Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/08/22, 01:20 PM   #1
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4414
تاريخ التسجيل: 2016/02/20
المشاركات: 1,006
ابو الحسن غير متواجد حالياً
المستوى : ابو الحسن is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو الحسن
افتراضي النص على الامام علي ع بالاسم في القران الكريم



النص على الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام في القرآن الكريم بالاسم

يقول الله تعالى في كتابه
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً }مريم41 ...{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً }مريم49{وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50
صدق الله العلي العظيم

إن أبرز وأشهر رأيين وتفسيرين لهذه الآية الكريمة هما:

الرأي الأول: وهو الرأي المتداول إذ أن الموجة هي لصالح الآخرين وهي إن قوله (وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً)، يعني ذكرا حسنا عاليا، على مر الأزمان. وهذا هو الرأي المشهور.
ولعل المزيج من الظلم والاضطهاد والإرهاب الفكري والسياسي والاجتماعي الذي تعرض له أتباع أهل البيت عليهم السلام، إضافة إلى العداء المستحكم، الذي تميز به خط الجاحدين لإمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه، والمنكرين لكل، أو للكثير من فضائله ومناقبه، كل ذلك كان هو الباعث ليتحول هذا الرأي إلى الرأي المشهور ولو تقية.
الرأي الثاني هو : (عَلِيّاً) اسم علم، وليس صفة، أي ليس صفة للسان الصدق.(تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج2، ص51، سورة مريم).
قال: ( جعلنا لهم أمير المؤمنين عليا) بتغيير المفعول الأول: أي (لِسَانَ صِدْقٍ) أو هو كما لو قال (وجعلنا لهم لسان صدق محمدا) بتغيير المفعول الثاني، أو الحال، مع أنه لو كان فرضا (محمد) كان يحتمل (الصفتية) أي محمودا، و(العلمية) أي الاسم الخاص والعلم المحدد للذات النبوية الشريفة.
أي أن (عَلِيّاً) ههنا علم، وليس صفة وهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، بمعنى أن الله قدر أن يكون (امتداد آثار النبوة) ولسان صدق لأولئك الأنبياء العظام، متجسدا في (أهل بيت) رسول الله صلى الله عليه وآله منذ البعثة النبوية الشريفة وإلى مديات المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، حتى يوم الظهور المبارك، بل حتى يوم القيامة، بل حتى في يوم الحشر الأكبر وذلك عبر وعن طريق سيد الأوصياء الإمام علي بن أبي طالب وبضعة الرسول الأعظم الزهراء الحوراء، ثم عبر السلسلة النورية المباركة التي نتجت عنهما أي عبر: الإمام الحسن، والإمام الحسين، والإمام السجاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق، والإمام الكاظم، والإمام الرضا، والإمام الجواد، والإمام الهادي، والإمام العسكري، والإمام الحجة المهدي المنتظر (صلوات الله وسلامه عليهم جميعا).
اي يكون المراد أن إبراهيم عليه السلام لم يطلب من الله تعالى مجرد (الذكر الحسن)، وإنما طلب ما هو الأكمل والأسمى والأفضل وهو: أن يكون امتداده إلى يوم القيامة عبر هذه السلسة النورية، التي تخلد له (الذكر الحسن) إلى ابد الآبدين.

تسعة أدلة قرآنية على أن (عَلِيّاً) في الآية هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب


1- اللسان يُكنى به عن الشخص عادة

الشاهد الأول: وهو من المفردات نلاحظه في آية: {َجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50 فإن كلمة (لِسَانَ ) عادة يُكنى بها عن الشخص، إذ أن المعنى الحقيقي ليس هو المراد في الآية كما هو واضح، إذ لا يقصد: جعلنا لهم هذا اللسان أي القطعة من اللحم الموجودة في الفم، لأن هذا غير مراد قطعا.
فالمراد هو: المعنى المجازي لا الحقيقي للسان، ولكن ماهو المعنى المجازي هنا؟
فإنه يحتمل أن يراد به (شخصا ذا لسان صدق) كما نستظهر، ويحتمل أن يُيراد به (الذكر الحسن) كما تقولون، ويقول به جمع من العلماء.
لكن المشكلة والإشكال في هذا الاحتمال هو أن (اللسان) لا يكنى به عن الذكر الحسن عادة، وإنما يُكنى به عن الشخص عادة، تقول: (فلان لساني الناطق) أو (لساني في القوم)، هكذا يقولون عادة، فـ {لِسَانَ صِدْقٍ} يعني شخصا ذا لسان صدق، انتم ابحثوا في الأعراف وستلاحظون أنهم لا يكنون عن المعنى أي السمعة والذكر الحسن باللسان، وإنما يكنى به عن الشخص، تقول: (فلان هو لساني الناطق، أو يدي الباطشة، أو عيني الناظرة)، ولا تقول فيما إذا أردت بيان: إن سمعتك حسنة، (إن لسانك حسن).
فهذه هي القرينة الأولى: أن (اللسان) يُكنى به عن الشخص عادة، وإذا أرادوا (الذكر الحسن)، فإنهم يقولون: (سمعة حسنة أو جيدة) مثلا، ولا يقولون: لسان حسن أو جيد.
والأمر في الطلب والدعاء كذلك ظاهرا، إذ تطلب: (رب اجعل لي سمعة حسنة) ولا تقول: (رب اجعل لي لسانا حسنا) قاصدا سمعة حسنة. والكلام في الاستظهار وليس الامتناع للقسيم.
سلمنا فرضا لكن نقول: لو ثبت الإمكان والحسن، فإنه لا مانعة جمع من إرادتهما معا، فإنه لا تنافي بينهما، كظهر وكبطن، بل كمصداقين أو صنفين للكلي فإنه على تقدير صحة وحسن التكنية عن الشخص باللسان، فإن الأشمل والأكمل والأفضل في طلب إبراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام) - {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 - أن يطلبهما معا أي أن يطلب شخصا من ذريته يكون ذا لسان صدق وأن يطلب السمعة والذكر الحسن، وأن يكون إجابة الطلب - {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50 - بأن يمنحه الله تعالى الحُسنيين معا، ومن الروعة والجمال أن يجمعهما إبراهيم (على نبينا وآله وعليه السلام) في طلبه والله تعالى في إستجابته وهبته، في جملة واحدة، فإن خير الكلام ما قل ودل، وقد اسهبنا في "مباحث الأصول كتاب القطع" وفي كتاب "قاعدة الملازمة بين حكمي العقل والشرع" وكتاب "الضوابط الكلية لضمان الإصابة في الأحكام العقلية" في الحديث حول الوجوه المتصورة للجمع بين الباطن والظاهر، ولإرادة أكثر من معنى من لفظ واحد، كما برهنا إمكانه، فليلاحظ، وليتأمل.

2- اللسان لا يوصف بـ (علي) عادة

القرنية الثانية: إن (اللسان) لا يوصف بـ (علي)، ذلك أن اللسان قد يوصف بـ(طويل)، فيقال: فلان لسانه طويل، لكن هل سمعت احدا يقول: (فلان لسانه علي)؟ إنني لم أسمع، وبحثت فما وجدت، فإذا أحد سمع فاليخبرنا، ونحن كلنا عرب ولله الحمد، وعندنا كتب اللغة، وعندنا العرف، هل سمعتم احدا يقول: (فلان لسانه علي)؟ إنهم يقولون: لسانه طويل، أو لسانه بذيئ مثلا، أو لسانه عذب، أما: لسان علي !! فليس من المعهود توصيف (اللسان) بـ (علي).
وفي الآية القرآنية الكريمة: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50 فإنه وحسب كلامك الذي تقوله: فإن {لِسَانَ صِدْقٍ}مريم50 يعني الذكر الحسن، والحال أن (اللسان) لا يُوصف بعلي، وهو مستبعد لغةٌ، كما لا يوصف (الذكر الحسن) بـ (علي) أيضا.
والحاصل هو: أن القرينة الأولى، هي كلمة (لسان) نفسها، إذ أن اللسان يُكنى به عن الشخص، وليس عن المعنى عادة، حتى لو فرض أنه ليس مستقبحا، أما القرينة الثانية فقد يقال: إنها تنتج (قبح إرادة الصفة) فإن (عليا) لا يطلق على اللسان ولا يُوصف اللسان بالعلي، وإنما يوصف بالعذب، أو ما أشبه ذلك من الألفاظ، فتأمل والله العالم..

3- (جعلنا) هنا، هي نظير (اجعل لي وزيرا)

القرنية الثالثة: ترتكز على كلمة {وَاجْعَل} {وَجَعَلْنَا} في قوله تعالى: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 وقوله: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50، حيث إننا عندما نتدبر في {وَاجْعَل} هذه، وعندما نقارنها بـ {وَاجْعَل} أخرى في القرآن الكريم، نرى الوزان، وزانا واحدا، والقرآن يٌفسر بعضها بعضا، فلاحظوا الآية القرآنية الكريمة الأخرى: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي}{هَارُونَ أَخِي} طه30
ولو كانت الآية هكذا: (واجعل لي وزيرا من أهلي عليا)، فهل يصح لواحد أن يقول: (عليا)، يعني عاليا؟ مع أنه ممكن نقول له: كلا، لأن الوزير لا يُوصف بالعالي والعلي، صحيح أم لا؟ كما أن اللسان لا يُوصف بـ (عاليا) و(عليا): {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي{31} ..
وفي آيتنا الشريفة فإن: {لِسَانَ صِدْقٍ} تعادل: {َوَزِيراً} في: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي} و: (عليا) تعادل {هَارُونَ أَخِي}، لاحظوا السياق، ولاحظوا البيان، (اجعل) أو (جعلنا) {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي}{هَارُونَ أَخِي} طه30، وهنا يقول: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50 فهذه تقابل تلك، وهذه هي القرينة الثالثة في الآية القرآنية الشريفة.

لفته لطيفة
وجعلنا لهم لسان صدق عمر!
وإليكم هذه اللفتة اللطيفة قبل التطرق للقرائن الأخرى، لاحظوا، فلو أن هذه الآية القرآنية الكريمة كانت فرضا هكذا: (ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عمر)! فما الذي كان سيحدث؟ كانوا يملأون الدنيا ضجيجا وعجيجا بأن المراد به (ابن الخطاب)، وأن (عمر) هنا اسم علم وليس صفة أي (عامرا)، لأن اللسان لا يوصف بـ (العامر)! فكيف (باؤكم) المتوهمة تجر و(باؤنا) الحقيقية لا تجر؟! ولكن لأن تلك مكرمة لـ (علي بن أبي طالب عليه السلام) فيجب أن يُقصقص اسمه المبارك، ويجب أن يعمل فيه مقص الرقيب!

4- (المفعول) لـ "وهبنا لهم من رحمتنا"

القرينة الرابعة: وهي قرينة لطيفة، تتجلى بعد التدبر في أن (المفعول به) أين هو؟ فإن الاية الكريمة تقول: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا}، فإن الله تعالى في الآيات السابقة، واللاحقة ذكر المفعول به، لكنه في هذه الآية لم يذكره، لماذا، لكي يُلفت انتباهك إلى أن هناك أمرا ما، وأنه يوجد نوع من التغيير، فلابد من التعرف عليه وعلى السر وإكتشافه..
لاحظوا الآيات السابقة: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ}مريم49 ماذا؟ {ِإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}مريم49 هذه هي الآية السابقة، إذن الموهوب هو (إسحاق، ويعقوب)، وهو المفعول به وهو مذكور، ثم في الآية التي تأتي بعدها: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً}مريم53، فـ {َخَاهُ هَارُونَ}مريم53 هو المفعول به، لكن في آيتنا (المفعول به) أين هو ؟ ليس بموجود ظاهرا، {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا}مريم53 ماذا وهبنا ؟ المفعول ليس بموجود، لماذا؟
وأجيب - كاحتمال والله أعلم - لأن هذا الجواب له أجوبة أخرى، وقد تكون تلك الأجوبة أيضا محتملة، ولكنها تدل على المقصود أيضا، إذا وصلنا إليها بإذن الله تعالى ..
والاحتمال هو: إن {عَلِيّاً} المذكور في آخر الآية القرآنية الكريمة هو المفعول به للجملتين، يعني: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} أي: (ووهبنا لهم من رحمتنا "عليا" وجعلنا لهم لسان صدق عليا)، وهذه قاعدة نحوية معروفة، أشار إليها ابن مالك بقوله:
إن عاملان اقتضيا في اسم عمل
قبل فللواحد منهما العمل
إذ أحيانا يتوارد عاملان على مفعول واحد، وقد أُستغني بذكر المفعول به اخيرا عن تكراره مرتين أو مرارا، فإنه نوع جمال وبلاغة، وذلك كما تقول: أكرم وأطعم زيدا، بدل أكرم زيدا وأطعم زيدا، فـ(زيدا) في الجملة الأولى هو المفعول به، لفعلي الأمر كليهما، وفي الآية فإن {وعَلِيّاً} مفعول به للجملتين، أي لـ{وَوَهَبْنَا} ولـ{وَجَعَلْنَا لَهُمْ}، وذلك كما تقول في مثال آخر: وهبت له وجعلت له خليفة، فإن هذه الجملة صحيحة وبليغة، لكنها في الواقع تتركب من جملتين.
بل نقول: إنه ليس من البلاغة أن تكرر المفعول، مثلا: لك أن تقول: وهبت لك المال، وأجزت وأبحت لك مطلق التصرف بالمال، لكن الأفضل أن تقول: وهبت لك وأبحتك المال، أو ما أشبه ذلك، فالأفضل عند توارد العاملين، أن لا يكرر المفعول في كل الجمل، وإنما يترك للجملة الأخيرة.
وفي الآية الشريفة يبقى الاستفهام: أين المفعول؟ والحال أننا نجد في الآية السابقة المفعول موجودا: {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ}مريم49، لكن في هذه الآية: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا}مريم50، لا نرى ذكرا للمفعول. ولا يتوهمن متوهم أن {مِّن رَّحْمَتِنَا} مفعول، فإن الجار والمجرور لا يقعان مفعولا به، والتقدير على خلاف الأصل.
إضافة إلى أن الآية 53 اللاحقة يتضح منها أكثر، أن المفعول أمر آخر، وليس {مِّن رَّحْمَتِنَا} مفعولا والآية 53 هي: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً}مريم53 لكن هنا: نجد فقط {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا}مريم50 فما هو الموهوب والمفعول به {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا}؟ سكوت: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50، وحيث إن الفعل لابد له من مفعول، فلعل المفعول هو {عَلِيّاً} في آخر الجملة، كما هو مفعول {وَجَعَلْنَا}، أو هو {لِسَانَ صِدْقٍ} و {عَلِيّاً} بدل منه.
وعلى أي تقدير، فإن سياق {وَهَبْنَا} في الآيات السابقة واللاحقة يؤكد أن مفعول {وَهَبْنَا} هو (شخص معين) وليس معنى وصفة، فيراد بـ{لِسَانَ صِدْقٍ} أيضا الشخص كما سبق تفصيله، ويكون حاصل المعنى: (جعلنا لهم شخصا ذا لسان صدق وهو علي عليه السلام).
نعم، يحتمل أن يكون مفعول {وَوَهَبْنَا لَهُم} محذوفا مقدرا، وهو (رسول الله) كما في الرواية التي تقول:
{وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا} (رسول الله) {ووَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} بل لو تم سند الرواية فإن هذا هو المتعين.
وعلى هذه الرواية أيضا قد يقال: إن ذلك شاهد على أن (عليا) هو علي بن أبي طالب، لأنه شَفْعُ رسول الله وخليفته ونائبه، والقائم بكل شؤونه وأموره، فكان المناسب أن يقول جل اسمه في مقام الامتنان على إبراهيم، إنه تعالى (وهبه) رسول الله و(جعل له) عليا كلسان صدق.
ويؤيد ذلك أن (جعلنا لهم) هنا تطابق كلمة (جعل) في آية استخلاف موسى لهارون: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي}طه29، حيث استخدمت (جعل) متعدية لمفعول هو شخص وليس صفة، أي استخدمت في خصوص الخليفة والوزير والنائب المطلق، وكذلك قوله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}.

5- السياق يشهد بأن (عليا) علم وليس صفة

القرينة الخامسة: هي (السياق) فإنه أيضا يدل على أن {عَلِيّاً} هنا علم وليس صفة، لكن كيف؟
نجيب: لأن السياق في هذه الآيات القرآنية الكريمة هو سياق الحديث عن (الأشخاص)، وليس سياق الحديث عن (المعاني)، لاحظوا الآيات الشريفة في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{41} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً{43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً{44} يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً{45} قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً{46} قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً{47} وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً{48} فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً{49} وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}.
في هذه الآيات كلها الحديث عن الأشخاص، فإن الآية السابقة مباشرة هي {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} وهي الآية 49 بعدها تأتي آيتنا: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} وهي الآية 50 ثم تجد الحديث كله عن أشخاص في الآية اللاحقة مباشرة هي: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} وهي الآية 51 ثم في الآية 53: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً} وبعدها الآية 54: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} كما أن مطلع هذه الآيات كلها كان حديثا عن (الشخص) أيضا حيث تبتدأ بالآية 41: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً}.
إذن: هذه هي القرينة العامة في هذه الآيات القرآنية الكريمة وهي السياق، فإن السياق هو سياق الحديث عن الأشخاص، وليس حديثا عن المعاني، فيكون السياق شاهدا على أن {عَلِيّاً} في: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} المراد به العلم والشخص، وليس الصفة..

6- (التوازن) بين جناحي اسماعيل واسحاق عليهما السلام

القرينة السادسة: إنه قد يقال أن هذه الآيات القرآنية الشريفة لا يوجد فيها حسب تفسيركم (توازن) كيف لا يوجد توازن ؟!
توضيحه: أن الله تعالى ذكر (إسحاق)، وذكر (يعقوب)، كامتداد له من أنبياء بني إسرائيل، لكن أين (إسماعيل)، وأين امتداده وهو النبي صلى الله عليه وآله أو أي واحد من ذريته؟
فأين التوازن بين (الجناحين) في هذه الآية القرآنية الكريمة؟ وأين جد النبي، أو أحد أحفاد إبراهيم من إبنه الآخر إسماعيل؟ إن الذي نقوله ونذهب إليه بمقتضى عدد من روايات أهل البيت (عليهم سلام الله) يتحقق به (التوازن) ويتم، أما غيره فلا توازن ويجب أن تبحث عن حل، فإن النبي إبراهيم (على نبيتا وآله وعليه السلام) خلف من، خلف (إسماعيل) جد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وخلف أيضا (إسحاق)، وإسحاق ابنه من؟ ابنه يعقوب، وابن يعقوب هو لآوي على حسب بعض المؤرخين، ابن لآوي هو قاهاث وابنه عمران وابن عمران هو موسى (على نبينا وآله وعليهم السلام)، حسب بعض الروايات.
فإذن إسماعيل وصولا إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وآله هو الجناح الأول، والجناح الثاني: هو (إسحاق)، وإذا قلت: {ووَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} هذه صفة، أي: الذكر الحسن، فإن هذه السلسلة النورية من إسماعيل إلى النبي وأهل بيته عليهم السلام ومن عده الله تعالى نفس النبي - إشارة إلى قوله تعالى {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ }آل عمران61 - محذوفة بالمرة، والحال أن الفخر الأعظم لإبراهيم كان هذا الجانب، ولا شك في أن أولئك أيضا كانوا أنبياء عظماء، لكن الجناح الأعظم وهو الذي تضمن الرسول وأهل البيت عليهم السلام، أين هو !! ولكن حسب هذا الكلام الذي نقوله فإن التوازن موجود، والجناحان كلاهما قد ذُكرا لاحظوا جيدا يقول سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ}مريم49 ماذا صنعنا له؟ {وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} إذن، هذا هو جناح إسحاق ويعقوب فقط، ولا يوجد ذكر لأي واحد من الجناح الأعظم الآخر حسب تفسيركم، ولكن حسب التفسير الآخر الذي ذكرناه لهذه الآية فإن التوازن يتُم: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50 فلو كان المقصود من {عَلِيّاً} هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن التوازن يتم.
فإن (علي بن أبي طالب) هو أحد أعظم أحفاد إبراهيم، بل أعظمهم على الإطلاق بعد رسول لله صلى الله عليه وآله وهو نفس رسول الله بنص الآية الكريمة {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ }آل عمران61 فذكره ذكر لرسول الله أيضا، وبه يتم التوازن.
بل في ذلك من الروعة والجمال ما لا يخفى، إذ لعل ذلك يبعث على التساؤل: لماذا لم يذكر أيضا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ونبحث عن الجواب فنجده في قوله تعالى: {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ }آل عمران61 فقد تضمن ذكر (علي) فائدتين في الوقت نفسه وهو من معاجز الكلام.
ولو ذهبنا للتفسير الآخر وهو: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا} أي علي بن أبي طالب، كان التوازن أوضح لكونه صريحا، إذ قد ذكر الله تعالى من ذلك الجناح شخصين هما: إسحاق ويعقوب، وذكر من هذا الجناح شخصين هما: محمد وعلي (عليهم جميعا الصلاة والسلام).
ولا يقال: إن (إسماعيل) قد ذكر اسمه بعد ذلك في الآية 54 حيث قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }مريم54.
إذ يقال: أولا على حسب روايات عديدة وردت في المقام، فإن هذا هو (إسماعيل بن حزقيل) وهو نبي آخر وليس (إسماعيل بن إبراهيم).
ثانيا إن كونه إسماعيل بن إبراهيم خلاف (التوازن الداخلي والخارجي في الآيات) دققوا جيدا إذ أن التسلسل العام هو:
أ- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً }مريم41 ثم تحدث الله تعالى عن حواره مع أبيه (آزر) أي عمه وإنه عندما اعتزلهم وهب الله له إسحاق ويعقوب الآية 49 (وجعل له لسان صدق عليا) الاية 50.
ب- ثم قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً}مريم51.
ج- ثم قال: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }مريم54 ولو كان إسماعيل هذا هو إسماعيل بن إبراهيم لكان من المناسب أن يذكر قبل مضمون الآية 50، أي أن يذكر في ضمن ما أعطاه الله لإبراهيم جزاء على جهاده وإعتزاله القوم، أي عند قوله تعالى: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً}مريم49 الآية49 ويضيف: (ووهبنا له إسماعيل) مثلا، فإن الله وهبه هذين الإبنين وجعلهما نبيين، وهذا أنسب أيضا بمقام الامتنان، لا أن يذكر أنه وهبه إسحاق ويعقوب {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ} ثم يستمر في السياق العام لـ {وَاذْكُرْ} فيمر على موسى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً}مريم51 ثم يستمر في السياق العام ويقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ}مريم54 ثم يواصل السياق العام حتى بعد ذلك، فيقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً}مريم56 مما يعني ضمنا الإعراض عن ذكر إسماعيل في مقام ما وهبه الله لإبراهيم جزاءا على جهاده وإعتزاله القوم، والله العالم.

7- القرينة السابعة قوله تعالى: {لَهُم}

وربما أمكن الإستناد إلى قوله تعالى: {لَهُم} فإن طلب إبراهيم من ربه تعالى كان هو: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}الشعراء84 فقد طلب (لسان الصدق) في الآخرين (له) صلوات الله عليه.
لكن الله تعالى في استجابته لطلب إبراهيم لم يقتصر على مورد طلبه وحجم مطلوبه، بل أعطى لسان الصدق {لَهُم} أي لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، إذ يقول جل اسمه: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50، فماذا يعني ذلك؟
ربما يكون ذلك فيما يكون للإلفات إلى أن (المعطى) و(العطية الإلهية) كاانت أشمل مما طلبه النبي إبراهيم وأعمق، فإن طلب النبي إبراهيم حتى لو فرض أنه كان "الذكر الحسن" لكن الله تعالى (أعطاه وأبناءه وأحفاده): (الأفضل) وهو (التجسيد الأكبر) للسان الصدق وهو {عَلِيّاً} عليه السلام، فكان تغيير مرجع الضمير من {لَهُ} إلى {لَهُم} كأنه تمهيد للإلفات إلى أنه كما تغير (المعطى له) فقد تغير (المعطى) فكان أفضل مما طلب.
ويؤيد هذا الاحتمال: أن إسحاق ويعقوب عليهما السلام ليس لهما: {لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} بالمعنى المشهور من حسن الذكر الكبير بل إنه لإبراهيم فقط، فإنه أبو الأنبياء والمشهور والمتكاثر ذكره في كل مكان، دون إسحاق ويعقوب، فإن ذكرهما الحسن ليس بتلك المثابة، بل هما ككثير من الأنبياء، بل أقل ذكرا من أمثال (يوسف) و(موسى) فإين (الذكر الحسن) لإبراهيم، وأين (الذكر الحسن) ليعقوب وإسحاق على نبينا وآله وعليهم السلام؟
وبعبارة أخرى: واضح وضوح الشمس تحقق {لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} للنبي إبراهيم دون إسحاق ويعقوب، أي أن الفارق في درجة الذكر الحسن بين إبراهيم وبين إبنه وحفيده، كبير جدا.
فلعله تعالى أراد بإرجاع الضمير {لَهُم}، الإلفات إلى أن (لسان صدق عليا) لا يراد به المعنى المشهور لدى المفسرين، بل يراد به شخص علم هو علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه {لِسَانَ صِدْقٍ} لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، فإنه الوارث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكل الأنبياء والمحيي لهم ولذكرهم، ولولاه لاندثرت أسماؤهم وآثارهم، إذ لولاه لقلب (المنقلبون على الأعقاب) الأمور وأفنوا الدين والإسلام والشريعة ومناهج الأنبياء بأكملها.
ولذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}المائدة67
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنا مدينة العلم وعلي بابها"
رواه الحاكم والطبري والذهبي وابن حجر وابن عساكر وغيرهم.
والأدلة على أنه: لولا علي وذريته الأطهار وصولا للمهدي المنتظر (عليه وعليهم السلام) لأفنى قادة الانقلاب ضد الرسول الأعظم ثم أشباه معاوية والطغاة الدين كله ومحوا كل آثار الأنبياء - حيث حرفوا القرآن بزعمهم راجع البخاري، وراجع قول معاوية لا والله إلا دفنا دفنا، وغير معالم الدين وجعلها ملكا عضوضا - وقد ذكرها جمع من العلماء في كتبهم فلتراجع. (النص والإجتهاد لشرف الدين، وسيرة الرسول الأعظم للطائي وغيرهما).

8 - القرينة الثامنة طلب إبراهيم متعلق بالأشخاص لا المعاني

إن طلب إبراهيم بقوله {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 الظاهر أنه طلب يتعلق بعلاقته (بالأشخاص) لا (بالمعاني) فلنلاحظ الآيات 83 - 85 من السورة جيدا.
فالآية السابقة وهي الآية 83: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }الشعراء83 تتعلق بطلب النبي إبراهيم إلحاقه بالصالحين الذين مضوا أي (بمن قبلي من النبيين في الدرجة والمنزلة)، إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بـ(أشخاص) من (الماضي).
والآية اللاحقة وهي الآية 85: {وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء85، طلب النبي إبراهيم من الله تعالى لكي يكون من ضمن الأشخاص الذين يرثون جنة النعيم. إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بعلاقته بـ(أشخاص) من المستقبل البعيد، أي: ما بعد الدنيا.
وهذه الآية، وهي الآية 84: {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }الشعراء84 على القاعدة تكون طلبا يتعلق بشخص، أي لكي يكون له من ذريته من يكون له لسان صدق في الآخرين.
إذن، فالآية تتحدث عن طلب يتعلق بالمستقبل القريب أي في الدار الدنيا أي عن (شخص) أو (أشخاص) من المستقبل القريب، فهذه ثلاث حلقات متسلسلة..
قال الطبرسي في "مجمع البيان": (وقيل: إن معناه واجعل لي ولد صدق في آخر الأمم، يدعو إلى الله، ويقوم بالحق، وهو محمد صلى الله عليه وآله) وقد استظهرنا أنه طلبه كان ان يجعل عليا عليه السلام من ذريته، ولو قلنا بأن طلبه كان هو أن يجعل محمدا صلى الله عليه وآله من ذريته فنقول: ذلك لا ينفي ما نقول بل يؤكده، إذ قد اجابه الله تعالى بـ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50 لأن عليا هو نفس محمد صلى الله عليهما وآلهما بصريح آية {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ}آل عمران61.
وبعبارة أخرى: إن الله تعالى زاده على طلبه، فلأنه جعل له {عَلِيّاً} لسان الصدق وهو تلميذ محمد وامتداده وخليفته ووزيره ووصيه فقد جعل له (محمدا) لسان الصدق بطريق أولى.
بل يؤكد كون الحديث كله عن (العلاقة بالأشخاص)، الآية اللاحقية أيضا وهي الآية 86: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ }الشعراء86.

9- حسن ترجيح الراجل الأفضل

فإن (إبراهيم) من أعظم أنبياء الله تعالى، حكمة وعقلا وعلما ومعرفة، فلا يصح أن يطلب (الأقل) و(الأدنى)، ويترك (الأفضل) و(الأسمى) و(الأعلى)، خاصة وأنه أعلم من غيره بأن الله جواد كريم، يجيب دعوة الداعي، فكيف إذا كان نبيه إبراهيم.
و(الأدنى والأقل): هو أن يطلب مجرد (الذكر الحسن) في الأمم اللاحقة.
و(الأفضل والأسمى): هو أن يطلب (من يجسد الذكر الحسن) أي أن يطلب أن يكون من ذريته من يجسد كل القيم والفضائل ويحمل مواريث كافة الأنبياء، فيكون له به (الذكر الحسن) اضافة إلى عظيم الأجر بكونه ذرية صالحة له، وصدقة جارية له على امتداد الأزمان ومر العصور وكر الدهور.
ولا قياس بين الأمرين أبدا.
ولو فرض أنه طلب الأقل، فقد عدل الله تعالى به لفضله وجوده وكرمه إلى الأكثر.
وقد يُتساءل عن: سر طلب إبراهيم أن يكون (علي) من ذريته ولم يطلب أن يكون (محمد) من ذريته (لسان الصدق) له ؟
والجواب:
أولا: قد يقال: الظاهر أنه طلب الاثنين معا.
ويؤكده ما ذكرناه من الرواية في تفسير الآية: {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا}مريم50 رسول الله محمدا {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}مريم50 أمير المؤمنين عليه السلام.
ثانيا لو فرض أنه طلب أن يكون (علي) من ذريته، فلعله لأجل علمه - حسب اطلاع الله له - بكون علي وصي الرسول (صلى الله عليهما وآلهما)، فطلب هذا يستلزم طلب ذاك بشكل أولي، فقد طلبهما معا لكن بهذا اللسان.
ثالثا: ولعله لعلمه بكونه نفس النبي، لقوله تعالى {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ} فكان طلب أحدهما طلبا للآخر أيضا، قطعا.
رابعا ولعله كان تأدبا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وحياءا منه، لما يعرف من عظيم مقامه، فطلب ما يؤول إلى ذلك أيضا ودون تصريح.
خامسا: ولعله طلب ذلك، لأنه علم أن الإمامة من نسل علي بن أبي طالب عليه السلام إلى يوم القيامة، فقد طلب (الاستمرار) و(الفروع) التي يضمن بها (المبتدأ) و(الأصل) وهو رسول الله صلى الله عليه وآله.

المصدر
كتاب لماذا لم يصرح باسم الامام علي في القرآن الكريم
لآية الله السيد مرتضى الشيرازي









hgkw ugn hghlhl ugd u fhghsl td hgrvhk hg;vdl hgkw hgrvhk hg;vdl



توقيع : ابو الحسن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2016/08/22, 01:35 PM   #2
jazzaf14

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1195
تاريخ التسجيل: 2013/03/11
الدولة: kuwait
المشاركات: 1,659
jazzaf14 غير متواجد حالياً
المستوى : jazzaf14 is on a distinguished road




عرض البوم صور jazzaf14
افتراضي

احسنتم النشر وبارك الله فيكم


توقيع : jazzaf14
سألوني من اي الوجدان تكون
قلت من حب الى حب ادوم
قالو كم حبيب الى اليوم احببت
قلت هم اربعه عشر يكونون
قالو هل كرهت احدمنهم
قلت كيف اكرههم وانا على ارضهم اكون
قالو سم لنا اولهم ومن بعدهم
قلت هم فاطمة وابوها وبعلوها وبنوها
قالو قلت خمسه واين باقيهم
قلت تسعه من صلب الحسين واخرهم قائمهم

♥ ♥
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
قديم 2016/08/22, 10:28 PM   #3
معلومات إضافية
رقم العضوية : 4414
تاريخ التسجيل: 2016/02/20
المشاركات: 1,006
ابو الحسن غير متواجد حالياً
المستوى : ابو الحسن is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو الحسن
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jazzaf14 مشاهدة المشاركة
احسنتم النشر وبارك الله فيكم


احسن الله لكم اخي العزيز
ربي يحفضك


توقيع : ابو الحسن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام, النص, القران, الكريم, بالاسم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا لم يذكر اسم الامام علي \ع\ في القران الكريم ادركنايامهدي سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 6 2015/09/30 09:18 AM
تكلم راس الامام الحسين في القران الكريم بنت الصدر عاشوراء الحسين علية السلام 1 2015/09/21 02:29 PM
فضائل الامام علي في القران الكريم في كتب العامة عاشقة الحسين سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2013/09/18 01:26 PM
الامام الحسين (ع) في القران الكريم علي مولاي عاشوراء الحسين علية السلام 11 2013/02/11 10:25 AM
فضائل الامام علي في القران الكريم الجز2 عاشقة الحسين سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 7 2012/08/08 12:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |