخير والصالحات والطاعات ، وطيب النفس والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، وهو أصل الإيمان وحقيقته البر والإحسان ، وهو النور والحياة .
والجهل : هو كل ما يعصى بالله سبحانه ، ووزيره الشر وكل ما يأتي به الضرر ، وهو أصل الكفر والشرك والنفاق والعصيان ، وآثارها هي الأفكار الضالة والأعمال القبيحة ،و الأخلاق الذميمة والأعمال الفاسدة والآداب اللئيمة ، والموت والظلمات .
فكم من عالم بالعلوم الحديثة : ودارس أعلى الدراسات العليا ، وهو في حقيقة الدين من الجاهلين ، لأنه من الكافرين والضالين .
وكم من طفل غير مكلف أو مكلف لا يقرأ ولا يكتب : وهو عند الله من العالمين ، لأنه من المؤمنين المهتدين الذين يحبون دين رب العالمين .
وطبعا : قد يصدر من المؤمن العالم خطأ لكن يتوب منه ويعرف أن ظلم نفسه فيأوب ويرجع لله متندما ، وقد يصدر من الكافر والضال وغير المؤمن عمل صالح لكنه ليس له لله قربه ، فلا يدوم نعيمه له لأنه لم يرجو به الله سبحانه ، وأن أخره للنار وإن خفت عليه شيئا ما .
ولمعرفة هذه المعاني : الكريمة للعلم ، واللئيمة للجهل ، نذكر بعض الآيات والأحاديث إن شاء الله تعرفنا حقيقة الجهل ، وقد مرت بحوث سابقة في حقيقة العلم والعلماء .
وأسأل الله العليم الحكيم : أن يجعلنا من العالمين المخلصين له الدين والمتحلين بكل آدابه الحسن وأخلاقه الكريمة ، وأن يكفينا شر الجهلة والجاهلين وكل عمل خبث ولئيم لهم ، وإن يرزقنا الصراط المستقيم للذين أنعم عليهم بهداه صلى الله عليهم وسلم ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


++++

يا طيب : إن الجهل عند الله هو عدم الإيمان ، لأن لا يتفكر في خلق السماوات ، ولا إتقان الصنع في التكوين والهدى ، ولم يتدبر في الآفاق والأنفس ليؤمن بالله سبحانه وهداه ، لذا عد الله كل مشرك وكافر وضال ، جاهل بأمر الله سبحانه وعظمته ، وكل عمل لا يرضي الله هو عمل جاهلي منافي لحقيقة العلم وواقع الحكمة والصواب .
وقد مرت بحوث كريمة : في معنى العلم ، والآن نذكر بعض الآيات الكريمة التي تعرفنا حقيقة الجهل والجاهلين :
قال الله سبحانه وتعالى :
{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى
وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً
مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ
يَجْهَلُونَ (111)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112)
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ (113) } الأنعام .

فكل غير مؤمن : جاهل ، ولو كان من أحسن الخطباء والشعراء في صف الكلام وترتيب المقال ، لأنه لا يضع نصب عينه طاعة الله فضلا عن الإيمان به ، بل كلامه من زخرف القول ويغر به من يكون مثله ، فيصغي له قلبه وينزله كالحق عقله فيؤمن بالضلال ، وليقترف من لا يؤمن ما يعمل من عمل ، فإنه عليه وبال ولا يرضاه الله، ويكون ما ينفق ويعمل حسرة عليه ، لأنه ليس لله فيه نصيب فليس له بقاء .
والله سبحانه وتعالى : يعرف الأقوام التي لم تؤمن بأنهم جاهلون .
ونختار منها ما قال الله سبحانه :
{ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ
وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)
قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)
قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ
بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) } الأحقاف .
وهذا عاد عليه السلام : بل من قبله نوح ومن بعده إبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام ، دعوا قومهم إلى عبودية الله وإطاعة تعاليمه ، لكنهم لم يؤمنوا فوصهم الله بالجاهلين ، وهكذا كل عمل لا يرض الله ، أو فيه شرك فهو عمل الجاهلين .
ومثل الآيات السابقة قوله تعالى :
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ
فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ
قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)
إِنَّ هَؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ
وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (139) } الأعراف .

والله سبحانه : لا يرضى بالشرك وباطل عمل المشركين وهم الجاهلون ، ولو كانوا عندهم علوم غريبة أو النجوم والفلك والذرة وغيرها ، فما دام لم يؤمن فهو جاهل ، والمؤمن من علم بتعاليم الله وعبد الله فهو عالم ، وله السعادة الأبدية .
وهذا المعنى : بأن من لم يؤمن جهل مختص بالأمم السابقة .
بل حتى في زمن نبينا الأكرم : حتى يوم القيامة من لم يؤمن فهو جاهل أعمى لا يبصر الحق وحقائق الهدى الذي فيه العدل والإنصاف والراحة والسرور للنفس المطمئنة بذكر الله وعبوديته في الدنيا والآخرة .
+++

ولمعرفة هذا المعنى : بأن الجاهل الذي لم يرضى بدين الله الحق ، ممن اصطفاهم وأختارهم ، بالإضافة لما عرفنا ، نذكر آيات تعرفنا قصة كريمة للمؤمنين وما تصفهم به ، وللجاهلين ما وتصفهم به .
ونرى في أول الآيات : أن نبينا المرسل بهدى الله ، وعالم من أهله ، هو شاهد منه يصدقه ، وهم في أعلى الإيمان ، يعلمون غيرهم من المؤمنين ، وكذلك كان موسى وأخيه هارون معه مؤيدا له وكتابه الذي خصه به الله سبحانه ، ويستمر الله سبحانه في هذه الآيات في بيان أحوال الأمم إلى زمن نوح عليه السلام ، فيعرفنا المؤمنين ، وغيرهم ممن لم يؤمن بهم من الجاهلين ، وأن أهل الجهل لا يؤمون بما أنزل الله على من أختارهم لرسالته ، مع ما يرون من حكمتهم وعلمهم بالكتاب ، وبلاغة منطقهم الداعية إلى الحكمة والعمل الصالح والخيرات وما فيه طاعة الله سبحانه .
فتبدأ الآيات : من زمن نبينا ثم تصعد في التأريخ إلى زمن نوح عليه السلام ، وهي تعرف الطرفين .
نتلوا ما قال الله سبحانه وتعالى :
{أَفَمَن كَانَ
عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ
وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ
وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً
أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ
فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ
فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ
إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (هود17)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (هود18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (21) لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ
كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ
وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ
هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (24)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ( هود25)
أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ
إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (هود26)
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ
فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (هود28)
وَيَا قَوْمِ
لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً
إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ
وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ
وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ
قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) } هود .
والله مثل الجاهلون ممن ضل ولم يؤمن : بالأعمى والأصم ، والمؤمن بالسميع البصير ، وعرف حقائق الطرفين وما لهم عنده ، تدبر الآيات تعرف .
وإن نوح عليه السلام : لم يسأل أجر ومال على ما يدعوهم إليه ، وكذلك نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله لم يسأل أجر له .
بل جعل الأجر لتبليغ الرسالة : فائدته لنا فقال الله سبحانه في حقه :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا (56)
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)} الفرقان .

وهذه البشارة : من الله لمن يحب أن يعمل صالحا من المؤمن في كل الزمان الآتي بعد نبي الرحمة ، وهو عليهم أن يطيعوا أئمة الحق من آله الكرام ، وإن طلب أجرا في الآية الآتية ، لكنه ليس نفع الأجر لنبي الرحمة وهو كما في الآية السابقة ، بل نفع ما طلبنا من أجر الرسالة للمؤمنين أي لنا إن شاء الله ، وذلك لكي نهتدي ونعرف تعاليم الله الحقه ، فنعبد الله سبحانه ونطيعه بحق ، فنكرف ونقترف الحسنات ، والله يزيدنا حين نحب النبي وآله الكرام ونطيعهم ، ونعبده بهداه الذي علمه لهم ، فنخلص له الدين به فيغفر لنا تقصيرنا ويشكر سعينا .
تدبر قوله تعالى :
{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى
وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى .
وهذه الطاعة : لأئمة الحق من آل محمد وقربى نبي الرحمة ، وما يجب لهم من المودة والمتابعة في كل تعاليمهم وسيرتهم وسلوكهم ، ليست في زمان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم فقط ، بل هي جارية إلى آخر الزمان إمام بعد إمام .
لأن نبي الرحمة أنذرنا : كما في الآية السابقة قبل الآية أعلاه ، والآية لآتية أيضا ، وبشرنا بما يجب من الطاعة لآله كما عرفت في آية المودة ، وأنهم إلى يوم القيامة يحافظون على دينه .
ولذا قال الله سبحانه وتعالى :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ
إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ
وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد .
فلكل قوم هاد : وهم من آله الكرام الذين بشر بوجوب حبهم ، نبي الرحمة بأمر الله سبحانه ، وأنزل به قرآن يتلى لآخر الدهر ، وهم شاهد منه ، كما عرفنا في أول آيات المجموعة ، والآيات الأخيرة .
فمن أطاع الله سبحانه : بما عرفه أئمة الحق فهو على العلم الحق والإيمان الصادق ، وعمله طاعة لله متقبله إن شاء الله .
وما خلف أئمة الحق من آل محمد عليهم السلام : وما علموا من هدى الله ، فهو الضلال والجهل ، ومن لم يقبل فليشرق ويغرب ما يشاء فليتعلم ويعلم ويعمل ما يشاء فليس له إلا الجهل والخسران ، وإن أبى فلرأسه الحائط في كل مكان موجود ، لأنه الله لا يرضى عمل وفق علم لم ينزله ولم يعلمه لمن أختارهم .
وأسأل الله سبحانه : أن يرزقنا علم الحق والإيمان الصادق حقا ، وكما علمه من اصطفاهم وأختارهم ، وأنعم عليهم بتعليم هدى بصراط مستقيم لكل نعيم حق دائم ، وأن يجنبنا جهل مخالفيهم وضلالهم ، وأن يجعلنا مطيعين له بكل هداه الحق مخلصين له الدين ، فإنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .



lk l,hu/ hldv hglclkdk u hglclkdk



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مواعظ, المؤمنين, امير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم امير المؤمنين الرافضيه صبر السنين نهج البلاغة 5 2016/06/12 12:52 AM
خال المؤمنين يقتل ابن امير المؤمنين ع الرافضيه صبر السنين المواضيع الإسلامية 3 2015/11/22 03:21 PM
من علم امير المؤمنين عابر سبيل سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 3 2015/08/01 03:28 PM
امير المؤمنين معاوية قتل ام المؤمنين عائشة احمد العراقي الحوار العقائدي 3 2013/05/26 11:54 AM
رسالة أمير المؤمنين عليه السلام لابن حنيف وهو عامله على البصرة وفيها مواعظ: قل هو الله أحد سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2013/02/11 11:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |