2020/07/26, 12:37 PM
|
#1 |
  
معلومات إضافية
 رقم العضوية : 4182
تاريخ التسجيل: 2015/11/25
المشاركات: 1,648
المستوى :
 
|
كيف ادى الامام زين العابدين رسالته ؟
لاشك ان الامام علي بن الحسين عليهما السلام يدرك جيداً ان السلطة الاموية بعد قتلها ابيه الامام الحسين عليه السلام لم تعد تتورع عن مقتل احد وهذا ماقاله الحسين يوم عاشوراء بالضبط أمّا أنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، لهذا لجأ الامام الى التظاهر باعتزال الناس وامور السياسة في تلك الفترة ليس خوفا على حياته وحرصا على الدنيا وانما لان تكليفه الالهي يقتضي ان يستمر في بناء المسيرة الربانية التي وضع اساسها الانبياء اخرهم الخاتم صلى الله عليه واله وسلم وحافظ على صرحها الائمة الثلاثة علي والحسن والحسين بدمائهم لهذا شاءت المشيئة الالهية ان يمرض يوم عاشوراء حتى لا يضظر ان لا يشارك في المعركة مع سائر اخوته فضلا على ان الامام يدرك ان عيون السلطة تراقب تحركاته عن كثب لانه اكثر الشخصيات الذي تتوقع منه ان يستفاد من مقتل ابيه لاعلان الثورة عليهم ففرضت عليه بهذه الاساليب بما يشبه الاقامة الجبرية ولكن الامام ليس شخص من عوام الناس بل هو امام رسالي لديه رساله سماوية تقتضي مخالطة الناس فكيف يوفق الامام بين اعتزال الناس وبين اداء واجبه كامام ؟ لجأ الامام الى عدة ترتيبات ربما اكثر الناس لم يفهمها جيداً الى اليوم ففي بداية امامته كان الامام يحتاج ان يعّرف نفسه بقوة للمجتمع كأمام مفترض الطاعة امام الشيعه لان امامة علي والحسن والحسين كانت ثابته بالنصوص وان انكرها الجاحدون المعاصرون وجهلها الجاحدون المتاخرون لانهم عاصروا الرسالة وحياة صاحب الرسالة صلى الله عليه واله وسلم حتى اشتهروا بلقب الامام دون سائر الصحابة والتابعين بل ان هذه الصفة كانت محصورة فيهم ويتداولها حتى اعداء الامامة فمثلا كان الجميع عندما يذكر الخليفة الرابع يقول الامام علي وهذ ليس معمول به عند ذكر الخلفاء الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان وقد انتبه الوهابية مؤخرا الى ذلك فقرروا ان يلغوا هذه الصفة حتى لا يتميز علي عن الثلاثة الاخرين اما الامام علي بن الحسين فكان غير متميز عن ابناء الائمة لاسيما في ظل عمه محمد بن الحنفيه الذي طغت شهرته على شهرة الامام السجّاد لهذا كان السجاد بحاجة الى خطوة مهمة تعرف الناس بامامته وتميزه عن باقي ابناء الائمة ولان جميع ابناء الائمة استشهدوا مع الحسين فلم يعد هناك شخص مزاحم سوى ابن الحنفيه لاسيما انه اكثر شهرة من السجاد فكانت اعين الناس عليه لهذا اقتضى من الاخير ان ينسق مع السجاد على تحقيق هذه الخطوة فتظاهر انه يدعي الامامه وذلك حتى يختلق ذلك النزاع مع السجاد لكي يركز االاضواء على الرابح في هذا النزاع ولان عصر يزيد تزاحمت فيه الجرائم بحق المقدسات من قتل الحسين و مرورا باهانة مدينة رسول الله وانتهاءاً بقتل الحسين فو ليس عصر نصوص واحاديث حتى يحتج السجاد على الناس بالنصوص والدليل اعتراف قاتل الحسين امام عمر بن سعد بمنزلة الحسين التي تستحق المزيد من الذهب والفضة فكانت تلك الفترة تحتاج الى اعجاز غير مطروق ومسبوق يناسب تلك المرحلة الحرجة فكانت قضية الحجر الاسود مثلما كانت فترة النبي موسى عليه السلام تحتاج الى الثعبان الذي يلتهم افاعي السحرة وهذا هو التفسير الوحيد لتلك الحادثة لان اخذ الرواية على ظاهرها لا يليق بمحمد بن الحنفيه ويتناقض مع سيرته الشخصية سواء اخذنا باحتمال نزاعه مع السجاد لجهله بامامة السجاد او باحتمال المنافسه على طريقة ابي بكر واتباعه مع الامام علي فابن الحنفيه ولد وترعرع في احضان الامامة فكيف يجهل طبيعتها واصحابها وابن الحنفيه لا ينتمي الى خط المنافسه حتى نفسر الرواية بهذا الاحتمال البكاء اشتهر الامام السجّاد بظاهرة البكاء وتميز بها عن بقية الائمة فكان لا يشرب ماء الا وبكى ولا يوضع امامه طعاما الا وبكى حتى عد من البكائين فكان خامسهم ولاشك ان بكاء الامام تعود اسبابه الحقيقية الى الاتي : اولا : لان الضحايا كانوا اهله واصحابه ثانيا ً : كونه شاهد مأساة كربلاء وعاش تفاصيلها التراجيدية المؤلمة على كل انسان يحمل رحمة في قلبه فمابالك في انسان هو كتلة من الرحمة بل هو الرحمة التي تمشي على الارض وثالثا : لانه اكثر الشخصيات التي تفهم ابعاد المأساة لانه امام رسالي متوقع ان يعطى للمأساة ما تستحق من ردة الفعل فهناك امة ترتد على ادبارها وتقتل امامها وبطريقة تؤكد هلاكها ولاشك ان اكثر المتألمين على هذا الحال هو راعي هذه الامة والمسوؤل عن هدايتها ونجاتها وامامها المكلف بانقاذها من الضلال وكلما أرتقى الانسان بالايمان درجة كلما ازداد فهما لابعاد مأساة كربلاء ولهذا السبب بكى النبي صلى الله عليه واله على قتل الحسين قبل مقتله بسنوات كثيرة وبالطبع ان اكمل الدرجات الايمانية تتمثل في الامام المعصوم وحده فتكون درجة الفهم لديه في اقصى درجاتها لذا فان بكاء المعصوم لابد ان يصل الى تلك الدرجة التي كان عليها الامام زين العابدين لانه يتناسب مع هذا الفهم ولذلك لو نظرت للصورة بشكل معكوس تجد الانسان الفاسق والبعيد عن الله تعالى لا يبالي بمأساة كربلاء كما هو الحال عند الوهابية الذين تكون ردود افعالهم على تلك المأساة بلغت من الهوان انها انعكست بزاوية 180 درجة فتحول عندهم البكاء يوم عاشوراء الى افراح وضعوا لها مبررات وهم يعلمون انها مجرد ضحك على الذقون ولكن هناك نقطة مهمة في مسألة البكاء فكل الائمة بلغوا درجة الكمال في فهم ماساة كربلاء وكلهم كان يعطيها حقها من مشاعر الحزن والبكاء وحتى وان كانوا ابعد من السجاد للحسين وانهم لم يشهدوا كربلاء مثله وذلك لانهم بلغوا نفس درجة السجاد الايمانية فيكون حالهم كحال النبي صلى الله عليه واله وسلم لكن لماذا اختص السجاد بتلك الظاهرة وتميز بها عنهم ؟ السبب ان السجاد كان مكلف بتأسيس هذه الظاهرة حتى تصبح شعيرة من شعائر الدين في المراحل القادمة وحتى تبقى اثار استشهاد الحسين مستمرة حتى تحقق غايتها فبقاء منافع نهضة الحسين مرهون بالكثير من الشعيرات لكن اهمها على الاطلاق شعيرة البكاء من هذا نستطيع ان نفهم لماذا السجاد كان يتقصد ان يذهب الى سوق الجزارين فيسالهم هل اسقيتم الشاة الماء قبل ذبحها حتى يهيأ سبب لاقامة العزاء على الحسين امام الناس كافة وهذا لا يعني ان الامام كان يتصنع البكاء حتى يؤسس هذه الشعيرة وان بكاؤه لم يكن حقيقيا ولكنه كان يريد ان يؤكد ان معنى البكاء على الحسين اوسع واعمق من مجرد بكاء على موت شخص كما يحاول بعض المخالفين ان يروج لذلك الفهم الضيق ورغم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اول من اسس لظاهرة البكاء على الحسين وجعلها سنة نبوية الا ان الامام السجاد كان اول من اطلق عنانها بعد حادثة كربلاء ليجعلها عمل عقدي وكون ان الامام كان يبكي امام الناس فهذا لا يعني انه كان يتصنع البكاء لان المجاهرة بالبكاء لا تجرده من حقيقته وان البكاء امام الاخرين هو جزء من رسالة الامام لان هذا الجزء لا يستفز السلطة ولا يثيرها على الامام فيقتلوه كما قتلوا ابيه وبنفس الوقت تعني ان الامام لم يترك امور الناس و السياسة كما يفهم الكثير لانه بهذا الاسلوب يثير مشاعر الامة على السلطة التي سببت هذا البكاء الكثير والمؤلم دون ان تشعر السلطة الغارقة بالملذات الحسية ويؤكد مظلومية الحسين ومشروعية نهضته العبادة لاشك ان جميع الائمة بلغوا درجة الكمال في العبادة بل ان عبادة الامام السجاد لم تصل الى مستوى عبادة جده علي بن ابي طالب باعترافه هو ومع ذلك فانه اختص بلقب زين العابدين و أستأثر من دونهم ب لقب السّجاد فما هوالسر في ذلك ؟ السر في المرحلة التي عاشها الامام فهي تقتضي ان يعتزل الناس والسياسة كما اشرنا اعلاه فتفرغ للعبادة تفرغ كبير ربما لم يبلغه احد من الائمة باستثناء الامام الكاظم لانه قضى حياته في السجن ومع ذلك لم يشارك الامام الكاظم جده السجاد بهذه الصفه رغم انه اكثر من السجاد تفرغا لان السجاد على الاقل لم يكن مقيد الحركة مثله والسبب لان الكاظم كان يصلي بعيد عن انظار الناس مكرها فلم تظهر عبادته للاخرين حتى يصبح مشهورا بها لهذا اختص الكاظم بلقب راهب اهل البيت بينما اختص علي بلقب السجاد لان عبادة الكاظم كانت شبيه من حيث الشكل بعبادة الرهبان وهذا يدل على عبادة السجاد كانت امام اعين الناس فالامام حصل على مساحة اضافيه في عمره الشريف لم تكن موجودة للائمة من قبله هذه المساحة كان يستهلكها الائمة من قبله في الامور السياسية لان هذا تكليفهم كائمة فهي اذن مساحة ترتبط بالتكليف والرسالة فعندما يحصل الامام السجاد على هذه المساحة فعليه ان يستغلها لنفس الغرض والهدف اي في مجال التكليف والرسالة حتى يعرف الناس انه امامهم وليس هناك افضل من العبادة فهو لا يستغلها في الحراك السياسي الظاهر كما فعل من قبله من الائمة لان تكليف يختلف ولا هو راهب حتى يقضيها في الاعتكاف للعبادة بعيدا عن الناس كما اجبر على ذلك الامام الكاظم فلابد ان تبرز هذه الظاهرة امام المجتمع حتى يعرف هذا المجتمع الفرق الشاسع بين الامام السماوي وبين الحاكم الارضي الادعية اشتهر الامام بالادعية حتى اصبحت الصحيفة السجادية اشهر اثاره وعلامة مميزة لهذا الامام والادعية تدخل ضمن اطار العبادة لكن أشرنا اليك بشكل منفصل لان الامام اتخذها وسيلة لنشر رسالته كامام بعيد عن انظار السلطة فها هو الامام السماوي يقدم غذاء روحي للمجتمع الاسلامي مقابل ما يقدمه الحاكم الارضي لهذا المجتمع عتق العبيد واشتهر الامام بقضية اخرى هي كثرة شراء العبيد وعتقهم ولم يكن الامام بحاجة الى هذه الاعداد الكبيرة من العبيد لكنه كان يستخدمهم كعتاد بشري لنشر رسالته بعدما اصبح اتصاله بالناس ضعيف خوفا من السلطة مما كان يحنّ اليه بشدّة الأمويون الى جاهليتهم الاولى؛ التنكيل بالعبيد والإماء، وإبعادهم عن أي شكل من اشكال الوعي والثقافة، ليبقوا أدوات طيّعة أقرب ما يكونوا الى الحيوانات، فكانوا يرون من حقهم ان يفعلوا بهم ما يشاؤون فقد اشترى الامام خلال فترة حياته في المدينة، حوالي مائة ألف عبد وأمة، وصيّرهم احراراً بعد تلقيهم كامل العلوم والمعارف والآداب. ليس هذا وحسب؛ فالذي يتخرج من بيت الامام السجّاد، لم يكن يذهب الى حال سبيله حتى لا يكون عالة على المجتمع ، إنما يبقى برعاية الإمام السجاد، حيث جاء في "أعيان الشيعة" إن الامام كان يدفع الاموال لمن يتخرج من بيته للمساعدة على تأسيس مشروع له في بلاده، او المساعدة على التبليغ ونشر رسالة جدّه المصطفى، صلى الله عليه وآله، الى ابناء مجتمعه, بهذه السلوكيات يكون الامام وفّق بين تعريف الناس بنفسه وبين ان يجعل عيون السلطة بعيده عنه فهو ابعد انظار السلطة عنه وجعلها تطمئن من جانبه وبنفس الوقت لم يستسلم للاقامة الجبرية ويترك تكليفه في هداية الانسان فاصبح نار على علم واكبر دليل على ذلك قول الشاعر الفرزدق للحاكم الاموي الذي يتظاهر بتجاهل الامام هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ، هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم ;dt h]n hghlhl .dk hguhf]dk vshgji ? hguhf]dk 
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الامام, العابدين, رسالته |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| محاوله قتل الامام زين العابدين ع | الرافضيه صبر السنين | القران الكريم | 3 | 2016/10/07 02:00 PM |
| الامام السجاد عليه السلام في رسالته | العقيلة | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2016/06/13 11:09 PM |
| عن الامام زين العابدين ع | الرافضيه صبر السنين | خيمة شيعة الحسين العالميه | 1 | 2016/03/04 03:46 PM |
| قال الامام زين العابدين ع | الرافضيه صبر السنين | عاشوراء الحسين علية السلام | 2 | 2015/12/23 09:35 PM |
| الامام زين العابدين | الملكه | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2015/11/09 09:12 PM |
| | |
العرض العادي
