Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/08/22, 05:28 PM   #1
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي برنامج بالحسين أهتديت

  • صور من هدايات المنبر والشعائر الحسينية

بسم الله وله الحمد تبارك وتعالى رب العالمين وأطيب صلواته وأنمى بركاته وأسنى تحياته على ينابيع رحمته للخلائق أجمعين محمد وآله المعصومين.
السلام عليكم إخوتنا الاعضاء، أهلا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لنقل نماذج وثائقية عن آثار المنبر الحسيني والشعائر الحسينية في الإهتداء إلى الدين الحق ننقلها لكم من الجزء الرابع من موسوعة (من حياة المستبصرين) ومن تحقيق طويل أعده الصحفي (سليمان الريسوني) ونشره في صحيفة (المساء) المغربية عن حسينيات الشيعة المغاربة المقيمين في بلجيكا، تابعونا على بركة الله.
جاء في المصدر المذكور وضمن الحديث عن قصة استبصار الأخ حسن شعيب من أندونيسيا أنه حفظه الله : (اعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بعد سماعه بمذهبهم على لسان علماء الدين ومنهم خطباء المنبر الحسيني المهتمين بنشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) كما أنه طالع العديد من كتب الشيعة ومصادرهم وقارنها بما كان قد قرأه من كتب أهل السنة فعرف أن الحق مع أهل البيت (عليهم السلام) وهم أدرى بالذي فيه، فما كان منه إلا أن يتبع الحق ويهتدي إلى الصراط المستقيم ويسعى (حسن بن شعيب) حاليا في هداية أبناء قومه إلى التمسك بتعاليم الدين الحقة إذ فتح باب بيته لإقامة المجالس العلمية وأداء المراسم المذهبية وخاصة العزاء الحسيني مما أكسبه احترام الكثيرين من أبناء الشيعة والسنة).
أيها الإخوة والأخوات ونقل مؤلف كتاب (من حياة المستبصرين) عن سماحة الخطيب السيد مسلم جابري الحادثة التالية قال : (لما كنت أواصل دراساتي العليا في باريس سنة ۱٤۰۱ هـ وافقت أيام العشرة الأولى من محرم، فدعونا المسلمين من شمال إفريقية المتواجدين في باريس للحضور ليلة تاسوعاء وعاشوراء في المركز الإسلامي الإيراني، فحضر جمع كبير منهم، فأسمعناهم مقتل الحسين (عليه السلام) بصوت المرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي، فكان الجميع ينصتون ويبكون تفاعلا مع المأساة الحسينية، وكانوا يقولون : إن هذا الأمر لم نعلم به، وأظهروا تعاطفهم مع الإمام الحسين (عليه السلام) واشمئزازهم من القتلة المجرمين).
وفي الجزء الرابع أيضا من كتاب (من حياة المستبصرين)، كتب زميلنا الأستاذ المصري الأخ معروف عبد المجيد عن المنعطف الأول في رحلته التي هدته لمعرفة مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – والتشيع لهم، فقال – حفظه الله – : (ذات يوم كنت أبحث عن إذاعة القاهرة وفي يدي مذياع صغير، وأنا جالس وحدي في غرفتي. كنت أعيش حينها خارج مصر، وكان الشوق إليها يغمر قلبي ويستولي على مشاعري، ولم تكن الفضائيات قد ظهرت بعد وفجاءة، تناهى إلى أذني صوت رخيم عذب، فأوقفت مؤشر المذياع، كان الأداء مختلفا تماما عن أداء كل ما سمعته من قبل، فازدادت دهشتي، كان الرجل يتحدث عن الإمام الحسين (عليه السلام) وعن الكارثة المريعة التي وقعت في كربلاء لا أدري في أي شهر من الشهور كنا، وربما كنا في شهر محرم في تلك الأيام لم أكن قد عرفت بعد البكاء على الحسين (عليه السلام) ومعنى هذا البكاء، ولكنني وجدت نفسي قد غمرها حزن شديد، فأجهشت بالبكاء، وفاضت الدموع من عيوني بغزارة وحرارة دون إرادة، ورحت أبكي بمرارة وحرقة لم أعهدها من قبل، إلى أن انتهى الحديث الذي استولى على جوانحي قادما عبر الأثير، وقد تجسدت أمامي مصيبة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام).
أيها الإخوة والأخوات، بتأريخ ۱۳/۱۲/۲۰۱۱ نشرت صحيفة (المساء) المغربية تحقيقا ميدانيا أعدها الصحفي (سليمان الريسوني) عن حسينيات المستبصرين المغاربة المقيمين في بلجيكا، اشتمل على إشارات عدة لآثار الشعائر الحسينية في الهداية إلى الدين الحق. جاء في مقدمة هذا التحقيق المطول : (اليوم هوالجمعة الرابع عشر من محرم سنة ۱٤۳۳ للهجرة وقد مضت أربعة أيام على ذكرى عاشوراء التي يخلدها الشيعة بالبكاء حزنا على الحسين.. وقد قال خطيب الجمعة في مسجد الغفران في العاصمة البلجيكية بروكسل : إن خطر الشيعة والتشيع على الأمة الإسلامية وعلى أبناء الجالية المغربية أشد من خطر اليهود الصهاينة....
وهذا ما أثار الجالية المغربية فلا حديث لهم عن خطبة الجمعة هذه). وكان خطيب الجمعة هذا هومستمعينا الأفاضل من مشائخ الوهابية المتعصبين الذين أثار بغضائهم التأثير القوي للشعائر الحسينية في التعريف بمظلومية أهل البيت – عليهم السلام – وفضح ذيول الطغيان الأموي من مشائخ الوهابية. وهذا ما نبه إليه الشيخ (عبد الله الدهدوه) والشيخ (محمد بن خيدر) والشيخ عبد اللطيف الذين التقاهم مراسل صحيفة المساء المغربية في مسجد الإمام الرضا – عليه السلام – في بروكسل وكلهم من المغاربة الذين اهتدوا بالحسين – عليه السلام – فاختاروا التقرب إلى الله بالتشيع لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – قالوا للمراسل : (لقد أحيينا عاشوراء بالحزن والبكاء ودراسة فلسفة عاشوراء.. لأن البكاء على الحسين سنة نبوية مؤكدة وقال الشيخ عبد اللطيف لقد كانت العادة عندنا في مدينة فاس هي توزيع الماء على المارين لأن الحسين مات عطشا، وكنا نوقف الإحتفال في الأعراس حتى تنقضي عاشوراء لقد غادرت المغرب في السبعينيات ولا أعرف التحولات التي حدثت فيه لكنني بدأت أسمع أن عاشوراء أصبح مناسبة للفرح وشراء الحلويات واللعب، ولست أدري سبب هذا التحول داخل مجتمع يقدس أهل البيت ؟ وهنا أجاب الشيخ عبد الله الدهدوه عن هذا التساؤل فقال : هناك أيدي خفية اشتغلت تحت جنح الظلام على تحويل عاشوراء في المغرب إلى يوم فرح.. ولا أستبعد أن تكون يد للحركة الوهابية التي انتشرت في المغرب، فبعدما كان المغاربة يحرمون الإحتفالات في عاشوراء أصبحنا أمام احتفالات تعم أرجاء البلاد.
وبانفعال قال الشيخ محمد : هل من المنطق أن يتخذ المرء يوم وفاة الرسول عيدا ؟ إن الحديث النبوي يقول : حسين مني وأنا من حسين، ونحن نقول أيها المؤمنون التزموا بسنة نبيكم في حزنه على سبطه الحسين).

، وكما تلاحظون فإن متعصبي الوهابية ومن ورائهم يسعون بكل جهدهم لإحياء سنة بني أمية في تحويل يوم عاشوراء إلى يوم فرح لإبعاد الناس التأثر بالهدايات الحسينية، ولكن هذه الجهود تبقى على كثرتها عاجزة عن إطفاء نور الله الذي أحجبته في القلوب ملحمة سيد الشهداء – عليه السلام –، وهذا ما تشير إليه الأخت الكريمة (إيزابيل سمية) وهي مسيحية بلجيكية هداها الله عزوجل إلى دينه الحق، وهي الآن تشغل منصب نائبة رئيس هيئة مسلمي بلجيكا، قالت هذه الأخت لمراسل صحيفة المساء المغربية : (أنا أنحدر من أسرة مسيحية، ولا يخفى على أحد أن الأديان عامة تعرضت لمجموعة من التخويفات والتحويلات، ومن خلال بحث روحي رافقني منذ طفولتي وجدت في الإسلام بشكل عام وفي التشيع بشكل خاص نموذجا حياتيا أخلاقيا يحرر المرأة والإيمان وهونموذج للتوازن بين التقليد النبوي والحداثة، وقد مكنني إطلاعي ودراستي لمجموعة من المراجع المختلفة من أن أسلط الرسالة السماوية على يد آل بيت رسول الإسلام النبيل..)
وفي جانب آخر من حديثها لمراسل صحيفة المساء المغربية تشير الأخت إيزابيل إلى قضية إحياء البدعة الأموية باحتفالات يوم عاشوراء فتنبه إلى عجزها عن محوروح الإنجذاب إلى قيم الملحمة العاشورائية، قالت حفظهما الله : (من الأمور التي اطلعت عليها بنفسي منذ أكثر من عشرين سنة خلال أسفاري للمغرب، أنه ورغم أن البعض يحتفلون الآن بما يسمونه (بابا عاشوراء)، فإن هناك الكثير من الناس يوزعون على الأطفال الصغار قللا صغيرة من الطين مملوءة بالماء إحياء لذكرى مأساة عاشوراء).
وها نحن نصل اخوتي الأفاضل إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (بالحسين اهتديت)




fvkhl[ fhgpsdk Hij]dj



توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/22, 05:50 PM   #2
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
افتراضي

بارك الله فيكم وشكرا جزيلا


توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/22, 10:01 PM   #3
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

قصة السويدي الذي أحب الحسين (ع)


بسم الله و له عظيم الحمد و خالص الثناء إذ أنعم علينا بأعظم النعماء و الآلاء معرفة و محبة و موالاة صفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد و آله النجباء صلوات الله و تحياته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم إخوتنا ، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها قصة مؤثرة تعرفنا بعظيم أثر الشعائر الحسينية و مواساة سيد الشهداء – عليه السلام – في بعث محبة الله و أوليائه في القلوب، إنها قصة الزائر السويدي الذي أحب الحسين، تابعونا مشكورين.
نقل الحادثة التالية السيد جلال السيد جمال الحسيني، في كتابه المطبوع تحت عنوان (زوار الله في عرشه)، و قد اقتبس العنوان كما ذكر في مقدمته من حديث صحيح مروي في كتاب كامل الزيارات عن زيد الشحام أنه سأل الإمام جعفر الصادق – عليه السلام –: ما لمن زار الحسين – عليه السلام –؟ فأجاب الصادق: كمن زار الله في عرشه، قال زيد: قلت فما لمن زار أحدا منكم؟ يعني من الأئمة عليهم السلام، فأجاب [كان] كمن زار رسول الله – صلى الله عليه و آله –.
و هذا الكتاب هو مجموعة من ذكريات السيد جلال الحسيني خلال ذهابه لزيارة الأربعين مشيا على الأقدام، و أصل القضية ترتبط برجل سويدي، و قد نقلها في الفصل الثاني تحت عنوان: لقد أحببت الحسين، قال سماحة السيد الحسيني حفظه الله: (اخترت السفر بالتكسي من قم المقدسة إلى مهران حيث الحدود العراقية.. و لما جئت ليلا لأركب وجدت راكبين معي قد دفعوا أجرة 3نفرات ليجلسوا بسعة، و جلست أنا لوحدي في الأمام.. سارت بنا السيارة فسألني الراكبان خلفا و كانا عراقيين..هل أنت عراقي؟ قلت متولد في النجف الأشرف.. و تجاذبنا الحديث فقال أحدهم و لماذا تأتي إلى العراق؟ قلت له: لأسير مشيا على الأقدام من النجف الأشرف إلى كربلاء مواساة لسيدتي زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام و إمامي زين العابدين عليه السلام. فقال: عجيب إن قضية الإمام الحسين من القضايا التي تجذب الإنسان بإرادة ربانية.. فقلت له: إن لي أخا دكتورا فوق تخصص في الأسنان يعيش في السويد و هناك حسينية للشيعة و هو من أحد رواد هذه الحسينية.. يقول أخي و هو السيد أبو جمال: كنا نلطم على عادتنا و إذا برجل سويدي دخل و شاهدنا و نحن نلطم، فأدهش من المنظر و بقي لنهاية المراسم متعجبا.. ثم سأل الحضور: من هو المسؤول هنا؟ قيل له فلان.. و لما اجتمعنا حوله.. قال: ما لكم تضربون صدوركم؟! يقول أخي الدكتور أبو جمال: فبقينا متحيرين كيف نجيبه و هومسيحي لا علم له بأصل الإسلام! و نحن نريد أن نبين له عن شعائرنا الحسينية ؛ و نحن قد أخرجنا الصدور من كوامن الثياب و أوجعنا القلوب بالضرب فيما نسميه في عرفنا بالعراق (النزلة) و هي الدقائق الأخيرة من اللطم حيث نلطم بقوة و حزن شديدين..
و أخيرا.. شق الصمت المطل علينا صاحب المأتم بقوله مخاطبا هذا السائل السويدي: لقد قتلوا رئيسنا و نحن قد جزعنا عليه لحبنا له، و نحب أن نضرب صدورنا مواساة له و لما تحمل من آلام القتل لقد قتلوا أطفاله و سبوا أهله.. و نحن في حزن شديد عليه نبكي له و نريد أن نفدي أنفسنا و أغلى ما عندنا ؛ مهجتنا نقدمها له..
فزاد الرجل السويدي تعجبا ودهشة.. و نظر إلى الجميع بنظرات توحي أنه على وشك الجنون من سماع ما لم يسمعه طول عمره..
، و يبدو أن هذا الزائر السويدي الغريب قد نفدت إلى قلبه رشحات من اللوعة التي شاهدها في هؤلاء الذين اجتمعوا لإحياء شعائر الله في المجلس الحسيني.. فهذه حالة فطرية فالمحبة إذا صدقت تجاه شخص معين نفذت إلى قلوب الآخرين..
من هنا كان استغراب هذا الزائر البذرة الأولى لانتقال حب نقي إلى قلبه. يتابع سماحة السيد جلال الحسيني نقل هذه القصة ما رواه أخوه الدكتور السيد أبو جمال، قال: (أخذ هذا الزائر السويدي ينظر مرة أخرى إلينا متعجبا لأنه يجد الحسينية ملأت برجال لوجوههم نور و عيونهم فيها مقل حمراء كأنها الدم من البكاء! قد يكون حمار العيون أوحى إليه أن مواساتهم للمقتول المحبوب تجلت بدم عيونهم! ثم أخذ ينظر إلى الصدور و إذا بها كلها حمراء!! يا للعجب! و هنا الصدور تواسي المقتول بدماء صدورهم فداء لدم المقتول المحبوب..
و هناك في زوايا الحسينية ينظر إلى أناس و كأنهم لا زالوا في خيمة المقتول المحبوب حيث إن صوت أنينهم مرتفع.. و له صدى يكاد يمزق القلب حزنا و أسى و هم غافلون عن كل هذا الإجتماع حول هذا الرجل الذي هو صاحب البلد.. سبحان الله! من هذا المقتول؟
ثم لاح لمشامه روائح القيمة الحسينية الشهية.. و إذا في بلد الماديات و قمة الأنانية يجد قد استعد الآخرون لإطعام الحضور، و هم يتوسلون بكل أدب و عذوبة: تعالوا على زاد أبو علي.. هلموا إلى سفرة الحسين و كأنك حينما تأكل عنده تمن على صاحب المأتم و تتفضل عليه حيث أكلت من زاده.. و بهذا سببت له القرب من المقتول المحبوب..
كيف يفهم هذا الرجل الغريب مثل هذه الأمور؟
، إن الذي تحركه الشعائر الحسينية أولا هو القلب و الفطرة السليمة، فإذا سلما من أدران التعصبات وجدا في تلك الشعائر صدق التعبير عن المحبة، و عندها يأتي العقل طائعا منجذبا إلى المحبوب.. و هذا ما نلمح في تتمة قصة هذا الزائر السويدي لمجلس العزاء الحسيني.. فلم تستطع بيئته المادية و حساباتها أن تمنع نفوذ محبة الحسين صلوات الله عليه إلى قلبه و تحوله إلى أحد المشاركين في تلك الشعائر بوسيلة الإنفاق. نتباع معا قصة الزائر السويدي طبق ما نقله السيد جلال الحسيني في كتابه (زوار الله في عرشه) عن أخيه طبيب الأسنان المقيم في السويد، قال: يقول أخي أبو جمال: نظرنا إليه و إذا بعيونه تكاد تسقط من حدقتها.. ثم فجأة ادهشنا بصريخة قائلا لنا: لماذا لم نسمع عنه في الإذاعات و الصحف و الأخبار؟! يعني عن مقتل هذا الزعيم الذي أقيم له العزاء. يقول الدكتور أبو جمال: فهمنا من تعجبه أنه تصور أن الحادث حصل قريبا..
فقلنا له: إن هذا الحادث لم يكن اليوم!! قال: إذن متى كان؟! قلنا له: كان قبل حدود أكثر من 1350سنة!!؟؟
من هذا؟!.... من هذا؟!.... من هذا؟!... ثم قال: كم هذا الشخص عظيم عظيم جدا!؟ أعجبت به كثيرا حيث إن له شخصية لا توجد في الوجود مثلها!! قلنا له: و كيف تقول هذا عنه و أنت لم تعرف عنه أي شيء!!؟؟ فقال: لا أحتاج أن أعرف عنه سماعا بعد أن رأيت بعيني أشياءا لم يكن لنبي من الأنبياء.. أين ذكر موسى!؟ و من يصنع هذا لعيسى!؟ ثم كم يجب أن يكون هذا الرجل عظيما في شخصيته بحيث يؤثر هذا التأثير العظيم في أتباعه فيبقون كل هذه السنين الطويلة يبكون و ينوحون و يجزعون عليه!؟ و كأنه قتل في ساعته هذه..
ثم قال: لا، لا، لا.. إنه رب الوجود.. إنه الخالق يدفع القلوب نحوه.. إنه من الله.. إنه مبعوث خالق هذا الوجود.. لا أصدق غير هذا.. ؛ لأني رأيتكم تصنعون ما لم تصنعوه مع أعز من يفقد منكم.. فلابد أن يكون هذا الرجل محبوب الله و هو الذي يجعل أفئدة الناس تهواه و تعشقه..
ثم قال: الحق إني أحببته من أعماق قلبي ؛ و سأقدم له هدية بحب.. قال الدكتور أبوجمال: إن الفواكه في السويد غالية جدا لأننا في بلد غير زراعي و الفاكهة تستورد لنا ؛ ثم تلحقها الضرائب الضخمة.. لذلك فلم يكن من المقدور شراؤها لكل أحد..
قال هذا الرجل الذي تعلق بحب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام سائلا: كم تعطون من الفواكه في هذا الأيام العشرة التي تقيمون فيها العزاء لهذا الإنسان السماوي العظيم؟! فقلنا: كذا مبلغ.. فكتب لنا صكا بالمبلغ كله و قدمه هدية للإمام الحسين عليه السلام..
و بهذا ينتهي أيها الأطائب لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) عرضنا لكم فيه قصة زائر سويدي لمجلس حسيني هزته مشاعر المواساة لسيد الشهداء فامتلأ حبا له صلوات الله عليه ؛ و قد نقلناها من كتاب (زوار الله في عرشه) لسماحة السيد جلال الحسيني.
تقبلوا منا خالص التحيات مقرونة بأصدق الدعوات لنا و لكم بالمزيد من حب الله و حب أوليائه المعصومين محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
آمين و في أمان الله.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)

التعديل الأخير تم بواسطة طبع الشمع ; 2013/08/22 الساعة 10:05 PM
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/22, 10:01 PM   #4
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

قصة السويدي الذي أحب الحسين (ع)


بسم الله و له عظيم الحمد و خالص الثناء إذ أنعم علينا بأعظم النعماء و الآلاء معرفة و محبة و موالاة صفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد و آله النجباء صلوات الله و تحياته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم إخوتنا المستمعين، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها قصة مؤثرة تعرفنا بعظيم أثر الشعائر الحسينية و مواساة سيد الشهداء – عليه السلام – في بعث محبة الله و أوليائه في القلوب، إنها قصة الزائر السويدي الذي أحب الحسين، تابعونا مشكورين.
نقل الحادثة التالية السيد جلال السيد جمال الحسيني، في كتابه المطبوع تحت عنوان (زوار الله في عرشه)، و قد اقتبس العنوان كما ذكر في مقدمته من حديث صحيح مروي في كتاب كامل الزيارات عن زيد الشحام أنه سأل الإمام جعفر الصادق – عليه السلام –: ما لمن زار الحسين – عليه السلام –؟ فأجاب الصادق: كمن زار الله في عرشه، قال زيد: قلت فما لمن زار أحدا منكم؟ يعني من الأئمة عليهم السلام، فأجاب [كان] كمن زار رسول الله – صلى الله عليه و آله –.
و هذا الكتاب هو مجموعة من ذكريات السيد جلال الحسيني خلال ذهابه لزيارة الأربعين مشيا على الأقدام، و أصل القضية ترتبط برجل سويدي، و قد نقلها في الفصل الثاني تحت عنوان: لقد أحببت الحسين، قال سماحة السيد الحسيني حفظه الله: (اخترت السفر بالتكسي من قم المقدسة إلى مهران حيث الحدود العراقية.. و لما جئت ليلا لأركب وجدت راكبين معي قد دفعوا أجرة ۳نفرات ليجلسوا بسعة، و جلست أنا لوحدي في الأمام.. سارت بنا السيارة فسألني الراكبان خلفا و كانا عراقيين..هل أنت عراقي؟ قلت متولد في النجف الأشرف.. و تجاذبنا الحديث فقال أحدهم و لماذا تأتي إلى العراق؟ قلت له: لأسير مشيا على الأقدام من النجف الأشرف إلى كربلاء مواساة لسيدتي زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام و إمامي زين العابدين عليه السلام. فقال: عجيب إن قضية الإمام الحسين من القضايا التي تجذب الإنسان بإرادة ربانية.. فقلت له: إن لي أخا دكتورا فوق تخصص في الأسنان يعيش في السويد و هناك حسينية للشيعة و هو من أحد رواد هذه الحسينية.. يقول أخي و هو السيد أبو جمال: كنا نلطم على عادتنا و إذا برجل سويدي دخل و شاهدنا و نحن نلطم، فأدهش من المنظر و بقي لنهاية المراسم متعجبا.. ثم سأل الحضور: من هو المسؤول هنا؟ قيل له فلان.. و لما اجتمعنا حوله.. قال: ما لكم تضربون صدوركم؟! يقول أخي الدكتور أبو جمال: فبقينا متحيرين كيف نجيبه و هومسيحي لا علم له بأصل الإسلام! و نحن نريد أن نبين له عن شعائرنا الحسينية ؛ و نحن قد أخرجنا الصدور من كوامن الثياب و أوجعنا القلوب بالضرب فيما نسميه في عرفنا بالعراق (النزلة) و هي الدقائق الأخيرة من اللطم حيث نلطم بقوة و حزن شديدين..
و أخيرا.. شق الصمت المطل علينا صاحب المأتم بقوله مخاطبا هذا السائل السويدي: لقد قتلوا رئيسنا و نحن قد جزعنا عليه لحبنا له، و نحب أن نضرب صدورنا مواساة له و لما تحمل من آلام القتل لقد قتلوا أطفاله و سبوا أهله.. و نحن في حزن شديد عليه نبكي له و نريد أن نفدي أنفسنا و أغلى ما عندنا ؛ مهجتنا نقدمها له..
فزاد الرجل السويدي تعجبا ودهشة.. و نظر إلى الجميع بنظرات توحي أنه على وشك الجنون من سماع ما لم يسمعه طول عمره..
، و يبدو أن هذا الزائر السويدي الغريب قد نفدت إلى قلبه رشحات من اللوعة التي شاهدها في هؤلاء الذين اجتمعوا لإحياء شعائر الله في المجلس الحسيني.. فهذه حالة فطرية فالمحبة إذا صدقت تجاه شخص معين نفذت إلى قلوب الآخرين..
من هنا كان استغراب هذا الزائر البذرة الأولى لانتقال حب نقي إلى قلبه. يتابع سماحة السيد جلال الحسيني نقل هذه القصة ما رواه أخوه الدكتور السيد أبو جمال، قال: (أخذ هذا الزائر السويدي ينظر مرة أخرى إلينا متعجبا لأنه يجد الحسينية ملأت برجال لوجوههم نور و عيونهم فيها مقل حمراء كأنها الدم من البكاء! قد يكون حمار العيون أوحى إليه أن مواساتهم للمقتول المحبوب تجلت بدم عيونهم! ثم أخذ ينظر إلى الصدور و إذا بها كلها حمراء!! يا للعجب! و هنا الصدور تواسي المقتول بدماء صدورهم فداء لدم المقتول المحبوب..
و هناك في زوايا الحسينية ينظر إلى أناس و كأنهم لا زالوا في خيمة المقتول المحبوب حيث إن صوت أنينهم مرتفع.. و له صدى يكاد يمزق القلب حزنا و أسى و هم غافلون عن كل هذا الإجتماع حول هذا الرجل الذي هو صاحب البلد.. سبحان الله! من هذا المقتول؟
ثم لاح لمشامه روائح القيمة الحسينية الشهية.. و إذا في بلد الماديات و قمة الأنانية يجد قد استعد الآخرون لإطعام الحضور، و هم يتوسلون بكل أدب و عذوبة: تعالوا على زاد أبو علي.. هلموا إلى سفرة الحسين و كأنك حينما تأكل عنده تمن على صاحب المأتم و تتفضل عليه حيث أكلت من زاده.. و بهذا سببت له القرب من المقتول المحبوب..
كيف يفهم هذا الرجل الغريب مثل هذه الأمور؟
، إن الذي تحركه الشعائر الحسينية أولا هو القلب و الفطرة السليمة، فإذا سلما من أدران التعصبات وجدا في تلك الشعائر صدق التعبير عن المحبة، و عندها يأتي العقل طائعا منجذبا إلى المحبوب.. و هذا ما نلمح في تتمة قصة هذا الزائر السويدي لمجلس العزاء الحسيني.. فلم تستطع بيئته المادية و حساباتها أن تمنع نفوذ محبة الحسين صلوات الله عليه إلى قلبه و تحوله إلى أحد المشاركين في تلك الشعائر بوسيلة الإنفاق. نتباع معا قصة الزائر السويدي طبق ما نقله السيد جلال الحسيني في كتابه (زوار الله في عرشه) عن أخيه طبيب الأسنان المقيم في السويد، قال: يقول أخي أبو جمال: نظرنا إليه و إذا بعيونه تكاد تسقط من حدقتها.. ثم فجأة ادهشنا بصريخة قائلا لنا: لماذا لم نسمع عنه في الإذاعات و الصحف و الأخبار؟! يعني عن مقتل هذا الزعيم الذي أقيم له العزاء. يقول الدكتور أبو جمال: فهمنا من تعجبه أنه تصور أن الحادث حصل قريبا..
فقلنا له: إن هذا الحادث لم يكن اليوم!! قال: إذن متى كان؟! قلنا له: كان قبل حدود أكثر من ۱۳٥۰سنة!!؟؟
من هذا؟!.... من هذا؟!.... من هذا؟!... ثم قال: كم هذا الشخص عظيم عظيم جدا!؟ أعجبت به كثيرا حيث إن له شخصية لا توجد في الوجود مثلها!! قلنا له: و كيف تقول هذا عنه و أنت لم تعرف عنه أي شيء!!؟؟ فقال: لا أحتاج أن أعرف عنه سماعا بعد أن رأيت بعيني أشياءا لم يكن لنبي من الأنبياء.. أين ذكر موسى!؟ و من يصنع هذا لعيسى!؟ ثم كم يجب أن يكون هذا الرجل عظيما في شخصيته بحيث يؤثر هذا التأثير العظيم في أتباعه فيبقون كل هذه السنين الطويلة يبكون و ينوحون و يجزعون عليه!؟ و كأنه قتل في ساعته هذه..
ثم قال: لا، لا، لا.. إنه رب الوجود.. إنه الخالق يدفع القلوب نحوه.. إنه من الله.. إنه مبعوث خالق هذا الوجود.. لا أصدق غير هذا.. ؛ لأني رأيتكم تصنعون ما لم تصنعوه مع أعز من يفقد منكم.. فلابد أن يكون هذا الرجل محبوب الله و هو الذي يجعل أفئدة الناس تهواه و تعشقه..
ثم قال: الحق إني أحببته من أعماق قلبي ؛ و سأقدم له هدية بحب.. قال الدكتور أبوجمال: إن الفواكه في السويد غالية جدا لأننا في بلد غير زراعي و الفاكهة تستورد لنا ؛ ثم تلحقها الضرائب الضخمة.. لذلك فلم يكن من المقدور شراؤها لكل أحد..
قال هذا الرجل الذي تعلق بحب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام سائلا: كم تعطون من الفواكه في هذا الأيام العشرة التي تقيمون فيها العزاء لهذا الإنسان السماوي العظيم؟! فقلنا: كذا مبلغ.. فكتب لنا صكا بالمبلغ كله و قدمه هدية للإمام الحسين عليه السلام..
و بهذا ينتهي أيها الأطائب لقاء اليوم من برنامجكم (بالحسين اهتديت) عرضنا لكم فيه قصة زائر سويدي لمجلس حسيني هزته مشاعر المواساة لسيد الشهداء فامتلأ حبا له صلوات الله عليه ؛ و قد نقلناها من كتاب (زوار الله في عرشه) لسماحة السيد جلال الحسيني.
تقبلوا منا خالص التحيات مقرونة بأصدق الدعوات لنا و لكم بالمزيد من حب الله و حب أوليائه المعصومين محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
آمين و في أمان الله.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/23, 05:03 PM   #5
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

  • رحلة الشيخ سلمان حدادي من الوهابية إلى المحمدية بدمعة حسينية - ۱

بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ رزقنا معرفة ومحبة وموالاة صفوته الرحماء سيد الأنبياء وآله النجباء، صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نهديها لكم أيها الأطائب في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها قصة شاب نقلته الدمعة على الحسين – عليه السلام – من ظلمات التعصب الوهابي إلى أنوار السماحة المحمدية، إنه أخونا الشيخ سلمان حدادي حفظه الله، تابعونا على بركة الله.
أيها الأكارم،، بتأريخ (۹/۸/۱۳۹۱) حسب التقويم الهجري الشمسي الموافق للرابع عشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة ۱٤۳۳ للهجرة، نشر موقع (تبيان) وهو من المواقع الإسلامية الإيرانية على شبكة الإنترنت، مقابلة أجرتها الأخت الكريمة (مهري هدهدي) مع سماحة الشيخ سلمان حدادي، أجاب فيها عن أسئلتها بشأن قصة إهتدائه إلى الدين المحمدي النقي، نستعرض لكم ما ورد في هذه المقابلة بشأن قصته، في البداية قال حفظه الله معرفاً نفسه؛
(إسمي سلمان حدادي، ولدت في مدينة سنندج الإيرانية سنة ۱۳٦۱ هجري شمسي (أي سنة ۱۹۸۲ ميلادية) وعند ولادتي قال أبي لأمي: سميه باسم ديني.. فسمتني (سلمان) لحبها لأميرالمؤمنين علي – عليه السلام – فوالدتي من أصول شيعية ولدت هي في سوريا، لكنني عندما كبرت كنت أشعر بالكره الشديد لهذا الإسم وأحس بالخجل منه لأنه إسم يوحي بالتشيع، فقد تأثرت كثيراً منذ الصغر بالدعايات الوهابية المسمومة ضد الشيعة، وصرت أكرههم وكنت أشعر بالمرارة والخجل لأن أمي من أصول شيعية.. عندما كنت في المرحلة المتوسطة من الدراسة شجعني والدي على دراسة العلوم الدينية – ولكن طبق المنهج الوهابي طبعاً – وبالفعل بدأت وأنا في المتوسطة بدراسة العلوم الدينية، وبعد أن أكملت الدراسة الثانوية العامة إنتقلت إلى مدينة زاهدان للدراسة في مدارسها الدينية وواصلت الدراسة فيها في مدرسة (المسجد المكي) طوال ثلاث سنوات، أرسلني بعدها والدي إلى باكستان فدرست أربعة أشهر في مدينة (رايوند) الباكستانية دورة كاملة في التبليغ الديني).
أيها الإخوة والأخوات وطوال هذه السنين من الدراسة كانت الأفكار الوهابية تغزو قلب هذا الشاب وتزرع فيه الحقد على جميع الطوائف الإسلامية وبالخصوص أتباع مدرسة أهل البيت وشيعتهم – عليهم السلام – ولا يخفى عليكم ما تنفقه السعودية وأجهزة الوهابية من أموال طائلة لنشر أفكار التعصب الوهابي.. لكن رحمة الله تبارك وتعالى كانت تهيئ الأسباب لهذا الشاب باتجاه آخر يكشف له زيف تلك الأفكار الجاهلية ذات الجذور الأموية.
يقول أخونا سلمان حدادي متابعة نقل قصته:
(بعد أن بلغت رتبة (المولوي) وهي من الرتب الدينية في تلك المدارس وبعد عودتي من باكستان شاركت في الإمتحانات العامة للدخول في الجامعة، وقبلت في جامعة مدينة كرمانشاه في قسم هندسة إستخراج المعادن.. وعندما درست دورة التبليغ الديني في باكستان حضرت عشرين درساً خصوصياً عند شخص إسمه (إبراهيم نجاد) كان يعلمني كيف أجذب من يحاورني إلى اعتناق الوهابية في مدة خمس دقائق!
تذكرت هذه الدروس الخصوصية عندما تعرفت في الجامعة على زميل شيعي إسمه (مهدي رضائي) أعجبتني كثيراً أخلاقه الطيبة وجميل معاشرته للآخرين وقوة إيمانه، وكنت أكرر خطابي له بالقول: أليس من الظلم أن تكون شيعياً وأخلاقك بهذه الطيبة؟ كنت أشعر بأذاه من سماع هذا القول لكنه كان يلتزم الحلم ولا يعنفني وتارة كان يقول لي مبتسماً: أليس من الظلم أن تكون سلفياً وهابياً؟)
الأطائب، وقبل أن نتابع إستعراض قصة الأخ سلمان حدادي نشير إلى أثر تحلي المؤمنين بالأخلاق الطيبة وحسن التعامل مع الآخرين في جذبهم للدين الحق، إقتداءً بحبيبنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – صاحب الخلق العظيم الذي كان طيب أخلاقه أحد أهم العوامل التي أدت إلى إنتشار الإسلام، وتأسياً به – صلى الله عليه وآله – يوصينا مولانا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – بذلك قائلاً: (كونوا لنا دعاةً بغير ألسنتكم).. وهذا ما رأيناه في أثر طيب أخلاق الأخ مهدي رضائي على زميله سلمان حدادي، فرغم تشبعه بسموم الأفكار الوهابية إلا أنه انجذب إلى أخلاق زميله الشيعي، فبقى على علاقته به سنين متواصلة، ولتكون هذه العلاقة سبباً لنجاته من ظلمات التعصبات الأموية.
يقول أخونا سلمان حدادي في تتمة قصته ما ترجمته؛
(إستمرت صداقتي لزميلي مهدي رضائي على مدى أربع سنين، كان خلالها يدعوني بين الحين والآخر قائلاً: حبذا لو تشارك ولو مرة واحدة في مجالس سيد الشهداء الحسين – عليه السلام - ، وكانت هذه الدعوة تشق علي كثيراً وكنت يومها ألتزم بظاهر الوهابي المتعصب من طول اللحية ونظائر ذلك، فكنت أجيبه بعنف: ما هذه الكفريات التي تدعوني لحضورها؟ فكان يجيبني: لا بأس أن تأتي لرؤية هذه الكفريات عن قرب ولو مرة واحدة.. إستجبت لإصراره ووافقت على الحضور لمرة واحدة فقط في المجلس الحسيني، وبالفعل ذهبت معه وكانت ليلة عاشوراء إلى هذا المجلس وجلست في زاوية، وقد سيطر علي البغض والغضب، ثم رأيت سيداً جليلاً يصعد المنبر وطرق سمعي من كلامه قوله: من منكم مستعد الآن يضحي بنفسه في سبيل الله والإسلام وهو يعلم أن عياله وأطفاله سيؤسرون ويؤخذون سبايا بعد مصرعه؟ ما الذي رآه الحسين سيد الشهداء – عليه السلام – في تلك الأيام وجعله يقبل مندفعاً للتضحية بنفسه ثم يؤسر عياله وأطفاله؟ لماذا قدم الحسين – عليه السلام – كل تلك التضحيات العظيمة؟)
أيها الإخوة والأخوات، لقد جرى الله تبارك وتعالى تلك الأسئلة المحورية بشأن الملحمة الحسينية على لسان خطيب المنبر الحسيني في ليلة عاشوراء لكي ينفذ إلى قلب هذا الشاب وتنسف عنه غبار دعايات التعصب الوهابي وتدفعه لخوض رحلة البحث عن الحقيقة ومعرفة حقائق الإسلام النقية والمعارف الإلهية السامية.
يبين الأخ سلمان حدادي أثر حضوره – عن غير رغبة – في ذلك المجلس الحسيني وسماعه لتلك الأسئلة، فيقول ما ترجمته:
(أخذت أفكر في تلك الأسئلة وأنا أبحث في سير الشخصيات التأريخية التي كنت أقدسها، فكرت كثيراً فلم أجد بينها من تقدم مثل الإمام الحسين – عليه السلام – للفداء والقيام بذلك العمل التضحوي العظيم.. وعندها سألت نفسي: ما هي دلالات هذه الحقيقة التأريخية؟! ولماذا لم تكن أي من الشخصيات التي كنت أحبها مستعدة للقيام بذلك الدور التأريخي العظيم؟ شعرت بألم شديد وآذاني ما عرفته عن الإمام الحسين وشخصيته – عليه السلام – وأخذ يتلجلج في صدري تساؤل كبير: لماذا لم يفهموا الحسين ولم ينصروه؟ كنت غارقاً في تلك الأفكار عندها أطفئت الأنوار وبدأ الحاضرون يلطمون على صدورهم حزناً على الحسين – عليه السلام – لم أشاركهم في اللطم لكنني بكيت كثيراً وبحرقة لمظلومية سيد الشهداء..)
وسرعان ما أثاب الله تبارك وتعالى الأخ سلمان حدادي على تلك الدموع التي ذرفها على المظلومية الحسينية، فقد جعلها عزوجل منطلقاً لكي يبدأ هذا الشاب لمراجعة قناعاته السابقة ويطهر قلبه من الرين والحجب التي أوجدتها أفكار التعصب الوهابي المقيت.. قال حفظه الله، متابعاً حديثه بما ترجمته:
(شعرت بانزعاج كبير من أن شيوخ المذهب الذي كنت أعتنقه لم يكونوا يسمحون لنا بأن نتعرف على الحسين – عليه السلام – بالصورة الصحيحة، وبذلك قل تعصبي لهذا المذهب وشعرت بالنفرة والكره حتى لنفسي وأنا أعاتبها بشدة لأنني لم أعرف عظمة سيد الشهداء – عليه السلام – إلى ذلك الحين؛ لكنني تربيت منذ الصغر على كره الشيعة وأخذت تتردد في ذهني كلمات مشايخنا وهم يحذروننا من الإستماع لكلام الشيعة قائلين: حذار من مغالطات الشيعة، إنهم يقلبون الحقائق ويعرضون الباطل بصورة الحق!!
ولذلك كنت أهرب باستمرار من الشيعة ومذهبهم والحوار معهم وكنت أفضل أن أصبح من عبدة الشيطان على أن أصبح شيعياً.. كنت أرى من الممكن أن أعتنق أي مذهب غير التشيع.
من هنا لم أفكر يومها بالتوجه لدارسة المذهب بعد تلك الحادثة، بل أخذت بالبحث والتعمق في معرفة المذاهب الإسلامية الأخرى، فدرست المذاهب الأربعة الحنفي والحنبلي والمالكي والشافعي، فلم أجد فيها الإجابات الشافية عن أسئلتي الجديدة.. ودرست المسيحية أيضاً فلم أر فيها ما أصبوا إليه ودرست حتى الزرادشتية فلم تجبني عن أسئلتي حتى أنني قرأت عن عقائد عبدة الشيطان، فلم أزدد إلا حيرةً..)
.. واستمرت رحلة البحث عن الحقيقة بالأخ سلمان حدادي من مدينة سنندج الإيرانية أكثر من أربعة سنوات حتى وصل إلى الحقيقة وعرف الحق ورأى بركاته كما سننقل لكم ذلك بإذن الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم (بالحسين اهتديت) جزيل الشكر وخالص الدعوات .. تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.







توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/24, 01:47 PM   #6
هو الحق

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1252
تاريخ التسجيل: 2013/03/20
الدولة: حيثُ النور
المشاركات: 9,751
هو الحق غير متواجد حالياً
المستوى : هو الحق will become famous soon enough




عرض البوم صور هو الحق
افتراضي

الحسين عليه السلام مصباح الهدى وسفينة النجاة
بوركتِ ورزقكِ الله زيارة وشفاعة الحسين عليه السلام

يُثبت الموضوع ويُنقل إلى القسم الحوار العقائدي


توقيع : هو الحق
التصميم الذي يجمع بين المرقد الحسيني والعباسي في صحن واحد


[IMG]https://s*******-b-fra.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/t1.0-9/10593107_1465704047024492_7233589183563280198_n.jp g[/IMG]

رد مع اقتباس
قديم 2013/08/24, 03:35 PM   #7
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

  • رحلة الشيخ سلمان حدادي من الوهابية إلى المحمدية بدمعة حسينية - ۲



بسم الله وله الحمد والثناء والفضل إذ هدانا لمعرفة أنوار هدايته وأبواب رحمته ومعادن حكمته محمد المصطفى سيد صفوته والأطائب من عترته صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا ، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها جانب من قصة أخينا الشيخ سلمان حدادي الذي نقلته الدمعة الحسينية من ظلمات التعصب الوهابي وأفكارها الجاهلية إلى أنوار السماحة المحمدية وقيمها الإلهية، تابعونا على بركة الله.
إخوتنا الأكارم، ننقل لكم قصة الشيخ سلمان حدادي، مترجمة عن مقابلة طويلة أجرتها معه الأخت الكريمة (مهري هدهدي) ونشرتها على موقع (تبيان) الإسلامي على شبكة الإنترنت بتأريخ (۹/۸/۱۳۹۱) حسب التقويم الهجري الشمسي، الموافق للرابع عشر من شهر ذي الحجة سنة ۱٤۳۳ هجري قمري، وقد عرضنا لكم في حلقة سابقة القسم الأول من قصة إهتداء هذا الشاب المولود في مدينة سنندج الإيرانية سنة (۱۳٦۱) هجري شمسي الموافق لسنة ۱۹۸۲ ميلادية، واتضح منه أنه نشأ على التعصب ضد أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – خاصة، وعموم المذاهب الإسلامية وذلك لتأثره الشديد منذ الصغر بأفكار الوهابية ومشايخهم، وإضافة إلى دراسته في المدارس الحديثة درس الشيخ سلمان بدءً من المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات في إحدى المدارس الدينية في زاهدان ثم درس ٤ شهور في باكستان أساليب التبليغ للوهابية التي ملأت أفكارها كل وجوده.
عاد بعدها إلى إيران ودخل جامعة كرمانشاه قسم هندسة إستخراج المعادن، فانجذب فيها إلى طالب شيعي خلقوق طيب العشرة هو الأخ مهدي رضائي، ورغم كرهه الشديد للشيعة إلا أن علاقته بالأخ رضائي إستمرت متواصلة على مدى أربع سنوات حباً لأخلاقه الجميلة.
وكان منعطف التحول عند الشيخ سلمان حدادي هو في ليلة عاشوراء عندما حضر مكرهاً مجلساً للعزاء الحسيني إستجابة لإصرار صديقه الأخ مهدي رضائي، فتأثر شديداً لما سمعه في المجلس وبكى طويلاً على مظلومية الإمام الحسين وعظمته – عليه السلام – وتحسر على كونه لم يعرفه من قبل، ولكن خلفيته الوهابية المتعصبة لم تسمح له بأن يبدأ رحلة البحث عن الحقيقة بدراسة مذهب أهل البيت – عليهم السلام – فقد كان يفضل أن يعتنق أي دين، حتى عبادة الشيطان، على إعتناق المذهب الشيعي، ولذلك بدأ بحثه متعمقاً في دراسة المذاهب الإسلامية الأربعة ثم المسيحية وحتى الزرادشتية المجوسية عسى أن يجد فيها نظيراً للحسين – عليه السلام -.
يقول أخونا الشيخ الشاب سلمان حدادي ما ترجمته:
(لم أقتنع بأي من المذاهب والأديان التي درستها ولم أكتف بمراجعة مصادرها، بل حاورت علماءها أيضاً فوجدت تعارضاً بينهم وبين كتبهم، لقد وجدت هذه التناقضات في جميع الأديان التي درستها على مدى أربع سنين؛ ولما يأست منها بدأت وبحذر شديد بدراسة المذهب الشيعي فدرست فرقه، وللحصول على معرفة أدق بالشيعة الإثني عشرية سافرت من سنندج إلى قم وراجعت مكتب آية الله الشيخ بهجت وعرضت على العلماء الذين كانوا فيه ما في جعبتي من أسئلة وشبهات، فاستمعوا لها وأجابوا عنها برحابة صدر، ثم طلبت منهم أن يعرفونني بكتاب أتعرف فيه على الشيعة بصورة أفضل، فأرشدوني إلى كتابي (المراجعات) و(ليالي بيشاور) فاشتريتهما وشرعت بمطالعتهما.. ولم أقتنع بمجرد المطالعة بل حققت في الروايات والأحاديث التي يستند إليها مؤلفاهما واستعنت لأجل ذلك بالكتب المعتمدة عند أهل السنة وببرنامج (المكتبة الشاملة) وعلمت أن تلك الروايات موجودة فعلاً في كتب أهل السنة؛ فتعجبت وأخذت أتساءل: لماذا بقيت هذه الأحاديث الشريفة والروايات بعيدة عن نظري طوال سنين دراستي في المدارس الدينية وما بعدها؟ ولماذا لم يطلعنا مشايخنا عليها؟ ولماذا كانوا يمرون عليها بتغافل إذا سألناهم أحياناً عنها أو يجيبوننا بأجوبة تبريرية أو مخالفة للحقيقة؟)
إخوتنا الأفاضل، وكانت الإجابات التي حصل عليها أخونا الشيخ سلمان حدادي عن هذه الأسئلة هي مسك ختام رحلته في البحث عن الحقيقة التي استمرت قرابة خمسة أعوام، فقد إتخذ بعدها قراره الصعب باعتناق المذهب الحق وتحمل الصعاب الناشئة عن ذلك، يقول هذا الشاب حفظه الله:
(لقد إستمرت عملية قرائتي لكتابي المراجعات وليالي بيشاور ومراجعة مصادرها والتحقيق في أقوالهما ستة شهور وتأثرت بالنتائج العلمية كثيراً وقلت في نفسي: إن هؤلاء الشيعة الذين نلتزم بتكفيرهم كل هذه السنين، كيف يكونون كفاراً وأدلة صحة مذهبهم موجودة في كتبنا؟ أليس ما عرفته اليوم عن الشيعة دليل على أنني كنت مخطئاً في موقفي الرافض لهم لأكثر من عشرين سنة؟ عشت صراعاً عنيفاً في داخلي بعد معرفتي لهذه الحقيقة، لقد أيقنت بأن مذهب التشيع لأهل البيت الحق، ولكن كيف يمكن أن أعتنقه؟ لقد سلبني التفكير بهذا الأمر النوم لليالي الطويلة وأنا أفكر بالذي سيحل بي إذا أعلنت تشيعي، كان بقايا التعصب الوهابي في نفسي تصدني عن القبول بالمذهب الجديد، ولذلك عشت صراعاً مريراً معها حتى تغلبت عليها وسكنت نفسي لمذهبي الجديد).
أيها الإخوة والأخوات، ومثلما كانت معرفة الشيخ سلمان حدادي بالحسين – عليه السلام – ومظلوميته سبباً لبدئه رحلة البحث عن الشريعة المحمدية الحقيقية والنقية، فقد كانت لدمعته على المظلومية الحسينية وتفاعله مع قيمها التضحوية السامية عظيم الأثر في بعث روح الإستقامة على صراط الحق في قلبه رغم كل الصعاب التي واجهها في هذا الطريق.
يتابع أخونا الشيخ سلمان حفظه الله رواية قصته قائلاً ما ترجمته:
(بعد أن تشيعت قمت بطباعة كراسات تحت عنوان (هل التشيع حق) أوردت فيها أدلة من الكتب المعتمدة عند أهل السنة والتي تصرح بصحة مذهب الشيعة، وقمت بتوزيع هذه الكراسات، فأخذ أحد الأشخاص نسخة منها وذهب بها إلى والدي وقال له: لقد طبع إبنك هذه الكراسة، ثم أحضرني أبي وقال لي: يا سلمان هل تشيعت؟ لم أتجرأ على أن أجيبه بنعم، ولم أكن أعرف أحكام التقية فأجبته قائلاً: إذا قبل الله مني ذلك!
قال: لا، لا بل خدعوك!
قلت له: يا أبي لقد قضيت أنا سنيناً طويلة وأنا أحذر الناس وأقول لهم لا تنخدعوا بأقوال الشيعة، فكيف يمكن أن أنخدع أنا بها؟
ثم جلست أحاوره وأناظره بشأن صحة المذهب الشيعي، فأعانني الله عزوجل وأهل البيت – عليهم السلام – في بداهة الإستدلالات التي كنت أعرضها عليه مستفيداً مما ورد في صحيحي البخاري ومسلم، فلم يستطع رد إستدلالاتي هذه، ثم جاء إلينا بعض أصدقاء أبي وبدأت مناظرة ثانية كانت الغلبة فيها – والحمد لله – للإستدلالات التي ألهمت أن أعرضها عليهم.
ثم قلت لهم: لقد عشت في كردستان وفي سنندج ولم أذهب إلى الشيعة لكي أتعلم منهم، كل هذه الإستدلالات موجودة في كتبكم لا في كتب الشيعة).
إخوتنا الأكارم، لقد إستعان والد الشيخ سلمان حدادي بعدد من متعصبي الوهابية لمناظرة ولده لإقناعه بالعدول عن قراره بالتشيع لأهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – ولكن الله شاء أن يتم الحجة عليهم بهذا الشاب الفتى الذي تعلم عندهم منذ صغره ونشأ على أفكارهم، لكنه عندما عرف الحق لم يسمح لنفسه بأن يبقى خاضعاً للقناعات الموروثة والتعصبات الجاهلية، وكان من التسديد الإلهي لهذا الشاب هو أن الحجج التي يجريها على لسانه هي من الأدلة التي لا يمكن لمناظريه أن يردوها ويعترضوا عليها لأنها في مصادر معتبرة عندهم أقروا بصحتها من قبل.
يقول أخونا الشيخ الشاب متابعاً حكايته بما ترجمته:
(لقد قلت لأصدقاء أبي: لقد ناظرت في مدة ستة شهور ثمانية عشر شخصاً إعتنق أكثرهم مذهب التشيع بفضل الله وببركة أهل البيت – عليهم السلام – وفي جميع هذه المناظرات كنت أستدل فقط بالأحاديث الشريفة المروية في كتبهم الصحاح ولم أستعن أبداً بالروايات الضعيفة، كانوا عندما يعجزون عن جوابي ورد إستدلالاتي، يلوذون بالسباب وتوجيه الشتائم والإتهامات المختلفة، فكنت أضحك من ذلك لأن هؤلاء كانوا قد علموا باللجوء إلى أسلوب الإتهامات عندما لا نجد ما نرد به حجج من يناظرنا فإذا هم اليوم يستخدمون الأسلوب نفسه معي!)
ولكن هذا الأسلوب أيضاً لم يفت في عزيمة أخينا الشيخ سلمان حدادي وبان عجز أصدقاء والده من متعصبي الوهابية في صده عن الصراط المستقيم بالجدال والحوار، فلجأ والده إلى أسلوب آخر قبل أن يشدد عليه خناق التضيق المادي والمعيشي، يقول سماحة الشيخ سلمان حدادي:
(بعد أن عجزوا عن إقناعي بآرائهم، سعى والدي إلى ترغيبي بالرفاه المادي، فسألني قائلاً: ما هو نوع سيارتك يا سلمان؟ قلت: هي من ماركة (زانتيا)، فقال لي: دع هذا الحديث الآن وأنا أشتري لك سيارة من نوع (ماكسيما) – وهي من أجود السيارات – بشرط واحد هو أن لا تجري على لسانك إسم الشيعة.
ضحكت من هذا العرض وقلت: لا أريد سيارة ماكسيما، فلسنا الآن في القرون الوسطى حيث كانوا يبيعون ويشترون صكوك الجنة، إنني لا أريد أن أشتري جهنم بسيارة ماكسيما.
أيها الإخوة والأخوات، وبعد فشل أسلوب الترغيب والتطميع بدأ أسلوب الإيذاء المعيشي وغيره لثني الشيخ الشاب سلمان حدادي عن سيره على صراط المحمدية البيضاء وهذا ما واجهه بروح حسينية فأحاطه الله بلطفه وجزاه بكرامته على صبره.
، تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/24, 03:35 PM   #8
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

  • رحلة الشيخ سلمان حدادي من الوهابية إلى المحمدية بدمعة حسينية - ۲



بسم الله وله الحمد والثناء والفضل إذ هدانا لمعرفة أنوار هدايته وأبواب رحمته ومعادن حكمته محمد المصطفى سيد صفوته والأطائب من عترته صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا ، على بركة الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نستعرض لكم فيها جانب من قصة أخينا الشيخ سلمان حدادي الذي نقلته الدمعة الحسينية من ظلمات التعصب الوهابي وأفكارها الجاهلية إلى أنوار السماحة المحمدية وقيمها الإلهية، تابعونا على بركة الله.
إخوتنا الأكارم، ننقل لكم قصة الشيخ سلمان حدادي، مترجمة عن مقابلة طويلة أجرتها معه الأخت الكريمة (مهري هدهدي) ونشرتها على موقع (تبيان) الإسلامي على شبكة الإنترنت بتأريخ (۹/۸/۱۳۹۱) حسب التقويم الهجري الشمسي، الموافق للرابع عشر من شهر ذي الحجة سنة ۱٤۳۳ هجري قمري، وقد عرضنا لكم في حلقة سابقة القسم الأول من قصة إهتداء هذا الشاب المولود في مدينة سنندج الإيرانية سنة (۱۳٦۱) هجري شمسي الموافق لسنة ۱۹۸۲ ميلادية، واتضح منه أنه نشأ على التعصب ضد أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – خاصة، وعموم المذاهب الإسلامية وذلك لتأثره الشديد منذ الصغر بأفكار الوهابية ومشايخهم، وإضافة إلى دراسته في المدارس الحديثة درس الشيخ سلمان بدءً من المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات في إحدى المدارس الدينية في زاهدان ثم درس ٤ شهور في باكستان أساليب التبليغ للوهابية التي ملأت أفكارها كل وجوده.
عاد بعدها إلى إيران ودخل جامعة كرمانشاه قسم هندسة إستخراج المعادن، فانجذب فيها إلى طالب شيعي خلقوق طيب العشرة هو الأخ مهدي رضائي، ورغم كرهه الشديد للشيعة إلا أن علاقته بالأخ رضائي إستمرت متواصلة على مدى أربع سنوات حباً لأخلاقه الجميلة.
وكان منعطف التحول عند الشيخ سلمان حدادي هو في ليلة عاشوراء عندما حضر مكرهاً مجلساً للعزاء الحسيني إستجابة لإصرار صديقه الأخ مهدي رضائي، فتأثر شديداً لما سمعه في المجلس وبكى طويلاً على مظلومية الإمام الحسين وعظمته – عليه السلام – وتحسر على كونه لم يعرفه من قبل، ولكن خلفيته الوهابية المتعصبة لم تسمح له بأن يبدأ رحلة البحث عن الحقيقة بدراسة مذهب أهل البيت – عليهم السلام – فقد كان يفضل أن يعتنق أي دين، حتى عبادة الشيطان، على إعتناق المذهب الشيعي، ولذلك بدأ بحثه متعمقاً في دراسة المذاهب الإسلامية الأربعة ثم المسيحية وحتى الزرادشتية المجوسية عسى أن يجد فيها نظيراً للحسين – عليه السلام -.
يقول أخونا الشيخ الشاب سلمان حدادي ما ترجمته:
(لم أقتنع بأي من المذاهب والأديان التي درستها ولم أكتف بمراجعة مصادرها، بل حاورت علماءها أيضاً فوجدت تعارضاً بينهم وبين كتبهم، لقد وجدت هذه التناقضات في جميع الأديان التي درستها على مدى أربع سنين؛ ولما يأست منها بدأت وبحذر شديد بدراسة المذهب الشيعي فدرست فرقه، وللحصول على معرفة أدق بالشيعة الإثني عشرية سافرت من سنندج إلى قم وراجعت مكتب آية الله الشيخ بهجت وعرضت على العلماء الذين كانوا فيه ما في جعبتي من أسئلة وشبهات، فاستمعوا لها وأجابوا عنها برحابة صدر، ثم طلبت منهم أن يعرفونني بكتاب أتعرف فيه على الشيعة بصورة أفضل، فأرشدوني إلى كتابي (المراجعات) و(ليالي بيشاور) فاشتريتهما وشرعت بمطالعتهما.. ولم أقتنع بمجرد المطالعة بل حققت في الروايات والأحاديث التي يستند إليها مؤلفاهما واستعنت لأجل ذلك بالكتب المعتمدة عند أهل السنة وببرنامج (المكتبة الشاملة) وعلمت أن تلك الروايات موجودة فعلاً في كتب أهل السنة؛ فتعجبت وأخذت أتساءل: لماذا بقيت هذه الأحاديث الشريفة والروايات بعيدة عن نظري طوال سنين دراستي في المدارس الدينية وما بعدها؟ ولماذا لم يطلعنا مشايخنا عليها؟ ولماذا كانوا يمرون عليها بتغافل إذا سألناهم أحياناً عنها أو يجيبوننا بأجوبة تبريرية أو مخالفة للحقيقة؟)
إخوتنا الأفاضل، وكانت الإجابات التي حصل عليها أخونا الشيخ سلمان حدادي عن هذه الأسئلة هي مسك ختام رحلته في البحث عن الحقيقة التي استمرت قرابة خمسة أعوام، فقد إتخذ بعدها قراره الصعب باعتناق المذهب الحق وتحمل الصعاب الناشئة عن ذلك، يقول هذا الشاب حفظه الله:
(لقد إستمرت عملية قرائتي لكتابي المراجعات وليالي بيشاور ومراجعة مصادرها والتحقيق في أقوالهما ستة شهور وتأثرت بالنتائج العلمية كثيراً وقلت في نفسي: إن هؤلاء الشيعة الذين نلتزم بتكفيرهم كل هذه السنين، كيف يكونون كفاراً وأدلة صحة مذهبهم موجودة في كتبنا؟ أليس ما عرفته اليوم عن الشيعة دليل على أنني كنت مخطئاً في موقفي الرافض لهم لأكثر من عشرين سنة؟ عشت صراعاً عنيفاً في داخلي بعد معرفتي لهذه الحقيقة، لقد أيقنت بأن مذهب التشيع لأهل البيت الحق، ولكن كيف يمكن أن أعتنقه؟ لقد سلبني التفكير بهذا الأمر النوم لليالي الطويلة وأنا أفكر بالذي سيحل بي إذا أعلنت تشيعي، كان بقايا التعصب الوهابي في نفسي تصدني عن القبول بالمذهب الجديد، ولذلك عشت صراعاً مريراً معها حتى تغلبت عليها وسكنت نفسي لمذهبي الجديد).
أيها الإخوة والأخوات، ومثلما كانت معرفة الشيخ سلمان حدادي بالحسين – عليه السلام – ومظلوميته سبباً لبدئه رحلة البحث عن الشريعة المحمدية الحقيقية والنقية، فقد كانت لدمعته على المظلومية الحسينية وتفاعله مع قيمها التضحوية السامية عظيم الأثر في بعث روح الإستقامة على صراط الحق في قلبه رغم كل الصعاب التي واجهها في هذا الطريق.
يتابع أخونا الشيخ سلمان حفظه الله رواية قصته قائلاً ما ترجمته:
(بعد أن تشيعت قمت بطباعة كراسات تحت عنوان (هل التشيع حق) أوردت فيها أدلة من الكتب المعتمدة عند أهل السنة والتي تصرح بصحة مذهب الشيعة، وقمت بتوزيع هذه الكراسات، فأخذ أحد الأشخاص نسخة منها وذهب بها إلى والدي وقال له: لقد طبع إبنك هذه الكراسة، ثم أحضرني أبي وقال لي: يا سلمان هل تشيعت؟ لم أتجرأ على أن أجيبه بنعم، ولم أكن أعرف أحكام التقية فأجبته قائلاً: إذا قبل الله مني ذلك!
قال: لا، لا بل خدعوك!
قلت له: يا أبي لقد قضيت أنا سنيناً طويلة وأنا أحذر الناس وأقول لهم لا تنخدعوا بأقوال الشيعة، فكيف يمكن أن أنخدع أنا بها؟
ثم جلست أحاوره وأناظره بشأن صحة المذهب الشيعي، فأعانني الله عزوجل وأهل البيت – عليهم السلام – في بداهة الإستدلالات التي كنت أعرضها عليه مستفيداً مما ورد في صحيحي البخاري ومسلم، فلم يستطع رد إستدلالاتي هذه، ثم جاء إلينا بعض أصدقاء أبي وبدأت مناظرة ثانية كانت الغلبة فيها – والحمد لله – للإستدلالات التي ألهمت أن أعرضها عليهم.
ثم قلت لهم: لقد عشت في كردستان وفي سنندج ولم أذهب إلى الشيعة لكي أتعلم منهم، كل هذه الإستدلالات موجودة في كتبكم لا في كتب الشيعة).
إخوتنا الأكارم، لقد إستعان والد الشيخ سلمان حدادي بعدد من متعصبي الوهابية لمناظرة ولده لإقناعه بالعدول عن قراره بالتشيع لأهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – ولكن الله شاء أن يتم الحجة عليهم بهذا الشاب الفتى الذي تعلم عندهم منذ صغره ونشأ على أفكارهم، لكنه عندما عرف الحق لم يسمح لنفسه بأن يبقى خاضعاً للقناعات الموروثة والتعصبات الجاهلية، وكان من التسديد الإلهي لهذا الشاب هو أن الحجج التي يجريها على لسانه هي من الأدلة التي لا يمكن لمناظريه أن يردوها ويعترضوا عليها لأنها في مصادر معتبرة عندهم أقروا بصحتها من قبل.
يقول أخونا الشيخ الشاب متابعاً حكايته بما ترجمته:
(لقد قلت لأصدقاء أبي: لقد ناظرت في مدة ستة شهور ثمانية عشر شخصاً إعتنق أكثرهم مذهب التشيع بفضل الله وببركة أهل البيت – عليهم السلام – وفي جميع هذه المناظرات كنت أستدل فقط بالأحاديث الشريفة المروية في كتبهم الصحاح ولم أستعن أبداً بالروايات الضعيفة، كانوا عندما يعجزون عن جوابي ورد إستدلالاتي، يلوذون بالسباب وتوجيه الشتائم والإتهامات المختلفة، فكنت أضحك من ذلك لأن هؤلاء كانوا قد علموا باللجوء إلى أسلوب الإتهامات عندما لا نجد ما نرد به حجج من يناظرنا فإذا هم اليوم يستخدمون الأسلوب نفسه معي!)
ولكن هذا الأسلوب أيضاً لم يفت في عزيمة أخينا الشيخ سلمان حدادي وبان عجز أصدقاء والده من متعصبي الوهابية في صده عن الصراط المستقيم بالجدال والحوار، فلجأ والده إلى أسلوب آخر قبل أن يشدد عليه خناق التضيق المادي والمعيشي، يقول سماحة الشيخ سلمان حدادي:
(بعد أن عجزوا عن إقناعي بآرائهم، سعى والدي إلى ترغيبي بالرفاه المادي، فسألني قائلاً: ما هو نوع سيارتك يا سلمان؟ قلت: هي من ماركة (زانتيا)، فقال لي: دع هذا الحديث الآن وأنا أشتري لك سيارة من نوع (ماكسيما) – وهي من أجود السيارات – بشرط واحد هو أن لا تجري على لسانك إسم الشيعة.
ضحكت من هذا العرض وقلت: لا أريد سيارة ماكسيما، فلسنا الآن في القرون الوسطى حيث كانوا يبيعون ويشترون صكوك الجنة، إنني لا أريد أن أشتري جهنم بسيارة ماكسيما.
أيها الإخوة والأخوات، وبعد فشل أسلوب الترغيب والتطميع بدأ أسلوب الإيذاء المعيشي وغيره لثني الشيخ الشاب سلمان حدادي عن سيره على صراط المحمدية البيضاء وهذا ما واجهه بروح حسينية فأحاطه الله بلطفه وجزاه بكرامته على صبره.
، تقبل الله منكم حسن المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/26, 10:43 AM   #9
طبع الشمع

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1440
تاريخ التسجيل: 2013/04/25
المشاركات: 4,739
طبع الشمع غير متواجد حالياً
المستوى : طبع الشمع will become famous soon enough




عرض البوم صور طبع الشمع
افتراضي

  • رحلة الشيخ سلمان حدادي من الوهابية إلى المحمدية بدمعة حسينية - ۳
بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ هدانا لمعرفة وإتباع صفوته الرحماء، أهل بيت العصمة والرحمة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا ، أزكى وأطيب تحية نهديها لحضراتكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
في هذا اللقاء نستعرض لكم – أيها الأكارم – جانباً من قصة أخينا، سماحة الشيخ سلمان حدادي الذي نقلته معرفة الحسين وملحمته الخالدة – عليه السلام – من ظلمات التعصبات الوهابية إلى نور السماحة المحمدية، تابعونا على بركة الله.
إخوتنا الأفاضل، الشيخ المهندس سلمان حدادي هو من مواليد مدينة (سنندج) الإيرانية سنة ۱۹۸۲ ميلادية، درس في المدارس الحديثة وجامعة كرمانشاه في فرع هندسة إستخراج المعادن، كما درس العلوم الدينية في زاهدان وباكستان وتشبع بالأفكار الوهابية، فصار أحد مبلغيها المتعصبين في مدينته واتخذ موقفاً عدائياً للغاية تجاه مختلف المذاهب الإسلامية خاصة مذهب الثقلين وأتباع شيعة أهل البيت عليهم السلام.
وبقي على هذا الحال إلى من الله عزوجل عليه بمعرفة وليه الحسين ومظلوميته وملحمته – عليه السلام – عند حضر مكرهاً في ليلة عاشوراء مجلساً للعزاء الحسيني في مدينة كرمانشاه وإستجابة لإلحاح زميل له في الجامعة أحبه – رغم كونه شيعياً – بسبب حسن أخلاقه.
حضر الأخ سلمان حدادي هذا المجلس بهدف التعرف على أكاذيب الشيعة، ولكن بارقة من المظلومية الحسينية هزت كل وجوده وفجرت دموع عينيه في تلك الليلة فطهرتهما من غشاوة التعصب الوهابي ليبدأ بهما رحلة في التحقيق العلمي درس فيها – بجهد دؤوب – مختلف الأديان والمذاهب، وبعد قرابة الخمسة أعوام أيقن بأصالة التشيع لأهل البيت المحمدي – عليهم السلام – واعتنق التشيع طريقاً يوصله إلى القرب الإلهي.
وبعد أن عرف والده وأقاربه بتشيعه بدأت جهودهم لإرجاعه إلى حالته الأولى خاصة بعد أن علموا أن عدداً من معارفه تشيعوا إثر تشيعه، ولما فشلت جهودهم بالمناظرات وكذلك بترغيب والده له مادياً، بدأت المضايقات والإيذاء ومحاربته في معيشته.
يقول أخونا الشيخ سلمان حدادي في المقابلة التي أجرتها معه الأخت (مهري هدهدي) ونشرتها على موقع (تبيان) على شبكة الإنترنت بتأريخ ۱٤/ ذي الحجة سنة ۱٤۳۳ ؛ يقول ما ترجمته للعربية:
(على مدى ستة شهور إستمر والدي وأقاربي في الضغط الإقتصادي والنفسي علي، كانوا يوجهون لي الإهانات وأشكال الأذى لإرجاعي إلى دين الوهابية، ولم يكن لي خيار سوى أن أتحمل كل هذا الأذى، ولكن مع إستمرار هذا الأذى بلغت بي ضغوط الوضع المعاشي الصعب ذروتها، فأخذت بالتفكير في حل، خاصة وقد علمت بأن زوجتي حامل يصعب عليها تحمل شظف العيش وتلك الضغوط النفسية، وكنت قد تعرفت على زوجتي في كردستان، كانت على المذهب السني، ولكن لم تكن متعصبة كالوهابية، ثم تشيعت فيما بعد، وعندما إشتدت بنا الضائقة المالية قلت لها: لا يمكن أن نستمر على هذه الحالة، إنني ذاهب إلى طهران للبحث فيها عن عمل، سأستأجر بيتاً لنا هناك ثم أعود إليك لكي نرحل معاً عن هنا)
إخوتنا الأطائب، وبالفعل أعد الأخ سلمان حدادي عدة السفر إلى طهران، للتمهيد لإنتقاله إليها لكي يخلص زوجته الحامل من تلك الضغوط الشديدة التي كان يعانيها من متعصبي أسرته، ولكن لم يكن يعلم بأن اولئك المتعصبون قد عرفوا بقراره وأعدوا العدة لمنعه من تنفيذه، يقول سماحة الشيخ سلمان متابعاً قصته بما ترجمته؛
(في اليوم أردت السفر إلى طهران وعندما خرجت من بيتي شاهدت والدي ومعه أربعة أو خمسة أشخاص عند رأس الزقاق، وكأنهم عرفوا بما عزمت عليه؛ قالت لي زوجتي: إنني آتية معك إلى رأس الزقاق فرفضت وقلت لها: لا، إبقي في البيت، لكنها رفضت وأصرت على مرافقتي، وعندما وصلنا إلى رأس الزقاق إعترض طريقنا أبي ومن كان معه ومنعونا من الذهاب إلى طهران ثم انهالوا علي بالضرب، كان لأحدهم عصاً غليظة ضربني بها على رأسي بقوة فسقطت على الأرض، ولا زلت أعاني من صعوبة النطق بسبب تلك الضربة.. لقد أغمي علي إثر ذلك ولم أعلم ما الذي جرى إلا بعد ثلاثة أيام عندما خرجت من حالة الإغماء لأجد نفسي راقداً في المستشفى)
ولعلها كانت من رحمة الله عزوجل بهذا الشاب أنه لم ير ما جرى في ذلك المشهد بعد سقوطه على الأرض، فقد كان موقفاً صعباً للغاية يجدد في قلوب المؤمنين اللوعة والحرقة لأنهم يذكرهم بأحد أشد المظلوميات التي تعرض لها أهل بيت النبوة – عليهم السلام – إيلاماً للقلوب؛ قال الأخ سلمان حدادي ما ترجمته:
(عندما عدت إلى وعيي في المستشفى وسألت عما أجرى وسألت عن زوجتي أخبروني، بأنني أغمي علي بسبب تلك الضربة التي أصابت رأسي، وقد تقدمت زوجتي للدفاع عني ومنعهم من مواصلة ضربي، فرفسها أحد اولئك المهاجمين على بطنها، وبسبب تلك الرفسة أسقطت جنينها الذي لم يتجاوز عمره الأربعة شهور، ثم تدخل الناس واتصلوا بسيارة الإسعاف التي حملتني للمستشفى.. غلت الدماء في عروقي وانهمرت الدموع من عيني وتأججت النار في قلبي وأنا أسمع هذا النبأ، فقد فوراً مظلومية مولاي علي – عليه السلام – وتجسمت أمام عيني مشاهد ما أنزلوه بزوجته الزهراء – عليها السلام – دون أن يقدر على الدفاع عنها عملاً بالوصية.. لا أستطيع أن أتصور صعوبة ما تحمله – عليه السلام – في ذلك الموقف، إنه حقاً أول مظلوم في العالمين.. لم أستطع تصور حالته لكنني شعرت بأن الله قد رحمني إذ أغمي علي ولم أر مشهد رفس زوجتي...)
كان هذا الإمتحان صعباً ولا ريب ولكن روح الإستقامة الحسينية كانت قد نفذت إلى قلب هذا الشاب، ولذلك فإن هذه الجريمة اللئيمة التي ارتكبها اولئك المتعصبون الجفاة لم تستطع أن تخضعه لإرادتهم، أنى وهو يرى أن أئمة المذهب إهتدى إليه، قد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل حفظ قيم الدين المحمدي النقي وإيصالها إليه وإلى سائر طلاب الحقيقة.
لقد صبر هذا الشاب على تلك الجريمة ولم يستسلم لطلب أبيه واولئك المتعصبين بالعودة إلى ظلمات التعصب الوهابي، فقرر وزوجته الفرار بدينهم من المستشفى ومن سطوة اولئك الأرحام القساة.
يقول أخونا سماحة الشيخ سلمان حدادي متابعاً نقل حكايته، بما ترجمته:
(قررنا الفرار من المستشفى، وهذا ما نفذناه ليلاً وبصعوبة بالغة، خرجنا من سنندج إلى مدينة ارومية وتوجهت إلى أحد أصدقائي وقصصت عليه ما جرى علينا وبينت له أمر إعتناقنا مذهب التشيع لأهل البيت – عليهم السلام – قلت له: لقد تركت كل ما أملك في سنندج ولجأنا إليك، طلبت منه المعونة على تجاوز هذه المحنة واستئجار بيت لنا، فأبى وقال لي: لو كنت قد ارتكبت ألف جريمة قتل أو أي جناية أخرى لآويتك وساعدتك، ولكنك لأنك صرت شيعياً فإنني لا أستطيع أن أعينك بشيء!!
العجيب أنه اتخذ هذا الموقف رغم أنه لم يكن ملتزماً بالمذهب الذي ينتمي إليه ولا يعرف رموزه ولا يعرف من هو الإمام علي – عليه السلام – ولا من هم أعداءه ولا يعرف الصلاة!! ولكنه قال لي لأنك صرت شيعياً لا أستطيع أن أعينك بشيء!
وبعد سماع كلامه خرجنا من بيته، وللمرة الأولى في عمري نمت على جانب الشارع أنا وزوجتي المريضة التي كانت لا زالت تعاني من آلام تلك الرفسة الوحشية التي أدت إلى إجهاضها وإسقاط جنينها ذي الأربعة أشهر.
وعلى أي حال، لم يكن معي سوى قليل من النقود قررت أن أذهب بها إلى قم، وصلت إلى هذه المدينة المقدسة ولم أكن أعرف فيها أحد ولم يكن لدي مكان نسكن فيه ولا مال أعتاش به، بقينا في جمكران ٤٥ يوماً، ذقنا آلام الجوع وحياة التشرد لكننا كنا نتذكر ما حل بعيال الإمام الحسين – عليه وعليهم السلام – من جوع وتشرد وما تعرضوا له من سلب ونهب، كنا نتذكر ما نزل بهم – عليهم السلام – فيسهل علينا تحمل ما كان نقاسيه من جوع وتشرد..)
أيها الإخوة والأخوات، لقد إستغرقت رحلة سماحة الشيخ سلمان حدادي قرابة خمسة أعوام عرف بعدها الحقيقة وذاق حلاوة إعتناق الإسلام المحمدي النقي، ولذلك واجه صعوبات الإستقامة والثبات عليه مستلهماً روح الصبر عليه من الملحمة الحسينية الزينبية الخالدة، فأراه الله ما يحب بعد حين كما سنرى بإذن الله في الحلقة المقبلة من برنامجكم (بالحسين اهتديت) ، إلى حينها نستودعكم الله ودمتم في رعايته سالمين.


توقيع : طبع الشمع
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










أنا كنت اعلم ان درب الحق بالأشواك حافل
خال من الريـحان ينشـر عطره بين الجداول
لكنني أقدمت أقفو السير في خطو الأوائل
فلطالما كان المجاهد مفردا بين الـجـحـافل
ولـطالما نـصـر الإلـه جنوده وهـم الـقـلائـل
فالحق يخلد في الوجـود وكل ما يعدوه زائل
سأضل أشدو باسم إسلامي وأنكر كل باطل.


الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى)

التعديل الأخير تم بواسطة طبع الشمع ; 2013/08/26 الساعة 10:46 AM
رد مع اقتباس
قديم 2013/08/26, 12:11 PM   #10
الشاعر خضير المسيباوي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1666
تاريخ التسجيل: 2013/06/29
المشاركات: 1,140
الشاعر خضير المسيباوي غير متواجد حالياً
المستوى : الشاعر خضير المسيباوي is on a distinguished road




عرض البوم صور الشاعر خضير المسيباوي
افتراضي

وهل يستطيع من يملك عقلاً أن يسمع بالحسين عليه السلام ... ولايحبه ...

جزاك الله خير جزاء المحسنين ...

متابع ...


توقيع : الشاعر خضير المسيباوي

يكفيك غروراً يكفيك ..
تنظر لي من فوق السطح ..
فترى أني صغيراً .. ومقامك لايسمح ..

وكأنك فوق جبال .. فترى الناس صغاراً ..
لكنك أيضاً تنسى .. كل الناس تراك صغير ..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
امنت بالحسين نسمة الحنان الشعر الفصيح والخواطر 4 2012/12/15 03:04 PM
اقسم عليكم بالحسين ساعدوني العفه الادعية والاذكار والزيارات النيابية 11 2012/07/23 03:08 PM
دَعوني اتغزل بالحسين!! بقلم الشاعر حسين الساعدي احمد الكعبي الشعر الفصيح والخواطر 1 2012/01/14 08:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |