Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015/07/20, 09:09 AM   #1
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء

«انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء» للإستاذ بناهيان



ما يلي هو عبارة عن بحث تفصيلي لمعنى الانتظار وأشكاله المختلفة لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الأستاذ علي رضا بناهيان (حفظه الله) طبع في كتاب «انتظار عامیانه عالمانه عارفانه» باللغة الفارسية وترجمها أحد الإخوة إلى العربية فإليكم نصه:



النظرة العامية



النظرة العامّية هي ...



النظرة العامية هي النظرة السطحية إلى المفاهيم والمسائل العميقة، والاكتفاء بالقليل من المعرفة حول أي شيء. النظرة العامية هي معالجة المعلومات القليلة، وزيادتها بصورة خيالية فارغة عن الحقيقة. النظرة العامية هي عدم السؤال عن لماذا؟ وكيف؟، وعدم معرفة الأصول والنتائج. النظرة العامية هي تلقّي الدروس من أفواه الناس والاتّكاء على الرأي العام. النظرة العامية هي إحلال الزعم والتوقّع محلّ التفكير والتدبّر؛ وفتح باب الاستنباط الفارغ عن الاستدلال. وبعبارة أخرى، يمكن لكل واحدة من هذه الخصائص بمفردها أن تكون مقدمة أو نتيجة لنظرة عامية.

وبالإمكان أن تتبلور الانطباعات العامية حول كل شيء. ونجد في الوقت الحاضر أيضاً الكثير من الموضوعات والمسائل العلمية في شتى الفنون، قد تورّطت في أفكار الناس بالانطباعات العامّية. وفي هذا الخضم، نشهد زيادة الاستنباطات العامّية بشأن الموضوعات المعنوية المتّسمة بالتعقيد والخفاء.



النظرة العامّية لا تختص بالعوام



قد تكون إشاعة النظرة العامية ناتجة عن عوامل مختلفة. واحدة من العوامل الطبيعية لها هي سهولة تقبّل النظرة السطحية بالنسبة إلى النظرة الدقيقة والعميقة المتصفة بشيء من التعقيد والغموض والتي يصعب على العوام فهمها.




ومن العوامل الأخرى لإشاعة النظرة السطحية الخاطئة هي أنّ هذه الآراء غالباً ما تنسجم مع الأهواء النفسانية؛ وهوى النفس، يسوق فكر الإنسان بصورة خفية أو جلية إلى متابعة الرؤية الخاطئة بل وحتى الدفاع عنها.

وبالطبع دوماً ما يظهر أناس ينتفعون من شيوع بعض النظرات العامية بين الناس وبطبيعة الحال يقومون بتأجيج لهبها؛ لأن أفضل طريق لاسترقاق الناس هو تخريب معارفهم وحرفهم عن الحقائق؛ وكثيراً ما يتحقق هدف تحريف الحقائق عبر رواج نظرة عامية. فإن السبيل الأمثل للغفلة عن الحقائق المهمة في العالم التي لا مفرّ من التوجه إليها هو الغرق في النظرة العامية وبالتالي امتلاك رؤية باطلة حول الحقائق.

علماً بأن هناك الكثير من المعارف الصحيحة التي تظهر من بين طيّات هذه النظرات العامية والتي يشير كلٌّ منها إلى جانب من الحقيقة، بيد أنّ الإشكال يكمن فيما لو أخذ الإنسان جانباً من الكلمات الصائبة، ولكنه لم يعد يمتلك تحليلاً دقيقاً وتصوّراً كاملاً عنها بأسرها، فسيتعرض للفهم الخاطئ والنزعة العامية.

إنّ هذه النزعة العامية مقرونة بعدد من الآثار السيئة. واحدة من هذه الآثار هي تهيئة الأرضية للتحريف والانحراف. ومن آثارها السيئة الأخرى هي أنّ النزعة العامية حتى وإن لم تسبّب التحريف والانحراف، فستؤول على أقل التقادير إلى نفرة من ينظر إلى المسائل بدقة وعمق ويدرك نقائص النظرة العامية بسرعة. وبالإضافة إلى ذلك فإن من الأضرار التي لا يمكن غضّ الطرف عنها إثر تفشّي وانتشار الاستنباطات العامية هي أنّ المعارف الحيوية الأصيلة ستفقد ثمارها وتأثيرها.



يتبع إن شاء الله









hkj/hv hgu,hlK hguglhxK



رد مع اقتباس
قديم 2015/07/20, 09:03 PM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلى بذوقهـ ,, رفيع بشآنهـ
كلمآتـ كآنت ,, وسوف تزآل بآلقلبـ ,,
يــ ع ـطيكـ الــ ع ـآآفيهـ على مآطرحت لنآآ يـآآلــ غ ـلآآآ ,,
ولاتحرمنامن جديدكـ ,,,, لآعدمت ,,, ولآهنت


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
قديم 2015/07/23, 11:19 AM   #3
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي

حياك الله وبياك أختنا الفاضلة
وشكرا جزيلا لك على هذه الكلمات الطيبة
وفقك الله لكل خير


رد مع اقتباس
قديم 2015/07/23, 11:21 AM   #4
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 2

النظرة العامية إلى المنقذ





إن النظرة العامية إذا ما سرت إلى موضوع أساسيّ وحيويّ كـ«المنقذ»، سيتضاعف خطرها وتزداد أضرارها. وذلك في الوقت الذي تعدّ هذه النظرة وبسبب ما يحيط بها من إبهامات كثيرة وجهل كبير، من أشدّ المسائل الرائجة بين الشعوب المعتقدة بظهور المنقذ[1].

وإنّ هذه النظرة العامية وإن كانت أكثر شيوعاً في أوساط أتباع سائر الأديان والمذاهب، غير أن رواج القليل منها بيننا كثير لا يمكن احتماله بل بإمكانه أن يوجّه ضربات شديدة صوب موضوع الانتظار والمهدوية.

وهذه النظرة العامية للمنقذ، موجودة في كافة أديان العالم؛ زاعمين ظهور رجل راكب على فرسه يُغيّر العالم بـ«إعجاز» يديه لا غير، ويقلبه رأساً على عقب من دون حاجة إلى مشايعة الناس ووعيهم، ويهب السعادة للإنسان بعيداً عن السنن الإلهية وعن كلّ ما هو مسنون في طبيعة الحياة البشرية.



نماذج من النظرة العامية للمنقذ



وكذلك فهذه نظرة عامية بـ«أننا ننتظر المنقذ، ولكن لا نحتاج إلى التمهيد لذلك». وهذه نظرة عامية بـ«أننا لا نحتاج إلى معرفة آليات حركة المنقذ». وهذه نظرة عامية بـ«أننا لا نعرف كيفية استمرارية حكومة المنقذ ورموز بقائها». وعناصر أخرى إذا ما لم نعرف كل واحد منها فسنقترب من النظرة العامية. وأقل ما تتسبّبه هذه النظرة من ضرر هي أنها لا تحدّد وظيفتنا تجاه نصرته والتمهيد لقيامه.



النظرة العامية تؤدي إلى تأخير الفرج



إنّ الإقبال العام إلى المنقذ واهتمام نوع الناس بهذا الموضوع الشريف، وإن كان يُوفّر مجالاً مناسباً لفهمه وإدراكه بشكل أعمق ولابد من الانتفاع منه كمقدمة لبسط الفهم العميق، ولكن إذا ما نظرنا إلى مجموعة المنتظرين، لوجدنا أنّ الكثير منهم لا يحملون الفهم اللازم لموضوع المنقذ. وهذا الأمر يتسبّب بروز الكثير من الأخطاء في عملهم اليوم بصفتهم منتظرين. والأخطاء هذه بطبيعة الحال، لا تُقدّم الفرج ولا تترك للانتظار أثراً وجدوى، بل قد تؤول إلى تأخير الفرج أيضاً.

والإنسان المغموم والمهموم الذي يرى سُبل النجاة مغلقة بوجهه ولا يستطيع حل مشاكله، لا مفرّ له سوى التعلّق بأيّ منفذ يبعث في قلبه الأمل للمنقذ والتشبّث كالغريق بكل احتمال يؤدي إلى النجاة. ومن الطبيعي في مثل هذه الأجواء أن تسود النظرة السطحية والمزاعم العامية.



النجاة من النزعة العامية، مقدمة للنجاة من الحالة الموجودة



في حين أنّ تعزيز روح الأمل بالفرج بل وحتى تعجيله والنجاة في ضوئه، يحتاج أولاً إلى النجاة من نفس هذه النزعة العامية؛ وهي مقدمة لتغيير الأوضاع والوصول إلى النجاة. لأن إرادة الله سبحانه وتعالى تعلّقت بأن يكون الإنسان ممهّداً لتغيير الأوضاع في العالم من خلال حركته الواعية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ﴾[2].



يتبع إن شاء الله ...





[1]. إن أساس الاعتقاد بظهور موعود ومنقذ عالمي لا يختص بالشيعة بل وحتى بالمسلمين، وهو موجود تقريباً في جميع الأديان. يقول الإمام الخامنئي في هذا الشأن: «يوم النصف من شعبان يوم الأمل. وهو أمل لا يختص بالشيعة ولا حتى بالأمة الإسلامية. مبدأ الأمل بمستقبل مشرق للبشرية وظهور شخص موعود منقذ ويدٍ تنشر العدالة في كل العالم شيء تجمع عليه كافة الأديان التي نعرفها في العالم تقريباً. فما عدا الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي، حتى أديان الهند، والبوذية، والأديان التي لا يعرف الناس أسماءها أيضاً بشّرت بمثل هذا المستقبل.» (كلمته بمناسبة 15 شعبان‏؛ 17/ 08/ 2008)

[2]. سورة الرعد، الآیة 11.




رد مع اقتباس
قديم 2015/07/23, 01:59 PM   #5
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

بارك الله بكم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2015/07/25, 08:27 AM   #6
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 3

أ) قیام خارج عن السنن الإلهیة




يعود ضرب من النظرة العامية إلى ظهور المنقذ إلى هذه الرؤية وهي الاعتقاد بتحقق عملية الإنقاذ والنجاة خارجة عن السنن الإلهية التي ارتكز عليها تاريخ الحياة البشرية والتي لم تشهد أي تبديل وتحويل على الإطلاق: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّت اللَّهِ تَبْدیلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْویلاً﴾1. ففي نظرة عامية إذا ما قيل: «سيظهر صاحب العصر والزمان (عج) وسيُصلِح الأوضاع إن شاء الله»، يتبادر إلى الأذهان بأن إصلاح أوضاع العالم وكأنه يتحقق بعيداً عن القواعد التي كانت حاكمة على جميع الوقائع حتى يومنا هذا. كهذه القاعدة الذهبية القائلة: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا یُغَیِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ﴾2.

فلو كان المنقذ يقوم بعملية النجاة والإنقاذ خارجاً عن مثل هذه القواعد، سيزول دور وعي الناس وإرادتهم في سعادتهم؛ وستذهب قيمة السنن الإلهية بل وقيمة الحياة البشرية وكل تلك الابتلاءات والانتصارات والانكسارات.


التخلي عن المسؤولية، نتيجة هذه الرؤية العامية




نتيجة هذه الرؤية هي أنه لا تقع أية مسؤولية على عاتقنا لا في عملية التمهيد للفرج ولا بعده. إذ من المقرر أن يأتي رجل لإنقاذنا يحمل على كاهله جميع المهام والمسؤوليات. ولا حاجة لسعينا وحركتنا قبل ذلك وبعده. وقد يتبلور هذا التصور الباطل من خلال هذه الروية أن أنصار الإمام أيضاً يعيشون بعيداً عن حياتنا الطبيعية، وهم أناس أفضل منا يتمتعون كالملائكة بقدرات خارقة وهم مستعدون لخدمة الإمام ويملؤون الأرض قسطاً وعدلاً بهذه القدرة الخارقة.



كأن الناس يمكنهم نيل السعادة من دون اختيار وأهلية!



وبالتالي فإن الإمام مع أنصاره الـ313، بدلاً من جميع الناس في العالم يشعر بالمسؤولية، وهو العالِم بالأمور، ويعمل على أساس الدين، وأحياناً يسوق باقي الناس إلى الله بالإجبار ومن دون اختيار. إذ لو كان الاختيار بيد الناس، فإنه على مرّ حياة البشر قد أدّى إلى الكثير من المظالم والابتعاد عن الله. إذن لابد من ظهور رجل يتصدى لإعمار الأرض بعيداً عن إرادة الناس ومن دون حاجة إلى شعورهم بالمسؤولية والاتّكاء على هذا الشعور. وكأن الناس في هذه الرؤية يمكنهم نيل السعادة والوصول إلى الكمال من دون اختيار وأهليّة. وكأنه يمكن من خلال قائد عظيم بَرّ وعدد من الأنصار الأوفياء، إيصال جميع الناس إلى السعادة قسراً.



الصورة المعنویة في هذه النظرة العامية



وبالإمكان أن نهب لهذه النظرة العامية صورة معنوية وذلك بأن نتصوّر أن قدرة الإمام المعنوية ستسوق الجميع صوب الانقياد إلى الله، أو أنه يحلّ جميع المشاكل بقوته الغيبية. فإنّ هذا الكلام لا يخلو من حكمة وإنّ لحضور الإمام معنوياً أثر بالغ في عالم الوجود وفي جميع العوالم، ولكن ما معنى هذا الكلام في إطار النظرة العامية؟



صلاح الناس بنظرة الإمام وإرادته المعنوية!



معناه أن نظرة الإمام وإرادته المعنوية تؤدي إلى أن ينتاب الناس فجأة شعور جيد ويقول بعضهم لبعض مثلاً وبدون مقدمة: «يا له من شعور جيد أحس به لإقامة الصلاة.» ويقول آخر: «حصلت على ولع عجيب لاإرادي لقراءة القرآن.» ويا له من جوّ مثاليّ خلاّب يسود الحياة!



مكانة قدرة الإمام (عج) المعنوية / مكانة «الأهلية» في قواعد التكامل



علماً بأن نظرة الإمام المعنوية تصنع المعاجز، ولا شك أن ظهوره سيترك آثاراً بالغة البركة في النفوس المستعدة، ولكن أين مكانة قواعد «النموّ والكمال»، ودور «العزم والأهلية» في الإنسان؟ فلو كان المقرّر أن يستفيد الإمام (عج) من قدرته المعنوية لا غير، فإن النبي الأعظم (ص) وكذلك أمير المؤمنين (ع) أولى منه بذلك. غير أنّ الله قال لنبيّه: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾1. فكيف عندئذ يقوم الإمام (عج) بهداية الجميع من دون إرادتهم؟!

وهل سيتكفّل الإمام بذهابنا إلى الجنة والحال أن النبي الأكرم (ص) لم يتولّ ذلك؟ كيف أنّ الله سبحانه يقول لنبيّه في كتابه الكريم: ﴿إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذیر﴾2، أو ﴿ما عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغ﴾3، وفجأة تتغير وظائف الإمام المهدي (عج) وتختلف كيفية تطبيقها؟!





يتبع إن شاء الله...







1. سورة فاطر، الآیة 43.

2. سورة الرعد، الآیة 11.

3. سورة القصص، الآیة 56.

4. سورة فاطر، الآیة 23.

5. سورة المائدة، الآیة 99.

توضیح: إن الحكومة التي تعد جزءاً من وظائف الأنبياء، تنضوي تحت نفس هدف الإبلاغ أيضاً. وباختصار يمكن القول أن الهدف الأساس من الحكومة في رؤية أولياء الله هو ضمان وصيانة الحرية والأمن والاستقرار للناس، حيث يتسنى لهم بعيداً عن الجبر والقسر والظلم والجور أن يستمعون قول الحق بكل هدوء واستقرار ويختارون طريقهم بحرية.






رد مع اقتباس
قديم 2015/07/27, 11:07 AM   #7
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 4


إنقاذ البشرية لا يخرج عن نطاق مسؤولية الناس والسنن الإلهية



إذن فمن الخطأ أن نتصور بأنّ المراد من كون الإمام المهدي (عج) منقذاً للبشرية هو أنه يظهر ويسوق الإنسان خارجاً عن الوظائف الملقاة على عاتقه، والمجتمع البشري خارجاً عن تركيبته الطبيعية، والتاريخ خارجاً عن السنن الإلهية، إلى الجنة وإلى الحالة المطلوبة. هذا النوع من التفكير، تغافل للكرامة الإنسانية واستخفاف بالدين والسنن الإلهية التي لا تتبدّل. وبالتالي سيكون مآله إلى انتظار عديم المسؤولية وعديم التأثير والجدوى.



معنی تكامل العقول بواسطة الإمام



نعم، ورد في الرواية «إِذَا قَامَ قَائِمُنَا (ع) وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رُؤُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِها عُقُولَهُم»[1]، سوى أن فهم هذا الحديث يحتاج إلى رؤية عميقة؛ لا أن نُفسّر الرواية سطحياً ونتصوّر بأن فعل الإمام سيُحدِث تغييراً في طبيعة خلقة البشر خلافاً لجميع السنن الإلهية.



نظرة الإمام المعنوية، لا تختص بفترة الظهور



ولابد هنا من الالتفات إلى نقطة مهمة وهي أن الظروف لو توافرت في هذا الزمن واسـتأهل جمع من المؤمنين لتوجُّه الإمام لشملتهم عنايته[2] ولتكاملت عقولهم بألطافه الخاصة أكثر من سائر الناس.

وعلى أيّ حال فإنّ التصوّر بأن الظهور سيكون خارجاً عن السنن الإلهية، مسألة تصدى الأئمة (ع) بشدة لردّها ومواجهتها:

«عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ انْتَهَيْتُ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (ع)، فَإِذَا أَنَا بِبَغْلَتِهِ مُسْرَجَةً بِالْبَابِ فَجَلَسْتُ حِيَالَ الدَّارِ. فَخَرَجَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَنَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ وَأَقْبَلَ نَحْوِي. فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: مِنْ أَيِّهَا؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ فَقَالَ: مَنْ صَحِبَكَ فِي هَذَا الطَّرِيقِ؟ قُلْتُ: قَوْمٌ مِنَ الْمُحْدِثَةِ. فَقَالَ: وَمَا الْمُحْدِثَةُ؟ قُلْتُ: الْمُرْجِئَةُ[3]. فَقَالَ: وَيْحَ هَذِهِ الْمُرْجِئَةِ، إِلَى مَنْ يَلْجَئُونَ غَداً إِذَا قَامَ قَائِمُنَا؟ قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كُنَّا وَأَنْتُمْ فِي الْعَدْلِ سَوَاءٌ. فَقَالَ: مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَمَنْ أَسَرَّ نِفَاقاً فَلَا يُبَعِّدُ اللَّهُ غَيْرَهُ وَمَنْ أَظْهَرَ شَيْئاً أَهْرَقَ اللَّهُ دَمَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَذْبَحُهُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا يَذْبَحُ الْقَصَّابُ شَاتَهُ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ. قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَوْ قَامَ لَاسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ عَفْواً[4] وَلَا يُهَرِيقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ. فَقَالَ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اسْتَقَامَتْ لِأَحَدٍ عَفْواً لَاسْتَقَامَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) حِينَ أُدْمِيَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ. كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى نَمْسَحَ نَحْنُ وَأَنْتُمُ الْعَرَقَ وَالْعَلَقَ[5] ثُمَّ مَسَحَ جَبْهَتَهُ»[6]

وقد تصدى الإمام الخميني (ره) في وصيته الإلهية السياسية لردّ هذا النظرة العامية بصراحة، منوّهاً بدور عمل المؤمنين وجهودهم لئلا يتخلّ أحد عن وظائف الانتظار بذريعة هذه الرؤية العامية:

«وأنتم أيها السادة إن كنتم تتوقعون تحوّل كل الأمور وفقاً للإسلام وأحكام الله تعالى بين عشية وضحاها فذلك تفكير خاطئ، إذ لم تحدث مثل تلك المعجزة على مرّ تاريخ البشرية، ولن تحدث في المستقبل. وفي ذلك اليوم الذي يظهر فيه المصلح العام إن شاء الله تعالى، لا تظنون أن معجزة ستحدث، وأن العالم سيصلح في يوم واحد. بل بالجهد والتضحيات سيقمع الظالمون ويدفعون إلى الانزواء.»[7]



يتبع إن شاء الله ...




[1]الإمام الباقر(ع)، کمال الدین وتمام النعمة، ج2، ص675.

[2]راجع توقیع الإمام (عج) إلى الشیخ المفید المذكور في هامش الصفحة 49.

[3]المرجئة من الفرق المنحرفة في الإسلام. يقول آية الله الشيخ مكارم الشيرازي في هذا الشأن: «المرجئة» من مادّة «إرجاء» بمعنى تأخير الشي‏ء، وهذا اصطلاح يستعمل للجبريين، لأنّهم لم يلاحظوا الأوامر الإلهيّة وارتكبوا المعاصي لظنّهم أنّهم مجبورون، أو لاعتقادهم أنّ مصير مرتكبي الذنوب الكبيرة غير معلوم لتصوّرهم أنّ البتّ فيها مؤجّل إلى يوم القيامة. (التفسير الأمثل، ج‏17، ص353).

[4]أَدْرَكَ الأَمْرَ عَفْواً صَفْواً أَي في سُهُولة وسَراح. (لسان العرب، ج15، ص75).

[5]العلق: الدم الجامد (مفردات الراغب، ج1، ص579).

[6]الغیبة للنعماني، ص283 و284، وكذلك الکافي، ج8، ص80، ح37، عن راوٍ آخر، مع اختلاف يسير في العبارة.

[7]صحیفة الإمام، ج21، ص447.




رد مع اقتباس
قديم 2015/08/01, 05:35 PM   #8
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي



توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس
قديم 2015/08/09, 04:56 PM   #9
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 5

ب) حكومة تقوم على أساس السيف




والبعض أيضاً يحمل هذه النظرة العامية بأن الإمام (عج) إذا ظهر، سيحلّ المسائل كلها بسيفه! وبالطبع فإنّ السيف (السلاح) سيستخدم خلال نهضة الإمام لا محالة، بيد أنه يتطلّب الكثير من المقدمات ويقترن بالكثير من المستلزمات. ففي ذلك اليوم الذي قادوا علي بن أبي طالب (ع) مكبّل اليدين، كان السيف موجوداً ولكنه لم يُستعمل لفقدان تلك المقدمات والمستلزمات. والسيف هذا هو نفس ذلك السيف الذي سيتوفّر له مجال الخروج من الغمد ليس إلا.

ومن هذا المنطلق، يمكن أن يُستوحى عبر نظرة عامية أن نهج المنقذ الموعود وسلوكه، سيكون خارجاً عن الشريعة ونظام التكاليف الإلهية؛ تلك التكاليف التي حدّدت الولاة في استخدام القوة القهرية. وكأن الله سيقول للإمام – والعياذ بالله -: «لقد طفح كيلي، ولم تستقم الأمور رغم كل صبري ومداراتي، فاذهب من الآن وأقم الأمور بالسيف!»



إتمام الحجة وتنوير أفكار الناس، من شرایط استخدام السيف



ولذا فإن هذا التصور بأن الإمام المهدي (عج) لا يقوم بإنقاذ العالم إلا بالسيف، تصوّر سطحي. نعم، للسيف دور كما كان من البداية، ولكن الشرائط لم تكن متوافرة في ذلك الزمن، وستتوافر في زمن الظهور. ومن هذه الشرائط «إتمام الحجة» و«تنوير» أفكار الناس، التي ستتوفر في ذلك الزمن، وسيرفع الإمام موانع السعادة عن طريق الناس بالسيف دون تريّث[1]. فلو أدركنا معنى استخدام السيف بشرائطه ومستلزماته الخاصة، ستزول النظرة العامية إلى موضوع الانتظار ويحلّ محلّها السعي والجهد لتهيئة تلك الشرائط.



نتایج الحديث عن سيف الإمام من دون النظر إلى قواعده



لو بيّنا استخدام السيف من دون النظر إلى قواعده، سنصادق على الصورة التي يرسمها الأعداء من الإمام (عج) للعالم من أجل إخافة الناس منه؛ صورة سلطان جائر غير حكيم إذا ظهر سيقوم بحل جميع المشاكل بالاتّكاء على السيف لا غير.

قبل هذا الإقبال الأخير في المجتمع بالنسبة إلى موضوع الانتظار والإمام المهدي (عج) وازدهار مجالس دعاء الندبة، كانت الصورة المرسومة في ذهن البعض عن الإمام (عج) صورة مقرونة بالسيف. وحتى أنّ الكثير منهم كانوا يشعرون بقلق إزاء ظهور الإمام (عج)، قلقون من أنّ الإمام إذا ظهر، فسوف يضع حدّ السيف على رقابنا نحن المذنبين! وكان هذا التصوّر عامّ نسبياً.



الإمام المهدي (عج) لا يأتي لقتل المذنبين



وشيئاً فشيئاً بدأت الصورة تتّضح للناس بأنّ «الإمام المهدي (عج) لا يأتي لقتل المؤمنين والعوامّ من غير المؤمنين؛ وحتى أنه لا يأتي لقتل المذنبين. بل إن الكثير من المذنبين بمجيئه سيصبحون من الصالحين. فإنّ للقتل قاعدة. ولا يُقتل كلُّ من أذنب. بل وليس من المقرّر أن يُقتل بعض المذنبين الذين لم يصلحوا بمجيء الإمام ولم يرتدعوا عن اقتراف ذنوبهم.» فلمّا ذُكرت هذه الأمور للناس وبُيّنت قواعدها، عند ذلك توجه الكثير إلى رأفة الإمام (عج) وعطفه وتدفّقت محبته في قلوبهم.

إنّ هذه التصوّرات العامية قد أفسدت رؤية المؤمنين أنفسهم في الإمام، فما بالك بالذين يريدون متابعة البحوث المهدوية من خارج إطار المجتمع الديني، وما هي الصورة التي سترتسم في أذناهم عن الإمام المهدي (عج)؟






لماذا لا يمكن حذف السيف من قيام المنقذ؟



وبالطبع لا ينبغي ترك إخافة الخواص السيّئين من سيف الإمام بدليل جلب العوام إلى المنقذ، وحذف موضوع السيف من عمليات المنقذ الإصلاحية كليّاً. نعم، سيكون للسيف دور هامّ جداً في إحقاق الحق وإقامة الدين؛ لأن «المستكبرين» لا يفهمون سوى لسان القوة ولا يطأطؤون رؤوسهم أمام أوامر الله إلا بالإخضاع والإركاع.

وتعتبر إخافة المستكبرين من سيف العدالة أصلاً أساسياً في سبيل إحلال الأمن في المجتمع. وفي هذه الصورة سيسود المجتمع الهدوء والاستقرار؛ وليس هذا بالأمر الذي يحتاج إلى كتمان. بل لابد من بيان كل ما يرتبط بمسألة الظهور بكل وضوح وجلاء ليقوم المستكبرون أيضاً بآخر إجراءاتهم الرذيلة للحؤول دون تحقيق الحق.



فلسفة استخدام الإمام للسيف



إن الأمر المهم في إطار نظرة ثاقبة غير عامية هو سبب استخدام السيف في قيام الإمام وحكومته وهو أمر واضح للغاية. ففي الوقت الذي تتم الحجة على الظالمين وعلى جميع الناس، ما الحاجة إذن إلى المجاراة؟ وفي الوقت الذي لا يريد الظالم الكفّ عن ظلمه وخصامه، هل يبقى مجال للصبر والمداراة؟ فمن لم يبغِ الخضوع أمام الحق؛ ويريد استغلال الفرص وتأمين مآربه مهما استطاع؛ ويقوم في هذا الطريق بسلب الآخرين ونهبهم، لماذا يُحاكَم ويُعدَم بالدليل والبيّنة؟ هنا عندنا نسمع أن الإمام يقوم بإصدار الحكم على الظالمين وتنفيذه دون تريّث ومن دون طيّ المراحل المرسومة في المحاكم[2]، نشعر بالراحة وعندها لا يبقى مفرّ للظالمين سوى التمكين والتسليم.



يتبع إن شاء الله ...

















[1]راجع الأحاديث المذكورة في هامش الصفحة 172.



[2]الإمام الصادق (ع): «إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ (ع) حَكَمَ بَيْنَ النَّاسِ بِحُكْمِ دَاوُدَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى بَيِّنَةٍ، يُلْهِمُهُ اللَّهُ تَعَالَى فَيَحْكُمُ بِعِلْمِهِ.» الغیبة للنعماني، ج2، ص386، وأيضاً: الإمام الحسن العسکري (ع): «إِذَا قَامَ (القائم) قَضَى بَيْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ كَقَضَاءِ دَاوُدَ (ع) لَا يَسْأَلُ الْبَيِّنَةَ.» الکافي، ج1، ص509.




رد مع اقتباس
قديم 2015/09/23, 12:32 PM   #10
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 6

ج) النجاة من الظلم ولا غير




على الناس بالإضافة إلى التبرّم من الظلم، الاستعداد لتقبّل العدالة أيضاً



واحدة من خصائص وشرائط الظهور، هي مسألة «ظهور العدل بعد انتشار الظلم والجور» المعروفة. فقد ورد في الروايات أن الإمام يظهر بعد أن تُملأ الأرض ظلماً وجوراً[1]، ولكن يمكننا أن نحمل بشأن هذه الحقيقة البيّنة القطعيّة رؤية عامية أيضاً. وذلك بأن نتصوّر أن مجرّد تبرّم الناس من الظلم أو وصول الجور إلى غايته، يكفي لتحقق الفرج؛ ولا حاجة بعد لاستعداد الناس لـ«تقبّل العدالة».

في حين أن الحكومة العادلة التي تتشكل بين أناس تعبوا من الظلم ولكنهم لا يحتملون العدالة، لا تبقى ولا تدوم. ولفهم الموضوع جلياً يمكننا تسليط الضوء على تاريخ صدر الإسلام وحكومة أمير المؤمنين (ع):

بعد خمس وعشرين سنة من فترة غربة أمير المؤمنين (ع)، وبعد أن وصل استياء الناس من ظلم عمّال الحكومة وجورهم إلى ذروته – حتى أنهم إثر هذا الاستياء ورغم ردع الإمام علي (ع) ومخالفته الشديدة عمدوا إلى قتل الخليفة الثالث – هجموا على دار علي (ع) يطلبون مبايعته كخليفة للمسلمين ويصرّون عليه بأن يتولّ زمام الأمور، والإمام يقول لهم: «دَعُونِي وَالْتَمِسُوا غَيْرِي‏.»[2]



هل كان الإمام يُجامل؟



لماذا كان الإمام يمتنع من تصدي الخلافة رغم كل هذا الإصرار؟ هل كان يُجامل؟ والحال أن الإمام أساساً ليس أهل مجاملة، فضلاً عن أن يُجامل في مثل هذه الأمور. إذن ما هو السبب من هذا الامتناع؟ كما أنه لم يكن موضع خوف من اتّهام الآخرين له بأنه طالب سلطة، ولا معنى أساساً لمثل هذا الخوف بشأن شخصية كأمير المؤمنين (ع). فإن كان الكلام عن «أداء التكليف»، فما معنى الاهتمام بمثل هذه الأمور؟[3].



لم يكن الناس من طلّاب العدالة



السبب الرئيس من امتناع الإمام هو أن الناس وإن سئموا الظلم، غير أنهم لم يكونوا من طلّاب العدالة. وإنهم أساساً غير فاهمين للعدالة ومسلتزماتها بل ولا يمكنهم احتمالها أيضاً. وشتّان بين هذين. فلو كان الناس يحتملون العدالة، لما عذّبوا الإمام بهذا المستوى في عهد حكومته![4]

واليوم نجد أهل العالم قد تبرّموا من ظلم إسرائيل وأمريكا، ولكن هل يكفي ذلك؟ لابد أن نرى بأنّ الناس هل يتحمّلون العدالة؟ هل يعرفون معنى العدالة؟ هل يعلمون بالتغييرات التي لابد من إنجازها لزوال هذا الظلم؟ هل يدركون مستلزماتها؟ واليوم إذا ما بُيّنت بعض مستلزمات العدالة بين المؤمنين أيضاً، يظهر هذا التخوّف والقلق بأنه «نخاف أن لا نستطيع التحملّ!»، كما ورد في الروايات بأن البعض لا يتحمّلون ذلك.[5]






معرفة الظلم بشكل صحيح ضرورية ولكن غير كافية



علماً بأن نفس معرفة الظلم أيضاً مرحلة لابد أن يصل إليها المجتمع بعد النموّ والتكامل ولا يتأتى لكل مجمتع وبسهولة أن يمتلك معرفة صحيحة بالظلم. فقد تكون ثمة مظالم متفشية في المجتمع، غير أن الناس لا يدركونها بل ولا يعتبرونها ظلماً من الأساس. كما نجد الكثير من الناس اليوم ولاسيما في المجتمعات الغربية لا يمتلكون إدراكاً صحيحاً عن الظلم حتى يكونوا طلّاباً للعدالة. ولهذا إن أدرك الناس عبر تنمية الفهم والبصيرة العامة وأحسوا بالكثير من المظالم التي كانوا جاهلين بها وشعروا بألم فقدان العدالة، فقد ارتقوا مرحلة؛ وبهذا التكامل، سنقترب خطوة إلى الظهور، ولكنه مع ذلك ليس كافياً.

بعد معرفة الظلم، لابد من تحقّق معرفة العدالة بشكل صحيح أيضاً. وإن تطبيق العدالة بكلّ ما للكلمة من معنى، يستلزم «الشمول» و«الدوام». فشمولية العدالة تستوجب العداء الكبير للانتهازيين والظالمين على «نطاق واسع»، بل وتؤدي إلى عناد الذين لا يحتملون افتقاد «القليل» من منافعهم أيضاً.



عدم دوام العدالة غير الشاملة



ولا تدوم العدالة إلاّ في حال شموليّتها. فإنّ تطبيق العدالة في جزء من الأمور، سوف سيؤول إلى معرفة عنوان طلّاب العدالة الصادقين ليس إلّا والثمرة الطبيعة لذلك هي تعرّضهم لهجمات الأعداء الشرسة؛ وهذا ما حدث في كربلاً. فإن واقعة كربلاء في الحقيقة، هي انتقام من عدل علي (ع).



يتبع إن شاء الله ...







[1]. رسول الله (ص): «لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَمْتَلِئَ الأرْضُ ظُلْماً وَعُدْواناً، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِن عِتْرَتِي فَيَمْلَؤُها قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئتْ ظُلْماً وَعُدْواناً.» کنز العمال، ح38691؛ میزان ‌الحکمة، ح1276، وأيضاً: الإمام الصادق (ع): «...الَّذِي یَمْلَأُهَا عَدْلًا کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً.» الکافي، ج1، ص341.

[2]. نهج ‌البلاغة، الخطبة92؛ تاریخ الطبري، ج4، ص434؛ الکامل في التاریخ، ج3، ص193.

[3]. الإمام السجاد (ع): «المُؤمِنُ ... لَا يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً وَلَا يَتْرُكُهُ حَيَاءً.» الكافي، ج2، ص231؛ وكذلك عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ: «كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَيَأْتِينِي إِخْوَانٌ كَثِيرَةٌ وَكَرِهْتُ الشُّهْرَةَ فَتَخَوَّفْتُ أَنْ أَشْتَهِرَ بِدِينِي. فَأَمَرْتُ غُلَامِي كُلَّمَا جَاءَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ يَطْلُبُنِي قَالَ: لَيْسَ هُوَ هَاهُنَا. قَالَ: فَحَجَجْتُ تِلْكَ السَّنَةَ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع)، فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثِقْلًا وَتَغَيُّراً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الَّذِي غَيَّرَنِي عِنْدَكَ؟ قَالَ: الَّذِي غَيَّرَكَ لِلْمُؤْمِنِين‏.» ثواب ‏الأعمال للصدوق، ص146.

[4]. قال أمیر المؤمنین (ع) مخاطباً أهل الكوفة: «قَاتَلَکُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَیْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِی غَیْظاً وَجَرَّعْتُمُونِی نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً» الکافي، ج5، ص4؛ نهج البلاغة، الخطبة27.

[5]. الإمام الباقر (ع): «... حَتّی یَقُولَ کَثیرٌ مِنَ النّاس: لَيْسَ هَذَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ.» الغیبة للنعماني، الباب13، ح113؛ وكذلك عن الإمام الصادق (ع): «يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً وَيَقْتُلُ حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ» الغیبة للطوسي، ص188؛ ويقول الإمام الباقر (ع): «فَبَيْنَا صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَدْ حَكَمَ بِبَعْضِ الْأَحْكَامِ وَتَكَلَّمَ بِبَعْضِ السُّنَنِ إِذْ خَرَجَتْ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يُرِيدُونَ الْخُرُوجَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ انْطَلِقُوا فَيَلْحَقُونَهُمْ فِي التَّمَّارِينِ فَيَأْتُونَهُ بِهِمْ أَسْرَى فَيَأْمُرُ بِهِمْ فَيُذْبَحُونَ.» تفسیر العیاشي، ج2، ص56.






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |