Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/12/07, 02:27 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الثواب العظيم للمنتظرين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.


الوعد الإلهي بإرسال منقذ للبشرية المبتلاة بالظلم والضراوة المتملية في الصدورالشريرة .. وعد سوف يتحقق بعد اكتمال بشائره التي تحددت في تراث الشعوب الديني على اختلاف عقائدهم , وإن كان العديد من هذه المعتقدات تحلم بمخلص إلا أن حلمها طوباوي غير محدد ببشائر وعلامات , وهو حلم قديم قدم البشرية على الأرض ويعدّ من أكبر القواسم المشتركة بين العقائد كافة .
وقد اتخذت تسمية المخلص مصطلحات عدة في أدبيات الأديان السماوية والعقائد الأخرى غيرها , وبدا واضحاً جلياً أن العالم كله يتطلع إلى قدومه في آخر الزمان , حيث أجمعت على أن عودته سوف تحقق الوعد الإلهي برفع الظلم وإحقاق الحق وملء الدنيا عدلاً بعد أن ملئت جوراً .
ولعل السؤال الذي يطرحه البعض : لمَ يأتي المهدي؟ وهل ستتغير ممارسات البشر بعد قدومه وما إشارات هذا القدوم وهل ستأتي دفعة واحدة أم على مراحل وهل ستهل بشائرها بنوع أم بكم ؟
ولمواجهة هذا التساؤل ثمة إيمان راسخ في أن نزول المهدي من أجل إقامة عدل الحكومة الواحدة ما هو إلا تدبير من العناية الإلهية الرؤوفة بخلائقها ، أما بشأن الإشارات لقدومه فيمكن أن نعرج عليها كما وردت في معتقدات الشعوب بمختلف نحلها , ثم نركز على أوضحها وأحكمها تلك التي حفلت بها رسالتا المسيحية والإسلام بما عقدتاه من تلازم ورباط بين نزول عيسى المسيح والمهدي -عليهما السلام- وما سوف يؤديانه سويا من تكاليف إلهية تعتبر كما دونتها الأسفار الحتمية السرمدية لنزول المخلص على اعتبار أن عيسى والمهدي هما مشكاة العدل في رسالتي السماء اللتين نزلتا على البشر ، وهما القادران على هذا التكليف الخطير الذي سيغير مصائر البشر ويرفع الظلم من ظهرانيهم .
إذن فالبشر ينتظرون ! انتظار صبور يحرك مخيلاتهم وأرواحهم الضنكة لتحمل المزيد من الألم والظلم .. وتدفعهم فضيلة الصبر والانتظار إلى احتمال هذه المظالم أملاً في عهد الخلاص .
فالمخلص لدى الهنود القدماء هو ( مظهر ويشنو العاشر ) الذي سيأتي ويهلك الأشرار ويعيد الطهر للحياة في نهاية العالم , ويقول ( شاكمون ) نبيهم إن العالم سينتهي بعد حكومة ابن سيد الخلائق ( كشن العظيم ) الذي سيوحد دين الله ويحييه وسيحكم في المشرق والمغرب، يمتطي السحاب وترافقه الملائكة ويخدمه الإنس والجن فيحيى دين الله واسمه ( القائم ) .
أما في عقيدة الزرادشت فإنهم ينتظرون (أسوشيانس) المنقذ الكبير منجي الصالحين وموحد الناس .. بينما تسمي البراهماتية منقذها ( ممتاطا) مهدي الخلائق.
وقد أورد ( جاماسب) في كتابه أن رجلاً يخرج من أرض الفرسان من أولاد هاشم يكون على دين جدِّه بجيش عظيم يتجه إلى إيران فيملأها عدلاً .
وهكذا فإن أتباع المعتقدات كافة ينتظرون مخلصهم ، وفي الكثير من أدبياتهم يرد اسم (القائم ) على أنه هذا المخلص , فاليهود يسمون مهديهم الأكبر (ماشيع) وعند شعوب اسكندنافيا يسمى ( أودين) وفي أوروبا يطلقون عليه ( بوخص) وفي الصين (كرشنا) وفي أمريكا اللاتنية ( كوتز لكوتل ) ولدى المصريين القدماء(ممفيس ) وفي البرتغال (سبتيانوس ) وهكذا دواليك.
ولكن الإجابة على السؤال السالف ذكره : متى سينزل المخلص وما هي إشارات ظهوره ؟ تظل عصية على ربطها بمفهوم بشري ذي أبعاد محددة لأن هذه الغيبة ظلت سرّاً إلهياً ألزم منتظريه قدسية الصبر على قدومه كدلالة على إيمانهم بما ترتبه لهم العناية الإلهية , ولعل واقع حال البشرية الذي تسارعت وتيرة انحداره خلال القرنين الماضيين قد تعتبر بعضاً من إشارات هذا القدوم , فالملاحظ جيداً أنه منذ بداية الخليقة كانت علوم العقل البشري تتفتح ببطء جعل السنين والقرون متشابهة لا تقدم يذكر فيها , لكن منذ منتصف القرن قبل الماضي نفحت العناية الإلهية نذراً من إلهاماتها في رؤوس الصفوة المختارة من العلماء ومكنتهم من اكتشاف الفيروسات الفتاكة وأدويتها القاضية عليها , وتوالت الاختراعات التي دفعت بالبشرية إلى الأمام ، فكانت الذرة والهيدروجين والبارود والطيران وارتياد الفضاء والنفط والتصنيع والزراعة الحديثة فكثرت الخيرات والمحاصيل , إلا أن الشيطان الموسوس وحلفاءه البشر من صنائع الشر حولوا هذه الإلهامات إلى لعنة على البشر .. فنشبت الحروب نتيجة تفاقم القوى وامتلاكها الأسلحة الفتاكة فاقتتلت بلا هوادة وهدم المتحاربون مدناً بأكملها كما حصل في ناجازاكي وهيروشيما بالمادة الرهيبة التي سخرت للشر، إذ لو استحسن استغلال ما في كل قنبلة من القنابل التي ألقيت وقوداً ذرياً يكفي لألف باخرة عملاقة تنخر المحيطات لعشر سنوات فلم تهنأ البشرية بثمار ما نفحته العناية الإلهية من إلهامات في الرؤوس .. وصار السلام بين الدول والشعوب مجرد راحة قصيرة بين حربين ضروسين .. وتحول إلى فترة استراحة واستعداد للتناحر الدموي .
وعلى إيقاع هذه الممارسات الخاطئة قامت الدول الكبرى التي مثلت دور المجرات الهائلة .. بسحب الشعوب الضعيفة إليها كأجرام صغيرة لا جاذبية لها وشكلت معها تحالفات دموية واستغلالية .
فعلى المستوى الاقتصادي استغل حلفاء الشيطان وفرة الغذاء فعمدوا إلى إتلاف الفائض منه بحجة المحافظة على الأسعار .. وسكب الحليب في المجاري وأطعمت البهائم المجترة غذاء البشر .. رغم وجود الملايين جوعى في شرق الأرض ومغربها .
ولأجل الأطماع لعب أصحاب المصانع بسنن الطبيعة فأطعموا أنعامهم لتسمينها بسرعة أسماكاً ميتة وأجنة ساقطة بدل الحشائش فأصيبت بجنون البقر وإنفلونزا الطيور والخنازير وحمى الوادي المتصدع وصار الغذاء سموما نتيجة لجشع مصنعيه .
ولم يكتف أشرار البشر باستغلال نعم الخالق .. بل تسلم أساطينهم الحكم في العديد من البلدان ودفعوا بشعوبهم إلى الموت تحت شعارات مزيفة وأطلقوا عليهم لقب شهداء وهم قتلى فطيس لأن الشهادة تكون دفاعاً عن الأرض والعرض والعقيدة لا استرخاصاً لها تحقيقاً لنزوة عسكري وديكتاتور .
واقع هذا الوضع البشري ألا يقدم جواباً عن حتمية نزول المهدي ؟ ألم يوسوس الشيطان لضعيفي الإيمان فحولوا إلهامات الله لخلقه إلى استغلال منكر فإذا حفل قرن واحد ( القرن العشرون ) بكل هذه الصراعات والحروب والدمار فكيف ستتطور هذه الانحرافات فيما يلي من قرون ؟
في المسيحية تؤكد الإشارات قبل نزول عيسى المسمى ( المجيء الثاني ) أنه ستقوم كل أمة على أمة ، وكل مملكة على مملكة وتحدث زلازل وعلامات عظيمة وسيجوع خلق عارم ويتخم أكثرهم ويطمس العدل ويعلو الظلم وتتحكم قوى شريرة بمصائر الشعوب ولا يتعرف الإبن على أبيه وأمه , وتترك الأم رضيعها , وتسري الشهوات , وتزداد الضراوة والاقتتال .. ويتقرح تراب الأرض ولا ينتج ثمراً , وينقطع ندى ضروع الأغنام , وتعقم أرحام الماعز ، وفي هذه الأوقات سيظهر مسحاء كثيرون ويدعون أنهم المسيح وأكبرهم المسخ الدجال ذو العين الخارجة من محجرها , ساعتها سيعمي أبصار الناس بأفاعيله وألعابه .. فيقول للأرض انبتي زرعك فتخرج الزروع وتطرح الأشجار ثمارها ثم يقول للأرض : أخرجي كنوزك فتخرجها بما فيها كنوز سليمان الحكيم .. , وحتى أنّ كثيرين يخرجون راكضين خلفه مصدقين خزعبلاته حتى أن النساء صرن يربطن أزواجهن حتى لا يلحقنه .
أما في الإسلام فإن الإشارات لظهور المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) مرتبطة برابط سببي واقعي كظهور السفياني في الشام والخرساني في إيران , واليماني في اليمن وروى الصدوق بسنده عن أبي عبدالله قال : ( قدام القائم موتان : موت أحمر وموت أبيض , فالأحمر السيف والأبيض الطاعون ) وظهور قوم ( الموطئون ) لتعريف قضية المهدي (عليه السلام) وطلوع الشمس من المغرب , والصيحة ، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية , وبعض الرواة أضاف إليها : المرواني وشعيب بن صالح وكف في عين الشمس , وكسوف الشمس في رمضان في 14 منه .
وهنا يثور سؤال عن سر إجماع كافة الديانات وكل البشر على انتظار مخلص منقذ ، وما هي وسائل المهدي حين نزوله في محاربة الظلم والظالمين والانتصار على أهل القوى والنفوذ؟ هل سيمده الله -سبحانه وتعالى- بوسائل سابقة لعصر البشرية التي ستزامن نزوله ؟ ففي زمن أبو الأنبياء ابراهيم الخليل (عليه السلام) حينما أوقد النمرود النار لحرقه أمده الله بمعونة خلصته من النار وأعانته على تكوين جيش جرار مشى به إلى الشام كما بنى الكعبة , وموسى (عليه السلام) هل كان سيحارب مثل ابراهيم وبذات وسائله ؟ لقد أمده الله بوسيلة ليحارب بها الفراعنة الذين كانوا يؤسسون لدولة ربوبية في ذلك الوسط المعتز بالسحر , فألقى موسى عصاه وإذا بها حية تسعى ، وفلق ماء النهر بضربة منها ليعبر قومه هربا من فرعون , وحينما جاء عيسى (عليه السلام) أعانه الله بمعجل الله تعالى فرجه الشريف معجزات بزَّ بها تلك التي كانت منتشرة في زمن نزوله مثل إحياء الميت بعد ساعات من موته , فأحيا (عليه السلام) الأموات الذين مضى على موتهم عشرات السنين وصارت عظامهم رميماً ، وشفى البرص بلمسة وأنطق الأكمه وأبصر الأعمى .. ولما جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت البلاغة مقياساً للفخر فأنزل الله تعالى قرآنه العظيم عليه ببلاغة فاقت كل بلاغة أجبرت الشعراء على إنزال معلقاتهم من على أستار الكعبة خجلاً من بلاغة الكلمات القدسية التي أنزلت بها الآيات , وأمد الله اليتيم الفقير المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقوة لتسفيه أحلام قريش وسب آلهتهم وحمل الرسالة المحمدية والاندفاع بها شرقاً وغرباً مهدداً كسرى وقيصر .
فحيال هذه الحقائق الربانية كيف ستكون نصرة الله للمهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) إذا كان زمننا هذا يعجل الله -تعالى- فرجه الشريف بكل هذه الأسلحة الفتاكة المدارة بالليزر والتكنولوجيا التي ترصد كل ما فوق الأرض وفي الفضاء وتقتل عن بعد .. فإن أسلحة القائم - عجل الله تعالى فرجه الشريف - ستخترق قوانين العلية والمعلولية وستسخر له العناية الإلهية عللا كونية لم تسخر قبلاً كالأرواح والنور والجن والإنس والشمس والقمر والرياح والمغناطيسية الكونية والمذنبات والسحاب والرعد والبرق والأفلاك وأقطاب الأرض وسدرة المنتهى , وعدد لا يحصى من العلوم والطاقة والمادة التي يجهلها البشر والقوى العظمى المتآمرة على حقوقهم وإنسانيتهم ، وبمساندة عيسى ومعجل الله تعالى فرجه الشريف ذاته له، سوف يتحقق للبشرية وعد الله بإنقاذ العالم , فكلا هذين المختارين سيكون نزولهما الميمون صاعقاً كبرق ، مقبلاً كشهاب ثاقب , وفي هذا الصدد يقول عيسى (عليه السلام) : وكما أن البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب فكذلك يكون مجيء ابن الإنسان , وهكذا يصف عيسى المهدي المنتظر , وقد ورد مثل هذا الوصف على لسان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال : المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم , ثم يقبل كالشهاب الثاقب ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
وساعة مجيء وعد الله الحق يظل مجهولاً لحكمة ربانية , وفي ذلك يقول عيسى (عليه السلام) : (فأما ذلك اليوم وتلك الساعة فما من أحد يعلمها من ملائكة السموات ويعلمها الله ) ويقول النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( لا تقوم الساعة حتى يقوم القائم بالحق) ويقول الله تعالى في قرآنه الكريم المبارك : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) سورة القصص .
إلا أن مجمل البشارات السماوية تقدم مواصفات للمخلص العالمي تنطبق على المهدي المنتظر - عجل الله تعالى فرجه الشريف - وهو الذي سيقيم الحكومة الإلهية التي ستقطع دابر الشر وتصلح المجتمعات , ففي أسفار الأنبياء جاءت الإشارة واضحة للإمام الحجة بهذا المعنى : ( المهدي ما في عمله عيب ) وفي سفر الرؤيا إشارة لامرأة يخرج من صلبها اثنا عشر رجلاً ، ويقصد بها السيدة فاطمة الزهراء (عليه السلام) ثم إشارة لامرأة أخرى تلد الرجل الأخير من صلب جدته ويقصد بها السيدة نرجس بنت رياض ، فتقول : هذه المرأة ستحيط بها المخاطر والتنين الذي يقف أمام المرأة العتيدة حتى تلد ويبتلع ولدها , والعناية الإلهية غيبت هذا الولد حتى يحين موعد ظهوره المبارك هو خاتم الأئمة الاثني عشر (عليه السلام).
وثمة إشارة أخرى في سفر أشعيا إلى لقب اختص به المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ونعني به لقب ( القائم ) تقول : يحل عليه روح الرب وروح الحكمة والـفـهم ، وروح المشورة والقوة ، وروح المعرفة ومخافة الرب ، ولا يقضي بحسب مرأى عينيه ، ولا يحكم بحسب مسمع أذنيه , بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف للبائسين ، ويضرب الأرض بقضيب فمه ، ويميت المنافق بنفخة شفتيه , ويُـسـكـن الـذئب والـخـروف ، ويربض النمر مع الجدي , وصبي صغير يسوقها , وفـي ذلـك اليوم سيرفع ( القائم ) راية للشعوب والأمم التي تطلبه وتنتظره(وفي سفر أرميا 46 يصف المنتقم لدم الحسين (عليه السلام) المستشهد عند مشرعة الفرات .
إن مـن الـواضـح لـمـن يمعن النظر في نصوص تلك البشارات السماوية أنها تقدم مواصفات للمصلح الـعالمي لا تنطبق على غير المهدي المنتظر -عجل الله تعالى فرجه الشريف- طبقاً لعقيدة مدرسة أهل البيت (عليه السلام) لذلك فإن مـن لـم يـتعرف على هذه العقيدة لا يستطيع التوصل إلى المصداق الذي تتحدث عنه .
إن أصل فكرة الإيمان بالمصلح العالمي في آخر الزمان وإقامة الدولة العادلة التي تحقق السعادة الحقة للبشرية جمعاء تستند إلى جذور فطرية في الإنسان تنبع من فطرة تطلعه إلى الكمال ، وهذا ما يفسره إجماع مختلف التيارات الفكرية الإنسانية حتى المادية منها على حتمية تحقق هذا اليوم الـمـوعـود , أمـا الفكر الديني فهو مجمع عليه تواتر البشارات السماوية في كتب الأديان المختلفة .
ولم يقتصر هذا الشعور الغيبي على المؤمنين دينياً بل امتد إلى أشد الإيديولوجيات والاتجاهات رفضاً للغيب كالمادية الجدلية التي فسرت فيه التاريخ على أساس التناقضات وآمنت بيوم خلاص موعود تتجانس فيه التناقضات ويسود السلام .
والإيمان بالمهدي المخلص ما هو إلا تجسيد لحالة إنسانية هيولية والإيمان بفكرته هي الأكثر انتشاراً بين بني الإنسان وقد وصفها المفكر برنارد شو بقوله : أن الفكر الإنساني لا يرفض مبدئياً الإيمان بالغيبة .
ويرى السيد محمد باقر الصدر بأن فكرة المهدي عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها ومثلت صياغة إلهام فطري أدرك الناس من خلاله على تنوع عقائدهم أن للإنسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير وهدفها النهائي وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرّ التاريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل.
ولقد أبرزت إشارات النصوص الإسلامية والمسيحية العديد من المتشابهات الدالة على علائم المخلص , ففي قول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(أبشروا بالمهدي يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد) .
وقال عيسى -عليه السلام- : وستسمعون بالحروب وبإشاعات عن الفتن وهذا كله بدء المخاض .
وقال الإمام الباقر -عليه السلام- : لا يقوم القائم إلا على خوف وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس .
ويتزامن مع هذه الفتن القاهرة ظهور أنبياء كذبة , وفي هذا يقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- : ( لا تقوم الساعة حتى يخرج نحوٌ من ستين كذاباً كلهم يقولون : أنا نبي)
وعيسى -عليه السلام- قال : (ويظهر كثير من الأنبياء الكذابين ويضلون أناسا كثيرين).
وحول مشاركة العلل الكونية يقول الإمام الباقر -عليه السلام- : ( آيتان تكونان قبل القائم , لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض : تنكسف الشمس في نصف شهر رمضان والقمر في آخره )
ويقول عيسى-عليه السلام- : وعلى أثر الشدة في تلك الأيام تظلم الشمس , والقمر لا يرسل ضوءه .
إن إجـمـاع الأديان السماوية على الإيمان بالمصلح العالمي وغيبته قبل الظهور والعودة اقترن بـالاخـتـلاف الشديد في تحديد هويته ، وهو اختلاف ناشىء من جملة عوامل ، منها أن البشارات الـواردة فـي الكتب المقدسة بشأنه تتحدث عن قضية غيبية والإنسان بطبعه ميال لتجسيد الحقائق الغيبية في مصاديق محسوسة يعرفها , ومنها أن التعصب المذهبي والرغبة في الفوز بافتخار الانتماء لـصـاحـب هـذا الـدور الـتـاريخي المهم ، دفع أتباع كل دين إلى تأويل تلك البشارات أوخلطها بـالبشارات الواردة بشأن نبي ووصي معين غير المصلح العالمي ، أو تحريفها لتطبيقها على الأقرب مـن الـمـواصـفـات التي تذكرها من زعمائهم ورموزهم الدينية , فالاختلاف ناشئ من سوء تفسير وتطبيق البشارات السماوية ، وليس من نصوص البشارات ذاتها .
إن فـي الاسـتناد إلى بشارات الأديان السابقة في إثبات صحة عقيدة أهل البيت -عليهم السلام- في المهدي الـمـوعود , وإضافة إلى الأدلة الشرعية والعقلية الأخرى ، ثمار عديدة منها : الكشف عن أهمية هذه العقيدة وترسيخ الإيمان بها لدى أتباعها , ومنها إعانة أتباع الديانات والمذاهب الأخرى على الاهتداء لـمـعرفة هوية المصلح العالمي الذي بشرت به نصوص كتبهم المقدسة .
ويـقـول الـعلامة السيد محمد باقر الصدر: إذا كانت فكرة المهدي أقدم من الإسلام وأوسع منه ، فإن معالمها التفصيلية التي حددها الإسلام جاءت أكثر إشباعاً لكل الطموحات التي أنـشـدت إلى هذه الفكرة منذ فجر التاريخ الديني ، وأغنى عطاء وأقوى إثارة لأحاسيس المظلومين والـمـعـذبـين على مر التاريخ , ذلك لأن الإسلام حوَّل الفكرة من غيب إلى واقع ، ومن مستقبل إلى حـاضـر , ومن التطلع إلى منقذ تتمخض عنه الدنيا في المستقبل البعيد المجهول ، إلى الإيمان بوجود الـمـنـقـذ فـعـلاً , وتطلعه مع المتطلعين إلى اليوم الموعود حينما تكتمل الظروف التي تسمح له بممارسة دوره العظيم .
وأضيف على هذا الرأي أنه آن الأوان لنا -مسلمين ومسيحيين- حاملي الفكرة الإيمانية بقدوم المصلح العالمي , وبشراكة المهدي وعيسى -عليه السلام- بتكريسها في آخر الزمان .. أن نعرِّفها واضحة شفافة بلا تعصب لأولئك أتباع المذاهب والأديان غير السماوية لجلاء قلوبهم بمعنى أن يكون هذا المخلص معلوماً بأوصافه القدسية الذي حددته وحددت تكليفاته الإلهية الرسالتان الأعظم أثراً في تاريخ البشرية .
وإنها لراحة قلب وفؤاد لكل المؤمنين من البشر كافة ومن أتباع رسالتي السماء المتعاقبتين للدين الكلي الواحد الذي اختتمت رسالاته الثلاث بالإسلام الحنيف بأن البشارات الإلهية وحدت بين مشاركتي المهدي وعيسى -عليهما السلام-في تكليفهما إنقاذ البشرية في آخر زمانها وتطهير الأرض من الفاسدين حينما ينزل عيسى -عليه السلام- فيراه المهدي ويتراجع ليتقدم ابن مريم مزكياً إياه بخلقٍ رسالي قائلاً له أمام الناس : تقدم يا روح الله فصل بنا , وحينما يضع عيسى -عليه السلام- يده بين كتفيه ويقول للمهدي : إنما أقيمت الصلاة لك فكن إمامها.
وسيكون هذان العظيمان قدوة قدسية تؤكد على وحدة الإيمان بين الإسلام والمسيحية ومشاركتهما في حتمية الخلاص للبشر بعون رباني من خالقهم لتضمحل الفتن ويتوحد بنو الإنسان على أساس الأخوة العقائدية والتناظر الإنساني كما وردتا على لسان أمير المتقين الإمام علي -عليه السلام- بقوله: (الإنسان إما أخٌ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق) فأوجد من هذه المناصفة الفريدة توازن مساواة لا يطغى فيه إنسانٌ على آخر .فكم من حكم إلهية يتوجب علينا الإصغاء إليها وانتظار مدلولاتها بصبر نجزى عليه وما انتظار نزول آخر أوصياء الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) .. المهدي القائم -عجل الله تعالى فرجه الشريف- إلا إحداها , والمجيء الثاني لعيسى -عليه السلام- إلا إحدى مراحلها المؤيدة لخاتمتها , لذا فإن ثواب الصابرين المنتظرين لذلك اليوم مدونٌ في صحائفهم الخضر على قدر صبرهم وتشوقهم النزَّاع لهذا القدوم الميمون الذي ينتظرون



hge,hf hgu/dl gglkj/vdk



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2013/12/07, 04:58 AM   #2
مهند الشمري


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1510
تاريخ التسجيل: 2013/05/18
الدولة: بغداد
المشاركات: 8,247
مهند الشمري غير متواجد حالياً
المستوى : مهند الشمري is on a distinguished road




عرض البوم صور مهند الشمري
افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء

وبارك الله بكم


توقيع : مهند الشمري




[
رد مع اقتباس
قديم 2013/12/08, 12:28 PM   #3
طريقي زينبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 436
تاريخ التسجيل: 2012/09/08
الدولة: في قلـــ♥ــب البـــحريــــن
المشاركات: 9,772
طريقي زينبي غير متواجد حالياً
المستوى : طريقي زينبي is on a distinguished road




عرض البوم صور طريقي زينبي
افتراضي

اللهم سهل له المخرج

بوركتم


توقيع : طريقي زينبي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ...
رد مع اقتباس
قديم 2013/12/11, 03:03 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.

حياكم الله تعالي وجعلنا الله وإياكم ممن ينتظر قدومة ويتوقع ظهورة ولا يغفل عن وجودة وثبتنا الله إلى يوم الدين على الصراط
المستقيم والعمل بوصاياه سلام الله عليه فهو سلطان هذا العصر وقطب هذا الكون والمنتظر الموعود(عجل الله فرجه الشريف


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2013/12/15, 09:47 AM   #5
هو الحق

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1252
تاريخ التسجيل: 2013/03/20
الدولة: حيثُ النور
المشاركات: 9,751
هو الحق غير متواجد حالياً
المستوى : هو الحق will become famous soon enough




عرض البوم صور هو الحق
افتراضي

جعلنا الله واياكم من المنتظرين المخلصين العاملين بحق محمد وال محمد الاطهار
اثابكم الله وبارك الله بكم اختاه



توقيع : هو الحق
التصميم الذي يجمع بين المرقد الحسيني والعباسي في صحن واحد


[IMG]https://s*******-b-fra.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/t1.0-9/10593107_1465704047024492_7233589183563280198_n.jp g[/IMG]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين (صدق الله العظيم) و (صدق الله العلي العظيم) حنين الورد الارشيف والتكرار 6 2013/10/15 02:47 PM
الذِّبح العظيم النبأ العظيم القران الكريم 3 2013/10/01 02:21 PM
سبحان البديع العظيم عاشق نور الزهراء الصــور العامة 7 2013/05/01 05:06 PM
سبحان الله العظيم عاشق نور الزهراء الصــور العامة 7 2013/04/30 02:50 AM
الفرق بين صدق الله العظيم وصدق الله العلي العظيم نسمة الحنان القران الكريم 10 2013/01/14 08:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |