Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/12/31, 11:25 AM   #1
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي خلود الله عز وجل وخلود اهل الجنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حياكم الله اخواني جميعاً

لدي سؤال بحثت عن الاجابة كثيراً ولكن للاسف ليس هنالك ماهو شافي .. وخصوصاً مع كثرة الروايات عن اهل السنة .. وقلتها عن اهل البيت هذا القليل الذي لم اهتدي له بعد ..ولعل الهداية تكون في جنبات الاعضاء الكرام ....

السؤال هو : وصف الله عز وجل في محكم كتابه اهل الجنه واهل النار بأنهم خالدين فيها ... ماصفة الخلود هنا ... هل هي ازليه ؟ وأن كانت كذلك كيف يتوافق ذلك مع اسم الله ( الأخر) ومع صفته جل وعلا بأنه الازلي الباقي بعد فناء كل شي ....

ودمتم بخير


og,] hggi u. ,[g ,og,] hig hg[km



رد مع اقتباس
قديم 2012/12/31, 12:01 PM   #2
احمد العراقي


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل: 2010/12/19
المشاركات: 2,307
احمد العراقي غير متواجد حالياً
المستوى : احمد العراقي تم تعطيل التقييم




عرض البوم صور احمد العراقي
افتراضي

بما أن الزمن يسير دون توقف فكل جديد يصبح قديماً بمرور الزمن حتى يصل إلى النهاية، هذا ما تعلمناه وتعودناه من كتاب الدنيا:
(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً).[سورة الإنسان: الآية 1].
والآن نحن نقرأ في المصحف المبارك حول خلود الإنسان في الآخرة سلباً أو إيجاباً، نتساءل عن كيفية الخلود هذا، فيقول القرآن المجيد:
(الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).[سورة البقرة: الآية 257].
وبالمقابل تتحدث الآيات عن الخلود في الجنة فمثلاً: (والذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون).[سورة البقرة: الآية 82] فمن حقنا أن نتساءل عن الخلود و هل يمكن تحققه ومن ثم هل من العدل ذلك؟ أي أنه حينما يرتكب الإنسان أثماً وعصياناً لفترة زمنية محددة هل يستحق هذا المذنب عذاباً دائماً وهل من العدل أن يؤمن الإنسان بالله ويطيعه ويحسن في حياته فترة زمنية ليعيش نعيماً خالداً دائماً..
وللإجابة على هذه الشبهة نعود لنقول إن الإنسان ضعيف وقاصر عن معرفة الكثير من الأمور المحيطة به فضلاً عن القضايا المستقبلية في الزمن الغائب فعدم رؤيته وإحساسه الملموس لا يمكن أن يكون دليلاً قائماً بل إن اعتراف الإنسان بضعفه دليل قاطع على أن إحساسه لا يستطيع أن يحيط بكثير من الأمور بل يدركها بالآثار والعقل..
وأما الشق الثاني من الشبهة:
أمن العدل الخلود للإنسان؟ سلباً كان أو إيجاباً:
وأرى هنا لا بد من مقدمة بسيطة قبل الإجابة على الشبهة.
إن الخلود ليس أمام المعاصي والآثام القابلة للمغفرة وإنما كما قال جل وعلا:
(والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).[سورة البقرة: الآية 39].
أما المعاصي الأخرى القابلة للغفران فيكون العقاب متناسباً معها ففي الحديث النبوي الشريف: (يخرج الله قوماً من النار فيدخلهم الجنة..)
وحديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله): (يخرج من النار قوم بعدما احترقوا فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميون) إذن فالخلود في النار هو الأثر الطبيعي للمعاصي الكبرى:
(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).[سورة النساء: الآية 48].
فالكبائر من الآثام هي المسببة لحالة الخلود في النار وكما ورد في الحديث النبوي الشريف: (الدنيا مزرعة الآخرة) فما يزرع الإنسان هنا في الدنيا يحصد أثره في الآخرة بالشكل الطبيعي كالذي يزرع الفواكه ضمن الضوابط الجوية الصالحة والتربة والماء فسيحصد الفواكه نهاية الموسم بصورة طبيعية كذلك الأعمال في الدنيا إن كانت خيراً فسيحصد العامل النتيجة الصالحة وإن كانت شراً فسيحصد النتيجة السلبية قال سبحانه:
(ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً).[سورة الكهف: الآية 49].
(فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).[سورة الزلزلة: الآيتان 7-8].
فإذن المسألة طبيعية تكوينية تتعلق بالجعل الإلهي والسنة الربانية.
مثلاً إنسان يحرق نفسه ويموت من الدنيا تماماً أي دون رجعة إلى الحياة فهل في المسألة ظلم وتعد أم أنه استحقاق طبيعي لما ارتكبه من خطأ ولما أصابه من حرق؟ فهو استحقاق طبيعي لتطبيق سنة تكوينية معينة وهي حرق الجسم بالنار يودي بحياة الإنسان كلها تماماً وهو لم يرتكب سوى ذنباً بسيطاً وهو إحراق نفسه !!.
فالمهم من المعاصي الكيف لا الكم فقد تكون هنالك معاص كبيرة تخلد الإنسان في الجحيم وإن كانت لذتها في زمن قصير عابر فالعذاب أو النعيم لا يعتمدان على زمن أدائهما فلا يتحددان بتحديد زمن المعصية أو الطاعة فلرب معصية ترتكب في زمن قصير تجلب عذاباً طويلاً ولرب طاعة في لحظة تجلب نعيماً مديداً.
وهذا هو الذي يتناسب مع العدالة الإلهية، أليس كذلك؟.
فقد جاء في الأثر المقدس عن الإمام الصادق(عليه السلام) في توضيح الآية الكريمة: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) انه قال: (ليس يعني أكثر عملاً ولكن أصوبكم عملاً وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والحسنة ثم قال الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل...).
فإذن المسألة متعلقة تماماً بالكيف فأداء المعروف القليل بروح متفاعلة خير من أداء المعروف الكثير بدون روح متفاعلة صابرة.
ونقرب ذلك بمثل آخر بالنسبة لامتحانات الطلبة في المدارس فإن ساعات الإجابة في قاعة الامتحان معدودة لكنها تقرر مصير سنة دراسية كاملة أما النجاح وأما الفشل والمسألة في إطارها القانوني الطبيعي بعيدة كل البعد عن المظالم.
ويحدد الإمام الصادق(عليه السلام) علة الخلود سلباً أو إيجاباً في قوله: (إنما خلّد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً وإنما خلّد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً فبالنيات خلّّّد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) قال: على نيته)(40).
وهذه النية يحددها الله سبحنه وستكشف يوم القيامة: (يوم تبلى السرائر) وتكشف الأسرار وكل يأخذ نتيجته مقابل أعماله وحقاً إنها قمة العدالة ورأس الأنصاف حيث يترك الله عز وجل الإنسان في فرص ذهبية في حياته عسى أن يرتدع أو يتوب أو يتراجع عن معصيته ولكن.
لا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).[سورة المطففين: الآية 14].
فما يلاقيه المذنب من عذاب هو ما يستحقه بالعدل الإلهي على ضوء أعماله فالنتيجة الطبيعية هي عذابه الدائم وما يلاقيه المؤمن من نعيم خالد كذلك نتيجة طبيعية لأعماله الخيرة ولا ننسى لطف الله ونعمته ومننه على الناس جميعاً وبالذات المؤمنين منهم حيث يعطيهم سبحانه وتعالى أكثر مما يستحقون من باب اللطف والعطف والرحمة ونقرأ في الدعاء ـ (يا من يعطي من سأله ويا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة...).


توقيع : احمد العراقي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أنہي مہأأمہلہك وجہودي كہل وجہودي بہيہن أديہك
شہلہون يہصہيہر وأنہي مہلہكہك أبہخہل بہدمہي عہلہيہك

رد مع اقتباس
قديم 2012/12/31, 01:40 PM   #3
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

شكرا لك اخي الكريم جزاك الله خير


رد مع اقتباس
قديم 2012/12/31, 02:24 PM   #4
الشيخ البدري

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 232
تاريخ التسجيل: 2012/06/29
الدولة: ارض الله الواسعة
المشاركات: 3,294
الشيخ البدري غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ البدري is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ البدري
افتراضي

حياكم الله ابنتنا الغالية

يوجد في التراث بضع آراء لمفهوم الخلود في النار.
أ- استمرار عذاب أهل النار إلى ما لا نهاية( عذاب سرمدي).
ب- عذاب أهل النار مدة طويلة جداً ثم فناء النار ومن فيها .
ت- عذاب أهل النار حسب ذنوبهم،ويخرجون من النار تباعاً كل حسب عقوبته، فلا يبقى فيها إلا المجرمون (فرعون وقارون وهامان )، ومن تبعهم في إجرامهم فيبقون مدة طويلة جداً ( خالدين فيها أبداً ) إلى أن يأذن الله بخروجهم بعد أن يكونوا قد طهرتهم النار من شرورهم وخبثهم ، فيخرجون إلى الجنة، وتسعهم رحمة الله .وتفرغ النار من أهلها، فَيُفنيها لانتفاء وظيفتها !.
والرأي الثالث هو الذي أرجحه وأميل إليه. وسأعرض لك أهم القرائن والأدلة التي اعتمدتهافي ذلك :
1-إن النفس للكائن الإنساني متصفة بصفة الدوام لا تفنى، هكذا أرادها الخالق تبارك وتعالى، فسواء أكانت النفوس في الجنة أم في النار، فهي متصفة بصفة الدوام ، وبالتالي يبطل مفهوم فناء أهل النار،ويبقى للنقاش والحوار المفهومين الأول والثالث .
2-العدل الإلهي يقتضي أن يكون العقاب مناسب للعمل، وليس أكبر أو أكثر منه . فمهما كان العمل إجرامي، فهو لا شك محدود في النهاية، وبالتالي لابد من محدودية وانتهاء مدة العقاب، بخلاف الثواب والعطاء، فهما مبنيان على العمل الصالح، ولكن غير مُقيدان به من حيث الكم والكيف، وإنما هما مرتبطان بصفة الكرم والقوة والقدرة للمُعطي ، فالعقاب محدود، والعطاء والثواب مفتوح، والأصل في استمرار الشيء، هو الخير والصلاح ، وليس للشر والفساد ، فالناس يدخلون إلى الجنة بعملهم الصالح وبرحمة الله لهم، ويخرج العُصاة من النار تباعاً بعدل الله وقدرته ورحمته .
3-إن صفة الغضب الإلهي واللعن صفة عارضة غير مستمرة، بخلاف العدل والحكمة والرحمة فهم مستمرين، وذلك يقتضي تحديد العقاب، وفناء النار، وخروج أهلها برحمة الله الواسعة إلى الجنة في نهاية المطاف، فالعدل والرحمة أصل ، والغضب واللعن ظرف راهن .
4- مفهوم التعويض للناس عما أصابهم في الحياة الدنيا من المصائب ، فالإنسان المظلوم يأخذ حقه كاملاً مضاعفاً حتى يرضى، ويذهب من نفسه الضيق والحزن، ويُعاقب اللهُ الظالمَ بما يستحق ، فيتم شفاء غليل نفس المظلوم، وبعد ذلك ينتفي عن المظلوم صفة وقوع الظلم عليه لأخذ حقه مادياً ونفسياً، وفي هذه المرحلة يرجع الأمر إلى مشيئة الله وعلمه وحكمته وعدله ورحمته، فيفعل ما يريد، ليس لأحد بعد تحقيق العدل والتعويض عن الضرر وحصول الرضا من قبل المظلوم من حق بالاعتراض أبداً على رحمة الله )إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لّمَا يُرِيدُ( ( هود107)
5- لم يأت أي نص يخبر عن المكوث في الجنة بصيغة زمنية محددة، بينما أتى في الإخبار عن المكوث في النار بصيغة زمنية محددة . قال تعالى:)لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً ((عم 23)، وكلمة أحقاب: جمع كلمة (حقب)، التي تدل على مجموعة زمنية طويلة جداً ، ولكن في النهاية هي محدودة من حيث الكم ، ومجموع المحدودات محدود ضرورة ، بينما اللانهاية لا تُجمع ! .
وقال: )وَأَمّا الّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ النّارُ كُلّمَآ أَرَادُوَاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النّارِ الّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ )(السجدة20) ، انظر إلى فاعل كلمة (يخرجوا) وهم أهل النار، ولم ينف النص إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد بإذنه، وانظر إلى كلمة (ذوقوا ) ؟ وهي كلمة تدل على تناول بعض الشيء لاختباره ، فهي تدل على المدة المحدودة ، ولم تُستخدم هذه الكلمة لأهل الجنة أبداً.
6- انظر إلى دلالة النص الذي يتكلم عن إرادة أهل النار في الخروج ونفي ذلك عنهم {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة167، فكلمة (خارجين) اسم فاعل، وهي تدل على إرادة أهل النار الخروج من تلقاء أنفسهم من شدة العذاب، فنفى الله عنهم تحقيق مرادهم، ولم ينف إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد، انظر إلى النص التالي الذي يتكلم عن أهل الجنة{لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ }الحجر48، فمن الطبيعي أن أصحاب الجنة لا يريدون الخروج ولا يطلبونه لأن الأصل في الثواب والعطاء التمليك والاستمرار، لذا؛ أتى النص بكلمة ( مُخرجين) لتدل على نفي إخراجهم من قبل الله.
7- انظر إلى دلالات الكلمات المستخدمة في دخول أهل النار إلى النار،وكيف أنها لا تدل لساناً على اللانهاية للحدث :
أ-مكث :تدل على توقف وانتظار
ب- لبث : تدل على مجرد السكون والتجمع والالتصاق في الشيء .
ت-أوى : تدل في عمومها على ميل الإنسان إلى مكان والدخول فيه ليحصل على الحماية، ولذلك يأوون الكفار إلى النار ليتخلصوا من شعورهم بالخزي الذي يحرق قلوبهم !.
ث-خلد : كلمة تدل على ارتخاء وحركة متصلة لازمة منتهية بدفع شديد . نحو خلد زيد إلى الأرض . إذا التصق بها بشدة .
ج-أبد : تدل في عمومها على الزمن الطويل الممتد، ولكن في النهاية هو محدود ضرورة إلا بقرينة تعطيه صفة الامتداد .
اشتراك بعض الكلمات لأهل الجنة وأهل النار في الاستخدام مثل ( خالدين، أبداً، مأوى..) الضابط لها هو: أن العدل والرحمة أصل، والغضب واللعن ظرف، أي الثواب دائم، والعقاب مؤقت، والجنة دار السلام والمقام، والنار دار البوار والهلاك، وأهل الجنة لن يُخرجهم أحد منها، بينما أهل النار لا يخرجون بإرادتهم ، وإنما يخرجون بالعفو الإلهي والرحمة التي وسعت كل شيء بعد تحقيق العدل ، والوعد لابد من تحقيقه لأصحاب الجنة، والوعيد متعلق بمشيئة الله إن شاء فعل ، وإن شاء عفا، فهو الملك القاهر العادل الحكيم الرحيم الحي القيوم القادر على كل شيء.
9- دلالة النص {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71
فحسب سياق النص والآيات التي قبله وبعده متعلقة بإحضار المجرمين إلى قرب النار جاثيين، ورؤية المؤمنين لهم، كما أن دلالة كلمة ( ورد) غير دلالة كلمة ( دخل)، فالنص يتكلم عن عملية ورود وليس دخول، وهي تدل على العرض والحضور والمجيء وماشابه ذلك، ومن ثم نجاة المؤمنين من النار ودخول المجرمين فيها.
10- ودلالة النص {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80، لايوجد فيه نفي خروج أهل النار، وإنما يدل على أن الكافرين يظنون أن المكوث في النار هو بضع أيام، وسوف تمضي بسهولة، فيخبرهم النص أن هذا القول هل كان نتيجة أخذكم من الله عهداً ، أم تقولون على الله ما تعلمون، إن العذاب والمكوث في النار أكثر مما تعتقدون بكثير، والعذاب شديد ومهول، ومثل ذلك كمثل من يقول إن مدة عقوبة جريمة القتل بضع أيام، وبالتالي يستسهل الجريمة، بينما الواقع غير ذلك تماماً فقد تصل العقوبة إلى الإعدام.



ابنتي الغالية

لاحظي أن آيات الخلود في النار تأت بصيغة اسم فاعل دائماً )خالدون (، ولم تأت ولا مرة واحدة بصيغة (مُخَلدون )، وهذا يدل على أن صفة الخلود تكون منبثقة من إرادة الإنسان الكافر، وذلك لشعوره بالخزي والعار فيسارع إلى الخلود إلى النار ليطفئ نار الخزي والندم والألم النفسي الملتهب في داخله ، وذلك من باب تغطية الألم بألم أشد منه، نحو استخدام الكي في النار لتغطية ألم نفسي أو جسمي ! وهذا لا يعني عدم وجود الألم والعذاب في النار الذي يدفعهم إلى إرادة الخروج منها ، فهم يخلدون إلى النار للخلاص من الألم النفسي، وعندما يدخلونها يجدون ألماً أشد منه فيريدون الخروج منها فلا يستطيعون، ويمكثون في النار إلى أن تَطْهُر نفوسهم الخبيثة النجسة، فإذا طَهُرَت نفوسهم، وذلك يكون بعد أن أدوا عقوبتهم كاملة، وتحقق العدل الإلهي فيهم، انتفى وجود المبرر لبقائهم في النار بعد أن صارت نفوسهم طاهرة، فتسعهم رحمة الله ، ويخرجون بالأمر الإلهي العفو والرحمة، فيخرجون من النار إلى الجنة، ولكن بالحد الأدنى منها، لانتفاء العمل الصالح عنهم في دار الامتحان، وسوف يرضون بذلك، ويشعرون في قرارة أنفسهم بالكرم والعطاء الإلهي العظيم، لأنهم يعلمون أنهم لم يحصلوا على ذلك بعملهم وطاعتهم لله ، ومثل ذلك كمثل ملك أصدر قراراً بالعفو عن مجرم بعد انتهاء نصف عقوبته المحددة له، فمجرد فعل العفو بحد ذاته هو كرم ورحمة، فما بالك إذا رافقه عطاء !! هل يظن أو يتساءل المجرم عن قلة أو كثرة العطاء؟ وهل يعتقد أن العطاء حق له؟ أم يرضى بأي شيء وهو مسرور به لأقصى الحدود لعلمه في نفسه أنه لا يستحق ذلك أبداً .
مفهوم الخلود غير السرمدية
أما النصوص الأخرى التي تدل في ظاهرها على المكوث اللانهائي مثل ]إنَّ الذين كَذَّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفَتَّح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط [الأعراف40،فينبغي أن تُفهم على ضوء المنظومة العامة للمفهوم ، وعدم تحميل الكلمات دلالات لا تحتملها، فمفهوم اللانهاية لا يدل عليه أي كلمة مما تم استخدامه في النصوص المتعلقة بدخول النار والمكوث فيها، مع العلم أن اللسان العربي يحتوي على كلمة تدل على الاستمرار اللانهائي في اتجاه واحد فقط، وهي كلمة(سرمد ) التي تدل على بدء الشيء واستمراره على ما هو عليه إلى ما لانهاية لذلك نقول:الله أزلي في وجوده، وسُرمدي في بقائه. ولم يتم استخدام كلمة ( سرمد ) لأهل النار أبداً، مع استخدامها في النص القرآني مُقيدة )قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ الْلّيْلَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ&قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ النّهَارَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ )(القصص 71-72 ).وقد يقول قائل: ولم تُستخدم لأهل الجنة أيضاً. وأقول: لأن استمرار أهل الجنة في الجنة تحصيل حاصل، فكما ذكرت سابقاً الثواب والعطاء دائم ومستمر، فَمَن مِن الناس يظن أن جائزته التي حصل عليها مؤقتة؟ ولو سأل المانح لها عن حقه في امتلاكها أو استمرارها لضحك الناس منه!، بخلاف سؤال المعاقَب عن مدة انتهاء عقوبته ،فهو سؤال مشروع وحق له.





رد مع اقتباس
قديم 2012/12/31, 03:02 PM   #5
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

نعم شيخي ...ولكن مامعنى قوله عز وجل في سورة النساء آية 57 (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا... ) خلود اهل الجنة ؟؟ هل هو ابدي سرمدي ؟؟؟ ام له نهايه ؟؟؟ وان كان سرمدي الا يتعارض ذلك مع صفات الله عز وجل كالازليه والسرمديه ؟؟ وجزاك الله خير شيخي


رد مع اقتباس
قديم 2013/01/01, 11:05 AM   #6
الشيخ البدري

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 232
تاريخ التسجيل: 2012/06/29
الدولة: ارض الله الواسعة
المشاركات: 3,294
الشيخ البدري غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ البدري is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ البدري
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين [ مشاهدة المشاركة ] نعم شيخي ...ولكن مامعنى قوله عز وجل في سورة النساء آية 57 (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا... ) خلود اهل الجنة ؟؟ هل هو ابدي سرمدي ؟؟؟ ام له نهايه ؟؟؟ وان كان سرمدي الا يتعارض ذلك مع صفات الله عز وجل كالازليه والسرمديه ؟؟ وجزاك الله خير شيخي


لمفترض أن صفات الله تعالى تفترق عن صفات المخلوقين من ثلاث جهات:

1- أزلية وأبدية صفات الله، بينما صفات المخلوقين مؤقتة.

2- وجوب صفات الله، بينما جواز صفات المخلوقين.

3- غنى الله في صفاته عن خلقه، بينما ضرورة احتياج الخلق في استمداد صفاتهم من الله.

وإذا نظرنا إلى أية جهة من هذه الجهات علمنا بالضرورة أن "أبدية" و "خلود" أهل الجنة والنار فيهما إنما هما مستمدان من الله ومحتاجان في هذه الأبدية والخلود إلى الله، بينما الله تعالى غير محتاج في آخريته إلى غيره؛ فظهر الفارق والله أعلم.
فلا تعارض ابدا

فكلامك
خلود اهل الجنة ؟؟ هل هو ابدي سرمدي ؟؟؟ ام له نهايه ؟؟؟
ونقول
فهو سرمدي ولا يتعارض مع صفات الله ابدا هذا معنى وهذا معنى



التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ البدري ; 2013/01/01 الساعة 11:30 AM
رد مع اقتباس
قديم 2013/01/01, 11:18 AM   #7
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

شكرا شيخي جزاك الله خير الان وضحت الفكره


رد مع اقتباس
قديم 2013/01/01, 11:35 AM   #8
الشيخ البدري

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 232
تاريخ التسجيل: 2012/06/29
الدولة: ارض الله الواسعة
المشاركات: 3,294
الشيخ البدري غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ البدري is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ البدري
افتراضي

اهلا ياسمين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر خلود رسالة الحسين عليه السلام تراب البقيع عاشوراء الحسين علية السلام 9 2015/10/10 01:11 AM
لماذا نحزن ونبكي على رسول الله وأهل بيته (عليهم السلام) مع أنهم في الجنة؟ اهات الانتظار عاشوراء الحسين علية السلام 6 2015/10/07 10:21 PM
دعاءيخلصك من النار أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار احمد الكعبي الادعية والاذكار والزيارات النيابية 15 2012/12/28 06:35 AM
حلوى سهله ولا اطيب جربوها وأحكموا صرخة سكينه مطبخ الاكلات الشهية 10 2012/09/18 10:36 PM
لكل ربة بيت.. قصر في الجنة!! اهات الانتظار بنات الزهراء 8 2012/09/14 12:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |