2016/03/17, 07:01 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
الإمام الصادق عليه السلام النموذج الماثل
بسم الله الرحمن الرحيم الإمام الصادق عليه السلام النموذج الماثل للبلد الطَّيِّب إنّ الإمام جعفر الصادق عليه السلام من تلك النبتة الفريدة التي نمت في أرض التوحيد الطيّبة. ولم تنفح آثاره العلميّة الهادية الشيعة فحسب، بل نفحت الأجيال البشـريّة برمّتها، ولم تُظَلِّل المدينة المنوّرة وحدها بل ظَلَّلت العالَم بأسره، ولم تقتصر على عصر واحد فقط، بل هي للعصور كلّها خالدةً إلى الأبد. ولِمَ ذاك؟ ذاك لأنّه عليه السلام معصوم، ولكلّ معصوم أبديّة كأبديّة القرآن الكريم ذي العصمة. ولكلمة كلّ فقيهٍ وفتواه وحكمه ورأيه حجّيّةً في حياته اعتباراً من الشيخ الطوسيّ والعلّامة الحلّيّ حتى آية الله البروجرديّ وآية الله الحكيم ومن شابههم، بَيدَ أنّ تلك الحجّيّة تسقط بموت هؤلاء الفقهاء، إذ إنّهم غير معصومين، وعلى الناس أن يقلّدوا المجتهد الحيّ الأعلم الجامع للشرائط، أمّا الآيات القرآنيّة الكريمة، والسنّة النبويّة الثابتة، والسيرة الإماميّة المسلّم بها فهي حُجّةٌ إلى يوم القيامة. قال آية الله السيّد على خان المدنيّ الشيرازيّ رفع الله رتبته في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام: وجعفر بن محمّد هو الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم. إلى أن قال: قال الشيخ المفيد: لم ينقل العلماء عن أحدٍ من أهل بيته مثل ما نُقل عنه من العلوم والآثار، فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل. وقال الشيخ كمال الدين بن طلحة الشافعيّ: أمَّا مَنَاقِبُهُ وصِفَاتُهُ فَتَكَادُ تَفُوتُ عَدَدَ الحَاصِرِ، ويَحَارُ في أنْوَاعِهَا فَهْمُ اليَقِظِ البَاصِرِ، حتى أنَّ مِنْ كَثْرَةِ عُلُومِهِ المُفَاضَةِ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ سِجَالِ التَّقوى صَارَتِ الأحْكَامُ التي لَا تُدْرَكُ عِلَلُهَا، والعُلُومُ التي تَقْصُرُ الأفْهَامُ عَنِ الإحَاطَةِ بِحُكْمِهَا تُضَافَ إلَيْهِ وتُرْوَى عَنْهُ .[7] وقال الذهبيّ في «الكاشف»: قال أبوحنيفة: ما رأيتُ أفقه منه. وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني من المنصور.[8] وعن عمرو بن أبي المقدام، قال: كنتُ إذا نظرتُ إلى جعفر بن محمّد علمتُ أنّه من سلالة النبيّين. وعن صالح بن الأسود، قال: سمعتُ جعفر بن محمّد يقول: «سَلُونِي قَبْلَ أنْ تَفْقِدُونِي فَإنَّهُ لَا يُحَدِّثُكُمْ أحَدٌ بَعْدي بِمِثْلِ حَدِيثِي».[9] قال العلّامة الجليل الشيخ محمّد حسين المظفّر: «وما كان فقهاء الشيعة عِيالًا عليه فحسب، بل أخذ كثير من فقهاء السُّنّة الذين عاصروه الفقه عنه، أمثال مالك، وأبي حنيفة، والسُّفيانِيَّينِ (سفيان الثوريّ، وسفيان ابن عُيَيْنَة)، وأيّوب، وغيرهم، كما ستعرفه في بابه، بل إن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة» (ج 1، ص 6) أرجَعَ فقه المذاهب الأربعة إليه. وهذا الآلوسيّ في «مختصر التُّحفة الاثني عشريّة»[10] ص 8 يقول: وهذا أبو حنيفة وهو بين أهل السنّة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: لَوْلَا السَّنَتَانِ لَهَلَكَ النُّعْمَانُ. يريد السنتين اللتين صَحب فيهما الإمام جعفر الصادق عليه السلام لأخذ العلم.[11] وقال أيضاً تحت عنوان «حياته العلميّة»: علُمه إلهاميّ. وقال في شرحه: لا فضيلة كالعلم، فإنّ به حياة الأُمم وسعادتها ورقيّها وخلودها، وبه نباهة المرء وعلوّ مقامه وشرف نفسه. ولا غرابة لو كان العلم أفضل من العبادة أضعافاً مضاعفة. لأنّ العابد صالح على طريق نجاة قد استخلص نفسه فحسب، ولكن العالم مصلح يستطيع أن يستخرج عوالم كبيرة من غياهب الضلال، وصالح في نفسه أيضاً، وقد فتح عينيه في طريقه. ومَن فتح عينه أبصر الطريق. وليس في الفضائل ما يصلح الناس وينفعهم ويبقى أثره في الوجود مثل العلم، فإنّ العبادة والشجاعة والكرم وغيرها إذا نفعت الناس فإنّما نفعها مادام صاحبها في الوجود، وليس له بعد الموت إلّا حسن الاحدوثة. ولكن العالم يبقى نفعه مادام علمه باقياً، وأثره خالداً. وقد جاء في السُنّة الثناء العاطر على العلم وأهله، كما جاء في الكتاب آياتٌ جمّة في مدحه ومدح ذويه. وهذا أمر مفروغ عنه، لا يحتاج إلى استشهاد واستدلال. نعم، إنّما الحقّ في أنّ هذا الثناء خاصّ بالعلم الدينيّ وعلمائه، أو عامّ لكلّ علم وعالم؟! أعتقد بشكل قاطع أنّه مختصّ بعلم الدين وعلمائه. والأحاديث قد صرّحت به. وكفى من الكتاب قوله تعالى: {إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ**[12]. وقد لا تجد خشيةً عند علماء الصنعة وما سواهم غير علماء الدين، بل إن بعضهم قد لا تجده يعترف بالوجود أو بالوحدانيّة. و ما استحقّ علماء الدين هذا الثناء إلّا لأنّهم يريدون الخير للناس ويسعون له ما وجدوا إليه سبيلًا. ومتى كانوا وجدتَهم أدلّاءَ مرشدين هداةً منقذين. وعلم الدين إلهاميّ وكسبيّ. والكسبيّ يقع فيه الخطأ والصواب والصحيح والغلط. وغلط العالم وخطؤه يعود على العالم كلّه بالخطأ والغلط، لأنّ الناس أتباع العلماء في الأحكام والحلال والحرام، والله جلّ شأنه لا يُريد للناس إلّا العمل بالشريعة التي أنزلها، والأحكام التي شرّعها. فلا بدّ من أن يكون في الناس عالم لا يُخطئ ولا يغلط، ولا يسهو ولا ينسى، ليرشد الناس إلى تلك الشريعة المنزلة منه جلّ شأنه، والأحكام المشرّعة من لدنه سبحانه، فلا تقع الامّة في أشراك الأخطاء وحبائل الأغلاط، ولا يكون ذلك إلّا إذا كان علم العالم وحياً أو إلهاماً. مستخرج من كتب وآثار آية اللـه العلاّمة السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدّس سرّه hgYlhl hgwh]r ugdi hgsghl hgkl,`[ hglheg hghlhl hgwh]r |
2016/03/20, 07:31 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
أحسنتم نشرا
بارك الله بكم وجعلها في ميزان حسناتكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الامام الصادق |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نصوص الإمام الصادق(عليه السلام) على إمامة موسى الكاظم(عليه السلام) | شجون الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 1 | 2015/05/13 04:10 PM |
( الإمام الصادق عليه السلام ) قوله عز وجل : " والفجر : هو القائم عليه السلام | عاشق نور الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2013/07/08 06:20 PM |
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : | عاشق نور الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2013/06/15 11:24 AM |
الأمام الصادق(ع) كان يلعن النواصب في كل دبر صلاة فهل ستحاكم الإمام الصادق عليه السلام | فدك-الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 9 | 2013/05/29 05:35 PM |
غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه السلام | قل هو الله أحد | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 8 | 2012/08/11 11:30 PM |
| |