2013/08/28, 09:12 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
ذنوبنا كثيرة
أحياناً تمرُّ علينا أوقات نجلس فيها مع أنفسنا نتحسر ونتألم أمام ما نواجهه من معاناة، ونتساءل: كيف وصلنا لهذه الدرجة من التخبط المصحوب بالألم؟ ونفكر: متى وكيف نسترد راحتنا وسعادتنا وقوتنا وصفاء نفوسنا؟ نسينا أو تناسينا أنَّ ما نحن فيه يدخل ضمن دائرة الإيمان بالقدر خيره وشره، فالابتلاء من الله قد يكون اختباراً لقوة إيماننا وصبرنا ولزيادة الأجر لنا، وقد يكون ابتلاء لذنب فعلناه. فهل يعرف كل منَّا ما اقترفه من ذنب؟ بالتأكيد نحن نعلم ذنوبنا، لكن كل منَّا يبرئ نفسه، أو يوزع الاتهامات هنا وهناك، فلا يرى الإنسان منَّا عيوبه، وإن رآها غفرها لنفسه والتمس لها ألف عذر، والأمثلة كثيرة؛ فالكذاب يتكلم عن الكذابين وكأنَّه هو الصادق الوحيد.. والمتآمر يتحدث عن الخيانة وكأنَّه هو الطاهر الوفي.. واللص يتَّهم الشرفاء وكأنَّه هو العادل البريء؟ هناك من يخفي وراء ظهره سكيناً ليطعن بها أقرب الناس إليه؟ وأصبحنا نتكلم أكثر مما نعمل، ونكره أكثر مما نحب، ونخون أكثر مما نخلص، ونتباعد أكثر مما نتقارب؟ نعم ذنوبنا كثيرة، ورغم ذلك تحول كل منَّا إما لواعظ أو ناصح أو متباكٍ. نتحدث عن الطهارة والصدق والشرف والأمانة والنقاء والأساليب الملتوية، تنتشر بيننا حتى ضاعت قيمنا وفقدنا المعاني الجميلة، فضاعت معها أمور كثيرة. وكأنَّ العبادة سلوك منفصل عن المعاملة، والله سبحانه ألزمنا بالتكافل والتراحم والتسامح والمحبَّة والمشاركة والتعاون في تعمير الأرض التي استخلفنا عليها، فما الذي حدث حتى أصبحت لكل منَّا مؤسسة خاصة به لا تهمه سوى نفسه، وباتت لغة المصالح هي القانون في التعامل، فاختفت العلاقات الحميمة، وتوارت الصداقة، وتراجعت علاقات القرابة والرحم، وتداخلت الحقوق مع الواجبات. نعم لقد امتلأت حياتنا بالذنوب، وأصبحنا أضعف كيفاً، وأكثر كمّاً، والحياة لن تعطينا إلا بقدر ما نعطيها، ولن تحرمنا إلا بمقدار ما نحرم أنفسنا، فإذا أردنا أن يحبنا أحد؛ فعلينا أن نحبَّ من حولنا، وإذا أردنا أن يوقرنا أحد؛ فعلينا أن نوقر الآخرين، وإذا أردنا أن يرحمنا أحد؛ فعلينا أن نرحم غيرنا، وإذا أردنا أن يسترنا أحد؛ فعلينا أن نستر غيرنا، وإذا أردنا من الناس أن يساعدونا؛ فعلينا أن نساعدهم، وإذا أردنا من يستمع لنا ويفهمنا؛ فعلينا أن ننصت لهم ونفهمهم؛ لأنَّنا سنجد في النهاية ما قدمنا ونحصد ما زرعنا، فنحن لن نقوى ونتطهر بمجرد الكلام وترديد الشعارات، علينا استرداد القيم الرائعة والمبادئ النبيلة، وهناك طريق واحد لنكون الأقوى والأتقى؛ لأنَّ «من يتق الله يجعل له مخرجاً». علينا الابتهال إلى الله؛ لننال رضاه وحبَّه؛ حتى يرضى عنَّا، ولن يرضى عنَّا ونحن لا نزال نبغض بعضنا؛ لأنَّه أمرنا بالحبِّ، ولن يرضى عنَّا ونحن نتباعد، وقد أمرنا بالاتحاد، ولن يرضى عنَّا ونحن نكذب وننافق، وقد أمرنا بالصدق والإخلاص، ولن يرضى عنَّا ونحن نتواكل، وقد أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل عليه. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية `k,fkh ;edvm |
2013/08/29, 12:04 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله فيك على روعه ماطرحتي لنا في ميزان اعمالك يارب
دمت بالف خير |
2013/08/29, 01:46 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
مشكووووورة خيتوو على الموضوع الجميل
بارك الله بكِ |
2013/08/29, 02:04 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة الفجر [ مشاهدة المشاركة ] بارك الله فيك على روعه ماطرحتي لنا في ميزان اعمالك يارب
دمت بالف خير الشكر موصول لحضورك المميز
لآ حرمت عذب تواصلك |
2013/08/29, 02:05 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الورد [ مشاهدة المشاركة ] مشكووووورة خيتوو على الموضوع الجميل
بارك الله بكِ لقد نعم متصفحي بطيب تواجدك يوم تعطر من عطرا مرورك |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
احاديث كثيرة في حق الزهراء | احمد الكعبي | الواحة الفاطمية | 4 | 2015/10/02 01:35 AM |
قصة صغيرة جدا وعبرة كبيرة جدا | عاشق نور الزهراء | القصة القصيرة | 4 | 2013/07/08 06:21 PM |
بداخلي اشياء كثيرة | النبأ العظيم | الابتسامة والتفاؤل | 4 | 2013/03/20 08:36 PM |
احلامنا كبيرة ام سعيدة | al7azen | المواضيع العامة | 6 | 2013/02/23 10:10 PM |
قصص قصيرة و لكن لها معاني كثيرة !! | نسمة الحنان | القصة القصيرة | 2 | 2013/02/13 11:47 AM |
| |