Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/13, 01:26 PM   #1
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي على حافة الظهور الحلقة 6-8 (للنقاش)

على حافة الظهور - الحلقة (6)


على حافة الظهور - الحلقة (6)
*هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

الظهور:
بين الرواية والدراية!

قد يقول البعض: "حتى لا نقع في مضلات فتن اخر الزمان يجب علينا ان نرجع الى روايات اهل البيت (ع)، ونستند في كل ما نقوله الى الادلة من سنة نبينا واهل بيته صلوات الله عليهم".
هذه الدعوة لفهم حدث الظهور بالاعتماد على الروايات السردية الموصفة للظهور تعترضها اشكالات حقيقية!
فالتحليل لفهم حدث الظهور بالاعتماد على الرواية- كما عند المتأخرين- يكشف عن خلل كامن في وعي المنتظرين أسس لشبهات كثيرة وخطيرة انتهت بكارثة تكذيب المخلص والانقلاب عليه!
لنبحث أهم تلك المعوقات التي يمكن ان تعترض فهم الظهور من خلال الروايات والاحاديث المتناولة لزمن الظهور:

الاول: فقدان المنهج
ان التعاطي مع الروايات يستند الى طريقتين: الرواية والدراية، ففي الحديث: "اعقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل".
والشيعة منذ غيبة الامام رفع منهم العلم، ووصفوا بالقول: "ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى". "وان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لايرى ويأتي على أمتي زمن لايبقى من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الاسلام ويجدد الدين".
ان تراث اهل البيت المتعلق بالظهور، ونتيجة لافتقاد منهج الاستنباط الاصيل المعنون ب (التاويل) قاد الى التعاطي مع النصوص والروايات بصورة ظاهرية، ولذلك أسيء فهمها وجهلت رمزيتها، وغابت وجوهها وتفاصيلها فافتقد الفقه الذي يقوم على تصريف الوجوه، الذي وصفه الصادق بالقول:"انتم أفقه الناس اذا عرفتم معاريض كلامنا ان كلامنا ليتصرف على وجوه"، او "على سبعين وجها".
وبفقد الفقه والفقيه غاب الاسلام الا اسمه وافتقد القران الا رسمه! لذلك لا يتوقع من ادعياء الفقه من اصحاب الرأي- في اخر الزمان- ان يقدموا فهما لقضية الظهور او سواها من قضايا!

الثاني: التحريف والتصحيف
من المعوقات التي تنال من صدقية الروايات هو تعرضها للتحريف او التصحيف -"التصحيف: هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها "- مما يؤدي الى اختلاف الروايات وتعارضها وتضاربها، ويترتب عليها تشوش الفهم والفشل في الركون الى تصور يستند الى روايات مختلفة ومتضاربة.
وهذه الاشكالية التي ترد على عموم الروايات تجري في الروايات التي تتناول ظهور المخلص او تُوصِّف وقائع الظهور . فلايبقى مع الاختلاف الا الظنون!

الثالث: التقية
ان حدث الظهور للمخلص يعني التحرك للسيطرة على كل الكوكب بكل دوله وممالكه *وحكوماته، وهذا ما يجعل الحديث عن ذلك التحرك وخططه محفوف بالسرية والكتمان، ويفرض ضرورة التزام التقية، التي يشرعها قوله تعالى: "لايتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا ان تتقوا منهم تقاة".
ويشدد على مبدأ التقية تراث الاسلام بالدعوة الى التكتم والاستتار تجنبا للملاحقة وصيانة للتحرك من الفشل، لذلك وردت الاحاديث توصي:"التقية من دين الله، ولادين لمن لاتقية له، والله! لولا التقية ما عبد الله في دولة ابليس"، "اتق حيث لايتق"، "التقية دين منذ أول الدهر الى آخره"، "التقية في كل ضرورة وصاحبها اعلم بها حين تنزل به" .
لقد فرض المراعاة لمبدأ التقية على الائمة من ال محمد التحفظ عند الحديث عن حركة ظهور الامام المهدي فاتصف الخطاب بالاجمال وترك التفصيل. فما سكت عنه اكبر بكثير مما ذكر، وما ذكر لايخلو من الترميز والتعريض والاختصار والاجمال. ما يجعل الموضوع في دائرة اللغز والغموض .

الرابع: شحة الروايات
ونتيجة للتقية فان الروايات الورادة في الظهور قليلة العدد وتكاد تكون نادرة احيانا، فهي لا تصف الا بعض العلامات وتذكر لمماً من الاحداث وتجمل كثير من المطالب بغية تثبيت اصل الموضوع لا التفصيل فيه، فهو ما تتحاشاه!.
ليتضح ان تلك الاخبار القليلة ما تسكت عنه وتكتمه اكثر مما تتحدث عنه وتفضحه من مجريات المشهد الثوري والعالمي، الذي سوف تتسارع فصول احداثه بصورة انقلابية ومتفجرة! ليشمل اتجاهات الارض الاربعة..
*فالهدف من روايات الظهور تاسيس ظاهرة الانتظار واعطاء امل بوجود خلاص، وعدم اليأس بسيطرة الاشرار وحزب الشيطان، وليس الهدف كشف خطط حركة الظهور، لان لو فعلت الروايات لحكمت على الظهور بالفشل قبل حدوثه.

الخامس: امكانية البداء
يضاف الى ذلك، ان المقدار المعروض من احداث الظهور قابل لان يجري عليه البداء، حيث البداء يعني تحول الله تعالى من تقدير الى تقدير اخر، كما قال الأئمة "لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة وهي هذه الآية: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب"، ولذلك ألقت هذه الحقيقة بظلالها على النصوص والروايات المرتبطة بالظهور، حيث دلت الاخبار ان المحتوم من وقائع الظهور خمسة، فعن الامام الصادق:"النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية وكف يطلع من السماء من المحتوم".
ليصبح كل ما سوى المحتومات قابل للتبديل والتغيير بجريان البداء عليها.

يعزز ذلك قول الامام الصادق في هذه الآية: "يمحو الله ما يشاء ويثبت". قال:هل يمحو الله الا ما كان، وهل يثبت الا ما لم يكن؟!".
مما يعني؛ ان البداء كعملية محو واثبات يمكن ان تغير سيناريو الظهور! وهذا ما يؤدي الى عدم الوثوق بروايات الظهور ما دون المحتومات بصورة قاطعة، وبالتالي عدم الاحتكام اليها كمعيار مطلق للحكم على الواقع والوقائع عند الظهور، فقد يجري عليها البداء فيبطلها ويقدر سواها فيحدث امر غيرها، ترتأيه يد القدرة وتقدره عين الحكمة.

الخلاصة:
ان محاولة فهم حدث ظهور المخلص من خلال روايات محدودة العدد لاتخلو من تصحيف يتعاطى معها بصورة حرفية وظاهرية غير منهجية، مع ما يلفها من ترميز وغموض التقية، ثم مع احتمال ابطال البداء لها او تحويرها، كل ذلك يقود الى سوء فهم حدث الظهور وتشوهه!

هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فان التعاطي مع الظهور من خلال السرد الروائي يؤدي الى خلق مشهد مشوب بالاسطورية غير مسؤول، باعتبار ان تلك النصوص توصف الحدث بصورة رمزية، يولد أخذها بظاهرها اسطورة، كما ان المشهد الاسطوري *بطولات وعجائب لاتحمل القارئ اي مسؤولية، فمشهد الظهور المستند الى الروايات سوف يبدو كما هو معروض في كتابي: (عصر الظهور) و (يوم الخلاص)، مشهد ليس للقارئ فيه الا الفرجة، والمراقبة والترقب؛ وليس هناك افادة منه تفهمنا مثلا سبيل النجاة من فتن اخر الزمان او تعلمنا بكيفية المساهمة في صناعة حدث الظهور ايجابيا وليس سلبيا!.

واذا كان الحال كذلك مع الروايات الموصفة للظهور، فان السؤال الذي يطرح كيف نلتمس المخرج لفهم حدث الظهور اذا اهتز المشهد الروائي نتيجة بروز عناصر التعويق (: فقدان المنهج، التحريف والتصحيف، التقية، شحة الروايات، البداء)، التي شككت وقوضت اسس التصور المستند لتوصيف الروايات والاخبار؟!.
وهل انسد أفق العلم بعد تغييب السرديات الروائية والتقليل من شأنها؟.

الواقع، ان التقليل من شأن فهم حدث الظهور من خلال الرواية يفتح الباب عريضا لاعتماد خيار الدراية، الذي يعتبر هو الحل الأمثل الذي لابد منه لتحقيق فهم مفصل ومعمق يتصف بالمنطقية والمسؤولية، وهو خيار أبو الأئمة علي عندما قال(ع): "اعقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية، فان رواة العلم كثير ورعاته قليل".
خيار (الدراية) هذا هو الذي سنتناوله في الحلقة القادمة! انشاء الله تعالى!
دمتم موفقين


على حافة الظهور - الحلقة (7)



الحلقة (7)*
* على حافة الظهور!
*هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟



بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطاهرين


الدراية:
إعادة بناء المنطق!


ان نقد السماع والرواية وترجيح الفهم والدراية، يعني تبني خيار العقل، والعقل معرفة الاسباب وكشف القوانين ومعرفة السنن!
لذلك فان قبل النظر في موضوع حدث ظهور المخلص نحن بحاجة الى فهم منطق العقل كما رسم معالمه الإسلام، ولان هذا الموضوع دقيق وعريض إلا انه في الوقت ذاته فطري وأولي، ونحن بحاجة الى الحد الادنى منه كمدخل لفهم موضوع الظهور، والبرهنة عليه.

ان فهم ظهور المهدي يتطلب الوعي بكيفية حدث الظهور، ورسم معالمه التفصيلية في صيغة حبكة (سيناريو)، وما يؤدي اليه ذلك من قلب الموازين رأسا على عقب، فالظهور سيكون ثوريا، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسيبدأ ذلك مع المقدمات الممهدة، وسيأخذ منحى تصاعديا، والحسابات الخاطئة لكل الاطراف المشاركة في الساحة سوف تؤدي الى كوارث تحيق باصحابها.

لقد قدمنا القول ان الوعي السائد اليوم في الوسط الشيعي عن الظهور، يتصف بالروائي والاسطوري، الذي يميل الى أخذ الروايات بظاهرها والانتقاء بين المختلفات دون معيار مرجح غالبا، ليبنى مشهدا يتصف بالظاهرية والظنية، ويحاول ان يقارب ما سيجري في المستقبل! الا انه يعزل المنتظِر للظهور ولايمنحه غير دور المراقب المفلس والمنتظر السلبي، وهو تصور لايشيع بين الناس الذين يشكلون القاعدة فحسب، بل يطال النخبة التي كتبت الحدث وروجت له.

بينما اذا بحثنا التراث بعين فاحصة، وفكر ينزع الى الدراية بدل الرواية، العقل وليس الحكاية، نلاحظ اننا قادرين على رسم سيناريو الظهور بصورة مفصلة تتصف بالاحكام ويحتوي المشهد على عناصر الوثوقية والواقعية التي تقطع الشك باليقين، ما يجعلنا قادرين على التنبؤ بمسار الحدث وتطوره بصورة لا لبس فيها، كما يفرز المشهد الناس الى مواقف وجبهات لكل منها خصائصها وحكمها، ما يجعل القارئ أمام خيارات واضحة يختار بينها ويكون مسؤولا عن اختياره ليحيا او يموت على بصيرة من أمره.

هذه الطريقة تستند الى فهم منطق الاسلام الذي يقضي بان الحياة تتلخص في عنصرين هما : الثابت والمتغير، العنصر الثابت هو الذي يصطلح عليه بالسنة في قوله تعالى: (سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) والعنصر المتغير هو المصطلح عليه بالمثل في قوله تعالى: (فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من منتظرين)، ففي الوقت الذي تتصف فيه السنة بالثبات وعدم التبدل، فان الامثال يعتريها التبدل والتغير: (واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا)، ذلك بان المعرفة بالسنة التي لاتتبدل هو الذي يكفل لنا ان نفهم بان الايام سوف تجري في ظل ثابت السنة، مما يجعل الاتي يشبه الماضي، وصورة المستقبل منعكسة على صفحة التاريخ المنقضي.

وبناء على ذلك،نفهم لماذا استغرق القران بسرد تاريخ الاولين وقصص الماضيين وتجارب الغابرين:ثمود وعاد وقوم نوح وقوم ابراهيم وقوم لوط وبني اسرائيل... حتى حسب الكافرون ان ذلك منقصة يعيرون القران بها (يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين).

هذا الالتفات لمنطق السنن يتجلى في صورة ثورة خلاص في الفكر، باعتبار ان العقل سيجد فهمه للمستقبل منعكسا في مرآة تجربة الماضيين التي تجسمت فيها سنة الاولين، ليكون الاتي على مثال الماضي بلحاظ نظام السنن الذي يحكم الماضي والاتي! .
ونجد دليل هذه الفكرة في قوله تعالى: (فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)، ان التاريخ يعيد نفسه؛ لتكون المخرجات في الزمن الاتي على مثال مخرجات الماضي، وهذا ما عززه الرسول بالقول: "كل ما كان في الامم السالفة فانه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة "
ويضيف: "يكون في هذه الامة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة".

ان هذا المنطق الذي يعيد نفسه هو المصطلح عليه بالاعتبار والذي يقرره القران بالقول: (فاعتبروا يا أولي الابصار)، ومن هذه الاية ينطلق الامام علي(غ) آخذا في شرح منطق الاعتبار فاوضح ان عملية الفهم عند العقل البشري تتحقق اعتبارا فيقول: (ثم منحه قلبا حافظا ولسانا لافظا ليفهم معتبرا)، ثم اوضح آلية منطق الاعتبار، التي تقوم على رد التجربة الراهنة كفرع متشابه الى التجربة الماضية كأصل محكم بالقول: "ان الامور اذا اشتبهت اعتبر اخرها بأولها". اي أن رد التجربة المتأخرة الى اﻷولى والحاقها بحكمها يستند الى منطق قياس التمثيل: "واعتبر بما مضى من الدنيا لما بقي منها فان بعضها يشبه بعضا واخرها لاحق باولها"، فالتجربة اﻷولى أصل والاخرى فرع: "نحن فروع قد مضت أصولها، فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله"، بمعنى أن حكم اﻷمثال فيما يكون او لايكون واحد، بلحاظ ثابت السنة، يعزز ذلك بقول اﻹمام الحسن:"تلك السنن واﻷمثال يجري بعضها وفق بعض". اي تقتدي التجربة الاخرى سيرة التجربة الاولى!

منطق السنن الذي يدير عجلة التاريخ على محور ثابت لتكون فيه ايام الزمان الاتية نسخة مطورة عن الايام الخوالي، وتجارب الامم والاقوام المذكورة في القران هي الاصول المرجعية، التي تحكم التجارب الاتية كفروع متشابهة
وقد اعتمد البيت النبوي منطق الاعتبار في كشف شبهات تجربتهم المتشابهة بردها الى نظائرها التاريخية المحكمة، وهنا مجموعة من التطبيقات التي تكشف كيف فكر البيت النبوي والحواريين الملتفين حوله:

النموذج (1)
في الخبر عن الحارث بن مالك قال: خرجنا مع رسول الله (ص) الى حنين ونحن حديثوا عهد بالجاهليه.*
قال: وكانت لكفار قريش ومن سواهم من العرب شجره عظيمه خضراء يقال لها ذات أنواط، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوما.قال: فراينا ونحن نسير مع رسول الله (ص)سدرة خضراء عظيمة، قال:فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات أنواط!. فقال رسول الله (ص): "الله أكبر! قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. قال إنكم قوم تجهلون. إنها السنن! لتركبن سنن من كان قبلكم".

النموذج(2)
قال سلمان الفارسي:"إن الناس كلهم ارتدوا بعد رسول الله(ص) غير اربعه ان الناس صاروا بعد رسول الله (ص) بمنزلة هارون ومن تبعه،ومنزلة العجل ومن تبعه، فعلي في سنة هارون، وعتيق في سنة العجل وعمر في سنة السامري، وسمعت رسول الله يقول لتجيء قوم من اصحابي من اهل العلية والمكانه مني ليمروا على الصراط، فاذا رأيتهم ورأوني وعرفتهم وعرفوني اختلجوا دوني فاقول يا رب اصحابي اصحابي! فيقال ما تدري ما احدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم حين فارقتهم فاقول بعدا وسحقا وسمعت رسول الله (ص) يقول: "لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع وباعا بباع اذ التوراة والقرآن كتبه يد واحده، في رق، بقلم واحد، وجرت الامثال والسنن سواء).

النموذج (3)
قال عبدالله بن مسعود:"انتم اشبه الامم ببني اسرائيل سمتا وهديا تتبعون عملهم حذو القذة القذة غير اني لا ادري اتعبدون العجل ام لا". انهم عبدوه عبادة تشريع، كما قال تعالى: (اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله). فاحل لهم حراما وحرم عليهم حلالا فاطاعوه فعبدوه من حيث لايعلمون".

النموذج (4)
عن عبدالله بن مسعود قال: "قلت للنبي (ص) يا رسول الله من يغسلك اذا مت فقال: يغسل كل نبي وصيه! *قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟ قال: علي بن ابي طالب! فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟ قال: ثلاثين سنة! فان يوشع بن نون وصي موسى عاش من بعده ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوج موسى! فقالت: انا احق بالامر منك! فقاتلها فقتل مقاتلتها واسرها فاحسن أسرها، وان ابنة ابي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من امتي، فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها انزل الله تعالى: "وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى"، يعني صفراء بنت شعيب". اي ان خروج عائشة يستن بسنة صفراء حذو النعل بالنعل في عملية استعادة للتاريخ!

النموذج (5)
عن ابي جعفر الباقر (ع) قال: قال رسول الله (ص) : والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لاتخطئوا طريقهم ولا يخطئكم سنة بني اسرائيل ثم قال ابو جعفر: قال موسى لقومه : (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم)، فردوا عليه وكانوا ستمائة الف فقالوا: ياموسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما) احدهما يوشع بن نون والاخر كالب بن يافنا قال هما ابنا عمه فقالا:
(قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) فتاهو اربعين سنة لانهم عصوا، فكان حذو النعل بالنعل ان رسول الله (ص) لما قبض لم يكن على امر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وابو ذر فمكثوا اربعين حتى قام علي فقاتل من خالفه".

النموذج (6)
قال الامام الحسن(ع):"علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني اشجع ولاهل مكة حين انصرف من الحديبية! اولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية واصحابه كفار بالتأويل"، اي ان تجربة الصلح التي تجري معي تجري على مثال تجارب الصلح التي جرت مع الرسول حذو النعل بالنعل!.
اتضح من خلال هذه النماذج، كيف ان ما جرى في التاريخ الاسلامي، ما هو إلا تمثل لتجارب الاقوام والامم السالفة التي ذكرها القران، باعتبار ان السنة التي جرت على الماضين تجري على الباقين، كما اتضحت معالم منطق فكر النبي وائمة البيت النبوي والحواريين في فهم الوقائع *اعتبارا، بالنظر اليها من خلال نظائرها التاريخية، باعتبار ان "تلك السنن والامثال يجري بعضها وفق بعض. فمثال التاريخ كاصل يحكم ويعلل الموقف من المثال الحاضر، كما اوضح الامام الحسن في النموذج الاخير عندما فكر وفق المنطق العبوري فاعتبر تجربته مع معاوية من خلال تأويلها بتجارب صلح النبي مع بني ضمرة وبني اشجع واهل مكة.
اذا فهمنا منطق الاعتبار هذا، الذي يرجع التجربة الراهنة كفرع متشابه الى التجربة الماضية كاصل محكم، يمكننا ان ننظر في حدث الظهور بصورة منهجية تجتاز بنا الشبهات الناتجة عن السماع والرواية وتحقق لنا اليقين المعقود بالعقل والدراية!. فيحدث الفتح بالانفتاح على آفاق جديدة ملهمة!

والى حلقة قادمة انشاء الله!





الحلقة (8)
على حافة الظهور!*
هل بعث المهدي رسولا ممهدا؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد وآله الطاهرين


وعي الظهور:
استنادا لمنطق السنن!



بمعرفة منطق السنن هذا نمتلك مفاتيح رسم معالم الاحداث ومواقف الاطراف والفرقاء في عصر الظهور، *اذ كما جرت سنن الانبياء السابقين على النبي (ص) ومن بعده على الإمام علي(ع)، فكذلك الحال مع الإمام المهدي، كما ينص الخبر عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبدالله (ع) يقول: "إن سنن الانبياء (ع)، ما وقع عليهم ..جارية في القائم منا اهل البيت حذو النعل بالنعل". هذا النص يؤسس للدراية، لانه يخضع قضية الظهور الى منطق السنن، فينشأ مدخل لكيف فهم البيت النبوي قضية الظهور، وتنبأ بها، وكيف يمكن لنا -اليوم- ان نتصورها ونحاكم ما شككنا فيه منها والتنبؤ بما هو قادم منها؟!.

فقضية ظهور المهدي تطرد فيها سنن الماضيين الجارية في الباقين، كما يقول الإمام زين العابدين: "في القائم منا سنن الانبياء سنة من آدم، وسنة من نوح، وسنة من ابراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من أيوب، وسنة من محمد؛ فاما من آدم ومن نوح فطول العمر، وأما من من ابراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، واما من عيسى فاختلاف الناس فيه، وأما من ايوب فالفرج بعد البلوى، وأما من محمد فالخروج بالسيف".

في هذا النص عرض لبعض أوجه سنن الاولين في جريانها على قضية المهدي، الا ان السنن المشار اليها في النص تذكر على سبيل المثال لا الحصر. ورغم ذلك، فان الخبر يوضح كيف ان السنن تهيمن على قضية المهدي بحيث تفرض عليه كل معلم من معالم شخصيته، وقس على ذلك قضية تحركه، التي ينبغي ان تكون كل خطوة فيها تخضع لثوابت السنن وتكون محكومة بها.
اذا لنعتمد خيار الدراية الذي يفسر حدث الظهور وفق منظومة السنن الثابتة التي حكمت الاولين وهي جارية في الاخرين. فهناك سلسلة من السنن التي يأخذ بعضها برقاب بعض لتمنطق الظواهر على اختلافها ..

1. سنة الاصلاح:
إن حركة الخلاص المؤسسة للظهور الكبير سوف يمهد لها المهدي بتحرك يقوم على بناء القاعدة الموالية له بمواصفات معيارية يفرضها القرآن، مما يتطلب القيام بعملية تصحيح واصلاح لتلك القاعدة المشايعة: "ان اريد الا الاصلاح ما استطعت"، ولما كان الوسط المناصر له تاريخيا وتقليديا هو الوسط الشيعي العراقي الموالي لابائه الطاهرين، فسوف تنطلق حركة التمهيد في هذا الوسط التقليدي، الذي طالما احتضن حركات الائمة وابناء الأئمة على امتداد التاريخ.

وسوف يفكر الإمام المهدي(ع) في إقامة مشروعه الإصلاحي بهدف تقويم الانحرافات وتبديل الرموز بأخرى صالحة ومنهجت التفكير وإفشاء العلم بالطريقة التي تؤدي الى ملائمة الوسط مع ظهوره، *فيوفر بذلك عوامل النجاح، فيكون الوسط الشيعي بمواصفاته الجديدة قادرا على احتضان الإمام العادل والإسلام القرآني، فيسهل قيادة ذلك الوسط ليقوم بالمهمة التاريخية في تحرير الارض من أئمة حزب الشيطان.*
*
إن الصفة الاصلاحية لمشروع الظهور المهدوي ارساها النبي(ص) بالقول: "اذا مات علي فسد الدين ولايصلحه الا المهدي بعده". فالاصلاح هي الصفة الاولى لمشروع الحركة المهدية، واول الاصلاح سيتجلى في صورة اصلاح فكري يهدف الى اعادة المضمون للاسم والمعنى للرسم -بعد ان لم يبق من الاسلام الا اسمه ومن القران الا رسمه- قبل ان يتوسل بقوة السلاح التي معها تشرع الأبواب للظهور الكبير الفاتح للارض.

ان سنة الاصلاح تملي نفسها على الكون متظاهرة في آياته، فمثلا *الجسم يصلح نفسه عندما يجرح. كما يقاوم الامراض بصورة تلقائية من خلال نظام المناعة، وقد يحتاج الى دعمه بأدوية خارجية، تعزز عملية الاصلاح التي يقوم بها جهاز المناعة.وعلى الصعيد الاجتماعي تصلح المجتمعات نفسها بخروج المصلحين والحركات الاصلاحية، وتفجر الثورات. والخلاصة، ان الاصلاح سنة من سنن الحياة.

الا ان هذه السنة كاصل تتفصل في سنن فرعية مفصلة، ولما كان للإصلاح أصوله وفروعه، فإن المهدي يعتمد التفكير العبوري فيفهم تجربة الحاضر المتشابهة من خلال ردها الى تجربة الماضي المحكمة، والتي منها تجربة جده النبي محمد(ص)، التي فصلت في سنة الاصلاح ومن أبرز تفاصيلها ما ينص عليه الحديث: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل: يارسول الله! ومن هما قال: الفقهاء والأمراء".

هنا تفصيل في سنة اﻹصلاح يظهر ان إصلاح الأمة يتقوم من خلال (الدين/ والسياسة)، وبفئتين لهما النفوذ الاكبر على اﻷمة (الأمراء/والفقهاء).
واذا فسد اﻷمراء قوموا بالفقهاء، واذا فسد الفقهاء واﻷمراء تطلب القيام بحركة إصلاح في صفوف الفقهاء الذين هم أقرب الى الدين والصلاح من اﻷمراء والساسة.
ولذلك يتوقع من المهدي ان يسعى الى إصلاح المؤسسة الفقهية ورجالها، وسيكون إصلاح ذلك هو المدخل لإصلاح الأمراء بحشد الأمة ضدهم.

ولكن كيف سيبدأ مشروع الاصلاح؟!
ما هي الطريقة التي سيصلح بها الامام المهدي المؤسسة الفقهية لاسيما وهي موجودة طوال هذه القرون؟ باختصار؛ متى وكيف يبدا الاصلاح؟!
ان مشروع الاصلاح المهدوي بحاجة في البداية الى تفعيل سنتين اثنتين: سنة التغيير للنفوس، وسنة الاستنصار!

2. سنة التغيير:
معنى سنة التغيير ان هناك علاقة شرطية بين محتوى الذات والواقع الاجتماعي، فيه يؤسس الواقع الاجتماعي كبنية فوقية على الواقع النفسي كبنية تحتية، وان التحول الاجتماعي والسياسي رهين تغيير النفوس، فالامام يطاح يه في النفوس قبل ان يطاح به في الواقع الخارجي، هذا معنى قوله تعالى: "ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".

تتولد البداية بوجود ارادة التغيير عند الامة، فمن دون وجود هذه الرغبة، فان حركات التغيير تبؤوا بالفشل ، فليس المصلحون في الاغلب الا مرشدين للراغبين في التغيير، وللباحثين عن خلاص، وللمتبرمين بالواقع الغارق في السلبية، اكثر من كونهم مولدين لهذه الرغبة.

وان ظاهرة التغيير في الامة وفي العالم اخذت بالظهور نتيجة الاحساس المتزايد بواقع الظلم الناتج عن النظم المحلية والعالمية والمتظاهر في صورة فساد عريض يصيب بشره السواد الاعظم من المؤمنين خاصة وسكان الكوكب عامة، وجراء لغياب العدالة تعالت الصرخات والحركات الاحتجاجية والتظاهرات والانتفاضات والثورات.

اننا نلمح التغير من خلال التامل في الحديث، عن ثوبان مولى رسول الله(ص) قال: قال رسول الله (ص): "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يارسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن! قلنا: وما الوهن قال: حب الحياة وكراهية الموت!".

فالملاحظة، ان هذا الحديث صدق فيما *مضى من قرون، ولكن بدأت الامة في العقود المتاخرة تخرج من هذا الوهن وتبارز الموت، بل وتعانقه عندما يعري الشباب صدورهم امام طلقات رصاص الانظمة ابان الثورات، ويلبسون الاحزمة الناسفة في مواجهتهم قوات العدو الاسرائيلي وقوات الحلف الاطلسي، لقد تغيروا لما رأووا بالموت ولادة لارواحهم ولحياة جديدة تبعث في أمتهم!
*لقد غيرت الامة الوهن في نفوسها بنبذ حب الدنيا والاقبال على الموت حبا للاخرة. فكان هذا التحول هو بشائر لولادة كوكب الارض من جديد.

3. سنة الاستنصار
ثم ان تغيير ما في الذات كمقدمة لتغيير الواقع الاجتماعي، ينزع الى عدالة الدين ويحن متشوقا إلى الأئمة الصالحين والعدول، كما يصفهم التراث الديني، ويتطلع الى المخلص العالمي، الذي له حضوره العالمي في الاديان على اختلافها، الملقب بالمهدي في الاسلام، وبيسوع في المسيحية، وبدانيال في اليهودية!

بمعنى ان التغيير في النفوس يأتي في سياق التطلع الى خلاص جذري وعدت به السماء وتوارثت هذا الوعد أجيال الأبناء عن الآباء، وعاشت على أمل تحققه، فهو خلاص ذو طابع ديني مصدره القوة العظمى الخالقة للوجود.
ويتجلى ذلك بالاستنصار بالمخلص، اي طلب النصر، من خلال نداءات تصدر عن حناجر الافراد والجماعات والشعوب في عملية استغاثة، تطلب الخلاص وتبكي مسترحمة الله عز اسمه بان يمن عليها، ومستعطفة المخلص بان يستعجل خروجه ليضع حدا لمأساتها!

ان سنة الاستنصار تمثل علاقة شرطية ينص عليها قوله تعالى:"وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر"، وتقضي ان يستجيب المستنصر به للمستنصرين الذين يستصرخونه.
فبداية الاصلاح تلوح تباشيره بوجود ارادته عند الامة، استنادا لمقتضى سنة التغيير، وذلك بالتوق الى ظهور المخلص، وهو الذي يتجلى في اخذ الوسط الشيعي بسنة الاستنصار، التي يذكرها قوله تعالى: "وان استنصروكم فعليكم النصر"، اي ان طلب النصر من الامام المهدي يفرض عليه واجب النصرة.

لقد عبر الامام علي (ع) عن سنة الاستنصار عندما وصف كيف انهال المسلمون مطالبينه بالنهوض بالأمر، بعد يوم الدار الذي قتل فيه عثمان، فلم يكن له ان يتخلف عن الاستجابة بمقتضى سنة الاستنصار، وبذلك صرح:"لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما اخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكاس اولها ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز".

ثم ان سنة الاستنصار هذه مارسها ايضا اهل الكوفة تجاه الامام الحسين، حيث انهالت عليه رسائل صادرة عن افراد وجماعات اهل الكوفة تستصرخه وتستنصره وتستحثه على الثورة وترهن نفسها لنصرته:"قد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند مجنده". وبلغت الكتب المرسلة تستنصره اثني عشر ألف كتاب، وخضوعا منه لسنة الاستنصار، تحرك الامام حسين ناصرا الامة التي استنصرته.

كذلك جرت سنة الاستنصار مع الامام المهدي في العقود الاخيرة وتشابه امر الامام المهدي مع امر الامام الحسين، فكما فعَّل اهل الكوفة سنة الاستنصار عندما اكثروا من الرسائل التي تطالب الامام الحسين بالخروج وتعده بالنصر، كذلك فعَّل الشيعة في العقود الاخيرة سنة الاستنصار عندما اكثروا من رسائل الاستغاثة الموجهة للامام المهدي تطالبه بالخروج من خلال مراسيم فردية تقام يوميا تعاهده على النصرة، من خلال (دعاء العهد)، وجماعية تقام في كل جمعة تنادي: "عجل على ظهورك" وتندبه في "دعاء الندبة" وتزوره من خلال "زيار آل يس". وتدعو له بالنصر وان تحظى بنصره من خلال دعاء "اللهم ادفع عن وليك .."، وتشفع استغاثتها بالعيون النازفة دمعا.

يضاف الى هذه الاستغاثات -التي تقام بشكل يومي واسبوعي غير ما يجري في المناسبات- أشكال اخرى من الاستغاثات مثل الفقهاء الذين لقبوا انفسهم بنواب الامام المهدي، وجرت الاستغاثة عبر منابر تخطب في الجماهير باسم المهدي، وتدعو له، وبقصائد تلقى من على المنصات تستنصره، وبمواكب تزحف تستصرخه: "يا ابا صالح!".
لم يقتصر الامر على الادعية والندبة والزيارات والقاء القصائد والخطب، وتسيير المواكب، بل وبلغ الاستنصار أوجه بتشكيل كتائب وجيوش باسم الإمام المهدي في ايران والعراق ولبنان وحاربت تلك الكتائب على الجبهات في البلدان الثلاث تحت شعار (يا مهدي ادركنا!).

ترتب على تفعيل سنة الاستنصار لتبلغ أوجها ان فرضت على الامام المهدي الاستجابه، كما فعل أبواه من قبل الامام علي والامام الحسين عندما تجاوبا مع الامة لما استنصرت بهما. فمع وجود شرط الاستنصار: "فان استنصروكم"، تفرض النصرة وجوبا على الإمام: "فعليكم النصر".

الخلاصة، ان الحياة خاضعة لنظام منطقي يتكون من ثنائية (الثابت/ والمتغير)، ففي الحديث عن سنة الاصلاح التي تاخذ بالتفصل من خلال سنتي تغيير النفوس والاستنصار، فان (المتغير) في المشهد التاريخي او المعاصر هي الامة بعد يوم الدار، المستنصرة بالامام علي. واهل الكوفة بعد موت معاوية المستنصرون بالامام الحسين. *والمعاصرون المستنصرون بالامام المهدي.
بينما (الثابت) في كل هذه المشاهد هو الشرط المتمثل بقيام الحجة على الامام بوجود الناصر الذي فرض النصرة عليه، فقام الامام علي مناصرا لمن استنصره، وقام اﻹمام الحسين مناصرا لمن استنصره، وهاهو اﻹمام المهدي استجابة للاستنصار يقوم مناصرا لمن استنصره!

ان (الثابت) هو نصرة الإمام للأمة المستنصرة به، وعدم جواز التخلف بحال عند قيام الحجة بوجود الناصر!.
فما هي السنة التالية التي أعقبت وترتبت على سنة التغيير وسنة الاستنصار؟!

لنتابع ذلك في الحلقة القادمة ان شاء الله!


ugn phtm hg/i,v hgpgrm 6-8 (ggkrha)



رد مع اقتباس
قديم 2014/02/14, 04:14 AM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2014/02/20, 06:42 PM   #3
الممهدون

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2741
تاريخ التسجيل: 2014/02/08
المشاركات: 14
الممهدون غير متواجد حالياً
المستوى : الممهدون is on a distinguished road




عرض البوم صور الممهدون
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة درر الحسين مشاهدة المشاركة
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك اختي درر الحسين على مرورك الطيب،، تسعدني متابعتك
موفقة لكل خير


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على حافة الظهور - الحلقة 1-5 (للنقاش) عاشقة بيت النبي الارشيف والتكرار 1 2014/02/13 09:22 AM
على حافة الظهور - الحلقة 1-5 للنقاش الممهدون الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2014/02/10 11:35 AM
الفرق بين علامات الظهور وشرائط الظهور طبع الشمع الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 5 2013/09/22 08:53 PM
الفرق بين علامات الظهور وشرائط الظهور الفتلاوي2 الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 6 2013/03/11 09:49 PM
أمرأة خافت من الله فأعزها النبأ العظيم القصة القصيرة 10 2013/02/13 04:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |