احاديث الحث على طلب العلم وانه فريضة

[السيد زهير القزويني]

احاديث الحث على طلب العلم وانه فريضة

سماحة آية الله السيد زهير القزويني حفظه الله
احاديث الحث على طلب العلم وانه فريضة ومقام العلم والعلماء هل هي محصورة بالعلوم الدينية كالعقيدة والتفسير والفقه ام تشمل العلوم الضرورية التي يحتاجها الناس كالطب والهندسة وغير ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
اذا كنا نتحدث عن مستوى تحصيل العلم البالغ حد الفريضة فهذا واجب على كل الناس لمعرفة التكاليف الشرعية وشرائطها وموانعها والحلال والحرام فان دور الفقهاء وان كان استنباط الحكم الشرعي لكن معرفة تلك الاحكام والعمل بها بحسب الحاجة لها في محل الابتلاء انما هو بيد المكلف ،فالمطلوب من المكلفين ان يكونوا على علم ودراية بالاحكام الشرعة تلك ، وكذا المطلوب منهم ان يعرفوا معالم دينهم ،فان مجرد التقليد او مصداقا لقوله تعالى ( انا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) لايكفي بل ينبغي بذل الوسع في معرفة كل ما يخص الدين وحدوده فيما يتعلق بالله وصفاته واسماءه وبالنبي محمد واهل بينه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وبالقرآن والمعاد الى غير ذلك من الامور الدينية ولو بالصورة الاجمالية . وقد وردت بذلك روايات تحث المكلف على التفقه بالمستوى الاول :
(منها) مارواه أبان بن تغلب عن أبي عبدالله (ع) قال لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا)
(ومنها) ما رواه عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن أبي عبدالله(ع)قال : قال رسول الله (ص)( طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا ان الله يحب بغاة العلم)
(ومنها) عن أبي اسحاق السبيعي عمن حدثه قال :سمعت امير المؤمنين يقول : ايها الناس اعلموا ان كمال الدين طلب العلم والعمل به . الا وان طلب العلم اوجب عليكم من طلب المال ،ان المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم والعلم مخزون عند اهله وقد امرتم بطلبه من اهله فاطلبوه).
واما المستوى الثاني من العلم والمعرفة واعبر عنها بالمعرفة التخصصية مصداقا لقوله تعالى (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلانَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوافِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواإِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فَنَعَمْالروايات التي حثت على طلبالعلم ناظرة الى هذا القسم من طلب العلم وهو دراسة ما يتعلق بالدين من مسائل الحلال والحرام وبيان احكام الله للعباد وتفسير القرآن على طبق روايات اهل البيت (ع)
فانها افضل العلوم واشرفها لشرف الغاية التي لاجلها صارت اشرف العلوم وهي بيان معالم الدين ودفع الشبهات ووالدفاع عن حياضه ، وقد ورد في الخبر (ان مداد العلماء افضل من دماء الشهداء)ان قلت أليس العلم افضل من الجهل وانه نور لكن ما وجه الاقتصار على العلوم الدينية ولا تكون باقي العلوم كذلك بقول مطلق فتدخل العلوم الحديثة كالطب والهندسة وباقي الفنون الاخرى الحديثة؟
قلت : اما هذه العلوم الحديثة فداخلة في الصناعات التي اخذت حاصلها الزماني من التطور والتقنين حتى افرد لها علما خاصا برأسه من وحي احتياج الانسان الى التطور والتقدم والبحث عن الارتقاء بالمستوى العلمي والادبي ساعد هذا في اكتشاف القوانين الكيميائية والفيزيائية نتيجة التجارب ثم تم جمعها وتصنيفها في علوم تندرج فيها مسائله الخاصة، ولكن هذه العلوم لاتخرج عن كونها فائدة دنيوية والدنيا ليست دار بقاء بل دار رحيل وزوال فلا جدوى من اعمار الدنيا وتوسعة علومها على علوم الآخرة ،لا يُفهم من قولي هذا ان يتجه العالم كله الى العلوم الدينية ويهجر العلوم الطبيعية ان هذا مضافا الى كونه صعبا عسيرا وحرجيا فانه ليس بوسع الناس ان يفعلوا ذلك كما ان عقولهم درجات ولتعطلت الحياة بل عوضا عن كل ذلك قيام البعض بهذه الوظيفة من باب اسقاط التكليف عن الباقي ككل الواجبات الكفائية يستقيم امر هذه الحياة ولكن الذي اقوله هو أن تغليب العلوم المادية على الدينية على النحو الذي ينسى فيه الناس معالم الدين وطريق سيد المرسلين هو الذي يكون مذموما ، ثم انه لا ثواب في دراسة العلوم الطبيعية على تشعباتها عدا الطب لأن فيه انقاذ النفس المحترمة ورفع علل الناس وامراضها وهو غرض عقلائي ومحبوب لدى الشارع لكن لا بنفس الدراسة فانها من مقدمات ذلك الغرض والمقدمات ليست محبوبة بنفسها بل نفس انقاذ النفس يكون محبوبا وقد يصل الى مرتبة الوجوب.ث ثم انه لو كانت تلك العلوم الدنيوية غير موغوب بها بنحو قاطع لم يكن جابر بن حيان الكيميائي الكعروف من تلاميذ امامنا الصادق (ع) وهو يكشف عن ان تلك العلوم الدنيوية لو سخرتلخدمة الناس وقربتها من الطاعات لحظيت بالعناية المطلوبة من قبل المولى،والروايات دلت على ما ذلك:
(منها) ماعن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبي الحسن موسى (ع) قال: دخل رسول الله (ص)المسجد فاذا جماعة قد اطافوا برجل فقال :ما هذا؟ فقيل :علاّمة ،فقال: وما العلامة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار العربية، قال : فقال النبي (ص) (ذاك علم لايضر من جهله ولا ينفع من علمه)ثم قال الني(ص) انما العلم ثلاثة : آية محكمة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل)
(ومنها) عن معاوية بن عمار قال :قلت لأبي عبد الله (ع) رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم،ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما افضل ؟قال: الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد.
والله العالم
ادارة صفحة سماحة السيد

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية

---

hph]de hgpe ugn 'gf hgugl ,hki tvdqm

[الملكه]

سطرت لنا اجمل معاني الحب
بتلك المواضيع الشيقه التي تأخذنا
الى اعماق البحار دون خوف
بل بلذة غريبة و رائعة
دمت لنا ودام قلمك
♥♥♥♥♥