2016/03/16, 08:33 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
ماذا يدركون من عظمة محمد (ص )؟
ماذا يّدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله )؟! الإنسان اعجز من أن يصف محمداً ( صلى الله عليه و آله ) طمع كثيرون من كُتّاب السير وأدباء التحليل أن يضعوا صورة جامعة تحيط بجوانب العظمة من شخصيّة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، أو بأكثر الجوانب منها ، وجهدوا أن تكون الصورة صادقة تمام الصدق ، مطابقة كمال المطابقة ، تخيل لمن قرأ أو استمع أنه يشاهد ، وتبدي لمن غاب كأنه حاضر . وطفقوا يرسمون الخطوط ، ويدققون الملامح ، وينتقون الألوان ، ويجمعون الشوارد والشواهد ، مما يرون ومما يسمعون ، ومما يخالون ويتصوّرون ، والحقائق بمنأىً عن هذا الجمع العامل الكادح ، تعجب لهم أن يحاولوا تعريف مالا يعرفون ، وتمثيل مالا يدركون . ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إلاّ بمقدار ما تدرك الأبصار من ضوء الشمس المنيرة ، وبمقدار ما تقبس الأشياء والأحياء من إشعاعها وعطائها؟ تفيدهم من نورها ، وتفيدهم من طاقاتها ، وتفيدهم من حرارتها ، وتمدّهم بسرّ الحياة ، وشرط البقاء ، أما سرّ العظمة في الشمس فهو فوق متناول الأيدي والعيون ، وفوق مناط الأخيلة والظنون؟! . ماذا يُدرك من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) الاّ قدر ما يشير الناقص إلى مصدر كماله ، وحب ما يتوجّه المضطر المحتاج إلى موضع ضرورته وسداد فاقته ؟ . ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كانت حدود هذه العظمة هي حدود الإنسانية العليا ، ليس وراءها مرمى ، وليس بعدها مرتقى ؟ . ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كان محمد هو المَثَل الصادق الكامل للإسلام بمنهجه العظيم العظيم ، وبغايته الرفيعة الرفيعة ، وبعدله الشامخ الأعلى ؟ . ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) إذا كان هو المثل الأعلى الذي اختارته السماء لأهل الأرض كافّة أن تقتبس من هديه ، وأن تستمد من روحه ، وأن تستضيء بنوره ، وأن تستكمل من إيمانه ، وأن تصوغ نفوسها وقلوبها على هداه ، وأن تقتدي به في عمله وجهاده؟ . ماذا يدركون من عظمة محمد ( صلى الله عليه و آله ) ما دام محمد يرتفع ويرتفع كلما كشف الزمن جانباً جديداً من جوانب العظمة في دين محمد ، وكلما صدّق العلم وصدّقت المشاهدات والملاحظات آية من كتاب محمد ( صلى الله عليه و آله ) وكلما استبان للعالمين قصور نظم الدنيا كلها أمام نظام محمد ؟ . ما أقصر الكلم أن تحيط بمن أوتي جوامع الكلم!! . وما أعجز الفكر أن ينفذ إلى الآفاق السحيقة من عظمة موجه الفكر!! وما اعجز الإنسانية أن تحدد جوانب الرفعة من منقذ الإنسانية!! . القرآن يصف محمداً إنساناً يقول رب محمد وخالقه ، ليدلنا على بعض مكامن السرّ في هذه العظمة المترامية الآفاق . يقول ليصف لنا محمد انساناً : ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ 1 . والآية الكريمة تشير إلى مجلى واحد من مجالي عظمة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) . . إلى الرحمة العميقة الواسعة الشاملة التي ينطوي عليها ذلك القلب الكبير . . إلى الرحمة الفائضة التي أظلّت الإنسانية جمعاء ، من إلِفها إلى يائها ومن أدناها إلى أعلاها ، فآوتهم إلى حِصنها ودعتهم الى أمنها . إنني لأتلو الآية الكريمة فأكاد ألمس قلباً يتفتت حِرصاً و يتضرّم اسَىً على البشرية كلها أن يضلّ منها ضالّ ، أو ينشز منها ناشز ، وأحسّ قباً من رحمة الله العظمى يطوف بهذا النوع المتباعد الأصناف والأكناف ، يعزّ عليه أن يقع فرد من أفراده في عنت ، أو تحلّ به مرزأة . ﴿ ... مِّنْ أَنفُسِكُمْ ... ﴾ 2 وهذا مبدأ الإيحاء بعمق الرحمة وشمولها . إن الذوق النافذ يدرك من هذه اللفظة ما لا يدرك من سواها ، فكلمة ( منكم ) -مثلاً- لو استعملتها الآية لما عدت أنّ الرسول فرد من أبناء الأمّة وخيرة من أوساطها ، يشعر بشعورها ، ويحسّ بآلامها ، ويعرف مواضع حاجاتها ، وقد استعمل القرآن هذه الكلمة لمّا أراد إيضاح بعض مهمّات الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، وتحديد بعض أهداف الرسالة ، فقال في سورة الجمعة: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ 3 . أما كلمة ﴿ ... فِي الْأُمِّيِّينَ ... ﴾ 4 في هذا الموقع من الآية الكريمة فإنها تنفذ إلى أعمق مسرب من مسارب النفس ، وتلمس أخفى وَتَرٍ من أوتار القلب ، وتتّسع إلى أبعد حدّ من حدود الإنسانية . إنها كلمة أضخم من الشرح وأوفى في مدلولها من التعليق . ﴿ ... عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ... ﴾ 5 ، عزيز عليه ما ينالكم من جهد ، وما تتحملونه كّبّد ، عظيم على نفسه أن تُثقلكم آصار ، و تبهضكم أوزار . ﴿ ... حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ... ﴾ 5 حريص على أن لا يردّى متردٍّ من الناس ، ولا يهلك هالك ، ويغوى غاوٍ ، من الناس أجمعين . من آمن منهم بدعوته ومن صدف عنها . إن هذا أضخم رصيد تملكه أمة في قلب قائدها الأمين . أما المؤمنون به . . المقتفون هدية ، المتبّعون منهجه فلهم منه الرحمة التي لن تضيف ولن تنقطع ما دام للصفة الإنسانية مطمح ، وما كان لها مرتقى . ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ 1. ويصفه رسولاً ويقول ليصف محمداً رسولاً : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾ 6 . هذه بعض مهمّات الرسالة التي اختاره لها إله الكون ، ووجده لها أهلاً . ( و ﴿ ... اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ﴾ 7 . ﴿ ... شَاهِدًا ... ﴾ 8 يقيم الحجّة ، ويقطع المعذرة ، ويزيل اللبّس ، ويوضح السبيل . ﴿ ... وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ 8 فللرشد مناهجه المشرقة ، وغاياته الحميدة التي لابد للرسالة من التبشير بها والحثّ عليها ، وللضلال مسالكه المظلمة ، ونهاياته المُهلكة التي لابدّ من النذار بها ، والتحذير منها ، ولله (تعالى) قضاؤه وفصله في أهل الرشد وأهل الضلالة ، وجزاؤه العدل لهؤلاء وهؤلاء ، ولابدّ من بيان ذلك وإعلانه ليتدبر متدبر ويتنبه غافل ويسترشد جاهل . ﴿ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ ... ﴾ 9 يصحّح أخطاء الناس في العقيدة ، ويحدد لهم المناهج في العمل ، ويوضح لهم المفاهيم للمعرفة ويعيّن لهم السبيل في السلوك . ﴿ ... وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ 9 يستضيئون به من الظلم ، ويسترشدون بهديه من الحيرة ، ويقتدون بقوله وعمله في كل صغيرة وكبيرة . وأحب أن دلالة هذه الصفة الأخيرة ﴿ ... وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ 9 على عصمة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) أرفع من أن يمتري فيها مسلم يعترف بالكتاب ويدرك معاني كلماته . هذه بعض آفاق العظمة في شخصية الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، يذكرها لنا القرآن ، ليعرّفنا أن محمداً ( صلى الله عليه و آله ) فوق متناول الألسنة والأقلام ، وفوق مطمح الأخيلة والظنون . صدق الله العظيم 10 . للشيخ محمد أمين زين الدين . نشر في : مركز الاشعاع الاسلامي المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الرسول الاعظم محمد (ص) lh`h d]v;,k lk u/lm lpl] (w )? lpl] d]v;,k |
2016/03/16, 03:01 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمد وال محمد
لبيك يا نبي الرحمه بارك الله بطرحكم المبارك |
2016/03/16, 07:19 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
تسلمين أختي
نشر مميز بارك الله بكِ وجعلها في ميزان حسناتكِ |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ماذا, محمد, يدركون, عظمة |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماذا قالوا عن "الصلاة على محمد وآل محمد" ؟ | يا فارس الحجاز | المواضيع الإسلامية | 2 | 2016/02/06 10:56 AM |
الله أكبر ...عظمة آل محمد ( مثال ) ! | أسد الله الغالب | الحوار العقائدي | 2 | 2015/11/30 11:21 PM |
ماذا تعرف عن الموت محاظرة للسيد المرحوم محمد الشيرازي | رجل متواضع | المواضيع العامة | 1 | 2015/03/09 10:16 PM |
كتاب عظمة الدين الإسلامي للسيد محمد حسن ترحيني العاملي | النبأ العظيم | الكتاب الشيعي | 5 | 2014/07/12 03:05 AM |
ماذا يحصل من حولنا اذا صلينا علي محمد وال محمد | قلبي لا يعرف الغدر | المواضيع الإسلامية | 5 | 2012/12/16 02:38 PM |
| |