استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول اجلك

[شجون الزهراء]

استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول اجلك

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ

* حديث: (استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول اجلك).
نص الحديث
قال الامام الحسن (عليه السَّلام):استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول اجلك.

دلالة الحديث
هذا النص مع كونه يتردد مراراً علی السنة اهل البيت (عليهم السَّلام) الا أنه يتردّد بصياغته لصورتين متداخلتين متجانستين، كما سنوضح ذلك عند حديثنا في بلاغة النص، المهم، الحديث يشير بوضوح الی ضرورة ان نحسب لموتنا الف حساب وان نضع ذلك نصب اعيننا لأنه لا مناص من مواجهة ذلك، والنكتة هنا، هي ان الموت ليس مجرد نهاية حياة، بل هو بداية حياة في الواقع، لأن أول منازل الموت، هو مواجهته بقدر ما سلكناه من الطاعة وعدمها، بصفة ان نمط خروج الروح من حيث العسر او اليسر، ومن ثم مواجهة الملكين، ثم معايشة البرزخ، ثم الانبعاث، ثم الموقف والحساب ثم المصير الابدي، اولئك جميعاً تتطلب استعداداً اي: ممارسة للسلوك الذي رسمه لنا الاسلام في غمرة مهمتنا العبادية التي خلق الله تعالی الانسان من أجلها.
ان الطاعة او التقوی فحسب هي: الاستعداد للموت ولا بديل عن ذلك، بيد ان الاستعداد أو ممارسة الطاعة وانعكاساتها علی مراحل الموت بالنحو الذي اوضحناه، قد تكفل الحديث الوارد عن الامام الحسن (عليه السَّلام) بذلك، حيث شطره الی قسمين، أولهما: عبارة (استعد لسفرك) والاخری (حصل زادك قبل حلول اجلك)، وهذان الموضوعان قد نسجهما الامام (عليه السَّلام) وفق صورتين بلاغيتين نعرض لهما الآن.

بلاغة الحديث
الاولی من الصورتين تقول (استعد لسفرك) وهذه الصياغة من الطرافة والعمق بمكان، حيث خلع الامام (عليه السَّلام) علی الموت طابع السفر من مكان الی آخر كل ما في الامر ان المكان الاول هو (مؤقت) والمكان الاخر هو (دائمي)، ومن الواضح ان الدائمي يحتاج الی تهيئة وسائل كثيرة تختلف عن السفر الوقتي، لذا يصبح الموقف بحاجة الی استعداد خاص، وهذا ما عبرت الفقرة الاولی من الحديث عنه. تری، ما هو هذا الزاد؟

لقد انتخب الامام (عليه السَّلام) (الزاد) اي الطعام دون سواه، لان العيش يتوقف علی الطعام، كما هو واضح فلا بد اذن من الزاد، ولكن كيف يتهيأ الزاد؟

الامام (عليه السَّلام) يقول (حَصِّلْ زادك)، أي اسع للحصول عليه، ومعنی السعي للحصول، هو السعي او الممارسة العبادية التي أمرنا تعالی بها، اي الالتزام بأحكام الاسلام من خلال العمل بما هو واجب ومندوب، والترك لما هو حرام ومكروه، بل حتی المباح يتحول الی مندوب، سعياً للحصول علی الاحسن من الزاد، اذن، امكننا ان نتبين مدی جمالية وعمق الصورتين المذكورتين بالنحو الذي اوضحناه.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية

---

hsju] gstv;K ,pwg .h]; rfg pg,g h[g;

[مهند الشمري]

جزاكم الله خيراا

[احساس الجوري]

الله يجعلنا من زوار اهل بيت نبيه

[شجون الزهراء]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
حياكم الرحمن الرحيم و نسأل الله العلي القدير ان ويثبتنا على دينه والصراط المستقيم وان يحسن خاتمتنا بخير