Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/03/30, 12:18 AM   #1
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
Ert الإمام الثاني عشر : المهدي ابن الحسن المنتظر ( عليه السلام )

هو أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري الحجة ، الخلف الصالح ، ولد ( عليه السلام ) بسر من رأى ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين ، وله من العمر عند وفاة أبيه خمس سنين ، آتاه الله الحكم صبيا كما حدث ليحيى ، حيث قال سبحانه : { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } ( 1 ) ، وجعله إماما وهو طفل ، كما جعل المسيح نبيا وهو رضيع قال سبحانه عن لسانه وهو يخاطب قومه : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } ( 2 ) .
اتفق المسلمون على ظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم ، والجور ، ونشر أعلام العدل ، وإعلاء كلمة الحق ، وإظهار الدين كله ولو كره المشركون ، فهو بإذن الله ينجي العالم من ذل العبودية لغير الله ، ويلغي الأخلاق والعادات الذميمة ، ويبطل القوانين الكافرة التي سنتها الأهواء ، ويقطع أواصر التعصبات القومية والعنصرية ، ويمحي أسباب العداء والبغضاء التي صارت سببا
( 1 ) مريم : 12 .
( 2 ) مريم : 30 . ( * )
- ص 219 -

لاختلاف الأمة وافتراق الكلمة ، ويحقق الله سبحانه بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله :
1 - { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } ( 1 ) .

2 - { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } ( 2 ) .
3 - { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } ( 3 ) .
وتشهد الأمة بعد ظهوره ( عليه السلام ) عصرا ذهبيا لا يبقى فيه على الأرض بيت إلا ودخلته كلمة الإسلام ، ولا تبقى قرية إلا وينادى فيها بشهادة " لا إله إلا الله " بكرة وعشيا .
أقول : لقد تواترت النصوص الصحيحة والأخبار المروية من طريق أهل السنة والشيعة المؤكدة على إمامة أهل البيت ( عليه السلام ) ، والمشيرة صراحة إلى أن عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل ، وأن آخر هؤلاء الأئمة هو الذي يملأ الأرض - في عهده - عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، وأن أحاديث الإمام الثاني عشر الموسوم بالمهدي المنتظر قد رواها جملة من محدثي السنة في صحاحهم المختلفة كأمثال الترمذي ( المتوفى عام 297 ه‍ ) ، وأبي داود ( المتوفى عام 275 ه‍ ) وغيرهم ، حيث
( 1 ) النور : 55 .
( 2 ) القصص : 5 . ( 3 ) الأنبياء : 105 . ( * )
- ص 220 -

أسندوا رواياتهم هذه إلى جملة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وصحابته ، أمثال علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ( عليه السلام ) وأم سلمة زوجة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة وغيرهم :
1 - روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا " ( 1 ) .
2 - أخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي " ( 2 ) .
3 - أخرج أبو داود عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " المهدي من عترتي من ولد فاطمة " ( 3 ) .
4 - أخرج الترمذي عن ابن مسعود : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي " ( 4 ) .
إلى غير ذلك من الروايات المتضافرة التي بلغت أعلى مراتب التواتر على وجه حتى قال الدكتور عبد الباقي : إن المشكلة ليست مشكلة حديث أو حديثين أو راو أو روايين ، إنها مجموعة من الأحاديث والآثار تبلغ الثمانين تقريبا ، اجتمع على تناقلها مئات الرواة وأكثر من صاحب كتاب صحيح ( 5 ) .
هذا هو المهدي الذي اتفق المحدثون والمتكلمون عليه ، وإنما الاختلاف بين الشيعة والسنة في ولادته ، فالشيعة ذهبت إلى أن المهدي الموعود هو الإمام الثاني
( 1 ) مسند أحمد 1 : 99 ، 3 : 17 و 70 .
( 2 ) جامع الأصول 11 : 48 برقم 7810 .
( 3 ) جامع الأصول 11 : 48 برقم 7812 .
( 4 ) المصدر نفسه برقم 7810 .
( 5 ) الدكتور عبد الباقي ، بين يدي الساعة 123 . ( * )
- ص 221 -

عشر الذي ولد بسامراء عام 255 ه‍ واختفى بعد وفاة أبيه عام 260 ه‍ ، وقد تضافرت عليه النصوص من آبائه ، على وجه ما ترك شكا ولا شبهة ( 1 ) ووافقتهم جماعة من علماء أهل السنة ، وقالوا بأنه ولد وأنه محمد بن الحسن العسكري .
نعم كثير منهم قالوا : بأنه سيولد في آخر الزمان ، وبما أن أهل البيت أدرى بما في البيت ، فمن رجع إلى روايات أئمة أهل البيت في كتبهم يظهر له الحق ، وأن المولود للإمام العسكري هو المهدي الموعود . وممن وافق من علماء أهل السنة بأن وليد بيت الحسن العسكري هو المهدي الموعود :
1 - كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد القرشي الشافعي في كتابه " مطالب السؤول في مناقب آل الرسول " . وقد أثنى عليه من ترجم له مثل اليافعي في " مرآة الجنان " في حوادث سنة 652 ه‍ .
قال - بعد سرد اسمه ونسبه - : " المهدي الحجة ، الخلف الصالح المنتظر ، فأما مولده فبسر من رأى ، وأما نسبه أبا فأبوه الحسن الخالص " ثم أورد عدة أخبار واردة في المهدي من طريق أبي داود ، والترمذي ومسلم ، والبخاري وغيرهم ، ثم ذكر بعض الاعتراضات بالنسبة إلى أحواله ( عليه السلام ) من حيث الغيبة وطول العمر وغير ذلك ، وأجاب عنها جميعا ، ثم قال رادا على تأويل البعض لهذه الروايات بأنها لا تدل على أنه محمد بن الحسن العسكري قائلا : بأن الرسول لما وصفه وذكر اسمه ونسبه وجدنا تلك الصفات والعلامات موجوده في محمد بن الحسن العسكري علمنا هو المهدي .

2 - أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابيه : " البيان
( 1 ) اقرأ هذه النصوص في كتاب " كمال الدين " للشيخ الصدوق : ص 360 - 381 ه‍ ترى فيه النصوص المتضافرة على أن المهدي الموعود هو ولد الإمام أبو محمد الحسن العسكري وأن له غيبة . ( * )
- ص 222 -

في أخبار صاحب الزمان " و " كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب " .
3 - نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه : " الفصول المهمة في معرفة الأئمة " .
4 - الفقيه الواعظ شمس الدين المعروف بسبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواص " .
إلى غير ذلك من علماء وحفاظ ذكر أسماءهم وكلماتهم السيد الأمين في أعيان الشيعة وأنهاها إلى ثلاثة عشر ، ثم قال : والقائلون بوجود المهدي من علماء أهل السنة كثيرون ، وفيما ذكرناه منهم كفاية ، ومن أراد الاستقصاء فليرجع إلى كتابنا " البرهان على وجود صاحب الزمان " ورسالة " كشف الأستار " للشيخ حسين النوري ( 1 ) .

وقد كان الاعتقاد بظهور المهدي في عصر الأئمة الهداة أمرا مسلما ، حتى أن شاعرا مثل دعبل الخزاعي ذكره في قصيدته التي أنشدها لعلي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) فقال :
خروج إمام لا محالة قائم * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
ولما وصل دعبل إلى هذين البيتين بكى الرضا ( عليه السلام ) بكاء شديدا ثم رفع رأسه ، فقال له : " يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم " ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ، ويملأها عدلا كما ملئت جور . فقال : " يا دعبل ، الإمام بعدي محمد ابني ( الجواد ) وبعد محمد ابنه علي
( 1 ) أعيان الشيعة 2 : 64 - 75 . ( * )
- ص 223 -

( الهادي ) ، وبعد علي ابنه الحسن ( العسكري ) ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم ، المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا ، وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت ، فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ، ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة ( 1 ) .
ثم إن للمهدي - عجل الله تعالى فرجه - غيبتين صغرى وكبرى ، كما جاءت بذلك الأخبار عن أئمة أهل البيت ، أما الغيبة الصغرى فمن ابتداء إمامته إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السفراء وعدم نصب غيرهم ، وقد مات السفير الأخير علي بن محمد السمري عام 329 ه‍ ، ففي هذه الفترة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات منه إلى شيعته في أمور شتى . وأما الغيبة الكبرى فهي بعد الأولى إلى أن يقوم بإذن الله تعالى .
وأما من رأى الحجة في زمان أبيه وفي الغيبة الصغرى وحتى في الكبرى ، فحدث عنه ولا حرج ، وقد ألفت في ذلك كتب أحسنها وأجملها : " كمال الدين " للصدوق ، و " الغيبة " للشيخ الطوسي .
فنذكر هنا بعض من رآه في صباه : فيمن رأى المهدي في بيت الإمام العسكري : إن هناك لفيفا من أصحاب الإمام العسكري رأوا الإمام المهدي في أيام صباه ، ووالده بعد حي .
وها نحن نذكر من الكثير شيئا قليلا حتى لا يرتاب المنصف في

( 1 ) الصدوق ، كمال الدين وتمام النعمة 2 : 372 . ( * )
- ص 224 -

ولادته :
1 - روى يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) هو جالس على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : من صاحب هذا الأمر ؟ فقال : ارفع الستر . فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشرة أو ثمان أو نحو ذلك ، واضح الجبين أبيض الوجه ، دري المقلتين ، شثن الكفين ، معطوف الركبتين ، في خده الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد ثم قال لي : هذا صاحبكم ( 1 ) .

2 - روى إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري قال : لما هم الوالي عمر بن عوف بقتلي غلب علي خوف عظيم ، فودعت أهلي وتوجهت إلى دار أبي محمد لأودعه ، وكنت أردت الهرب ، فلما دخلت عليه رأيت غلاما جالسا في جنبه وكان وجهه مضيئا كالقمر ليلة البدر ، فتحيرت من نوره وضيائه وكاد ينسيني ما كنت فيه ، فقال : يا إبراهيم لا تهرب فإن الله سيكفيك شره ، فازداد تحيري ، فقلت لأبي محمد : يا سيدي يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذا وقد أخبرني بما كان في ضميري ؟ فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي ( 2 ) .
3 - روى أحمد بن إسحاق قال : قلت لأبي محمد الحسن العسكري : يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك ؟ فنهض ( عليه السلام ) مسرعا فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين ، فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكنيه ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ( 3 ) .
( 1 ) الصدوق ، كمال الدين 2 : 407 الباب 38 الحديث 2 .
( 2 ) الحر العاملي ، إثبات الهداة 3 : 700 ، الباب 33 ، الحديث 136 .
( 3 ) الصدوق ، كمال الدين 2 : 384 الباب 38 الحديث 1 . ( * )
- ص 225 -

4 - روى أبو الحسين الحسن بن وجناء قال : حدثني أبي عن جده أنه كان في دار الحسن بن علي ( عليه السلام ) فكبستنا الخيل وفيها جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همتي في مولاي القائم ( عليه السلام ) ، قال : فإذا أنا به ، قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر إليه وهو ( عليه السلام ) ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب ( 1 ) .
5 - روى عبد الله بن جعفر الحميري قال : سألت أبا عمر عثمان بن سعيد العمري ( أحد وكلاء الإمام أيام غيبته ) فقلت له : هل أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد ( عليه السلام ) ؟ فقال : أي والله ورقبته مثل ذا - أومأ بيده - فقلت له : فبقيت واحدة ؟ فقال لي : هات . قلت : الاسم ؟ قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك . . . ( 2 ) .
6 - روت حكيمة بنت الإمام محمد الجواد قالت : بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) فقال : يا عمة اجعلي إفطارك هذه الليلة عندنا ، فإنها ليلة النصف من شعبان ، فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة ، وهو حجته في أرضه . ثم إن حكيمة عمة الإمام العسكري تتحدث عن ولادة الإمام المهدي وتقول : فصممته إلي فإذا أنا به نظيف متنظف ، فصاح بي أبو محمد ( عليه السلام ) : هلم إلي ابني يا عمة ، فجئت إليه . . . ( 3 ) .
7 - وروى كامل بن إبراهيم فقال : دخلت على سيدي أبي محمد ( عليه السلام ) إذ نظرت إليه على ثياب بيض ناعمة فقلت في نفسي : ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ، ويأمرنا بمواساة إخواننا وينهانا عن لبس مثله ، فقال الإمام : يا كامل وحسر عن ذراعيه ، فإذا مسح أسود خشن ، فقال : هذا لله وهذا لكم ، فجاءت الريح ، فكشفت طرفه ، فإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها ،
( 1 ) المصدر نفسه ، 2 : 473 الباب 43 الحديث 25 .
( 2 ) الكافي 1 : 329 الحديث 1 .
( 3 ) الصدوق ، كمال الدين 2 : 424 الباب 42 الحديث 1 . ( * )
- ص 226 -

فقال لي : يا كامل بن إبراهيم . فاقشعررت من ذلك ، وألهمت أن قلت : لبيك يا سيدي . فقال : جئت إلى ولي الله وحجته تريد أن تسأل : لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وعرف مقالتك . . . إلى أن قال : فنظر إلي أبو محمد وتبسم وقال : يا كامل بن إبراهيم ، ما جلوسك وقد أبانك المهدي والحجة من بعدي بما كان في نفسك وجئت تسألني عنه . قال : فنهضت وقد أخذت الجواب الذي أسررته في نفسي من الإمام المهدي ولم ألقه بعد ذلك ( 1 ) .
هذه نماذج ممن رأى الإمام المهدي بعد ولادته ، وقبل غيبته ذكرناه ولو أردنا الاستقصاء لطال بنا المقام في المقال . أسئلة مهمة حول المهدي - عجل الله تعالى فرجه - إن القول بأن الإمام المهدي لا يزال حيا يرزق منذ ولادته عام 255 هجرية إلى الآن ، وأنه غائب سوف يظهر بأمر من الله سبحانه ، أثار أسئلة حول حياته وإمامته ، نذكر رؤوسها :
1 - كيف يكون إماما وهو غائب ، وما الفائدة المرتقبة منه في غيبته ؟
2 - لماذا غاب ؟
3 - كيف يمكن أن يعيش إنسان هذه المدة الطويلة ؟
4 - ما هي أشراط وعلائم ظهوره ؟
هذه أسئلة أثيرت حول الإمام المهدي منذ أن غاب ، وكلما طالت غيبته اشتد التركيز عليها ، وقد قام المحققون من علماء الإمامية بالإجابة عليها في مؤلفات مستقلة لا مجال لنقل معشار ما جاء فيها ، غير أن الإحالة لما كانت غير خالية عن

( 1 ) الشيخ الطوسي ، الغيبة : 148 ، كشف الغمة 3 : 289 عن الخرائج ، وغيرهما من المصادر . ( * )
- ص 227 -

المحذور ، نبحث عنها على وجه الإجمال ، ونحيل من أراد التبسط إلى المصادر المؤلفة في هذا المجال .
الأول : كيف يكون إماما وهو غائب ؟ وما فائدته ؟ إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة ، هو الغاية من تنصيب الإمام ، أو اختياره ، وهو يتوقف على كونه ظاهرا بين أبناء الأمة ، مشاهدا لهم ، فكيف يكون إماما قائدا ، وهو غائب عنهم ؟ !
والجواب : على وجهين نقضا وحلا . أما النقض : فإن التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على أولياء الله ، وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس . إن كتاب الله العزيز يعرفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمة : ولي غائب مستور ، لا يعرفه حتى نبي زمانه ، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى ( عليه السلام ) بقوله : { فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا } الآيات ( 1 ) .

وولي ظاهر باسط اليد ، تعرفه الأمة وتقتدي به . فالقرآن إذن يدل على أن الولي ربما يكون غائبا ، ولكنه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أمته ، بل يتصرف في مصالحها ويرعى شؤونها ، من دون أن يعرفه أبناء الأمة . فعلى ضوء الكتاب الكريم ، يصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب .
( 1 ) الكهف : 65 - 82 . ( * )
- ص 228 -

وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعي ، يقول كميل : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن طالب ( عليه السلام ) فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر ، تنفس الصعداء ، وكان مما قاله : " اللهم ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته " ( 1 ) .
وليست غيبة الإمام المهدي ، بدعا في تاريخ الأولياء ، فهذا موسى بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوما ، وكان نبيا وليا ، يقول سبحانه : { وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ } ( 2 ) .
وهذا يونس كان من أنبياء الله سبحانه ، ومع ذلك فقد غاب في الظلمات كما يقول سبحانه : { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } ( 3 ) . أولم يكن موسى ويونس نبيين من أنبياء الله سبحانه ؟ وما فائدة نبي يغيب عن الأبصار ، ويعيش بعيدا عن قومه ؟
فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الإمام المهدي ( عليه السلام ) وسيوافيك ما يفيدك من الانتفاع بوجود الإمام الغائب في زمان غيبته في جواب السؤال التالي . وأما الحل : فمن وجوه :
الأول : إن عدم علمنا بفائدة وجوده في زمن غيبته ، لا يدل على عدم كونه

( 1 ) نهج البلاغة بتعليقات عبده 3 : 186 قصار الحكم ، الرقم 147 . ( 2 ) الأعراف : 142 . ( 3 ) الأنبياء : 87 - 88 . ( * )
- ص 229 -

مفيدا في زمن غيبته ، فالسائل جعل عدم العلم طريقا إلى العلم بالعدم ! ! وكم لهذا السؤال من نظائر في التشريع الإسلامي ، فيقيم البسطاء عدم العلم بالفائدة ، مقام العلم بعدمها ، وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية ، ولا شك أن عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمة في عالم التكوين والتشريع ، بل لا تفهم مصلحة كثير من سننه ، وإن كان فعله سبحانه منزها عن العبث ، بعيدا عن اللغو . وعلى ذلك فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته .
الثاني : إن الغيبة لا تلازم عدم التصرف في الأمور ، وعدم الاستفادة من وجوده ، فهذا مصاحب موسى كان وليا ، لجأ إليه أكبر أنبياء الله في عصره ، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غصب الملك ، ولم يعلم أصحاب السفينة بتصرفه ، وإلا لصدوه عن الخرق ، جهلا منهم بغاية علمه . كما أنه بنى الجدار ، ليصون كنز اليتيمين ، فأي مانع حينئذ من أن يكون للإمام الغائب في كل يوم وليلة تصرف من هذا النمط من التصرفات . ويؤيد ذلك ما دلت عليه الروايات من أنه يحضر الموسم في أشهر الحج ، ويحج ويصاحب الناس ، ويحضر المجالس ، كما دلت على أنه يغيث المضطرين ، ويعود المرضى ، وربما يتكفل - بنفسه الشريفة - قضاء حوائجهم ، وإن كان الناس لا يعرفونه .
الثالث : المسلم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غيبته ، وأما عدم وصول الخواص إليه ، فليس بأمر مسلم ، بل الذي دلت عليه الروايات خلافه ، فالصلحاء من الأمة الذين يستدر بهم الغمام ، لهم التشرف بلقائه ، والاستفادة من نور وجوده ، وبالتالي تستفيد الأمة بواسطتهم .
الرابع : لا يجب على الإمام أن يتولى التصرف في الأمور الظاهرية بنفسه ، بل له تولية غيره على التصرف في الأمور كما فعل الإمام المهدي - أرواحنا له الفداء -
- ص 230 -

في غيبته .
ففي الغيبة الصغرى ، كان له وكلاء أربعة ، يقومون بحوائج الناس ، وكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم .
وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام ، للقضاء وتدبير الأمور ، وإقامة الحدود ، وجعلهم حجة على الناس ، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف ، وبيان الأحكام ، ودفع الشبهات ، وبكل ما يتوقف عليه نظم أمور الناس ( 1 ) .
وإلى هذه الأجوبة أشار الإمام المهدي ( عليه السلام ) في آخر توقيع له إلى بعض نوابه ، بقوله : " وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب " ( 2 ) .

الثاني : لماذا غاب المهدي ( عليه السلام ) ؟ إن ظهور الإمام بين الناس ، يترتب عليه من الفائدة ما لا يترتب عليه في زمن الغيبة ، فلماذا غاب عن الناس ، حتى حرموا من الاستفادة من وجوده ، وما هي المصلحة التي أخفته عن أعين الناس ؟
الجواب : أن هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحل :

( 1 ) المراد من الغيبة الصغرى ، غيبته - صلوات الله عليه - منذ وفاة والده عام 260 ه‍ إلى عام 329 ه‍ ، وقد كانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بواسطة وكلائه الأربعة : الشيخ أبي عمرو عثمان بن سعيد العمري ، وولده الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان ، والشيخ أبي القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت ، والشيخ أبي الحسن علي بن محمد السمري . والمراد من الغيبة الكبرى : غيبته من تلك السنة إلى زماننا هذا ، انقطعت فيها النيابة الخاصة عن طريق أشخاص معينين ، وحل محلها النيابة العامة بواسطة الفقهاء والعلماء العدول ، كما جاء في توقيعه الشريف : " وأما الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله عليهم " ( كمال الدين ، الباب 45 ، ص 484 ) .
( 2 ) الصدوق : كمال الدين ، الباب 45 ، ص 485 الحديث 4 . وقد ذكر العلامة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس إذا سترها السحاب ، وجوها ، راجعها في بحار الأنوار ج 52 الباب 20 ص 93 - 94 . ( * )

- ص 231 -

أما النقض : فبما ذكرناه في الإجابة عن السؤال الأول ، فإن قصور عقولنا عن إدراك أسباب غيبته ، لا يجرنا إلى إنكار المتضافرات من الروايات ، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولى من رد الروايات المتواترة ، بل هو المتعين .
وأما الحل : فإن أسباب غيبته ، واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات ، فإن الإمام المهدي ( عليه السلام ) هو آخر الأئمة الاثني عشر الذين وعد بهم الرسول ، وأناط عزة الإسلام بهم ، ومن المعلوم أن الحكومات الإسلامية لم تقدرهم ، بل كانت لهم بالمرصاد ، تلقيهم في السجون وتريق دماءهم الطاهرة بالسيف أو السم ، فلو كان ظاهرا ، لأقدموا على قتله ، إطفاء لنوره ، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة أن يكن مستورا عن أعين الناس ، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه ، إلى أن تقتضي مشيئة الله سبحانه ظهوره ، بعد حصول استعداد خاص في العالم لقبوله ، والانضواء تحت لواء طاعته ، حتى يحقق الله تعالى به ما وعد به الأمم جمعاء من توريث الأرض للمستضعفين .

وقد ورد في بعض الروايات إشارة إلى هذه النكتة ، روى زرارة قال : سمعت أبا جعفر ( الباقر ( عليه السلام ) ) يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، قال : قلت : ولم ؟ قال : يخاف . قال زرارة : يعني القتل . وفي رواية أخرى : يخاف على نفسه الذبح ( 1 ) . وسيوافيك ما يفيدك عند الكلام عن علائم ظهوره .
الثالث : الإمام المهدي وطول عمره : إن من الأسئلة المطروحة حول الإمام المهدي ، طول عمره في فترة غيبته ، فإنه ولد عام 255 ه‍ ، فيكون عمره إلى العصر الحاضر أكثر من ألف ومائة وخمسين
( 1 ) لاحظ كمال الدين ، الباب 44 ، ص 281 الحديث 8 و 9 و 10 . ( * )
- ص 232 -

عاما ، فهل يمكن في منطق العلم أن يعيش إنسان هذا العمر الطويل ؟
الجواب : من وجهين ، نقضا وحلا . أما النقض : فقد دل الذكر الحكيم على أن شيخ الأنبياء عاش قرابة ألف سنة ، قال تعالى : { فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا } ( 1 ) .
وقد تضمنت التوراة أسماء جماعة كثيرة من المعمرين ، وذكرت أحوالهم في سفر التكوين ( 2 ) .
وقد قام المسلمون بتأليف كتب حول المعمرين ، ككتاب " المعمرين " لأبي حاتم السجستاني ، كما ذكر الصدوق أسماء عدة منهم في كتاب " كمال الدين " ( 3 ) ، والعلامة الكراجكي في رسالته الخاصة ، باسم " البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان " ( 4 ) ، والعلامة المجلسي في البحار ( 5 ) ، وغيرهم .

وأما الحل : فإن السؤال عن إمكان طول العمر ، يعرب عن عدم التعرف على سعة قدرة الله سبحانه : { وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ( 6 ) ، فإنه إذا كانت حياته وغيبته وسائر شؤونه ، برعاية الله سبحانه ، فأي مشكلة في أن يمد الله سبحانه في عمره ما شاء ، ويدفع عنه عوادي المرض ويرزقه عيش الهناء .
وبعبارة أخرى : إن الحياة الطويلة إما ممكنة في حد ذاتها أو ممتنعة ، والثاني لم

( 1 ) العنكبوت : 14 .
( 2 ) التوراة ، سفر التكوين ، الإصحاح الخامس ، الجملة 5 ، وذكر هناك أعمار آدم ، وشيث ونوح ، وغيرهم .
( 3 ) كمال الدين : ص 555 .
( 4 ) الكراجكي ، البرهان على طول عمر صاحب الزمان ، ملحق ب‍ " كنز الفوائد " ، له . أيضا الجزء الثاني . لاحظ في ذكر المعمرين ص 114 - 155 ، ط دار الأضواء ، بيروت 1405 ه‍ .
( 5 ) بحار الأنوار ج 51 ، الباب 14 ، ص 225 - 293 .
( 6 ) الأنعام : 91 . ( * )
- ص 233 -

يقل به أحد ، فتعين الأول ، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمد عمر وليه ، لتحقيق غرض من أغراض التشريع .
أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة ، من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعيا لقواعد حفظ الصحة ، وأن موت الإنسان في فترة متدنية ، ليس لقصور الاقتضاء ، بل لعوارض تمنع عن استمرار الحياة ، ولو أمكن تحصين الإنسان منها بالأدوية والمعالجات الخاصة لطال عمره ما شاء . وهناك كلمات ضافية من مهرة علم الطب في إمكان إطالة العمر ، وتمديد حياة البشر ، نشرت في الكتب والمجلات العلمية المختلفة ( 1 ) .

وبالجملة ، اتفقت كلمة الأطباء على أن رعاية أصول حفظ الصحة ، توجب طول العمر ، فكلما كثرت العناية برعاية تلك الأصول ، طال العمر ، ولأجل ذلك نرى أن الوفيات في هذا الزمان ، في بعض الممالك ، أقل من السابق ، والمعمرين فيها أكثر من ذي قبل ، وما هو إلا لرعاية أصول الصحة ، ومن هنا أسست شركات تضمن حياة الإنسان إلى أمد معلوم تحت مقررات خاصة وحدود معينة ، جارية على قوانين حفظ الصحة ، فلو فرض في حياة شخص اجتماع موجبات الصحة من كل وجه ، طال عمره إلى ما شاء الله . وإذا قرأت ما تدونه أقلام الأطباء في هذا المجال ، يتضح لك معنى قوله سبحانه : { فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ( 2 ) .
فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان ، في أعماق المحيطات ، ممكنا إلى يوم البعث ، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة ، في أجواء طبيعية ، تحت رعاية الله وعنايته ، إلى ما شاء الله ؟
( 1 ) لاحظ مجلة المقتطف ، الجزء الثالث من السنة التاسعة والخمسين . ( 2 ) الصافات : 143 و 144 . ( * )
- ص 234 -

الرابع : ما هي علائم ظهوره ( عليه السلام ) ؟ إذا كان للإمام الغائب ، ظهور بعد غيبة طويلة ، فلا بد من أن يكون لظهوره علامات وأشراط تخبر عن ظهوره ، فما هي هذه العلامات ؟
الجواب : إن ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين : قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنو القيامة . وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر . وربما وقع الخلط بينهما في الكتب ، ونحن نذكر القسم الثاني منهما ، وهو عبارة عن أمور عدة ، منها :
1 - النداء في السماء .
2 - الخسوف والكسوف في غير مواقعهما .
3 - الشقاق والنفاق في المجتمع .
4 - ذيوع الجور والظلم والهرج والمرج في الأمة .
5 - ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر والأبيض .
6 - قتل النفس الزكية .
7 - خروج الدجال .
8 - خروج السفياني .
وغير ذلك مما جاء في الأحاديث الإسلامية ( 1 ) .
هذه هي علامات ظهوره ، ولكن هناك أمور تمهد لظهوره ، وتسهل تحقيق

( 1 ) لاحظ للوقوف على هذه العلامات ، بحار الأنوار ج 52 ، الباب 25 ، ص 181 - 308 . كتاب المهدي ، للسيد صدر الدين الصدر ( م 1373 ه‍ ) . ومنتخب الأثر ، ص 424 - 462 . ( * )
- ص 235 -

أهدافه نشير إلى أبرزها :
1 - الاستعداد العالمي : والمراد منه أن المجتمع الإنساني - وبسبب شيوع الفساد - يصل إلى حد ، يقنط معه من تحقق الإصلاح بيد البشر ، وعن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة ، وأن ضغط الظلم والجور على الإنسان يحمله عن أن يذعن ويقر بأن الإصلاح لا يتحقق إلا بظهور إعجاز إلهي ، وحضور قوة غيبية ، تدمر كل تلك التكتلات البشرية الفاسدة ، التي قيدت بسلاسلها أعناق البشر .

2 - تكامل العقول : إن الحكومة العالمية للإمام المهدي ( عليه السلام ) لا تتحقق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء ، وإنما تتحقق برغبة الناس إليها ، وتأييدهم لها ، لتكامل عقولهم ومعرفتهم . يقول الإمام الباقر ( عليه السلام ) في حديث له يرشد فيه إلى أنه إذا كان ذلك الظرف ، تجتمع عقول البشر وتكتمل أحلامهم : " إذا قام قائمنا ، وضع الله يده على رؤوس العباد ، فيجمع بها عقولهم ، تكتمل به أحلامهم " ( 1 ) .
فقوله ( عليه السلام ) : " فيجمع بها عقولهم " ، بمعنى أن التكامل الاجتماعي يبلغ بالبشر إلى الحد الذي يقبل فيه تلك الموهبة الإلهية ، ولن يترصد للثورة على الإمام والانقلاب عليه ، وقتله أو سجنه .

3 - تكامل الصناعات : إن الحكومة العالمية الموحدة لا تتحقق إلا بتكامل الصناعات البشرية ، بحيث يسمع العالم كله صوته ونداءه ، وتعاليمه وقوانينه في يوم واحد ، وزمن واحد .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " إن المؤمن في زمان القائم ، وهو بالمشرق يرى أخاه الذي في المغرب ، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق " ( 2 ) .

( 1 ) منتخب الأثر : ص 483 .
( 2 ) منتخب الأثر ، ص 483 . ( * )
- ص 236 -

4 - الجيش الثوري العالمي : إن حكومة الإمام المهدي ، وإن كانت قائمة على تكامل العقول ، ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر وفعال ، يمهد الطريق للإمام ( عليه السلام ) ويواكبه بعد الظهور إلى تحقق أهدافه وغاياته المتوخاة .
- ص 237 -

حصيلة البحث
حصيلة البحث هؤلاء هم أئمة الشيعة وقادتهم بل أئمة المسلمين جميعا ، وكيف لا يكونون كذلك ؟ وقد ترك رسول الله بعد رحلته الثقلين وحث الأمة على التمسك بهما وقال : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا " ( 1 ) .
ولكن المؤسف أن أهل السنة والجماعة لم يعتمدوا في تفسير كتاب الله العزيز على أقوال أئمة أهل البيت وهم قرناء القرآن وأعداله والثقل الآخر من الثقلين ، وإنما استعانوا في تفسيره بأناس لا يبلغون شأوهم ولا يشقون غبارهم ، نظراء مجاهد بن جبر ( المتوفى عام 104 ه‍ ) ، وعكرمة البربري ( المتوفى عام 104 ه‍ ) ، وطاووس بن كيسان اليماني ( المتوفى عام 106 ه‍ ) وعطاء بن أبي رباح ( المتوفى عام 114 ه‍ ) ، ومحمد بن كعب القرظي ( المتوفى عام 118 ه‍ ) ، إلى غير ذلك من أناس لا يبلغون في الوثاقة والمكانة العلمية معشار ما عليه أئمة أهل البيت - صلوات الله عليهم - . . . فالإسلام عقيدة وشريعة ، والنجاة عن الضلال - حسب مفاد حديث الثقلين - هو الرجوع إليهما ، وأما غيرهما فإن رجع إليهما فنعم المطلوب وإلا فلا قيمة له ، أما الصحابة والتابعون ، فلا يعتد برأيهم إلا إذا كان مأخوذا عن كتابه سبحانه أو سنة نبيه ، وليس حديث أئمة أهل البيت إلا إشراقا خالدا لحديث جدهم الأكرم وسنته


hgYlhl hgehkd uav : hgli]d hfk hgpsk hglkj/v ( ugdi hgsghl )



رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:21 AM   #2
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها




عقيدة الشيعة في الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه )




هذه الدراسة القيمة هي إحدى فصول كتاب " عصر الظهور " للعلامة المُحقق الشيخ علي الكوراني العاملي ( حفظه الله ) .
عقيدة الشيعة في الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) :
الإعتقاد بإمامة الأئمة الإثني عشر من أهل البيت ( عليهم السلام ) من أصول مذهبنا ، بل هو محوره الذي سُمِّي لأجله المذهب الإمامي ، و مذهب التشيع ، و مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و سُمينا لأجله الإمامية ، و الشيعة ، شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
و أول الأئمة الأوصياء المعصومين عندنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و خاتمهم الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، الذي وُلد في سنة 255 هجرية في سامراء ، ثم مدَّ الله في عمره و غيَّبه إلى أن يُنجز به وعده و يظهره ، و يظهر به دينه على الدين كله ، و يملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوْراً .
فالاعتقاد بأن المهدي الموعود ( عجَّل الله فرَجَه ) هو الإمام الثاني عشر ، و أنه حيٌّ غائب جزء من مذهبنا ، و بدونه لا يكون المسلم شيعياً اثني عشرياً ، بل مسلماً سنياً ، أو شيعياً زيدياً ، أو إسماعيلياً .
و يستغرب بعض إخواننا اعتقادنا بإمامة الأئمة ( عليهم السلام ) و بعصمتهم ، و بغيبة المهدي المنتظر أرواحنا فداه ، و لكن الميزان في الأمور الممكنة ليس هو الإستبعاد و لا الإستحسان ، بل ثبوت النص عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و قد ثبُتت عندنا النصوص المتواترة القطعية ، الدالة على إمامته و غيبته ( عجَّل الله فرَجَه ) ، و متى ثبت النص و قام الدليل ، فعلى المسلم أن يقبله و يتعبد به ، و على الآخرين أن يعذروه أو يقنعوه ، و رحم الله القائل : نحن أتباع الدليل حيث ما مالَ نميل .
و إخواننا السنة و إن لم يوافقونا على انطباق المهدي الموعود على الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، إلا أنهم يوافقوننا تقريباً على كل ما ورد بشأنه من الأحاديث الشريفة ، من البشارة به ، و حركة ظهوره ، و تجديد الإسلام على يده و شموله العالم ، حتى أنك تجد أحاديثه ( عجَّل الله فرَجَه ) واحدة أو متقاربة في مصادر الفريقين ، كما رأيت من مصادرنا ، و ترى من عقيدتهم .
على أن عدداً من علماء السنة يوافقنا أي على أنه هو الإمام محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرَجَه ) ، مثل الشعراني و ابن عربي و غيرهم ، ممن صرحوا بإسمه و نسبه ، و ثبت عندهم أنه حيٌّ غائب ( عجَّل الله فرَجَه ) ، وقد ذكر أسماء مجموعة منهم صاحب كتاب ( المهدي الموعود ) .
و هذا الإشتراك في عقيدة المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) بين جميع المسلمين ، يجب أن يستثمره العلماء و العاملون لنهضة الأمة ، لأنه عقيدة ذات تأثير حيوي في جماهير المسلمين ، من شأنها أن ترفع مستوى إيمانهم بالغيب ، و بوعد الله تعالى لهم بالنصر ، و ترفع معنوياتهم في مقاومة أعدائهم ، و التمهيد لإمامهم الموعود ( عجَّل الله فرَجَه ) .
و لا يصح أن يكون عدم ثبوت انطباقه عندهم على الإمام محمد بن الحسن ( عجَّل الله فرَجَه ) ، موجباً لانتقاد من يعتقد بذلك ، و يتقرب به إلى الله تعالى .
و ليس غرضنا هنا أن نطرح بحثاً كلامياً في عقيدتنا في الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) ، بل أن نعطي فكرة عن هذه الروحية الفياضة التي تعيش بها أوساطنا الشيعية عقيدة المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) التي كوَّنت في ضمير المسلم الشيعي عبر الأجيال و تربية الآباء و الأمهات مخزوناً عظيماً من الحب و التقديس و التطلع إلى ظهوره ( عجَّل الله فرَجَه ) .
فالإمام المهدي أرواحنا فداه هو بقية الله في أرضه من أهل بيت النبوة ، و خاتم الأوصياء و الأئمة ( عليهم السلام ) ، و أمين الله على قرآنه و وحيه ، و مشكاة نوره في أرضه ، ففي شخصيته تتجسد كل قيم الإسلام و مُثُله ، و شبَه النبوة و امتداد نورها .
و في غيبته تكمن معان كبيرة ، من الحكم و الأسرار الإلهية ، و مظلومية الأنبياء و الأولياء و المؤمنين على يد حكام الظلم و سلاطين الجور .
و في الوعد النبوي بظهوره ، تخضرُّ آمال المؤمنين ، و تنتعش قلوبهم المهمومة ، و تقبض أكفهم على الراية ، و إن عتت العواصف ، و طال الطريق ، فهم و صاحبها على ميعاد .
و لئن كان الشيعة معروفين بغنى حياتهم الروحية مع النبي و آله ( صلى الله عليه و آله ) ، فإن شخصية الإمام المهدي أرواحنا فداه و مهمته الموعودة ، بجاذبيتها الخاصة ، رافد حيوي في إغناء روح الشيعي بالأمل و الحب و الحنين .
ينتقد البعض شدة احترام الشيعة لعلمائهم ، بينما يعجب به آخرون و يقدرونه ، و يزداد الإعجاب أو الإنتقاد إذا رأوا احترام الشيعة لمرجع التقليد نائب الإمام المهدي أرواحنا فداه ، و تقديسهم له و تقيدهم بفتواه .
أما إذا وصل الأمر إلى الأئمة المعصومين ( عليهم السَّلام ) فيتهمنا البعض بالمبالغة و المغالاة ، ويفرط في التهمة فيقول إن الشيعة يؤلهون النبي ( صلى الله عليه و آله ) والأئمة ( عليهم السَّلام ) و المراجع و يعبدونهم ، و العياذ بالله .
لكن المشكلة ليست في شدة احترام الشيعة و إطاعتهم و تقديسهم لعلمائهم و أئمتهم ، بل هي في الواقع ابتعادنا جميعاً عن النظرة الإسلامية إلى الإنسان و التعامل بها معه .
نلاحظ في القرآن الكريم ثلاثة مذاهب في مسألة قيمة الإنسان : المذهب البدوي الذي تذكره آيات الأعراب و المنادين من وراء الحجرات .
و المذهب المادي الذي تذكره آيات أعداء الأنبياء ( عليهم السَّلام ) و أصحاب الحضارات المادية .
و المذهب الإسلامي ، الذي تذكره آيات تكريم الإنسان و التوجيه إلى عالمه العقلي و الروحي و العملي .
و أحسبنا في عالمنا الإسلامي نعيش تأثيرات كثيرة للبداوة و للمادية الغربية في نظرتنا إلى الأنبياء و الأئمة ( عليهم السَّلام ) و الأولياء و الشهداء و المؤمنين ، و إلى جمهورنا و شعوبنا الإسلامية ، بل إلى أنفسنا أيضاً !
لقد أوجد الإنحطاط الحضاري و التسلط الغربي في مجتمعاتنا ظروفاً قاسية سياسية و اقتصادية و اجتماعية ، لم تعد معها حياة الإنسان المسلم في أصلها محترمة ، فكيف نطمح إلى احترام أبعاد وجوده الأخرى و تقديسها ؟ !
كما حوَّل أذهاننا إلى أذهان بدوية تنزع دائماً إلى ( السطحية ) و تعادي العمق و الجمع و التركيب ، فترانا نريد الشيء ببعد واحد ، و نرفض أن تكون له أبعاد متعددة في آن ، و نريد في قلوبنا لوناً واحداً من العاطفة ، و لا نسمح لها أن تحمل ألواناً متعددة في آن .
و بهذا صرنا نرى في الأولياء و الأئمة و الأنبياء صلوات الله عليهم ، ظاهر أمرهم و حالهم ، و لا نرى قممهم الشامخة ، و عوالمهم العقلية و الروحية العالية .
فإذا رأى أحد شيئاً من ذلك نقول عنه مغال ، و إذا جاش بذلك عقله أو قلبه نقول مجنون أو منحرف !
و يبلغ الأمر أقصى خطورته عندما نُلبسه ثوباً دينياً فنقاوم تقديس الأولياء و الأئمة و الأنبياء ( عليهم السَّلام ) بحجة أنه يتنافى مع تقديس الله تعالى و توحيده ! !
فكأن معنى أنهم بشر صلوات الله عليهم أن نفهمهم ببداوة خشنة ، و نجعلهم حفنة من رمل الصحراء ، و كأن الأمر يدور بين رمل الصحراء و السماء ، و لا ثالث ، فلا رياض و لا أنهار ، و لا روابي و لا قمم !
وكأن مثل النور الإلهي الذي حدثنا عنه الله تعالى في سورة النور : ﴿ ... مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ... 1 موجودة في غير أرضنا ، و متجسد في غير هؤلاء العظماء ، صلوات الله عليهم .
أعتقد أنه كلما تقدمت المعرفة بالفلاسفة و المفكرين و العلماء ، اكتشفوا أبعاداً جديدة في كلام النبي ( صلى الله عليه و آله ) و أهل بيته ( عليهم السَّلام ) ، و عرفوا قيمته و قيمتهم أكثر ، و عرفوا أن شخصية المعصوم يجب أن تفهم من كلام المعصوم !
صحيح أن الله تعالى قال لنبيه ( صلى الله عليه و آله ) قل للناس أنا بشر مثلكم : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ... 2 ، لكنه قال لنا بذلك إن النبي مثلنا و ليس مثلنا ! و إن شخصيته مركبة من جنبة بشرية يعاملنا بها ، و جنبة غيبية يتلقى بها الوحي و العلم من رب العالمين !
و أنى لنا أن نفهم بفكرنا و عقولنا جنبة الغيب في شخصيته ، إلا بكلام المعصوم الذي له نافذة مفتوحة على الغيب ؟ !
بل حتى المثلية في قوله تعالى : " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " ، تعني أنه من وسطكم يعرف تفكيركم و شعوركم و يدرك مشكلاتكم ، و لا تعني أنه مثلنا بمستوانا و نوع تفكيرنا و مشاعرنا ، فإن له ( صلى الله عليه و آله ) تفكيره و مشاعره و عالمه الأعلى الذي لا نرتقي إليه ، كما أنه لا ينزل إلى عوالمنا الدنيا !
فالنبي إذن بسبب رقيِّ فكره و مشاعره ليس مثلنا ، و بسبب أن شخصيته مفتوحة على الغيب ، ليس مثلنا !
فماذا بقي من المثلية التي تمكننا من الإحاطة بحقيقة شخصيته ( صلى الله عليه و آله ) ؟ !
و كذلك هي شخصيات المعصومين من عترته ( عليهم السَّلام ) .
و من هنا نعرف لماذا اختار الله تعالى لفظ البشرية للمثلية ، دون الإنسانية !
أعتقد أنه قد آن لنا أن نجد ذاتنا الإسلامية و إنساننا المسلم ، و نجد من جديد نبينا ( صلى الله عليه و آله ) و أئمتنا ( عليهم السَّلام ) ، و أن نرفض السطحية البدوية التي روَّج لها المتفلسفون في فهم النبي و آله ( صلى الله عليه و آله ) ، و أن نتعامل معهم بما يليق بغنى شخصياتهم الربانية ، و مقاماتهم العالية ، لتمتلئ قلوبنا مجدداً بمخزون الحب و العشق المقدس لهم ، الذي يهيؤنا و يفتح لنا باب الحب و العشق الأكبر لمولاهم و مولانا تبارك و تعالى .
إن على الذي تحجبه الشجرة عن الغابة أن يعذر من يرى الشجرة و الغابة معاً ، و الجبال و السماء فوقها ! و من يتصور أن تقديس الأنبياء و الأئمة ( عليهم السَّلام ) ، و العيش في عوالمهم ، مانعاً عن تقديس الله تعالى و توحيده ، عليه أن يعذر من يرى ذلك درجات من التعظيم شرعها الإسلام ، لتنتظم بها الحياة ، و تفتح الطريق إلى تعظيم و تقديس و تسبيح الذي ليس كمثله شيء ، تبارك و تعالى .
مقام الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) عند الله تعالى :
من المناسب قبل أن نقدم مقطوعات من الأحاديث و الأدعية و الزيارات كنماذج عن عقيدتنا بالإمام المهدي أرواحنا فداه ، و مشاعرنا نحوه ، أن نذكر شيئاً من الأحاديث التي وردت في مقامه ( عجَّل الله فرجه ) عند الله تعالى .
فقد ورد في مصادر الفريقين أن مقامه عظيمٌ عند الله تعالى ، و أنه من كبار سادة أهل الجنة ، و أنه طاووس أهل الجنة ، و أن عليه من نور الله تعالى جلابيب نور تتوقد ، و أنه ملهمٌ مهديٌّ من الله تعالى و إن لم يكن نبياً ، و أن الله تعالى يجري على يديه كثيراً من الكرامات و الآيات و المعجزات .
بل يدل الحديث المعروف الذي صححه علماء الشيعة و السنة ، على أنه أرواحنا فداه في مصاف الأنبياء و الرسل صلوات الله عليهم .
فعن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : " نحن وُلد عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا و حمزة و علي و الحسن و الحسين و المهدي " ، ( الغيبة للطوسي : 13 ، و صواعق ابن حجر : 158 ) .
و قد وردت في مصادرنا أحاديث مفصلة في فضائل الأئمة الإثني عشر ( عليهم السَّلام ) و مقامهم العظيم عند الله تعالى ، و منها أحاديث خاصة بالإمام المهدي المنتظر أرواحنا فداه ، و أنه نور الله في أرضه ، و حجته على خلقه ، و القائم بالحق ، و خليفة الله في الأرض ، و شريك القرآن في وجوب الطاعة ، و معدن علم الله تعالى و مستودع سره ، إلى آخر ما فصلته كتب العقائد و التفسير و الحديث .
و قال أكثر علمائنا بتفضيله على بقية الأئمة بعد أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ( عليهم السَّلام ) ، و وردت به الرواية .
و قد ورد عند السنة تفضيله على أبي بكر و عمر ، فعن ابن سيرين ، قيل له : " المهدي خير أو أبو بكر و عمر ؟ قال : أخير منهما و يعدل بنبي " ، ( ابن حماد : 98 ) .
من كلمات الأئمة في الإمام المهدي ( عجَّل الله فرَجَه ) :
من الملفت في هذا المجال أن نجد أن الأئمة ( عليهم السَّلام ) كانوا في طليعة المعبرين عن مشاعرهم و حبهم للإمام المهدي ( عجَّل الله فرجه ) قبل ولادته ، إيماناً بوعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) به ، و تطلعاً إلى ولدهم الموعود ، و ما سيحققه الله تعالى على يده .
و نكتفي من ذلك بذكر كلمات عن الإمام علي و الإمام الصادق ( عليهما السلام ) .
قال أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّهِ فِيكُمُ الصَّنَائِعُ وَ أَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ " ، ( نهج البلاغة : خطبة 100 ) .
و قال ( عليه السَّلام ) : " فانظروا أهل بيت نبيكم ، فإن لبدوا فالبدوا ، و إن استنصروكم فانصروهم ، فليفرجن الله بغتةً برجل منا أهل البيت ، بأبي ابن خيرة الإماء ، لا يعطيهم إلا السيف ، هرجاً هرجاً موضوعاً على عاقته ثمانية أشهر ، حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا .
يعطف الهوى على الهدى ، إذا عطفوا الهدي على الهوى ، و يعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي ، و تخرج له الأرض أفاليذ أكبادها ، و تلقي إليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السيرة ، و يحيي ميت الكتاب و السنة " ، ( نهج البلاغة : خطبة 138 ) .
_ و قال ( عليه السَّلام ) _ : " قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا وَ أَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَيْهَا وَ الْمَعْرِفَةِ بِهَا وَ التَّفَرُّغِ لَهَا فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِي يَطْلُبُهَا وَ حَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الْإِسْلَامُ وَ ضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ وَ أَلْصَقَ الْأَرْضَ بِجِرَانِهِ بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ خَلِيفَةٌ مِنْ خَلَائِفِ أَنْبِيَائِهِ " ، (نهج البلاغة : خطبة 182 ) .
عن سُدير الصيرفي قال : دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب ، على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السَّلام ) فرأيناه جالساً على التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين ، و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ، ذات الكبد الحرى ، قد نال الحزن من و جنتيه ، و شاع التغير في عارضيه ، و أبلى الدموع محجريه ، و هو يقول :
سيدي ، غيبتك نفت رقادي ، و ضيقت علي مهادي ، و أسرت مني راحة فؤادي ، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد ، و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد ، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني ، و أنين يفتر من صدري .
قال سُدير : فاستطارت عقولنا ولهاً و تصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل ، و ظننا أنه سمة لمكروهة قارعة ، أو حلت به من الدهر بائقة ، فقلنا : لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك ، من أي حادثة تستنزف دمعتك ، و تستمطر عبرتك ، و أيه حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ !
قال : فزفر الصادق ( عليه السَّلام ) زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه و قال : ويلكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ، و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خص الله تقدس اسمه به محمداً و الأئمة من بعده ( صلى الله عليه و آله ) و تأملت فيه مولد قائمنا و غيبته ، و إبطائه و طول عمره و بلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ، و ارتداد أكثرهم عن دينهم ، و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم ، التي قال الله تقدس ذكره : { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ، الولاية ، فأخذتني الرقة ، و استولت علي الأحزان .
فقلنا : يا بن رسول الله كرمنا و شرفنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم .
قال : إن الله تبارك و تعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل ، قدَّر مولده تقدير مولد موسى ( عليه السَّلام ) ، و قدَّر غيبته تقدير غيبة عيسى ( عليه السَّلام ) ، و قدَّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ( عليه السَّلام ) و جعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر دليلاً على عمره .
فقلت : إكشف لنا يا بن رسول الله عن وجوه هذه المعاني .
قال : أما مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل ، و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً و عشرين ألف مولد ، و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك و تعالى إياه .
كذلك بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم و الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منا ، ناصبونا العداوة ، و وضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و إبادة نسله ، طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم ( عجَّل الله فرجه ) ، و يأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة ، إلى أن يتم نوره و لو كره المشركون .
و أما غيبة عيسى ( عليه السَّلام ) فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قُتل ، و كذبهم الله عَزَّ و جَلَّ بقوله : ﴿ ... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ... 3 كذلك غيبة القائم ( عجَّل الله فرجه ) فإن الأمة تنكرها لطولها .
و أما إبطاء نوح ( عليه السَّلام ) فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء ، بعث الله عَزَّ و جَلَّ جبرئيل الروح الأمين بسبعة نويات فقال : يا نبي الله إن الله تبارك و تعالى يقول لك : إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه ، و اغرس هذا النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص ، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين ، فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زهى الثمر عليها بعد زمن طويل ، استنجز من الله سبحانه و تعالى العدة ، فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الإجتهاد ، و يؤكد الحجة على قومه ، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتد منهم ثلاث مائة رجل و قالوا : و لو كان ما يدَّعيه نوح حقاً لما وقع في وَعد ربه خُلف .
ثم إن الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى ، إلى أن غرسها سبع مرات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة ، إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلاً ، فأوحى الله عَزَّ و جَلَّ عند ذلك إليه و قال : يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك ، حين صرح الحق عن محضه و صفي من الكدر ، بارتداد كل من كانت طينته خبيثة .
قال الصادق ( عليه السَّلام ) : و كذلك القائم ( عجَّل الله فرجه ) تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه ، و يصفوا الإيمان من الكدر " ، ( بحار الأنوار : 51 / 219 - 222 ) .
نماذج من الأدعية له و زيارته ( عجَّل الله فرَجَه ) :
( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ، صلواتك عليه و على آبائه ، في هذه الساعة و في كل ساعة ، ولياً و حافظاً و قائداً و ناصراً ، و دليلاً و عيناً ، حتى تسكنه أرضك طوعاً ، و تمتعه فيها طويلا ) .
( اللهم و صلِّ على ولي أمرك ، القائم المؤمل ، و العدل المنتظر ، و حفَّه بملائكتك المقربين ، و أيده منك بروح القدس يا رب العالمين .
اللهم اجعله الداعيَ إلى كتابك ، و القائمَ بدينك ، استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله ، مَكِّنْ له دينه الذي ارتضيته له ، أبدله من بعد خوفه أمناً ، يعبدك لا يشرك بك شيئاً ، اللهم أعزه و أعزز به ، و انصره و انتصر به ، و افتح له فتحاً يسيراً ، و اجعل له من لدنك سلطاناً نصيراً ، اللهم أظهر به دينك و سنة نبيك ( صلى الله عليه و آله ) ، حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق .
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة ، تعز بها الإسلام و أهله ، و تذل بها النفاق و أهله ، و تجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك ، و القادة إلى سبيلك ، و ترزقنا بها كرامة الدنيا و الآخرة .
اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه ، و ما قصرنا عنه فبلغناه ، اللهم الْمُمْ به شعثنا ، و أشعب به صدعنا ، و ارتق به فتقنا ، و كثر به قلتنا ، و أعزز به ذلتنا ، و أغن به عائلنا ، و اقض به عن مغرمنا ، و اجبر به فقرنا ، و سُدَّ به خلتنا ، و يسر به عسرنا ، و بيض به وجوهنا ، و فك به أسرنا ، و أنجح به طلبتنا ، و أنجز به مواعيدنا ، و استجب به دعوتنا و أعطنا به سؤلنا ، و بلغنا به من الدنيا و الآخرة آمالنا ، و أعطنا به فوق رغبتنا .
يا خير المسؤولين و أوسع المعطين ، إشف به صدورنا ، و أذهب به غيظ قلوبنا ، و أهدنا به لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، و انصرنا به على عدوك و عدونا إله الحق آمين .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه و آله ، و غيبة ولينا ، و كثرة عدونا ، و قلة عددنا ، و شدة الفتن بنا ، و تظاهر الزمان علينا ، فصل على محمد و آل محمد ، و أعنا على ذلك كله بفتح منك تعجله ، و ضر تكشفه و نصر تعزه ، و سلطان حق تظهره ، و رحمة منك تجللناها ، و عافية منك تلبسناها ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
( اللهم صلِّ على محمد و عليهم صلاةً كثيرةً دائمةً طيبة ، لا يحبط بها إلا أنت ، و لا يسعها إلا علمك ، و لا يحصيها أحد غيرك .
اللهم صل على وليك المحيي سنتك ، القائم بأمرك ، الداعي إليك ، الدليل عليك ، و حجتك على خلقك ، و خليفتك في أمرك ، و شاهدك على عبادك ، اللهم أعزَّ نصره ، و مُدَّ عمره ، و زيِّنْ الأرض بطول بقائه .
اللهم اكفه بغي الحاسدين ، و أعذه من شر الكائدين ، و ازجر عنه إرادة الظالمين ، و خلصه من أيدي الجبارين ، اللهم أعطه في نفسه و ذريته و شيعته و رعيته و خاصته و عامته و عدوه و جميع أهل الدنيا ما تَقَرُّ به عينه ، و تُسَرُّ به نفسه ، و بلغه أفضل أمله في الدنيا و الآخرة ، إنك على كل شيء قدير .
اللهم جدد به ما مُحي من دينك ، و أحي به ما بُدِّل من كتابك ، و أظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به و على يديه غضاً جديداً خالصاً مخلَصاً ، لاشك فيه و لا شبهة معه ، و لا باطل عنده و لا بدعة لديه .
اللهم نوره بنوره كل ظلمة ، و هد بركنه كل بدعة ، و اهدم بعزته كل ضلالة و اقصم به كل جبار ، و أخمد بسيفه كل نار ، و أهلك بعدله كل جبار ، و أجر حكمه على كل حكم ، و أذل لسلطانه كل سلطان .
اللهم أذل كل من ناواه ، و أهلك كل من عاداه ، و امكر بمن كاده ، و استأصل من جحد حقه و استهان بأمره ، و سعى في إطفاء نوره ، و أراد إخماد ذكره ) .
( اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها ، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ ، وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ أكَرَمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّرائع اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها ، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً ، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً ، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً ، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ ، اِقامَةً لِدينِكَ ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى .
اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ ، وَ عَرَجْتَ بِه اِلى سَمائِكَ ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ .
فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ الدُّمُوعُ ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن .
اَيْنَ الْحَسَنُ ، اَيْنَ الْحُسَيْنُ ، اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ .
اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْطاهرة ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ وَ اْلعِوَجِ ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ .
اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاَْعْداءِ ، اَيْنَ جامِعُ الكَلِمِ عَلَى التَّقْوى ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ وَ السَّماءِ ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى ، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا ، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاَْنْبِياءِ ، اَيْنَ الطّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ .
بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى ، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاَْكْرَمينَ ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ ، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمَهْدِيّينَ ، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ لا تُحِيطَ بِِيَ دُونكَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى ، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا ، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ لم يَنْزِحُ ) عَنّا .
اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي ، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى ، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى ، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى ، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى .
هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا ، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى ، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى ، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى ؟ ترى اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاََ ، وَ قَدْ مَلأْتَ الاَْرْضَ عَدْلاً ، وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ .
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى ، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى ، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الاُولی .
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً ، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً ، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً ، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً .
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ ، وَ يَكمْن في ظِلِّهِمْ ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ ، وَ الإجْتِنابِ عن مَعْصِيَتِهِ ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ ، وَ اجْعَلْ صَلواتَنا بِهِ مَقبُولَةً ، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً ، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً ، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً ، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً ، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً ، سائِغاً هَنيئاً ، لا ظَمَأ بَعْدَهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمين ) .
هذا غيض من فيض من آدابنا الشيعية و أدبنا الشيعي مع الإمام المهدي الموعود أرواحنا فداه .
كما أن للشيعة في مدحه و حبه من الشعر من قبل ولاته إلى يومنا هذا ، مئات القصائد ، و فيها من عيون الشعر العربي ، و آيات الشعر الفارسي و التركي و الأوردي ، و سنختم الكتاب بمقطوعات منها ، إن شاء الله .
عقيدة السنة في المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) :
يتصور البعض أن عقيدة المهدي المنتظر عقيدة خاصة بالشيعة ، بينما هي عند السنة أصيلة كأصالتها عند الشيعة ، لا فرق بين الجميع في ثبوت البشارة عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) بالمهدي المنتظر ( عجَّل الله فرجه ) و لا في مهمته العالمية ، و لا في شخصيته المقدسة المتميزة ، و لا في علامات ظهوره و معالم ثورته .
و قد يكون الفرق الوحيد بشأنها أننا نحن الشيعة نعتقد بأنه هو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ( عجَّل الله فرجه ) المولود سنة 255 هـ ، و أن الله تعالى مد في عمره كما مد في عمر الخضر ( عليه السَّلام ) فهو حيٌّ غائب حتى يأذن الله له بالظهور ، بينما يرى غالبية علماء السنة أنه لم يثبت أنه مولود و غائب ، بل سوف يولد و يحقق ما بشر به النبي ( صلى الله عليه و آله ) .
و تظهر أصالة عقيدة المهدي عند السنة في كثرة أحاديثها في مصادرهم و أصولهم الحديثية و العقائدية ، و في فتاوى و آراء علمائهم ، و في التاريخ العلمي و السياسي لهذه العقيدة في أوساطهم عبر الأجيال .
و على هذا الأساس ، فإن الحركات المهدية في أوساط المسلمين السنة ، مثل حركة المهدي السوداني في القرن الماضي ، و حركة الحرم المكي الشريف في مطلع هذا القرن ، و الحركات المتضمنة لأفكار مهدية بشكل بارز كحركة الجهاد و الهجرة في مصر ، و أمثالها من الحركات ، لم تنشأ من فراغ و لا من تأثر بأفكار الشيعة عن المهدي ، كما يتصور بعضهم ! فرواة أحاديث المهدي المنتظر من الصحابة و التابعين السنة لا يقل عددهم عن الرواة من الشيعة ، و كذلك من دونها منهم في الأصول و الموسوعات الحديثية ، و من ألف فيها مؤلفاً خاصاً ، و لعل أقدم مؤلف سني وصل إلينا في عقيدة المهدي هو كتاب ( الفتن و الملاحم ) للحفاظ نعيم بن حماد المروزي المتوفى سنة 227 هـ ، و هو من شيوخ البخاري و غيره من مصنفي الصحاح ، و توجد منه نسخة في مكتبة دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الهند رقم 3187 - 83 ، و نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق رقم 62 - أدب ، و نسخة في مكتبة المتحف البريطاني تقع في نحو مئتي صفحة مزدوجة ، و قد تم نسخها سنة 706 هـ ، و يوجد على بعض صفحاتها عبارة ( و قف حسين أفندي ) مما يشير إلى أنها أخذت من موقوفات تركيا ، و قد سجلت في المكتبة البريطانية سنة 1924م ، و هي التي نقلنا عنها في هذا الكتاب .
أما بقية المصادر الحديثية و العقائدية السنية التي تعرضت لعقيدة المهدي المنتظر أو عقدت لها فصلاً فتزيد على الخمسين مصدر ، بما فيها كتب الصحاح .
و أما المؤلفات و الرسائل و البحوث الخاصة بالموضوع فهي تقارب عدد المصادر .
كما أنَّ أقدم مؤلف شيعي وصل إلينا في عقيدة المهدي أيضاً كتاب ( الغيبة ) أو كتاب ( القائم ) للفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري المعاصر لنعيم بن حماد ، و الذي ألف كتابه قبل ولادة الإمام المهدي ( عجَّل الله فرجه ) و غيبته !
و قد كانت نسخه متداولة بين علمائنا إلى أن فقدت في هذا القرن مع الأسف ، و لكن بقي منه ما رواه العلماء في مؤلفاتهم ، خاصة ما نقله العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في موسوعته ( بحار الأنوار ) .
و على مر العصور كانت عقيدة المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرجه ) من العقائد الثابتة المتسالم عليها عند علماء السنة و جمهورهم ، فإن ظهر رأي شاد ينكرها أو يشكك فيها ، تصدى له العلماء و المحققون و ردوه و أنكروا عليه أن يشكك في واحدة من عقائد الإسلام ثبتت بالأحاديث المتواترة عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) .
و أمامنا نموذجان ممن شكك في عقيدة المهدي فرد عليهما علماء السنة :
الأول : ابن خلدون ، من علماء القرن الثامن ، صاحب التاريخ المعروف .
قال في مقدمة تاريخه ص : 311 طبعة دار احياء التراث العربي : ، " إعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بُدَّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين و يظهر العدل ، و يتبعه المسلمون و يستولي على الممالك الإسلامية ، و يسمى بالمهدي ، و يكون خروج الدجال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره ، و أن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال ، أو ينزل معه فيساعده على قتله و يأتم بالمهدي في صلاته " ، ثم استعرض ابن خلدون ثمانية و عشرين حديثاً وردت في المهدي و ناقش في بعض رجال أسانيدها ، و ختم مناقشاته بقوله ص : 322 : " فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي و خروجه في آخر الزمان ، و هي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل و الأقل منه " .
ثم استعرض بعض آراء المتصوفة في المهدي المنتظر ، و ختم مناقشته لها بقوله ص : 327 : " و الحق الذي ينبغي أن يتقرب لديك أنه لا تتم دعوة من الدين و الملك إلا بوجود شوكة عصبية تظهره و تدافع عنه من يدفعه حتى يظهر أمر الله فيه ، و قد قررنا ذلك من قبل بالبراهين القطعية التي أريناك هناك ، و عصبية الفاطميين بل و قريش أجمع قد تلاشت من جميع الآفاق ، و وجد أمم آخرون قد استعلت عصبيتهم على عصبية قريش إلا ما بقي بالحجاز في مكة و ينبع بالمدينة من الطالبيين من بني حسن و بني حسين و بني جعفر ، و هم منتشرون في تلك البلاد و غالبون عليها ، و هم عصائب متفرقون في مواطنهم و إماراتهم و آرائهم يبلغون آلافاً من الكثرة ، فإن صح ظهور هذا المهدي فلا وجه لظهوره و دعوته إلا بأن يكون منهم و يؤلف الله بين قلوبهم في أتباعه حتى تتم له شوكة و عصبية وافية بإظهار كلمته و حمل الناس عليها ، و أما على غير هذا الوجه مثل أن يدعو فاطمي منهم إلى مثل هذا الأمر في أفق من الآفاق من غير عصبية و لا شوكة إلا مجرد نسبه في أهل البيت فلا يتم ذلك و لا يمكن " .
و مع أن ابن خلدون لم يجزم بنفي عقيدة المهدي المنتظر و لكنه استبعدها و ناقش في عدد من أحاديثها ، فقد اعتبر العلماء ذلك منه شذوذاً و تكذيباً لعقيدة إسلامية استفاضت أحاديثها و تواترت ، و انتقدوه بأنه مؤرخ و ليس من أهل الإختصاص في الحديث حتى يحق له الجرح و التعديل و الإجتهاد .
و أوسع ما رأيت في الرد عليه كتاب ( الوهم المكنون من كلام ابن خلدون ) للعالم المحدث أحمد بن الصديق المغربي في أكثر من مئة و خمسين صفحة ، قدم له مقدمة وافية ذكر فيها جملة من آراء أئمة الحديث في صحة أحاديث المهدي المنتظر و تواترها ، ثم فند مناقشات ابن خلدون واحدة واحدة لأسانيد الأحاديث الثمان و العشرين التي ذكرها ، ثم أكمل أحاديث المهدي ( عجَّل الله فرجه ) إلى مئة حديث .
و النموذج الثاني : كتاب ( لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر ) الذي نشره مؤلفه الشيخ عبد الله محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر ، على أثر حركة المسجد الحرام و ادعاء قائدها محمد عبد الله القرشي أنه المهدي المنتظر ، فتصدى لعبد الله محمود عدد من علماء الحجاز و ردوا عليه ، و منهم العالم المحدث الشيخ عبد المحسن العباد المدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، الذي رد عليه في بحث واف في أكثر من خمسين صفحة باسم : ( الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي ) و نشره في العدد 45 من مجلة الجامعة الإسلامية محرم 1400 هـ ، و أشار في مقدمته إلى بحثه الذي كان نشره في نفس المجلة ، قال :
" و على أثر وقوع هذا الحادث المؤلم لقلب كل مسلم ( ... ) حصلت بعض التساؤلات عن خروج المهدي في آخر الزمان و هل صح فيه شيء من الأحاديث عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، فأوضح بعض العلماء في الإذاعة و الصحف صحة كثيرة من الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله ص ، و منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس إدارة البحوث العلمية و الدعوة و الإرشاد ، فقد تحدث في الإذاعة و كتب في بعض الصحف مبيناً ثبوت ذلك بالأحاديث المستفيضة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و مستنكراً ما قام به هؤلاء المبطلون من الإعتداء على بيت الله الحرام .
و منهم فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام و خطيب المسجد النبوي الشريف ، فقد ندد في إحدى خطب الجمعة باعتداء هذه الفئة الآثمة الظالمة و بين أنهم و من زعموه المهدي في وادٍ و المهدي الذي جاء ذكره في الأحاديث في وادٍ آخر .
و حصل في مقابل ذلك أن أصدر فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد المحمود رئيس الحاكم الشرعية في دولة قطر رسالة سماها ( لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر ) نحا فيها منحى بعض الكتاب في القرن الرابع عشر ممن ليست لهم خبرة بحديث رسول الله ص و معرفة صحيحه و سقيمه ، و فيهم من تعويله على الشبهات العقلية ، و كذب بكل ما ورد في المهدي ، و قال كما قالوا : إنها أحاديث خرافة ، و إنها و إنها ، الخ ، و قد رأيت كتابة هذه السطور مبيناً أخطاءه و أوهامه في هذه الرسالة ، و موضحاً بأن القول بخروج المهدي في آخر الزمان هو الذي تدل عليه الأحاديث الصحيحة و هو ما عليه العلماء من أهل السنة و الأثر في القديم و الحديث ، إلا من شذ .
و من المناسب أن أشير هنا إلى أنني سبق أن كتبت بحثاً بعنوان ( عقيدة أهل السنة و الأثر في المهدي المنتظر ) و قد نشر هذا البحث في العدد الثالث من السنة الأولى من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الصادر في شهر ذي القعدة 1388 هـ ، يشتمل هذا البحث على عشرة أمور :
الأول : في ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
الثاني : في ذكر أسماء الأئمة الذي خرجوا الأحاديث و الآثار الواردة في المهدي في كتبهم .
الثالث : في ذكر العلماء الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف .
الرابع : في ذكر العلماء الذي حكموا بتواتر أحاديث المهدي ، و حكاية كلامهم في ذلك .
الخامس : في ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي .
السادس : في ذكر بعض الأحاديث الواردة في شأن المهدي في غير الصحيحين مع الكلام على أسانيد بعضها .
السابع : في ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي و اعتقدوا موجبها ، و حكاية كلامهم في ذلك .
الثامن : في ذكر من وقفت عليه ممن حكي عنه إنكار الأحاديث في المهدي أو التردد فيها ، مع مناقشة كلامه باختصار .
التاسع : في ذكر بعض ما يظن تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي ، و الجواب على ذلك .
العاشر : كلمة ختامية في بيان أن التصديق بخروج المهدي في آخر الزمان من الإيمان بالغيب ، و أن لا علاقة لعقيدة أهل السنة في المهدي بعقيدة الشيعة ) ، انتهى .
أقول : إن بحث ابن الصديق المغربي في الرد على ابن خلدون ، و بحثي الشيخ العباد المذكورين من أغنى البحوث الحديثية العقائدية عند السنة في عقيدة المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرجه ) ، و قد كنت أرغب في نقل مقتطفات منها لولا أن الأنفع نقل آراء علماء آخرين من كتاب ( الإمام المهدي عند أهل السنة ) الذي أصدرته أخيراً مكتبة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بأصفهان و جمعت فيه فصولاً من كتب الحديث و رسائل مفردةً و بحوثاً حول المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرجه ) لأكثر من خمسين من أئمة السنة و علمائهم .
ابن القيم الجوزية :
قال في كتابه ( المنار المنيف في الصحيح و الضعيف ) بعد أن ذكر عدداً من أحاديث المهدي المنتظر : ( و هذه الأحاديث أربعة أقسام : صحاح ، و حسان ، و غرائب ، و موضوعة ، و قد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :
أحدها ، أنه المسيح بن مريم ، و هو المهدي على الحقيقة ، و احتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم ( يقصد حديث لا مهدي إلا عيسى ) و قد بينا حاله و أنه لا يصح ، و لو صح لم يكن فيه حجة ، لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و بين الساعة .
القول الثاني ، أنه المهدي الذي ولي من بني العباس و قد انتهى زمانه ، و احتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده : ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها و لو حَبْوَا على الثلج ، فإن فيها خليفة الله المهدي ) .
و في سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال : ( بينما نحن عند رسول الله ص إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي ص اغرورقت عيناه و تغير لونه ، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! قال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون بلاءً و تشريداً و تطريداً ، حتى يأتي قوم من أهل المشرق و معهم رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً ، فمن أدرك ذلك فليأتهم و لو حبواً على الثلج ) .
و هذا و الذي قبله لو صح ، لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، بل هو مهدي من جملة المهديين .
و عمر بن عبد العزيز كان مهدياً ، بل هو أولى باسم المهدي منه .
فالمهدي في جانب الخير و الرشد كالدجال في جانب الشر و الضلال ، و كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين ، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون .
القول الثالث ، أنه رجل من أهل بيت النبي ص من ولد الحسن بن علي ، يخرج في آخر الزمان و قد امتلأت الأرض جوراً و ظلماً فيملؤها قسطاً و عدلاً و أكثر الأحاديث على هذا تدل ، ، الخ ) ، ( المصدر المذكور : 1 / 289 ) .
ابن حجر الهيثمي :
قال في كتابه الصواعق المحرقة : الآية الثانية عشرة قوله تعالى : و إنه لعلَمٌ للساعة ، قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي ، و ستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي ، و حينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة و علي رضي الله عنهما ، و أن الله ليخرج منهما كثيراً طيباً ، و أن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة و معادن الرحمة ، و سر ذلك أن النبي ص أعاذها و ذريتها من الشيطان الرجيم ، و دعا لعلي بمثل ذلك ، و شرح ذلك كله يعلم بسياق الأحاديث الدالة عليه ) ، ( المصدر : 1 / 420 ) .
ابن كثير :
قال في النهاية : ( فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان ) :
و هو أحد الخلفاء الراشدين و الأئمة المهديين ، فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول الله ص و أنه يكون في آخر الدهر .
و قال تعقيباً على حديث ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) : و هذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة سنتين و ثلاثين و مئة ، بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي ، و هو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه ، يصلحه الله في ليلة واحدة ، أي يتوب عليه و يوفقه و يلهمه و يرشده ، بعد أن لم يكن كذاك ، و يؤيده ناس من أهل المشرق ينصرونه ، و يقيمون سلطانه و يشيدون أركانه ، و تكون راياتهم سوداً أيضاً ، و هو زي عليه الوقار لأن راية رسول الله ص كانت سوداء يقال لها العقاب ) ، ( : 1 / 296 )
جلال الدين السيوطي :
قال في كتابه ( الحاوي للفتاوي ) : أخرج ابن جرير في تفسيره ، عن السدي في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ، قال هم الروم ، كانوا ظاهروا بخت نصر في خراب بيت المقدس ، و في قوله تعالى : أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ ، قال : فليس في الأرض رومي يدخله اليوم إلا و هو خائف أن تضرب عنقه ، أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها ، و في قوله : لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ، قال : أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي و فتحت القسطنطينية قتلهم ، فذلك الخزي ) ( المصدر : 1 / 354 ) .
و قال في التعليق على حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) : قال القرطبي في التذكرة : إسناده ضعيف ، و الأحاديث عن النبي ص في التنصيص على خروج المهدي من عترته و أنه من عترته و أنه من ولد فاطمة ، ثابتة أصح من هذا الحديث ، فالحكم بها دونه ، قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السجزي : قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى ص بمجئ المهدي ، و أنه من أهل بيته ، و أنه سيملك سبع سنين ، و أنه يملأ الأرض عدلاً ، و أنه يخرج معه عيسى فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين ، و أنه يؤم هذه الأمة و عيسى يصلي خلفه ، في طول من قصته و أمره ) ، ( المصدر : 1 / 396 ) .
ابن أبي الحديد المعتزلي :
قال في شرح قول أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ( و بنا يختم لا بكم ) : إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ، و أكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة ، و أصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، و قد صرحوا بذكره في كتبهم و اعترف به شيوخهم ، إلا أنه عندنا لم يخلق بعد و سيخلق ، و إلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضاً ) ، ( المصدر : 1 / 146 ) .
و قال في شرح قوله ( عليه السَّلام ) : ( لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ، و تلا عقيب ذلك : ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 4 .
قال : و الإمامية تزعم أن ذلك وعد منه بالإمام الغائب يملك الأرض في آخر الزمان ، و أصحابنا يقولون إنه وعد بإمام يملك الأرض و يستولي على الممالك و لا يلزم من ذلك أنه لا بد أن يكون موجوداً ، و تقول الزيدية : إنه لا بد من أن يملك الأرض فاطمي يتلوه جماعة من الفاطميين على مذهب زيد ، و إن لم يكن أحد منهم الآن موجوداً ) ، ( المصدر : 1 / 174 ) .
و قال في شرح قوله ( عليه السَّلام ) : ( بأبي ابن خيرة الإماء ) ( أما الإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجس ، و أما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد و ليس بموجود الآن ، و أنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، و ينتقم من الظالمين و ينكل بهم أشد النكال ) ( المصدر : 1 / 152 ) انتهى .
أقول : و لقد وقع فيها ابن أبي الحديد و مثله كل من يثبت هذا النص لأمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بأن المهدي ( عجَّل الله فرجه ) ابن خيرة الإماء ! !
فإذا لم يكن هو ابن الإمام العسكري ( عليه السَّلام ) و كان سيولد في عصرنا مثلاً ، فأين الإماء ، و كيف يكون ابن أم ولد و ابن خيرة الإماء ؟
و قال ابن أبي الحديد في شرح قوله ( عليه السَّلام ) ( في سترة من الناس ) : هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه ، و ليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم ، و إن ظنوا أنه تصريح بقولهم ، و ذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ، و يكون مستتراً مدة و له دعاة يدعون إليه و يقررون أمره ، ثم يظهر بعد ذلك الإستتار و يملك الممالك و يقهر الدول و يمهد الأرض ) ، ( المصدر : 1 / 163 ) .
المناوي صاحب فيض القدير :
قال في شرح حديث : المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري : قال في المطامح : حكي أنه يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ) ، انتهى ، و أخبار المهدي كثيرة شهيرة أفردها غير واحد في التأليف ، قال السمهودي : و يتحصل مما ثبت في الأخبار عنه أنه من ولد فاطمة ، و في أبي داود أنه من ولد الحسن ، ، ثم قال : تنبيه : أخبار المهدي لا يعارضها خبر لا مهدي إلا عيسى بن مريم ، لأن المراد به كما قال القرطبي لا مهدي كاملاً معصوماً إلا عيسى ، قال ابن الجوزي ، قال ابن أحمد الرازي : حديث باطل انتهى ، و فيه محمد بن إبراهيم الصوري ، قال : قال في الميزان عن ابن الجلاب ، روى عن رواد خبراً باطلاً منكراً في ذكر المهدي ، ثم ساق هذا الخبر و قال ، هذا باطل ) ، ( المصدر : 1 / 54 ) .
خير الدين الآلوسي :
قال في غالية المواعظ : فمنها - أي علامات الساعة - خروج المهدي رضي الله تعالى عنه على القول الأصح عند أكثر العلماء ، و لا عبرة بمن أنكر مجيئه من الفضلاء ، و في مجيء المهدي أحاديث عديدة ، و استعرض قسماً منها و قال : ( و هذا الذي ذكرناه في أمر المهدي هو الصحيح من أقوال أهل السنة و الجماعة ) ( المصدر : 2 / 158 ) .
الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر :
قال في مقال نشرته مجلة التمدن الإسلامي بعنوان ( نظرة في أحاديث المهدي ) : و يلحق بالأحكام العملية في صحة الاحتجاج بخبر الآحاد أشياء يخبر بها الشارع ليعلمها الناس من غير أن يتوقف صحة إيمانهم على معرفتها و من هذا القبيل حديث المهدي ، فإذا ورد حديث صحيح عن النبي ص بأنه سيقع في آخر الزمان كذا ، حصل به العلم ، و وجب الوقوف عليه من غير حاجة إلى أن يكثر رواة هذه الحديث حتى يبلغ حد التواتر .
و لم يرد في الجامع الصحيح للإمام البخاري حديث في شأن المهدي ، و إنما ورد في صحيح مسلم حديث لم يصرح فيه باسمه ، و حمله بعضهم على أن المراد منه المهدي ، أو المشار فيها إلى بعض صفاته ، أما بقية كتب الحديث فرواها الإمام أحمد بن حنبل ، و أبو داود ، و الترمذي ، و ابن ماجة ، و الطبراني ، و أبو نعيم ، و ابن أبي شيبة ، و أبو يعلى ، و الدار قطني ، و البيهقي ، و نعيم بن حماد ، و غيرهم ، و جمعت هذه الأحاديث في رسائل مستقلة ، مثل ( العرف الوردي في حقيقة المهدي ) للملا علي القاري ، و ( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر و الدجال و المسيح ) للشوكاني ، و قد صرح الشوكاني في رسالته المشار إليها آنفا بأن هذه الأحاديث بلغت مبلغ التواتر ، قال : ( و الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر ، و هي متواترة بلا شك ، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها ، على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ) .
يقول بعض المنكرين لأحاديث المهدي جملة : إن هذه الأحاديث من وضع الشيعة لا محالة ، و يرد بأن هذه الأحاديث مروية بأسانيدها ، و قد تقصينا رجال سندها فوجدناهم ممن عرفوا بالعدالة و الضبط ، و لم يتهمهم أحد من رجال التعديل و الجرح بتشيع ، مع شهرة نقدهم للرجال ، و قد اتخذ مسألة المهدي كثير من القائمين لإنشاء دول وسيلة إلى الوصول إلى غاياتهم ، فادعوا المهدوية ليتهافت الناس على الإلتفاف حولهم ، فالدولة الفاطمية قامت على هذه الدعوة ، إذ زعم مؤسسها عبيد الله أنه المهدي .
و دولة الموحدين جرت على هذه الدعوة ، فإن مؤسسها محمد بن تومرت أقام أمره على هذه الدعوة .
و ظهر في أيام الدولة المرينية بفاس رجل يدعى التوزدي و اجتمع حوله رؤساء صنهاجة ، و قتل المصامتة .
و قام رجل اسمه العباس سنة 690 هـ ، في نواحي الريف من المغرب و زعم أنه المهدي ، و اتبعته جماعة ، و آل أمره إلى أنه قتل و انقطعت دعوته .
و بعد ثورة عرابي بمصر ظهر رجل في السودان يسمى محمد أحمد ، ادعى أنه المهدي و اتبعه قبيلة بقارة من جهينة على أنه المهدي سنة 1300 هـ ، و هو الذي خلفه بعد موته التعايشي أحد زعماء البقارة .
و إذا أساء الناس فهم حديث نبوي ، أو لم يحسنوا تطبيقه على وجهه الصحيح حتى وقعت جراء ذلك مفاسد ، فلا ينبغي أن يكون ذلك داعياً للشك في صحة الحديث أو المبادرة إلى إنكاره ، فإن النبوة حقيقة واقعة بلا شبهة ، و قد ادعاها أناس كذباً و افتراء و أضلوا بدعواهم كثيراً من الناس ، مثل ما يفعله طائفة القاديانية اليوم .
و الألوهية ثابتة بأوضح من الشمس في كبد السماء ، و قد ادعاها قوم لزعمائهم على معنى أنه جل شأنه يحل فيهم ، مثلها يفعل طائفة البهائية في هذا العهد ، فليس من الصواب إنكار الحق من أجل ما ألصق به من باطل ) ، ( المصدر : 2 / 210 - 214 ) .
الشيخ ناصر الألباني :
قال في مقال في مجلة التمدن الإسلامي ، في مقالة بعنوان ( حول المهدي ) : و أما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة ، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة ، و أنا مورد هنا أمثلة منها ، ثم معقب ذلك بدفع شبهة الذين طعنوا فيها ( ثم ذكر أمثلة منها و من آراء العلماء بتواترها ، ثم قال : هذا ثم إن السيد رشيد ( رضا ) أو غيره لم يتتبعوا ما ورد في المهدي من الأحاديث حديثاً حديثاً ، و لا توسعوا في طلب ما لكل حديث منها من الأسانيد ، و لو فعلوا لوجدوا منها ما تقوم به الحجة ، حتى في الأمور الغيبية التي يزعم البعض أنها لا تثبت إلا بحديث متواتر .
و مما يدلك على أن السيد رشيد ادعى أن أسانيد لا تخلو عن شيعي ، مع أن الأمر ليس كذلك على إطلاقه ، فالأحاديث الأربعة التي ذكرتها ليس فيها رجل معروف بالتشيع ، على أنه لو صحت هذه الدعوى لم يقدح ذلك في صحة الأحاديث ، لأن العبرة في الصحة إنما هو الصدق و الضبط ، و أما الخلاف المذهبي فلا يشترط في ذلك ، كما هو مقرر في مصطلح علم الحديث ، و لهذا روى الشيخان في صحيحيهما لكثير من الشيعة و غيرهم من الفرق المخالفة ، و احتجا بأحاديث هذا النوع .
و قد أعلها السيد بعلة أخرى و هي التعارض ، و هذه علة مدفوعة لأن التعارض شرطه التساوي في قوة الثبوت ، و أما نصب التعارض بين قوي و ضعيف فمما لا يسوغه عاقل منصف ، و التعارض المزعوم من هذا القبيل .
و خلاصة القول أن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه ص يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب ، و الإيمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 5 و أن إنكارها لا يصدر إلا عن جاهل أو مكابر ، أسأل الله أن يتوفانا على الإيمان بها ، و بكل ما صح في الكتاب و السنة ) ، ( المصدر : 2 / 288 ) .
العدوي المصري :
قال في مشارق الأنوار : و جاء في بعض الروايات أنه ينادي عند ظهوره فوق رأسه ملك : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، فيقبل عليه الناس و يُشربون حبه ، و أنه يملك الأرض شرقها و غربها ، و أن الذين يبايعونه أولاً بين الركن و المقام بعدد أهل بدر ، ثم تأتيه أبدال الشام و نجباء مصر و عصائب أهل الشرق و أشباههم ، و يبعث الله جيشاً من خراسان برايات سود نصرةً له ، ثم يتوجه إلى الشام ، و في رواية إلى الكوفة ، و الجمع ممكن ، و أن الله تعالى يؤيده بثلاثة آلاف من الملائكة ، و أن أهل الكهف من أعوانه .
قال الأستاذ السيوطي : و حينئذ فسر تأخيرهم إلى هذه المدة إكرامهم بشرفهم بدخولهم في هذه الأمة ، و إعانتهم للخليفة الحق ، و أن على مقدمة جيشه جبريل ، و ميكائيل على ساقته ) ، ( المصدر : 2 / 62 ) .
سعد الدين التفتازاني :
قال في شرح المقاصد : خاتمة ، مما يلحق بباب الإمامة خروج المهدي و نزول عيسى و هما من أشراط الساعة ، و عنه رضي الله عنه ، أي أبي سعيد الخدري ، قال : ذكر رسول الله ص بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً ، فذهب العلماء إلى أنه إمام عادل من ولد فاطمة رضي الله عنها يخلقه الله حين يشاء و يبعثه لنصرة دينه ، و زعمت الشيعة الإمامية أنه محمد بن الحسن العسكري اختفى عن الناس خوفاً من الأعداء و لا استحالة في طول عمره كنوح و لقمان و الخضر ( عليهم السَّلام ) ، و أنكر ذلك سائر الفرق لأنه ادعاء أمر يستبعد جداً ، إذ لم يعهد في هذه الأمة مثل هذه الأعمار من غير دليل و لا أمارة ) ، ( المصدر : 1 / 214 ) .
القرماني الدمشقي :
قال في أخبار الدول و آثار الأول : و اتفق العلماء على أن المهدي هو القائم في آخر الوقت ، و قد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، و تظاهرت الروايات على إشراق نوره ، و ستسفر ظلمة الليالي و الأيام بسفوره ، و تنجلي برؤيته الظلم ، انجلاء الصبح عن ديجوره ، و يسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره ) ، ( المصدر : 1 / 463 ) .
محي الدين بن عربي :
قال في الفتوحات المكية : إعلم أيدنا الله أن لله خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جوراً و ظلماً فيملؤها قسطاً و عدلاً ، و لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول الله ص من ولد فاطمة يواطي اسمه اسم رسول الله ص ، "يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا ، يبيد الظلم و أهله ، يقيم الدين فينفخ الروح في الإسلام ، يعز الإسلام به بعد ذلة ، و يحيا بعد موته ، يضع الجزية ، و يدعو إلى الله بالسيف ، فمن أبى قتل ، و من نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله ص لحكم به ، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص ، أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الإجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفاً من سيفه و سطوته ، و رغبة فيما لديه .
يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ، و يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود و كشف بتعريف إلهي .
له رجال إلهيون يقيمون دولته و ينصرونه ، هم الوزراء ، يحملون أثقال المملكة ، و يعينونه على ما قلده الله .
فشهداؤه خير الشهداء ، و أمناؤه أفضل الأمناء ، و أن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه ، أطلعهم كشفاً و شهوداً على الحقائق ، و ما هو أمر الله عليه في عباده ، فبمشاورتهم يفصل ما يفصل ، و هم العارفون الذين عرفوا ما ثم .
و أما هو نفسه فصاحب سيف حق و سياسة مدنية ، يعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته و منزله ، لأنه خليفة مسدد ، يفهم منطق الحيوان ، يسري عدله في الإنس و الجان ، من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له لقوله : و كَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ، و هم على أقدام رجال من الصحابة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، و هم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء و أفضل الأمناء ) ، ( المصدر : 1 / 106 )
الشريف البرزنجي :
قال في كتابه الإشاعة في أشراط الساعة : و اعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر ، فقد قال محمد بن الحسن الدستوري في كتابه مناقب الشافعي : قد تواترت الأخبار عن رسول الله ص بذكر المهدي و أنه من أهل بيته ص انتهى ، ، ، جاء عن ابن سيرين أن المهدي خير من أبي بكر و عمر ، قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر و عمر ! ؟ قال : قد كان يفضل على بعض الأنبياء .
و عنه : لا يفضل عليه أبو بكر و عمر ، قال السيوطي في العرف الوردي : هذا إسناد صحيح ، و هو أخف من اللفظ الأول ، قال : و الأوجه عندي تأويل اللفظين على ما دل عليه حديث بل أجر خمسين منكم ، لشدة الفتن في زمان المهدي .
قلت : التحقيق أن جهات التفاضل مختلفة ، و لا يجوز لنا التفضيل في فرد من الأفراد على الإطلاق إلا إذا فضله النبي ص كذلك ، فإنه قد يوجد في المفضول مزية من جهات أخر ليست في الفاضل .
و تقدم من الشيخ في الفتوحات أنه معصوم في حكمه مقتف أثر النبي ص لا يخطئ أبداً ، و لا شك أن هذا لم يكن في الشيخين ، و أن الأمور التسعة التي مرت لم تجتمع كلها في إمام من أئمة الدين قبله ، فمن هذه الجهات يجوز تفضيله عليهما ، و إن كان لهما فضل الصحبة ، و المشاهدة و الوحي و السابقة ، و غير ذلك ، و الله أعلم .
قال الشيخ علي القاري في المشرب الوردي في مذهب المهدي : و مما يدل على أفضليته أن النبي ص سماه خليفة الله ، و أبو بكر لا يقال له إلا خليفة رسول الله ) ، ( المصدر : 1 / 480 ) .

إضافة تعليق جديد


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:22 AM   #3
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

تأليف: جواد علي
احتلت قضية "المهدي المنتظر" مساحة كبيرة في الفكر الشيعي، نظراً لارتباطها بفكرة "الإمامية" المقدسة لدى الشيعة، أو بالأحرى يشكل "المهدي المنتظر" عند الشيعة منعطفاً هاماً وتحولاً فيما يتعلق بالإمامة، بـالمهدي عند الشيعة الاثنى عشرية هو الإمام الثاني عشر والأخير، والمختفي منذ 1200 سنة تقريباً، وحسب المعتقد الشيعي فإن عودة المهدي ترافقها جملة من الأحداث والتطورات على مستوى الكون، وليس على مستوى المذهب فقط.
وكتاب "المهدي المنتظر عند الشيعية الاثنى عشرية" للدكتور جواد علي يقدم شخصية "المهدي" كجزء ومرحلة من مراحل الإمامة، التي تعتبر إحدى عقائد الشيعة الرئيسية، والكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه تقدم بها المؤلف إلى جامعة ألمانية سنة 1939، وقد صدرت الطبعة الأولى باللغة العربية سنة 2005 عن دار الجمل بألمانيا، بعد وفاة المؤلف بـ 18 عاماً. وهنا تظهر قيمة الكتاب؛ فهو لباحث شيعي كتب بحثه بطريقة أكاديمية، وفي وقت كانت فيه المراجع الشيعية غير متوفرة بسهولة، كما أن اليقظة الشيعية كانت محصورة في الحوزات، ومع هذا لم يكن يثق بقدرته على نشر كتابه! وبالرغم من أن المؤلف شيعي المذهب، إلاّ أنه كشف كثيراً من الأساطير والخرافات الشيعية التي أحاطت بموضوع المهدي والإمامة، الأمر الذي جعل المؤلف يحجم عن نشر هذا الكتاب في حياته خوفاً من رد الفعل الشيعي.
وقد قسم المؤلف الكتاب إلى عشرة فصول تناول فيها فكرة الإمامة عند الشيعة الاثنى عشرية، والعلماء القدامى والمعاصرين الذين تحدثوا عنها في مؤلفاتهم، كما أسهب الكتاب في الحديث عن السفراء الذين كانوا نواباً للمهدي في غيبته الصغرى، ثم يختتم الكتاب بتناول أمر الغيبة الكبرى للمهدي، ثم عودته والدولة التي يقيمها حسب المعتقد الشيعي.


يقدم المؤلف في هذا الفصل ملخصاً عن فكرة "الإمامة" عند الشيعة الاثنى عشرية حيث يعتبر الشيعة أن الإمام قد نصبه الله وحده عن طريق نبية، وسلطته تشمل الأرض كلها، وكل ما يوجد فيها وفوقها، سواءً أكان معدناً أم غابة أم حيواناً، براً أم بحراً، فالأشياء كلها للإمام، وله الخمس مما يكسبه الناس من أعمالهم (ص13). كما تنص فكرة الإمامة على أن هذا النظام سيبقى قائماً إلى أن يأتي زمان الإمام المختفي ... ثم إن الحق لا يكون إلاّ مع الإمام أو وكلائه، لذلك فقد اعتبر الشيعة أن التحاكم لغير شيعتهم "أمر سيء للغاية" وبمثابة من توجه إلى الشيطان أو الطاغوت ليتحاكم إليه. وتحصر الشيعة "الإمامة" في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبنيه، وتحديداً في 12 إماماً أولهم علي، وآخرهم المهدي المنتظر، الملقب عندهم أيضاً بصاحب الزمان. إن نظرة سريعة المعتقد الشيعي من قضية الإمامة لا تدع مجالاً لشك في اعتقاد الشيعة ببطلان كل حكم سوى حكم الأئمة، وبخاصة فترة الخلفاء الراشدين، وبطلان التحاكم إلى حكام أهل السنة وقضاتهم، وذلك أن الشيعة تعتبر أن الدول السنية دول باطلة لم تقم على مبدأ الإمامة، إلى غير ذلك مما يمكن فهمه واستنتاجه م مفهوم الإمامة التي أشار إليها د. جواد علي . ويخصص المؤلف أكثر من 40 صفحة لتناول الكتب الشيعية القديمة والمعاصرة التي ألفت عن موضوع الإمام المختفي، وبالرغم من أن هذا الكم الكبير من المؤلفات يدل على أهمية فكرة المهدي وكونه من صلب عقيدة الشيعة، إلاّ أن المؤلف يحاول بين الحين والآخر اعتبارها قضية تاريخية وعقائدية وليست دينية!؟


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:23 AM   #4
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

موسوعة الإمام المهدي
عجّل الله تعالى فرجه الشريف

إعداد وتنظيم
مركز الأبحاث العقائدية
http://www.aqaed.com/book/462/


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:24 AM   #5
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

المقدمة
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن قدام المهدي علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين" كمال الدين 649
كل الروايات الواردة في هذا الكتيب تعود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار، أي إلى ما قبل 1400- 1200 سنة، والأحداث التي تقع الآن مطابقة لهذه الروايات...؟!
يقول الإمام الخميني بعد انتصار الثورة: إن أولادنا وأحفادنا (مخاطباً الشعب آنذاك) سيشهدون ظهور الإمام المهدي، يدل هذا القول للسيد الخميني أن زمن ظهور الإمام المهدي هو الزمن الذي نعيش فيه، لأن أولاد وأحفاد أنصار الثورة قد أصبحوا الآن في سن الإستعداد لهذا الظهور.
وقد صرح الرئيس أحمدي نجاد: بأنه عما قريب سوف تشهدون زوال إسرائيل من الوجود، (أي اقتراب ظهور الإمام).
ومن المشهور أن الشيخ المصباح اليزدي وهو أستاذ نجاد قال: " إننا نعيش في زمن الظهور وإن الإمام الحجة اختار نجاد لمقام الرئاسة".
أما أحد أهم المراجع والعرفاء في قم وهو الشيخ بهجت فيقول، وقد تأكدت شخصياً من صحة هذا القول، قبل أن أنقله: "إن كهول هذا العصر سوف يشهدون ظهور الإمام".
وقد سألت شخصياً الشيخ علي كوراني الخبير في علامات الظهور في موسم الحج سنة 1426هـ هل تحققت علامات الظهور؟ فقال لي معظم العلامات قد تحققت.

العلامة الأولى الكبرى:
إجتماع اليهود في أرض فلسطين
"فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا". - الإسراء 104
"وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا". الإسراء 4-7

1- تشير الآيات إلى أن وقت ظهور الإمام يكون فيه اليهود مجتمعين ومسيطرين على المسجد الأقصى، لأن عملية الدخول سوف تكون بالقوة، إلى المسجد (دخول الفاتحين).
2- أن قبل الظهور مباشرة توجه ضربات للصهاينة في فلسطين "ليسوؤوا وجوهكم" أي أن هناك ضربات مؤلمة ومذلة سوف يتعرض لها الإسرائيليون قبل الظهور من قبل العمليات الناجحة للمقاومة في لبنان وفلسطين.
3- من المعروف في الروايات الإسلامية والمتفق عليها عند الطرفين أن المسلمين سينتصرون في المعركة الأخيرة، وسيكونون بقيادة المهدي (عج).

إذاً هناك أربع إشارات تشير إليها الآيات:
1- إجتماع اليهود في فلسطين المحتلة "جئنا بكم لفيفا" وقد تحققت.
2- إحتلالهم للمسجد الأقصى والقدس
" وليدخلوا المسجد" وقد تحققت.
3-
" وليسوؤوا وجوهكم" ضربات موجهة من المقاومة قبل التحرير وقد تمت هذه الضربات وهي مستمرة حتى الآن.
4- قيادة الإمام المهدي للمسلمين في هذه الحرب... وهذا ما ينتظره الآن المسلمون: ظهور الإمام المهدي لقيادة الجيش الإسلامي.

عن أي جيش نتحدث؟ سوف تأتي الإشارة.

العلامة الثانية الكبرى:
خروج رجل من قم
رجل من قم يدعو الناس إلى الحق يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد لا تزلهم الرياح والعواصف لا يملون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين. البحار ج 6 ص 296
تنطبق الرواية على الإمام الخميني الذي خرج من قم يقود ثورة منذ العام 1962، وعبرت الرواية (رجل من قم) وليس من أهل قم لأن الإمام الخميني من خمين ولكنه من سكان قم، وبأنه تواجهه رياح وعواصف الصراع من الشاه ثم الضغوط الأميركية والعالمية. ثم الحرب ضد نظام صدام حسين وحلفائه العرب والروس والغرب، ومعه رجال قلوبهم كزبر الحديد، هم المناصرون الموالون لأفكار الإمام والذين وقفوا أمام الشاه وانتصروا ثم أسسوا الحرس الثوري للحفاظ على الثورة الإسلامية في إيران، وهم مستعدون للتضحية من أجل الإسلام والثورة وقائدها، وهم أهل خراسان وأهل قم الذين ذكرتهم الروايات، الذين يقيمون دولة تمهد للمهدي، وتكون دولتهم ممهدة للظهور.
كيف...؟؟؟

العلامة الثالثة الكبرى:
قوة عسكرية وإعلامية للإمام قبل الظهور
في تفسير قوله تعالى (بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد) عن الصادق عليه السلام: "قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وتراً ( أي عدواً ) لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه". روضة الكافي
وهذه الأحاديث تدل على أن التمهيد له عليه السلام يكون بقوة عسكرية وإعلامية عالمية، وأن هؤلاء القوم إن كانوا في إيران كالحرس الثوري، ويقاتلون الأمريكيين أعداء الإمام بالدرجة الأولى، ويعاونهم جيش المهدي الذي يمهد للإمام في العراق، ويحارب أيضاً أعداء الإمام، أو حزب الله في لبنان الذي يقاتل أعداء الله، والأنبياء والرسل، وحتماً أعداء الإمام المهدي (عج)، وهم اليهود، لمؤشر كبير أن ظهور الإمام بات قريباً.
هل هناك دولة تمهد للإمام؟

العلامة الرابعة الكبرى:
تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران أول التمهيد لدولة الإمام
"المهدي مبدأه من المشرق" مسند أحمد وسنن الترمذي والبيهقي في الدلائل
أي تبدأ عملية الظهور من المشرق، من قبل بلاد فارس. "تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإليلياء القدس" الملاحم والفتن، ص 43
وهي تشير إلى أن الجيش الذي ينطلق مع الإمام يبدأ تحضيره في إيران، و يكون هو الجيش الذي يتوجه مع الإمام إلى القدس.

وفي حديث عن الباقر عليه السلام: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا... ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عج) قتلاهم شهداء... أما أني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر (أي المهدي عج). البحار ج 52 ص 243 - 343
ومن المتعارف عند رواة الحديث أن رايات المشرق هي من إيران لكثرة الأحاديث التي تسميهم بالاسم بأنهم أنصار الإمام في آخر الزمان، ومن الواضح في الرواية أن هؤلاء القوم يمهدون لدولة مهديهم عليه السلام، وأنهم يسلمونه رايتهم وبقيادة الإمام لهم يملئون الأرض قسطاً وعدلاً.
ومن الواضح أيضاً أن حركتهم تواجه عداءً من العالم وحرباً، وأنهم يطلبون الحق بأن يحكموا بلادهم وفق الحكم الشرعي الإسلامي فيحاربونهم لمدة ثماني سنوات، ثم يريدون إعمار بلدهم فيحاصرونهم اقتصادياً، ثم يستقلون اقتصادياً ويريدون التطور والاكتفاء الذاتي فيحاصرونهم سياسياً وينشرون عشرات القواعد حولهم عسكرياً حتى يتم استفزازهم، وممكن بحسب الرواية مهاجمتهم (فيضعوا سيوفهم على عواتقهم) يحشدون جيوشهم ويتوجهون للحرب، ولا يقبلون بأي شرط حتى يدفعوا الراية إلى إمام زمانهم.
والنقطة الأهم في الرواية أنها تشير إلى إبقاء النفس للإمام المهدي، ولو أدرك هذه الدولة الإسلامية أي أن وجود هذه الجمهورية وظهور الإمام لا يتعدى عمر إنسان، لأن المطلوب أن يهيئ المرء نفسه للظهور بمجرد تحقق الدولة الإسلامية في إيران.
فإذا كان الإمام الباقر عليه السلام يقول إنه لو أدرك هذه الجمهورية الإسلامية في إيران لأعد نفسه لظهور الإمام المهدي (عج). فكيف حالنا نحن الذين نرى مرجعيات وعلماء يقودون دولة في إيران تمهّد للإمام المهدي (عج).
ومن الإشارات أن قتلى هذه الجمهورية شهداء...

فهل يقبل العالم راية الحق؟

العلامة الخامسة الكبرى:
العمائم السود من ذرية الرسول يقاتلون أعداء الإمام قبل الظهور
عن أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام قال: " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب! أتدري لم ذلك؟"
قلت: لا
قال: "للذي يلقى الناس من أهل بيته" (الغيبة للنعماني/ 299)

من الواضح أن الذرية المباركة من بني هاشم سيكون لهم دور سياسي كبير ومميز في العالم الإسلامي يزعج العالم بأجمعه في الشرق والغرب. كما سيكون لهم من النفوذ والقوة, إن كان في إيران بالسيد الخميني والسيد علي الخامنئي, أو في العراق من الشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر سابقاً والشهيد الحكيم, ودور السيد السيستاني وقائد المجلس الأعلى للثورة السيد عبد العزيز الحكيم, وقائد جيش المهدي السيد مقتدى الصدر, أم في لبنان منشئ المقاومة السيد موسى الصدر وسيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله, وكل هؤلاء من السادة.
من الواضح أن هذه العمائم السود التي هي من ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطلب الحق, وستزعج العالم لأنها لا تستسلم كالآخرين, وكأن رأيهم واحد, فهم من مدرسة واحدة وهي مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي تعلمهم هيهات منا الذلة, فتسلم الراية للإمام المهدي في آخر الزمان.
لكن كيف يكون وضع المنطقة الإسلامية؟؟

العلامة السادسة الكبرى:أبواب المقدس
حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس يلقون عناية الإمام الحجة قبل الظهور
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزال عصابة من أمّتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة (الظهور) مجمع الزوائد ج 10/ ص 60
ورد في الرواية عن صاحب الأمر أنه:
"حزب يقاتل على أبواب بيت المقدس أنا منهم وهم مني" (مئتان وخمسون علامة ظهور)

تدل هذه الرواية أن هناك حزباً يقاتل في سبيل الله, على أطراف بيت المقدس. وتنطبق هذه الرواية على جهاد المجاهدين في المقاومة الإسلامية الذين يقاتلون في جنوب لبنان أقوى قوة طاغوتية في العالم, وهو الكيان الصهيوني, واستطاعوا بعناية الإمام المهدي أن يحققوا الانتصارات عليه, ويدحروه, عن جنوب لبنان, ومن الواضح أن هذا الحزب يلقى عناية خاصة من الإمام, وأنهم جنوده والمطيعون له.
أما باقي المنطقة...؟

العلامة السابعة الكبرى: العراق
دخول قوات غربية إلى العراق
"ورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة..." (الإرشاد ص 336 والبحار 52 ص 214 - 241)
تتحدث الرواية عن وجود لقوات غربية قبل زمن الظهور, وهذه العلامة قد تحققت بدخول القوات الأميركية والمتحالفة معها إلى العراق في نيسان 2003. وهناك العديد من العلامات التي حصلت في العراق وتشير إلى قرب زمن الظهور.
ومنها...؟؟

العلامة الثامنة الكبرى:العراق
إستشهاد نفس زكية في النجف مع 70 من الصالحين
(الشهيد محمد باقر الحكيم)
"قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين" (البحار ج 52 ص 220) وتنطبق هذه الرواية على شهادة آية الله محمد باقر الحكيم والصالحين الذين استشهدوا معه في ظهر الكوفة وهي النجف, وتسمى في الأحاديث نجف الكوفة ونجفة الكوفة, أي مرتفعها وجبلها.
لقد تم إغتيال السيد محمد باقر الحكيم بعد صلاة الجمعة بعد خروجه من مقام الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف مع 70 من الصالحين على أيدي التكفيريين, ويعد استشهاده إحدى العلامات التي تشير إلى قرب ظهور المولى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ومن العلامات أيضاً...

العلامة التاسعة الكبرى: العراق
إنتقال العلم من النجف إلى قم قبل الظهور
يقول الإمام الصادق عليه السلام: ستخلو الكوفة (النجف هي نجف الكوفة) من المؤمنين, ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ثم يظهر العلم ببلد يقال لها قم, وتصير معدناً للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدّرات وذلك عند قرب ظهور قائمنا عجل الله تعالى فرجه الشريف (سفينة البحار ص 365) وعن الصادق عليه السلام: وأن البلايا مرفوعة عن قم وأهلها, وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق, وذلك زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره (البحار ج 60 ص 213).
وتدل هذه الروايات على أن زمن ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف, تكون قم مركز الحوزة العلمية التي تمهد للإمام, بعد أن كانت النجف وحوزتها سابقاً حجة, ولكن بعد مجيء صدام إلى السلطة في السبعينات قام بقتل واضطهاد وطرد العلماء والمدرسين حتى انزوى العلم من النجف وحوصرت, وانتقلت معظم المرجعيات والحوزات إلى قم المقدسة حتى أصبحت اليوم مركزاً لنشر ثقافة وعلوم أهل البيت عليهم السلام, وبما أن زمن ظهور الإمام عليه السلام تكون لقم الريادة العلمية, فتدل الروايات أننا في زمن ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ومن العلامات أيضاً...

العلامة العاشرة الكبرى: العراق
خروج ناصبي (تكفيري) يقتل زوار المقامات قبل الظهور... (الزرقاوي)
عن جابر بن زيد الجعفي قال سألت أبا جعفر عليه السلام (الإمام الباقر) عن السفياني فقال: " وأنّي لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني (أي الطاغوت والشرير والقاتل) يخرج بأرض كوفان (العراق)، ينبع كما ينبع الماء (أي يقوم بعمليات هجومية) فيقتل وفدكم (زوار المقامات) فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم (عج) -البحار ج 52 ص 250
الشيصباني: بالأصل إسم يشير إلى الشيطان كما إسم الزرقاوي يشير إلى الازرقاق والشيطنة ومعناه أيضاً الطاغوت والشرير، كما في شرح القاموس للزبيدي.
وينبع كما ينبع الماء لها معنى، بأنه يسفك دماء المؤمنين كما ينبع الماء و كثرة القتل، ويستهدف شيعة أهل البيت عليهم السلام تحديداً. ويقتل وفدكم أي القاصدة الزيارة والمقامات، وتنطبق هذه الصفات على الناصب العداء لشيعة أهل البيت، الزرقاوي الذي يرسل السيارات المفخخة والإنتحاريين إلى الأسواق والمدارس الشيعية، ويقتل الزوار ويدمر المقامات كما حدث في كربلاء عدة مرات، والكاظمية وسامراء وجسر الأئمة وذبح الزوار على طريق اللطيفية. ويذكر في الروايات أن المدن التي تأوي هذه الجماعات المعروفة برميلة الدسكرة، سيكون فيها 10 آلاف مقاتل وكما في معجم البلدان هي منطقة بعقوبة في محافظة ديالى، وتشير المعلومات أن جماعة الزرقاوي ترتكز في هذه المنطقة، وهذه العلامة أيضاً من العلامات التي تشير إلى قرب الظهور.
و من العلامات أيضاً....؟

العلامة الحادية عشرة الكبرى: العراق
قيام حكم إسلامي في العراق موالٍ للممهدين الإيرانيين
ورد في رواية خطبة البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام: ألا يا ويل بغداد من الري (طهران) من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق (وهي إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية) إذا حل بهم السيف فيقتل ما شاء الله... فعند ذلك يخرج العجم على العرب ويملكون البصرة - الزام الناصب ج 2 ص 119
وتدل الرواية على نفوذ إيراني قوي بعد حرب مع العراقيين، وهذا النفوذ تشير إليه الرواية فيخرج العجم على العرب، أي يتفوق العجم بالنفوذ والدعم ويملكون البصرة أي النفوذ القوي لهم في جنوب العراق، وهذا ما تشير إليه جميع الصحف العالمية اليوم بأن الحرس الثوري والإيرانيين يسيطرون على جنوب العراق تحديداً، وعلى النظام العراقي الموالي لهم، وإن دل هذا الأمر على شيء فيدل أننا في عصر الظهور.
أما في الحجاز...

العلامة الثانية عشرة الكبرى: الحجاز
آخر حكام الحجاز إسمه الملك عبدالله
عن الإمام الصادق: من يضمن لي موت عبدالله (أي يأتيني بخبر موته) أضمن له القائم (أي ظهور الإمام)، ثم قال: إذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا - البحارج52 ص210
تشير الرواية إلى أن آخر حكام الحجاز هو الملك عبدالله، وأن الأسرة الحاكمة ستختلف من بعده على غرار الخلاف الذي حصل في الكويت، لكنه يؤدي إلى انقسام ملك هذه العائلة إلى إمارات متناحرة، ويذهب الملك الطويل الذي كان يدوم إلى سنين طويلة ويأتي ملك الشهور، ويكون ظهور الإمام المهدي عج بعد وفاة عبدالله، وفي الروايات أن عبدالله يقتل على خلاف داخلي ويكتمون خبر موته 40 يوماً لتنصيب خليفة له، لكن الخلافات ستنشب حتى تتقاتل القبائل التي ستنقسم بين العائلة الحاكمة، وتعتبر هذه العلامة من العلامات القوية التي تشير إلى قرب ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.
أما عن الوضع العالمي؟

العلامة الثالثة عشرة الكبرى: العالم
خوف الناس قبل الظهور من الأوبئة والزلازل والأعاصير
في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام يشير إلى علامات الظهور:
نعم قتل فظيع وموت سريع وطاعون شنيع - الهداية للحصني ص 31

و عن الإمام الباقر عليه السلام:
" لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وطاعون (وباء) قبل ذلك"

إن الأعاصير التي ضربت دول آسيا في آخر عام 2004 وسميت بتسونامي وتسببت بموت مئات الآلاف، ثم الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة عام 2005، ودمرت مدينة نيو أورليانز والزلازل المتوقعة عالمياً مصاحبة لمد وجزر قوي، إضافة إلى وباء الـ SARS ، ومرض أنفلونزا الطيور الذي يهدد البشرية حالياً لأكبر دليل على أننا في عصر الظهور.
أما الكون...؟


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:25 AM   #6
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

الصيحة والنفس الزكية
وعن محمد بن مسلم: ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقى راقد إلا قام، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرائيل، الروح الأمين. -البحار ج 52 ص 290
وفي رواية يصيح أن الحق مع آل محمد عليهم السلام، وتكون الصيحة في النصف من شهر رمضان، وتقول رواية أخرى إن إبليس يتحير ماذا يفعل بهذه الهزيمة الإعلامية الكبيرة، فينادي في الأرض بنداء مضاد، لكي يربك الناس أن الحق من النصارى، وهذه الصيحة تكون في نفس العام الذي يظهر فيه الإمام (عج).
ومن العلامات التي أشارت إليها الراويات قتل نفس زكية، وإن المهدي لا يخرج حتى تقتل نفس زكية في الكعبة إسمه محمد، وهو حسني النسب أي سيد حسني من نسل الإمام الحسن، والظاهر أنها تكون قبل الظهور بسنة، أو في نفس سنة الظهور وتعتبر هاتان العلامتان من أواخر العلامات قبل الظهور. فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض. - البحار ج 52 ص 290
أما الظهور؟

الظهور المقدس:
جاء الحق وزهق الباطل وأشرقت الأرض بنور ربها
يكون الظهور في سنة وتر أي: واحد، ثلاثة، خمسة، سبعة، تسعة من السنين الهجرية.
ويبدأ ليلة التاسع من محرم بعد صلاة المغرب والعشاء في الحرم المكي (في الكعبة) وليلة جمعة ويكون أصحابه ومعاونوه في الأرض الـ313، من حوله فيوجه بيانه إلى أهل مكة، ثم يسيطر أصحابه وبقية أنصاره على الحرم في تلك الليلة، وعلى مكة، وفي اليوم الثاني، أي العاشر من محرم، يوجه بيانه إلى شعوب العالم كافة وبجميع اللغات، وتبدأ عملية الظهور المقدس حتى تنتهي بملء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
وسوف نكمل في الإصدار القادم عملية الظهور المبارك، والحمد لله رب العالمين
اللهم أصلحنا لإمام زماننا واجعلنا ممن تنتصر به لدينك، ولا تستبدل بنا غيرنا، آمين رب العالمين.
تم هذا العمل بتوفيق من المولى صاحب العصر والزمان (عج).
عزيزي القارئ، إذا انتهيت من قراءة هذا الكتيب فابدأ صفحة جديدة وعهداً


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/30, 12:25 AM   #7
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

اتَّفق المسلمون على ظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجَهل و الظُلم و الجَور ، و نشر أعلام العدل ، و إعلاء كلمة الحقِّ ، و إظهار الدين كله ، ولو كره المشركون .
فهو بإذن الله ينجي العالم من ذلِّ العبودية لغير الله ، و يلغي الأخلاق و العادات الذَميمة ، و يبطل القوانين الكافرة التي سَنَّتْها الأهواء ، و يقطع أواصر العصبيّات القومية و العنصرية ، و يمحو أسباب العداء و البغضاء ، التي صارت سبباً لاختلاف الأمَّة و افتراق الكلمة .
فيحقق الله سبحانه بظهوره وعده ، الذي وعد به المؤمنين بقوله عزَّ و جلَّ : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ، وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ، وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ، الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ، وَ لَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ، يَعْبُدُونَنِي لَايُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَ مَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، ( النور : 55 ) .
و قوله : ( وَ نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ، وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ، وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) ، ( القصص : 5 ) .
و قوله : ( وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) ، ( الأنبياء : 105 ) .
و تشهد الأمَّة بعد ظهوره ( عليه السلام ) عَصراً ذهبياًَ ، حيث لايبقى فيه على الأرض بيت إلا و دخَلَتْه كلمة الإسلام ، و لاتبقي قرية ، إلا و ينادَى فيها بشهادة( لا إله إلا الله ) بُكرَةً و عشياً . لقد تواتَرَتْ النُصُوص الصحيحة و الأخبار المرويَّة عن طريق أهل السنة و الشيعة المؤكدة على إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و المشيرة صراحةً إلى أن عَدَدهم كعدَدِ نُقَباء بني إسرائيل ، و أنَّ آخر هؤلاء الأئمة هو الذي يملأ الأرض - في عهده - عدلاً و قسطاً ، كَمَا مُلِئَت ظُلماً و جوراً .
و أن أحاديث الإمام الثاني عشر المعروف بالمهدي المنتظر ( عليه السلام ) ، قد رواها جملة من محدِّثِي السنة في صِحَاحِهم المختلفة ، كأمثال الترمذي و أبي داود و ابن ماجة و غيرهم .
حيث أسندوا رواياتهم هذه إلى جملة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و صحابته ، أمثال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، و عبد الله بن عباس ، و عبد الله بن عمر ، و أم سلمة زوجة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ، و أبي سعيد الخدري ، و أبي هريرة ، و غيرهم .
و نذكر من تلك الروايات ما يلي :
الأولى :

روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوم لَبَعَثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ بَيْتِي ، يَمْلَؤُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً ) .
الثانية :

أخرج أبو داود عن عبد الله بن مسعود ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :( لاَتَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلكُ العَرَبَ رَجُلٌ مِن أهْلِ بَيْتِي ، يُواطئ اسْمُه اسْمِي ) .
الثالثة :

أخرج أبو داود عن أم سلمة قالت ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( المَهْدِي مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وُلْدِ فَاطِمَة ).
الرابعة :

أخْرَجَ الترمذي عن ابن مسعود أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( يَلي رَجُلٌ منْ أهْلِ بَيْتِي ، يُواطئ اسْمُه اسْمي ) .
إلى غير ذلك من الروايات المتضافرة التي بلغت أعلى مراتب التواتر ، إذ يقول الدكتور عبد الباقي : ( إن المشكلة ليست مشكلة حديث أو حديثين ، أو راوٍ أو راوِيَيْن ، إنها مجموعة من الأحاديث و الآثار تبلغ الثمانين تقريباً ، اجْتَمَعَ على تناقلها مِئاتُ الرُواة ، و أكثر من صاحب كتاب صحيح ) . هذا هو المهدي الذي اتَّفق المحدِّثون و المتكلِّمون عليه ، و إنما الاختلاف بين الشيعة و السنة في ولادته . فالشيعة ذهبت إلى أن المهدي الموعود ( عليه السلام ) هو الإمام الثاني عشر ، الذي ولد بمدينة سامراء عام ( 255 هـ ) ، و اختفى بعد وفاة أبيه عام ( 260 هـ ) ، و قد تضافرت عليه النصوص من آبائه ، على وجهٍ ما تَرَك شَكّاً و لاشُبْهَة ، و وافقتهم جماعة من علماء أهل السنة ، و قالوا بأنه وَلَد ، و أنه محمَّد بن الحسن العسكري .
و الكثير منهم قالوا : سيولَدُ في آخر الزمان ، و بِمَا أنَّ أهل البيت ( عليهم السلام ) أدرى بما في البيت ، فمن رجع إلى روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في كتبهم يظهر له الحق ، و أنَّ المولود للإمام العسكري ( عليه السلام ) هو المهدي الموعود ( عليه السلام ) .
و نذكر ممن وافق من علماء أهل السنة بأن وليد بيت العسكري هو المهدي الموعود ( عليه السلام ) فيما يلي :
1- محمد بن طلحة بن محمد القرشي الشافعي في كتابه ( مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ) .
2–محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في كتابيه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) ، و ( كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب ) .
3- نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه ( الفصول المهمة في معرفة الأئمة ) .
4- سبط ابن الجوزي في كتابه ( تذكرة الخواص ) .
و إلى غير ذلك من علماء و حفاظ ذكر أسماءهم و كلماتهم السيد الأمين في كتابه (أعيان الشيعة ) ، و أنهاها إلى ثلاثة عشر . ثم قال : ( و القائلون بوجودِ المَهْدي من علماء أهل السنة كثيرون ، و فيما ذكرناه منهم كفاية ، و من أراد الاستقصاء فليرجع إلى كتاب ( البرهان على وجود صاحب الزمان ) ، و رسالة ( كشف الأستار ) للشيخ حسين النوري ).


رد مع اقتباس
قديم 2014/03/31, 12:12 AM   #8
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

طرح يعتلي قمم الجمآل.."
وآبدآع وتميز هومتصفحك..
"كلنآشوق لـتذوق عذوبة إبدآعكـ.."
وإنتظأر كل جديد لكـ
لـروحك جنآن الورد..


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2014/03/31, 12:13 AM   #9
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

طرح يعتلي قمم الجمآل.."
وآبدآع وتميز هومتصفحك..
"كلنآشوق لـتذوق عذوبة إبدآعكـ.."
وإنتظأر كل جديد لكـ
لـروحك جنآن الورد..


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2014/03/31, 01:26 AM   #10
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

السلام على الحسين ع


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي حقيقة المهدي المنتظر عليه السلام؟ وهل يوجد في كتب المخالفين ما يدل عليه؟ طبع الشمع الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 1 2014/02/04 07:12 PM
فضائل الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام من كتب أهل السنة عاشق نور الزهراء الحوار العقائدي 1 2013/09/27 01:14 PM
ما هي حقيقة المهدي المنتظر ( عليه السلام ) النسر سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 3 2013/09/21 06:53 PM
ظهور الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام!! عاشق نور الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 6 2013/08/12 04:05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |