Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الرسول الاعظم محمد (ص)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/06/17, 03:56 PM   #11
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي

السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أشجع الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التفضل ببيان صحة الحديث :
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا اذا اشتد القتال لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله .
أقول: لو كان غير أمير المؤمنين(ع) قد قال هذا القول لصدقنا ولكن أمير المؤمنين (ع) هو كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص) في جميع المشاهد كلها لاسيما أحد والاحزاب وحنين.
ارجو التفصيل في البيان
الجواب:
لا شك ولا شبهة أن النبي (ص) هو أشجع ولد آدم منذ أن خلق الله الدنيا وحتى قيام الساعة ، يعلم ذلك بالتفكر في معاني منها: أنّه أفضل خلق الله، فمن زعم أن هنالك من هو أشجع من النبي (ص) فقد جعل النبي مفضولاً لأحد ما في الشجاعة، أي أنه لا يكون أفضل الناس في كل منقبة. وهذا خلاف الأعتقاد بأنّه أفضل الخلق.
ومنها: أنّه الإنسان الكامل، وهو الحائز على تمام كل خلق وسجية وكمال، فلو نقص عن تمام الشجاعة لم يكن إنساناً كاملاً في جميع الخصال، ولو وجد من هو أكمل منه في إحدى الخصال فقد نقص عن حد الكمال. وقد ثبت بأنه (ص) أكمل الناس. ومنها قوله(ص): (( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))، ولا ريب بأن الشجاعة من أمهات الأخلاق لأنّها إحدى الفضائل الأربعة التي كل منها غاية برأسها، وهي: الشجاعة، والعفة، والحكمة، والعدالة، فإذا بعث النبي(ص) لإتمام هذه المكارم فكيف يكون غير بالغ فيها حد التمام، وهل يمكن أن يتمم المكارم من يتخلـّف في أحداها عن التمام؟
فثبت إذاً أنّه (ص) أشجع ولد آدم وأنّه أشجع حتى من أمير المؤمنين(ع)، فعندما تحتدم الخطوب العظام فلا يثبت لها إلاّ رسول الله (ص) وبثباته وشجاعته يستمد الشجعان ثباتهم. فإفهم.
وأما كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص)، فليس هذا بقادح في أشجعية النبي (ص). فإن أمير المؤمنين (ع) قائد عسكره ولا بد لقائد العسكر من الدفع عن مقام سيده في تلك المواطن وقد لا يناسب مقام النبوة النزول إلى ساحة الوطيس ومقارعة الأعداء بالنفس أحياناً لمكان الجاه والرئاسة، ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال تتجه الأنظار صوب ذلك الطود الشامخ ــ أي رسول الله (ص) ــ وتلوذ به كيما تثبت وتنشط. فمعنى كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام، ففي هذا المقام يلوذ الجميع برسول الله (ص) بمن فيهم أمير المؤمنين (ع).

تعليق على الجواب (1)
إن تعبيركم في الإجابة بالقول : "كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام"
وقبله ذكرتم : "ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال"
هذا لا يناسب بحال من الأحوال، إجابة سائل عن مقام أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية المسؤول عنها .
على الأقل من جهة التقابل الذي يحصل للقارئ، بل والحق أنه سب صريح، إذ كيف يكون السب والبهتان أكثر من أن أقول إن الإمام ممن ينخلع قلبه ويبلغ قلبه حنجرته في القتال، هذا التوجيه العام المدرج تحته الإمام أقرب من فم الناصب منه للموالي!!
فلا أعلم حالة حربية يخاف فيها الإمام أخف خيفة، فضلا عن انخلاع القلب وبلوغه الحنجرة كسائر الجبناء بل أجبن الخلق ومن لا رائحة يقين لهم!
على أن السائل لم يجب عن سؤاله وهو صحة الحديث، ولم نجد البحث فيه سندا؟
فلعل فيه خلل أو عيب في النقل يضر بالمعنى أو موافقة للقوم فيما يروون، ثم تصل النوبة لفهمه وعرضه على القواعد، حيث يفهم وفق مقام الإمامة، فليت المجيب ذكر السائل بمنزلة الإمامة ووجه الرواية وعرضها على اليقين مما نعلم، وذكره بأن المسؤول عنه هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، منه من نور واحد، كما دلة آية المباهلة والروايات .
وهل إثبات الشجاعة أو الأفضلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتضي كل هذا التكلم في وصيه صلى الله عليهما وآلهما؟؟
فلعل الإمام كان يتعمد في الحرب فعل ذلك بأمر نبوي، لكي لا يكون لأحد حجة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بدون استلزام ذلك لنقص في الإمام في تلك الحالة، وكذلك لعل المقصود غيره يلوذ بينما الإمام قربه للدفاع وليس للتدرع، بل يفديه حتى جاء النداء السماوي لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار؟!
أو لعله لا ينبغي للإمام التقدم إذا أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يتقدم ويبرز في الساحة، أو المسؤولون الحقيقيون الحاضرون فالكلام للأكثرية والوصف العام جائز، فكيف إذا كنا بصدد استثناء فقط واحد، وغير ذلك من الوجوه القويمة، وفي جميع هذه الوجوه نعلم يقينا أن أمير المؤمنين ( على فرض ثبوتها ودقتها) إنما أراد بيان شجاعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والتأكيد عليها، حتى لا تتخلق شبهة لماذا لا يحارب أو هل حارب، وإذا تخلقت فهذه الكلمة ممن يتنمر في ذات الله تعالى كما في خطبة الزهراء عليها السلام، هذه جهاز مناعي لأي إشكال من داخل الوسط الإسلامي أو خارجه .
المسألة حرب عادية تحصل فيها شدائد، فلا أعلم عن أي مقام يتحدث المجيب حتى فرق بما فرق وقال ما قال؟؟
الجواب:
اذا قلنا ان شجاعة علي (عليه السلام) مساوية لشجاعة النبي (صلى الله عليه وآله) بدليل حديث المباهلة بحيث تثبت ان كل صفة للنبي (صلى الله عليه وآله) تكون مساوية لصفة علي (عليه السلام) وما يزيد النبي (صلى الله عليه وآله) الا بالنبوة فلا معنى لما قلناه في الاجابة السابقة وعند ثبوت هذا الكلام بدليل قطعي لابد من تاويل لوذ علي بالنبي بمعنى من المعاني التي لا تتعارض مع الدليل القطعي واما اذا لم تثبت تلك المساواة او ثبتت بدليل ظني فالحديث المذكور ان ثبت صحته سندا يكون معارضا للدليل الظني ولابد من حل التعارض بطريقة ما لذا ما قلناه في الاجابة السابقة مبني على عدم ثبوت الدليل القطعي والبناء على ان شجاعة النبي (صلى الله عليه وآله)اعظم من شجاعة علي (عليه السلام) لذا يمكن تصور ولو في موقف واحد ان عليا (عليه السلام) يلوذ بالنبي (صلى الله عليه وآله) حتى تحصل اشجعية النبي وليس معنى بلوغ القلوب الحناجر وانخلاع الافئدة ان عليا (عليه السلام) يخاف في المعركة على نفسه من القتل او ما شابه ذلك بل يمكن تصور تلك الحالة من اجل الخوف على مصير الاسلام وتغلب الكافرين وازهاقهم لارواح المؤمنين وما شابه ذلك من مواطن الخوف المشروع الذي لا يكون نقصا في شخصية الامام علي (عليه السلام) وذلك الخوف المشروع يكون موجبا للوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) لانه الاشجع الذي يتعامل مع تلك المواقف الصعبة بقلب ثابت .

تعليق على الجواب (2)
لا حول ولا قوة إلا بالله إذا فأولوا روايات بلاط معاوية التي فيها ألفاظ ذم بهكذا تأويلات بأنها قد تكون صحيحة والمعنى لا يراد به النقص!!
علما أن الرواية لم تذكر عبائر كهذه التي توردونها زيادة وتظنونها بيانا..سبحان الله أيخاف مع مجموعة ولا يخاف وحيدا في يوم المبيت وفي ركب الفاطميات مهاجرا معهم جهارا؟!
دعنا أيها المجيب من قضية المساواة الآن، أين منزلة الإمامة ؟!
أنتم تنسبون نقص، ونقص بالغ فاحش أيضا؟!
ومع ذلك تشككون في دلالة الآية في المباهلة على المساواة..مع عدم اثبات حتى صحة ما سئل عنه من أمر هذه الرواية؟!
ما حصل هنا منهج غريب، لا يعرف قرآن ولا سنة قطعية ولا إمامة إلهية.
علما أن فرض ثبوت الأشجعية لا يحتاج إلى ظهور واقعي، ومع ذلك فإن تم زعم حاجة ظهوره فإن الظهور لا يبلغ هذا الفحش، وإنما على مستوى الأولى إن صحت الدعوى أصلا، بل على مستوى نحن لا نلمسه حيث الكلام عن مقامات عالية .
كما أن التبرير المقدم لمثل هذه الألفاظ لا يغني ولا يسمن من جوع، وذلك أن كل غيور منخلع القلب ومتصدع الرأس على أمر الإسلام وأهله وما يحل بهم، وهو بهذا المعنى موجود لدى الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمن الذي يهتم بأمور المسلمين، بل هو للأكمل أكثر فتكون النتيجة أن النبي الأكرم هو ما تصفون!!
وبهذا أصبحت منقبة وليس نقصا، بالتالي في إصراركم وتبريركم للألفاظ رجوع للمربع الأول وعاد السؤال عن معنى الرواية مجددا!!
إلا أن تقولوا أنه ليس معنى انخلاع القلب هنا اشتداد الحرص على الدفاع، بل الإندهاش والوهلة!!
فهذا نقص واضح وقبيح..على الأقل لا يصح نسبة النقص بدون دليل تام، فكيف تجرأ المجيب عليه؟!
أيهما أعظم أهوال حرب أم أهوال الموت أو أهوال يوم القيامة..فما منزلة أمير المؤمنين (عليه السلام) هناك أم نسي حضوره عند الموت للمحتضر ومقامه في الآخرة؟
وأسأله بالله هل يتفوه بهذا أمام حضرت الإمام الحجة بدون خجل أو في ضريح أمير المؤمنين عليه السلام ثم يطلب حاجته؟!
أيصح هذا للملائكة ؟!
بل العظيم في الملائكة جبرائيل ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار..فما ندائكم؟!!
لا يوجد مؤشر واحد يبرر توجيه الخبر بما ذكر، بل المؤشرات في أحوال الأمير قبل الدنيا وفيها وبعدها على عكسه تماما .
بل ما هي هذه المعركة التي حصل فيها هذاأين خيبر..أين هذا الموضع بحسب التوجيه الغريب الفج أين تجدون مثله بالله؟!
معاوية لا يقولها في وجه الإمام علي ورب الكعبة .
إن كان لا يسعكم إعادة جواب السائل بما يليق وإرساله إليه، فليحذف السؤال من الصفحة على الأقل أو يتم تعديل الإجابة .
الجواب:
لا ندري ما هو سبب تشنجك من جوابنا حتى تصفه بما وصفته به من الاوصاف الخارجة عن اللياقة وكأننا نبتغي ان ننتقص من مقام امير المؤمنين (عليه السلام) فتارة وصفتنا بالتشكيك واخرى بالفحش وثالثة بان ما ذكرناه من الوجوه غريب فج ...الى غير ذلك من الالفاظ التي نربأ عن مثلك باللجوء اليها في مقام البحث والمناظرة .
وحتى لا تنطبق علينا بعض تلك الاوصاف سوف نغض الطرف عن تلك المنظومة من الاتهامات وسوء الفهم وادعاء التحقيق لتدخل في صلب الموضوع فنقول :
يلزمك ان تقر شئت ام ابيت بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) هو افضل الخلق طرا وان الافضل على الاطلاق لا يتثنى فيكون اثنين كل منهما هو الافضل على الاطلاق فان ذلك خلاف التحقيق وحينما نتكلم عن الافضل الاكمل من الانسان الكامل . وهذا لا يعني باننا ننكر افضلية وشرف وكمال امير المؤمنين (عليه السلام) بل سائر اهل البيت المعصومين فعنوان الافضل والاكمل والاشرف ثابت لهم بالدليل العقلي والنقلي، الا ان اصالة الفضل والكمال والشرف والتقدم هي للمخلوق الاول والنور الاول والعقل الاول والمراد به خصوص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فالائمة كلهم (عليهم السلام) قبسات من نوره، وهو الاول الماسك من اسباب ربه بحبل الشرف الاطول .
ولما كان الامر على هذا المنوال فجعل رتبة علي (عليه السلام) في كل فضيلة وكمال تالية لرتبة النبي (صلى الله عليه وآله) لا محذور فيه ولا منقصة فحينما نقول محمد (صلى الله عليه وآله) اشجع من علي (عليه السلام) ليس مرادنا ان عليا ممن يخاف او يتصور منه الجبن او الفرار في ساحة الوغى ...بل هو اشجع الخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من دون منازع فما هي السّبة علينا ايها الاخ الفاضل ونحن بأزاء احاديث واردة عنهم (عليهم السلام) تصرح بما يشمأز قلبك منه كقول علي (عليه السلام) (انا عبد من عبيد محمد ) وكالحديث الذي هو محل النقاش بيننا وبينك وكاحاديث التقدم والشرف والكمال المخصوصة به (صلى الله عليه وآله) دون سائر الخلق ؟ فهل تريد منا ان ننكرها او نصفها بالوضع او ان نضرب بها عرض الجدار ؟ ليس امامنا في مثل هذه الحالة الا البحث عن الوجوه المحتملة التي لا يترتب على الاخذ باحدها أي محذور او فهم خاطئ وهذا ما فعلناه في ردودنا ليس اكثر .



السؤال: احتياج النبي (صلى الله عليه وآله) للأسباب الطبيعية
سؤالي هو حول هجرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) حيث تقول الروايات انه اصطحب خلال الهجرة أبو بكر ودليلهما اريقط .
فهل كان خاتم الرسل وحبيب اله العالمين وعنده علم ما كان وسيكون بحاجة الى دليل...؟
افتونا من بحر علمكم الوافر أدامكم الله لخدمة العلم والمذهب .
الجواب:
النبي (صلى الله عليه وآله) لا يحتاج إلى دليل يدله على الطريق لو أراد أن يتصل بالسماء فيتعلم من خلال جبرئيل أو غيره من الملائكة الطريق, لكن النبي (صلى الله عليه وآله) وبقية المعصومين (عليهم السلام) يستعملون الطريق الطبيعي في سلوكهم حتى لو كان بقدرتهم استعمال المعجزات للوصول فانهم لا يستعملونها ما دام بأمكانهم تحقيق ذلك عن الطريق الاعتيادي الخالي من الاعجاز والاستعانه بالعوالم العليا.
فكان لابد اذن من الاستعانه بخبير في الطريق الذي يأمن من خلاله الرسول (صلى الله عليه وآله) من الوقوع بيد قريش أو اتباعهم فلذلك اختار له ابن اريقط طريقاً لم يسلكها أحد حيث قال ابن اريقط: ((لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيه احد)) (بحار الأنوار ج19 ص69).
والا لو كانت كل أمور الأنبياء (عليهم السلام) بالمعجزات لنقله الله تعالى مباشرة إلى المدينة كما أسرى به إلى بيت المقدس. ولا حاجة حينئذ للهجرة أصلاً.




السؤال: النبي(صلى الله عليه وآله) بشر له جنبة نورانية
(( قُل سُبحَانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً )) (الإسراء: 93)
(( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) (الكهف:110)
ارسول الله بشر مثلنا والفرق بيننا وبينه بالوحي فقط؟؟
الجواب:
تصريح القرآن الكريم ببشرية النبي (صلى الله عليه وآله) واضح، إلا أنه (صلى الله عليه وآله) كانت له خصائص بحكم وظيفة النبوة والرسالة، وأيضاً بحكم كونه أفضل الخلق ولا يتقدم عليه أحد من الخلق في منقبة أو فضيلة.. فقد كانت له مع بشريته جنبة نورانية ملكوتية يستطيع بها أن يعاين الملكوت كما عاين إبراهيم الخليل (عليه السلام) ذلك، ويستطيع بها أن يقرأ ما في اللوح المحفوظ وهو في موقعه في الأرض. وغير ذلك من قضايا الاتصال بعالم الملكوت، إضافة إلى فعاليته ونشاطه في عالم الملك من الأكل والشرب والنوم والتكلم مع أصحابه ومعاشرة زوجاته وغيرها.





السؤال: للنبي (صلى الله عليه وآله) جنبتان نورانية ومادية
قال الله تعالى: (( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَ أنما إلهكم إلهٌ واحد )) (الكهف,آيه 110)
هل النبي (صَلى الله عليه وسلم) من بشر بني آدم، أم خلقه الله قبل آدم؟
وهل خلق الله النبي (صَلى الله عليه وسلم) من نور أم من طين؟
الجواب:
روى ابن مردويه في (المناقب) عن علي (ع): أن النبي (ص) قال: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء علي). وروى بسند آخر عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (ص) قريباً منه. (المناقب ص286). وأيضاً رواه أحمد في (المسند 5: 143 وفي الفضائل 2: 64).
وروى القاضي عياض في (الشفاء 1: 83): عن ابن عباس: (ان النبي (ص) كانت روحه نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، وتسبح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه)). (وانظر أيضاً: السيرة الحلبية 1: 49، تذكرة خواص الأمة: 46. الرياض النضرة 2: 217). وهكذا غيرها هذه المصادر.
وهذه الأحاديث الشريفة المتضافرة تشير إلى حقيقة مفادها أن النبي (ص) قد خلقه الله ومنحه جنبتين، جنبة نورانية، وجنبة مادية، والجنبة النورانية هي التي يستطيع من خلالها أن يتصل بعالم الملكوت، والجنبة المادية هي التي يتصل من خلالها بعالم الملك. فكان (ص) برزخاً بين السماء والأرض، ينقل كلام السماء وتعاليمها إلى أهل الأرض بمقتضى الرسالة التي أناطه الله بتبليغها إلى العباد.
ثم إنه قد يرد إلى الذهن سؤال مفاده: أن الإنسان له روح وبدن، فهل خلق الله روحه من طين, أم أن البدن قد خلقه الله من طين، وأما الروح فهي من خلق آخر نفخها الله فيه بعد أن استوى بدنه وإكتمل؟! فتأمل ولا تعجل.


السؤال: لا تعارض بين إمامته (صلى الله عليه وآله) وقوله تعالى (وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا)
كيف نوفق بين امامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذه الاية (( وما أرسلناك الإّ مبشّراً ونذيرا ))؟
فجعل مهمته الوحيدة هي ان يبشر وينذر ، وهذا للحصر فأين إمامته في هذه الاية؟
الجواب:
يمكن فهم هذا الاختلاف من عدة وجوه:
1- ان القرآن الكريم لابد أن يفهم كاملاً فلا يصح أخذ آية منه وفهم القرآن على أساسها حتى لو عارضها الكثير من الآيات، بل لابد من رفع التعارض المتوهم لحمل الآيات المخالفة على معانيها الصحيحة حتى تنسجم مع الآيات الأخرى. ففي الوقت الذي ذكر القرآن الكريم تلك الآية القرآنية وهي: (( وَمَا أَرسَلنَاكَ إلَّا مبَشّراً وَنَذيراً )) (الاسراء:1055), ذكر كذلك الكثير من الآيات التي تدل على حاكمية وولاية النبي (صلى الله عليه وآله) على هذه الأمة بما لا يدع مجالاً للشك في ثبوت الإمامة له.
ومن تلك الآيات: (( وَمَا أَرسَلنَا من رَسول إلَّا ليطَاعَ بإذن اللَّه )) (النساء:64), و (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم )) (الأحزاب:6), و (( يَحكم بهَا النَّبيّونَ )) (المائدة: 44), و (( وَأَن احكم بَينَهم بمَا أَنزَلَ اللَّه وَلا تَتَّبع أَهوَاءَهم )) (المائدة:49)، و (( إنَّا أَنزَلنَا إلَيكَ الكتَابَ بالحَقّ لتَحكمَ بَينَ النَّاس بمَا أَرَاكَ اللَّه )) (النساء:105), وغيرها من الآيات التي تدل على ولايته من خلال فرضه بعض الفروض المالية كقوله تعالى: (( يَسأَلونَكَ عَن الأَنفَال قل الأَنَفال للَّه وَالرَّسول )) (لأنفال:1), و (( وَاعلَموا أَنَّمَا غَنمتم من شَيء فأَنَّ للَّه خمسَه وَللرَّسول وَلذي القربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكين وَابن السَّبيل إن كنتم آمَنتم باللَّه )) (الأنفال:41)، و (( مَا أََفاءَ اللَّه عَلَى رَسوله من أَهل القرَى َللَّه وَللرَّسول وَلذي القربَى.. )) (الحشر:7), و (( خذ من أَموَالهم صَدَقَةً تطَهّرهم وَتزَكّيهم بهَا )) (التوبة:103). هذا بالإضافة إلى آيات الولاية العامة كقوله تعالى: (( النَّبيّ أَولَى بالمؤمنينَ من أَنفسهم ))(الأحزاب:6), و (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59), هذا بالإضافة إلى آيات الجهاد التي هي صريحة في وجوب إقامة الحكم الإسلامي والتسليم الخارجي لهم يقول تعالى: (( يَا أَيّهَا النَّبيّ جَاهد الكَّفارَ وَالمنَافقينَ )) (التوبة:73).
اذن كل هذه الآيات تدل دلالة قاطعة على ثبوت الإمامة للنبي (ص) على الأمة، ولو تصورنا معارضتها تلك الآية أو غيرها الدالة على حصر المهمة بالتبشير والإنذار فلابد من فهمها بغير هذا الفهم والتصور. ذلك أن الآية تريد الإشارة إلى معنى آخر من معاني القرآن، وهو أن لا إكراه في الدين وان الإيمان الذي هو مدار النجاة في الآخرة لا يمكن للرسول ان يلجأ إليه يقسر عليه حيث كان الرسول يتألم لما يرى من صدود المنافقين وهو الذي أفرسل رحمة للعالمين.
ثم إن سياق الآيات التي ذكرت ذلك الحصر بعيدة عن حاكمية الرسول أو إمامته، بل أن معنى تلك الآية في سورة الإسراء، ان النبي ليس له أن يتصرف في القرآن بزيادة أو نقيصه أو يتركه كلا أو بعضاً باقتراح من الناس أو هوى من نفسه أو يعرض عنه فيسأل الله آية أخرى فيها هواه أو هوى الناس...
ومحصل القول: ان القرآن آية حقة ليس لأحد أن يتصرف فيه شيئاً من التصرف، والنبي وغيره في ذلك سواء .
وكذلك الحال في سورة الفرقان كان السياق يشير إلى أن الكلام جار في الدور الذي يفعله الرسول مع الكافرين، أما الدور الذي يفعله مع المؤمنين فان الآية ساكتة عنه والذي يحدده قول آخر من القرآن.
2- ان الحصر الوارد في الآية جاء ليحدد وظيفة الرسالة دون الوظائف الأخرى، ذلك انه بالإضافة إلى وظيفة الرسالة هناك وظيفتان للنبي (ص) هما وظيفة النبوة ووظيفة الإمامة، وان الحصر هنا لم يأت ليحدد وظيفة الرسول عما هو حاصل لتلك الوظائف الثلاث، بل جاء التحديد وظيفة الرسالة فقط، فيكون المعنى ان وظيفه الرسالة ما هي إلا التبشير والانذار، وهنا الآية ساكتة عن وظيفة الإمامة أو الحاكميه التي يحق فيها للحاكم فرض أمور كثيرة كالتصرف في نفس المحكومين وفي أموالهم وغير ذلك.
3- ان للرسول طاعتين، إحداهما فيها ضرب من العناية كما هي شأن كل واسطة بين الآمر والمأمور ولا تعد هذه طاعة حقيقية وهذه هي المرادة للنبي بالنظر إلى منصب النبوة والرسالة، بخلاف الطاعة الثانية التي هي طاعة حقيقية عندما ألبسه الله ثوب الإمامة والقيادة، فالآية القرآنية التي تحدد دور الرسالة بالتبشير والإنذار كأنما تريد تحديد معنى الطاعة بالمعنى الأول وهي التي تكون بالعناية ولا تريد نفي الطاعة الثانية المفروضة عند تحقق الإمامة كما هو الحال في آية (( أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعوا الرَّسولَ وَأولي الأَمر منكم )) (النساء:59).





السؤال: إثبات مقام الإمامة إليه (صلى الله عليه و آله)
ماهي الأدلة على وصول النبي محمد(ص) لمقام الإمامة ؟
الجواب:
يمكن اثبات مقام الإمامة للنبي (صلوات الله عليه) من عدة جهات منها:
1- ان نبي الله إبراهيم (عليه السلام) سأل الإمامة لذريته في جيب بان ذلك لا ينال الظالمين ولما ثبت عندنا عصمه النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) علمنا انهم جميعاً حصلوا على ذلك المقام.
2- ان نبينا (صلوات الله عليه وآله) أفضل الخلق اجمعين بمعنى انه حاز جميع الكمالات والدرجات ولما ثبت عندنا ان بعض الانبياء حاز على تلك الدرجة كما هو الحال مع نبينا إبراهيم (عليه السلام) ثبت عندنا حصول نبينا على تلك المرتبة وهي مقام الإمامة.






السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو إمام أيضاً
هنالك من يقول ان من يجمع بين مقام النبوة ومقام الامامة هو افضل ممن يجمع بمقام النبوة فقط كنبي الله ابراهيم عليه السلام فقد جمع بين المقامين بتصريح القران الكريم بذالك فهل نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم قد جمع بين المقامين وماهو الدليل على ذلك ان كان الجواب بنعم

الجواب:
لقد ثبت بالدليل النقلي أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هو أفضل الخلق قاطبة، ولهذا فهو جامع لكل الفضائل والمزايا التي كانت للأولين والآخرين ومن هذه المزايا مزية الإمامة الإلهية التي ذكرها القرآن الكريم في حق إبراهيم (عليه السلام) جاء في (الكافي) عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل ، وإن أفضل الرسل محمد(صلى الله عليه وآله)) (الكافي1: 450) .




السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) نال مرتبة الإمامة الإلهية
ما فهمناه من ردكم ان رتبة الامامة اعلى من رتبة النبوه, لكن يبقى سؤال هنا : هل ان نبينا (ص) نال رتبة الامامة ايضاً ام فقط كان رسولاً او نبياً ؟ لانه اذا كان غير ذلك فيصبح الائمة الاثنى عشر(عليه السلام) افضل من نبينا محمد (ص) وهذا شيء غير معقول ومقبول ؟

الجواب:
نبينا (صلى الله عليه وآله) أفضل من كل الأنبياء والمرسلين والأئمة والبشر قاطبة, وهذا الأمر متفق عليه ولا يوجد فيه خلاف, وهو من ضروريات الإسلام, فإذا علمنا أن إبراهيم (عليه السلام) مثلاً قد سأل مرتبة الإمامة الإلهية التي هي أعلى من النبوة ( حسب الظاهر القرآني ), فلازم كونه (صلى الله عليه وآله) أفضل منه أنه قد نال مرتبة الإمامة أيضاً والإّ كان إبراهيم (عليه السلام) هو الأفضل وهو خلاف الفرض.
وبهذا يتضح أنه (صلى الله عليه وآله) قد نال هذه المرتبة الإلهية وأنه مشتمل عليها, كما أنه أفضل من الأئمة (عليهم السلام) لزيادة فضله ورتبته عليهم بالإنفاق .




السؤال: عن حالات تمثل جبرئيل للنبي (صلى الله عليه وآله)
سؤالي هو عن ( دحية الكلبي )، هل تمثل الامين جبرائيل (ع) بصورته وكما قال السيد الخميني (قدس سره) في اربعون حديثا في صفحة 378 (( كان يتمثل لرسول الله صلى الله علية واله وسلم في المثال المقيد دائما وفي المثال المطلق مرتين وفي عالم الملك حينا وفي عالم الملك في صورة دحية الكلبي رضيع رسول الله صلى عليه واله وسلم الذي كان اجمل الناس ))
سؤال هل يحتاج جبرائيل عليه السلام ان يتمثل بصورة دحية طيب اين وجه جبرائيل بل كان دحية 14 سنة مشرك قبل ان يدخل السلام

الجواب:
ذكر الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (التوحيد/255) بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في قوله تعالى: (( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )) (النجم: 16ـ 177) أنه رأى جبرائيل (عليه السلام) في صورته مرتين، هذه المرة ومرة أخرى، وذلك أن خلق جبرائيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلا الله رب العالمين (انتهى).
وقد جاء في شرح أصول الكافي للمازندراني ج5 ص 118 نقلاً عن السهيلي في كتابه الروض الأنف:
أنواع الوحي سبعة:
الأول: الرؤيا الصادقة لقوله تعالى: (( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )) (الصافات:102).
الثاني: النفث في الروح لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن روح الأمين نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ورزقها فأتقو الله وأجملوا في الطلب).
الثالث: إنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس وهو اشد عليه وكان كذلك ليستجمع عنده في تلك الحالة فيكون أدعى لما يسمع.
الرابع: إنه يمثل له الملك رجلاً كما كان يأتيه في صورة دحية الكلبي، وكان دحية حسن الهيئة وحسن الجمال.
الخامس: أن يتراءى له جبرئيل (عليه السلام) في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ينتثر منها اللؤلؤ والياقوت.
السادس: أن يكلمه الله تعالى من وراء حجاب في اليقظة كما في ليلة الإسراء.
السابع: ما ثبت أن إسرافيل وكل به (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي ثم وكل به جبرائيل فجاءه بالقرآن (أنتهى).
وأما نزول جبرئيل (عليه السلام) بصورة دحية فقد كان لمسألة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لله تعالى في ذلك وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب هذا الرجل فكان يتصور له جبرئيل بصورته ليستأنس برؤيته. (رسائل المرتضى4: 25، الرد على فتوى أبن جبرين للأحسائي: 34).






السؤال: هدايته عن طريق الإنذار
قوله تعالي (( انما انت منذر ولكل قوم هاد)) انما اداة حصر, فهل الله حصر النبي محمد في النبوة ولم يعطه الامامة؟
الجواب:
لا تنفي الآية القرآنية هداية النبي (صلى الله عليه وآله) للبشرية وانما تحدد هدايته عن طريق الإنذار.
يقول صاحب: (الميزان) في تفسير الآية: وانما انت هاد تهديهم من طريق الإنذار، وقد جرت سنّة الله في عباده أن يبعث في كل قوم هادياً يهديهم, والآية تدل على أن الأرض لا تخلو من هاد يهدي الناس إلى الحق إما نبي منذر وإما هاد غيره يهدي بأمر الله.



السؤال: السنة والسيرة النبوية
ما هي نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين مفهوم السيرة النبوية ومفهوم السنة النبوية?وهل كلا منهما على مستوى واحد من الحجية?
الجواب:
المراد بالسنة النبوية في علم الأصول ـ الذي هو القاعدة لاثبات الحجية لما يمكن الإفتاء به في علم الفقه ـ هي قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفعله وتقريره..
أما السيرة فالمراد بها: مطلق السلوكيات والأفعال والمواقف التي قد لا يّكون بعضها مناطاً للأحكام كنومه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومشيه وطريقة أكله وما شابه ذلك. فهما ـ أي السنة والسيرة ـ قد يلتقيان كما لو كان هناك قول أو فعل أو تقرير يمكن أستنباط الحكم الشرعي منه، فهو سنة وهو سيرة في نفس الوقت، وقد يفترقان كما لو كان هناك فعل أو سلوك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس محلاً للحكم الشرعي، فهذه سيرة وليست سنة ـ بالمعنى الأصولي الذي هو حجة ـ فالنسبة بينهما إذن هي العموم والخصوص المطلق، إذ كل سنة سيرة ولا عكس.







السؤال: حديث شق الصدر(1)
ما مدى صحة حادثة شق الصدر التي روي أنها حصلت للنبي صلى الله عليه وآله وما دلالتها إن كانت صحيحة ؟!!!
علما بأنها مذكورة في كتب الفريقين على ما أظن وقد أشكل عليها السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي على ما أتذكر، وأظن أن في ذلك ربط مع العصمة والله أعلم
الجواب:
الحديث ورد عن العامة، ولم يرد من طرقنا، فقد ذكره أنس بن مالك قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه جبرائيل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فإستخرج القلب فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
وهذا الحديث من الأحاديث الغريبة وقد أخرجه البخاري ومسلم في كتابيهما وتبعهما أكثر المؤرخين، إذ ذكروه في كتبهم والمفسرون اعتمدوا أحاديث الصحيحين فذكروا هذه الأسطورة في تفاسيرهم عندما جاءوا على تفسير قوله تعالى: (( أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ )) (الشرح :1) - ويمكن مناقشة الحديث في جهات عدة :
1- اضطرب في تعيين عمر النبي (صلى الله عليه وآله) والزمان الذي فيه القصة .. ففي بعض طرق الحديث أنه كان في زمان طفولية النبي (صلى الله عليه وآله) عندما كان يلعب مع الغلمان، وفي طرق أخرى أن ذلك حدث بعد البعثة، وفور ذلك عرج به جبرئيل إلى سماء الدنيا .
2- يوجد إختلاف كبير في الأحاديث التي تعيّن محل وقوع الحدث، فبعض الأحاديث تروي أن الحدث وقع في مسجد الحرام، وروايات أخرى تقول بأن الواقعة حدثت في الصحراء، وأخرى تقول: بأن النبي (صلى الله عليه وآله) كان في بيته فأنشق عليه سقف الدار.
3- إن قصة شق الصدر بناءً على رواية أنس إذا قورنت وقيست بموضوع عصمة النبي (صلى الله عليه وآله) تبدو غير مقبولة، وذلك لأن النبي (صلى الله عليه وآله) منزه عن الأرجاس الشيطانية، فإبليس ليس له حظ في النفوذ إلى قلب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى تكون العلة في شق صدره واستخراج ما كان في قلبه من حظ الشيطان .
4- الشر خصلة نفسانية وليس غدة مترشحة في الجسم البشري حتى يفتقر التخلص منه إلى إزالتها .





السؤال: حديث شق الصدر(2)
هناك رواية عن الرسول الاكرم (ص) بانه كان في ايام طفولته تعرض لحادثة شق الصدر من قبل الملائكة .
فما مدى صحة هذه الرواية عند الشيعة ؟

الجواب:
قال السيد جعفر مرتضى في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ج 2 - ص 83 – 90):
حديث شق الصدر : وما دمنا في الحديث عن رضاعه صلى الله عليه وآله وسلم في بني سعد ، فإننا لا نرى مناصا من إعطاء رأينا في رواية وردت في هذه المناسبة ، وهي التالية : أخرج مسلم بن الحجاج : ( عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه جبرئيل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فاخذه وصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم . غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لامه ، ثم أعاده في مكانه . وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا : إن محمدا قد قتل . فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون . قال أنس : ( وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره ) . وكان ذلك هو سبب إرجاعه صلى الله عليه وآله إلى أمه. وكتب الحديث والسيرة عند غير الامامية لا تخلو عن هذه الرواية غالبا . بل قد ذكروا أنه قد شق صدره صلى الله عليه وآله خمس مرات ، أربع منها ثابتة : مرة في الثالثة من عمره ، وأخرى في العاشرة ، وثالثة عند مبعثه ، ورابعة عند الاسراء ، والخامسة فيها خلاف . توجيه غير وجيه : ويقولون : إن تكرار شق صدره صلى الله عليه وآله إنما هو زيادة في تشريفه عليه الصلاة والسلام . وقد نظم بعضهم ذلك شعرا فقال :
أيا طالبا نظم الفرائد في عقد مواطن فيها شق صدر لذي رشد
لقد شق صدر للنبي محمد مرارا لتشريف ، وذا غاية المجد
فأولى له التشريف فيها مؤثل لتطهيره من مضغة في بني سعد
وثانية كانت له وهو يافع وثالثة للمبعث الطب الند
ورابعة عند العروج لربه وذا باتفاق فاستمع يا أخا الرشد
وخامسة فيها خلاف تركتها لفقدان تصحيح لها عند ذي النقد .
كما أننا في نفس الوقت الذي نرى فيه البعض يعتبر هذه الرواية من إرهاصات النبوة كما صرح به ناظم الأبيات السابقة وغيره ، ومثار إعجاب وتقدير . فإننا نرى : أنها عند غير المسلمين ، إما مبعث تهكم وسخرية ، وإما دليل لاثبات بعض عقائدهم الباطلة ، والطعن في بعض عقائد المسلمين . ونرى فريقا ثالثا يعتبر الرواية موضوعة ، من قبل من أراد أن يضع التفسير الحرفي لقوله تعالى : (( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))(الشرح:1-22). واعتبرها صاحب مجمع البيان أيضا ( مما لا يصح ظاهره ، ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد ، لأنه كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب ، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء ؟ ). ونجد آخر يحاول أن يناقش في سند الرواية . ونظره فقط إلى رواية ابن هشام ، عن بعض أهل العلم ، ولكنه لم يعلم أنها واردة في صحيح مسلم بأربعة طرق . ولو أنه اطلع على ذلك لرأينا له موقفا متحمسا آخر ؟ لأنها تكون حينئذ كالوحي المنزل ، على النبي المرسل . ولعل خير من ناقش هذه الرواية نقاشا موضوعيا سليما هو العلامة الشيخ محمود أبو رية في كتابه القيم : ( أضواء على السنة المحمدية ) ، فليراجعه من أراد . . رأينا في الرواية : ونحن هنا نشير إلى ما يلي :
1 - إن ابن هشام وغيره يذكرون : أن سبب إرجاع الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أمه ، هو أن نفرا من الحبشة نصارى ، رأوه مع مرضعته ، فسألوا عنه ، وقلبوه ، وقالوا لها : لنأخذن هذا الغلام ، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا الخ . وبذلك تصير الرواية المتقدمة التي تذكر أن سبب إرجاعه إلى أمه هو قضية شق الصدر محل شك وشبهة .
2 - كيف يكون شق صدره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو سبب إرجاعه إلى أمه ، مع أنهم يذكرون : أن هذه الحادثة قد وقعت له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمره ثلاث سنين ، أو سنتان وأشهر . مع أنه إنما أعيد إلى أمه بعد أن أتم الخمس سنين .
3 - هل صحيح أن مصدر الشر هو غدة ، أو علقة في القلب ، يحتاج التخلص منها إلى عملية جراحية ؟ ! . وهل يعني ذلك أن باستطاعة كل أحد - فيما لو أجريت له عملية جراحية لاستئصال تلك الغدة - أن يصبح تقيا ورعا ، خيرا ؟ ! .
أم أن هذه الغدة أو العلقة قد اختص الله بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وابتلاه بها دون غيره من بني الانسان ؟ ! . ولماذا دون غيره ؟ ! .
4 - لماذا تكررت هذه العملية أربع ، أو خمس مرات ، في أوقات متباعدة ؟ حتى بعد بعثته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدة سنين ، وحين الاسراء والمعراج بالذات ؟ ! فهل كانت تلك العلقة السوداء ، وحظ الشيطان تستأصل ، ثم تعود إلى النمو من جديد ؟ ! وهل هي من نوع مرض السرطان الذي لا تنفع معه العمليات الجراحية ، والذي لا يلبث أن يختفي حتى يعود إلى الظهور بقوة أشد ، وأثر أبعد ؟ ! . ولماذا لم تعد هذه العلقة إلى الظهور بعد العملية الرابعة أو الخامسة ، بحيث يحتاج إلى السادسة ، فالتي بعدها ؟ ! .
ولماذا يعذب الله نبيه هذا العذاب ، ويتعرض لهذه الآلام بلا ذنب جناه ؟ ! ألم يكن بالامكان أن يخلقه بدونها من أول الأمر ؟ ! .
5 - وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا يحتاج لأعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه ، على مرأى من الناس ومسمع ؟ ! . وتعجبني هذه البراعة النادرة لجبرئيل في إجراء العمليات الجراحية لخصوص نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وألا تعني هذه الرواية : أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان مجبرا على عمل الخير ، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية ، أو دور ؟ : ! ، لان حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري ، وبعملية جراحية ، كان أنس بن مالك يرى أثر المخيط في صدره الشريف ! ! .
6 - لماذا اختص نبينا بعملية كهذه ولم تحصل لأي من الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام ؟ أم يعقل أن محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أفضل الأنبياء وأكملهم ، كان فقط بحاجة إلى هذه العملية ؟ ! الجراحية ؟ ! وإذن ، فكيف يكون أفضل وأكمل منهم ؟ أم أنه قد كان فيهم أيضا للشيطان حظ ونصيب لم يخرج منهم بعملية جراحية ؟ لان الملائكة لم يكونوا قد تعلموا الجراحة بعد ؟ ! .
7 - وأخيرا ، أفلا ينافي ذلك ما ورد في الآيات القرآنية ، مما يدل على أن الشيطان لا سبيل له على عباد الله المخلصين : ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ))(الحجر:39-40) . وقال تعالى : ((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)) (الحجر:42)، وقال : ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)) (النحل:999). ومن الواضح : أن الأنبياء هم خير عباد الله المخلصين ، والمؤمنين ، والمتوكلين . فكيف استمر سلطان الشيطان على الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى حين الاسراء والمعراج ؟ ! . هذا كله ، عدا عن تناقض الروايات الشديد . وقد أشار إليه الحسني باختصار . فراجع ، وقارن . المسيحيون وحديث شق الصدر : وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : ( ما من أحد من الناس إلا وقد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ). ويذكر أبو رية : أن حديث شق الصدر يأتي مؤيدا للحديث الاخر ، الذي ورد في البخاري ، ومسلم وفتح الباري وغيرها ، وهو - والنص للبخاري - : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ، ذهب يطعن ، فطعن في الحجاب) : وفي رواية : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها. .
ولهذا الحديث ألفاظ أخرى لا مجال لذكرها . وقد استدل المسيحيون بهذا الحديث على أن البشر كلهم ، حتى النبي مجردون عن العصمة ، معرضون للخطايا إلا عيسى بن مريم ، فإنه مصون عن مس الشيطان ، مما يؤيد ارتفاع المسيح عن طبقة البشر ، وبالتالي يؤكد لاهوته الممجد. وأضاف أبو رية إلى ذلك قوله : ( ولئن قال المسلمون لاخوانهم المسيحيين ، ولم لا يغفر الله لادم خطيئته بغير هذه الوسيلة القاسية ، التي أزهقت فيها روح طاهرة بريئة ، هي روح عيسى ( عليه السلام ) بغير ذنب ؟ ! .
قيل لهم : ولم لم يخلق الله قلب رسوله الذي اصطفاه ، كما خلق قلوب إخوانه من الأنبياء والمرسلين - والله أعلم حيث يجعل رسالته - نقيا من العلقة السوداء وحظ الشيطان ، بغير هذه العملية الجراحية ، التي تمزق فيها قلبه وصدره مرارا عديدة . . . ! ) .
أصل الرواية جاهلي : والحقيقة هي أن هذه الرواية مأخوذة عن أهل الجاهلية ، فقد جاء في الأغاني أسطورة مفادها : أن أمية بن أبي الصلت كان نائما ؟ فجاء طائران فوقع أحدهما على باب البيت ، ودخل الاخر فشق عن قلب أمية ثم رده الطائر ، فقال له الطائر الاخر : أوعى ؟ ؟
قال : نعم . قال : زكا ؟ قال : أبى .
وعلى حسب رواية أخرى : أنه دخل على أخته ، فنام على سرير في ناحية البيت ، قال : فانشق جانب من السقف في البيت ، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ، ووقف الاخر مكانه ، فشق الواقع على صدره ، فأخرج قلبه ، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره : أوعى ؟ قال : وعى . قال : أقبل ؟ قال : أبى . قال : فرد قلبه في موضعه الخ . .
ثم تذكر الرواية تكرر الشق له أربع مرات.
وهكذا يتضح أن هذه الرواية مفتعلة ومختلقة ، وأن سر اختلاقها ليس إلا تأييد بعض العقائد الفاسدة ، والطعن بصدق القرآن ، وعصمة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله) .




السؤال: الصادر الأوّل
عندما يقال بأنّ نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو الصادر الأوّل، فالسؤال المنطقي يقول: لماذا كان هو دون غيره؟
فيقال: بأنّ قابليته هي التي أهلته لذلك المقام، فالسؤال هو: أليس هو لم يكن شيئاً قبل ذلك؟
فالعبارة هذه يفهم منها أنّه كان موجوداً قبل الخلقة، فنرجو منكم توضيح هذا المطلب.

الجواب:

يجاب على سؤالكم بنحوين, كلّ منهما يصلح أن يكون جواباً مستقلاً في المقام:
الأوّل: إنّ الله عزّ وجلّ ومن منطلق علمه الذاتي والأزلي كان يعلم بأنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيصل بجدّه وجهده في عالم الدنيا إلى المرتبة القصوى بين الممكنات بعد إعطائه الخيار والاختيار من جانب الباري تبارك وتعالى, فعلم الله عزّ وجلّ وإن كان مقدّماً ولكن التطبيق كان متأخّراً.
وبعبارة واضحة: إنّ الله عزّ وجلّ كان يعلم بوفاء نبيّنا(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عالم الوجود بكافة المتطلبات التي تؤهله لهذا المنصب الإلهي, وعليه فأعطاه تلك المرتبة السامية بسبب علمه المسبق على الإعطاء, فالنتيجة أنّ كافّة المواهب المعطاة هي ناتجة ومكافئة على سلوك وسيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الدنيا وإن أعطيت من قبل.
ولا يخفى أنّ هذه النظرية قابلة للتأييد بنصوص روائية, وعلى سبيل المثال: ورد في فقرات من دعاء الندبة هكذا: (... اللّهمّ لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال, بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقرّبتهم...)( ).
وملخص الكلام: إنّ الفضائل والميّزات التكوينية والتشريعية للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ــ على ضوء هذا القول ــ بأجمعها هي حصيلة الجهود والمتاعب التي تحمّلها الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سبيل نشر الدين والعقيدة وتبليغ الوحي وزعامة الأمة وغيرها.
الثاني: عند بدء الخلق وفي أوانه, عندما تعلّقت الإرادة التكوينية لله عزّ وجلّ بإنشأ الممكنات, جاء النور الأوّل ــ أو بعبارة أخرى: الصادر الأوّل ــ كأوّل مخلوق له سمة الخلافة عن الخالق في عالم الخلق, وهذا هو الفيض الأوّل الصادر إلى عالم الوجود ــ وهنا لا بأس بالإشارة إلى أنّ العلاقة بين الممكن والواجب أمر ضروري عقلاً ونقلاً, فيجب أن تكون رابطة الفيض مستمرة بين الخالق والمخلوق بنحو تام ــ.
ثمّ على ضوء ما ذكرنا, فإنّ المخلوق الأوّل يجب أن تتوفر فيه الميزات العالية التكوينية والتشريعية لنيل هذه الرتبة السامية ــ أي الاستخلاف والنيابة عن الله عزّ وجلّ في دائرة الوجود ــ لأنّ الحكمة الإلهية كانت تقتضي ولا تزال بأن يصدّر الأفضل حتى تكون متابعة الآخرين له ينسجم مع القواعد العقلية في طريق الكمال والرقي, وهذا النور الأوّل والمخلوق الممتاز قد سمّي وتعيّن بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ نبيّنا قد حصل على هذه المكانة في أوّل الخلق, بل أنّ الصادر الأوّل المميّز قد لقّب وتعنون بأنّه هو الرسول الأعظم أشرف الكائنات محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وممّا ذكرنا يظهر جواب التوهم المذكور, إذ لم يكن يوجد أي ممكن عند نقطة بدء الخلق حتى يتوهم الانحياز والتمييز لمخلوق دون آخر, بل أنّ الوجود الأوّل قد تعنون وسمّي بأنّه محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم), ومن الملاحظ أنّه عند خلقه لم يكن هناك مخلوق آخر يوازيه حتى يفرض أنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أعطي ما كان بالامكان أن يعطي غيره.
وبعبارة دقيقة وواضحة: إنّ المرتبة العليا والوحيدة لعالم الممكنات خلق وسمّي محمّداً(صلّى الله عليه وآله وسلّم), لا أنّ التسمية والتعنون سبق إعطاء هذه المكانة السامية, وفي الواقع أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو رمز المثل والقيم الإلهية بشكل مجسّم في عالم الخلق، والنموذج الحيّ الوحيد لكافة الايجابيات في عالم الكون.
وهذا الرأي أيضاً قابل للتأييد بنصوص روائية كثيرة موجودة في مجاميعنا الحديثية.
ثمّ لا يخفى أنّ النظريتين لا تتعارضان فيما بينهما, بل نتمكن من الجمع بينهما كما هو واضح بأدنى تأمل!

تعليق على الجواب (1)
لقد ذكرتم أنّه لا توجد علاقه مباشره بين الواجب سبحانه وباقي البشر، وإنّما تكون عن طريق الصادر الأوّل الذي هو العقل الأوّل حسب الفلسفه، وقد ذكر أنّ الصادر الأوّل هو الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لأنّه أشرف الممكنات.
هنالك إشكالان يردان على هذا البيان:
الأوّل: المفروض أنّ الصادر الأوّل هو عقل لا إنسان، فكيف يكون الرسول محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الصادر الأوّل؟
الإشكال الثاني: كيف نؤمن بأنّ النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو نبيّ إلاّ بالرجوع إلى التاريخ، أي أنّ اثبات النبوّة هو عن طريق قراءة التاريخ فقط، مع أنّ التاريخ يخبرنا بأنّه يوجد قبل نبيّنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) النبيّ عيسى وموسى(عليهما السلام)، أو على الأقل يوجد المسيحيون واليهود، فقد يدّعون بأنّ أنبيائهم هم الصادر الأوّل؟
أي بمعنى آخر: كيف نثبت النبوّة للنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكيف نثبت أنّه هو المستحقّ أن يكون الصادر الأوّل دون غيره من الأنبياء بالأدلّه العقلية.
الجواب:

لعلّك فهمت من قولنا أنّ النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو الصادر الأوّل، أنّه بشخصه الزماني كذلك، وهذا خطاً!
لأنّنا لا نريد به إلاّ الحقيقة المحمّدية التي هي موجود بسيط صادر عن الله تعالى يكون واسطة في الفيض بينه وبين مخلوقاته، فكون الصادر الأوّل عقل كما صرّح به الفلاسفة لا ينافي أن يكون بلحاظ آخر نوراً وقلماً وحقيقة.. ولذلك وردت عدّة أخبار تعبّر عن هذا الصادر الأوّل.
فقد ورد أنّ أوّل شيء خلقه الله نور الأنوار، وورد أنّه القلم، وورد أنّه العقل...الخ، ويجمعها أنّها حقيقة عُليا هي أولى الحقائق عبّر عنها بـ(الحقيقة المحمّدية)، لأنّ ليس ثمّة ما هو أعلى حقيقة من حقيقة محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولما ورد في محلّه من الفلسفة من تقدّم الأشرف وجوداً على الأخس وجوداً.
أمّا بالنظر إلى الوجود الزماني، فقد خلق محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد خلق جميع الأنبياء(عليهم السلام)، وذلك لحكمة أخذ العهود منهم له، وليكون شاهداً عليهم، ولتكون رسالته خاتمة الرسالات، فالنظم الزماني والتاريخي لخلق النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوافق النظم الطولي والصدوري.. وهو مطابق للحكمة؛ فتأمل!

تعليق على الجواب (2)
السلام عليكم ورحمة الله..
إذا كان الصادر الأوّل هو نور النبيّ أو ذاته المقدّسه صلوات الله عليه وعلى آله, فهل هذا يعني أنّ الزمان والمكان صدرا عنه كما بقية الوجودات؟ وإذا كان كذلك فمتى كان صدوره (الصادر الأوّل) وأين؟ إذاً كان هو أصلا قبل الزمان والمكان؟
الجواب:

الزمان والمكان يتعلّقان بعالم المادّة، فالزمان: مقدار حركة الأجسام أعمّ من أن تكون تلك الحركة في المكان الذي هو مقولة الأين أو بعض المقولات الأخرى كالكيف والكم.. والمكان: هو المحلّ الذي تحلّ فيه الأجسام..
بينما لا يعقل الزمان والمكان في العوالم العقلية كعالم الملكوت وعالم الجبروت أو عالم النفس وعالم العقل.
نعم، لهذه العوالم وقت وليس زماناً، ففي عالم الملكوت هنالك الدهر، وفي عالم الجبروت هنالك السرمد، وللفلاسفة نظريات متعدّدة عن ماهية الوقت في العوالم العقلية.
ولذلك لا يسئل عن الصادر الأوّل متى صدر؟ لأنّه سؤال عن الزمان، وقد أوضحنا إنّ تلك العوالم ليست زمانية.
وقد يعبّر عن وقت صدور الصادر الأوّل بالسنين تقريباً للأذهان التي لا تأنس إلاّ بعالم المادّة.. وربّما وردت في الأخبار إشارات إلى أوقات خلق بعض الصوادر المجردة، كالأرواح مثلاً التي ورد فيها أنّها خلقت قبل الجسد بألفي عام.







السؤال: أشبه الناس به خَلقاً وخُلقاً
من اشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله وهل يوجد حديث صحيح يدل على ذلك?
الجواب:
الموصوفون بأنهم أشبه الناس برسول الله(ص) خلقاً وخلقاً عدة, منهم:
1- الحسن بن علي بن أبي طالب (مسند أحمد ج1/99, كنز العمال ج13/659).
2- جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيار (أسد الغابة ج1/287).
3- علي الأكبر بن الإمام الحسين بن علي (مقاتل الطالبيين ص127).
4- علي بن موسى الرضا (الدر النظيم).
5- محمد بن الحسن العسكري (كفاية الأثر).
وكانت فاطمة الزهراء أشبه الناس بأبيها من النساء. (دلائل الإمامة 150).





السؤال: عدد حجّاته
كم مرة حج النبي الاعظم صلوات الله عليه واله وسلم?
الجواب:
المعروف أن النبي (ص) حج بعد الهجرة حجة واحدة وهي حجة الوداع، لكن مع ذلك هناك روايات تشير إلى أنه حج أكثر من مرة.
فعن ابن عباس:أنه حج ثلاث حجج.
وعن ابن الأثير: أنه كان يحج كل سنة قبل أن يهاجر.
وعن ابن الجوزي وعن الثوري أن رسول الله حج حججاً قبل أن يهاجر.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام):أن النبي لم يحج بعد قدومه المدينة إلا واحدة، وقد حج بمكة حجات، وفي رواية أخرى عشر حجات.
مستسراً في كلها، وفي أخرى عشرين حجة.
ومن هذه الروايات وغيرها يستدل القائلون بأن الحج قد فرض قبل الهجرة، ويستدل القائلون بأن الحج فرض بعد الهجرة،بروايات تشير إلى أنه فرض في السنة الرابعة أو الخامسة أو السادسة أو الثامنة أو التاسعة أو العاشرة.





لسؤال: أسئلة حول رضاعته (صلى الله عليه وآله) وأخته من الرضاعة
انا طالبة في الحوزة العلمية واعمل بحثا حول حقيقة رضاعة رسول الله صلى الله وعليه وآله من قبل حليمة السعدية, ارجو المساعدة من قبلكم وارشادنا الى المصادر الصحيحة والاجابة على الاسئلة .
1- مامدى صحة الروايات التي نقلها التاريخ من ان حليمة السعدية هي من ارضعت رسول الله صلى الله وعليه وآله .
2- ماهي الحكمة من عدم رضاعتة من قبل والدته السيدة آمنه بنت وهب (عليها السلام) .
3- كيف يتربى رسول الله صلى الله وعليه وآله بعيداً عن والدته وجده وعمه وهم يعرفون انه رسول الله .
4- بعض الروايات وصفت الشيماء بنت حليمة السعدية بانها كانت مغنية فكيف تكون اخت رسول الله من الرضاعة مغنية, خاصة وان بعض الروايات تقول بأنها أي الشيماء كانت تلاعب النبي وهو صغير وتحضنه .
وفقكم الله لكل ماتقدمونه ولاهتمامكم باسئلتنا والرد عليها

الجواب:
1- بحسب المصادر التاريخية ان حليمة السعدية أرضعت النبي(صلى الله عليه وآله) بعد سبعة أيام.
2- وأيضاً بحسب المصادر التاريخة أن امه آمنة بنت وهب أرضعته يومين أو ثلاثة.
3- اخذ الاطفال للرضاعة في البداية كانت عادة أهل مكة لأسباب تتعلق بالصحة وفصاحة الألسن وغير ذلك من الأمور التي ذكرها الباحثون.
يراجع فيما تقدم: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) للسيد جعفر مرتضى العاملي ج2 ص147 فما بعدها ففيه التفصيل للأسئلة الثلاثة المتقدمة.
وأما سؤالكم عن الشيماء فقد ذكرت المصادر التاريخية - وخاصة كتب أهل العامة - كالاستيعاب لابن عبد البر 4: 180، والطبقات الكبرى لابن سعد 1: 111 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 3: 87 ونحوها ان الشيماء جذامة بنت الحارث، بنت حليمة السعدية هي أخته (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة وانها كانت في سبي هوازن وقد اكرمها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن تعرف عليها.. وأما كونها كانت مغنية فهذا لم نعثر عليه بحسب اطلاعنا القاصر وهو لا يضر النبي(صلى الله عليه وآله) فقد كانت رضاعته (صلى الله عليه وآله) في بيت حليمة السعدية أياماً بحسب هذه المصادر وهي لا تؤثر فيه (صلى الله عليه وآله) لمحل شموله بالرعاية الإلهية منذ الصغر.





السؤال: معنى ( خاتم الأنبياء)
بسم الله الرحمن الرحيم (( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) صدق الله العلي العظيم.
ما معنى كلمة (( خاتم )) ؟ وهل هي مرادفة لكلمة (( نهاية )) ؟
وهل في الاية الكريمة اشارة واضحة الى الرجعة ؟

الجواب:
خاتم النبيين أي آخرهم فلا نبي بعده, وقرئ بكسر التاء بمعنى أنه ختمهم فهو خاتم أي:آخر,وبالفتح: بأنهم ختموا به فهو كالخاتم والطابع لهم.


السؤال: لماذا ختمت الرسالات به (صلى الله عليه وآله) مع أن العلم يتطور
وبعد, لماذا ختم الله الرسالات السماوية برسالة النبي (ص) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور؟

الجواب:
لم يقل أحد أن الله بعث الأنبياء والرسل بعلم الطب أو العلوم المادية من الهندسة والتكنولوجيا, وانما بعثهم لايصال أوامر الله ونواهيه للبشرية, ليكونوا الواسطة بين الله وبين خلقه, وعلى هذا فلا مانع من ختم الرسالة بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) على الرغم من أن العلم ما زال يتطور, فان النبي (صلى الله عليه وآله) وإن كان يعلم هذه العلوم بتعليم الهي, ولكنه لم يبعث لهذا الفرض, لذا لا نجده كان يستعمل هذه العلوم إلا في موارد نادرة. فلم يبعث الله الأنبياء ليعلموا الناس الطب أو النجارة او الزراعة أو تطوير العلوم, وإنما بعثه ليكون واسطة بينه وبين الخلق في إيصال أوامر الله ونواهيه للبشرية لعبادة رب العالمين وعدم الخروج عن طاعته سبحانه وتعالى, وبذلك تتم الحجة ويكون الثواب والعقاب, وفي اجراء أوامر الله ونواهيه تطبيق للعدل الالهي في الكرة الأرضية.

تعليق على الجواب (1)
اعتقد ان الجواب لم يصب سؤال السائل لان المراد معرفة سبب كون نبوة نبينا هي النبوة الخاتمة اي لماذا لم يجعل الله باب النبوات مفتوح ليأت نبي في هذا الزمان مثلا او قبله فان المتبادر ان ذلك قد يشكل دعما قويا للرسالة الحقة
الجواب:
إنما يحتاج إلى نبوة جديدة لو كانت الرسالة السابقة لا تفي بمتطلبات العصر وكان فيها نقص لا يسد حاجة المجتمع ولما كانت نبوة الخاتم كاملة وليس فيها نقص لم يحتج إلى نبوة جديدة لأن هذه النبوة الجديدة اما ان تكون ناقصة أو مثل النبوة الخاتمة فلذا لا يحتاج إلى هذه النبوة.





السؤال: معنى قوله صلى الله عليه وآله: (لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً ...)
الرجاء اريد تفسير لقول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين) في خطبتة في حجة الوداع: لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة

الجواب:
اختلفت المصادر في ذكر خطبة الرسول (ص) ففي بعضها كما ذكرتم وفي أخرى قال هكذا: (ولكم عليهن حقاً أن لا يوطئن فرشكم أحد غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعضوهن).
ولو كانت الرواية هكذا فيكون المعنى واضحاً حيث يشير الرسول (ص) إلى أن هناك عادات لا يقبلها الإسلام وهي أن يدخل الرجل على المرأة كما كان يصنع في الجاهلية وبداية الخطبة ينسجم مع هذا المعنى حيث أن الرسول (ص) وضع كل دم أهريف في الجاهلية وكل رباً كان في الجاهلية .
ثم بين رسول الله (ص) أنه لا يجوز أن تدخل إلى بيتها أحد يكرهه زوجها ولم يذكر في هذه الرواية (وعليهن أن لا يأتين....)
ولعل هذه الرواية للخطبة هي الأصح لأن ما فيها ينسجم مع الروايات الأخرى حيث ذكرت عند خوف النشوز عليكم بالعظة ثم الهجرة ثم الضرب وهو ينسجم مع ما مذكور بالقرآن بخلاف الرواية التي ذكرتها حيث جعلت الهجرة والضرب سبباً للإتيان بالفاحشة.
وأما إذا أردنا قبول الرواية الثانية التي تذكر الفاحشة المبينة فيحق للرجل أن يعضلها بمعنى أن يضارها ولا يحسن معاشرتها ليضطرها بذلك إلى الإفتراء منه بمهرها أوغيره .. ويحق له أن يهجرها في المضاجع وأن يضربها ضرباً غير مبرح .
والمراد بالفاحشة أن تأتي بشيء يوجب عليها الحد وذكر أيضاً أن من الفاحشة أن تؤذي أهل الرجل.
والحصيلة أن التي تأتي بالفاحشة بناءاً على قبول هذه الرواية جاز عضلها وما ذكر من الهجر والضرب قد يكون بياناً للعضل المذكور في الرواية وفي قوله تعالى: (( وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُوا بِبَعضِ مَا آتَيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ )) (النساء:19).



السؤال: تختمه صلوات الله عليه
يسأل الكثير من اخواننا ابناء السنة والجماعة كثير من الاسئلة حول الامور العقائدية ذات الطابع الخلافي بين مذهب ال البيت (ع) والمذاهب الاخرى وقد امتد هذا الاشكال من جانب المخالفين لمذهب ال البيت (ع) ليصل حتى الى انكار التختم بالاحجار المختلفة وانها من غير الثابت عن الرسول الكريم (ص) ذلك فهل يوجد جزاكم الله خيرا ما يثبت ورود ذلك الامر عن رسول الله (ص) من مصادر اهل السنة ام ان اقتصار ورود هذه الروايات لدى فقط مصادرنا لعلمائنا الافاضل؟
الجواب:
نذكر لك بعض الروايات التي وردت عند أهل السنة ففي سنن أبن ماجة ج2 ص1202 :
1- عن أبن عمر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يجعل فص خاتمه مما يلي كفه . فالرواية تذكر أن لخاتمه فص .
2- عن أنس أبن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لبس خاتم فضة فيه فص حبشي كان يجعل فصه في بطن كفه .
3- عن عبد الله بن جعفر أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يتختم في يمينه .
4- وفي عمدة القاري 22 /37 قال وروي أصحابنا أثراً فيه ( التختم بالعقيق ) وهو أن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان يتختم بالعقيق . وقال تختموا به فانه مبارك قلت فيه نظر .
5- وفي فيض القدير للمناوي 2/309 قال ( تختموا بالعقيق فأن ينفي الفقر ) قيل أرادوا به إتخاذه خاتم فصه من عقيق وقال أبن الأثير يريد أنه أذا ذهب ماله باعه فوجه به غنى وأقول يرده زيادته في رواية الديلمي عقب ينفي الفقر واليمين أحق بالزينة وقوله في رواية أخرى تختموا بالخواتم العقيق فأنه لا يصيب أحدكم غم ما دام عليه فدل السياق على أن المراد حقيقة التختم وهو جعله في الاصبع ......





السؤال: لبسه (صلى الله عليه وآله) للعمامة والخاتم
يقال بان النّبي المكرّم صلّى الله عليه وآله كان يلبس العمامة ويتختّم بيمينه. هل هذا صحيح؟ وهل هذا مذكور في مصادر أهل سنة الجّماعة؟

الجواب:
نذكر لك رواية واحدة عن لبس رسول الله للعمامة ففي الشرح الكبير لآبن قدامة ج1ص126 قال : عن انس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه واله يتوضأ وعليه عمامة قطرية فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدم رأسه ولم ينقض العمامة رواه أبن داود .
واما لبس الخاتم من اليمين ففي البخاري ج7 ص53 بعد ذكر لبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) للخاتم . قال جويره : ( ولا أحسبه الإّ قال في يده اليمنى ) .



يتبع


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد, النبي, اسئلة, واله/, واجوبة



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
زيارة ألاربعين/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الادعية والاذكار والزيارات النيابية 1 2017/10/18 07:14 PM
التربة الحسينية /اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد المواضيع الإسلامية 0 2017/06/14 04:11 PM
فدك/ اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد الحوار العقائدي 2 2017/06/13 02:24 PM
الشيعة / اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد خيمة شيعة الحسين العالميه 5 2016/10/31 12:25 AM
اسئلة واجوبة .. محمد التميمي المواضيع الإسلامية 5 2012/09/17 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |