2016/10/13, 06:52 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
خطبة الحوراء زينب ع في ديوان يزيد لع
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد لع الله لقد روى الشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » خطبة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) ، ورواها ـ أيضاً ـ السيد ابن طاووس في كتاب « الملهوف ». وبين الروايتين بعض الفروق والإضافات المهمة ، ونحن نذكر ـ أولاً ـ نص الخطبة على رواية الطبرسي ، ثم نذكر شرحاً متواضعاً للخطبة .. وبعد الفراغ من شرحها ، نذكر نصاً آخر للخطبة على رواية أخرى من دون أن نشرح كلمات النص الثاني. ونكتفي بذكر توضيحات مختصرة لبعض كلمات الخطبة ـ على رواية ابن طاووس ـ في هامش الصفحة ، والله المستعان. روى الشيخ الطبرسي في كتاب « الإحتجاج » ما يلي : « إحتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب ، حين رأت يزيد ( لعنه الله ) يضرب ثنايا الحسين عليه السلام بالمخصرة (1). « روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم ، وغيره من الناس : أنه لما دخل علي بن الحسين ( عليه السلام ) وحرمه على يزيد ، وجيء برأس الحسين ( عليه السلام ) ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده ، وهو يقول : لعبـت هاشم بالملـك فـلا ليـت أشياخـي ببدر شهدوا لأهلـوا و استهلـوا فرحـا خبـر جاء ولا وحـي نزل جزع الخزرج من وقع الأسل و لقالـوا : يا يزيد : لا تشل فجـزينـاه ببـدر مثـلاً (2) لسـت من خندف إن لم أنتقم و أقمنـا مثل بـدر فاعتـدل من بني أحمد ما كان فعل (3) قالوا : فلما رأت زينب ذلك أهوت إلى جيبها فشقته (4) ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : « يا حسيناه ! يا حبيب رسول الله ، يا بن مكة ومنى ، يا بن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى ». قال : فأبكت ـ والله ـ كل من كان ، ويزيد ساكت ، ثم قامت على قدميها ، وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة ، إظهاراً لكمالات محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإعلاناً بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخوف ولا دهشة ، فقامت إليه زينب بنت علي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله ، وقالت : خطبة السيدة زينب سلام الله عليها في مجلس يزيد ========= الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين. صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : « ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوئى أن كذبوا بآيات الله ، وكانوا بها يستهزئون ». (5) أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (6) ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً وامتنانا (7) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (8) والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل ) : « ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ، ولهم عذاب مهين » (9). أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله. ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً. ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر. فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم ، يهتف بأشياخه ـ : لأهلـوا واستهلـوا فرحاً ولقالوا : يا يزيد : لا تشل منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه. لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (10) ، وشمس آل عبد المطلب. وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك ، ثم صرخت بندائك ، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (11) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل حماتنا ، وهتك عنا سدولنا. وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم ، « ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ». (12) وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا. وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا. وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى. فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ، ومن هناك مثلك ما درج (13). فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !! تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا. تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل. (14) فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد. فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل. ثم كد كيدك ، واجهد جهدك. فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (15) ، لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها. وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد ؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي. والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة. ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك. ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود ». فقال يزيد ـ مجيباً لها ـ : يـا صيحة تحمد مـن صوائح ما أهون الموت (16) على النوائح (17) __________________ 1 ـ المخصرة ـ على وزن مكنسة ـ : عصا أو شبهها ، يتوكأ عليها .. ويأخذها الملك بيده ليشير بها إلى ما يريد. وقيل : هي عصا في رأسها حديدة محددة ، مثل حديدة رأس السهم. المحقق 2 ـ وفي نسخة : قد قتلنا القوم من ساداتهم. 3 ـ خندف : لقب امرأة في الجاهلية وإلى لقبها إنتمت قبيلتها. كما يستفاد ذلك من كتاب « لسان العرب » لإبن منظور. وقيل : هي من جدات معاوية. المحقق 4 ـ جيب القميص : ما يدخل منه الرأس عند لبس القميص. كما في « المعجم الوسيط ». قال بعض المحققين من الخطباء « كانت المرأة المحجبة تلبس أكثر من ثوب ـ في ذلك الزمان ـ ، فإذا هاج بها الحزن لدرجة كبيرة ، تشق جيبها كرد فعل طبيعي للحزن الشديد الذي صار يعصر قلبها بكيفية خطرة ، ويبقى عليها أكثر من ثوب غير الثوب الذي شقت جيبه. المحقق 5 ـ سورة الروم ، الآية 10. 6 ـ وفي نسخة : حيث أخذت... 7 ـ وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا. المحقق 8 ـ لعل الأصح : مستوثقة. المحقق 9 ـ سورة آل عمران ، الآية 178. 10 ـ وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب. وفي نسخة : وابن يعسوب العرب. 11 ـ وفي نسخة : وأباك لم يلدك. 12 ـ سورة آل عمران ، الآية 169 ـ 170. 13 ـ وفي نسخة : ما درج ونهض. 14 ـ وفي نسخة : الفراعل. 15 ـ وفي نسخة : والإنتجاب. 16 ـ وفي نسخة : ما أهون النوح على النوائح. 17 ـ كتاب « الإحتجاج » للطبرسي ، طبع لبنان عام 1403 هـ ، ج 2 ص 307 ـ 310. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية o'fm hgp,vhx .dkf u td ]d,hk d.d] gu ]d,hk d.d] o'fm |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحوراء, ديوان, يزيد, خطبة, زينب |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطبة الحوراء زينب ع بالكوفه | الرافضي سيد كاظم آل حمادي المحمودي الموسوي | المواضيع الإسلامية | 1 | 2016/10/13 03:35 PM |
لماذا خطبت السيدة زينب في مجلس يزيد | بنت الصدر | عاشوراء الحسين علية السلام | 2 | 2015/09/19 01:12 PM |
مدح يزيد بن معاوية في خطبة من شيخ وهابي | عصر الشيعة | المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب | 3 | 2014/07/12 02:49 PM |
خطبة السيدة زينب والامام زين العابدين في مجلس يزيد اللعين (مصور) | ياسمين | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 1 | 2013/07/01 01:17 PM |
خطبة الامام السجاد والسيدة زينب امام يزيد اللعين | العباس عطر الانفاس | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 2 | 2012/09/02 04:41 PM |
| |