Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/01/31, 10:24 AM   #1
بنت الصدر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
بنت الصدر غير متواجد حالياً
المستوى : بنت الصدر will become famous soon enough




عرض البوم صور بنت الصدر
افتراضي النداء من المحتوم

النداء من المحتوم


النداء من المحتوم

النداء
متى يكون النداء؟
من أين يجئ الصوت؟
نداء من المشرق و آخر من المغرب
الدعوة إلى المهدي عليه السلام
النداء باسمه و اسم أبيه عليه السلام
نداء جبرائيل عليه السلام
خروج القائم عليه السلام
نداء عام
إنَّ أمر آل البيت: أبيَن من الشمس
نداء في المحرم
من علامات ظهور المهدي عليه السلام
للمهدي عليه السلام ظهورات: ظهور على الأفواه، و ظهور واقع
بيان
بيان 2
غَمامة تُنادي
من صيغ النداء
خلاصة البحث







النداء من المحتوم
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
«اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم»([1]).
(واذْكُر في الكتابِ موسى إنَّهُ كانَ مُخلصاً وكانَ رسولاً نبيّاً * وناديناهُ مِنْ جانِبِ الطورِ الأيْمَنِ وقرَّبناهُ نَجيّاً)([2]).
(فَنادَتْهُ الملائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصلّي في المِحرابِ أنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيحيى مُصدِّقاً بِكلمَة مِنَ اللهِ وسيِّداً وحَصوراً ونبيّاً مِنَ الصالِحينَ)([3]).
(وناديْناهُ أنْ يآبراهيمُ * قدْ صدَّقتَ الرُّءيا إنّا كذلكَ نَجزي المُحسِنينَ)([4]).
(ذِكْرُ رَحمَةِ رَبِّكَ زكريّا * إذْ نادى ربَّهة نِداءً خفيّاً * قالَ ربِّ إنّي وَهَنَ العظمُ مِنّي واشتَعَلَ الرأسُ شيباً ولَمْ أكُنْ بِدُعائِكَ ربِّ شَقيّاً)([5]).





متى يكون النداء؟
النداء يوم الجمعة لثلاث وعشرين من شهر رمضان، أوَّل النهار بعد صلاة الصبح.
بمعنى أنَّ أوَّل الشهر الخميس، وعليه تكون ليلة الجمعة ثلاثاً وعشرين.
ما هو النداء؟
صوت من السماء، يسمعه الخلائق جميعاً كلٌ بلغته: ألا إنَّ الحق في علي وشيعته، ويراد به المهدي (عج) وشيعته، يوقظ النائم، ويُقعد القائم أو يخرجه إلى صحن الدار، والنداء يفزع اليقظان، ويُخرج العواتك من خدورهنَّ، وبسبب هذا النداء، تحرض العذراء أباها وأخاها على الخروج:
«يكون النداء ليلة الجمعة لثلاث وعشرين من شهر رمضان، أوَّل النهار بعد صلاة الصبح: ألا إنَّ الحق في فلان بن فلان وشيعته، توقظ النائم، وتُقعد القائم أو تخرجه إلى صحن داره، لأنَّها تفزع اليقظان، وتخرج العواتك من خدورهنَّ، فتحرض العذراء أباها وأخاها على الخروج»([6]).
والنداء، صوت من السماء، عن جبرائيل، وصوت من الأرض عن إبليس عليه لعائن الله.
في الصوت الأوَّل ; وبشارة للمؤمنين، وإنذار للمنافقين والكافرين، وفي الصوت الثاني ; إشكال على السامعين، حتّى يقع الخلاف، ولكن من كان مسبوقاً أنَّ هناك نداءً سماوياً وصوتاً أرضياً قبل هذا، لا يهتم بالصوت الثاني، ويفرح للصوت الأوَّل ويستبشر لأنَّ الحق في طريقه إليه.
«لابدَّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم (عج): صوت من السماء، وهو صوت جبرائيل، وصوت من الأرض، وهو صوت إبليس اللعين»([7]).
والنداء له صيغ متعددة:
«ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اجتمعوا، قيصيرون في صعيد، ثمَّ ينادي مرة أُخرى: يا أهل الباطل اجتمعوا، فيصيرون في صعيد واحد...»([8]).
«ينادي مناد في شهر رمضان عند الفجر، من ناحية المشرق: يا أهل الهدى اجتمعوا، وينادي مناد من قِبل المغرب، بعد مَغيب الشمس: يا أهل الباطل اجتمعوا...».
ثمَّ جاء عن الباقر (عليه السلام) في الموضوع:
ينادي من السماء أوَّل النهار: ألا إنَّ الحق مع علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إنَّ الحق مع فلان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون، (وتلك نخوة الشيطان!) وأقول وأنا كاتب الحروف في قوله: ألا إنَّ الحق مع علي وشيعته» يريد به المهدي (عج) وشيعته، وأمّا: «ألا إنَّ الحق مع فلان وشيعته» وهو نداء إبليس عليه اللعنة، فهو: يريد به من فلان وشيعته، عثمان بن عنبسة وشيعته السفياني عليه اللعن، وتلك من سمومه عليه وعلى أتباعه لعائن الله.
والظاهر أنَّ النداء له صيغ متعددة.
ثمَّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«إذا نادى مناد من السماء: إنَّ الحق في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشربون حُبّه ولا يكون لهم ذكر غيره، نقلاً عن البيان»([9]).
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام):
والله إنَّ ذلك في كتاب الله لبين حيث يقول: (واستَمِع يَومَ يُنادِ المُنادِ مِنْ مَكان قريب * يَومَ يَسْمَعونَ الصيحةَ بالحقِّ ذلكَ يَومُ الخُروجِ).
فلا يبقى في الأرض أحد إلاّ خضع وذلّت رقبته لها، ويثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق، وهو النداء الأوَّل، ويرتاب الذين في قلوبهم مرض حين النداء الثاني([10]).
يُنادي مناد باسم القائم (عج)، واسم أبيه (عليه السلام).
والصيحة في هذه الآية في السماءوذلك يوم خروج القائم (عج).
ومع كل هذه الآيات، والدلائل المسموعة، هناك من يأخذ طريقه إلى الباطل، ويعرض عن الحق، وذلك لسوء التوفيق، والطينة الخبيثة، وحقّاً: ما في الاباء تجده في الأبناء، فالاباء من قبل أعرضوا عن الحق وحاربوه، والأبناء يعرضون عن الحق ويحاربوه.
فيه: قال أسند المفيد في إشارة أنَّ المنصور قال كسيف بن عميرة:
«لابدَّ من مناد من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب، ومن ولد فاطمة، ونحن أوَّل من يجيبه لولا أنّي سمعته من أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام) ما قبلته ولو حدّثني به أهل الأرض»([11]).
والفضل ما اعترفت به الأعداء؟ أبو جعفر المنصور الدوانيقي من أعدى أعداء الأئمة الهداة الميامين، يقر ويعترف يا سبحان الله، يا سبحان الله، لله درُّ الحق ما أعظمه؟!
«وردت نصوص مختلفة للنداء، وتواتر هذا النص:
ألا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع مدّة الجبارين والمنافقين وأتباعهم، ووليكم خير أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) فألحقوه بمكّة، فإنَّه المهدي»([12]).
«... وينادي مناد من السماء: إنَّ أميركم فلان وذلك هو المهدي، والنداء يكون بصوت جبرائيل الأمين (عليه السلام)».
من عظمة هذا النداء أنَّه ; نهاية الجبابرة والنفاق، وبداية الحق وأهله، فهنيئاً لمن يحظى بلقائه، والعيش في دولته، والنظر إلى طلعته، والشفاء على يديه، والسعادة في كنفه، ورؤية ذِلِّ الجبابرة، وتقهرهم على يديه، والنشوة والفرحة بالحق وأهله في دولته([13]).



من أين يجي الصوت؟
«... ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح»([14]).
ولخروج السفياني صوت:
«... فربما ينادي فيها الصّارخ مرتين ألا وإنَّ الملك في آل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فيكون ذلك الصوت من جبرائيل، ويصزخ إبليس لعنه الله، وإنَّ الملك في آل أبي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني»([15]).

نداء من المشرق وآخر من المغرب
«... وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدى اجتمعوا، وينادي مناد من قِبل المغرب بعدما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا»([16]).


الدعوة إلى المهدي (عج)
«... وهو الذي ينادي مناد من السماء يُسمعه الله جميع أهل الأرض بالدعاء إليه، يقول: ألا إنَّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله، فأتبعوه، فإنَّ الحق فيه ومعه، وهو قول الله عزَّوجل: (إنْ نَشأْ نُنَزل عليهِم مِنَ السماءِ آيةً فَظَلَّت أعناقُهُم لَها خاضعينَ)([17])، هذا النداء يكون سبباً في اجتماع ثلاثة عشر ألفاً، أقل أو أكثر، وبه يقدم العراق»([18]).

النداء باسمه واسم أبيه (عليه السلام)
«وقال: أخبرنا أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حماد، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): ينادي باسم القائم يا فلان بن فلان قُم»([19]).
وكفاهُ فخراً.


نداء جبرائيل (عليه السلام)
«وعنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقى راقد إلاّ قام، ولا قائم إلاّ قعد، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام)»([20]).

خروج القائم (عج)
«وعنه، عن الحسن بن المحبوب، بن علي بن الحمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال: خروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوَّل النهار: ألا إنَّ الحق مع علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إنَّ الحق مع عثمان وسيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»([21]).
عثمان وشيعته: أي عثمان بن عنبسة من أولاد عُتبة بن أبي سفيان عليه وعلى أتباعه لعائن الله.
المراد من علي وشيعته:
«وعنه، عن الحسن بن المحبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: خروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادِ مناد من السماء أوَّل النهار: ألا إنَّ الحق مع علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إنَّ الحق مع عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»([22]).
الحق أولاً وآخراً في علي وشيعته، يدور معه ما دار، ولكن هنا كناية: يراد بها الحق في المهدي (عج) وشيعة المهدي، وهو كذلك، وليس في عثمان وشيعته.

نداء عام
«وقال: حدّثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدَّثنا سعد بن عبدالله قال: حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زُرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ينادي مناد باسم القائم (عج)، قلت: خاص أم عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمَن يخالف القائم (عج) وقد نُودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتّى يُنادي في آخر الليل فيشكك الناس»([23]).
إنَّ أتباع إبليس كثيرون وإنَّ الحق أوضح من التشكيك، وكلٌ يعمل على شاكلته، وما هذه الكتابات إلاّ بيان هو الآخر.


إنَّ أمر آل البيت (عليهم السلام)أبيَن من الشمس
«وقال: حدَّثنا محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن ميمون البان قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) في فُسطاطه، فرفع جانب الفُسطاط، فقال: إنَّ أمَرَنا لو قد كان لكان أبينَ من هذه الشمس، ثمَّ قال: ينادي مناد من السماء إنَّ فلان بن فلان هو الإمام باسمه، وينادي إبليس في الأرض كما نادى برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ليلة العَقَبة»([24]).
العجيب في الأمر أنَّ الله تعالى يريد بالناس الخير، ويأتيهم بالآيات والبينات، ولكن تأبى نفوسهم الأمّارة بالسوء إلاّ اتّباع الشيطان، ألا لعنة الله على القوم الظالمين.

نداء في المحرم
قلنا فيما سبق إنَّ النداء في شهر رمضان المبارك، وفي ليلة الجمعة منه، وهنا:
نداء في المحرم، والظاهر أنَّها نداءآت متتالية في أوقات مختلفة من أماكن متعددة فلا يلتبس على السامع والحق بيّن، كما أنَّ الباطل بيّن.
وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلاناً ـ يعني المهدي (عج) ـ فاسمعوا له وأطيعوا»، أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن»([25]).
ولكن مع هذا نرى الأُلوف المؤلفة تجتمع حول السفياني، مع كل هذه النداءآت والبيانات، كما اجتمعت من قبل حول الجمل.

من علامات ظهور المهدي (عج):
مناد ينادي من السماء، وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: «إذا نادى مناد من السماء: إنَّ الحق في آل محمّد فعند ذلك يظهر المهدي»، أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبري في «معجمه» والحافظ أبو نعيم الأصفهاني في «مناقب المهدي» ورواه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن»، ينادي مناد من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، حتّى لا يبقى راقد إلاّ استيقظ([26]).
النداء هذا بلاغ لأهل الأرض، النائم منهم واليقظان، من كان في المشرق والمغرب، وهو شيء حسن، لئلا يقول القائل ما سمعت، وما أُنذرت، ولكي يسأل بعد النداء ما هذا وما حقيقته؟ وهو مكلّف بالسؤال، وإسقاط التكليف عن نفسه، ولهذا يرتاب المبطلون، أمّا أولئك الذين سمعوا ووعوا، وكانوا على بيّنة من الأمر فهم على خير، وإنَّ هذه الأحاديث ما جاءت عن عبث ولا إعتباط، وإنَّما جاءت وفق الحكمة الربوبية، فهي إمّا عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وإمّا عن الأئمة (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله)وكلاهما صحيح، فظهور الحجة، حجة لابدَّ منها، ولابدَّ للحجة من علامة، ومن علامته، النداء السماوي، باسمه واسم أبيه، أو بكُنيته، ونداء من السماء يعمُّ أهل الأرض، ويسمع كل أهل لغة بلغتهم... ([27]).
وهنا جدَّ جديد في موعد الصوت: هل هو الصوت الذي في شهر رمضان ليلة الثالث والعشرين منه، أو إنَّه مسبوق، أو إنَّه في ليلة النصف من شهر رمضان؟!
«... وصوت في ليلة النصف من رمضان، يوقظ النائم ويفزع اليقظان»([28]).
كلا، إنَّه سبق لسان، أو خطأ من النُساخ، أو اشتباه غير متعمد...
فالنداء في شهر رمضان المبارك في ليلة جمعة الثالث والعشرين منه، أي أنَّ أوَّل الشهر المبارك الخميس وعليه العمل والله أعلم.
أمّا النداء على سور دمشق، فالظاهر والله أعلم ; دمشق بلد محاددة، لدولة اليهود، واليهود تراهم في مرتفعات الجولان، ولهم إذاعات، فإذا كان الهجوم على دمشق بالوعد والوعيد والتهديد بالشر والدمار، وهذا شأن الدول المتحاربة، وكلٌ يعرض عضلاته، وإذا ضُربت دمشق، كانت علامة من علامات خروج السفياني وبالتالي خسف في قرية من قراها تُعرف «خرستا» وما إلى ذلك ممّا ذكر في فصل السفياني.
«... وينادي مناد من سور دمشق: ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب»([29]).
وهذا أقرب للواقع، فإنَّ إسرائيل التي تمتلك الأسلحة النووية الفتّاكة، تمتلك هذا الأسلوب من التهديد والوعيد، وإذا وقع الذي نحتمله، تكون نهاية هذه الدولة، وبداية دولة الحق الكبرى.
والظاهر أنَّ النداء والصيحة واحد، فمصدره: من جبرائيل (عليه السلام)، ومن السماء، أمّا النداء الأرضي، وصيحة إبليس فهي من الأرض، ولو أنَّه يرتفع من الأرض شيئاً حتّى يسمع نداءه الناس، ويوقع الخلاف بينهم، وهذا من شأنه لأنَّه من علائم يومه الموعود.

وعن أبي عبدالله الحسين بن علي (عليه السلام)، أنَّه قال: «للمهدي خمس علامات: السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، والخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية»([30])، والعلامات هذه من المحتومة.
وعن أبي جعفر محمّد بن علي (عليه السلام)، أنَّه قال: «إذا رأيتم ناراً من المشرق ثلاثة أيّام أو سبعة، فتوقعوا فرج آل محمّد إن شاء الله تعالى، ثمَّ قال: ينادي مناد من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب حتّى لا يبقى راقد إلاّ استيقظ، ولا قائم إلاّ قعد، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه، فزعاً من ذلك، فرحم الله عبداً سمع ذلك الصوت فأجاب، فإنَّ الصوت الأوَّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام)»([31]).
يذهب البعض إلى أنَّ هذه النار كانت يوم فُجِّرت الآبار في الكويت، ولكن لم تَبق ثلاثة أيّام أو سبعة، لكنَّها بقيت أكثر من ذلك بكثير.
لكنها نار تحرك الرايات السود، ويكون فرج الله الأكبر والله أعلم.
نقول: إنَّ النداء، ليس واحد، وإنَّما نداءآت متكررة:
«وعن الزهري، قال: إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يُسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، يعني المهدي.
قال الزهري: وقالت أسماء بنت عُمَيس: إنَّ أمارة ذلك اليوم، أنَّ كفّاً من السماء مُدلاة، ينظر إليها الناس.
أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن».
ولما كان النداء آية، وكانت هناك آيات قبل خروج المهدي (عج):
وعن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: لا يخرج المهدي حتّى تطلع مع الشمس آية، أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، والحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد»([32]).
كل هذا لعظمة الحدَث، وما بعده، بحيث حتّى دائرة الفلك تتغير، إذ يأمر الله تعالى أن يُبطي الفلك في مسيره، فتكون السنة كعشرة سنين ممّا نعدُّ، وإنَّ السماء تنزل قطرها وبركاتها، وتخرج الأرض نباتها وكنوزها، والبركات التي أودعها الله تعالى، بحيث يلعب الصبي مع الحيّات، ويرعى الأسد مع البقر، ويكون الذئب في الغنم كالكلب فيها، والناس في أمان، واطمئنان لا حسد ولا محسود، ولا ظلم ولا مظلوم، فهنيئاً لمن يدرك ذلك، اللّهم فعجّل لوليك الفرج والعافية والنصر.
فالنداء ; جاء تارة صيحة، وأُخرى صوت، وثالثة ورابعة، والمهم هو بيان لما سبق ليس إلاّ:
«وعن محمّد بن علي (عليه السلام)، قال: الصوت في شهر رمضان، في ليلة الجمعة، فاسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار، صوت الملعون إبليس، ينادي: ألا إنَّ فلاناً قد قتل مظلوماً، يُشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكٍّ متحيّر، فإذا سمعتم الصوت في رمضان ـ يعني الأوَّل ـ فلا تشكّوا أنَّه صوت جبرائيل (عليه السلام)، وعلامة ذلك أنَّه ينادي باسم المهدي واسم أبيه.
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، قال: إذا نادى مناد من السماء: إنَّ الحق في آل محمّد فعند ذلك يظهر المهدي»([33]).
كل هذا: لبيان حقيقة أنَّ المهدي (عج) آت لا محال، وأنَّ الباطل المتمثل بالشيطان والسفياني، مُندحر لا محال، والتشكيك ماله إلى الندم.
نعم، فالنداء هذه المرة: هادٌّ من السماء يوقظ النائم، ويفزع اليقظان.
«قال: هادٌّ من السماء يوقظ النائم، ويفزع اليقظان، ويخرج الفتاة من خدرها، ويسمع الناس كلهم، فلا يجي رجل من أُفق من الآفاق إلاّ حدّث أنَّه سمعه. أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتاب «الملاحم»»([34]).

للمهدي (عليه السلام) ظهوران، ظهور على الأفواه، وظهور واقع
«قال أبو قبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): إذا نادى مناد من السماء، أنَّ الحق في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشزبون ذكره، فلا يكون لهم ذكر غيره.
أخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر، ابن المنادي ; في كتاب «الملاحم»، وأخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد، في كتاب «الفتن» وانتهى حديثه عند قوله: «فتلك إمارة خروج السفياني»([35]).
فالنداء: هو الصوت، والمنادي ; الذي يصدر منه الصوت، والمنادى عليه، البشرية، والذي يصدر منه الصوت بأمر من الله تعالى: هو جبرائيل (عليه السلام)، والذي يريده بالصوت: المهدي (عج).
أمّا الصوت الذي يصدر من الأرض، فمصدره ; إبليس عليه لعائن الله، أو الاذاعات والمراد به في الصوت ; عثمان بن عنبسه السفياني.
وللنداء صيغ كما أشرنا إلى ذلك سلفاً ومنه:
«وعن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان ـ يعني المهدي ـ فاسمعوا له وأطيعوا».
أخرجه الحافظ أبو عبدالله نعيم بن حماد في كتاب «الفتن»»([36]).
كل هذا ما يدفع باليقين، ويقطع الشك، ولا مهدي غير مهدي آل محمّد (عليه السلام)، ومن شك بعد فقد كفر وعليه لعنة الله.
قلنا: النداء له صيغ متعددة، ولكن النداء الأساس هو ذاك الذي يقول: ألا إنَّ الحق في علي وشيعته، يريد به المهدي وشيعته، ويقابله النداء الذي يُشكك، الذي يقول: ألا إنَّ الحق في عثمان وشيعته، والذي يريد به: عثمان بن عنبسه السفياني وشيعته.
وهناك نداء خاص من ملك غير جبرائيل (عليه السلام):
«في ذكر الملك الذي يخرج مع المهدي (عج) عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يخرج المهدي، وعلى رأسه ملك ينادي: هذا المهدي فاتبعوه، قلت: هذا حديث حسن روته الحفاظ والأئمة من أهل الحديث كأبي نعيم والطبراني وغيرهما»([37]).
وهذا نداء من نوع آخر، عن نصر بن مزاحم، قد يكون نداء إذاعة أو مكبرة صوت، أو نداء ملك مقرب مأمور:
«الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن أبي لُهيعة، عن أبي زرعة، عن عبدالله بن رزين، عن عمّار بن ياسر، أنَّه قال: دعوة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، فالزموا الأرض وكفوا حتّى تَرو قادتها، فإذا خالف الترك الروم وكثر الحرب في الأرض يناد مناد على سور دمشق ويل لازم من شرٍّ قد اقترب، ويخرّ حائط مسجدها»([38]).
إنَّ هذا الحائط علامة هدَّه يذهب فيها أكثر من مائة ألف هي رحمة للمؤمنين، ونقمة للمنافقين والكافرين، ويعقب سقوط حائط مسجدها، خسف في قرية «خرستا» وتلك علامة خروج السفياني، وخروج السفياني من علائم ظهور المهدي، ومجي اليماني، والخراساني، ووقوع الخسف بالبيداء، ونظامه كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، اللَّهم فعجّل لوليك الفرج والعافية والنصر.
ورد في الحديث الشريف: العجب كل العجب بين جمادى ورجب، ورد أنَّ في شهر رجب المرجب ثلاثة أصوات في السماء:
«سعيد بن عبدالله، عن الحسين بن علي الزنبوري، وعبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حديث له طويل اختصرنا منه موضع الحاجة، أنَّه قال: لابدَّ من فتنة صماء صيلم يقصد فيها كل بطانة ووليجة، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء، وأهل الأرض، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقد الماء المعين، كأنّي بهم أسرَّ ما يكونون، وقد نُودوا نداءً يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين، وعذاباً للكافرين، فقلت: وأي نداء هو؟ قال: ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء، صوتاً منها: ألا لعنة الله على الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث: يريدون بدناً بارزاً نحو عين الشمس ; هذا أمير المؤمنين، قد كرَّ في هلاك الظالمين، وفي رواية الحميري، والصوت بَدن يُرى في قرن الشمس يقول: إنَّ الله بعث فلاناً فاستمعوا له وأطيعوا، وقالا جميعاً: فعند ذلك يأتي الناس الفرج، وتود الناس لو كانوا أحياء، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين»([39]).
كل هذه النداءآت، والبيانات، لمن كان له قلب، وخشي الرحمن بالغيب، لعله يؤمن بحقيقة الواقع، ومع هذا، نرى هناك من يميل ميلاً، ولا يتّعظ أصلاً، فيحارب المهدي (عج)، كما حاربوا من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن بعد أمير المؤمنين (عليه السلام)، والأئمة الهداة الميامين (عليهم السلام)، وهذه الجولة آخر الجولات فهم لعائن الله تعالى، وإنَّ غداً لناظره قريب.
النداء المحتوم، الذي يأتي من السماء، وهو صوت جبرائيل (عليه السلام)، ويكون ليلة الجمعة في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان المبارك، ويسبق النداء أُمور عظيمة:
«حدَّثنا علي بن الحسن، قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: محمّد بن الحسن الرازي، قال: حدَّثنا محمّد بن علي الكوفي، قال: حدَّثنا علي بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم؟ فقال: يا أبا محمّد إنا أهل بيت لا نوقِّت، وقد قال (صلى الله عليه وآله) كذب الوقّاتون، يا أبا محمّد إنَّ قُدّام هذا الأمر خمس علامات:
أولهنَّ: النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء، وذهاب ملك بني العباس، ثمَّ قال: يا أبا محمّد إنَّه لابدَّ أن يكون قبل ذلك الطاعونان الأبيض والطاعون الأحمر، قلت: جعلت فداك، وأيُّ شيء هما؟ فقال: أمّا الطاعون الأبيض فالموت الجارف، وأمّا الطاعون الأحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتّى ينادى باسمه في جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة الجمعة، قلت: بِمَ ينادي؟ قال: باسمه، واسم أبيه، ألا إنَّ فلان بن فلان قائم آل محمّد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوا، فلا يبقى شيءٌ من خلق الله فيه الروح إلاّ سمع الصيحة، فتوقض النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم لمّا يسمع الصوت، وهي صيحة جبرائيل (عليه السلام)»([40]).

بيان
«الجارف الموت العام، وفاعل يخرج ضميره يُرجع إلى النائم، والعذراء البكر»([41]).
ولعلَّ المراد من الموت العام، الحرب العالمية الثالثة، حرب النجوم والصواريخ عابرة القارات، والأسلحة الجرثومية والكيمياوية، التي تودي بثلثي العالم كما قيل، وسيأتي بيان ذلك، والسيف هنا كناية عن هذه الحروب الجانبية التي أودت وتودي بالكثير، والعالم يشهد، وبات مسرحاً للحروب المفروضة والنزاعات المفتعلة، التي هي الأُخرى تودي بالكثير.
يسبق النداء «الغواية» والغواية هنا إشارة إلى المبادي المستوردة البرّاقة الجذّابة في شعارها والضالة في مبادئها، وقد أقسم الشيطان في قوله: (ولأُغوينَّهُم إلاّ عبادكَ مِنهُم المُخلَصين)([42]).
الطمع الدنيوي بعد كيد الأعادي، الذين سيطروا على الأسواق والإعلام والعروش، فبات الناس في شَرك، حيث لا حيلة في أيديهم سوى الرضوخ إلى ما تُملى عليهم، نعم: مع قلة الهداية، والهداية من أين تأتي والسجون والقيود، والأحكام الصارمة أمام الدعاة للحقِّ.
من خلال الأحاديث المتكررة، يجد القاري العزيز أنَّ ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الليلة التي وعد الله بها عباده في النداء باسم القائم (عليه السلام)، وهذا لا يعني أنَّ القائم (عليه السلام) إذا سمع النداء باشر بالظهور، ولكن يعقب ذلك بليالي وأيّام، كما جاء في الحديث: ويقوم في يوم عاشوراء الخبر، والحال بين النداء وعاشوراء (107) أيّام على فرض أنَّها تامّة، والتوقيت مرفوض في قوله: «لا تُوقتوا كَذَبَ الوقّاتون» واللهُ أعلم.
7 أيّام الباقية من شهر رمضان المبارك + 30 شوال + 30 ذي القعدة + 30 ذي الحجة + 10 محرّم الحرام، يكون المجموع = (107) أيّام على فرض تمام هذه الأشهر.
وأغلب الغاوين هم اليهود والنصارى، وضعاف النفوس الذين باعوا، ويبيعوا آخرتهم بدنيا فانية وبدراهم معدودة.
وبفعل الغواية، يشمل الناس موت وقتل، فينادي مناد صادق:
«... عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: يشمل الناس موت وقتل حتّى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم فينادي مناد صادق من شدّة القتال، فيما القتل والقتال صاحبكم فلان»([43])، كناية عن المهدي (عليه السلام).
يظهر أنَّ القتل والقتال الذي ورد في الحديث الشريف: «وإذا كان الهرج والمرج، قالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما الهرج والمرج؟ قال: القتل والاقتتال»، يكون على أشدّه قبل الظهور، فما عليك أيُّها القاري العزيز إلاّ أن تكون حَلس الدار، إلاّ للضرورة، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
«حدّثنا أحمد قال حدَّثنا: علي بن الحسين التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين و مائتين قال: حدّثنا محمّد بن عمير بن يزيد بياع السابري ومحمّد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعاً قالا: حدَّثنا حماد بن عيسى بن عثمان، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إنَّه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء ألا إنَّ الأمر لفلان بن فلان ففيمَ القتال؟»([44]).
هناك بعض الأحاديث لم تعيّن اليوم والساعة التي يكون فيها النداء، وتكتفي بنوع من صيغة النداء:
«الفضل بن شاذان، عن ابن محبوب، عن علي بن حمزة، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال: خروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوَّل النهار ألا إنَّ الحق في علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار، ألا إنَّ الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»([45]).

بيان
المراد في عثمان: عثمان بن عنبسة([46]).
وقد سبق لنا أن أوردنا حديثاً يذكر أنَّ النداء الجمعة لثلاث ساعات مضين منه في ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، وبه يقطع على الذي في قلبه مرض.
وهناك نداء لوليمة من السماء في قرقيسيا: «هلموا إلى لحوم الجبارين»:
«محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضالة، عن ابن عقبه، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا ميسر، كم بينكم، وبين قرقيسيا؟ قلت: هي قريب على شلطي الفرات.
قال: أمّا إنَّه سيكون بها وقعة لم تكن منذ خلق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض، ولا يكون مثلها ما دامت السماوات، مأدبة الطير يشبع منها، وسباع الأرض، وطيور السماء، يهلك فيها قيس فلا تدعوا لها داعية.
وروى غير واحد وزاد فيه: وينادي مناد: هلموا إلى لحوم الجبارين»([47]).
والنداء المشار إليه الذي هو من الحتميات، وهو من علامات الظهور، وخروج السفياني:
«أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا محمّد بن الفضل وسعدان بن إسحاق بن سعيد، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، ومحمّد بن أحمد بن الحسن جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنَّه قال: يا جابر لا يظهر القائم حتّى يشمل الناس بالشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء وينادي مناد من السماء»([48]).
فخروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء:
«... وبه عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القمّاط، عن حمران بن أعين، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنَّه قال: من المحتوم الذي لابدَّ أن يكون من قبل قيام القائم: خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء»([49]).
النداء لا يأتي من جبرائيل (عليه السلام) فحسب، وإنَّما من ملك آخر.
ابن عمر رفعه: ملك من السماء ينادي ويحث الناس ويقول: إنَّه المهدي فأجيبوه «انتهى فصل الخطاب»([50]).
والمهدي لا يظهر بدون أن ينادي مناد يسمعه كل حيّ:
«حدَّثنا أحمد بن سعيد، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل، قال أبو جعفر (عليه السلام)، وقد سألته عن القائم فقال: إنَّه لا يكون حتّى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب، حتّى تسمع «تسمعه خ ل» الفتاة في خدرها»([51]).
النداء والصيحة شيء واحد، ومصدره جبرائيل (عليه السلام) في شهر رمضان:
«... ثمَّ قال: الصيحة لا تكون إلاّ في شهر رمضان، لأنَّ شهر رمضان شهر الله، وهي صيحة جبرائيل (عليه السلام) إلى هذا الخلق، ثمَّ قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق، ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلاّ استيقظ، ولا قائم إلاّ قعد، ولا قاعدٌ إلاّ قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت، فرحم الله عبداً سمع ذلك الصوت، من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإنَّ الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين (عليه السلام) وقال: الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إنَّ فلاناً قُتل مظلوماً ليُشكك الناس، ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكٍّ متحيّر قد هوى في النار فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان، فلا تشكّوا فيه إنَّه صوت جبرائيل (عليه السلام)، وعلامات ذلك أنَّه ينادي باسم القائم، واسم أبيه، حتّى تسمع العذراء في خدرها، فتحرض أباها، وأخاها على الخروج وقال: لابدَّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم، صوت من السماء، وهو صوت جبرائيل (عليه السلام) باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الذي من الأرض، وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان إنَّه قُتل مظلوماً يُريد بذلك الفتنة، فاتّبعوا الصوت الأوَّل، وإيّاكم والأخير أن تُفتنوا به»([52]).
كل هذه التأكيدات، حتّى لا يقع الناس في حبائل الشيطان، ويشك في الأمر، وإلاّ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
«... عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام)، وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتّى ينادي في آخر الليل فيُشكك الناس»([53]).
«... وعن المعلى بن خُنيس، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: صوت جبرائيل (عليه السلام) في السماء، وصوت إبليس من الأرض، فأتبعوا الصوت الأوَّل وإيّاكم والأخير أن تُفتنوا به»([54]).
«... عن الثمالي قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إنَّ أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إنَّ خروج السفياني من الأمر المحتوم، قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوَّل النهار: ألا إنَّ الحق في علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إنَّ الحق في السفياني وشيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون»([55]).
نقول: ما ضرَّ لو قُرئَت كُتُب الشيعة؟ قبل فوات الأوان؟!
قلنا: إنَّ النداء، يختلف تارةً وأُخرى، فمرة يقول النداء فلان ابن فلان، وأُخرى الحق في علي وشيعته، يريد به المهدي وشيعته، وأُخرى يقول: باسمه واسم أبيه (عليهم السلام)، وأُخرى يقول: إنَّ أميركم فلان، وهكذا، فالكلُّ يُقصد به صاحب العصر والزمان، صلوات الله عليه وعلى آبائه:
«... فينادي مناد من السماء: أيُّها الناس! إنَّ أميركم فلان، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً»([56]).
وكما في هذا الحديث يريد عموم أهل الحق، وعموم أهل الباطل:
«... عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: لا تمضي الأيّام والليالي حتّى ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، ويعزل هؤلاء من هؤلاء، قال: قلت أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء؟، قال: كلاّ إنَّه يقول في الكتاب: (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المؤمنينَ على ما أنتُم عَليهِ حتّى يَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطيِّبِ)»([57]).
وهناك رواية مفادها إذا اجتمع الجيشان أو الفئتان، خرج من هؤلاء من يظهر الإيمان، ويبطن الكفر والنفاق إلى هؤلاء، وخرج من يظهر الكفر والنفاق من يبطن الإيمان من هؤلاء، وهو نفس المعنى، فيتواجه الحق والباطل والعاقبة للمتقين، والله تعالى نسأل حسن العاقبة وقبول العمل لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا والقاري العزيز من جُند المهدي، صلوات الله عليه وعلى آبائه، وأن يجعلنا من الثابتين على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام).
ولما كانت دمشق منطلق الأمور، من حيث إنَّها إذا ضربت أو تعرّضت لهدة وخسفت قرية من قراها والتي تُعرف «خرستا» نادى مناد من على سورها، أي من حدودها، وهذا النداء جاء بالويل والثبور للعرب في قوله: «ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب».
«... وترى منادياً ينادي بدمشق، ...»([58]).
وهناك أحاديث تكررت في كثير من المصادر أعرضنا عن ذكرها وذكر مصدرها خشية التكرار، وإلاّ لو أردنا أن نحصي كل ما جاء في النداء لاجتمع لدينا الكثير الكثير، ومن قيد الخلاف كان علي (عليه السلام) هو المحور، حيث اعترف الأعداء له قبل الأحبّة والأصدقاء بالأولوية والأحقيّة لذا نرى بعض الأحاديث تأتي بهذا المعنى، وتريد الحجّة (عليه السلام):
«ابن عقدة، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
ينادي مناد من السماء: أنَّ فلاناً هو الأمير، وينادي مناد أنَّ علياً وشيعته هم الفائزون»([59]).
والحقيقة أنَّ هذه المسألة لها علامة بما روته الرواة، فالذين على بيّنة من الأمر قبل الظهور الشريف، هم أدرى من غيرهم بعد الظهور، لأنَّهم سبقوا الحدث بالمعرفة، لا كمَن أنكر أصل المطلب جملة وتفصيلاً من حيث المبدأ، وحاربوا على ذلك، وتربَّت الأجيال على ذلك، فهم أولى بالارتياب، والحيرة، وهنا يمكن القول: إنَّ دور الشيطان لا يُنسى!
إنَّ النداء، رحمة، وفيه الفرج، لأنَّه بيان، وبلاغ للناس، فمَن شاء فليؤمن ومن دونه الإشكال وارد.
«ابن عقدة، عن علي بن الحسن، ... عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إنَّ الجريري أخا إسحاق يقول لنا: إنَّكم تقولون: هما نداءان فأيّهما الصّادق من الكاذب؟، فقال أبو عبدالله (عليه السلام)، قولوا له: إنَّ الذي أخبرنا بذلك، وأنت تنكر أن هذا يكون هو الصّادق»([60]).
«عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: هما صيحتان: صيحة في أوَّل الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس، فقلت: كيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون»([61]).
ونحن نقول: بكل فخر واعتزاز، قرأنا، وسمعنا من المشايخ والعلماء، أنَّ النداء حق وأنَّ المنادي حق وهو الحجّة من أهل بيت النبوة، وأنَّ نداء إبليس على غير حق، وأنَّ منادى إبليس على باطل، وأنَّ السفياني ليس كالمهدي (عليه السلام)، وأنَّ الحق أحق أن يُتّبع.
عزيزي القاري:
إقرأ واسأل، فإنَّ هذا الأمر من حقائق الأمور، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين، وإنَّ غداً لناظره قريب، وإنَّه لابدَّ من مهدي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت جوراً وظلماً، ولابدَّ من سفياني تعرف به الحقائق، وتكشف الناس على حقيقتها.
إنَّ إبليس عليه لعائن الله تعالى، لا يأتي منه إلاّ الباطل، ولا يدعو إلاّ إلى الغواية والضلال، فهو حينما يسمع صوت جبرائيل (عليه السلام) وأنَّ الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته، تثور ثائرته، ويُجند جُنده، وأتباعه لايقاع الناس في الحيرة والشك، فينادي نداءه المشؤوم: ألا إنَّ الحق في عثمان وشيعته (يريد به السفياني وشيعته)، عجباً ما كان أبو سفيان حتّى يكون عثمان بن عنبسة، فهم أهل بيت عادوا الرسول وأهل بيته وحاربوه بكل ما أُتوا، وها قد مضى أكثر من أربعة عشر قرناً، وفي آخر الزمان يُطالب إبليس بدم عثمان لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.
«ابن عقدة، عن علي بن الحسن التيمليّ، عن عمرو بن عثمان، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام)، فسمعت رجلاً من همدان يقول (له): إنَّ هؤلاء العامّة يُعيّرونا، ويقولون لنا إنَّكم تزعمون أنَّ منادياً ينادي من السماء باسم صاحب الأمر، وكان متكئاً فغضب، وجلس ثمَّ قال: لا ترووه عنّي وأرووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك ; أشهد أنّي سمعت أبي (عليه السلام)يقول:
والله إنَّ ذلك في كتاب الله عزَّوجل لبيِّنٌ حيث يقول: (إنْ نَشأ نُنزِّلُ عليهم مِنَ السماءِ آيَة فَضلَّت أعناقُهُم لَها خاضِعينَ)([62]).
فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلاّ خضع وذلَّت رقبته لها فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إنَّ الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام)وشيعته، فإذا كان الغد صعد إبليس في الهواء حتّى يتوارى عن أهل الأرض ثمَّ ينادي: ألا إنَّ الحق في عثمان بن عفان وشيعته، فإنَّه قُتل مظلوماً، فأطلبوا بدمه، قال: فثبَّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق، وهو النداء الأوَّل، ويرتاب يومئذ الذي في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرَّأون منّا ويتناولونا، فيقولون: إنَّ المنادي الأوَّل سحرٌ من سحر أهل البيت (عليهم السلام)، ثمَّ تلا أبو عبدالله (عليه السلام) قول الله عزَّوجل: (وإنْ يَروا آيَةً يُعرِضوا ويَقولُوا سِحْرٌ مُستَمرّ)»([63]).

غَمامة تُنادي
غمامة بيضاء على رأس المهدي (عج) تظلّه من الشمس، تنادي بلسان فصيح:
«الفحّام، عن عمّه،... عن محمّد بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)في حديث اللّوح: م ح م د يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظلّه من الشمس، تنادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين: هو المهدي من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً»([64]).
إنَّ للمهدي كرامات عدّة، تُطوى له الأرض، ولا يكون له ظلّ، وهو الذي ينادي مناد من السماء باسمه يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه:
«الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام): لا دين لمَن لا ورع له، ولا إيمان لمَن لا تقيّة له، إنَّ أكرمكم عند الله عزَّوجل أعملكم بالتقيّة قبل خروج قائمنا فمَن تركها قبل خروج قائمنا فليس منّا.
فقيل له: يا ابن رسول الله ومَن القائم من أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء يطهّر الله به الأرض من كل جور، ويقدّسها من كل ظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربّها ; ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تُطوى له الأرض، ولا يكون له ظلّ، وهو الذي ينادي مناد من السماء باسمه، يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه، يقول: ألا إنَّ حجّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه، فإنَّ الحق معه وفيه، وهو قول الله عزَّوجل: (إنْ نَشأ نُنزِّلُ عليهم مِنَ السماءِ آيَة فَضلَّت أعناقُهُم لَها خاضِعينَ)»([65]).
وإذا أشكل على المشكلين حديث أو فكرة، فلا يشكل عليهم النداء من السماء باسمه واسم أبيه:
«... فإن أشكل عليهم من ذلك شيء فإنَّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه»([66]).



من صيغ النداء
«عنه، عن محمّد، عن ابن فضال والحجال، عن داود بن فرقد قال: سمع رجل من العجيلة، هذا الحديث قوله:
ينادي مناد ألا إنَّ فلان بن فلان، وشيعته هم الفائزون أوَّل النهار، وينادي آخر النهار ; ألا إنَّ عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: ينادي أوَّل النهار منادي آخر النهار فقال الرجل: فما يُدرينا أيّما الصادق من الكاذب؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إنَّ الله عزَّوجل يقول: (أفَمَنْ يَهدي إلى الحقِّ أحقٌّ أنْ يُتَّبَعَ أمَّنْ لا يَهدِّي إلا أنْ يُهدى)»([67]).
ما خفي على الناس شيء، وقد مضى على الأحاديث أكثر من أربعة عشر قرناً، وهذه المكتبات والمدارس، والعلماء والمعاهد والكلّيات، ووسائل الاتصال والإينترنت، وما أقل من يقرأ ويكتب، والراديو لا يخلو من فوائد في هذا الباب، وبعد كل هذا نداء يسمعه الكل يكفي في المقام، والشك هذا ما هو إلاّ العناد، والعناد فحسب، والعداء والحسد، لأهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ومن لا تكفيه هذه الشواهد كفى به أعمى لا يُبصر، ولا يرى الشمس في رائعة النهار.
إن أعدى عدو الإنسان نفسه التي بين جنبيه، النفس الأمّارة بالسوء، إلاّ ما رحم ربّي، أضف إلى ذلك الشيطان اللّعين الرجيم، فهو لضعاف النفوس بالمرصاد، يزين لهم الباطل، ويقبح لهم الحق، حتّى إذا ما وقعوا في شراكه، ضحك منهم، وتبرَّأ:
«حدَّثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدَّثنا سعد بن عبدالله قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام، يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمَن يخالف القائم (عليه السلام)، وقد نودي باسمه؟ لا يدعهم إبليس حتّى ينادي «في آخر الليل» ويشكك الناس».
والحقيقة أنَّ أمر أهل البيت (عليهم السلام) بيِّن، ولكن أرادوها فكانت، أرادوا أن لا تجتمع النبوة والخلافة «الإمامة» في بيت واحد، كما أرادها الله تعالى، فعملوا جهدهم بشتّى الطرق، فكان ما أرادوا، ولكن هذه المرة، جبرائيل (عليه السلام) هو المنادي، والثاني عشر هو المتصدّي، والله تعالى هو الذي يريد، ولا يكون إلاّ ما يريده الله تعالى، مهما كادوا وأنكروا وجاءوا بالشبهات لا يغيّر من الأمر شيئاً، على يديه يملأ الله الأرض عدلاً وقسطاً وعلى يديه خذلان الباطل وفي زمان حكمه تنهار جبابرة الزمان الدجال اليهودي والسفياني الصليبي، والدجاله الصغار من الحكام وغيرهم»([68]).
عزيزي القاري تأمّل هذا الحديث الشريف:
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا عبدالله بن مروان، عن سعيد بن يزيد التنوخي، عن الزهري، قال: إذا التقى السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء: ألا إنَّ أولياء الله أصحاب فلان، يعني: المهدي.
هذا الحديث: قال الزهري: قالت أسماء بن عُميس: إنَّ إمارة ذلك أنَّ كفّاً من السماء مدلاة ينظر إليها الناس»([69]).
طوبى لمَن كان من أصحاب المهدي (عليه السلام)، وقد لا يصدّق البعض أنَّ كفّاً من السماء مدلاة ينظر إليها الناس، ولكن هناك ما هو أعجب، نزول عيسى (عليه السلام)، وهو من الحتميات، وقد تكون رجعة إدريس النّبي (عليه السلام)، كلّ هذا لتكون حجّة بعد أُخرى حتّى إذا ما صدق البعض وكذّب الآخر، ليسعد من سعد عن بيّنه، ويشقى من شقي عن بينّة.
وكما كان النداء الحتمي في شهر رمضان ليلة الجمعة ثلاث وعشرين من الشهر المبارك، فهناك نداءآت أُخرى في غيره من الأوقات فمثلاً: في المحرم ينادي مناد من السماء:
«بإسناده إلى الوليد، قال أخبرني عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي سلمة عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«في ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة يُنتهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء»([70]).
قلنا: إنَّ النداء يأتي بصيغ متعددة، وفي أوقات مختلفة:
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا وليد ورشدين، عن ابن لُهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي، قال:
«بعد الخسف ينادي مناد من السماء: أنَّ الحق في آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، في أوَّل النهار، ثمَّ ينادي مناد في آخر النهار: أنَّ الحق في ولد عيسى، وذلك نخوة من الشيطان».
نعم، لا يمكن القول أنَّ النداء نداء واحد وكفى، ولكنه نداء آت، وبالتالي في الحديث الحق في آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، وقبالة ذلك: أنَّ الحق في ولدي عيسى، كناية عن النصارى الذين يكونون مع السفياني، فكيد الشيطان ضعيف لأنَّه يعلم أنَّه قرب اليوم الموعود، فيشكك الناس، فتارةً: يذكر مظلومية عثمان، وأُخرى أنَّ الحق في فلان وفلان، وثالثة في ولد عيسى، وهكذا الدليل على بطلان مدّعاه، وأحقية نداء جبرائيل (عليه السلام)، وأنَّ الحق الحقيقي في محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم في المهدي وشيعته، وأنَّهم أولياء الله، والعلاقة بين النداء والحجّة علاقة متينة وقويّة، من حيث أنَّ القائم (عليه السلام) لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء:
«وأخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان اليزومري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قُتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن علي بن فضال، عن المثنى الحنّاط، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السلام) يقول: أنَّ القائم لا

يقوم حتّى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها، ويسمع أهل المشرق والمغرب، وفيه نزلت هذه الآية: (إنْ نشأ نُنزِّل عليهِم مِنَ السماءِ آية فَضلَّتْ أعناقُهُم لَها خاضِعينَ)»([71]).
هناك أُمور تعد مهمّة تلازم النداء، قبله وبعده:
«وعن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها محتوم، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم، وقتل النفس الزكية محتوم، وخروج القائم من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) محتوم، قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء في أوَّل النهار: ألا إنَّ الحق مع علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إنَّ الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون، قلت: لا يرتاب إلاّ جاهل لأنَّ منادي السماء أولى أن يقبل من منادي الأرض»([72]).
ويفهم من بعض الأحاديث أنَّ الأئمة (عليهم السلام) كانوا يؤكدون على عدم القيام قبل الحجّة، وكانوا (عليهم السلام) يوصون بلزوم الأرض وعدم تحريك اليد والرجل في هذا الباب حتّى ترى علامات ذُكرت:
«وعن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إلزم الأرض، ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك، وما أراك تُدرك ذلك، اختلاف بني العباس، ومناد ينادي من السماء، وخسف قرية من قرى الشام تُسمى الجابية، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتّى تخرب الشام، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني»([73]).
ومثل الحديث السالف، ولكن باختلاف له قيمته:
«أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إنَّ أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم.
فقال أبو عبدالله (عليه السلام): واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.
قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوَّل النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إنَّ الحق في علي وشيعته، ثمَّ ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إنَّ الحق في عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون»([74]).
ويظهر في السنة التي يكون فيها النداء، وبالخصوص نداء شهر محرم الحرام هناك معمعة، يختلف فيها الناس، وتكون هناك أصوات وانفجارات يتّبع بعضها
بعضاً كبعبعة الكباش:
«قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول الله (عليه السلام):
«في المحرم ينادي مناد من السماء: ألا إنَّ صفوة الله من خلقه فلان، فاسمعوا له وأطيعوا، في سنة الصوت والمعمعة»([75]).
وليعلم القاري العزيزى:
أنَّ النداء، والصوت، والصيحة واحد:
«حدَّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن أبيه، عن أبي المعزا، عن المعلى بن خُنيس، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
صوت جبرائيل (عليه السلام) من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتَّبعوا الصوت الأوَّل، وإيّاكم والأخير أن تُفتنوا به»([76]).
إنَّ النداء والصوت والصيحة، صوت جبرائيل (عليه السلام) في يوم الجمعة من شهر رمضان المبارك، ولكن قيامه وخروجه الشريف بين الركن والمقام في محرم الحرام العاشر منه، يوم قتل الحسين (عليه السلام) يوم سبت، ينادي بالبيعة له:
«الفضل بن شاذان، عن محمّد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام):
«ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي (عليه السلام)، لكأني به في يوم السبت العاشر من محرم قائماً بين الركن والمقام، جبرائيل (عليه السلام) بين يديه ينادي بالبيعة له، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تُطوى لهم طيّاً، حتّى يبايعوه، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً»([77]).

وخلاصة البحث عزيزي القاري
1 ـ النداء، والصوت، والصيحة واحد.
2 ـ النداء من المحتوم يكون في شهر رمضان المبارك، يوم الجمعة ليلة الثالث والعشرين بصوت جبرائيل (عليه السلام) وهو الحق، ويجب اتّباعه، أمّا الصوت الآخر، فصوت إبليس لعنه الله تعالى، يرتاب به المبطلون.
3 ـ ظهور الحجّة (عليه السلام) في محرم الحرام، يوم السبت العاشر منه، يوم قتل الحسين (عليه السلام) فيه على خبر، لأنَّ التوقيت ليس من عقيدتنا وقد قيل: «كذب الوقاتون».
وهناك قول: أنَّه يخرج يوم الجمعة، وآخر في يوم النوروز، وثالث والله أعلم.
اللّهم اجعلنا ممّن يسمع النداء، ويتّبع الأوَّل، اللّهم اجعلنا من جُند الحجّة (عليه السلام)، فإنَّ جُنده هم المفلحون، وهم أولياء الله، والحجّة هو صفوة الله تعالى، ولنا وقفة مع «الصيحة».
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
اللّهم عجِّل لوليك الفرج والعافية والنصر، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


--------------------------------------------------------------------------------
([1]) منتخب الأثر، ص: 458، والغيبة للنعماني، ص: 136، وبشارة الإسلام، ص: 127، 140، والمهدي (عج)، ص: 223، 228، يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 39، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى ـ قم المقدسة.
([2]) مريم / 50 ـ 51.
([3]) آل عمران / 39.
([4]) الصافات / 104، 105.
([5]) مريم / 2 ـ 4.
([6]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 538، ط 1، سنة 1417 هـ، أنوار الهدى ـ قم المقدسة، بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 166، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام)ـ قم المقدسة.
([7]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 539، أنوار الهدى.
([8]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 35، البحار، جـ 52، ص: 274، 365، وبعضه في: جـ 53، ص: 84، وبشارة الإسلام، ص: 59، والغيبة للنعماني، ص: 171، وإلزام الناصب، ص: 156، 176، 177.
([9]) منتخب الأثر، ص: 163، 443، وبشارة الإسلام، ص: 183، وكشف الغمة، جـ 3، ص: 324، والإمام المهدي (عج)، ص: 221، 69، نصفه الأوَّل، والملاحم والفتن، ص: 47، والمهدي، ص: 95 ـ 96، ونور الأبصار، ص: 173 بلفظ آخر، والحاوى للفتاوي، جـ 2، ص: 140، وإلزام الناصب، ص: 257، يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 533، 535، ط 1، سنة 1417 هـ.
([10]) الخبر في البحار، جـ 52، ص: 392، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ومثله في الغيبة للنعماني، ص: 138 بلفظ قريب، والإمام المهدي (عج)، ص: 57، وينابيع المودة، جـ 3، ص: 109 بلفظ آخر، ومنتخب الأثر، ص: 220 قرأها الإمام (عليه السلام) وقال: أي خروج ولدي القائم.
([11]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 531، الطبعة الأولى، سنة 1417 هـ، قم المقدسة، الإرشاد، ص: 336، 338، والملاحم والفتن، ص: 115، 119، والحاوي للفتاوي، جـ 2، ص: 160، والاختصاص، ص: 208، والبحار، جـ 52، ص: 304، ومنتخب الأثر، ص: 499، والمهدي (عج)، ص: 90، وبشارة الإسلام، ص: 177.
([12]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([13]) طوالع الأنوار، سيّد مهدي بن محمّد جعفر الموسوي من العلماء الأعلام في القرن الثالث عشر، ص: 5، 314، طهران ـ مطبعة الرشيدية، سنة 1237 هـ، وعقد الدرر، ص: 150.
([14]) الاختصاص، الشيخ المفيد، ص: 255، جامعة المدرسين، ط 6، قم المقدسة.
([15]) إلزام الناصب، الشيخ علي اليزدي الحائري، جـ 2، ص: 194، الأعلمي.
([16]) إلزام الناصب، الشيخ علي اليزدي الحائري، جـ 2، ص: 120.
([17]) الشعراء / 4.
([18]) فرائد السمطين، الجويني الخراساني، ط 1، بيروت ـ لبنان.
([19]) إثبات الهداة، للشيخ الحر العاملي (ره)، جـ 3، ص: 3، 739.
([20]) إثبات الهداة، للشيخ الحر العاملي، الباب الرابع والثلاثون، في علامات خروج المهدي (عج)، جـ 3، ص: 729، 730، عقد الدرر، ص: 185، للسليلي.
([21]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([22]) إثبات الهداة، للشيخ الحر العاملي (ره)، جـ 3، ص: 729، 721.
([23]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([24]) إثبات الهداة، الشيخ الحر العاملي (ره)، جـ 3، ص: 720، في صفات الإمام وعلاماته.
([25]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عج)، الشافعي السليلي من علماء القرن السابع، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو، ص: 208، جمكران ـ قم المقدسة.
([26]) عقد الدرر في أخبار المهدي (عج)، للشيخ الشافعي السليلي، من علماء القرن السابع، ص: 185، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو، قم المقدسة ـ جمكران.
([27]) عقد الدرر، للشافعي السليلي، ص: 155.
([28]) عقد الدرر، للشافعي السليلي، ص: 155، من علماء القرن السابع للهجرة، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو، جمكران ـ قم المقدسة.
([29]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([30])، (2) عقد الدرر، ص: 151، 152.

([32]) عقد الدرر، للسليلي الشافعي، ص 145.
([33]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عج)، للشافعي السليلي، ص: 144.
([34]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عج)، للشافعي السليلي، ص: 83 ـ 84، 144، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمّد الحلو، جمكران ـ قم المقدسة.
([35]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([36]) عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر (عج)، المقدسي الشافعي السليلي، ص: 208، تحقيق عبد الفتاح محمّد الحلو.
([37]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى الكاظمي، ص: 294، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام).
([38]) بشارة الإسلام، الشيخ الطوسي في غيبته، ص: 181.
([39]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، عن الشيخ الطوسي في غيبته، ص: 161، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام)للطباعة والنشر، قم المقدسة.
([40])، (2) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 155 ـ 156.

([42]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 144 ـ 149، والآية من سورة الحجر / 39 ـ 40.
([43]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 144، 149.
([44]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 144، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام)، «النعماني في غيبته».
([45]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 126، «الشيخ الطوسي في غيبته».
([46]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([47]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 101 ـ 104، عن الكافي.
([48]) بشارة الإسلام، ص: 104، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام)، عن الكافي.
([49]) غيبة النعماني، ص: 176، ابن أبي زينب.
([50]) ينابيع المودة، جـ 3، الباب الثامن والثمانون، ص: 356، دار الأسوة، للطباعة والنشر.
([51]) نفس المصدر السابق، نفس الصفحة.
([52]) بشارة الإسلام، سيّد مصطفى، ص: 91 ـ 92، مؤسسة أهل البيت (عليهم السلام).
([53])، (3) بحار الأنوار، المجلد السابع عشر، جـ 2، ص: 359 ـ 360، للمجلسي.

([55]) بحار الأنوار، للمجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 2، ص: 359 ـ 360.
([56]) بحار الأنوار، للمجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 361، دار إحياء التراث العربي.
([57]) بحار الأنوار، للمجلسي، المجلد السابع عشر، ص: 369، دار إحياء التراث العربي، والآية من سورة آل عمران / 179.
([58]) بحار الأنوار، المجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 369، دار إحياء التراث العربي.
([59]) بحار الأنوار، المجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 412، التشريف بالفتن، ابن طاووس، ص: 132، مؤسسة صاحب الأمر.
([60]) بحار الأنوار، للمجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 412.
([61]) نفس المصدر السابق، نفس الصحة.
([62]) الشعراء / 4.
([63]) بحار الأنوار، المجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 410 ـ 411، دار إحياء التراث العربي، والآية من سورة القمر / 2.
([64]) بحار الأنوار، للمجلسي، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 462.
([65]) بحار الأنوار، المجلسي (ره)، المجلد السابع عشر، جـ 52، ص: 428، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، والآية من سورة الشعراء / 4.
([66]) بحار الأنوار، المجلسي (ره)، جـ 52، ص: 428، دار إحياء التراث العربي.
([67]) فروع الكافي، الشيخ الكليني، ص: 177، دار الأضواء ـ بيروت، والآية من سورة يونس / 35.
([68]) كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق (ره)، جـ 2، ص: 651، مؤسسة النشر الإسلامي.
([69]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 133 ـ 134.
([70]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، لابن طاووس، ص: 133 ـ 135.
([71]) البحار، للمجلسي، جـ 52، ص: 285، ح 15، وإثبات الهداة، جـ 3، ص: 502، ح 290، ونور الثقلين، جـ 4، ص: 46، ح 11، ومنتخب الأثر، جـ،15 ص: 450، والآية من سورة الشعراء / 4.
([72]) كتاب الغيبة، شيخ الطائفة الطوسي، ص: 385 ـ 460، 177، مؤسسة المعارف الإسلامية ـ قم.
([73]) كشف الغمة، جـ 3، أبي الفتح الأربلي، ص: 257 ـ 258، دار الأضواء ـ بيروت.
([74]) عنه البحار، جـ 52، ص: 288، ح 27، وعن الإرشاد للمفيد، ص: 358، عن الفضل بن شاذان عمّن رواه، عن أبي حمزة باختلاف.
وفي إثبات الهداة، جـ 3، ص: 722، ح 31، وعن كمال الدين، جـ 14، ص:652، بإسناده عن الحسن بن محبوب باختلاف وقطعة منه في الإثبات المذكور، جـ 351، ص: 514، وأخرجه في البحار، جـ 52، ص: 206، ح 40، عن الكمال، وفي كشف الغمة، جـ 2، ص: 459، وفي الصراط المستقيم، جـ 2، ص: 248، وعن الإرشاد مختصراً، عن أعلام الورى، ص: 426، عن الفضل بن شاذان، عن الكافي، جـ 8، ص: 310، ح 484، والخرائج، جـ 3، ص: 1161، عن الصادق (عليه السلام).
([75]) التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، ابن طاووس، مؤسسة صاحب الأمر ـ قم المقدّسة.
([76]) كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق (ره)، جـ 2، ص: 65، مؤسسة نشر النشر الإسلامي.
([77]) إرشاد المفيد، جـ 2، ص: 379، غيبة الطوسي، ص: 453 ـ 459، روضة الواعظين، ص: 263، وأعلام الورى، ص: 430، الفصول المهمّة، ص: 302، كشف الغمة، الأربلي، جـ 3، ص: 261.



hgk]hx lk hglpj,l



توقيع : بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 2014/01/31, 10:49 AM   #2
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
افتراضي

لقد طال الانتظار يامولاي ياصاحب الزمان -ع-


توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سؤال: ما هو الأجل المخترم والأجل المحتوم ؟ عاشق نور الزهراء المواضيع الإسلامية 7 2013/09/27 03:56 AM
لبينا النداء سلوان الناصري علي مولاي الصوتيات والمرئيات والرواديد 9 2013/05/20 05:25 PM
المصير المحتوم.....للسيد محمد صادق الصدر(قد) علي الشعر الفصيح والخواطر 9 2012/08/08 11:21 AM
لبينا النداء .. سلوان الناصري محمد التميمي الصوتيات والمرئيات والرواديد 6 2012/08/02 11:45 AM
اصدار لبينا النداء ج2 لسلوان الناصري علي أميري الصوتيات والمرئيات والرواديد 2 2012/01/09 04:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |