Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > عاشوراء الحسين علية السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/06, 09:26 AM   #1
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي قراءة في كتاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي - دراسة تحليلية، رسالة جامعية.

قراءة في كتاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي - دراسة تحليلية، رسالة جامعية.
المؤلف: الشيخ حميد منصور آل عباس. السعودية - المنطقة الشرقية – سيهات.
الناشرون: مركز آفاق للدراسات والبحوث، سيهات – المملكة العربية السعودية.
عدد الصفحات: 303 صفحة
المقاس: 21*14سم
الطبعة: الأولى سنة 2010م
المحتويات: الفهرس، مقدمة البحث، وثلاثة أبواب تحت كل منها عدة فصول، الخاتمة، وملحق به صور للآراء الصادرة من بعض المرجعيات الشيعية، وفهرس مصادر البحث، وملخص باللغة الانجليزية، وعلى الغلاف الخلفي كلمة للأستاذ الباحث محمد محفوظ.

مقدمة البحث:
وفي بحثنا نحاول دراسة شخصية المختار بن أبي عبيدة الثقفي لما نالها كثيرا من الغموض والضبابية، حتى عند أولئك الذين كان ينبغي منهم أن يكونوا مقدرين وعاذرين، دون أن يكونوا منكرين أو مشككين، ونقصد هنا الشيعة أنفسهم. وقبل أن ندخل في بحثنا يمكن أن نضع مجموعة من المسببات؛ التي ساهمت في خلق حالة الضبابية وعدم التحقق، في تقديم تاريخ المختار بصورة مدروسة: -1- تحكم الأهواء والمصالح في نقل المعلومة التاريخية. -2- ضياع جزء من المعلومات التاريخية بسبب الأحداث المتسارعة، التي حكمت التاريخ في فتراته، إما عن طريق التعمد لإخفاء بعض الحقائق، أو التسبب المباشر وغير المباشر. -3- عدم وجود تاريخ تحليلي نقل إلينا، فأكثر ما نقل إلينا عبارة عن سرد تاريخي للأحداث، ارتبط بأزمة وأمكنة معينة. -4- عدم قراءة التاريخ بصورة متأنية أو صحيحة، فبعض قراءاتنا للتاريخ تكون قائمة على أحكام مسبقة في عقولنا، كونها حبا أو بغضا لما نقرأ عنه. -5- المنازعات السياسية حيث شكلت أرضية خصبة لاختلاف كثير من القصص الوهمية الكاذبة المزيفة من جميع فرقاء النزاع تقريبا. ولا يمكن استثناء أحد، وذلك لدخول طبقات العوام من الناس في تشكيلة تلك المنازعات وتغذيتها بروح التعصب والجهل.

الباب الأول: حياة المختار: الفصل الأول: الولادة والمنشأ:
صفحة(30) حديثنا لمعرفة سنة ولادته، يعيننا على معرفة الظروف التي كانت تحكم مسيرة حياته وتفكيره، فهو ولد في بداية ظهور الإسلام، ونشأ وترعرع في تلك السنوات التي غيرت مجرى الحياة البشرية، وخصوصا في منطقة الحجاز التي ولد فيها، كما أن لمكان ولادته تأثيرا واضحا على طموحاته المستقبلية. فقد ولد في منطقة الطائف، والتي كانت مكانا مشهورا من أيام الجاهلية، وقد ساهمت بصورة وأخرى في صياغة التاريخ الإسلامي. فالنبي (ص) هاجر لها بعد تلقيه الأذى من المشركين في مكة.
صفحة(33) أما العائلة التي ينتسب إليها المختار، فالقول بأنه من قبيلة ثقيف يكفي ذلك دلالة على المكانة التي تسنمها فيما بعد خصوصا مع كونه ابنا لأبي عبيدة. فوالده دخل في الإسلام، وتنقل بين مراتب عديدة، حتى أصبح أحد القواد الذين توكل إليهم الكثير من المهمات القتالية. صفحة(35) وحول عدم اهتمام المؤرخين بالمختار في المراحل المبكرة من حياته، لكونه حدث السن حينها، وهو من ناحية لم يقم بأدوار مؤثرة في تاريخ الإسلام. ومن ناحية ثانية كانت الأحداث بيد من هم أكبر سنا، وربما أعظم شأنا، ومن ناحية ثالثة لحدوث الصراعات خصوصا في بداية خلافة عثمان بن عفان، مما سمي بعهد الفتنة الكبرى. فصار التركيز حينها على بعض المناطق الإسلامية، كالحجاز والشام. الفصل الثاني: البيئة وتأثيراتها الكبرى: صفحة(43) إن البيئة الأسرية للمختار والتي تمثلت بأسرة تمتلك من الشجاعة والرأي والقيادة الاجتماعية، القائمة على مقومات الوجاهة، أعطته ثقة فائقة بذاته جعلته يساهم ويشارك في صنع الأحداث منذ نعومة أظفاره، كما ساهمت في أن يكون متصدرا وصانعا للأحداث في عصره. فالمقومات الأسرية كانت كلها تدفع وتسير نحو ذلك المنحى، ولم يقتصر ذلك على جانب الأب فقط، حتى الأم كان لها دورها المؤثر في بروز شخصيته، فلقد كانت من ذوات الرأي والعقل والفصاحة والبلاغة. الفصل الثالث: الانتماء العقدي للمختار: مجمل القول بأن تردد المؤرخين في نسبة المختار إلى ولاء أو انتماء معين، ما هو إلا دليل على اختلاف ولاءات وانتماءات المؤرخين أنفسهم، وأدى ذلك إلى التأثير حتى على نقل وسرد ثورته. صفحة(91) ونختم هذا الفصل بما كتبه العلامة الشيخ عبدالحسين أحمد الأميني النجفي في جوهرته الموسومة (الغدير في الكتاب والسنة والأدب)، "ومن عطف على التاريخ والحديث وعلم الرجال، نظرة تشفعها بصيرة نفاذة، علم أن المختار في الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص، وأن نهضته الكريمة لم تكن إلا لإقامة العدل باستئصال شأفة الملحدين، واجتياح جذوم الظلم الأموي، وأنه بمنزح من المذهب الكيساني، وأن كل ما نبزوه من قذائف وطامات لا مقيل لها من مستوى الحقيقة والصدق، ولذلك ترحم عليه الأئمة الهداة ساداتنا: السجاد والباقر والصادق (ص)، وبالغ في الثاء عليه الباقر(ع)، ولم يزل مشكورا عند أهل البيت الطاهر هو وأعماله. الفصل الرابع: المختار وعلاقته بأئمة أهل البيت. صفحة(119) يمكن تقسيم العلاقة ما بين الإمام زين العابدين(ع) والمختار الثقفي ضمن الحدود التالية: أولا: عدم وجود علاقة من الأساس، وهذا رأي لا يمكن القبول به، لوجود مجموعة من مسببات قيام العلاقة على الأقل من جهة المختار نفسه، فالإمام زين العابدين كان مرجعا روحيا وثقلا اجتماعيا على المستوى الشيعي، لما له من مكانة مقدسة في النفوس واحترام في واقع الحياة في منطقة الحجاز بشكل خاص وفي المناطق الإسلامية بشكل عام. خصوصا تلك المناطق التي يتواجد فيها الشيعة والمتبعون لأهل البيت. صفحة(124) ثانيا: وجود علاقة مباشرة وواضحة وغير خافية، وهذا لا يمكن إثباته أيضا، لعدم وجود نصوص تاريخية تعطينا فكرة تسند هذا الرأي وتؤيده. فالنصوص التاريخية لم تنقل لنا سواء من المؤيدين للمختار أو المعارضين له، تفاصيل أي لقاء مباشر، ما بين زين العابدين والمختار. وقد وجدت قولا في في أحد الكتب الحديثة التأليف، يرى بأن المختار قد استأذن زين العابدين قبل خروجه من المدينة متوجها للعراق. صفحة(127) ثالثا: وجود العلاقة ولكنها علاقة خاضعة لظروف المرحلة، فالمرحلة كانت تمثل صراعا داميا ما بين الأمويين من جهة والزبيريين من جهة أخرى، حول قيادة منطقة الحجاز الممثلة لجانب الدين بالنسبة للدولة الإسلامية. من هنا نفهم تحفظ زين العابدين على علاقته مع المختار، حتى شك البعض في وجود تلك العلاقة، فزين العابدين تحرك من خلاف منحيين. المنحى الأول هو حفظ ذاته، لا خوفا على نفسه من الأذى، بل ليستمر في طريقه بعيدا عن السلطات القائمة في منطقة الحجاز. والمنحى الثاني هو حفظ المختار بعيدا عن ملاحقة الأمويين والزبيريين، خصوصا أثناء تواجده في منطقة الحجاز، وخوضه حربا مع الزبيريين ضد الأمويين لحماية مكة المكرمة والكعبة ألمشرفة.

الباب الثاني: دراسة تحليلية في حركة المختار: الفصل الأول: جذور الثورة: صفحة(140) وخلاصة القول في هذا الأمر يمكن إيجازها في ما يالي: -1- حدوث حالة من الاضطراب السياسي على المستوى العالم الإسلامي، وكان ذلك بسبب تعدد الصراعات، ووجود بؤر سياسية متنوعة الاتجاهات، مما جعل الأرضية السياسية غير مستقرة، وأدى ذلك إلى حدوث فراغ سياسي على العام. وعاشت الكوفة حالة من ألفوضى وفلم يكن هناك سيطرة كاملة، وبالتالي تهيأت الأمور لأمثال المختار، أو على الأقل كانت ملائمة للتحرك حينها. -2- نشؤ مجموعات مهمشة في جميع نواحي الحياة وعلى كل الصعد المعيشية، وذلك نتيجة لانشغال الحكومة المركزية المتمثلة حينها ببني أمية، بسبب القومية العربية كتفكير بدأت آثاره في المجتمع الإسلامي، وبسبب الصراعات حول السلطة، مما أوجد حالة من الشعور بالغبن تحول إلى رغبة في الظهور والبروز. -3- تكون حالة النقمة الاجتماعية على الفئات الحاكمة، أدى إلى تكون شعور مناوئ وعدم ثقة عند الكثيرين، تحول حينها إلى رغبة في تغيير الأوضاع وترتيبها بصورة مغايرة لما كانت عليه. -4- وجود حالة من الشخصنة لبعض الأمور الدافعة نحو الثورة والانتقام، كما كان بين المختار وعبيدالله بن زياد. -5- استخدام المختار خطابا يحتوي على دغدغة عاطفية واضحة، أدى إلى تكوين عداء تجاه الأمويين. -6- اجتماع مسببات نجاح الثورة حيث القيادة المتحركة، والأتباع الراغبون في التغيير، وتوفر المناخ المناسب للقيام بذلك، وقدرة المختار على تطويع ذلك ليكون في صالح طموحاته وأهدافه. الفصل الثاني: أهدف الثورة: حينما نراجع وثائق خروج المختار نحذ أنفسنا أمام أقوال تاريخية تجعل الأهداف كما يلي: أولا: مسببات شخصية بالمختار نفسه، ينقل المؤرخون بأن هناك سببا شخصيا بالمختار، منشؤه قيام عبيدالله بن زياد والي الأمويين على الكوفة بضرب المختار على وجهه وشتر عينه، فعاهد المختار نفسه للقيام بعملية انتقام. ثانيا: الحصول على السلطة، ومهما يكن من اختلاف المؤرخين في عبارات النص المنقول، إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن المختار كان يريد الاستيلاء على مقاليد الأمور السياسية في الكوفة، فهو لا يتمكن أن يحقق أهدافه كلها أو بعضها دون الوصول إلى السلطة. ثالثا: الاقتصاص من قتلة الحسين، فنحن نرى بأن المختار نجح نجاحا فعليا حينما قام بذلك، وما انتظاره ما يزيد على خمس سنوات لتنفيذ ذلك الهدف، إلا لتهيئة الظروف الملائمة، من خلال استثمار الأوضاع القائمة. رابعا: إعطاء المكانة الاجتماعية والسياسية للموالي، فاستفاد المختار من الموالي المتواجدين في منطقة الكوفة استفادة كبيرة، حيث أعطاهم الأبعاد الاجتماعية والسياسية والقيادية التي افتقدوها، بسبب إهمال الأمويين لهم، فلقد كانوا مستبعدين عن كل ما يوضح النظرة الإسلامية للعدل الاجتماعي، والمساواة في الحقوق بين أفراد المجتمع. الفصل الثالث: خطة الثورة ويومياتها: كانت خطة الثورة قائمة على جعل الكوفة مركز للتحرك، لاعتبارات عديدة، مقدمتها وجود التأييد الشيعي والتيار الموالي لأهل البيت فيها، وبعدها عن مركز السلطة الحاكمة، كما أن سلطة ابن الزبير لم تكن قوية بما فيه الكفاية لضبط أمور الكوفة. ويمكن تقسيم مراحل الثورة إلى مجموعة من المفاصل الرئيسية، أولها السيطرة على الكوفة كمركز جامع لحركة المختار ومنطلق لتحركه، نحو تحقيق الأهداف التي كان يريدها. صفحة(173) ولم يرد أن يشغل نفسه بأمور لم تكن من صلب أهدافه، فقد تجنب المواجهة المباشرة، حيث تجنب الدخول في صراع مرحلي مع والي ابن الزبير في الكوفة، لولا مقاومة الوالي. صفحة(181) وكان الهدف من الهجوم على بيت المال، هو إعطاء المدد لكثير من الكوفيين المحتاجين، الذين أهملوا من قبل الأمويين، ولم يلتفت إليهم من قبل ابن الزبير، ومن ناحية أخرى إعطاء الأمر بعدا معنويا، يدل على قوة المختار ورعايته لمتطلبات الناس واحتياجاتهم. صفحة(182) ونجد بأن ملاحقة قتلة الحسين مرت بمرحلتين، محورهما تمرد الأشراف في الكوفة، بعد أن ظن بأنه قد أمن شرهم وكفي غدرهم. فقد بدأ ملاحقة قتلة الحسين منذ اللحظات الأولى لاستيلائه على الأوضاع في الكوفة. ولم يكتفي بملاحقة قتلة الحسين وقتلهم، بل قام بما هو أعظم من ذلك، من خلال هدم الدور وأخذ الأموال العائدة لمن خرجوا لقتال الحسين(ع)، وكون جهازا خاصا وقسما من الشرطة للقيام بتلك الأعمال. صفحة(290) ويعتبر مقتل عمر بن سعد نقطة تحول تاريخية في مسيرته، بعد أن بسط سيطرته على الكوفة والقضاء على تمرد، فقد وجد الفرصة سانحة لشن حرب دون هوادة ضد المعارضين والمناوئين له، وخصوصا من الأشراف الذين لم يرد الاصطدام بهم، بل حاول استمالتهم إلى جانبه من البداية وكسب مودتهم، لكن دون فائدة. صفحة(204) ومهما يكن فلقد كان مقتل عبيدالله بن زياد عامل انتصار نفسي لعموم الشيعة في مناطق العالم الإسلامي حينها، ولشيعة الكوفة خصوصا حيث كانوا ينشدون هذا الأمر منذ مقتل الإمام الحسين(ع)، وقد تحققت أمنيتهم، ووقع ذلك الأمر بصورة شديدة على أتباع بني أمية وأشياعهم. صفحة(205) وكانت الأرضية الحاكمة بين المختار وأشراف الكوفة أرضية غير مستقرة، مما أدى إلى انعدام الثقة ما بين الطرفين أو تزعزعها، حيث أنه كان يحاول بشتى الوسائل والأساليب أن يوازن ما بين الشرائح الاجتماعية المتفاوتة في تفكيرها وأنسابها وأحسابها طبقا للأعراف التي كانت حاكمة بالكوفة. فدارت رحى الحرب فيما بينه وبين الأشراف، دون أن يترك محاولة التفاوض معهم، ليخرج نفسه من الحرب، خصوصا مع انشغاله بمواجهة جيش الشام، كذلك انشغاله ولو نفسيا بما يمكن أن يفعله ابن الزبير حينما ينتهي إليه خبر خروج الأشراف على المختار. صفحة(217) تحول عبيدالله بن الحر إلى خطر يحيط بالمختار ولو من الناحية النفسية، لأنه خرج عليه وكسر هيبته وهاجم مقر سلطته، مما يعني نوعا من الإسقاط لشخصه وهيمنته وكذلك سمعته عند الآخرين، وقد أضاف عبيدالله خطرا جديدا للأخطار الأخرى التي كانت محيطة بالمختار. صفحة(218) لم يقتصر طموح المختار على بسط سيطرته على الكوفة، فأراد أن يؤمن المناطق المحيطة بها كي تصبح مساندة له، وبالتالي انتقل هدف ثورته من مجرد الانتقام من عبيدالله بن زياد وممن شارك في قتل الحسين، إلى هدف أكبر وهو السيطرة على أكبر عدد من المناطق ومساحة أكبر من الأرض.

الباب الثالث: ما بعد الثورة: الفصل الأول: قراءة تحليلية في الفعل والممارسة: لا يمكن الحكم على ثورة المختار وما حققته دون معرفة أهدافه، وإذا نظرنا لأهدافه التي أعلن رغبته في تحقيقها، فيمكن القول بأنه استطاع باقتدار أن يحقق أهدافه كلها، فهو أراد الانتقام من قتلة الإمام الحسين، وأراد أن ينتقم شخصيا من عبيدالله بن زياد وتم له ذلك، وتم بسط نفوذه على الكوفة وبعض المناطق حولها. الفصل الثاني: قراءة تحليلية نقدية: النتيجة: لقد سقطت دولة المختار التي أقام مركزها في الكوفة سنة واحدة من قيامها، وجاوزت رقعة الكوفة إلى مناطق أخرى، كالموصل والبصرة وبعض المناطق المجاورة، وقد سقطت تلك الدولة بمقتل مؤسسها، في معركة حامية الوطيس ما بين المختار وأصحابه من جهة، وبين مصعب بن الزبير ومن ناصره من أشراف الكوفة من جهة أخرى. فما هي عوامل سقوطها وانتهاء ثورة المختار وتمرده على الأمويين؟ أولا: كان الهدف المعلن هو الانتقام من قتلة الحسين(ع)، ومع محورية ذلك الهدف وضرورته وأهميته لكن لم يكن كافيا لتحريك الأوساط الاجتماعية حينها، وإن كان ذلك في مرحلته الزمنية، فلن يكون كذلك بعد فترة من الزمن خصوصا بعد التخلص من قتلة الإمام الحسين(ع). ثانيا: توجيه الهدف للشخصنة وتحويله لأمور شخصية، أضعف من المختار كثيرا، فها هو قد جعل عبيدالله بن زياد مبرر خروجه كأساس، وقتل قتلة الحسين(ع) في مرحلة لاحقة. ولقد كان المختار معتدا بنفسه، وقد أثر ذلك على من حوله، فلم تكن حركته شاملة لهموم المجموعة التي كانت تحيط به. ثالثا: حينما ننظر إلى أهداف المختار من خلال النصوص لتي تفوه بها - سواء قبل الثورة أو بعدها - نجد تباينا واضحا بين ما صرح برغبته في تحقيقه وما تم فعلا. ولكن شيئا فشيئا تداخلت الأهداف بعضها مع بعض، مما جعل أتباعه لا يمتلكون وضوحا فيما هم مقدمون عليه وما كانوا يمتلكون إلا أوامر تأتيهم من المختار. رابعا: إن من أهم الأسباب التي ساهمت في إنهاء حركته وسقوط دولته، هو عدم مقدرته على إيجاد من ينوب عنه، سواء لقيادته للأحداث أو مواصلة الدرب من بعده. خامسا: وقد ضيق على نفسه حينما حصر أهدافه المعلنة بملاحقة قتلة الحسين(ع) وقتلهم والانتقام منهم، فذلك هدف طيب وجيد في ذاته، ولكنه ليس هدفا مستمرا في تحريك مشاعر الناس. سادسا: يمكن توجيه ما تم من تجاوزات أيام استيلاء المختار على الكوفة بثلاثة أمور: -1- أن يكون الفاعل للاجتهادات الشخصية من أولئك الذين كانوا ينطوون تحت سلطة المختار ومناصريه وأتباعه. -2- أن يكون المختار نفسه قد فعل ذلك بنفسه وتحت إشرافه، لمواكبة حالة الاحتقان الموجودة عند بعض الكوفيين الذي تم تجاهلهم من قبل الأمويين. سابعا: يمكن أن نضع أسباب انسحاب إبراهيم بن الأشتر وعزوفه عن نصرة المختار في اللحظات الأخيرة من حياته، في وقت حاجته لتلك النصرة ضمن الفرضيات التالية: -1- اكتشافه لحقيقة عدم كون المختار مدعوما من قبل محمد بن الحنفية أو مرسلا منه أو مخولا للتحدث نيابة عن أهل البيت. -2- عدم رضاه عن مسألة البدع التي ابتدعها المختار، كالكرسي والإخبار عن المغيبات. -3- عدم بروز شخصيته مع وجود المختار. -4- اتساع طموحاته بحيث لم يستوعبها المختار ولم يحقق منها الشئ الكثير. الفصل الثالث: ثورة المختار ... قراءة في الدروس والعبر: تمتلك حركة المختار كثيرا من الدروس والمواعظ والعبر على جميع المستويات الحياتية، وأهمها الإدارة التي يمتلكها المختار في ظل مجتمع مسلوب الإدارة ومغلوبا على أمره. فاستطاع المختار بما تمتلكه شخصيته من مقومات أن يفعل ذلك المجتمع، ليصنع منه حركة تمرد، ولو تمكن أن يخلق نوعا من التكيف فيما بين متطلباته ومتطلبات المجتمع بما يحويه من طبقات متباينة في التفكير، لاستطاع أن يوجد لنفسه ولأهدافه امتداد واستمرار. الفصل الرابع: ثورة المختار وثورات العلويين: لا يمكن القول بوجود تأثير للمختار على الثورات التي جابت بعده، وإن كانت ثورته تعتبر محطة من المحطات الهامة التي ساهمت في بقاء مسيرة ثرة الحسين بن علي(ع) وأثر من آثارها، أما الثورات العلوية التي حدثت في عهد الدولة العباسية، فظروفها الموضوعية السياسية والاجتماعية تختلف عن ما كانت عليه في عهد بني أمية.

الخاتمة: نجح المختار في الوصول إلى مراده السياسي، وألحقه بتغييرات على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، ساهمت في إعطاء ثورته زخما كبيرا، ازداد بتغلبه على كل من عمر بن سعد وعبيدالله بن زياد، وما نتج عن ذلك في نفوس الشيعة من ارتياح نفسي، دعمه وصول التأييد المعنوي المهم حينها من قبل الإمام السجاد(ع) وعمه محمد بن الحنفية(رع).

ملحق: صور للآراء الصادرة من بعض المرجعيات الشيعية: -1- آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي: المختار(رحمه الله) قام بثورة ضد الظلم والطغيان، وقد نال بدعوات صالحة من الأئمة الأطهار(ع)، وما نسب إليه من الحرق والغلي بالماء فغير صحيح. -2- سماحة المرجع آية الله السيد محمد سعيد الحكيم: نعم إن المختار ليس معصوما وبعض ما قام به لعله من دوافع العاطفة والتألم الشديد على مصيبة أهل البيت(ع) في كربلاء، وعلى كل حال فأولئك المجرمون الذي شاركوا في فاجعة كربلاء ليست لهم حرمة حتى يحاسب على أساسها من عاقبهم وانتقم منهم.
وعلى ظهر الكتاب وبقلم الباحث الإسلامي (محمد محفوظ): هذه الرسالة الجامعية هي محاولة جادة وتحليلية لقراءة هذا الحدث التاريخي الهام، ونحن نعتقد أن هذا النص وصل إلى نتائج وخلاصات هامة على صعيد قراءة يوميات الحدث ومفاعليه المختلفة.


rvhxm td ;jhf hglojhv fk Hfd ufd]m hgertd - ]vhsm jpgdgdmK vshgm [hludm>



توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2014/02/07, 01:02 PM   #2
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
افتراضي

جزاكم ربي خيرااا وشكرا للجهود المبذوله


توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور لقبر المختار الثقفي ( رض ) بنت الصدر صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة 7 2014/04/12 01:28 PM
عيد يوم عاشوراء وصيامه دراسة علمية تحليلية شجون الزهراء الحوار العقائدي 2 2013/11/19 03:36 AM
صور من مسلسل المختار الثقفي .. محمد التميمي الارشيف والتكرار 16 2012/07/30 01:32 PM
صور قبر المختار الثقفي .. محمد التميمي الصــور العامة 6 2012/07/28 02:09 AM
المختار الثقفي .. عاشقة الحسين صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة 2 2012/06/28 10:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |