|
2015/12/24, 12:50 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
الحزن على الدنيا أم على الآخرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته الحزن الناجم عن ضياع اللذائذ الدنيويّة ليس محبّذاً بتاتاً ولا يؤدّي إلى سعادة الإنسان، بل يقف حجر عثرة في طريق سعادته. فالإنسان الحزين يفتقر إلى القوّة على ممارسة أيّ عمل أو نشاط ولا تحصل له حالة حضور القلب أثناء العبادة. ولا ريب أنّ حزناً كهذا لا يطلبه الإسلام ولم يوصِ به أبداً. لكن ما حكم الحزن على الآخرة؟ هناك عوامل مختلفة من شأنها أن تورث الحزن من أجل الآخرة؛ فتفكير المرء بمضيّ عمره وتفريطه بالفُرَص، وتفكيره بأضرار المعاصي على آخرته، وبالحرمان من مقامات أولياء الله الرفيعة يجعله في حزن عميق. هذا النمط من الحزن يدفع الإنسان إلى تجنيد طاقاته للإفادة ممّا تبقّى من الفرص ومعرفة قدر عمره والعمل للآخرة أفضل من ذي قبل. فهل يمكننا أن نقول إنّ حزناً كهذا ليس مطلوباً؟ فاغتمام الإنسان بسبب ذنوبه وعقوباتها سيدفعه إلى بذل قصارى جهده للتكفير عنها وتركها. فمثل هذا الحزن محبّذ لأنّه يقود إلى عمل أكثر ونشاط أكبر، وهو لا يشبه الحزن على الاُمور الدنيويّة الذي يورث الاكتئاب والتعاسة، بل إنّه يشكّل عاملاً لرقيّ الإنسان وسموّه. فإذا حزن المرء اليوم على تفويت فرصة فسيدفعه حزنه هذا غداً إلى الإفادة بشكل أفضل من عمره. فإن تكرّر هذا الحزن في يوم غد أيضاً فسيكون سبباً لاستعداده في اليوم الذي يليه. فإذا استمرّ هذا الحزن ما دام المرء على قيد الحياة فسيكون مدعاةً لأن يستفيد أكثر من كلّ يوم من عمره وينال المزيد من الكمالات. لهذا فكلّما زاد حزن الإنسان على ماضيه ازداد نشاطه ورقيّه وتكامله. إذن فالمقصود من «دوام الحزن» هو هذا الحزن. بطبيعة الحال إذا رحل المؤمن عن هذه الدنيا فلن ينتابه أيّ حزن؛ إذ يقول عزّ من قائل: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُواْ وَلا تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ»؛ فالملائكة تتنزّل على أمثال هؤلاء في ساعة الموت أو لربّما قبل هذه الساعة قائلة لهم ذلك وأنّكم من الآن فصاعداً ستكونون في سرور تامّ وطمأنينة كاملة. فالمؤمن لا يغتمّ على ترك الدنيا، لأنّه يرى نعماً أعظم قد هيّأها الله تعالى له. يقول العليّ القدير: إنّ الحكمة من تذكيرنا إيّاكم بوجود القضاء والقدر وقولنا: كلّ ما يقع إنّما هو مكتوب في كتاب: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا»- الحكمة من ذلك هي: «لِكَيْلا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُواْ بِمَا ءَاتَاكُمْ». نفهم من ذلك أنّه لا قيمة لفرح الدنيا وحزنها، إلاّ أن يكون وسيلة لسعادة الإنسان في الآخرة. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية hgp.k ugn hg]kdh Hl hgNovm? |
2015/12/25, 02:38 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
2015/12/25, 10:52 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل ; 2015/12/25 الساعة 10:54 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما )من مصادر اهل السنة | الشيخ عباس محمد | عاشوراء الحسين علية السلام | 4 | 2015/09/08 01:24 AM |
الامام الحسن ع كلمة على ثغر الزمان | الرافضيه صبر السنين | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 1 | 2015/08/31 09:55 PM |
( إستشهاد الإمام الحسن (ع) مسموماً ) من مصادر اهل السنة | الشيخ عباس محمد | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2015/06/05 04:41 PM |
الصلح كشف عظمة الإمام الحسن عليه السلام وفرط انحطاط معاوية ! | أسد الله الغالب | الحوار العقائدي | 1 | 2015/02/16 07:14 PM |
مما جاء في العلامات | الجمال الرائع | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 2 | 2014/12/10 10:58 AM |
| |