سورة الدخان الحاج عامر الكاظمي

[رجل متواضع]

سورة الدخان الحاج عامر الكاظمي

سورة الدخان الحاج عامر الكاظمي



غ‍ سورة الدخان غ‍
مكية وهي تسعة وخمسون آية
ليلة القدر
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حم
وَالْكِتابِ الْمُبِينِ
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ، إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(1).
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ، فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، هذه الليلة المباركة هي (ليلة القدر)، بدليل قوله تعالى:
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(2).
لليلة القدر ثلاثة جوانب لا بد من البحث فيها:
1ـ إن القرآن نزل في ليلة القدر.
والقرآن: يحوي الأحكام الشرعية، ويحوي المفاهيم الصحيحة عن الكون والحياة والإنسان، ويحوي كل المقاييس والقيم العليا... فنزوله في (ليلة القدر) يعني شيئاً كثيرا، لأنها تكون ـ بنزول القرآن فيها ـ أشبه بـ(ليلة الدستور) في العرف القانوني، (وليلة الفلسفة) و(ليلة القيم)... وبصيغة واحدة: تكون (ليلة الفكر) التي فيها أخذ الفكر صيغته الدقيقة، وإطاره الكامل.
وبهذا المعنى، يكون لليلة القدر، مفهوم تاريخي ذكروي.
2ـ إن أقدار العباد تقدر فيها، فيكون كل قدر معلقاً قابلاً للمحو والإثبات، فإذا كانت (ليلة القدر) محي ما يمحى وأثبت ما يثبت، فأخذت أقدار العباد صيغتها الإيجابية، وقررت بشكل نهائي لا يقبل التمييز ولا يقبل المحو ـ لسنة كاملة.
ولعل تسمية الليلة بـ : (ليلة القدر) تعبر عن هذا المعنى، لأن القدر يقرر فيها. وهذا المعنى هو المعنى الظاهر، لقوله تعالى:
(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) أي: يتضح كل أمر محكم، لأن كل قدر ـ قبل أن يقرر التقرير النهائي، حيث يكون معرضاً للمحو والإثبات ـ فكأنه غير واضح، وكأنه في غبش وضباب، فإذا تقرر اتضح فأفرق.
وبهذا المعنى، يكون لليلة القدر مفهوم واقعي، ودلالة في حياة كل شخص، ومفهوم قائم مستمر إلى يوم القيامة. لأن في ليلة القدر، تقرر أقدار العباد لسنة كاملة.
ولذلك: جاء ـ في بعض ما يروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : (ليلة القدر مستمرة إلى يوم القيامة)(3).
3ـ إن العباد يقررون أقدارهم، هم أنفسهم، ليلة القدر.
هكذا... قيل. وفسر: بأن الصيام ـ حيث يقلل من الممارسات الجسمانية ـ يقوي جانب الفكر، فيساعد الإنسان على:
أ ـ رؤية أكثر وضوحاً وواقعية للأمور، فيستطيع تقييم الأشياء بشكل أدق وأوضح.
ـ بما أن شهر رمضان يدفع إلى الصيام في النهار والسهر بالعبادة في الليل، يكون شهر استجمام وتأمل تفكير، وخاصة: بالأسحار، حيث تهب الأنسام الحرة، فتحرك الفكر المطلق الحر.
ج ـ إن الصيام يؤدي إلى الصبر، لأنه تمرين على الصبر، فيزداد صبر الإنسان. ولأن الصيام يولد الصبر، عبّر عنه القرآن الكريم بالصبر في قوله تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ، وَالصَّلاةِ...)(4)، فقد فسر الصبر ـ في هذه ـ الصيام.
وبهذه الصفات الثلاث: (الرؤية الواضحة الموضوعية للأمور، والتفكير الحر المطلق، والصبر) يخطط الإنسان، ـ في ليلة من ليالي العشر الأخيرة من هذا الشهر ـ لمستقبله، فيكون قد قرر أقداره بنفسه.
واستدل لذلك:
1ـ بأن (ليلة القدر) هي إحدى ليالي العشر الأخير من الشهر، حيث يكون الإنسان ـ خلال العشرتين السابقتين ـ قد وصل إلى درجة كافية من الصفاء والتجرد. فيخطط في إحدى أمسيات العشر الأخير، فتكون ليلة قدره.
2ـإن ما ورد في بعض الحديث من: (إن لكل إنسان ليلة قدر) تختلف عن ليلة قدر غيره(5).
3ـ ما ورد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من: (أن ليلة القدر مستمرة إلى يوم القيامة)(6) فلا تختص بالليلة التي نزل فيها القرآن.
ويمكن الجواب عن كل ذلك:
1ـ أن كون (ليلة القدر) إحدى ليالي العشر الأخيرة، لا يعني أنها ليلة مرددة واقعاً.، وإنما يعني أن المعصومين (عليهم السلام) ما أرادوا تحديدها، حتى لا يعبد الله فيها فقط، وينصرف الناس في الليالي الأخرى عن العبادة، كما ورد في النص بذلك، وأن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يعرفون (ليلة القدر) أية ليلة هي؟ ولكنهم ما أرادوا تحديدها)(7).
2ـ إن ما ورد من: (أن لكل إنسان ليلة قدر)(8) يعني: أن كل إنسان يتقرب إلى الله في ليلة واحدة، فيتاح له فيها من الخشوع والتكرس أمام الله ما لا يتاح له في غيرها، وتكون هي ليلة قدره، أينما كانت من ليالي السنة ولو في غير شهر رمضان. لأن أهم خواص (ليلة القدر) هو: قرب المخلوق من الخالق، فإذا وجدت هذه الخاصة في أية ليلة بالنسبة إلى أي إنسان، كانت ليلة قدر له.
3ـ إن استمرار (ليلة القدر) لأنها تتكرر في كل سنة، وليست الليلة التي نزل فيها القرآن من السنة التي نزل فيها القرآن فقط، بحيث لا توجد في بقية السنين.
ونكمل تفسير ليلة القدر في تفسير (سورة القدر) إن شاء الله تعالى.
(1) سورة الدخان: (1 ـ 4).
(2) سورة القدر: آية 1.
(3) البرهان في تفسير القرآن ـ ج4 ـ ص488 ـ ط مؤسسة الوفاء.
(4) سورة البقرة: آية 45.
(5) وسائل الشيعة ـ ج 7 ـ باب(31) ـ ص256.
(6) البرهان في تفسير القرآن ـ ج4 ـ ص488 ـ ط مؤسسة الوفاء.
(7) البرهان في تفسير القرآن ـ ج4 ـ ص485 ـ ط مؤسسة الوفاء.
(8) وسائل الشيعة ـ ج 7 ـ باب(31) ـ ص256.

الدعاء لوالديكم ووالدينا ولشفاء المرضى ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء والأموات / محبي محمد وال محمد ص الطيبين الطاهرين

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم

---

s,vm hg]ohk hgph[ uhlv hg;h/ld

[الملكه]

بارك الله بكم

[مهندس حسين]

بارك الله بكَ أخي الغالي رجل متواضع
سلمت الانامل